قديم 01-21-2014, 11:56 PM
المشاركة 81
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد السلام دغمش
هو عبدالسلام بن عارف دغمش أديب أردني من أصول فلسطينية ، كان أهله يسكنون قرية من قرى مدينة يافا المحتلة قبل عام 1948 للميلاد.من مواليد ديسمبر عام 1966 ،نشاء في الأردن وتعلم في مدارسها، درس الهندسة المدنية في الجامعة الأردنية في عمان وتخرجت فيها عام 1991 ، ويعمل حالياً مهندساً استشارياً في دولة خليجية .
كانت له محاولات مبكرة في القصة القصيرة والشعر أثناء المرحلة الإعدادية والثانوية.. غير أنها كانت محدودة ..وأغلبها كان حبيس دفاتره القديمة. إلا من محاولات شاركت فيها في صفحة القراء في جريدة الدستور الاردنية - وبرنامج "أقلام واعدة " الإذاعي .. كان ذلك في الثمانينات.
أما نشاطه في النشر ومشاركاته الفاعلة فهي في رابطة الواحة الثقافية وليس منتسباً لأي منتدى أو جمعية اخرى. ي
كتب القصة القصيرة والومضات الأدبية .. وله جملة من القصائد. وأغلب أعماله منشورة في الواحة. و منها:

و تلك غُربةٌ أخرى
صافي السجيّةِ مُسْـودٌّ به الأُفـقُ
ما ودّعَ الهمَّ حتى زارهُ الأرَقُ

صافي السجيّةِ إذ تُـبْلى سريرتُهُ
يضيقُ بالخَلْقِ ما أزرى بهمْ خُلُقُ

في كلّ مأْدُبـةٍ للعيشِ مقتَسَمٌ
إلا الفتـى.. ما لهُ من زادهمْ طبَقُ

يئِسْتُ من زمنٍ أمسى النّقاءُ بهِ
ضربَ السذاجةِ والأدرانُ تنطلـقُ...

حيقَ النديُّ بهِ من كلّ ضائقةٍ
كآخرِ الشمسِ وارى نورَها الغسَقُ

وللخبيثِ فضـاءاتٌ يجـوسُ بهـا
كفارسٍ.. وله الأسبابُ تتّسِقُ

صافي السجيّةِ..ما إنْ يرتجي طرُقاً
يبغي السلامةَ إلاّ سُـدّتِ الطّـرقُ

يستوحشُ النّاسَ ما طالَ الفسادُ بهمْ...
درْكَ الشّقاوةِ.. أوْ ذَلّـتْ لهمْ عُنقُ

ينْأى عن القومِ ما عاثوا وما اجْترحوا
منْ موبقاتٍ.. وَما ارْتادوا ..وما عشقوا


هل" أَخرِجوا آل لوطٍ" ها هنا رجعتْ..!
يستبعدُ الطّهرُ إذْ يُزري به النّـزقُ؟

وهل زهورُ الرّبى في روضها خَبثتْ؟
والشوكُ في حسّهمْ مستحْسَنٌ عبِقُ ؟

أيكْرمُ الـمرءُ ما إنْ يرتدي قُشُباً
وفي الطويـّةِ نفسٌ عافَها الخُلقُ..؟

أم أنّ للمالِ في أفواهِهمْ لُغةً
إنْ مدْبراً سكتوا .. أو مُقبلاً نطَقوا

سيشهدونَ كتاباً ناسخاً عملاً
قدْ يُبْلسونَ إذا ما ينطقُ الورَقُ..!

..صافي السجيةِ، أيّاً كانَ موطِنهُ
يستوطنُ الخيرَ.. بيـْنا الناسُ قدْ فَسقوا

ذاك الذي تزدَري بالكبرِ أعينُهـمْ
أو يضمرونَ بكيـدٍ كيفَما اتفقوا

هو النديّ فإمّـا يرهقوهُ أذىً
يهدي العبيـرَ ..كعـودِ الطيـبِ يحترقُ

وليسَ يشمتُ إنْ حلّ البلاءُ بهمْ
يرجو ..ويهتفُ أنْ رُدّوا ..إذا أَبـَقوا

يدعو لهمْ أبداً ..يرجو لهمْ رشَدا..
محذّراً من سَهَواْ ..عُقْبى الذينَ شَقُوا

يصيحُ يا ليتَ قومي يعلمونَ.. ألا
إنّ الحوادثَ كالأمواجِ تصْطفقُ

* * * * * * * * *

يا ساميَ الرّوحِ لا يغْرُرْكَ سيلُهُمو
كمْ جرَّ من زبدٍ رابٍ ..وكمْ غَرِقوا

ودَعْكَ منْ كدَرٍ قدْ غيضَ منبعُهُ
ففي السماءِ سحابٌ مثْقلٌ غدَقُ

واقنعْ بما تُعطَ...لا تبذلْ مجاملةً
أولـى لك الصّبـرُ أنْ يردي بكَ الملَقُ....

