قديم 03-11-2014, 09:06 AM
المشاركة 1111
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- التجأ محمد برادة في لعبة النسيان إلى تقنية الوصف أثناء تعطيل الزمن والوقفات لتشخيص الفضاءات ووصفها كما فعل عندما وصف فاس البالي والدارالكبيرة.

- إلى جانب وصف الشخصيات من خلال أبعادها الفزيولوجية ووظائفها الاجتماعية وإنجازاتها السردية وقيمها السيكولوجية.

- ويؤثث هذا الوصف الفضاء ويقدم الشخصيات ويعرض الإطار العام الذي يرسم البرامج السردية سواء أكانت سطحية أم عميقة.

- ويغلب على هذا الوصف الطابع الواقعي والنظرة الإثنوغرافية السياحية خاصة عندما يصف الكاتب فاس البالي والدار الكبيرة وحفلة زفاف عزيز على غرار وصف عبد الكريم غلاب في دفنا الماضي والمعلم علي.

- ويستند الكاتب في وصفه إلى التطويل المعتدل دون الإسهاب في ذكرالنعوت والصفات والأوصاف التفريعية، بل يكتفي بما هو عام دون ما هو خاص وجزئي ولا يبالغ في التطويل كما عند فلوبير في ( مدام بوفاري)، أو بلزاك في رواياته الواقعية أو زولا في جيرمينال.

- بل يكتفي بلوحة وصفية لا تتعدى صفحة واحدة إلى صفحتين، لينتقل من السرد الوصفي إلى المشاهد الدرامية والخطاب المعروض أو الذاتي.

- والوصف غالبا ما ينصب على الشخوص والأشياء والأمكنة والوسائل، ويحضر في الرواية كثيرا وصف الشخصيات بأبعادها الداخلية والخارجية ( الأم- سي إبراهيم- سيد الطيب- لالة نجية- الهادي- الطايع...)،

- ووصف الفضاءات بهندساتها المكانية وقيمها الإنسانية ( فاس- الرباط- فيلا العرس- المقهى الذي يشتغل فيه سي إبراهيم......- الدار الكبيرة..

ولم يقتصر الوصف هنا على التزيين وتأثيث الديكور، بل هو وصف دلالي ووظيفي وخلاق؛ لأنه يوحي بدلالات عديدة ومعان شتى.

قديم 03-12-2014, 09:23 AM
المشاركة 1112
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- تدور أحداث الرواية في فضائين متقابلين داخليا: فضاءفاس وهو فضاء حميمي عريق في أصالته مرتبط بلالة الغالية، إثنوغرافي بعاداتهومعماريته خاصة فاس القديمة بدروبها وسكانها وحيواناتها وحرفها مع التمدين الحداثيفي فاس الجديدة.

- أسهب الكاتب في وصف فاس القديمة مستعرضاقسماتها الفسيفسائية ومظاهرها البانورامية وأشكالها السياحية على طريقة عبد الكريمغلاب في دفنا الماضي على عكس عز الدين التازي الذي اعتبرها مباءة وموت ونهايةوجودية وعبثية.

- فإذا كان الكاتب قد ركز كثيرا على وصف فاس محاولا استرجاع ذكرياتهاوذكريات الأم، فإن الرباط لم يكن إلا فضاء عابرا؛ لأنه لا يؤشر سوى على الهروبوالتحول الرجولي.

- يزاوج الكاتب في نقله للفضاء بين الطريقة الكلاسيكية في الإسهابالوصفي الواقعي والطريقة التي تبنتها الرواية الجديدة في العبور السريع على المكانللتركيز على الأشياء بدل الأفضية وما يمت بصلة إلى الإنسان.

- وتخضر( الدارالكبيرة) بفضائها العريق في الرواية لتبين الطابع الإنساني والعائلي الذي يملأ هذهالدار بوجود لالة الغالية ولتحيل على فضاء الطيبوبة والأصالة على عكس الرباط التيتحضر بفضاءات المقاهي والشوارع الحزينة ووجوه المستعمرين وقساوة الحياة والظروفالمادية الصعبة.

