قديم 11-28-2010, 09:08 PM
المشاركة 51
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

بعد السلام عليك
أشكرك على المتابعة



تحية ... ناريمان

قديم 11-28-2010, 09:16 PM
المشاركة 52
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
\\ أسماء .. ضحية جديدة .. وآخر الضحايا \\



عندما تتحول حياة الفرد منا إلى صحراء جرداء
تجف فيها منابع الشعور بالحب والأمان , وفي هذا الطريق المظلم , الذي لا تبدو في نهايته أي بادرة أمل, أو أي بصيص نور....
فجأة تظهر تلك البقعة من الضوء, تلك الشعلة , التي تتراقص أضواؤها متحدية ريح البرد القارس, وعتمة الليل في ليلة شتوية حالكة السواد ,
متحدية وحشاً مفترساً يزرع براثنه في جسد الشباب الفلسطيني , ويبذر الضعف في النفوس بابشع الطرق وأحقرها ....
حقا إنها لمحة أمل لجيل فلسطين القادم ... جيل فلسطين الأبي..


********
في أحد الشوارع الهادئة , التي تطل على مركز شرطة جنين,
كان هناك شخصان يمشيان بهدوء, هامسا أحدهما بإذن صاحبه في خفوت:
- هيا أسرع السيد ينتظرنا منذ ربع ساعةهتف الآخر وقد أصاب منه الحنق ما أصاب:
- فلينتظر , وليتحمل نتائج أوامره التي اقتضت أن نأتي له في هذه الساعة المتأخرة من الليل .