واقبض هُديتَ على جمرِ الإباءِ تَفزْ
وماءُ وجهك لا يهمي ويندلقُ

صلّى الإلهُ على منْ طابَ ذاكرُهُ
ما لاحَ منْ قمرٍ أوْ نوّرَ الشفقُ


من للقًصير
عينـي تسـِـحّ مدامِـــعاً
والقلب أُدمـِيَ من كمَـــدْ

أَيضامُ شامِـــيَ عسفـَـــهم
ويُســام خَسفاً أو أشَــــد

أم أننـّا زبـدٌ فــلا
أمَـلٌ يـُرجّـى من زبَــدْ

..مَـنْ للـحريم بنجــدةٍ
من للصِّغارِ ببـَذلِ يـَـــدْ

فعيونُهم تاقــتْ إلــى
أملٍ تضــاءَلَ وابتعـــدْ

من للقُصيـــرِ بغَضبـــةٍ
تُخــزي و ترغمُ مــن جَحــدْ

تجـلو الظلامَ و سِتـــْـرَهُ
وتعيــدُ فجــــــراً مُضطهَــــدْ

ســــودُ العمــائم أقبلـــــت
غربــانُ حقـــــدٍ لا تُعَــــــــد

صفــــرٌ بيــارقُ من بغـَــوا
صفـــرُ الوجوهِ لهــم سنـَــــد

حقــــدٌ سيأكـــلُ بَعضَـــــهُ
والحقـــدُ يدمـــي مـن حَـقَـــــد

أوَ نــــارُ كســرى أَُضــرمَتْ ؟
غِــــلاّ ً تــُـشـبُّ و تُـتّـقـَـــد

زعمـــوا مقــاومـــةً ألا
بئــسَ المضلّـلُ ما قصَــدْ

إنــي رثيــتُ لخطبِـنـــــا
فالحــــال ُ جانبـَـــهُ الرّشــَــدْ

والجيــل يلهــــو ســادراً
مـــا نفــعُ جيــلٍ إنْ فسَــــدْ

إنــي دعــوتُ فأَمّــنــوا
وســـؤال ربــي لا يـُــرَد

هــو ناصـــر المستضعفيــــ
نَ بـــــه المقاصــدُ تـُعتمــــــدْ

ربـــّاه أمّـــــنْ روعـَـهــم
فالبغـــيُ جـاوزَ واسْـتــبَــد

واكْبــِتْ عدوّاً نالـَــــهم
بالســـــوءِ حيـــناً واللـــــــدد

صبـــــراً شـــآمُ و إننــــــا
للنصـــرُ نكســـرُ كلَّ حَـــد

وغــداً سنكنـــسُ سـاحَـهـا
منْ رجــسِ أذنــابِ الأســـدْ

-(براءة) قصة قصيرة جدا:
قسّمت معلّمة التربية الفنّيّة تلاميذَها لمجموعتين ..كان على المجموعةِ الأولى أن تشتركَ في رسم خريطةٍ للبلاد وأنْ تزيّنَها بألْوانٍ زاهِيَةٍ تميّز بها تضاريسها المختلفةِ منْ جبالٍ و سهولٍ و صحارٍ و أنهار..
أما المجموعةُ الثّانيةُ فكانَ عليها أنْ ترسمَ لوحةً لغراب ٍ يبحثُ( ينقّبُ) في الأرض وأن تختار لها ألوانَها المميّزة ..
..لمْ يَرْعَ انتباه المعلمة طالِباً مُنْزَوياً في مقعدِهِ في آخِر الصّفّ، قعَدَ بهِ خجلُهُ أن يسألَها في أيّ مجموعةٍ هو ..فانفرد بلوحةٍ رسمها و قدّمها..
..بِبَراءة الصّغار -وقد اختلط الأمران عليه ..رسمَ غرابا ً يعتلي خارِطة البِلاد ..يعملُ فيها نبشاً و نقْباً!!






وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-22-2014, 12:22 AM
المشاركة 82
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الهادي آدم

هو الهادي آدم الهادي، ولد بقرية الهلالية عام 1927 م ، ثم التحق بمعهد أم درمان العلمي. وبعد تخرجه عمل في الصحافة السودانية.. ثم أرسل في بعثة دراسية إلى مصر حصل فيها على الليسانس من كلية دار العلوم.. كما حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس. وعمل كذلك مدرساً بوزارة المعارف السودانية.. وله عدة مؤلفات في مجال المسرح والشعروكانت وفاته سنة 1427 هـ/ 2006م

**
استهل الهادي آدم ما كتبه هو نفسه في مقدمة ديوانه. "كوخ الأشواق" بقوله: "لعل من أصعب الأشياء أن يقدم المرء نفسه بنفسه.. ولكن لا يقل عن ذلك حرجاً أن يدع غيره يحدثه عن خلجات نفسه، وقد اخترت الأولى على الثانية، ولي من الأصدقاء الأجلاء من يشرفني أن يقدموا شعري للناس فما عساي أن أقول.."

***

( لن أموت)

ماذا يكون إذا انقضى أجلي
وتوقّف الخفّـاقُ فـي صـدري
وتطلّـعتْ روحي محلّقـةً
عبر الفضاءِ تطـوف كالنسـرِ
أترى الحياةَ تظلّ صـاخبةً
وكما عهدتُ نظامَها يجـري
أم سوف تغشى الكونَ واجـفةً
تجتاحه حيناً مـن الدهـر ؟
****
لا شيءَ بل ستظـلّ حافلةً
بالمبهجات وكلّ مـا يُغـري
سيسير أقـوامٌ للهـوهمُ
يترقّبـون مطالـعَ الفجـر
ويردّدون اللحنَ منطلـقاً
ويفضّضـون الصبحَ للزهـر
ويظلّ يذكـرني أخـو ثقةٍ
يـرعى ودادَ الحـرِّ للحـرّ
****
إني لأَعرف ما يُقال غداً
ولسوف أسخـر منه في قبري
سيقال حين أموت مات وقد
أرضى (الرئيـسَ) وجاد بالعمـر
***

العروس

أتاني صاحبي يبغي عروسا
وكنت مشيره في كل أمر
فقمت مهللا وطفقت أتلو
عليه كل عالقة بفكري
فقلت له سعاد فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري
سهرت الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدي وحصري
ولكن يا لحظي قيل لما
ذهبت أريدها خطبت لغيري
فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق
وتهذيب وتربية لعمري
ولكن ما لها في الحسن حظ
فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟
فقلت إذن فزينب ذات حسن
يقلب عاشقيها فوق جمر
فقال ومايفيد الحسن ما لم
تزنه خلائق كالماءتسري
فقلت أرى لزهراء التفاتا
كظبية بانة لاحت بغفر
وأخلاقا من الانسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري
فقال نعم ولكن بيت سوء
وبيت السوء بالحسناء يزري
ألم تسمع حديث الناس عنه
وعن ماضيه من قبر لقبر
فقلت وما حديث الناس إني
رأيت الحب لا يرضى بأسر
فثار مغاضبا وسكت لما
قرأت بوجهه آيات زجري
فقال أراك تعلم بالغواني
كأنك درة في كل نحر
فقلت إذن حليمة. قال قبحا
لرأيك اشتري جهلا بمهر
فما ذهبت إلى الكتاب يوما
وما قرأت ولو مقدار سطر
فقلت إذن حياة..بها بثور
وسلوى تلك قال بغير شعر
فقلت اختر إذن عشرا حسانا
وخذ من كل واحدة بقدر
وصغ منهن واحدة وخذها
إليك قرينة ما دمت تدري.


