احصائيات

الردود
4

المشاهدات
900
 
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي


موسى المحمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
670

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Aug 2021

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
16809
10-07-2021, 09:22 AM
المشاركة 1
10-07-2021, 09:22 AM
المشاركة 1
افتراضي قُبْلَةٌ وابْتِسَاْمَةٌ
قُبْلَةٌ وابْتِسَاْمَةٌ

أسلمت لنسائم الصباح جدائلها حين أطلّت من نافذة بيتها مشرعةً إياها تستقبلُ خيوط الشمس التي تكوّمت أمام النافذة تنتظر الحسناء لتطلّ على الدنيا هذا الصباح، في حديقة المنزل تطاولت شجيرات الورد بقبّعاتها مختلفة الألوان وعطورها الشَّهيّةِ مستقبلةً وجه الحسناء الأسيلِ وعينيها الجميلتين الناعستين القابعتين في جفونها. مرّ الأنيقُ في طريقه إلى العمل، كان مسرعاً، يُنجز الخطوتين بخطوة، أنيقُ الهندام، يحمل حقيبةً صغيرة، وبين شفتيه تهتزّ لفافة تبغ لفّت محيطه بالدخان، عطرهُ الفرنسيُّ يداعِبُ ضبابَ دُخانِ سيكارته بحبّ فيولدُ عطرٌ هجينٌ برائحةٍ شهيّة أكثر.

كان المتسوّلُ، يجلسُ أمام منزلها، ينتظرُ إشراقتها المعتادة كلّ صباح، يقرأ كتاباً عن الحبّ، كان منغمساً في حنينهِ إليها، يتلو على مسامع المارّة ما جاء في كتاب الحب، تارةً تبتسم له الحروف، وتارةً أخرى تصفعه بقوّة. يضع أمامه تماماً قبّعةً سوداء فيها تجمّعت نقودٌ معدنية، ألقاها المارّة ممن ابتسموا لحروف الحبّ في تلاوته أو ممن تلذّذوا بصفعات الحبّ، متسوّلٌ هذا الآخرُ وترانيمه حروفُ كتابِ حُبْ. لمحهُ الأنيقُ على هذه الهيئة فتوقّف وابتاع منه ابتسامةً، همّ بإلقاء قطعة نقدية في جوفِ القبّعة، إلا أنّ الحسناء وصلت في تلك اللحظة هابطةً من منزلها الجميل، مارّة بالورود وبالزهور وبالعصافير، تُعَلّق في جدائل شعرها خيوط الشَّمْس، تُمسك في يدها وردة كادت تذوب من نعومة كفّها، ألقت تحية الصباح عليهما. إلتفت الأنيق نحوها، وما تزال قطعة النقود في يدهِ تتدلّى، أسرّ لنفسه: "قُبلَةٌ من حسناءَ .. تُغني عن ابتسامةِ حبّ!!" أسرّ الآخر : "وردةٌ من حسنائي الحبيبة.. ستكفيني العمر ابتساماً" أسرّت الحسناءُ : "وردةً للمتسوِّل المُخلص.. تساوي ملايين القُبُلاتِ من شِفَاهِ أنيقٍ مارق!!!"
منحت وردتها للمتسوّل .. ثمّ مَضت ..


من مجموعتي القصصيّة "نساء"


قديم 10-07-2021, 02:13 PM
المشاركة 2
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: قُبْلَةٌ وابْتِسَاْمَةٌ
يقول المثل الايطالي "لا ينبغي أن نحكم على الشجرة من لحائها"....نص مشوق ، مسطور بلغة سلسة جميلة لا تخلو من رمزية خفيفة ...نعم المظاهر قد تخدع العين لكنها لا تستطيع أن تخدع القلب ..!!!
تحياتي وتقديري أخي موسى لقلمك الرائع..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 10-08-2021, 06:51 PM
المشاركة 3
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قُبْلَةٌ وابْتِسَاْمَةٌ
يقول المثل الايطالي "لا ينبغي أن نحكم على الشجرة من لحائها"....نص مشوق ، مسطور بلغة سلسة جميلة لا تخلو من رمزية خفيفة ...نعم المظاهر قد تخدع العين لكنها لا تستطيع أن تخدع القلب ..!!!
تحياتي وتقديري أخي موسى لقلمك الرائع..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شكراً جزيلاً حضورٌ كريمٌ كالعادة أخي أ. محمد أبو الفضل

كل الود والتقدير

قديم 10-09-2021, 10:19 PM
المشاركة 4
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: قُبْلَةٌ وابْتِسَاْمَةٌ
في وضعها الطبيعي تبحث المرأة عن الإخلاص في الحب قبل أي شيء آخر

أحسنت أخي موسى وأبدعت

دام التألق والعطاء
تحياتي

قديم 10-10-2021, 12:51 PM
المشاركة 5
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قُبْلَةٌ وابْتِسَاْمَةٌ
في وضعها الطبيعي تبحث المرأة عن الإخلاص في الحب قبل أي شيء آخر

أحسنت أخي موسى وأبدعت

دام التألق والعطاء
تحياتي
تأويل جميل ينم عن قراءة عميقة للنص,

حضورٌ كالمطر،

تحياتي واحترامي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.