احصائيات

الردود
1

المشاهدات
3832
 
عمرسعيد
من آل منابر ثقافية

عمرسعيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
7

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة

رقم العضوية
9503
12-03-2010, 10:29 PM
المشاركة 1
12-03-2010, 10:29 PM
المشاركة 1
افتراضي دراسات في التصوف، في الفقه الجامع
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آلهو صحبه
اما بعد،
يخال للباحث في علم التصوف انه علم يرتبط فقط بتجارب الصالحين ، في عزلة عامة و خاصة عن الأحداث العظيمة التي عرفتها المجتمعات المسلمة طيلة خمسة عشر قرنا .لكن القارئ يغفل عن امر هام و جوهري :
ان العارف بالله في نظرته العلمية تجمع الكون في نظرة واحدة تدله على الله ، في حين ان الغافل عن الله يرتبط علمه بالحواس و لقدرة مدركاته العقلية علة فهم العالم ، لذلك تجد الفلاسفة يتحدثون في كراريسهم عن فوضى الحواس ، عن التفتت في فقه العالم ، و التشرذم في العقول ، و التناحر في الأرادات ، وعليه تجد غابات من الأسئلة بدون جواب ، و اشكاليات مستعصية عن الفهم و الحل ، وجواب فارغ عن علة الوجود.
الذكر يولد الفكر ، و العلم يولد الفقه الجامع لكليات الشريعة في كمالها ، والأرادة للأتباع الحثيث للهدي النبوي.
من هنا تنجمع ارادة السائر الى الله على فضيلتين :فضيلة العلم ، وفضيلة التربية.
فمتى انصبت الرحمة في القلب و ملأ ه أيمانا تنور العقل بالحكمة التي يستقيها من القلب المرحوم بالله.
ومتى كانت التربية على منهاج النبوة كان العلم كاملا لا يتجزأ ، ومتى كانت التربية تنشأ عن علم مشتت لا يجمعه الفقه الجامع ، كان التجزيئ في الذات النبوية .
السؤال: هل العلم الذي تركه لنا السلف الصالح مشتت؟.
1.مدخل تاريخي:
كتب بعض العلماء فيما سبق عن القواصم التي قصمت ظهر الأمة ، منها الفصام النكد بين الدعوة و الدولة ، وما كان لدول الجور في حياة المسلمين ، استبداد في الحكم ، و أغتيال العقل الحر في الأجتهاد ، واستفاد اولي الأمر من تمزع العلم مزعا ، في فروع عدة تحتاج الى رجل ذو فقه جامع يجمع الأمة على مشروع كامل.
يكاد الأستناد الى الغيب في معرفة ما حدث سبة ، لكنها في عمق تصور المؤمن اعجاز نبوي ، ا×بار عن كارثة فظيعة سيعرفها الصحابة أولا و نتجرع مآسيها نحن مستقبلا و حاضرا، يقول الشيخ عبد السلام ياسينروى الإمام أحمد بسنده الحسن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لينقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها. وأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة".
لنزداد يقينا بأن الحكم قد فسد في عهد مبكر جدا، ولنزداد معرفة بتفصيل المراحل التي تحدث عنها حديث منهاج النبوة ننظر عند البخاري حديثا رواه بسنده عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال : "كنت مع مروان وأبي هريرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت أبا هريرة يقول : سمعت الصادق المصدوق يقول : "هلاك أمتي على يدي أُغيلمة من قريش". فقال مروان : غلمة ؟ قال أبو هريرة : إن شئت أن أسميهم : بني فلان وبني فلان".
ولنزداد تدقيقا نسمع شهادة صحابي هو سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث إسناده حسن رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان. في رواية الترمذي : عن سعيد عن سفينة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك" قال سعيد بن جهمان ثم قال : (أي سفينة) : أمسك (أي احسب في أصابعك) : خلافة أبي بكر، خلافة عمر، وخلافة عثمان ثم قال أمسك خلافة علي. فوجدناها ثلاثين سنة. قال سعيد فقلت له إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم قال كذبوا بنو الزرقاء ! بل هم ملوك، شر الملوك !"
