احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3074
 
مامد شيخو
من آل منابر ثقافية

مامد شيخو is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
7

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Oct 2012

الاقامة

رقم العضوية
11641
10-21-2012, 08:25 PM
المشاركة 1
10-21-2012, 08:25 PM
المشاركة 1
Thumbs up ثلاثيّة السقوط
ثلاثيّـة السقوط

1- القفز :

تسمعين صوته من الهاتف، خافتاً، دافئاً، لكنه مشغولٌ من رجولة تعرفينها جيداً، ترقص مشاعرك، ويزهر قلبك، تترطب أنفاسك بترانيم الشوق، وبلهفة اللقيا، وينتشي حبق الحب في مسارح فؤادك مع كلماته اللعوب المهطالة فيها، لا تعيريها بالاً طالما أنها معمدة برضاب تلك الشفاه الغليظة
مرة أخرى يحطم العالم من حولك ويعيد هندسته كما تشتهين، عالم ينهض من همسات الحب الدفيئة وقصائد العشق الحارة ، وبينما أنت محلقة فوق قباب السماء،يقفز إلى أحضانك طفلك الصغير فينهار العالم المغزول من الكلمات، وتهوين من سفينتك الغيمية، لتجدي نفسك في غرفتك الباردة من جديد تدفعين بفلذة كبدك بيسراك اللامبالية فيرتطم رأسه الطفولي بالجدار

ـ حبيبتي ما الذي جرى ؟
ـ لا شيء .. متى نلتقي ؟

تقولينها وأنت تتلفعين برداء وخاذ من الخجل
وتنساب كلماته المسربلة بشاعرية ماتعة إلى فلوات وجدانك اللاهب، فيخفق طائر الحب بملء جناحيه فيها آه منه هذا الطافح رجولة وشاعرية، أنت متعلقة به كما يتعلق الطفل بثوب أمه، على الرغم من أنك متزوجة ولك أطفال، وهو يراوغ، سنوات أربع ، وأنت لا تعلمين إن كان صادقاً في حبه لك أم لأجل المال الذي تسرقينه من زوجك، ويأخذه منك بضمير مبتسم ولسان يقطر نثراً عذباً ، عندما تتذكرين هذا تتلبد سماء روحك بغيمات الرفض ، ويشتعل في جسدك ألف شتاء حزن ، وتنطفئ في عينيك كل قناديل الحب، تقبلين أن تكوني دمية مطواعة بين يديه، لكن دون أن يمس كرامتك
وفي لحظة ما تشعرين بأن أنوثتك في خطر، أضحت ألعوبة مجردة من أبسط حقوقها، لكنك تتريثين، تفضلين الانسحاب إلى جزر الصمت، وهناك وعلى موجة السكون الغامرة، تستعرضين سلسلة لقاءاتك الأخيرة به، لكن النتيجة واحدة، إنه غير صادق في حبه، إنه يستغلك
يستفيق ضميرك وينفض عنه غبار الحب الزائف ، ويعصف في أروقة وجدانك ، يحتطب من غابات قلبك الوارفة، ويوقد نيرانه في أعلى قمة فيها ، وتشعرين بلظاها مع انسياح دموعك المهطالة
تنوء أكتافك بثقل الخطيئة، تدهمك صورة زوجك، ترجمك بأقسى عبارات التأنيب
بماذا قصرت معك .. أيتها الخائنة ؟
تشيحين بوجهك، فتلازمك وتقذفك بحجارة من سجيل، ثم تنشطر ملامحه وتتوزع على وجوه أطفالك الثلاثة، تتأملينها، تشعرين بعيونها البريئة تؤنبك بدورها، فيتفتق حزنك ، وغضبك عن قرار صارم
في اللقاء القادم، سأطرده، سأقتلع حبه من تربة قلبي وألقيه في وجهه، لن أدع له المجال كي يسحرني بكلماته الملعونة، أو يمس جسدي، سيتركني حينها ويمضي، أنا أعرفه، وليفعل، فأنا لم أعد أحتمل

2- التأرجح :