وما كان هذا الهاتف إلا (مازن) الذي كان يسير(سمير) بجواره ,
واللذين تم استدعاؤهما على وجه السرعة , بعد منتصف الليل الأمر الذي حير كليهما وجعل (سمير) يعود للتساؤل بهمس:
- ما هذا الأمر الذي يدعو لاستدعائنا على هذه الطريقة بدت على (مازن) علامات الضجر ,
إلا أنه أجبر نفسه على الابتسام قائلا:
- ها قد وصلنا ولن تترك أسئلتك دون إجابة
- أتعشم ذلك؟
دلف الاثنان على سرعة وعجل وكأن الأشباح تطاردهما ,
وما إن دخلا حجرة (جان) حتى قام هذا الأخير بشكل يوحي بالعصبية , وهتف قائلا:
- لا يوجد وقت لإضاعته , ما سألقيه على مسامعكما مهم جداً,
وانتبهوا لكل حرف سأنطق به بدا الاهتمام على وجه كل من (مازن) و(سمير) , وتابعت نظرات كلاهما (جان) وهو يخرج من جاروره ملفا ازرق اللون ,
كتب عليه حروفا باللغة العبرية لم يفهم (سمير ) منها شيئا, وألقاه على الطاولة بعنف , وقال بعصبية لا تخلو من الحماس:
- هذا ملف لفتاة في التاسعة عشرة من عمرهما , تدرس في مدرسة الزهراء الثانوية, اسمها (أسماء) , مفعمة بالحماس , لا تخلو مظاهرة إلا ولها يد بها, متحمسة إلى أبعد الحدود , محرضة ضد دولة إسرائيل , لكن لم نستطع إيجاد أدلة واضحة عليها, أو ممسكات مادية, وقد جمعنا هذه المعلومات عن طريق عدد من الفتيات اللواتي تورطن معنا من قبل , وقمت باستدعائكما لأقول لكما ما يجب فعله .
بدا (مازن) أكثر اهتماما , وتحديقا في وجه(جان) الذي استطرد بوحشية:
- يجب إطفاء هذه الشعلة , وإسقاطها من خلال وكر الإسقاط (صالون الشروق) .
واعتدل في مقعده مستندا بحافة مقعده , واقترب بعنقه إلى (مازن) قائلا:
- أتعرف هذه الفتاة يا (مازن) ؟
- نعم أعرفها جيدا , وسبق أن أوصلت لك معلومات عنها عن طريق صديقاتها في المدرسة
- حسنا , حسنا يا (مازن) , سوف نقوم بإسقاطها
- وكيف ذلك يا سيدي ؟
- في الصالون!
- ولكنها لا تذهب إلى الصالونات
- سنجعلها تذهب , وإلى (صالون الشروق) بالتحديد
- ولكن كيف ؟ وما العمل؟
- عليك أن تخبر (سعاد) بحكم الصداقة التي تجمع بينهما , بان تذهب معها للتجميل في الصالون بأي مناسبة تحين في وقت قريب ..
تراجع (مازن) بمقعده للخلف وقد بدا التأسف واضحا على ملامحه قائلا:
- إن (سعاد) قابعة في منزلها منذ تلك الحادثة التي ماتت فيها(حنان)
_ إذا عليك عمل كل جهدك عن طريق صديقتها (ليلى) وعند موافقتها , عليك اتباع أبشع الوسائل معها وفي عدة أوضاع .
- إنها يا سيدي من الطراز العنيد, ومن المحتمل ألا تقبل , إضافة إلى أنها جميلة بدون تجميل .
- قلت لك عليك عمل كل جهودك
- حاضر يا سيدي قام (سمير ) متجها إلى أحد النوافذ بعد ما أحس بعدم أهميته في الحوار الذي يدور بين(مازن) و(جان) ,
وما إن أطل من النافذة حتى أطلق شهقة ذعر قوية .
التفت (مازن) بحركة حادة عندما انطلقت شهقة الذعر من فم (سمير)
وانطلق (جان) مسرعاً إلى النافذة التي يقف عندها (سمير) وهتف قائلا:
- ماذا حدث يا (سمير) ؟
تراجع (سمير) كالمصعوق رافعا إصبع يده متجها به ناحية النافذة وقال :
- هناك شخص خلف تلك الشجرة بدت على (مازن) علامات الدهشة والاستنكار قائلا:
- في هذا الوقت ؟؟ إنها الرابعة صباحا !!!
هتف (جان) وهو ينظر عبر النافذة بإمعان :
- يبدو لي أني أرى ظله مع آخر حروف عبارته انطلق الشخص المجهول كسرعة البرق يهرب من خلف الشجرة .
أسرع (جان) خارجاً من الغرفة مصدرا تعليماته بملاحقة الشخص المجهول ,
ومضت دقائق قليلة عاد بعدها (جان) وقد بدا الغضب واضحا في نبراته وهو يقول:
- لقد أفلت الشخص , دون أن نتعرف على وجهه حتى تجسد الخوف والارتباك بعبارة ألقاها (سمير):
- وماذا يريد في رأيك ؟هز (جان) كتفيه معبرا عن عدم معرفته الإجابة وقال بهدوء:
- لا أعلم بالضبط , ولكن ما أعلمه أنه يجب عليكما المغادرة في أقصى سرعة , قبل أن تتأزم الأمور واتجه بنظراته نحو (مازن) قائلا :
- أريد أن أسمع أخبارا سارة عن (أسماء) في القريب العاجل يا (مازن)
- حاضر سيدي
- والآن اذهبا مع السلامة
- وقام بتوصيلهما لباب المركز مشددا على(مازن) أهمية عمل كافة الجهود من أجل إسقاط (أسماء) , ورجع إلى مكتبه ,
وبدا عليه الاستغراق في تفكير عميق وهو يطبق كفيه أمام وجهه ,
ونظر إلى الملف الأزرق الذي يتوسط طاولة المكتب , وفتح أولى صفحاته ,
واخذ يحدث الصورة التي تعتلي يمين الصفحة بغضب وحنق بالغين:
- سأسقطك يا أسماء سأسقطك وأطفئ الشمعة التي أحرقتنا طويلا وعاد مكررا في غضب جنوني :
سأسقطك يا أسماء سأسقطك حتى ولو كان هذا آخر عمل أقوم به في حياتي .

*************

... يتبع

قديم 11-28-2010, 09:20 PM
المشاركة 53
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
\\ اجتماع الصديقات قبل الذهاب إلى الصالون \\