إن طموح العاملين في الدعوة الإسلامية، يكابدون في جهادهم عنت الإعراض من العامة والمكر السيء من الجبارين في الأرض، يعانون أيضا من الذهنية المتحجرة الواقفة على تقديس التاريخ الإسلامي لا تقبل بوجه أن تنظر فيه للعبرة. هذه الذهنية لوقوفها وتبلدها ورفضها لفهم الماضي أعجز عن تصور مستقبل إسلامي إلا على صورة الإسلام المنشطر المشتت، إسلام الملك العاض، إسلام عاش فيه القرآن وأهل القرآن تحت ظل السيف.
كأني بواحد منهم يطعن في حديث سفينة ويطعن في كل الروايات التاريخية ليبقى له تصوره الجامد المزين بألوان الهناء والفناء. كأني به يقول : "ما عهدنا من يقول مثل ما نسب إلى سفينة إلا الروافض."
ملوك شر الملوك ! وظل السيف طاف فوق الرقاب. ذهب عبد الملك بن مروان إلى المدينة سنة خمس وسبعين. فارتقى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلنها مدوية، ولو كان يسمع الجامدون. قال : "إني لن أداوي أمراض هذه الأمة بغير السيف... والله لا يأمرني أحد بعد مقامي هذا بتقوى الله إلا ضربت عنقه !" أنقل هذه الكلمة الكبيرة التي خرجت من فيِّ رجل من ملوك العض عن كتاب المودودي رحمه الله "الخلافة والملك" كما نقلها عن ابن الأثير والجصاص وعن مؤلف كتاب فوات الوفيات.
كتاب المودودي كان أثار زوبعة في أوساط الناس. وهو أهم ما كتبه هذا المفكر المجاهد رحمه الله. لعل الجامدين وجدوا في الكتاب ثغرة دخلوا منها فضخموا جانبا ليطمسوا منه جوانب ناصعة. جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر أن نكف عن الأصحاب. فلم يسع كاتبنا وهو في سياق تحليله أن يتعفف عن ذكر الإمام سيدنا عثمان رضي الله عنه، غفر الله لنا وله وللجميع.
نعم انتقضت، بل نقضت عروة الحكم بعد ثلاثين سنة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء من يقول من على منبره، من مسجده، للناس يومئذ ولكل من يسمع فيعي من العقلاء أن ما وعد الله ورسوله حق، وأن الخلافة الأولى أقبرها السيف، وأن الحاكم العاض يحكم بهواه، وعصبيته، وجبروته، لا بالقرآن، ولا بشورى أهل القرآن، ولا بعدل القرآن، ولا بإحسان أمر به القرآن، ولا برعاية لتقوى الله. ضرب الأعناق ! ودواء الأمة السيف !
و سالت الدماء بانتقاض العروة العليا، وتشبث الناس بالعرى الأخرى في حدود ما سمح به حامل السيف.
إن كان بقي للأمة كيان قوي، واستمرار تاريخي، وشوكة قوية، وفتوح واسعة، وعلوم ومجد، وحضارة وابتكار، وصلاح وتقوى، فالفضل لله عز وجل بأن حفظ على الأمة وجودها وتماسكها بهذا التشبث الذي أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : "فكلما انتقضت عروة تمسك الناس بالتي تليها."
إن من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم إخباره بالغيب، ومن كرامة الله جل وعلا لهذه الأمة أن بقيت صامدة مواجهة تارة مصانعة أخرى.
واجه الإمام الحسين رضي الله عنه وقاتل، واجه زيد بن على وقاتل، واجه محمد النفس الزكية وإدريس أخوه وإبراهيم ويحيى من بعده وقاتلوا. كان هؤلاء جميعا من آل البيت، وكان لأئمة المسلمين أبي حنيفة ومالك والشافعي رضي الله عنهم ميل، بل مساندة فعلية لهؤلاء القائمين.
عذب ابن هبيرة الإمام أبا حنيفة لما رفض أن يتقلد القضاء لأبي جعفر المنصور العباسي لأنه يرى في بيعته شيئا، كان يراها غير شرعية، وعذب والي المدينة مالكا لما أفتى مالك الناس بان طلاق المكره لا يجوز، وكان المنصور يُكره الناس على البيعة ويحلفهم بطلاق أزواجهم إن هم لم يفوا بالبيعة. وما ذلك إلا لأن مالكا رحمه الله كان يرى أن تلك البيعة فاسدة.