قصيدة " تـــــوريـــــت"

قصيدة هامة إذ انها تحدثت عن توقعاته بتقسيم السودان بسبب مجزرة توريت التى حدثت
في تأريخ 18 أغسطس 1955 ميلادي ،وراح ضحيتها الكثير من أبناء السودان الشماليين والجنوبيين بسبب دسائس الانجليز
ولقد صدقت نظراته و توقعاته يتقسيم ذلك الوطن منذ 1955م ، و قد قسم السودان إلي قسمين شمال السودان و جنوب السودان في يوليو من عام 2011م أي بعد أكثر من ستة و ستين عاماً و منها:



من سد أبواب الجنــــــــوب بكل قفل محكم؟


من قسم الســــــــودان بين بنيه شر مقســم؟


أهم الشماليون؟ هل كانوا هناك ؟,,،، تكلمي


ردي فإن العـــــار كل العــــار أن تتــجهمي


توريـــــت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي


توريــــت إن غدا لناظره قريــــــــب المقدم


فستــعرفين وتـــــــندمين ولات ساعة مندم


قصيدة ( أغدا ألقاك):
و لهذ القصيدة قصة مفادها:
في عام 1970نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته الأسبوعية يقول: إنه بعد أن غنت أم كلثوم حفلتيها في السودان في العام الأسبق عادت من هناك تحمل في صدرها شحنة دافئة من الحب للسودانيين وقالت لي يومئذ: إن البلاد العربية جميعاً تعيش مع مصر في محنة النكسة، ولكن أعمقهم شعوراً بها هم أهل السودان.
إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية، لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أنني في بيتي وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي وعشيرتي".
ثم أضاف في حديثه ما يتعلق بشأن ما غنته أم كلثوم قائلاً: وسألتني أم كلثوم كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان، وقبل أن أجيبها قالت: بأن أغني قصيدة لشاعر من السودان.
وكانت تلك الرغبة وفق ما رواه الشاعر صالح جودت هي الدافع الأساسي لدى أم كلثوم لكي تغني فعلاً كلمات من إحدى قصائد أحد شعراء السودان المعاصرين.
ومن أجل ذلك فقد كلفت صالح جودت نفسه بالبحث عن هذه القصيدة.
وعن هذا قال: اتفقنا على أن نبحث عن القصيدة المنشودة، وطفت بمكتبات القاهرة واستعنت بالأصدقاء فتجمعت لدي سبعة دواوين لسبعة شعراء، ومضيت أدرسها ثم اخترت من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية، وأرسلت القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها.
وبعد أيام سألتني أم كلثوم أيهم أفضل قلت: لقد تركت لك مهمة المفاضلة، حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر، قالت لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك.. قلت: إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهي أصلحها للغناء.. قالت لخفة ظلها المعهود: برافو عليّ أنا فهذه هي القصيدة التي اخترتها بالفعل!
ومن بعد هذا الاختيار شدت أم كلثوم فعلاً بكلمات هذه القصيدة بعد أن وضع لها الألحان المتميزة محمد عبد الوهاب. وهي التي تقول فيها كوكب الشرق:
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبت لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً من الشوق فذابا

***********
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين او دعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنت لولا أنت أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا في غد الآن بأحلام اللقاء
فأت أولا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
**********
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصفو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تتألق الجنة أنهاراً وظلاً
وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى
وغداً نسمو فلا نعرف للغيب محلاً
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً
إنما الحاضر أحلى .