في مكان آخر .. بعيد تماماً عن مسرح المؤامرة ..
تجلس ليلى بالقرب من أسماء لتخبرها بخبر خطوبة صديقتهما هند
وأبدت فرحاً كبيراً أمام أسماء
حقا !! ومتى ذلك؟"
تساءلت أسماء بلهفة ونطقت (أسماء) العبارة في مرح طفولي, وسعادة غامرة بعد ما أخبرتها صديقتها (ليلى) بخبر خطبة صديقتهما (هند) بعد أربعة أيام من الآن.
وهنا استغلت (ليلى) الفرصة لتلقي بشباكها على (أسماء)
وبدهاء قالت (ليلى):
- وبهذه المناسبة السعيدة سوف نذهب لـ(صالون الشروق) للتجمل.
بدا على وجه (أسماء) الامتعاض لما سمعته من (ليلى) وقالت:
- دعينا من هذه التفاهات التي لا أؤمن بها بدت(ليلى) أكثر إلحاحا وهي تقول:
- يا صديقتي ....إنها مناسبة سعيدة ,
ويجب أن نظهر بأحسن صورة أمام القادمات تصاعدت نبرة (أسماء) وبدت أكثر احتجاجا وهي تقول:
- إنها ليست خطوبتنا حتى نبدو بهذا المظهر
- أليست خطوبة أعز صديقة لنا ؟
- نعم , ولكني بصراحة لم أعتد الذهاب إلى الصالونات كي أعمل المكياج ,
ثم إنني لا أؤمن بهذه القضايا الفارغة , وإن أردت فاذهبي لوحدك
- لن اذهب بدونك , إنك تحرميني من الذهاب إذا لم تأت معي
قالت (أسماء) في لهجة أقرب للمعاتبة منها إلى الاعتذار:
- لماذا تريدين إحراجي
- إنها مناسبة عزيزة , ويجب أن نذهب
- حسنا يا عزيزتي , سأرافقك للصالون ولكنني لن أتجمل
- موافقة
- من الآن أنا أقول لك , أنني غير مرتاحة قالت (ليلى) بخبث:
- سترتاحين يا عزيزتي وكوني مطمئنة .
انفرجت شفتا (أسماء) لحظة , ثم لم تلبث أن أطبقتهما فسألتها(ليلي):
- ماذا يوجد؟ترددت (أسماء) وحسمت أمرها بعبارة واحدة:
- لا شئ
*****



قديم 11-28-2010, 09:24 PM
المشاركة 54
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
\\ تصوير الضحية في أوضاع مخجلة \\

اقترب موعد الحفلة , وذهبت الاثنتان إلى الصالون , حيث رحبت بهما صاحبة الصالون ,
وقدمت القهوة بعد أن غمزت (ليلى) ففهمت الأخيرة أن حبة المنوم قد وضعت في فنجان (أسماء) ...
شربت (أسماء) قهوتها .....
وللأسف ...
غطت في نوم عميق

وفي هذه الأثناء تم استدعاء (مازن) حيث كان يقف خارج الصالون على مسافة قريبة جداً ,
وقامت صاحبة الصالون بتعرية (أسماء) من ملابسها تماماً ,
حيث قام الحقير(مازن) بممارسة الجنس معها , لكن دون إيذاء لعذريتها,
فقد كانت مهمته فقط أن يتم تصويرها في عدة أوضاع مخجلة,
وكانت مهمة (ليلى) أثناء الممارسة أن تقوم بفتح عينيها وفمها,
لتبدو في الصورة أنها موافقة عما يحدث معها,وإظهار وجهها في الصور بشكل واضح,
ولما انتهت الجريمة البشعة , خرج(مازن) مباشرة إلى سيده (جان) ليبلغه بما حدث,
وتم إلباس أسماء ملابسها وتعديل جلستها, وتمشيط شعرها, وبعد دقائق قامت (أسماء) من غيبوبتها , لتجد صديقتها (ليلى) تجلس على مقعد التجميل.
كان ذهنها مشوشا , وجسمها متثاقلا, تململت واعتدلت في جلستها , وبدا صوتها وكأنه يخرج من بئر عميقة وهي تقول:
- ألم تنتهي بعد يا (ليلى) ؟ نظرت (ليلى) إليها من خلال المرآة قائلة:
- هل سئمت الانتظار؟ , انتظري عشر دقائق أخرى , أراك ذهبت في نوم عميق..
تثائبت أسماء وهي تضع يدها على فمها قائلة:
- لقد سهرت الليلة الماضية أدرس,ويبدو لي أني نعسانة ..
انتهت (ليلى) من التجمل, وخرجتا معا من الصالون بعد أن أحيكت ضد (أسماء) مؤامرة
مؤامرة كبيرة جدا وقذرة قذرة إلى أبعد الحدود .
*******
...... يتبع

قديم 12-15-2010, 08:48 PM
المشاركة 55
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
\\ تنفيذ المؤامرة \\