- ويغلب على هذه الفضاءات الطابع الحزين والروح الجنائزية وشبح الموتبوفاة الأم.

- إن قارىء( لعبة النسيان) الذي ليس" من الضروري أن يكون قد عاش- يقولأحمد اليابوري- أو تعرف مباشرة، على مثل تلك الدار الفاسية، يشعر بالوحشة خاصةعندما يتتبع التفصيلات المتصلة بالأبواب الثلاثة التي يفضي بعضها إلى بعض، والتيتذكرنا بنماذج من ( ألف ليلة وليلة) حيث لا يتم الوصول إلى الكنز إلا بعد اختراق عددمن الأبواب والممرات والمتاهات.

- غير أن ما يحد من هذه الوحشة بل ويكاد يلغيها، هوحضور الأم ( الكنز)، كعلامة إنسانية مشرقة دافئة وسط عالم الأشياء والأشكال، من هناطابعها الرمزي، بل والأسطوري من منظور دلالة الفضاء العتيق: في هذه الدار أشياءكثيرة، لكن أهم ما فيها الأم" .

- يتخلل هذه الأفضية لونان بصريان هما: الأبيض ( الوفاة/ الموت)، والسواد( الحياة بمتناقضاتها وصراعاتها السيزيفية)، إنها لعبةالألوان " التي تمثل مجال الصراع الذي يعيشه البطل بين الماضي والحاضر، بين المثلوإرغامات المعيش.

- وتلتقي نهاية هذه اللعبة على مستوى الألوان بنهاية اللعبة علىالمستوى الروائي، في محاولة اقتناص اللحظة البدئية خارج ثنائية الأسود والبض،الواقع والحلم" .

- يلعب المكان دورا مهما على مستوى الذاكرة والحلم واسترجاعالزمن الضائع واستعادة حضور الأم ووفاتها.

- فاس هي المكان المحوري في الرواية؛لأنها ترتبط بالمهد الأمومي.

- هذا ولقد اعتمدت لعبة النسيان في قسمها الأول " المرتبط بما قبيل الاستقلال، على الاستذكار الطفولي للمكان، لذلك بقي اتساعه محدوداوأبعاده ضيقة

- إن ما يميز الفضاءات في القسم الثاني من الرواية- قسم ما بعدالاستقلال- هو تمزقها المادي وانعزالها عن بعضها البعض، بحيث تفقد المسافات الواصلةبين الأجزاء المكانية.

- هذا يعطي الانطباع بتشتت أحداث الرواية وبقفزات غير محسوبةولكن حين يدرك القارىء أن الفضاءات هنا هي ماديا فضاءات شكلية صورية غير مقصودةلذاتها مباشرة أو ضمنيا، وحين يدرك أنها فضاءات اجتماعية ونفسية ووجدانية سواء فيرموزها المادية أو علاماتها، فنكاد نلمس تلك الأبعاد الاجتماعية والنفسيةوالوجدانية بحواسنا دون أن نتأمل ونعمق التفكير كثيرا..." .

- وتبرز في الروايةفضاءات علوية ( طبقات الدار الكبير)، وفضاءات سفلية، أو الفوق والتحت من خلال تواصلعاطفي وإنساني.

قديم 03-12-2014, 02:38 PM
المشاركة 1113
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- على مستوى الرؤية تنبني الرواية على تعدد السراد والأصوات والضمائر والمنظورات.

- فكل قصة نووية يسردها سراد مختلفون، كل سارد له رؤيته الخاصة إلى زاوية الموضوع.

- أي أن المؤلف أعطى للشخوص الحرية والديمقراطية في التعبير عن وجهات نظرها دون تدخل للمؤلف لترجيح موقف على آخر، بل ترك كل شخص يدلي برأيه وبمنظوره تجاه الحدث والموقف، يعبر عن نظره وإيديولوجيته بكل صراحة دون زيف أو تغيير لكلامه.

- لذلك وجدنا القصة تروى من خلال عدة منظورات متناقضة.