***********************
ولقد شدت أم كلثوم نبرة القصيدة يوم الخميس 6مايو عام , 1971.كما سجلتها على اسطوانة لصوت القاهرة في العام نفسه.
قال بعض المهتمين بشعر الهادي آدم:
(وكالعادة حين رجعنا إلى ديوان الشاعر السوداني الهادي آدم الذي نشرت به هذه القصيدة، وجدنا أن ما نشر بالديوان شيء وما غنته أم كلثوم شئ مختلف تماماً!!، حتى أنه قد خيل إليّ من أن الشاعر السوداني قد اضطر لإعادة صياغة كلمات هذه القصيدة من جديد!، وذلك إرضاءً لأم كلثوم وشهرتها العريضة.
ففي الديوان المنوه عنه والذي صدر في عام 1962تحت عنوان "كوخ الأشواق" عن إحدى دور النشر السودانية بالقاهرة وجدنا أن قصيدة "أغداً القاك" عنوانها الأساسي هو "الغد"!، وأن مطلها هو:
أغداً ألقاك يا لهف فؤادي من غد وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
عندئذ أدركت وعلى الفور أن هناك العشرات من التعديلات التي طلبتها أم كلثوم من هذا الشاعر الرقيق الأحاسيس.. وقد أشار صالح جودت نفسه وهو الذي يعود إليه الفضل في اختيارها إلى وجود هذه التعديلات، حيث قال": "وجاء الهادي أدم إلى القاهرة والتقى بأم كلثوم وكان معها محمد عبد الوهاب وقرأوا القصيدة مرة واثنين وثلاثاً وعشراً وعدلوا وبدلوا وقدموا وأخروا، إلى أن استقروا على الصورة النهائية لهذه القصيدة.
ولقد بقيت في أدراج أم كلثوم حوالي عام دون أن تشدو بها..!
ومما يجدر الإشارة إلى أن كم التعديلات التي إجريت على كلمات هذه القصيدة كبير لدرجة لم نعهدها في غيرها من القصائد التي تغنت بها أم كلثوم..
وأولى هذه التعديلات كما سبق وذكرنا كان في عنوان القصيدة نفسها ثم شمل بعد ذلك الأبيات والكثير من كلمات هذه الأبيات.
ففي البيت الأول استبدلت أم كلثوم كلمة "يا خوف".. بدلاً من "يا لهف"!، كما غيرت الشطر الثاني من البيت نفسه بحيث أصبح يقول:
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد..
بدلاً من: وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
كما أهملت أم كلثوم ثلاثة أبيات آخرى من هذه القصيدة وقد نُشرت بالديوان على هيئة شطرات منفصلة.. وهي التي يقول فيها الشاعر السوداني:
أم بطرف خاشع اللمح كليل مجهد
لست أدري كيف ألقاك ولكن صدى
ظامئ أرهقه البين وطول الأمد
ووفقاً للترتيب العام للأبيات في هذه القصيدة المنشورة بالديوان. فقد بدلت أم كلثوم في مواقع بعض هذه الأبيات، مثال ذلك أنها قدمت الأبيات التي تقول مطلعها: آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقتراباً
على الأبيات التي في مطلعها: "أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني"!.
وتزامن ذلك مع التعديل الذي أدخلته أم كلثوم على بعض كلمات هذه الأبيات.. فنراها قد اختارت كلمات: "آه كم أخشى".. بدلاً من "أنا أخشى" وكذلك: "أهلت فرحة القرب به" بدلاً من "وتوالت الدهشة القرب" وكلمة احتمل بدلا من "استبطن"!.
كما شهد الجزء الأخير من هذه القصيدة تغييرات كثيرة أيضاً سواء في الكلمات أو في إضافة أبيات جديدة كتبها الهادي أدم وهي ليست موجودة أصلاً في قصيدته المنشورة بالديوان المنوه عنه!.
ففي الأبيات التي تقول فيها: "هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر،، كانت في الأصل: "هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر"!. كما غيرت في البيت الثاني كلمات "عيون أنت فيها البصر"!
والملاحظة الواجب الإشارة إليها هي أن الشاعر السوداني.. قد اضطر بالنسبة للجزء الأخير من هذه القصيدة إلى إعادة صياغته بالكامل.. حتى تقبل أم كلثوم أن تشدو بها، ولك عزيزي القارئ أن تقارن بين ما كتبه هذا الشاعر وبين ما غنته أم كلثوم إذا ما رجعت لما نشير إليه حالاً بشأن ما كتبه وما نشره في ديوانه "كوخ الأشواق" والكلمات التي كتبها الهادي آدم في هذا الديوان تقول:
أتغاباك ولكن ظن كيف تشاء
وأناديك ولكن نداءاتي دعاء
يا رجائي أنا وحدي أدنى منك الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
فغداً لا نعرف الغيب ولا ماض تولى
وغداً لا يعرف القلب لهذين محلا
وغداً تصطخب الجنة أنهاراً وظلاً
وأحييك ولكن بفؤادي ليس.. إلا! ...)*

جمعت أعماله الكاملة و تم طباعتها، توفي عن ثمانين عاما.
_____________
*مقالة بعنوان (
شاعر المبدع السوداني " الهادي آدم ") كتبها سليمان عبد الله حمد، بموقع رابطة أدباء الشام.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-22-2014, 09:31 PM
المشاركة 83
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إبراهيم خَفاجي
هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي ، شاعر غنائي سعودي معاصر يعرف بأنه كاتب النشيد الوطني السعودي , لقب بالخفاجي نسبة الى قبيلة خفاجة العربية العدنانية المضرية القيسية . أصله من جازان جنوب المملكة العربية السعودية ،
ولد في مكة المكرمة عام 1345 هـ بحي سوق الليل، موهبة الخفاجي الشعرية بدأت منذ فترة مبكرة، وأول نص غنائي له كــان " يا ناعـس الجــفن لبيه " الــذي لحــنه وتغنـــى به الموسيقار طارق عبدالحكيم وكان ذلك عام 1364 هـ، ثم جدده فنان العرب محمد عبده. بدأ حياته التعليمية بمدرسة الفلاح بـمكة المكرمة ثم التحق بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي وتخرج منها مأموراً لا سلكياً عام 1364هـ،.تنقل بين قرى ومدن المملكة إلى إن عاد مجدداً إلى مكة المكرمة في قسم الأخبار بالنيابة العامة، وفي عام 1373 هـ انتقل إلى قسم الاستماع بالاذاعة، ثم انتقل عمله فيما بعد إلى وزارة الصحة وعمل بقسم المحاسبة ثم أصبح رئيساً للقسم ثم وكيلا ً للإدارة المالية. وفي عام 1972م التحق بمعهد الإدارة بالقاهرة وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة المالية فأصبح مديراً للإدارة المالية بوزارة الزراعة لشئون المياه بالرياض . كانت عودته إلى مكة المكرمة فأصبح المفتش المركزي لـــوزارة الزراعة والمياة بالمنطقة الغربية. وفي عام 1389 هـ طلب إحالته إلى التقاعد فأجيب طلبه بعد خدمة تقارب الـ 25 عاماً.
و مع شهرة نصوصه الغنائية فخطة بحثي هو الاهتمام بالفصيح من انتاج المترجم لهم شعرا ونثرا ، و من أعمال الخفاجي بالفصحى:
قصيدة (ودع اليأس)
ودعِ اليأسَ وسافرْ واغربي
واشترِ الحسن بأرضِ المغربِ

واغتنمها فرصة يا صاحبي
متِّع النفس بنيل المطلبِ

جمَّعتْ في غيدها كل المنى
فتنة الغرب ، ونُطقُ العربِ

دارها البيضاء فردوسُ الدُنى
فهيَ مهوى الغيدِ للمُستعذِب

كم على الأطلسِ في عالي الذرى
قد لهونا باصطيادِ الشُّهبِ

وأريجُ الزهر في ساحاتها
مَزج المسكَ بعرفِ العُشبِ*

وبمكناسٍ لنا فيها رؤى ً
سهرُ الليل وشَطحُ اللعب

وبفاس العز في آثارها
عِشتُ بالتاريخ عبر الحُقُبِ

وعلى طنجةَ غازلنا الهوى
في أصيلٍ كانسكابِ الذَّهَب

وتجلى الفجرُ في فيروزها
فتنادى ورِقُها للطرب **

يا لنفسي قد لقت صبوَتَها
في رباطِ الحسن قيدِ الطلب

وصفاءُ العيش في خِلْجَانها
قد تعدى وصفَ ما بالكُتبِ

إنَّ في المغرب إخواناً لنا
قد تحلَّـوا بسمات الأدبِ

وتعالـوا بمليكٍ قدرُهُ
قد تسامى بشريف النسب ***


و( هو رياضي عريق وقد دخل في أول مجلس إدارة لنادي الهلال السعودي مع مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله..

