قديم 08-08-2020, 07:57 AM
المشاركة 1371
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذْ مِنْهَا مَا قَطَعَ البَطْحَاءَ ....

قوله "منها" أي من الإبل ، والبطحاء :
تأنيث الأبْطَح ، وهو مَسِيل فيه دُقَاق
الحصى ، والجمع بِطَاح ، على غير قياس ،
أي خذ منها ما كان قوياً .
يضرب في الاستعانة بأولِي القوة .

قديم 08-08-2020, 07:59 AM
المشاركة 1372
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَذِ الأَمْرَ بِقَوَابِلِهِ ....

أي بِمُقَدِّمَاتِهِ ، يعني دَبِّرْه قبل أن يفوتك
تدبيرُه ، والباء بمعنى في ، أي فيما يستقبلك
منه ، يقال : قَبَلَ الشيءُ وأقبل .
يضرب في الأمر باستقبال الأمور.

قديم 08-08-2020, 11:12 AM
المشاركة 1373
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذْ مَا طَفَّ لَكَ واسْتَطَفَّ ....

وأطَفُّ أيضاً ، يقال : طفَّ الشيءُ يَطِفُّ
طُفُوفاً ، إذا ارتفع وقَلَّ ، ويقال أيضاً :

قديم 08-08-2020, 11:13 AM
المشاركة 1374
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذْ مَا دَفَّ واسْتَدَفَّ ....

قال أبو زيد : أي ما تَهَيَّأَ .
يضرب في قَنَاعة الرجل ببعض حاجته .

قديم 08-09-2020, 09:05 AM
المشاركة 1375
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَشِّ ذُؤَالَةَ بِالحِبَالَةِ ....

ذُؤَالَة : اسم للذئب ، اشتُقَّ من الذَّأَلَان ،
وهو مَشْي خفيف .
يضرب لمن لا يبالي تهدده : أي توَعَّدْ غيري
فإني أعرفك .
وقال أبو عبيدة : إنما يقول هذا مَنْ يأمر
بالتبريق والإيعاد ، قال الشاعر* :

لي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَهْ
ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِبَالَهْ

فَلَأَحْشَأنَّكَ مِشْقَصَاً
أَوْسَاً أوَيْسَ مِنَ الهَبَالَةْ



* هو أسماء بن خارجة ، والضغث - بكسر
الضاد - أصله قبضة من الحشيش مختلطة
الرطب واليابس ، والإبالة : الحزمة من
الحطب وأصل بائها مشددة ، وقد خففها
الشاعر ، وأحشأنَّك : أدخل في حشاك
والمشقص - بزنة منبر - ما طال وعرض
من النصال ، وأوسا : أي عوضاً وبدلاً ،
وأويس : مصغر أوس ، وهو منادى ،
والهبالة : اسم ناقة الشاعر التي كان الذئب
يريد أكلها .

قديم 08-11-2020, 11:46 AM
المشاركة 1376
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَالِفْ تذْكَرْ ....

قال المفضل بن سلمة : أول من قال ذلك
الحُطَيئة ، وكان وَرَد الكوفة فلقي رجلاً فقال :
دُلَّني على أفتى المصر نائلاً ، قال : عليك
بِعُتَيْبَةَ بن النَّهَّاس العِجْلي ، فمضى نحو داره ،
فصادفه ، فقال: أنت عتيبة ؟ قال : لا ، قال :
فأنت عَتَّاب ؟ قال : لا ، قال : إن اسمك
لشَبِيه بذلك ، قال : أنا عتيبة فمن أنت ؟ قال :
أنا جَرْوَل ، قال : ومن جَرْوَلُ ؟ قال : أبو
مُلَيكة ، قال : والله ما ازْدَدْتُ إلا عَمىً ، قال :
أنا الحُطَيْئة ، قال : مرحَباً بك ، قال الحُطيْئة
فحدِّثْنِي عن أشعر الناس مَنْ هو ؟ قال : أنت ،
قال الحطيئة : خَالِفْ تُذْكَرْ ، بل أشعر مني
الذي يقول :

ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِن دونِ عِرْضِهِ
يَفِرْهُ ، وَمَنْ لَا يَتَّقِ الشّتْمَ يُشْتَمِ

ومَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ
على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنهُ ويُذْمَمِ


قال : صدقت ، فما حاجتك؟ قال : ثيابك
هذه فإنها قد أعجبتني ، وكان عليه مُطْرَف خزٍّ
وجُبة خز وعمامة خز ، فدعا بثيابٍ فلبسها ودفع
ثيابه إليه ، ثم قال له : ما حاجتك أيضاً ؟ قال :
مِيرَةُ أهلي من حَبٍّ وتمرٍ وكسوةٍ ، فدعا عَوْناً له
فأمره أن يَمِيرَهم وأن يكسو أهله ، فقال الحطيئة :
العَوْدُ أَحْمَدُ ثم خرج من عنده وهو يقول :



سُئِلْتَ فلَمْ تَبْخَلْ ولَمْ تُعْطِ طَائِلاً
فسِيَّانِ لا ذَمٌّ عَلَيْكَ وَلَا حَمْدُ

قديم 08-19-2020, 08:33 PM
المشاركة 1377
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... خَطْبٌ يَسِيْرٌ فِي خَطْبٍ كَبِيرٍ ....


قاله قَصير بن سَعْد اللَّخْمِي لِجَذيمة بن مالك
ابن نَصْر الذي يقال له : جَذِيمة الأبرش ،
وجذيمة الوَضَّاح ، والعرب تقول للذي به
البَرَصُ : به وَضَح ، تفادياً من ذكر البرص .
وكان جذيمة مَلِكَ ما على شاطئ الفرات ،
وكانت الزبَّاء ملكةَ الجزيرة ، وكانت من
أهل باجِرمى * وتتكلم بالعربية ، وكان جَذِيمة
قد وتَرها بقتل أبيها ، فلما استجمع أمرُها ،
وانتظم شمل ملكها ، أحَبَّتْ أن تغزو جَذيمة ،
ثم رأت أن تكتب إليه أنها لم تجد مُلْكَ النساء
إلا قُبْحَاً في السَّمَاع ، وضَعْفاً في السلطان ،
وأنها لم تجد لملكها موضعاً ، ولا لنفسها كفؤاً
غيرك ، فأقْبِلْ إليَّ لأجْمَعَ ملكي إلى ملكك ،
وأصِلَ بلادي ببلادك ، وتقلد أمري مع أمرك ،
تريد بذلك الغَدْر .
فلما أتى كتابُهَا جذيمةَ ، وقدم عليه رسُلُها ،
استخفّه ما دَعَتْه إليه ، ورَغِبَ فيما أطمعته
فيه ، فجمع أهلَ الحِجا والرأيِ من ثقاته ، وهو
يومئذ ببَقَّةَ من شاطئ الفرات ، فعرض عليهم
ما دعته إليه ، وعرضت عليه ؛ فاجتمع رأيهم
على أن يسير إليها فيستولي على ملكها ، وكان
فيهم قَصير ، وكان أرِيباً حازماً أثيراً عند جَذيمة ،
فخالفهم فيما أشاروا به ، وقال : رأي فاتر ،
وغَدْر حاضر ، فذهبت كلمته مثلاً ، ثم قال
لجذيمة : الرأيُ أن تكتب إليها ، فإن كانت
صادقةً في قولها فَلْتُقْبِلْ إليك ، وإلَّا لم تمكنها
من نفسك ، ولِمَ تَقَعْ في حِبَالتها وقد وَتَرْتَهَا
وقتلتَ أباها ، فلم يوافق جذيمة ما أشار به ،
فقال قَصير :