إن مشروع الإسلاميين في عصرنا سيكون محدود الأفق إن لم نتفقه في تاريخنا، يغتاله الشعور بالمضض والألم لما وقع في ذلك العهد العنيف، عهد الانتقال من مرحلة الخلافة إلى مرحلة العض. لا ينقصنا العنف في مرحلتنا هذه، تسلطا علينا أو هاجسا ملحا على بعضنا. فلكي نوسع الأفق، ولكي نزيل الأسى على الماضي، نتخفف لنمضي باطمئنان المؤمنين إلى تحقيق موعود الله جهادا فاعلا وتوكلا يتحرى مواقع القدر الحكيم، نقف عند محطة فكرية عاطفية إيمانية عينية عملية سياسية دينية لنتسائل : ترى لِمَ قبل المسلمون حكم السيف والهوى وضرب الأعناق ؟ لِمَ انساقوا تحت إمرة فاسدة في كثير من الأحيان وهم كانوا في العالم قوة فاتحة هادية يداوون الناس كافة برفق الإسلام وقرآن الإسلام، بينما الحاكم في بيتهم هوى السلطان، والدواء السيف، وحل الخلاف ضرب الأعناق ؟
لماذا استبدل سواد الأمة الأعظم الاستبداد بالشورى، والظلم بالعدل، وقبلوا تهتك الأغيلمة من قريش وطيشهم ؟ لماذا سمعوا وأطاعوا الصبية اللاعبين وهو كانوا أُسْد الشرى وعلماء الدنيا ؟ لماذا حكم المترفون جهابذة الفقه وسادة القوم وأئمة الأمة ؟ لماذا لم يمض الذين ساندوا القائمين من آل البيت إلى آخر شوط في العصيان لأمراء السوء، وكأن في مساندتهم تحفظا شل الحركة، وفت في العضد، وأوهن العزائم ؟)، نظرات في الفقه و التاريخ ، فقرة لتنتقضن عرى الأسلام.
مجرد مدخل تاريخي ، وتحليل عقل تنور بنور الأيمان ، ووضع نصب عينيه ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم!. من منا يجلس الى الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ليقرا و يسمع و يتلقى عنه علم التاريخ ؟.
من الباحثين من يعتبرون الأستناد الى الغيب كمن يسبح في أمواج متلاطمة من الأوهام ، سبة ان تقول الله و رسوله ، وتزيد فهم من سبق ، والتاريخ لا يدرس الا بمعطى و فحوى الأقتصاد و السياسة و الأجتماع و فنون التجمع البشري.
لكن ان ننتقل من العلم الى الطفولة ، ومن النور الى الظلمة مأزق خطير لا يتقبله عقل الباحث المتنور بفلسقة الأنوار.
2.عامل الأيمان بالغيب:
أدوات التحليل التي ابتليت باستعمالها هذه الطبقة من المثقفين المعاصرين تلامذة الجاهلية ليس فيها شيء يسمى الغيب، لأن دائرة تلك الثقافة لا تعرف الله. فإذا أخذوا يحللون الأحداث التاريخية عرضوا الدوافع النفسية والسياسية والاقتصادية أيها كان العامل الحاسم في الواقعة. يرتبون هذه الدوافع حسب ما تعطيه مذاهبهم الفكرية من الأهمية والأسبقية للعوامل الموجهة لحركة المجتمعات. فالشيوعي يبدأ بالبحث عن العامل الاقتصادي والملكية ووسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج ليحدد مجرى الصراع الطبقي وتطوره. والمثالي يبحث عن الفكرة والفلسفة والتيار العاطفي أو الديني الذي أعطى السياسة قاعدتها الإديولوجية ومبادئها. وهكذا. أما المؤمن بالله وقضائه وقدره فينظر في الأسباب الظاهرة. تكون نظرته عوراء إن لم يفعل، لكنه ينظر أيضا إلى قدرة الله تعالى وقضائه وتصرفه المطلق في ملكه، من خلال العلل والأسباب أو بدونها. كل فساد ظهر في البر والبحر فبما كسبت أيدي الناس، والحكمة المعلنة في القرآن الكريم أن رب العباد سبحانه يريد ﴿ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾ [1] .