وقد أكمل الخفاجي قصيدته الشهيرة في الهلال التي يقول مطلعها (إذا لعب الهلال فخبروني فإن الفن منبعه الهلال) وهي القصيدة التي تم كتابة بيتها الأول على مدخل نادي الهلال في مقره القديم.. وبذل الزميل علي فقندش جهدًا في تجميع وإخراج الكتاب الذي وضع له عنوان (أوراق من حياة الخفاجي.. كتاب.. ديوان.. ألبوم) ****:
ُ
و كامل القصيدة و هي من بحر الوافر:

إذا لعب الهـــــــــــلال فخبرونــــــــي = فإن الفن منبعــــــــه الهـــــــــــــــــــــــلال ُ

أمتع ُ ناظري بهلال نجـــــــــــــــــــد ٍ = فمن قمصـــــــانــه خلـــــق الكمـــــــــــــال ُ

فلا اليــوفي ولا الميــــــــــلان يجزي = ولا البرشـــــــا ولا حتى الريــــــــــــــــال ُ

نزيــــــد صبـــــابة ً ويزيـــــــد وصلا ً= بطولات ٍ هي السحــــــــر الحــــــــــــلال ُ

رشفناهـــــــــا كؤوساً سائغـــــــــــات ٍ = مذهـّبــــــة ً يضجُ بهــــا الجمــــــــــــــال ُ

وقلنــــا للخزائــــــــــن لن تريــــــحي = سيرهق ظهرك ِ الذهب المســــــــــــــال ُ

زعيــــــم ٌ في الملاعــب لا يبــــارى = تليــــــــن لفنه حتى الجبــــــــــــــــــــــال ٌ

هلال الحســـــم والأفعــــال يكفـــــي = ويشفـــــي القلب إن حمـــــي النـــــــــزال ُ

هلال السامــــي والشلهـــــــوب يعدو = فيلتـــهب المــــدرج حيــــن صــــــــــالوا

وجالــــــوا في النجيـــــل خيول جن ٍ = ونالــــــــــــوا من شبــــــاك ٍ لا تُــــنــال ُ

تأمـــل عزف نواف ٍ وياســــــــــــر = وقبلهما الثنيان الخيـــــــــــــــــــــــــــــال ُ

وكيف لركضهم وقع ٌ وسحـــــــــر ٌ = على إيقاعه ملنــــــــــــــــا ومــــــــــــــالوا

ومرّ على الدعيع ِ في عريــــــــــــن ٍ = تــَكسّـرُ من مهابته النبــــــــــــــــــــــــال ُ

وقف عند المحـــــاور من عزيــــــز ٍ = إلى الغنام يبهـــــــــرْك القتــــــــــــــــــالُ

وباقي الأ ُسد ِ في الميدان يـــــدنو = إلى ضرباتها الصعب المحــــــــــــــــــــال ُ

إذا لعب الزعيــــــم فقل ســـــــــلام ٌ = فإن المجد تصنعه الرجـــــــــــــــــــــــال ُ

هلال ٌ في العريجا بات عشـــــــقا ً = على أنغـــــــــــــــــــامه يحلو الوصــــــال ُ

سيبقى السحــر أزرق في بيــــاض ٍ = ويبقى المجد ما بقي الهــــــــــــــــــــــلال ُ

_________________________________
* حرك الباء من (العشْب) كضرورة شعرية
*** يقصد الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية و هو ينمي في النسب إلي آل البيت عليهم السلام.
**** مقالة بعنوان ( شاعر النشيد الوطني (خفاجي) أنجز قصيدته الرياضية الأشهر سيبقى السحر أزرق في بياض.. ويبقى المجد ما بقي الهلال) للكاتبها أحمد العجلان بجريدة الجزيرة السعودية ، عدد: 14373 ، الصادر يوم الخميس 12 ربيع الأول 1433 هـ .




وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-22-2014, 09:32 PM
المشاركة 84
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حسن الشَّرَفي

هو ( حسن عبد الله علي الشَّرَفي شاعرُ وأديبٌ من اليمن ، يعد من أهم القامات الشعرية اليمنية في القرن العشرين، تميز بغزارة إنتاجه الأدبي مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون لا ينضب من المفردات مما مكنه من كتابة الشعر بأنوعه "العمودي والحميني والتفعلية".) *
تحدث عن نفسه قائلاً:
( أنا من مواليد 1944 م بقرية الخواقعة بالشاهل محافظة حجة من أسرة تحت خط الفقر حالي في ذلك وحال أسرتي لا يختلف كثيراً عن حال السواد الأعظم من أبناء اليمن الذي كان يسمى سعيداً ولا أدري في أي مناسبة زمنية اطلق عليه لقب اليمن السعيد أو اليمن السعيدة ، جئت إلى الدنيا والحرب العالمية الثانية تأكل المشرق والمغرب في ما وراء البحر الأحمر وما وراء البحر المتوسط وما وراء المحيط الهندي إلى أطراف بحر اليابان

، وكانت قريتنا في ذلك الحين موبؤة بالجفاف وبداء الجدري وعروق الماء ، ومرت الأيام حتى عام 1949 حين هجمت ذات ليلة على أمي فأدميت كتفها بعضة مجنونة ما زالت آثارها حتى اليوم لسبب الجوع قلت هذا الكلام أكثر من مرة في اكثر من مناسبة ، دخلت المكتب ( الكتاب ) عام 1950م نصف عار وحاف تمام الحفي بكوفية مهترئة ، وجسم نحيل جداً وشعر أصهب جداً وفي عيوني ازرقاق نهر تحت غيمة ذات أصيل ، كانوا يقولون لي في المكتب أنتي سرقت صبوح النبي لأن من كان ازرق العين يقولون انه سرق صبوح النبي وكنت أعلم انني لم اسرق صبوح احدٍ لا من الأنبياء ولا من غيرهم وكم تمنيت أن أجد أمامي صبوحا فأسرقه حتى لو كان للملائكة ومن عام 1951إلى 1954 وأنا بعد العاشرة كنت مع الراعاة والراعيات في الشعاب ومع قطيع صغير من الغنم.