إنّي امْرُؤٌ لا يُمِيلُ العَجْزُ تَرْوِيَتِي
إذا أَتَتْ دُونَ شَيْءٍ مرة الوذمِ


فقال جذيمة : لا ، ولكنك امرؤ رأيُكَ في
الكِنِّ لا في الضِّحِّ ، فذهبت كلمته مثلاً ، ودعا
جَذيمة عمرو بن عَدِيٍّ ابنَ أخته فاستشاره
فشجَّعه على المسير ، وقال : إنّ قومي مع
الزباء ، ولو قد رَأَوْكَ صاروا معك ، فأحَبَّ
جذيمةُ ما قاله ، وعصى قصيراً ، فقال قصير :
لا يُطَاع لقَصِيرٍ أمرٌ ، فذهبت مثلاً ،
واستخلف جَذيمةُ عمرَو بن عديٍّ على ملكه
وسلطانه ، وجعل عمرو بن عبد الجن معه
على جنوده وخيوله ، وسار جذيمةُ في وُجُوه
أصحابه ، فأخذ على شاطئ الفُرَات من الجانب
الغربي ، فلما نزل دعا قصيراً فقال : ما الرأيُ يا
قصير ؟ فقال قصير: ببَقَّةَ خَلَّفْتُ الرأي ،
فذهبت مثلاً ، قال : وما ظنُّكَ بالزبَّاء ؟
قال : القول رداف ، والحزم عَثَرَاتُه تُخَاف ،
فذهبت مثلاً، واستقبله رسُلُ الزباء بالهَدَايا
والألطاف ، فقال : يا قصير كيف ترى ؟ قال :
خَطْبٌ يَسِيْرٌ فِي خَطْبٍ كَبِيرٍ ، فذهبت مثلاً ،
وسَتَلقاكَ الجيوشُ ، فإن سارت أمامك فالمرأة
صادقةٌ ، وإن أَخَذَتْ جنبتيك وأحاطت بك
من خلفك فالقومُ غادرون بك ، فارْكَبِ العَصَا
فإنه لا يُشَقُّ غُبَارُهُ ، فذهبت مثلاً ، وكانت
العصا فَرَساً لجذيمة لا تُجَارى ، وإني راكبُهَا
ومُسَايرك عليها ، فلقيته الخيولُ والكتائب ،
فحالت بينَهُ وبين العصا ، فركبها قصير ، ونظر
إليه جذيمة على مَتْن العصا مُوَلِّياً فقال : وَيْلُ أمه
حَزْماً على متن العَصَا ، فذهبت مثلاً ، وجَرَت
به إلى غروب الشمس ، ثم نَفَقَتْ ، وقد قطعت
أرضاً بعيدةً ، فبنى عليها بُرْجَاً يقال له : بُرْجُ
العصا ، وقالت العرب : خَيْرٌ ما جاءت به
العصا ، فذهبت مثلاً ، وسار جَذيمةُ وقد أحاطت
به الخيلُ حتى دخل على الزباء ، فلما رأته تكشفت
فإذا هي مَضْفُورة الإسب ، فقالت : يا جذيمة
أدأب عروس ترى ؟ فذهبت مثلاً ، فقال جذيمة :
بَلَغَ المَدَى ، وجَفَّ الثَّرَى ، وأَمْرَ غَدْرٍ أرى ،
فذهبت مثلاً .
ودعت بالسيف والنِّطْعِ ثم قالت : إنَّ دماء الملوك
شِفَاءٌ من الكَلَب ، فأمرت بطَسْتٍ من ذهب قد
أعَدَّته له ، وسَقَتْهُ الخمر حتى سَكِرَ وأخذت الخمر
منه مأخذها ، فأمرت بِرَاهِشَيْهِ فقُطِعا ، وقَدَّمت
إليه الطِّستَ وقد قيل لها : إنْ قَطَر من دمه شيءٌ
في غير الطِّسْتِ طُلِبَ بدمه ، وكانت الملوك لا