- ويلاحظ أن هناك عدة قصص نووية صغرى وحكايات مترابطة فيما بينها من خلال قصتي الهادي والأم باعتبارهما شخصيتين محوريتين في الرواية.

- وكل قصة تروى من عدة سراد أو رواة لإضفاء الموضوعية على الحكي وتوفير قدرا ما من الديمقراطية في التعبير من خلال جدلية المواقف والإيديولوجيات والمنظورات الفلسفية والواقعية، فالهادي مثلا يختلف عن الطايع، فيذكر الكاتب بكل حياد وموضوعية مبرراتهما ويترك للقارىء يحكم على الشخوص ومن له وجهة نظر أرجح من الأخرى، أي يترك للمتقبل أن يرجح آراء الشخوص من خلال رجحان الأدلة والمواقف وطبيعتها الواقعية وابتعادها عن الرومانسية والمثالية.

- ونستشف من خلال الرؤية السردية التواتر التكراري، إذ يهيمن السرد المكرر بكثرة، وهو أن يروي أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة.

- فأحداث الرواية تروى مرات عديدة بصيغ مختلفة أو متماثلة.

- ويكشف الكاتب في روايته عن اللعبة السردية من خلال صراع المؤلف مع راوي الرواة واستحضار القارىء لمناقشة الميثاق السردي.

- ومن ثم يمكن القول: إن الرواية لعبة النسيان تطبيق لآراء محمد برادة النقدية، خاصة أنها أيالرواية نموذج عربي للرواية البوليفونية القائمة على تعدد الأصوات والمنظوراتوالرؤى الإيديولوجية حيث يختار القارىء وجهة نظر الشخص الذي يميل إليه.

- وهكذا يتقاطع الإبداع مع النقد في الرواية والأطوبيوغرافيا مع البوليفونية الباختينية.

- وينتج عن كثرة المحافل السردية" تعدد الضمائر النحوية وتنوع وجهات النظر وتضاربها وبروز طابع النسبية الذي يصبح صفة ملازمة للأفكار والمواقف؛

- ثم نجد المؤلف نفسه يدخل في حوار مع السارد الرئيسي فيتحول، نتيجة لذلك، إلى شخصية روائية،إلى صوت سردي بين باقي الأصوات. ويتم ذلك الحوار في إطار الاختلاف، وحتى عندما يبرز ظاهريا نوعا من التطابق، فإنه يكون منطويا على عناصر تمت إلى السخرية بصلة".

- ومن الضمائر السردية التي ينتقل عبرها الكاتب هي ضمير المتكلم وضمير المخاطب وضمير الغياب، فرديا وجماعيا. وهذا ينم عن مدى التنوع والاختلاف وتعدد الزوايا والمنظورات، وبالتالي، فالكاتب يؤمن بالحوارية والاختلاف.

- ويعمد الكاتب إلى مزج الرؤية الخلفية بالرؤية المصاحبة، إذ السارد في الرؤية الأولى يشرف على السراد ويقوم بالتنسيق بينهم ويترك لهم فرصة التعبير ويعطيهم حرية الإدلاء بآرائهم وقناعاتهم ومواقفهم الإيديولوجية.

- وعلى الرغم من معرفته الواسعة بالشخصيات فإنه يلتزم الحياد وينزل إلى درجة الصفر ليمسك بخيوط السرد: توجيها وتوزيعا.

- كما يتحكم في توجيه دفة الأحداث والوقائع وترتيب الاستيهامات والأحلام.

- وفي كثير من الأحيان يثورهذا السارد على المؤلف ليصحح كثيرا من الأحداث المشوهة أو المزينة: إيحاء وتمويها.

- وكما تقوم الشخصيات – من خلال الرؤية الثانية- بسرد حكاياتها مستعملة ضمير المتكلم الفردي أو الجماعي مستبطنة الذات والموضوع معا عبر عمليات الاسترجاع والتداعي والتذكر الشعوري واللاشعوري.