- في الثالثة عشر من العمر التحقت بالمدرسة العلمية بالمحابشة فقال لي احد الأساتذة مازحاً أنني سرقت صبوح النبي أجبت عليه ببداهة سريعة ! من حسن حظي أنني لقيت النبي وطعمت من صبوحه لكن أنت لم تلق النبي ولا غيره فضحك وارتبطت معه من ذلك الوقت بمحبة أبوية استفدت منها في مجال التحصيل العلمي لأنه كان يدرسنا اللغة العربية ، بدأت في المرعى أحاكي أترابي في الأغاني على النمط .

الذي نسمعه في المناسبات والأعراس ومواسم الزرع والحصاد وكنت قد قرأت بعض الكتب كأعلام الناس في سيرة بني العباس ، وعنترة بن شداد وكنت أرثي له يكون بتلك الشجاعة ثم يتعرض لذلك القهر كله بسبب حبه لعبلة .

- في المدرسة العلمية بالمحابشة كنت مع الزميل الجليل الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف نحاول معاً كتابة الشعر وكنا قد قرأنا نهج البلاغة وقصائد للمتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي وشوقي والبارودي وعلي الجارم وكتب المنفلوطي كما حفظنا عن ظهر قلب كثيراً من قصائد الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي وقصائد لبشارة الخوري الأخطل الصغير ، وما وصلت الينا من قصائد للزبيري والبردوني والمقالح الذي كان يكتب حينها كما أذكر بإسم إبن الشاطئ "

- تركت المحابشة في الطريق إلى صنعاء عام 1961 وكنت تلميذاً بدار المعلمين إلى يوم قيام الثورة 1962 م حاولت الالتحاق بالحرس الوطني وبينما كان الضابط وأسمه محمد الذيب كان يدربنا فخبطت برجلي في صحن البندقية " الشميزر " حتى خلعت الظفر ، فقال لي : أنك لم تنفع ، فتركت الفكرة والتحقت بالمجاميع الطلابية التي كانت تتوزع في أنحاء اليمن من المدارس لتوعية المواطنين للثورة ، وكان حماسنا غير محدود كما كانت معلوماتنا عن الثورة وما يجب أن نقوله بشأنها من معلومات لا تقدم ولا تؤخر لكننا كنا نستعين بالراديو ببعض الأفكار والمفاهيم ، وكنت أول مدير مدرسة أبتدائية في المحابشة من منتصف 1963م كما عملت في المفرزة تحت رئيسها الملازم يومها الطيب السمعة والطيب السلوك الإنساني . المهذب محمد احمد الويسي / ثم دخلت منطقتنا بما فيها المحابشة والشاهل معترك الصراع بين الملكيين والجمهوريين ، وبقيت المنطقة في أيدي الملكيين إلى عام 1970م تقريباً في الفترة ما بين 1966م إلى عام 1970م إشتغلت خياطاً وطبيباً متجولاً في مستشفى محمول باليد وعملت مزارعاً وكتبت كثيراً من القصائد .

- في عام 1968 عدت إلى صنعاء لأبحث عن عمل فقال لي أحدهم بلهجة ثورية حادة أنني لم أعد انفع للعمل لأنني قد تشبعت بالأفكار الملكية ولم تعد الدولة بحاجة إلى الرجعيين .

- في عام 1971 بلغني ان الدولة بصدد التنقيب عن البترول في منطقة دير غبيش بالزيدية ، وان عامل قضاء الزيدية يومها المرحوم القاضي يحي بن يحيى راصع . وصلت إلى الزيدية فوجدت إن الفكرة الخاصة بالتنقيب علن البترول ليس مؤكدة فبقيت مع العساكر التابعين للمدير وكلهم من البلاد من أبناء القرية كما هو حال العامل نفسه فكلنا من الشاهل .

- عندما تمت المصالحة عام 1971 م كان قد اجتمعت لجنتان من قبل الملكيين والجمهوريين في عبس بعد المصالحة لتسوية أوضاع أبناء المناطق لواء حجة الذي كانوا موظفين . وكما قلت أنني كنت مدرياً لمدرسة فتعينت مساعداً لعامل ناحية المفتاح حتى عام 1974 م ومن عام 1974 إلى عام 1980 مديراً مساعداً لقضاء الشرفين المكون من تسع مديريات وهي المحابشة ، والمفتاح ، وكحلان وأفلح الشام وخيران وأسلم وافلح اليمن والقفل والشاهل .

- من عام 1980إلى عام 1982 مديراً لناحية كحلان الشرف ثم مديراً لأفلح اليمن ثم مديرا مساعداً لمديرية قضاء الشرفي إلى عام 1998 ثم أحلت نفسي على التقاعد بمرتب قدره (9000) ريال لا غير عداً ونقداً وكانت دواوين المطبوعة من حساب البنك ومن حساب المطبعة . في شهر أغسطس 1993م جئت إلى صنعاء للإستيطان وكنت أرى فيها الأمل وإلى الآن ونحن في عام 2006م مازلت في صنعاء ...) **


سمعته و رأيته على قناة (إيمان) اليمنية في برنامج (منارات) في 21-3-1435 هـ، يناير 2014 م ، و عمره تخطى السبعين سنىة و هو يقول ما معناه :
( ليس صحيحا أن المعنى في بطن الشاعر ، فالشعر يجب أن يكون مفهوما و علاقة حميمية بين الشاعر و المتلقي
و مصداق هذا أن الجمهور يثور تصفيقا عند بيت من قصيدة للشاعر حين إلقائه ، و لو كان الشعر هو الغموض فلم نصفق لما يقوله الشاعر).
حصل الشاعر على العديد من الجوائز منها جائزة وزارة الثقافة للشعر وجائزة محافظة الحُديْدة.

