[justify]منذ ان بدا الغزو الروسي الي بلاد الشام ونحن نطرح هذا السؤال باحثين عن إجابة شافية له في ظل غياب قوة عربية رادعة له طبعا. كان واضحا ان امريكا قد سحبت يدها من الموضوع، وهذا يعني ان كل الكتله الغربية بما فيها حلف الاطلسي ودول اوروبا سحبت ايديها أيضاً رغم ان الخطوة الروسية كانت تمثل تهديدا لمصالح هذه الدول وقد ثبت صحة ذلك بعد طوفان الهجرة غير الشرعية التي اغرقت الكتلة الغربية في أزمة غير مسبوقة .

ولم تكن الدول العربية او ما تبقى منها لتستطيع ان تفعل شيئا في ظل ضعفها الحالي وتفرقها واختلال موازين القوى مع الروس وحلفائهم.

وافترضنا ان تحالفا عربيا تقوده المملكة العربية السعودية وتركيا، يهدد بإيصال الامور الي حافة الهاوية، ربما يقوم بالمهمة ويشكل قوة ردع، وقد تضاعف الامل بهذه القوة الردعية المحتملة بعد قرار تركيا الجريء باسقاط الطائرة الروسية، لكن الأمل في هذه القوة الردعية المفترضة تبخر أيضاً بعد ان اتخذت تركيا مسارا معاكسا لكل التوقعات ربما بسبب ظروف الانقلاب او بسبب الضغوط الاقتصادية التي افرزتها ظروف إسقاط الطائرة الروسية ، او ربما هي المسالة الكردية؟! المهم اننا نجد الاتراك هذه الايام في تحالف مع الروس يبدو أقوى من تحالفهم مع دول حلف الاطلسي الذي يفترض ان تكون تركيا عضوا فيه.

والصحيح انه لا يبدو في ظل هذه الظروف الدولية السائدة ان هناك قوة يمكن ان ترفع الحذاء امام القوة الروسية وتقول لها كفى كما فعل خرتشوف في الماضي لوقف العدوان الثلاثي على مصر في مفارقة عجيبة، خاصة ان امريكا القوة الندية لها، تشهد انتخابات الرئاسة وهذا يعني ان ايدي رئيسها مكبلة لاتخاذ قرار يمكن ان يؤدي الي حرب عالمية، ومثل هذا القرار يتطلب موافقة للكونجرس الامريكي وهذا غير متوفر حاليا.

قد تبدو الصورة مظلمة وقاتمة وهي كذلك فعلا، ولكن يظل هناك امل، وربما هو الامل الوحيد ، ويتمثل هذا الامل في تبدل أحوال مصر بالتحديد، وبحيث تعود دولة قوية لها ثقلها على الساحة الدولية كما كانت على زمن عبد الناصر ، وبحيث تعود لتحمل لواء الدفاع ليس فقط عن الحقوق القومية العربية وانما عن حقوق دول العالم الثالث كما كانت تفعل في عهد عبد الناصر. فهي الوحيدة المؤهلة لهذا الدور للأسباب الجيوسياسية والديمغرافية ولانها تمتلك إرثا ناصعا من النضال للدفاع عن المظلومين .

كانت مصر في تحالفاتها مع دول العالم الثالث تشكل قوة ثالثة مهمة ساهمت في خلق توازن دولي في ستينيات القرن الماضي وحينما كانت الحرب الباردة مشتعلة على اشدها، كما ودافعت عن مصالح دول العالم الثالث وحمتها ، ومن يدري لعلها تعود قريبا لممارسة ذلك الدور الطليعي المهم، ليس فقط بالنسبة للعرب بل وللإنسانية جمعاء ؟؟؟

[/justify]