- وتتجلى الرؤية من الخلف عندما يتحدث السارد عن الأم في الدار الكبيرة وسيد الطيب والهادي في طفولته ومراهقته وحفل زواج عزيز،

- بينما تهيمن الرؤية "مع" في الفصول والقصص الأخرى.

- وهذا يعني أن الرؤية الداخلية/ الذاتية أكثر هيمنة من الرؤية الخلفية الكلاسيكية.

- ومن ثم، فالرواية ذات تبئيرين: داخلي وخارجي.

- وتقترب من الرواية المنولوجية عندما تستبطن الذات والموضوع من خلالال منولوج الداخلي والرؤية المصاحبة.

- في نفس الوقت تمتح من النسق الكلاسيكي عندما يحضر السارد العارف بكل شيء.

- وهذا يعني كذلك حضور السرد الداخلي والسرد الخارجي

وحضور السارد لا شخصي ( الكلاسيكي)، والسارد المشخصن أو السارد التطابقي إذ يصبح السارد شخصية رئيسية ( الهادي/ الطايع/ سي إبراهيم)، أو شخصية ثانوية ( كنزة تتحدث عن لالة نجية، ونساء الدار الكبيرة يتحدثن عم الأم لالة الغالية)، أو دور شاهد على الأحداث.

قديم 03-13-2014, 08:47 AM
المشاركة 1114
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب


- إن الزمن في لعبة النسيان دائري وهابط؛ لأن السرد قائم على استرجاع الزمن الضائع واستعادة ذكرى وفاة الأم باعتبارها الشخصية المحورية.

- وهذا يدل على مدى انزياح الرواية زمنيا عن النسق الزمن الكلاسيكي حيث يتحرك الزمن من الحاضر وهو صاعد نحو المستقبل.

- ويلاحظ أن الرواية عبارة عن قصص نووية مستقلة بمفردها ولوحات سردية منفصلة على الرغم من كونها تترابط بنيويا من خلال شجرة العائلة: قرابة ومصاهرة.

- وتحضر النصوص النقدية المتعلقة بالتفكير في الرواية وكيفية تشخيصها ذاتيا من خلال فضح أسرار اللعبة السردية لتبين الانفصال الموجود بين الإبداع والنقد المقتحم ليحضر القارىء قصد إبلاغه بتقنيات الرواية ومنظوراتها السردية وطريقة أسلبتها.

- إن الرواية- إذا- متخلخلة من حيث البناء والتركيب والزمن، فلا نجد الخط الكرونولوجي، بل نجد أحداثا دائرية تستعاد عن طريق الفلاش باك أو التذكر عبر العودة إلى الماضي بحثا عن الأصول والجذور وتحولاتها في الحاضر وامتدادها في المستقبل من خلال الفروع والحواشي.

- إذا، هناك تكسير لعمودية السرد عبر الاسترجاع والبناء الدائري؛ لأن الرواية تبدأ بالموت وتنتهي به كذلك.

- وعلى الرغم من تفكك الرواية على قصص صغرى وحكايات نووية تسردها الشخصيات المشخصة أو الساردة فإن الرواية مترابطة من خلال اتساقها وانسجامها الداخلي/ البنيوي لأنها تصب كلها في قصة لالة الغالية باعتبارها الأم المثالية، أو التاريخ العريق، والوطن بكل دفء وأمومة.

- فالأم حاضرة في هذه القصص كلها من خلال الاستدعاء والامتداد والتماثل والتطابق والتضمن.

- وبالتالي، فوفاتها تشكل البؤرة الدلالية الكبرى للرواية التي استحثت التيمات والشخوص الأخرى لتوليد الخطابات السردية حولها في شكل اعترافات ومذكرات وتعليقات وشهادات.

- وهكذا، فلعبة النسيان هي رواية الفقدان والنسيان والسلوان واستعادة الزمن الضائع.

- وينحرف الزمن في الرواية إلى الماضي أكثر من انحرافه نحو استشراف المستقبل.