تُقْتَل بضرب الأعناق إلا في القتال ، تَكْرِمَةً للملك ،
فلما ضعفت يَدَاه سقطَتَا ، فَقَطَر من دَمِه في غير
الطست ، فقالت : لا تضيعوا دم الملك ، فقال
جذيمة : دَعُوا دَمَاً ضيعه أهله ، فذهبت مثلاً .
فَهَلَكَ جَذيمة ، وجعلت الزباء دمه في ربعة لها ،
وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين
أظهرهم ، حتى قدم على عمرو بن عَدِيٍّ ، وهو
بالحِيرَة ، فقال له قصير : أثائر أنت ؟ قال : بل
ثائر سائر ، فذهبت مثلاً ، ووافق قصير الناس
وقد اختلفوا ؛ فصارت طائفة مع عمرو بن عدي
اللَّخمي ، وجماعة منهم مع عمرو بن عبد الجن
الجَرْمي ، فاختلف بينهما قصير حتى اصطلحا ،
وانْقَاد عمرو بن عبد الجن لعمرو بن عدي ، فقال
قصير لعمرو بن عدي : تَهَيَّأْ واستعدَّ ، ولا تُطِلَّنَّ
دم خالك ، قال : وكيف لي بها وهي أمْنَعُ من
عُقَاب الجو ؟ فذهبت مثلاً ، وكانت الزباء سألت
كاهنةً لها عن هلاكها ، فقالت : أرى هلاكك
بسبب غلام مَهِينٍ ، غير أمينٍ ، وهو عمرو بن
عدي ، ولن تموتي بيده ، ولكن حَتْفَكِ بيدك ،
ومن قِبَله ما يكون ذلك ، فحذِرَت عمرواً ، واتّخذت
لها نَفَقَاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن
لها داخل مدينتها ، وقالت : إن فَجَأَني أمرٌ دخلت
النفق إلى حصني ، ودعت رجلاً مُصَوِّراً من أَجْود
أهل بلاده تصويراً ، وأحسنهم عملاً ، فجَهَّزَتْه
وأحسنت إليه ، وقالت : سِرْ حتى تُقْدم على عمرو
ابن عدي متنكراً فتخلو بحَشَمه ، وتنضمّ إليهم
وتُخَالطهم وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور ، ثم
أثبِتْ لي عمرَو بن عدي معرفة ؛ فصَوِّرْه جالساً وقائماً
وراكباً ومتفضلاً ومتسلحاً بهيئته ولبسته ولونه ، فإذا
أحكمت ذلك فأقبِلْ إلي ، فانْطَلَقَ المصور حتى قدم
على عمرو بن عدي وصنع الذي أمرته به الزباء ، وبلغ
من ذلك ما أوْصَتْه به ، ثم رجع إلى الزباء بعِلم ما
وجَّهته له من الصورة على ما وصفت ، وأرادت أن
تعرف عمرو بن عدي فلا تراه على حال إلا عرفته
وحذرته وعلمت علمه ، فقال قصير لعمرو بن عدي :
اِجْدَعْ أنْفِي ، واضرب ظَهْرِي ، ودعني وإياها ، فقال
عمرو : ما أنا بفاعلٍ ، وما أنت لذلك مُسْتَحِقَاً
عندي ، فقال قصير : خَلِّ عني إذن وخَلَاك ذم ،
فذهبت مثلاً ، فقال له عمرو : فأنت أبْصَرُ ، فجدع
قصير أنفه ، وأثر آثاراً بظهره ، فقالت العرب : لِمْكرٍ
ما جَدَعَ قصيرٌ أنفه ، وفي ذلك يقول المتلمس :