في التحليل الإيماني لتاريخ الفتنة وانتقاض عروة الحكم في الإسلام نعزو ما وقع للأمة من تخاذل أمام السلطان إلى الإخلال البشري، لا تغيب عنا أسباب استيقاظ عصبية كانت في طريقها إلى الذوبان في عهد النبوة والخلافة الراشدة. ولا يغيب عنا الصراع بين طوائف جديدة من الشعوب والأجناس التي دخلت في الإسلام ولم تترب عليه تربية كاملة، ولا يغيب عنا كيف كانت هذه العناصر القلقة وسطا مناسبا فشت فيه حمى المطالبة والاعتراض والتآمر. لا يغيب عنا أخطاء، بل أوزار، فئة من الانتهازيين اندسوا في ثنايا الدولة على عهد الخليفة الثالث رضي الله عنه فكان منطقهم أن "دواء الأمة السيف" قبل أن ينطق بالكلمة عبد الملك بن مروان من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يغيب عنا ما دخل المجتمع الإسلامي من أموال انصبت إثر الفتوح الواسعة لتحدث تحولات في نمط المعيشة. وهلم جرا إلى ما شئت من تخرص وتقدير.
الآن نرجع إلى أمة كانت معجزة تاريخية قبل ظهور كل هذه العوامل لما برزت على ساحة العالم جموعا جائعة فقيرة من المقومات المادية، غنية عزيزة بالمعنى العظيم الذي جمعها وألف بينها ورفعها : معنى الإيمان بالله والشعور بأنها حاملة رسالة إلى العالم.
هذه الأمة كانت تتعامل مع الله عز وجل ثقة به وبوعده في الدنيا والآخرة، كانت تأخذ كلمة القرآن ووصية النبي صلى الله عليه وسلم مأخذ المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. كان هذا المطلق هو العامل الحاسم في حياتها، في رفعتها وفي كبوتها. كانت طاعة الله ورسوله الباعث على الفعل والترك، على السلم والحرب، على الموت والحياة.
كان الصحابة رضي الله عنهم سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث "الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عاضا". سمعوا وصدقوا أن عرى الإسلام ستنقض، وأن أول ما ينقض منها عروة الحكم ورباطه. سمعوا أن هلاك الأمة سيكون على يد "أغيلمة من قريش". فهل كانت كل هذه الإخبارات تمر على هذه الأحاديث المستقبلية ـ كانت ـ أن العلم بها كان مستفيضا. وقد جمع المحدثون تحت عنوان "كتاب الفتن" أو ما شابه كثيرا مما ذكره الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن وقائع تأتى على أمته وعلى العالم من بعده إلى ظهور الدجال لعنه الله وظهور سائر أشراط الساعة.
في حديث نقض عرى الإسلام ذكر المصطفى الكريم على الله صلى الله عليه وسلم أن أول العرى نقضا عروة الحكم، وأن آخرها الصلاة، وأن الناس كلما انتقضت عروة تشبثوا بالتي تليها. العرى الفتحات التي تدخل فيها الأزرار ليشد بها الثوب. فكأن سربال الإسلام يتمزق عن جسم الأمة من أعلى، من حيث الرأس، أي الدولة، والناس يتمسكون به مخافة أن ينكشف. ترى هل أوصى نبي الله صلى الله عليه وسلم أمته بشيء تتشبث به يكون أرجى أن لا تهلك الأمة من جراء الانفصامات المتتالية ؟ ترى هل فهم الصحابة والتابعون والقرون الثلاثة الفاضلة من الوصية النبوية أنها تشريع للفتنة ورضى بها وتشجيع على بسطها ؟
أمامي صحيح الإمام مسلم أقرأ منه في باب الفضائل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال : "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر. ثم قال : " أما بعد ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين (قال العلماء سُمِّيا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما) : أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به". فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال : "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ! أذكركم الله في أهل بيتي !" الحديث.