انتهت العملية الحقيرة التي قام بها مازن تخللها تصوير أسماء عدة صور ظهرت من خلالها في أوضاع مخجلة
تشمئز منها النفوس ..
وسارع الفريق الخائن الذي شارك في الجريمة إلى تحميض الصور بأسرع ما يمكن ..
حمل مازن الصور وتوجه إلى مركز الشرطة للقاء جان منتشياً بالنتائج التي حققها
تأمل جان الصور باستمتاع وقال مبدياً إعجابه بإنجازات مازن: أحسنت يامازن ..أحسنت !!
قالها بانفعال ملحوظ , وبرقت عيناه بوحشية , وبابتسامة صفراء
قال : غداً عليك أن تفتعل مظاهرة في مدرسة الزهراء عن طريق ليلى وصديقاتها ,
وبالتالي يكون لنا مبرر لاستدعاء مجموعة من الفتيات من ضمنهن أسماء وذلك للتحقيق معها .

صمت مازن لحظة وظهر التردد فيها واضحاً على وجهه فأسرع جان القول:-
- ماذا يا مازن ؟ ألديك ما تقوله؟
-مازن : لا شئ بالتحديد !!,
ولكن .. ألا ترى يا سيدي أن قيامنا بالمظاهرة غداً لن يؤدي نفس النتائج إذا ما قمنا بها بعد يومين أو ثلاثة من الآن؟
سأل جان مستفسراً : لماذا؟
مازن : لو أن ليلى اقنعت أسماء في أن تقوم هي بالتخطيط للمظاهرة , وجمع المتظاهرات , وجعلنا ليلى أول المعترفات على أسماء فإن ذلك سيسهل علينا الكثير من الأمر ويوفر الكثيرمن الجهد.
صاح جان في مازن وقد أصابه الضجر:
- ماذا تريد أن تقول يا مازن ؟ اختصر .. لا وقت لدي !
قام مازن عن مقعده , وأخذ يمشي يمينا ويسارا في الغرفة قائلا بهدوء استفزجان:
- لقد بدأ الأهالي يشكون في كل من تقترب قدمه من المركز ,وأصبح الأهالي غاضبين من استدعاء أبنائهم للمركز بدون وجه حق ,ولا تنسى أن اختفاء حنان عن المدينة , بعث الريبة في نفوسهم , وجعلت الأنظار كلها تتجه نحو المركز.
ثم أخذ نفساً عميقاً ملأ به رئتيه قبل أن يستطرد ويقول : ولا أشك أن الرجل الذي كان يراقب المركز قبل عدة أيام هو أحد أفراد المقاومة .

قطب جان حاجبيه وسأل باهتمام :
- أتقصد ذلك الذي كان خلف الشجرة؟
أسرع مازن القول:
- بالضبط. ثم أضاف :
- إنهم يبحثون عن طرف خيط يمكن أن يقودهم لنا , ويحاولون أن يجدوا تفسيرات لحوادث غريبة تقع في المدينة, وهي بالطبع من تدبير المخابرات ..

اتسعت عيناجان وبدا عليه الاهتمام أكثر وأكثر قائلا:
- مثل ماذا ؟
- قال مازن : اختفاء حنان.. هذا أولاً و العمليات الفاشلة والمتكررة للمقاومة و استدعاء الشباب والفتيات بحق ودون وجه حق وبمناسبة وبدون مناسبة .

صمت مازن برهة
فتابعه جان بنظراته معجباً بتحليلاته وكأنه يأمره أن يكمل .
ابتسم مازن ابتسامة خبيثة قائلا:
- لذا يجب أن تشتعل مظاهرة كبيرة يعلم الكل أن أسماء هي التي دبرت هذه المظاهرة وبعدها . . . . . . . . . . . .
وفرقع إصبعيه هذه اللحظة , ففهم(جان) على الفور ما يقصد (مازن) , وتابع بنظراته (مازن) بعد أن توقف في منتصف الحجرة وقال له:
- أنت عبقري يا(مازن) !!
اتسعت ابتسامة (مازن) راسمة على شفتيه الزهو والظفر قائلا :
- الأمر لا يحتاج إلى عبقرية وصمت لحظة أردف بعدها:
- أما الآن فإنّ علي إخبار (ليلى) بما يجب عليها فعله , وسيستغرق الإعداد لهذه المظاهرة الكبيرة يومين أو ثلاثة , ولن تتوانى أسماء في أن تجعل المظاهرة تغطي أنحاء (جنين ) بأكملها..
قالها وهو ينظر لـ(جان) نظرة ذات مغزى .
هذا الأخير الذي اتسعت ابتسامته حتى التهمت وجهه , وبدا كذئب شرس, وبدت ضحكته كعواء عواء مخيف يصم الآذان عواء في منتصف الليل