وفِي طَلَبِ الأَوْتَارِ ما حَزَّ أَنْفَهُ
قَصِير ، ورَامَ المَوْتَ بالسيف بَيْهَسُ


ثم خرج قصير كأنه هارب ، وأظهر أن عمرواً فعل
ذلك به ، وأنه زَعَمَ أنه مَكَر بخاله جَذِيمة وغَرَّه من
الزباء ؛ فسار قصير حتى قدم على الزباء ، فقيل
لها : إنَّ قَصيراً بالباب ، فأمرت به فأدخل عليها ،
فإذا أنفُهُ قد جُدِعَ وظهره قد ضرب ، فقالت :
ما الذي أرى بك يا قصير ؟ قال : زعم عمرو أني
قد غررت خاله ، وزينت له المَصِيرَ إليك ،
وغَشَشته ، ومالأتُكِ ففعل بي ما تَرَيْنَ ، فأقبلت
إليك وعرفْتُ أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه
منك ، فأكرمَتْهُ وأصابَتْ عنده من الحزم والرأي
ما أرادت ، فلما عرف أنها استرسلت إليه وَوَثِقَتْ
به قال : إن لي بالعراق أموالاً كثيرة ، وطَرَائِفَ
وثياباً وعِطْراً ، فابعثيني إلى العراق لأحملَ مالي ،
وأحملَ إليك من بُزُورها وطَرَائِفها وثيابها وطِيبها ،
وتُصِيبِينَ في ذلك أرباحاً عِظاماً ، وبعضَ ما لا غنى
للملوك عنه ، وكان أكثر ما يطرفها من التمر
الصَّرَفان ، وكان يُعْجِبُها ، فلم يزل يُزَيِّنُ ذلك حتى
أذنت له ، ودفعت إليه أموالاً، وجَهَّزَت معه
عَبيداً ، فسار قصير بما دفعت إليه ، حتّى قَدِمَ
العراق وأتى الحِيرَة متنكراً ، فدخل على عمرو
فأخبره الخَبَر وقال : جَهِّزْنِي بصُنوف البز والأمتعة
لعل الله يمكن من الزباء ، فتصيبَ ثأرك ، وتقتلَ
عدوك ، فأعطاه حاجته، فرجع بذلك إلى الزباء ،
فأعجبها ما رأت وسَرَّها ، وازدادت به ثِقَةً ، وجَهّزته
ثانيةً ، فسار حتى قدم على عمرو فجَهَّزه وعاد إليها ،
ثم عاد الثالثة وقال لعمرو : اجْمَعْ لي ثقات أصحابك ،
وهَيِّءِ الغرائر والمُسُوحَ واحْمِلْ كلَّ رجلين على بعير
في غرارتين ، فإذا دخلوا مدينة الزباء أَقَمْتُكَ على
باب نَفَقِها ، وخَرَجَتِ الرجال من الغرائر فصاحوا
بأهل المدينة ، فمن قاتلهم قتلوه ، وإن أقبلتِ الزباءُ
تُرِيدُ النفَق جَلَّلْتَهَا بالسيف ، ففعل عمرو ذلك ، وحمل
الرجالَ في الغرائر بالسلاح ، وسار يَكْمُنُ النهارَ ويسير
الليلَ ، فلما صار قريباً من مدينتها تقدَّمَ قَصِيرُ فبشَّرَها
وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف ، وقال لها :
آخِرُ البَزِّ على القَلُوص ، فأرسلها مثلاً ، وسألها أن
تخرج فتنظر إلى ما جاء به ، وقال لها : جِئْتُ بما صَاءَ
وصَمَت ، فذهبت مثلاً ، ثم خرجت الزباء فأبصرت
الإبلَ تكاد قوائمُهَا تَسُوخُ في الأرض من ثقل أحمالها ،
فقالت : يا قصير :

ما لِلْجِمَالِ مَشْيُها وَئِيدَاً
أَجَنْدَلَاً يَحْمِلْنَ أَمْ حَدِيدا
أَمْ صَرَفَانَا تَارِزا شَدِيدا


فقال قصير في نفسه :