الأخبار عن غدير خم، وعن وصية النبي صلى الله عليه وسلم بآل بيته الأطهار تشكل عند إخوتنا الشيعة النصوص الحيوية التي يبنون عليها ولاءهم المطلق لآل البيت. آل البيت رضي الله عنهم هي العروة التي تشبثوا بها بعد فساد الحكم ونقض عروته. اشتدت عليهم قبضة حكام العض على مر القرون فاستماتت قبضتهم في التمسك بآل البيت، اعتقدوا الوصية لعلي كرم الله وجهه، وغلا غلاتهم فرفضوا الخلفاء قبله وسبوهم، قاتل الله الغلاة وأبعدهم، واعتقدوا الإمامة لبني علي وأضفوا عليهم العصمة.
تشبثٌ آلَ إلى تصلبٍ توارثته الأجيال، وعاش في ظل الاضطهاد والاستخفاء والتقية، لكنه تشبث له أصل ثابت عندنا وعندهم من إخبار الحبيب صلى الله عليه وسلم ووصيته.
أمسِكوا هذه إخوتي وأخواتي، قفوا عند هذا التشبث من جانب الشيعة ريثما نذكر أهل السنة والجماعة، لنرى كيف تفرعا معا من نفس الأصل النبوي، وكيف توسع الخلاف بين الفرعين، وكيف حفرت العداوات والصدامات وتضارب الولاء الهوة حتى أصبح الشيطان والجهل يصوران لنا أنها هوة لا قرار لها، وأنها الفرقة إلى الأبد. هذا التصور الشيطاني يغلق على الأمة آفاق المستقبل في الدنيا وأمل لقاء الله عز وجل وهو يضحك إلينا إن جئناه نعادي أهل القبلة أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله، المتمسكين بالقرآن كما نتمسك، وهو الثقل الأول. فما بالنا نكفر إخوتنا وننفخ نفخ الشيطان أن كان فهمنا للثقل الثاني كيف نواليه محط خلاف ؟
أقرأ من كتاب "جامع الأصول" أحاديث كثيرة، لا أورد منها إلا الصحيح، كلها توصي الأمة بالسمع والطاعة مهما كان الأمير. أحاديث انتشرت في السواد الأعظم من الأمة، وهم أهل السنة والجماعة، وأصبحت مبدأ ونظام حياة. يسيء الظن، بل يستخف بالأمة، من يزعم أن هذه الأحاديث كانت من وضع الرواة بإيعاز من الحكام المحتاجين إلى مشروعية، يتخذون هذه الأحاديث أداة تشريعية للقمع. كان هنالك وضع، ووضع كثير، لكن إجماع أهل العلم بالحديث على سلسلات من الرواة الثقات يجعلنا في مأمن تام من أن يتسرب إلى ديننا مثل هذا التزوير. ذلك لثقتنا الكاملة بهذا العلم الفريد الشريف الوحيد في تاريخ الدنيا، ألا وهو علم أصول الحديث وعلم الجرح والتعديل.
عنوان ابن الأثير الجزري رحمه الله : "الفصل الخامس في وجوب طاعة الأمير".
أورد في الفصل سبعة عشر حديثا، ثلاثة عشر منها في الصحيحين أو في أحدهما. والصيغة الأمرية تترواح بين الترغيب والأمر المؤكدين بالطاعة وبين التحذير والوعيد الشديدين من المخالفة والعصيان. "اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة" (البخاري). "إن أمر عليكم عبد مجدع (...) يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا" (مسلم والترميذي والنسائي)... "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني" (الشيخان والنسائي) " سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألون حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه. ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجدبه الأشعث بن قيس فقال : اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم" (مسلم والترمذي). "ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة" (من حديث لمسلم).
هناك صيغ أخرى مشددة مثل قوله صلى الله عليه وسلم : "من كره من أمير شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية" (الشيخان). هذا الحديث وأمثاله ألجم الأفواه، وألزم علماء الأمة الصبر على كره شديد لما فعله العاضون. فإن نطقت الأفواه بالاحتجاج فما كانت، إلا في حالات قليلة، تثير الخروج على السلطان من جانب العلماء الأتقياء مخافة الوعيد المفزع وعيد الميتة الجاهلية، وقانا الله.