ترى .. هل ستستسلم أسماء ( هذه التي كانت تلقب بالشعلة ) ؟
أم أنها ستقاوم ؟
هذا ما سنعرفه في الفصل التالي من قصة مازن



تحية ... ناريمان

قديم 12-21-2010, 10:53 PM
المشاركة 56
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
// الحـــل الأمثل //



وبدا كطفل فرح بلعبة جديدة في سعادته الغامرة هذه
عندما وقع نظره على (أسماء) وهي تدخل حجرة مكتبه برفقة اثنين من معاونيه ,
وعندما أشار إلى رفاقه بالانصراف , التفت إلى (أسماء) بعد أن أغلق باب الحجرة قائلا:
- أهلا بالأمورة , أهلا بالجميلة (أسماء)
نظرت (أسماء) في عيني (جان) نظرة تحدي قبل أن تقول بحزم:
أ- ماذا تريد مني ؟
ج- أريد أن أعرف سبب المظاهرة التي حصلت في المدرسة , وأعمال الشغب والفوضى
أ- أنا لا دخل لي في كل ما حدث , وتستطيع أن تسأل اللواتي يقمن بهذه الأعمال
ج- لقد جاءتني إخبارية عنك !
أ- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة
ج- وهل يكرهك الناس ؟
أ- لا يكرهونني , ولكن العملاء والمدسوسين لا ينامون , ولا يدعون أحداً ينام
ج- لقد جاءتني عدة تقارير تفيد بأنك على رأس المتظاهرات
أ- أحضر الشهود والأدلة !ٍ
ج- بعد قليل سأحضرها لك يا أمورة
أ- لا تحاول معي بمثل هذا الكلام التافه
ح- هل تحبين يا شاطرة ؟
أ- هذا كلام أتفه مما سبقه .. ماذا تقصد؟
ج- ألا تحبين أحداً؟
أ- لا أحب سوى عائلتي
ج- والناس؟
أ- ما هذه الأسئلة ..من هم الناس ؟
ج- الذين حولك ؟
أ- أحب كل الناس الطيبين وأنا لا أكره إلا الظالمين
ج- ألا تحبين شباباً؟
أ- لا أحب أحداً
ج- لماذا ؟
أ- لأني أدرس ولا أهتم إلا بدروسي فقط
ج بسخرية - والمظاهرات؟
أ- قلت لك أنني لا أهتم لهذه الأعمال
ج- والناس الذين قالوا عنك ؟
أ- كذابون ودجالون , أحضرهم حتى يواجهونني
ج- هاهم عندي في درج المكتب
نظرت (أسماء) إلى يد (جان) وهي تتجه جهة الجارور غير متفهمة لما يقصد بعبارته الأخيرة .
أخرج (جان) الصور وقال لـ(أسماء):
ج- أنظري لهؤلاء الناس ..حملقت(أسماء) في الصور ,
وسرعان ما أخذت ترتجف وتصرخ وتشتم إلى أن أغمي عليها .

رآها (جان) بهذا الوضع فقام وخرج من مكتبه , حيث كان (مازن) ينتظر في المكتب المجاور ,
فنادى عليه , وطلب منه أن يذهب إلى (أسماء) ويوقظها .
ذهب إليها (مازن) , وتناول كأساً من الماء البارد , وسكبه على وجه(أسماء) ,
وبعد لحظة أفاقت (أسماء ) من غيبوبتها , فقال لها (مازن) بكل وقاحة :

- ما الذي حدث يا (أسماء)؟
انهضي هذا قدرنا, وعلينا أن نتقبله, وأنا لا ذنب لي ,
فقد أجبرت على عمل ذلك, وصورتي هذه كانت خدعة ,
فكما أنك لا تعلمين بهذا أنا أيضا لا أعلم , ولكن إياك والفضيحة ,
فهذا مستقبلنا ولن ترحمنا المخابرات, وأرجوك يا(أسماء) أن تنفذي ما يطلب منك .
وما إن أنهى كلامه , حتى وقفت (أسماء) على قدميها , وخلعت حذائها ,
وبدون وعي بدأت تضرب (مازن) على وجهه ورأسه , وتصرخ به ,
ورغم حجم (مازن) الذي يبلغ ضعف حجم (أسماء) ,
إلا أنه بدا كالطفل الصغير وهو يصيح على (جان) .