- لأن الرواية هي رواية التاريخ واستعادة الذات لزمنها في صيرورتها الموضوعية، ويمكن أن نختزل سرعة الزمن وبطئه في الخطاطة التوضيحية:

- الكاتب يستفيد من تقنيات الرواية الجديدة ومن تقنيات الرواية الكلاسيكية كذلك، مع العلم أن الزمن لدى الكاتب يتسم بالتشظي والإرصاد والخلخلة في البناء على الرغم منوجود الانسجام العضوي والاتساق البنيوي.

- يستند الكاتب في الرواية إلى توظيف الوقفات الوصفية لتقديم الشخصيات الرئيسية وتصوير الفضاء الذي يؤطر الأحداث ويؤثثها، وتستغرق هذه الوقفات مساحات نصية كبيرة مما يتعطل معها الزمن لتشويق القارىء وخلق الجو النفسي لمعايشة الحدث وتصور الاحتمالات الفنية الممكنة.

- ويقترب محمد برادة في مقاطعه الوصفية من عبد الكريم غلاب في دفنا الماضي والمعلم علي، إذ تغلب الرؤية الإثنوغرافية والسياحية على تقديم المقاطع الوصفية، خاصة وصف فاس البالي، وحفلة عرس عزيز في فاس الجديدة.

- ويتسم هذا الوصف بالطابع الواقعي.

- لكن نفس محمد برادة ليس طويلا ومسهبا مثل نفس بلزاك أو نجيب محفوظ أو عبد الكريم غلاب الذي يستغرق صفحات طويلة.

- بل يتسم الوصف بالإيجاز والتلميح والإيحاء والاختزال والتكثيف.

- وتحضر المشاهد الدرامية بكثرة خاصة مشهد " واقعة الضب"، والمشاهد الجنسية المتعلقة بالهادي والمشاهد الغرامية المتعلقة كذلك بالطايع، إنها مشاهد درامية مشحونة بالتوتروالصراع واختلاف وجهات النظر والرؤى الفلسفية العميقة والبعد المأساوي( كمشهد جنازة الأم / أو زوجة سيدالطيب....).

- وإذا كان التلخيص يعمد إلى حذف ما لا قيمة له، فإن المشاهد عبارة عن مقاطع تمثيلية لها أهمية كبرى في تأزيم الرواية وشحنها بالصراع الدرامي.

- ولا يعمد الكاتب إلى البطء الزمني من خلال الوقفة والمشهد المسرحي، بل يلتجىء كذلك على تسريع الزمن من خلال التلخيص عبر المرور السريع على فترات زمنية طويلة لا جدوى منذكر أحداثها؛ لأنها لا تضيف أي جديد على بناء الرواية وتوتر إيقاعها النسقي.

- كما يكثر من الحذف الزمني لخلق الثغرات الظاهرة والضمنية رغبة في الدخول في الأحداث مباشرة وتسهيل الانتقال من مقطع إلى آخر أو المرور من حدث إلى حدث آخر أو من فترة زمنية إلى أخرى مستغنيا عن الأحداث التي لا قيمة لها.

- أما عن التواتر فهي قضية أسلوبية عند البعض، وزمنية عند البعض الآخر كجيرار جنيت، والمقصود بالتواتر هو مجموع علاقات التكرار بين النص والحكاية.

قديم 03-15-2014, 05:05 PM
المشاركة 1115
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب


- يلتجىء محمد براد في لعبة النسيان إلى تنويع أساليبه لخلق رواية بوليفونية حديثة، إذ يوظف بشكل متوازن الأسلوب غير المباشر أو الخطاب المسرود الموضوعي.

-حيث يقوم الراوي بنقل الأحداث وتقديم الشخصيات والمشاهد وعرض الوقفات الوصفية عندما يؤثث الفضاءات ويزينها أويموهها أو يشينها بمقاطع وصفية.

- ويعتمد في ذلك على وصف خارجي يحدد المعالم والقسماتويستبطن المناحي النفسية والعوالم الداخلية سابرا أغوار الذات الإنسانية فيسلوكاتها الشعورية واللاشعورية.