له ثمانية دواوين مطبوعة منها: ( الغابة) و هو أول دواوينه طباعة ، و آخرها ( متن السيرة) .
كما له دراست أدبية، من شعره:
عيون القصيده
بعينها وإن غضب اللثـام***تغامزني النوارس واليمام
وما تدري القصيدة حين ترنو***من الساقي بها ومن المــدام
إذا رفت بها الأهداب مالت***غصون القلب وارتجف الغمام
كأني حين ألقيها نبي***يبلغها الرسالة أو إمام
وأي رسالة في القلب أحلى ***إذا قرئت وليس بها كلام
كفاها أنها عندي أحاطــت***بمعناها المفاصل والعظام
بعينيها ملائكة وجــن***وشئ كالخرافة مستهام
سلوها هل تنام بها العشايا***وأين بكل فتنتها تـنام
أنا أدري لأن شغاف قلبـي***هنالك حيث يستعر الغـرام
تنام بكل أجنحة التشـهي***فحيث تطير يسترخي الرخام

و له هرطقات تشبه هرطقات أبي العلاء المعري و زندقته فمن هذا ما جاء في (متن السيرة):
أبي قال لي من الف عام بأنها
أذان الى ميقاتها ومؤذن
وماذا بوسعي غير وسعي وحيلتي
فخذ أمنياتي بالتي هي أحسن
إذا قلت لي: «من أين جئت؟ » وجدتني
بمفترق الذكرى «ألت وأعجن»!

و قال:

ومافي صلاة العصر إلا جماعة
تظن، وأخرى باسمه تتيقن

____________________
* ويكيبديا
** موقع ( مدينة المحابشة)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-27-2014, 10:15 PM
المشاركة 85
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمر مُصْلِح
هو عمر بن مصلح بن فارس الدُّليمي ، أديب وفنان تشكيلي عراقي، مقيم في بغداد ، من مواليد 27 / 8 / 1960 م ، خريج أكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد / قسم المسرح ،عضو نقابة الفنانين واتحاد الأدباء.
من أعماله:
-في المسرح:
1.
إعداد وإخراج مسرحية جمهورية العوانس.
2. تأليف وإخراج مسرحية ضيعت ذاكرتي .

و له جملة من الأعمال متنوعة في الشعر
، والقصص القصيرة جداً ، والدراسات الفلسفية والأنثروبولوجية ،والأدبية ، والفنية.
و هو صديق كريم و زميل أريب في منتديات منابر ثقافية و من أعماله:
( نصيحة) قصة قصيرة جدا:

- مشروعك هذا مضمون الخسارة.
- لِمَ؟.
- لأنك ستشارك من لايخصَّك بما يخصك.
ولكن.. عندما شعر بزوجته واقفة خلفه.. استدرك
- إلا إذا كنت ستتزوج من امرأة كزوجتي.

( دم) قصة قصيرة جدا:

- أشعر بنحول عام.. فجئتُ لِأُحلـِّل الدم

بدمٍ باردٍ.. داهم َ الحكيمَ، بعد أن تخطـّى على دماء الجرحى النازفة، واستغاثات الثكالى الفائرات الدم..

تُرافِق خطاه طقطقة مسبحته.. والمُسْـتـَشفى يئن.

فسابقَ استغرابُ الحكيم الاستهجانَ.

- لكنكم لم تحرِّموه من قبل يا ( شيخ ).


جمهورية العوانس

مسرحية من فصل واحد
عن قصة قصيرة للقاص الكبير عبدالستار ناصر
إعــداد: عبدالستار ناصر & عمرمصلح
إخراج: عمر مصلح

ألشخوص:
ألعانس رقم (1) ؛ من عائلة دُمِرَت أثناء إحدى الحروب
ألعانس رقم (2) ؛ مرتبكة, مترددة
ألعانس رقم (3) ؛ مخطوبة لشاب, استشهد في معركة
ألعانس رقم (4) ؛ متسلطة
ألعانس رقم (5) ؛ مفجوعة بهجرة حبيبها الذي اختفى فجأة
ألعانس رقم (6) ؛ جميلة, مغرورة
ألعانس رقم (7) ؛ غير مبالية
ألرجل ؛ وسيم, أعرج

ألزمان : منذ أول حرب وإلى الآن.
ألمكان : فضاء يشي بأنه مقبرة قديمة, أو أطلال.