أسرع (جان) من مكتبه المجاور , وهي ما زالت تضرب (مازن) وتصرخ:
- ستعرف من هي (أسماء) أيها الحقير , أيها الجبان , أيها الخائن ,
وسيأتيك اليوم الذي ...............
سحبها (جان) من يدها , وبحركة تمثيلية صرخ:
- ما هذه الوقاحة؟ , كيف تضربين حبيبك ؟عادت (أسماء) تصرخ:
- إنكم أنتم الوقحون , أيها الجبناء, أيها المنحطون , ولسوف أفضحكم أنا .
بدت على (جان) علامات العصبية والانفعال وهو يقول:
- وهل تعتقدين يا شطورة أنك وحدك من وقعتي في هذا الأمر ؟
لا ... فأنتن كثيرات ... أنظري لهذه المجموعات من الصور , فمعظمهن من معارفك.

انهارت (أسماء) على أقرب مقعد بجانبها قائلة بنبرة انكسار:
- وما ذنبي أنا ... أنا لا دخل لي في الموضوع , إنه شرفي , وكرامتي , وكرامة أهلي .
بدت على (جان) علامات الظفر والانكسار معاً وهو يقول بلهجة مهدئة :
- لا تخافي يا شطورة , سيكون شرفك محفوظاً عندنا, وهذه الصور سنحرقها في حال موافقتك على ما نطلب .
قالت (أسماء) بلهجة سخرية :
أ- شرفي سيكون محفوظاً عندكم . . . .أين؟ في درج مكتبك ؟ !!
لم يبدو على (جان) أنه سمعها , فغمغمت في لهجة أقرب إلى البكاء :
أ- وماذا تريد مني أن أفعل؟
ج- أن تتعاوني معنا وتخبرينا من هن المتظاهرات انتفضت (أسماء) وأخذت تبكي وتصرخ :
أ- أنا .....أنا ....؟؟؟!!!
ج- نعم أنت , وإلا أفتضح أمرك أمام الناس والأهل جفت دموع (أسماء) بغتة , وقالت بصرامة:
أ- إفعل ما تشاء , فأنا لا أخافك
ج- ألا تخافي الأهل وشرف العائلة ؟ .. انظري جيدا لهذه الصور الفاضحة ,
فكيف إذا ما نشرتها في الصحف والمجلات ؟نظرت(أسماء) لـ(مازن) ثانية قبل أن تهاجمه بغتة ,
وبدأت تضربه مرة أخرى بالحذاء على وجهه قائلة :
- أيها الحيوان ... عديم الشرف والأخلاق .
قام (جان) إليها مسرعاً وأقعدها بصعوبة قائلاً :
- اجلسي , فهو ضحية مثلك , لكنه وافق على مساعدتنا , لأن لا حول له ولا قوة ,
فهذا الأمر ليس بيده .
مسح (مازن) خيطاً من الدم نزل من فمه , ونظر تجاه (أسماء) التي قالت بصرامة :
- أنا لا أوافق !! وأرفض العمل معكم , افعلوا ما تشاءون قال (جان) بغيظ:
- اذهبي وفكري بالأمر , ثم عودي غداً ... وأخبري (مازن ) على ما تقررين.

لم تنبس(أسماء) ببنت شفة عندما خرجت من المكتب , وهي لا تكاد ترى شيئا أمامها ,
مهدودة القوى , شاردة النظرات , غائبة عن الوجود , لا تحس بمن حولها أو ما حولها ,
توقفت عن السير للحظة كأنها وجدت الحل

مرت بطريقها بصيدلية فاشترت منها كمية من المواد السامة
وواصلت إلى بيتها , وذهبت مسرعة إلى غرفتها , وأغلقت بابها بإحكام , واستلقت على سريرها , وأجهشت بالبكاء , واستمرّ بكاؤها ساعة تلحق بساعة ...
اعتدلت فجأة , وقامت إلى حقيبتها المدرسية ودموعها تغمي عينيها .
تناولت ورقة وقلم وكتبت:
وداعا أيها الشعب وداعا أيها الأهل وداعا أيها الأحبة . . .
ومن ثم كتبت ما حدث معها بالضبط وبالتفصيل ,
ووضعت الورقة على صدرها , وتناولت جرعة كبيرة من المادة السامة ..
و. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فارقت الروح مسكنها الآمن وفارقت الحياة .

