احصائيات

الردود
0

المشاهدات
1878
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,312

+التقييم
0.69

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
12-23-2015, 07:36 PM
المشاركة 1
12-23-2015, 07:36 PM
المشاركة 1
افتراضي القصص النبوية آمنت بالله وكذّبت عيني





بسم الله الرحمن الرحيم









عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( رأى عيسى بن مريم عليه السلام رجلا يسرق فقال له أسرقت قال كلا والله الذي لا إله إلا هو ، فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذّبت عيني ) متفق عليه ، وفي لفظ مسلم : ( فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذبت نفسي ) .


معاني المفردات


كذّبت عيني: يعني خطأ الظنّ الذي بناه على ما رأته عينه .


تفاصيل القصّة

الناس معادن كمعادن الذّهب والفضّة ، وإن أرفعهم مقاماً وأزكاهم خُلُقاً وأعلاهم منزلة أنبياء الله ورسله ، فهم صفوة المجتمعات وخيرة الخلق ، ولذلك اصطفاهم الله وميّزهم من دون سائر الناس فقال تعالى : { الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس } ( الحج: 75 ) ، وقال تعالى : { واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم } ( الأنعام : 87 ) .

من هنا كان الأنبياء والرّسل أعظم الناس عبوديّة لله ، وخشيةً له ، وثناءً عليه ، واستشعاراً لعظمته وجلاله ، فلا يباريهم في هذه الميادين من هو دونهم .

ولنا مع أحد أولئك الصفوة العظام وقفةٌ وإشراقة ، يتجلّى من خلالها معاني العبودية التي تحقّقت في نفوسهم ، حين أشربت بمحبة لله وتعظيمه .

يحكي النبي – صلى الله عليه وسلم – ما وقع لنبي الله عيسى عليه السلام ، حين مرّ على رجلٍ فرآه يأخذ مالاً لا يحلّ له ، فخاطبه عليه السلام موبّخاً : ( أسرقت ؟ ) وهو سؤال يحمل معنى الإخبار بدليل الرواية الأخرى عند مسلم : ( سرقت ) .

وبدلاً من أن يعترف الرجل بذنبه ، ويستغفر من زلـله ، ويخجل على نفسه ، وهو يرى افتضاح أمره أمام نبيٍّ يتنزّل عليه الوحي صباح مساء ، إذا بالعزّة الآثمة تأخذه ، فيقسم بأغلظ الأيمان وأعظمها أنّه لم يسرق شيئا : " كلا والله الذي لا إله إلا هو " .

ما أعظمها من يمينٌ ، تضمّنت المعنى الذي كرّس نبي الله عيسى عليه السلام حياته كلّها لتبليغه والدعوة إليه ، وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبوديّة .

ولأجل ما قام في قلب نبي الله عيسى عليه السلام من تعظيمٍ لجلال ربّه ، أرجع الخطأ إلى عينه ، وألقى التهمة على نفسه ، يقول الإمام ابن القيّم معلّقاً على ذلك : " والحق أن الله كان في قلبه أجلّ من أن يحلف به أحدٌ كاذباً ، فدار الأمر بين تهمة الحالف وتهمة بصره ، فردّ التهمة إلى بصره " .


وقفات مع القصة

رأينا في ثنايا القصّة كيف أرجع نبي الله عيسى عليه السلام الخطأ على نفسه رغم معاينته له ووقوفه عليه ، إذا تأمّلنا ذلك تبيّن قدر الجناية التي يرتكبها البعض عندما يسيئون الظنّ بإخوانهم المؤمنين ، ويبنون ظنونهم على أوهام مجرّدة وأقاويل شائعة ، ولا يقبلون اعتذاراً ولا أيماناً ، فلأولئك جاء قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم } ( الحجرات : 12 ) .


ولا ريب أن إحسان الظنّ بالمسلمين سببٌ ظاهرٌ في إبقاء العلاقات الأخويّة متينة الوثاق قويّة الإحكام ، وبذلك تحيا القلوب صافيةً مطمئنّة ، وقديما قالوا : " لأن تحسن الظنّ فتخطيء ، خير من أن تسيء الظنّ فتندم " .








منقول



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: القصص النبوية آمنت بالله وكذّبت عيني
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القصص النبوية قتل مائة نفس أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 01-09-2016 07:29 PM
القصص النبوية كفى بالله كفيلا أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-30-2015 08:33 PM
القصص النبوية فمن لها يوم السَّبُع أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 12-18-2015 06:34 PM
القصص النبوية جرة الذهب أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-12-2015 07:05 PM
القصص النبوية لا غنى بي عن بركتك أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 12-09-2015 06:16 PM

الساعة الآن 11:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.