احصائيات

الردود
0

المشاهدات
347
 
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية

محمد نجيب بلحاج حسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
200

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2008

الاقامة

رقم العضوية
4875
10-04-2023, 12:41 PM
المشاركة 1
10-04-2023, 12:41 PM
المشاركة 1
افتراضي لبّيك عمرة...
لبّيك عمرة...

(في شعاب مكة)

خفّفِ الوطء فوق هذا التّراب،
واملإ العينَ من ضياء الرّوابي...

هذه الأرض في ثراها عطورٌ...
ترفع الرّوح لامتداد السّحاب...

أيّها الرّيح ، اِكتسحْ كلّ ركنٍ...
أيها النّور ، اِنتشرْ في العُبابِ...

أيها الغار ، لو نطقتَ افتراضا...
دمدم الفخرُ من صخور صِلاب...

أشرفُ الخلق في حناياك يَلقى
أشرفَ القول، يالَصِدق الخِطاب!

قُم إلى النّاس،وادعُهم لارتفاع...
عن وضيع الجهالة والتّصابي...

أنقذِ البنت من صنوف امتهانٍ...
حرّر العبدَ من هوان الرّقاب...

انشر العدل ياشفيع النّشامى،
أغرق الظلم في خِداع السّراب.

في طوافي،يطوف ذهني بجسمي،
واضطرابي يطوف حول اكتئابي...

أرفع الصّوت بالدّعا مستجيرا،
يرجع الصوتُ واعدا بالجواب...

يُذرَف الدّمعُ من عيوني مُجيبًا
موجة الشّوق، راقصا في انسياب.

هل تُراها دموع عشقٍ تسامى؟
أم تراها دموعُ خوفِ الحساب؟

ياإلهي، أنا الفقير المُعنّى...
لا تكِلني لوحدتي واغترابي ...

لا تدعْني مع الهوى والخطايا...
اِنتشلني من الشّقا والعذاب...

مُثقَلَ الخطوِ، مكمِلًا رُكنَ سعيي،
زمزمٌ مَورِدُ الشّفا والشّرابِ...

كيف كانت حليلة الجدّ تجري؟
قبل صُنْعِ المراوح والقباب؟

أيّ فيضٍ من اليقين اعتراه؟
كيْ يزُجّ بأهله لليباب؟...

كيف ولّى، وأسلم الأهل طوعا...
في قفار، محاطة بالخراب؟

يا إلهي، وكيف صدّق رؤيا؟
يا إلهي، كيف اهتدى للصّواب؟

أحلِق الشَّعرَ بعد إنهاء سبعٍ...
ثمّ أهوي على وثير الزّرابي ...

مشهد البيت ينعش الرّوح حقّا...
يُبهر النّاس، حوله في الرّحاب...

كلّ داعٍ يقول: ياربّ سلّم...
ليس بيني وبينك من حجاب ...

كلهم في البياض جاؤوا خفافًا..
أرسلِ الصّفحَ يا عليّ الجناب..

مالكَ الرّوح ، كن لروحي وليّا...
عالمَ الغيب، ليس يخفاك ما بي.

(في رحاب المدينة)

خَفّفِ الوطء يا مُريدَ الثّواب...
واقصُدِ السّيرَ نحو أرض الصّحابِ...

قد ترى في طريقك عنكبوتًا...
يحرسُ الغارَ دون سورٍ وبابِ...

أو ترى الذّئبَ رافلًا في قميصٍ..
يحفظُ الأمنَ من ضَلال الكلاب..

مُرسَلُ الخير كان يدري بِوَحيٍ،
أنّ مسعاه مُنْتَهٍ لاكتساب...

والصديقُ المُرافق كان يخشى
رصدَ غدرٍ، أو اغتيالَ انقلابِ...

هذه الأرض جاهدت ذات فجر،
واستعانت وهادُها بالهضاب...

هذه الأرض شاهدت سعي فتحٍ،
لانتصار العقيدة والكتاب...

أرسِلِ العين في سهولٍ أجابت...
حين خان الطّغاةُ نصّ الجواب..

أقبل البدر...من طريق مليءٍ...
بالمتاهات ، بالأذى والصّعاب...

أصبح اليومَ خطّ سيرٍ مديدٍ...
يجعلُ الشّيخ مُنعما بالشّباب...

اِخلع النّعل،واقتربْ من رسولٍ،
هو في القلب ، حاضرٌ بالغيابِ...

واسأل الله أن يكون شفيعًا...
يوم دفع الضّريبة والنّصاب...

يا حبيبي، وما رأتك عيوني ...
أُشهِدُ الله أنّك لم تُحاب...

قلتَ صدقًا ، وكنتَ بَرّا أمينا...
كنت نورا يزيح غيم الضّباب...

دينُكَ الحقّ بثّ في الكون طهرًا،
يغمر القلب ، غير طهر الثياب...

كن رفيقي ومؤنسي يوم حشرٍ...
كن مُزيحا هواجسي وارتيابي...

مُرسَلَ الخير، لن يطولَ مُكوثي..
فالمريدون أكثروا من عتابي...

ليتني في البقيع أحظى بقبر...
كيْ أُمَنّى بمُتعة الاقتراب...





محمد نجيب بلحاج حسين
الميدة - تونس

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: لبّيك عمرة...
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة لبيت هجرته من زمان، وعش عمرت فيه مكان. السيد مهدي الحسيني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 12-08-2013 09:26 PM

الساعة الآن 02:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.