-ويخفف الكاتب من تدخلات الراوي العالم بكل شيء الذييملك المعرفة المطلقة من خلال رؤية خافية ينظر بها إلى الشخوص مدعيا الحيادوالموضوعية سوى ما يتبادر منه في شكل تعليقات وتقويمات عندما أدخل راوي الرواة إلىحلبة السرد ليشوش على الراوي المطلق الذي يمثل المؤلف الضمني؛ لأن وجود راوي الرواةهو تصحيح لكثير من حقائق الرواية وفضح لأسرار الذات وانطلاق لما هو مضمر ومخفي وبوحبالحقيقة واعتراف بالصراحة.

- ويحضر الخطاب المسرود الموضوعي في تقديم أسلوبإخباري تقريري عن الشخوص والأحداث والفضاءات بطريقة توحي بالواقعية وتموه بصدقالمحكي.

-لذا يعمد الراوي أو راوي الرواة إلى تبني السرد والنيابة عن الشخوص في نقلالأجواء السردية:"

-ويحضر كذلك الخطاب المعروض من خلال السردالمشهدي والحوار وعرض كلام الشخصيات، وهي تتجادل وتبوح باعترافاتها وتدلي بشهاداتهاوتختلف في منظوراتها ومواقفها الإيديولوجية( مثل حوار الهادي مع الطايع).

-ويحضر هذاالخطاب الحواري كثيرا في المشاهد المسرحية والدرامية حيث الشخصيات تعبر عن وجهةنظرها.

- ويتوسل الكاتب بالأسلوب المباشر لنقل آراء الشخصيات وأفكارها وعواطفهاوطروحاتها بدون أن يتدخل الكاتب لتشويه تصوراتها أو تغيير أفكارها.

- ويستندالكاتب إلى الخطاب المسرود الذاتي موظفا المنولوج أو العرض التلقائي أو تيار الوعيكما يوجد عند جيمس جويس وفيرجينيا وولف كافكا...لاستنطاق الذات مباشرة في صراعها معالموضوع عبر استدعاء الذاكرة والأوهام والأحلام ومن خلال التأمل الذاتي والتعبيرالشعوري واللاشعوريبحث عن الأم والزمن الضائع والانطواء على الذات للتلذذ بالغربةالمكانية والضياع الوجودي والثورة على الواقع الكائن إلى درجة اليأس والسأموالعبثية( الهادي) أو الرجوع إلى الصواب والإيمان الرباني( الطايع). إن المنولوجتعبير عن التمزق النفسي والذاتي والصراع الداخلي والمناجاة النفسية.

-وقد أوردالكاتب مقاطع كثيرة من الخطاب المسرود الذاتي ليخلق توازنا أسلوبيا وتعددا صوتياداخل روايته التجريبية.

- كما يلتجيء الكاتب إلى توظيف الخطاب المنقول عبر أسلوب غير مباشر حرالذي يزاوج بين تقنيات الحوار وتقنيات السرد، إذ ينقل الراوي كلام الشخصية بطريقةمباشرة أي " ينوب السارد عن الشخصية في التلفظ بخطابها، أو أن الشخصية تتكلم عبرصوت السارد، وحينها يتدخل الصوتان"

-إذا، فهذا الأسلوب المزدوج يعكس حرية الكاتبفي نسج كلام الشخصية داخل كلام الراوي...

-ويعني هذا اختفاء الراوي من عمله لنقلمشاعر الشخصيات وحياتهم النفسية بدل ترجمتها بطريقة سردية غير مباشرة تفقد الكلامنبرته التأثيرية والمشهدية

-ويلاحظ أن الكاتب قد استعمل عدة أساليب للتعبير عناختلاف المنظورات وتعدد الأصوات وجدلية الداخل والخارج واحترام الصراع بين الراويوالشخصيات بطريقة تعددية حوارية، وهذا ما تدعو غليه الرواية الحديثة التي ابتعدت عنالصوت الواحد والموقف المنفرد:

- وعلى مستوى لغة الرواية فهي لغة متنوعة إذ تجمعبين لغة الفصيح ولغة العامة عبر التهجين والأسلبة والسخرية، كما أنها تستعينبالفرنسية

قديم 03-16-2014, 12:54 AM
المشاركة 1116
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي
  • غير موجود
افتراضي

[tabletext="width:70%;"]



أ. أيوب صابر
متصفح يصافح الفضول كل ما صدفني ..