فإلى جنة الخلد يا
(أسماء)
يا شهيدة الأرض والوطن يا شهيدة الإخلاص والوفاء يا شهيدة الشرف والإباء
وتأكدي أن الله تمهل ولا تهمل



... يتبع
تحية ... ناريمان

قديم 12-25-2010, 08:24 PM
المشاركة 57
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

// والدا أسماء يكتشفان المصيبة //



في اليوم التالي صحت أم أسماء كالمعتاد أعدت فطورها وذهبت إلى غرفتها لتصحيها من نومها .. أرادت أن تفتح الباب فوجدته مغلقاً .. طرقت الباب بهدوء وقالت :
أسماء هيا قومي إلى المدرسة .. الوقت قد تأخر
وانتظرت أم أسماء قليلاً .. ثم عادت تقول :
برد الشاي يا أسماء .. ما بالك ؟
واقترب موعد دخول الطالبات إلى الصفوف
فقد ضرب جرس المدرسة للتو , لماذا لم تستيقظي؟
عادت الأم تطرق الباب بقوة
ولما لم تلق إجابة من ابنتها عادت للطرق بقوة أكبر قائلة في عصبية:
أسماء.. لماذا لا تجيبين؟
ولم يأت جواب غير الصمت .
هوى قلب الأم بين قدميها من مصير مجهول لابنتها
, وأخذت تقنع نفسها أن ابنتها لا ترد لشدة تعبها من كثرة الدراسة والسهر . . .
ولما طال صمت أسماء عادت بكل ارتياع تصرخ :
- أسماء ؟؟؟ !!
وعلى صراخ الأم استيقظ الأب مذعوراً فيسأل
ماذا يحدث ؟ وما هذه الضوضاء؟"
التفتت الأم وأسرعت القول لاهثة:
محمود أنادي على أسماء ولا ترد بحرف
إنني خائفة عليها أرجو ألا يكون قد أصابها مكروه
وما أن سمع الأب هذا الكلام حتى انطلق مسرعاً نحو باب الحجرة ليجده محكم الإغلاق
, ولم يحتمل باب الحجرة سوى ضربة واحدة من يديه الغليظتين حتى سقط في عنف مزعج , مطّيرا على إثره الغبار .
ولحظة من الصمت هوت على رؤوس الوالدين قبل أن تصرخ الأم بانهيار:
أسماء... ماذا جرى لك يا ابنتي .. اقتربت من صدرها تتحسس نبضات قلبها فإذا هي جثة هامدة بلا حراك ولا هسيس .. في حين اصطدمت عيناي الوالد على الورقة على صدر ابنته
التقطها بسرعة وكأن قلبه قد أحس شيئاً وبسرعة البرق قرأ محتويات الورقة على صوت نحيب الأم وهي تلقي بجسدها الثقيل على جثة أسماء .. فقال : أسكتي .. وأجهش بالبكاء قائلاً لها بصوت مخنوق : أسماء ماتت .. انتحرت .. بل قتلت
- ماتت (أسماء) ! !
صرخت الأم بقلب ممزق وكيان منهار :
كيف عرفت وما هذه الورقة ؟ ومن كتبها ؟ - لا . . . لا)
بكل مرارة الدنيا عض الوالد شفتيه , ولم يستطع الأب الاجابة على تساؤلات الأم المتتالية فالصدمة كانت أكبر من كل الرددود
ترك الأب دموعه تنهمر على وجهه وهو يتمتم :
- لقد انتهت (أسماء) , انتهت وإلى الأبد صرخت الأم من وسط دموعها وبدت كالذاهلة وهي تقول:
-
ابنتي ما تت .. لا (أسماء), مستحيل . . . مستحيل فجأة . . . . . . . .

جفت دموع الأب
وبدا صوته أكثر قوة وصلابة وهو يقول محدثا (أسماء) التي لم تحرك ساكن :
- إلى جنة الخلد يا (أسماء)
يا شهيدة الأرض والوطن يا شهيدة الإخلاص والوفاء يا شهيدة الشرف والإباء وتأكدي . . .تأكدي تماما. . .
أن الله يمهل ولا يهمل . . . .
لم يبدُ على الأم أنها فهمت حرفاً واحداًقالت الأم : فهمني ماذا جرى لأسماء
الأب : باختصار : ابنتك انتحرت خوفاً من الفضيحة
ابنتك راحت ضحية
ابنتك قتلها الجواسيس والخونة .