صرح الإمام أحمد رضي الله عنه بملء قوته لما ابتدع المأمون العباسي وفسق عن أمر ربه وحارب الله ورسوله بتبني رأي المعتزلة القائلين بخلق القرآن. وأوذي الإمام فصبر. جلد فغفر. كان وعيد الميتة الجاهلية رادعا قويا لأمثاله الضنينين بدينهم.
وكان الملوك العاضون وسلاطين السيف يستغلون هذه النصوص، ويربطون الناس ببيعة إكراهية تغل منهم الرقاب وتقيد الأرجل وتشل الحركة. ماذا تريد من مؤمن أن يفعل وهو يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل بايع إماما، فإن أعطاه وفى له، وإن لم يعطه لم يوف له" (الشيخان والترمذي) توفية واجبة إذن وإن اختل العدل في الحكم، وفشا الظلم الاجتماعي، واستأثر الحكام بالأرزاق لا يعطون إلا على نشوة المبذر المسرف في أموال المسلمين.
وطغى في الأرض الفسقة الفجرة، تطيعهم الأمة على كره شديد وتحتفظ بهم، وتغزو بغزوهم، وتأتمر بأمرهم، تسمع وتطيع.
كان خوف الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة يلم شعت الأمة، ويصونها أن تذهب مع العصبيات التي استيقظت، وأن تخرج مع الرايات المفرقة للوحدة، الساعية للفرقة. "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، فقتل فقتلة جاهلية. ومن خرج على أمتي يضرب بَرها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي بعهد ذي عهدها، فليس مني ولست منه" (مسلم والنسائي).
لنقف الآن ومعنا من أدوات التحليل شيء زائد على المنطق الجدلي والاعتبارات الأرضية. لنقف نتساءل : أليس في هذه الوصايا المؤكدة الشديدة ما يحير ؟ أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالشورى وبالعدل وبالإحسان ؟ فلِمَ أوصى بالسمع والطاعة مهما استبد الحاكم. ومهما ظلم ومهما فسق ؟
إن الله عز وجل أخبرنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم حريص على المؤمنين، رؤوف بهم رحيم. وإن الله عز وجل أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على مسائل كثيرة من الغيب، مما يقع لأمته حتى قيام الساعة، نقل إلينا الصحابة رضي الله عنهم بعضها وأُنسوا الكثير. وإن الرسول الكريم حرص على وحدة أمته لما علم من قضاء الله الذي لا يرد، قضاء الله العلي القدير الحكيم الذي اقتضى أن تكون فتن، وأن يبتلى المسلمون بحكام العض والجبر، لا يظلم ربك أحدا، ولا يظهر الفساد في بر أو بحر إلا جزاء لما كسبت أيدي الناس لعلهم يرجعون. ولعلهم يؤجرون في الدار الآخرة إن كانوا مسلمين وصبروا واحتسبوا وقالوا باللسان والعمل : إنا لله وإنا إليه راجعون.
أطلع الله جل وعلا نبيه الكريم بما هو كائن لا محيد عنه، وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله. وبإذن الله نطق الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم. نطق بوصية السمع والطاعة لما علم من أن نوازع الاستعلاء والاستكبار ستظهر، وسيظهر التسابق إلى السلطان، والصراع على السلطان. فلا يكن ذلك على حساب وحدة الأمة وتماسكها الداخلي. ثمن هذا التماسك الصبر، ثمنه الاستبداد وما يجره من خسف للحقوق، ثمنه الظلم وتوابعه، صَلِيت بناره الأمة، وصليت بنار الحروب الأهلية، كانت تلك الحروب كفيلة بالقضاء على الإسلام لولا وصايا السمع والطاعة التي اعتبرها علماء المسلمين دينا ومعهم السواد الأعظم.
هذا الإيضاح النبوي كان العروة المتينة التي تشبث بها أهل السنة والجماعة بعد أن نقضت عروة الحكم.