بلِ الرِّجَالُ قُبَّضَاً قُعُوداً

فدخلتِ الإبلُ المدينةَ حتى كان أخرها بعيراً
مَرَّ على بواب المدينة وكان بيده مِنْخَسَةً ، فَنَخَسَ
بها الغَرَارة فأصابت خاصِرَةَ الرجلِ الذي فيها ،
فَضَرَطَ ، فقال البواب بالرومية : بشنب ساقاً
يقول : شَرٌّ في الْجُوالِقِ ، فأرسلها مثلاً ، فلمّا
توسَّطت الإبل المدينة أُنِيْخَتْ ودل قصير عمرواً
على باب النفق الذي كانت الزباء تدخله ، وأرته
إياه قَبْلَ ذلك ، وخرجت الرجالُ من الغرائر
فصاحوا بأهل المدينة ووضعوا فيهم السلاح ،
وقام عمرو على باب النفَقِ ، وأقبلت الزباء
تريد النفق ، فأبصرت عمرواً فعَرَفته بالصورة
التي صُوِّرت لها ، فمصَّت خاتمها ، وكان فيه
السم وقالت : بِيَدِي لا بِيَدِ ابنِ عَدِيٍّ ، فذهبت
كلمتها مثلاً ، وتلقاها عمرو فجلَّلها بالسيف وقتلها ،
وأصاب ما أصاب من المدينة وأهلها ، وانكفأ
راجعاً إلى العراق .
وفي بعض الروايات مكان قولها أدأب عروس
ترى " أَشِوَارَ عَرُوسٍ ترى " فقال جذيمة
" أرى دأب فاجرة غَدُور بَظْرَاءَ تَفِلَة " قالت :
لا مِنْ عَدَم مَوَاس ، ولا من قلة أوَاس ، ولكن
شيمة من أناس .
فذهبت مثلاً .


* في هامش الأصل " هكذا في النسخ ، ولم
أعثر بها في القاموس ولا كتاب تقويم البلدان،
وإنما الذي وجدته فيهما جاجرم ، وهي بلدة من
خراسان بين نيسابور وجرجان "

قديم 08-19-2020, 08:48 PM
المشاركة 1378
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَرْقَاءُ وَجَدَتْ صُوْفاً ....

ويقال : وجدت ثُلَّة ، وهي الصوف أيضاً .
يضرب مثلاً للذي يُفْسِدُ ماله .

قديم 08-19-2020, 09:45 PM
المشاركة 1379
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذِيْ وَلَا تُنَاثِرِي ....

هذا المثل من قوله دُغَة ، وذلك أن أمها
قالت لها حين رَحَلوا بها إلى بني العَنْبر :
يُوشِك أن تزورينا مُحْتَضِنَةً اثنين ، فلما
ولدت في بني العنبر ، استأذنت في زيارة
أمها ، فجهزت مع ولدها ، فلما كانت قريبة
من الحي أَخَذَتْ وَلَدَهَا فشقَّته باثنين ، فلما
جاءت الأم قالت لها : أين ولدك ؟ فقالت :
دُونَك ، وأومأت إليه ، ثم قالت : يا أمَّه ،
خُذِي ولا تُنَاثِرِي ، إنهما اثنان بحمد الله .
يضرب في سَتْرِ العيوب وترك الكَشْفِ عنها .

قديم 08-20-2020, 05:16 AM
المشاركة 1380
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَرْقَاءُ ذَاتُ نِيْقَةٍ ....

النِّيقَة : فِعْلَة من التَّنَوُّقِ ، يقال : تَنَوَّقَ في
الأمر ، أي تأنق فيه ، وبعضُهم ينكر تَنَوّق
ويقول : إنما هو تأنق .
يضرب للجاهل بالأمر ، ومع ذلك يَدَّعي المعرفة .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 0 والزوار 34)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مَجْمعُ الأمثال
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمثال العربية - 2 - عبدالله علي باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-28-2015 11:36 PM
الأمثال العربية عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 10-28-2015 11:20 PM
نكتة الأمثال ونفثة السحر الحلال - أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-19-2014 03:50 PM
الدرة الفاخرة في الأمثال السَّائرة لحمزة بن الحسَن الأصبهان - تحقيق: عبد المجيد قطامش د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-02-2014 10:25 PM
الأمثال والحكم - محمد بن أبي بكر الرازي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 05-12-2014 10:58 PM

الساعة الآن 11:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.