ــ هل يسكن الوحي بين جدران السجن ؟
ــ علم وعالم البراسايكولوجي : هل لديك قوى خارقة ؟
ــ هنري جوزف دارجر الابن ..من اشهر الايتام.. فنان وكاتب امريكي
ــ هزي خصرك هزي الوضع العربي بخزي...انت شو رايك ؟؟؟؟
ــ أمة إقرأ’ لا تقرأ : ما الاسباب وما الحلول لدفع الامة للقراءة ؟ ‏

وغيرها الكثير الكثير تبحر بنا الى جوهر الكاتب لما و لمن كتب ؟ .. لأمة إقرأ ! .. لا وربي هو وحي في محبره
اسمح لي سيدي وإن كان ردي خارج عن الماالوف هنا ..



إحتراماتي










[/tabletext]

قديم 03-16-2014, 08:16 PM
المشاركة 1117
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ سامر

اشكرك على اهتمامك ...سؤالي هو هل تقصد ان للفن وحي وانه هو مصدر الفن والابداع ؟
الان هل توافق على ان نجري معك مقابلة صحفية في منبر " لقاء مع كتاب منابر" نطرح من خلالها عليك مجموعة من الأسئلة حول سيرتك الشخصية وظروف النشأة والفن ودوافعه واشكاله وكل ما يتعلق به من قضايا .. نقاش مفتوح ندعو فيه كل كتاب منابر للمشاركة في طرح الأسئلة ؟

قديم 03-17-2014, 09:31 AM
المشاركة 1118
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

-تتفاعل في الرواية عدة خطابات تناصية ومستنسخات مكونة لنسيجالرواية ويمكن حصرها في الأنماط التالية:
1- الخطاب الديني والصوفي: آيات الذكر- الجذبات الصوفية- العمارة.

2- الخطاب الأسطوري: كرامات الأولياءوخاصة الشريف...

3- الخطاب الموسيقي: نوبة العشاق- الاستهلال...

4- الخطابالإعلامي: التقارير الصحفية والإذاعية....

5- الخطاب الشعري: أورد نصوصاشعرية.....

6- الخطاب التراسلي: أورد رسائل خاصة مثل: رسائل الهادي.....

7- الخطاب النقدي الواصف: فضح اللعبة الروائية....

8- الخطاب التاريخي: يورد الكاتبأحداثا تاريخية خاصة بالمغرب...

9- الخطاب السياسي: التأشير على الصراعاتالسياسية والإيديولوجية بالمغرب....

10- الخطاب الفلسفي: ماركوز- سارتر- فرويد....

11- الخطاب السينمائي: مناقشة فيلم ( حكاية أو....)...

12- الخطابالاجتماعي: فلسفة الأزياء والموضة وأسماء الملابس واستحضار أحداث المجتمع...

13- الخطاب الغنائي: استحضار أغاني أم كلثوم والطرب الأندلسي والجذبات الصوفيةوالملحون...

- كما تحضر خطابات أخرى كالخطبة السياسية والمثل والأحلام والسيرةالذاتية والخطاب الفانطازي

-وعلى مستوى التناص أيضا، تتحاور الرواية مع عدةنصوص إبداعية ونقدية داخلية وخارجية، إذ من خلالها نتذكر سهيل إدريس( الحياللاتيني)، وطه حسين( أديب)، وتوفيق الحكيم( عصفور من الشرق)، والطيب صالح( موسمالهجرة إلى الشمال)، ومحمد شكري ( الخبز الحافي)، وعبد الكريم غلاب( دفنا الماضي/ المعلم علي)، وعبد المجيد بن جلون( في الطفولة)، وعبد لله العروي( أوراق)، وميخائيلباختين في ( الخطاب الروائي وشعرية دويستفسكي)، وسلخ الجلد للكاتب نفسه( الجنس/ الموت...).