ولعل كثيرا مما وقع في تاريخنا من اضطراب في السياسة والحكم، في المذاهب والاختلاف، في الفقه والعقيدة، في هروب الصوفية الطَّيـبي الأنفاس من الميدان وسكوت علمائنا عن "تلبيس إبليس" في الحكم، راجع بعد قضاء الله وقدره إلى الحيرة بين التشبثين الواجبين، بين التشبت بالقرآن، وهو العروة الوثقى، فيه الشورى والعدل والإحسان، وبين التشبث بالسنة وفيها الأمر بالسمع والطاعة والتخويف من الميتة الجاهلية في حق من فارق الجماعة. السمع والطاعة لملوك استحقوا الصفة الشائنة التي جاءت بها أيضا السنة وهي صفة العض، وظهر بعد أنهم أخلُّوا بالشورى وبالعدل وبالإحسان جميعا.
من حديث مسلم والترمذي والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن أمر عليكم عبد مجدع (...) يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا". لذا لا نجد حاكما عاضا فيما مضى، ولا نجد من حكام الجبر الحاليين إلا من يتمسح بكتاب الله سبحانه ظاهرا، ويعلن ولاءه له وخدمته وإخلاصه. فمن كان منهم من الصالحين ـ وقد كان، فإننا لا ندين الأشخاص بل ندين النظام ـ سدد وقارب ليطبق حكم الله جل شأنه على واقع متفلت. ومن كان دون ذلك فإنما كان يلعنه القرآن ولا تجرؤ الأمة ـ في سوادها الأعظم وفي غالب الأحيان ـ أن تخرج عن طاعته مخافة الوعيد المهول.
فمن خرج من أهل السنة والجماعة خرج لتأوله وفهمه من الوصية النبوية ما لم يفهمه غيره. كان الحسين بن علي رضي الله عنهما والقائمون بعده زيد بن علي ومحمد وإدريس وإبراهيم ويحيى وكل القائمين في القرون الفاضلة من أهل البيت من أهل السنة والجماعة، إذ لم يكن التشيع يومئذ تحول من كونه مشايعة وانتصارا لآل البيت الأطهار ليصبح مذهبا وعقيدة.
كان هؤلاء القائمون الغاضبون لله المنتصرون للحق يعرفون الأحاديث المشددة على السمع والطاعة ولزوم الجماعة لاشك في ذلك. لكنهم أيضا كانوا يعرفون أحاديث الطاعة فيها مشروطة بأن يقود الحاكم الأمة بكتاب الله تعالى مثل حديث مسلم الذي قرأناه آنفا. ويعرفون الأحاديث التي شرطت الطاعة للحاكم الذي يقيم الصلاة لا لمن يضيعها مثل حديث مسلم عن عوف بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم." قال : "قلنا يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك ؟" قال : "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ! لا، ما أقاموا فيكم الصلاة. ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة".
حديثان لمسلم يشرطان الطاعة بشرطين : أن يقود الحاكم الأمة بكتاب الله تعالى، وأن يقيم الصلاة في الناس. فتبقى للمؤمنين مسؤولية التقدير لتمييز الحاكم الذي يقود بالقرآن أو لا يقود، ولتقدير إقامة الصلاة ما معناها وما مدلولها العملي. إن كان الرسول الكريم على الله المؤيد بالوحي يشير إلى مواطن القدر التي أطلعه ربه عليها مقدما النصائح، فما كان له أن يستبق القدر بتفصيل ما ينبغي أن يبقى مطويا، ولا بتعيين ما يجب أن يبقى إلى زمان ظهوره مسدلة عليه أحجبة الستر، ولا بتعريف حدود الشرطين الحاكمين. كتم صلى الله عليه وسلم ذلك وسكت عنه ليتحمل كل مسؤوليته، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. فقدر الله تعالى الحكيم لقضائه الأزلي لا يتنافى مع ما أثبته الشرع وما تعطيه الملاحظة من كسب العباد وحريتهم في الاختيار. كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أن أخبر بالفتن الطارئة على أمته من بعده، لا يعصم الأمة عاصم من أن تجري عليها الأقدار فتتميز عن سائر الخلق، وما بلغت نصائحه الشريفة صلى الله عليه وسلم أكثر من أن ترسم دائرة واسعة، في حدودها يحتفظ بوحدة المجموع دون أن تقيد مسؤولية أحد ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.
