إحْذرَوا أيُها العَربْ .. أنْتُم مُراقَبُون
وسط هذا الصخب الإعلامي والأحداث المثيرة للقلق , أحب أن أستعمل خيالي لأُخفف من مكابدة التفكير وضرب أسداس في أخماس .. وأفضل خيال هو الفضاء الذي لا أؤمن بوجوده .. ولكن لما لا طالما أن الأمر هو خيال في خيال , راقني هذا المقال الساخر للأستاذ : يوسف غيشان .. وأرجو أن يروقكم أيضآ
قهقهات فضائية
أتحدث عن سكان كوكب بعيد يسبح في عباب الفضاء يراقبون الكرة الأرضية عبر شاشاتهم العملاقة المنصوبة في الساحات العامة على سبيل تسلية الشعب هناك، لا غير. وقد جرت احتجاجات عديدة على استمرار عرض الأحدات الحقيقية التي تجري بين خطي عرض 26-36 شمالي خط الاستواء، وتحديدا في المناطق العربية.
اعتراضات الشعب الفضائي على الشركة المزودة للخدمة عبر الفضاء ان المصادمات في المنطقة العربية غير مشوقة اطلاقا، لأن احداثها تتكرر وهي متوقعة دوما، والدول والأشخاص والأحزاب تقع ويقعون في ذات الأخطاء باستمرار، وهذا امر ممل وغير مشوق، لأن ردود الفعل متشابهة لكأن هنالك قطة تهاجم نفسها خلال المرآة لأنها تعتقد ان قطة اخرى تقف قبالتها، والقطة لا تتعلم مع الزمن انها تهاجم ذاتها.
هكذا هم العرب بنظر الصحف الصفراء واحزاب المعارضة في الفضاء الخارجي …. مجتمع يكرر اخطاءه لكأنها قدره الدائم، مثل بروميثيوس (سيزيف) في الأسطورة الإغريقية، بفرق واحد ان سيزيف الأسطورة يعمل ذلك مرغما بعد ان حكمت عليه الهة الأولمب بأن يصعد الى رأس الجبل وهو يحمل صخرة عملاقة بينما تهاجمه طيور جارحة وتنهش كبده، فيستمر في الصعود الا انه يسقط قبل الوصول الى القمة. ومع فرق اخر: ان بروموثيوس لم يفقد الأمل في الوصول الى القمة والخلاص، لأنه كان يعرف ان واحد من أهل زيوس سياتي ويخلص الكون من تجبّر زيوس وكرهه للبشر.
خلال بث الدعايات، قام الموظف المناوب، وعلى سبيل التسلية، بالتركيز فشاهد على الفور خبرا تتناقلة الصحف ووسائل الاعلام يقول بأن الحكومة قامت برفع اسعار المشتقات النفطية، تذكر الموظف بأنه قد قام قبل فترة بمحاولة حل احجية رياضية لكنه توقف عن المحاولة لانتهاء الدوام قبل يومين (اليومان تعادلان الشهر عندنا نظرا لاختلاف سرعة دوران كوكبهم حول نفسه وحول شمسهم).
فتح الموظف ملف اسعار البترول من شهر فضائي، حيث وضع قائمة بأسعار مشتقات النفط بأنواعها، تقابله قائمة بانخفاض الأسعار وارتفاعها مرة اخرى، وقائمة بالتبريرات الرقمية الحكومية لهذه الارتفاعات والانخفاضات، وقائمة بالأسعار الحقيقية…. ثم وضع التعديل الأخير معها…وأعطى الكمبيوتر أمرا بحل هذه المسألة الرياضية البحث.
ارغى الكمبيوتر وأزبد ..ثم صار يهدر ويغلي.. وخرج منه القليل من الدخان، فكبس الموظف على زر الأمان، حيث هدأت الأمور قليلا ..لكن الكمبيوتر شرع في الضحك.
كبس الموظف الفضائي على جميع الأزرار الممكنة، وغير الممكنة، لكن الكمبيوتر لم يتوقف عن الضحك، واخد الأمر طابعا هستيريا، فأغلقت الأبواب. وجاءت الشرطة النفسية الفضائية واعتقلت الكمبيوتر والموظف الذي انتقلت له عدوى الضحك. قال شرطي نفسي الى الآخر:
– مسكين هذا الموظف. لقد اصيب بالإنفلونزا العربية … اتمنى ان لا تعرف صحف المعارضة عن الموضوع!!