تسمع صوتها المنبعث من الهاتف، ونبراته تفضح غرائزها الهائجة فيه، وأذرع شهوتها تنسلّ من السماعة وتحوط بك، تشعر بأنك أسير هذه الأنثى المقتحمة صفوة حياتك مجدداً، وأنت البريء منها براءة الذئب من دم يوسف، فهي التي بادرتك وأغوتك وهددتك عندما رفضت الاستمرار بالعلاقة، ثم استدرجتك بالمال، حتى أصبحت داخل قفصها المكونة قضبانه من تهديد ووعيد وما ل
كنت متفائلاً إلى حد ما قبل ولادة هذا الضياع في حياتك، والذي انغمست حتى أذنيك داخل تجاعيده، تؤدي واجباتك الدينية والعائلية والاجتماعية بخفة عصفور، وتنثر حكمك بالمجان هنا وهناك، كان قلبك عريشة يا سمين تمد أفياءها، وصدرك واحة ندية ظليلة لمن حولك، كنت مثالاً للخير
وعندما أدركت أنه أصبح بينك وبين الخير صحارى شاسعة، قلبت كل الحجارة التي في رأسك فلم تجد تحتها الحل، لأنك صرت قصباً أجوفاً، وحقول عقلك جديبة، قاحلة ترشح اضطراباً ، وضميرك أفعى تتمدد في أحشائك تنهشك
حينها كم طرحت مشكلتك على أناس عقلاء ومثقفين فتفلسفوا على حساب صمتك ، وشرودك، ثم جرّبت معها كل ما اقترحوه عليك دون فائدة
ولأن الإغراء بالمال يلمع من بعيد، وكذلك أنفاس التهديد والوعيد الخبيثة ، تستسلم لتتقي شرها، واسأل من اكتووا بشر النساء عن العذابات التي تذوقوها، قال جدك مرة
إنك تستعيذ .. فتهرب الشياطين، ولكن ماذا تفعل مع النساء
ولأنك تعلم ماذا تريد منك، تنكفئ إلى هزيمتك ، وضعفك،وتحيك لها من كلماتك قصائد هزيلة، وتسمعها العديد منها، وخلدك مغبّش، وأوراق روحك مبعثرة بين مبادئك ومثلك العليا وبينها، تسمع ضوضاء في الطرف الآخر من المكالمة

ـ حبيبتي ما الذي جرى ؟
ـ لا شيء .. متى نلتقي ؟

وتدرك أنها تدفع طفلها الصغير بعيداً عنها، فتحتقر فعلتها، ويسيل الاشمئزاز على جدران قلبك، سنوات أربع وهي تقضم بكامل جسدها فحولتك، وأنت لا تدري كيف الخلاص منها، تدور رحى الغضب بداخلك ، تطحن صبرك وجلدك، وينتفض في أعماقك الرجل القوي ذو المبادئ والمثل من خلف أسوار الخوف والخذلان، فتقرر والعزيمة تنقط من رؤوس أصابعك
في اللقاء القادم، سألقي بمالها في وجهها وأصفعها، بل قد أوجه لها لكمة عنيفة ولا تهم العاقبة، فأنا لم أعد أحتمل




3- السقوط :

في هدأة ظهيرة لطيفة، كان جسدان يرتعشان تحت سياط النشوة على أنغام سرير وثير، والقبل بينهما ترنّ وتفرقع ..

قصّة مامد شيخو


قديم 10-22-2012, 11:47 PM
المشاركة 2
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هما الاثنان بتحملان اللوم ويشتركان بالخيانة ...
مهما حاولا التبرير لأنفسهما، وتحميل الذنب للطرف الآخر ..
من الواضح أنهما يستمرئان ذلك. والشعور بالذنب أمر مفتعل غير حقيقي.

تص موجع يكشف خفايا النفوس الأمارة بالسوء ومكنونات الصدور.

شكرا لك، خالص تحيتي.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 10-24-2012, 07:26 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حقيقة لامس هذا النص موضوعا جريئا و شائكا و عرى الكثير من خبايا النفس البشرية حين تنصاع لرغباتها و أهواءها و لكنه أيضا بين كيف أن الإنسان في لحظة المكاشفة مع الذات ليس مستعدا لتحمل كامل اللوم بل يبحث دوما عمن يتحمل الوزر
صياغة النص بصوتين أعطى النص قوة بالإضاغة الى لغته العالية الأداء و السرد المنساب
أ. مامد شيخو
أرحب بك في منابر ثقافية
كل التحايا

قديم 10-24-2012, 10:02 PM
المشاركة 4
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في هدأة ظهيرة لطيفة، كان جسدان يرتعشان تحت سياط النشوة على أنغام سرير وثير، والقبل بينهما ترنّ وتفرقع ..

===================
بين الثلاثية الحركية
القفز
والتأرجح
والسقوط
في لغة شاعرية دارت احداث القصة
اختلفنا واو اتفقنا مع فلسفتها
لكن النهاية جاءت في جرأة الأحداث
استمتعت هنا
شكرا للقاص الرائع
مع تحياتى

قديم 11-03-2012, 01:06 AM
المشاركة 5
مامد شيخو
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أشكر كل من قرأ قصتي أو ردّ عليها
أعدكم بالمزيد من المشاركات إن شاء الله

من حلب
مامد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ثلاثيّة السقوط
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السقوط لأعلى محمد بوثران منبر القصص والروايات والمسرح . 4 11-19-2020 01:44 AM
السقوط من فوق البرج الدكتور سمير المليجى منبر القصص والروايات والمسرح . 6 03-07-2020 06:33 PM
السقوط المتواصل للسياسة العربية في إسرائيل نبيل عودة منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 01-27-2015 07:00 AM
السقوط المروع ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 24 11-01-2013 04:02 AM
عبقرية السقوط لانا أحمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 08-25-2012 06:38 PM

الساعة الآن 08:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.