دخل منزله ،يحمل كتبا كثيرة ،وضعها فوق رف يكاد يكون فارغا من الكتب والمقتنيات ،سار بتهاون وجلس على كرسي هزازي، ورثه من والده ،وأصبح كطفل يتأرجح على هندول ،غلبه النعاس لما كان يحمله من تعب شديد ،كان يصدر شخيرا عاليا ،بعد فترة سمع أصوات تطرق على بابه ،وقفز فزعا وأصبح يصيح بأعلى صوته، كان يتلعثم في صوته ،انطلق مسرعا إلى بابه وفتحه ،دخل عليه رجلان ووقف آخر عند الباب وهو ينظر إليهم مستغربا من تصرفهم ،انطلقوا يبحثون عن أشياء لا يعرف ما هي وقال أحدهم أين هي ؟
قال ما هذه الفوضى؟! تدخلون قبل أن آذن لكم !!توجه إليه أحدهم قائلا نستأذن، ولماذا؟ هيا تكلم أين هي ؟صاح الآخر لقد وجدتها ،وأخذ يقلب الكتب،كان يرمي بها على الأرض ،وكان يفحصها بسرعة عاليه وأخيرا، قال وجدتها وأخرج ورقة من داخل كتاب، ذهل من تصرفهم ،لا يعرفهم ،وأصبح شارد الذهن وكاد أن يغمى عليه من هول تصرفهم ،وأصبح يخاطب نفسه ،لماذا هذه الكتب التي أحضرتهم؟ كنت أجلب كتبا لم يكن هنالك مشكله !يا إلهي ما هذه الورقة؟ وماذا كتب داخلها؟ وكيف عرفوا أنها موجودة هنا ؟ولما أفاق لم يجد أحد وكانت الغرفة في حالة من الفوضى، الصمت يزيد من هولها، انطلق نحو الباب، وأعاد إقفاله وعاد إلى كرسيه وغرق بالهموم،ونام من شدة همومه.