لا نشك لحظة أن الحسين بن علي رضي الله عنهما حين غضب غضبته وقام قومته إنما فعل لاعتقاده أن يزيد فسق عن أمر الله وقاد بغير القرآن وأضاع الصلاة، إن كان غيره قدر غير ذلك ورجح الطاعة فلا يعدو أن يكون مجتهدا. وإن سترت أجيال من علماء السنة كارثة قتل الحسين، أو أدانتها على استحياء، فما يهون من فداحة إخلالهم ذاك في أعيننا إلا وجود تلك النصوص الثابتة الكثيرة الداعية للحفاظ على الوحدة، تأولوا في ظلها سلوك يزيد وأمثاله، وسكتوا عن الذل والإذلال وهم يسمعون بني مروان ويرونهم يصفون السيف دواء لأمراض الأمة، وضرب الرقاب شفاء، ويطبقون.
لا يعذر إخواننا الشيعة أحدا ولا يهون عليهم شيء من سكوت أهل السنة والطاعة. ومعهم من النصوص ما إليه يطمئنون يجدون فيها الوصية النبوية بلزوم الثقلين كتاب الله وعترة النبي صلى الله عليه وسلم. والقرآن وأهل البيت في اعتقادهم واعتقادنا مترابطان. نجد الإشارة إلى هذا التلازم في حديث للترمذي قال إنه حسن غريب عن يزيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما."
وبعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر كما رأينا في الحديث الصحيح عند البخاري أن هلاك أمته يكون على يد أغيلمة من قريش. نفهم كلمة الهلاك في النطق الشريف لا على أنه نهاية الأمة، فإن استمرارها منذئذ إلى يومنا أربعة عشر قرنا إلا أربعين عاما أو خمسين لا يقبل ذلك الفهم. لكن الأغيلمة ما وصلوا إلى الحكم إلا لمكان النظام الوراثي العاض الفاسد المفسد. ما كان لأمثالهم أن يتربعوا على السدة لو كان أمر الأمة شورى بينها ولو لم تلد العصبية المستيقظة من أسباب الأثرة والتسلط ما حال دون العدل، وحرف مقاصد القرآن، ودفع إلى المناصب العالية حاملي السيف لا أهل التقوى والإحسان.
وصول الأغيلمة للحكم واستمرار استبداد أهل العض والجبر كان النقض الأخطر إذ كان نقضا للعروة العليا. كان فساد السلطان توهينا للقرآن. من شأن السلطان في دولة الإسلام أن يُخدم القرآن ويكون عنه وازعا مدافعا. فإذا أمسى السلطان مُزْوَرّاً عن القرآن، مخالسا له مخاتلا كما نرى في عصرنا، فهلاك الأمة مستمر. وعلى الله القوي العزيز التوكل في أن يقف الانحدار، ثم تبدأ مسيرة اقتحام العقبة، بجهد أهل القرآن بالعمل الدائب، بالعلم النافع، حتى يستقر السلطان في أيدي الأمناء الأقوياء، حتى تكون الدولة آلة طيعة في يد الدعوة تشرف بها على عملية انتشال الأمة من أودية الهلاك، والصعود بها إلى الذرى. لا إله إلا الله محمد رسول الله.
نسأل الله ان يرحمنا آمين


قديم 12-04-2010, 07:33 AM
المشاركة 2
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جزاك الله خيرا ً أخي عمر

غيرة وصدق ملحوظ , فيما كتبت , مزيدا ً من العلم , عمقا ً وعلّوا ً وسيتغير الحال إن شاء الله


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: دراسات في التصوف، في الفقه الجامع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دية المرأة بين الفقه القديم و الفقه المعاصر ياسر حباب منبر الحوارات الثقافية العامة 0 01-02-2020 01:47 PM
مصابيح الجامع وهو شرح الجامع الصحيح للإمام البخاري - بدر الدين الدماميني د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-18-2014 02:18 PM
دراسات في التصوف ، سؤال لابد منه؟ عمرسعيد منبر الحوارات الثقافية العامة 1 12-04-2010 09:12 PM
دراسات في التصوف، في رحمة القلب وحكمته عمرسعيد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-04-2010 12:55 PM
1.دراسات في التصوف ، في الفقه الجامع عمرسعيد منبر الحوارات الثقافية العامة 1 12-04-2010 07:23 AM

الساعة الآن 07:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.