- وهذه الحوارية بين اللغات والخطابات يشكل خطاب الأسلبة والباروديا،إذ يقول باختين: " إن اللعب المتعدد الأشكال بحدود الخطابات واللغات والمنظوراتيعتبر أحد أهم سمات الخطاب الساخر" .
- وعليه، فقد أبدع محمد برادة روايةبوليفونية قائمة على التناصية وتعدد الخطابات وتفاعل الأجناس الأدبية والفنيةوتلاقح اللغات واللهجات مما جعل هذه الرواية تستجمع جميع الأصوات الاجتماعية لتعبربكل حرية وديمقراطية عن وجهات نظرها مع حضور المتلقي والمؤلف الوهمي الذي أجبر علىالتنازل عن سلطته للراوي الرواة والشخوص لتعبر عن عوالمها الداخلية ومواقفها تجاه الموضوع.

- تتبنى الرواية التعدد اللغوي والتجريب البوليفوني ولاسيما أنالكاتب يعد من أنصار هذا التيار النقدي في العالم العربي الحديث، ويبدو ذلك واضحافي ترجمته لكتاب باختين ( عن جمالية الرواية ونظريتها) إلى اللغة العربية، ومقالهالمنشور في كتابه أسئلة الرواية/ أسئلة النقد( التعدد اللغوي في الرواية العربية).

قديم 03-18-2014, 09:20 AM
المشاركة 1119
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- رواية لعبة النسيان لمحمدبرادة رواية جديدة ذات منحى حداثي وتجريبي.

- لاعتمادها على تشظية المتن الروائي إلىعدة حكايات صغرى نووية.

-وتوظيف تقنية الاسترجاع من خلال التذكر والتداعيوالاستيهام، وتحقيق البوليفونية من خلال تعدد السراد ( راوي الرواة/ الهادي/ الطايع/ سي إبراهيم/ نساء الدار الكبيرة...).

-وتعدد الضمائر والأصوات والأجناس.

-وغلبة الحوارية.

-وتداخل الأزمنة.

-والتخييل الذاتي والموضوعي .

-وتناول تيمات جريئة كتيمةالجنس والسلطة والاستبداد.

-كما أن الرواية ذات أطروحة وطنية ووجودية.

-وتهدف الروايةكذلك إلى إدانة الوعي الوطني المزيف والتركيز على الوعي الاجتماعي للجيل الجديدالذي يتمثل في الثورة والرفض والتغيير.

قديم 03-18-2014, 05:07 PM
المشاركة 1120
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- لعبة الأم : إن حضور الأم في ’’ لعبة النسيان ’’ جوهري , ذلك أن هذا عنوان هذا العمل الروائيمضلل , لأنه في العمق لعبة للتذكر وليس للنسيان .

-مضافا إليها جانب التخييل , حيثتقدم الشخوص من خلال مشاعر وانفعالات أولئك الذين يقدمونهم.

- فالأم في الروايةمضاءة من عدة زوايا سردية وشهادات خارجية , وكل وجهات النظر حولها ترسم صورتهاالجميلة , لأنها تحتل مركز الأسرة , لذلك ستنغرس ذكراها إلى الأبد في شخصية الهادي .

- غير أن الأم تحمل فيالرواية أكثر من اسم : للا الغالية , للا ربيعة , فاس , الوطن .. ولها أكثر من صورة , إنها بين الخيال والواقع , وبذلك تكتسب قيمة رمزية تتجاوز الزمن , ففي البدء كانتالأم / الفصل الأول , ومع النهاية أيضا تبدأ / الفصل الأخير / من منكم يذكر أمي , فرغم تعدد وجهات وزوايا النظر حولها , إلا أنها كلها تصب في إخراجها في صورة بهية .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 92 ( الأعضاء 0 والزوار 92)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 11:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.