.... يتبع

قديم 12-25-2010, 08:27 PM
المشاركة 58
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
// الخائن في مهمة جديدة بمستشفى الرعب //


عبر الضابط جان ممراً طويلاً
وسرعة متجهاً لحجرة مكتبه في لهفة وانفعال شديدين , وما إن على مازن
حتى نادى بانزعاج شديد :
قال مازن والخوف يأكل قلبه : ماذا تريد يا جان ؟

لقد أحرق الأهالي صالون الشروق
- بعد أن هاجموا الصالون
وأسرعت صاحبته هاربة إلى الأردن
- وماذا عنك ؟
- ما زلت شخصية مجهولة حتى الآن أطلق (جان) تنهيدة مازن تنهيدة تبدو ندماً وتنم عن عدم ارتياح وباستياء شديد قال :
أنا لا زلت حتى الآن شخصية مجهولة
واضاف : ما ذا سنفعل الآن ؟
مازن فيما بعد يا (مازن) سأخبرك بكل شئ فيما بعد قال جان :

انتهت المقابلة الآن


لم تتوقف نشاطات مازن عند هذا الحد
فبالرغم مما حصل لأسماء وبالرغم من علامات الاستفهام التي بدأت تدور حوله وحول كثير من أعضاء الفريق الخياني
إلا أن جان استغل مازن حتى آخر اللحظات
فلم يدع لضميره فرصة واحدة أن يحدثه ويؤنبه على ما اقترف بحق عشرات الفتيات البريئات والشبان
فها هو يسند له مهمة خيانية جديدة
والمكان هو إحدى مستشفيات الكيان الصهيوني الضخمة في حيفا
حيث فيها أكبر تجمع للعاملين الفلسطينيين والعاملات
والعامللون والعاملات من كل الفئات العمرية أطفالاً وشباباً وشيوخاً
ورأى جان بإسناد هذه المهمة لمازن مصيدة لايقاع المزيد من الضحايا ..
وبسهولة شديدة استطاع مازن وبوقت قياسي الايقاع بطفلة تعمل في قسم التنظيفات بالمستشفى لتعيل أسرتها
فالأمر لم يعد صعباً على خائن متمرس مثله
فقط كل ما حدث .. غادر مازن مستشفى الرعب بعد أن ترك بصمة خيانية

في المقابل كانت المقاومة الفلسطينية مفتوحة الأعين وتتابع كل ما يجري لكنها تنتظر الفرصة الملائمة للإمساك بمازن وتفكيك الشبكة فكانت في وقت سابق قد انتشلت أحمد
وانتزعته من بين أعضاء الشبكة الواسعة والتي يترأسها مازن
واستطاعت تجنيده كعميل مزدوج لمتابعة ما يجري
ونقل أحمد لأفراد المقاومة الفلسطينية تفاصيل ما يقوم به مازن من نشاطات تخريبية وخيانية
ولا بد من الاشارة أن المخابرات الاسرائيلية كلفت مازن بصد بعض المظاهرات الفلسطينية المناهضة للإحتلال وخاصة تلك التي استشهدت فيها ( منتهى الحوراني ) وكان خلالها يرتدي الرداء الخاص بحرس الحدود واضعاً على عينيه نظارات سوداء ويحمل رشاش عوزي ويطلق النار على المتظاهرين
والناظر إليه لا يفرق بينه وبين أي جندي إسرائيلي


وهكذا تشتري المخابرات الاسرائيلية النفوس البشرية فتحولهم إلى آلات بلا حس بلا نبض




...... يتبع

قديم 12-25-2010, 09:34 PM
المشاركة 59
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

إنه شيء يفطر القلب . .
وخصوصاً أن هذه القصص واقعية . .

بارك الله فيك ولك أديبتنا المميزة . .
تقبل تقديري واحترامي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 12-29-2010, 10:58 AM
المشاركة 60
بشير حلب
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لك الله يا شعب (الجبارين ) ...

لك الله يا أرض الطهر والأنبياء ...يا مدن السماء .

أيهوي الإنسان لهذا الدرك السحيق من العهر الأخلاقي والقذارة السلوكية ، وهو يشعر فعلاً أنه ما زال ينتمي لصنف مخلوقات تسمى البشر ؟

صحراء من كل الجهات ....وحسبنا الله ونعم الوكيل .

معك على المتابعة والإحتراق أديبتنا الكبيرة .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.