خشبة المسرح والصالة مظلمتان تماماً, يستمر الإظلام بعد رفع الستارة, لمدة دقيقة كاملة مما يحدث تململ واستفسارات هامسة بين الجمهور عن مدة الصمت والعتمة التي عمَّت المكان.
توقَد شمعة من على يسار المسرح تحملها العانس رقم (1)
ألعانس رقم (1): هذا يكفي.. يكفي هذا.. لابد من شيء يظهر.. لابد من شيء يحدث, ألصمت هكذا.. جريمة
توقَد شمعة ثانية تحملها العانس رقم (2)، وهي جالسة في الصالة بين الجمهور.. تردد أثناء مسيرها, وهي متجهة نحو الخشبة
ألعانس رقم (2): يكفي هذا.. هذا يكفي.. ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة
ألعانس رقم (1) تكرر جملة (لابد من شيء يظهر)، بالتناغم مع العانس رقم (2) التي تكرر ( ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة ) حتى تلتقيان على الخشبة وتضع العانس رقم (2) يدها على كتف العانس رقم (1), ويستمر التناغم بين الجملتين إلى أن تصعد العانس رقم (3) على الخشبة.
تظهر العانس رقم (3) من عمق الصالة ( من خلف الجمهور ) حاملة شمعة بيدها، وهي تردد ( كثر الموتى.. والباقون تأكلهم المنافي ) وبالتناغم مع العانستين (1) و (2) إلى أن تقف على يمين الخشبة.
ألعانس رقم (3) : ذهب الرجال.. كثر الموتى, والباقون تقلهم القطارت إلى المنافي, يغسلون الأرصفة بالدموع.. يجرجرون الخطى بعكازات مثلومة، يحملون جوازات سفر ملغاة.
ألعانس رقم (2): جئنا في وقت لا يشبه الوقت.. رُسِمنا على الصفحة الخطأ من تقويم هذا الزمان.
ألعانس رقم (1): وُلِدنا سهواً
تدخل العانس رقم (4) من عمق خشبة المسرح, وهي تحمل شمعة
ألعانس رقم (4): من قال أنها مشكلة ؟.
من قال أنهم مهمون؟.
ألعانس رقم (3): شهداء, أسرى, مفقودون, مهاجرون, عاطلون، مغيبون, مغدورون.. أهذا قَدَر الرجال, وأشباههم يرفلون بالنعيم!.
ألعانس رقم (5) جالسة في وسط المسرح متبرقعة بالسواد.
ألعانس رقم (5): قطاري الجميل فات.. وما زلت صغيرة
أثناء حوارها تتحرك العوانس بحركات توحي بالضياع.
صمت.. ثم يختفين خلف ستار أبيض شبه شفاف، وهن يثرثرن بشيء أشبه بالنواح المنغّم.
تظهر العانس رقم (7) وهي تردد أغنية (( هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول )).. ثم يخفت صوتها تدريجياً.
ترتفع أصواتهن من خلف الستار الأبيض، وهن يرددن تراتيل منغمة، وبعدة لغات ( عربية، كردية، سريانية، مندائية، أزيدية ).. ثم يقفزن بحركة واحدة إلى الكواليس اليسرى للخشبة, ترافق هذه الحركة ضربة صنج عالية. وبصوت واحد خافت, متهدج ( رجل ؟!. إنه رجل!. )
ألعانس رقم (3): ربما عاد من هناك
ألعانس رقم (2): إنه وسيم.. ثم تردد مع نفسها (( هُمَّة بيهم واحد مو حلو؟. ))
ألعانس رقم (1): كل الأنبياء رجال.. ولكن هل كل الرجال أنبياء!.
ألعانس رقم (3): لا أظنه يعود بهذه السرعة.. فالرحلة طويلة.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات.. المستحة زِيْنة, والخجل مطلوب ))
إظلام خفيف مع بقعة ضوء على العانس رقم (6)
ألعانس رقم (6): منذ سنوات، وأنا أسمع الأخبار.. أليوم لا شأن لي بشيء.. أغلقت التلفاز، أحرقت الجرائد، وكسرت المذياع... أنقذني يا إلهي.
بقعة ضوء على العانس رقم (2)، وهي تضع رأسها بين بيديها
ألعانس رقم (2): يا رب أنقذني من جنوني.. أُريد.. أُريد أن أقول شيئاً.. شيئاً مهماً.
باقي العوانس يتحركن حركة متشابهة، وهن مقرفصات على الأرص يميناً، وشمالاً.. ويرددن على إيقاع حزين ( لماذا.. لماذا.. لماذا ).
ألعانس رقم (5) للعانس رقم (3): ربما يعود.. ولكن ليس بهذه السرعة.. ألغريب أن الشهداء يعودون، والمهاجرين تأكلهم المنافي، تمصهم, ولن يعودوا.. لقد فات قطاري الجميل، وما زلت جميلة.
يرتفع الـ "رامب" رويداً رويدا، فيظهر الرجل وظهره للجمهور, ثم يدخل، بين هالة من وجد، وهيام، واستنفار، وترقب... .
وسيماً به عَرَج بسيط في ساقه اليمنى، يبدو عليه الخوف كمن جاء هارباً من شيء ما.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول))
ألعوانس.. يقتربن من الرجل ويحطنه على شكل حدوة حصان
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, ومازلت صغيرة.
ألعانس رقم (2): رجل!!. إنه رجل حقيقي.
ألعانس رقم (3): كان يحبني كثيراً.. خطبني ذات ربيع، قبل أن ينخره الرصاص.
ألعانس رقم (1): كنا نقصف كل يوم.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات ))، من يكون هذا ( تشير إلى الرجل ) كي نخبره بكل أسرارنا
ألعانس رقم (6): ربما نتعرف عليه غداً.. ربما يكون غداً أجمل.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية "وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا, وغداً ننسى ولا نأسى على ماضٍ تولى"
ألرجـل: كل يوم أسمعها حتى صارت حياتي, غداً.. غداً.. غداً
ألعانس رقم (2): غداً هو يوم أجمل.
ألعانس رقم (5): إنه شيء نسيته تماماً.. قطاري الجميل فات, وما زلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): غداً؟. أنا لم أقرر ذلك.
ألعانس رقم (3): غداً صار حياتي.. يا رب اجمعني وإياه هناك.
ألعانس رقم (1): كان ( غداً ) معجزة، وحين يتحقق.. ترقطه المدافع.
أما السماوات.. فتتلبد "بالأباتشي"، رغم الأدعية والنذور.
ألعانس رقم (6): غداً.. بداية بداياتي.
ألعانس رقم (7): ألشهداء يأتون غداً.. هكذا أخبروني.
ألعانس رقم (3): حبيبي أجمل الشهداء.. غداً سوف أراه، وبعد غدٍ يراني.
ألعانس رقم (4): أليوم.. غداً.. بعد سنة.. لايهم.. أنا لا أحب القادم.. منذ طفولتي.
ألرجـل: يكفي.. ما هذا الذي أنا فيه!. سجن آخر أم مصح عقلي.. أم ماذا!!.
ألعانس رقم (2): أيها العزيز التائه.. من أين أتيت؟.
يقترب الرجل منها
ألرجـل: جئتكم هارباً من نفسي، ربما من سجني.. من ولعي بما كنت أحب.. أنا لا أدري كيف أتيت, ولماذا وقع اختياري على هنا.
يخفت الضوء تدريجياً مع بقعة ضوء على العانس رقم (3)
ألعانس رقم (3): هل نهضت من بين الشهداء؟.
ألعانس رقم (4): أم هارباً من القضاء؟.
أجل أنت هارب.. أما من سجن أو من مصح عقلي.
ألرجـل: ألرجولة تأمرني بالصمت, والشهداء رفضوني, والقضاء لا يطالبني.
ألعانس رقم (4): لماذا أنت هنا؟.
ألرجـل: وأنتن..!. لا أفهم لماذا أنتن هنا!. ماهذا المكان الذي أنا فيه؟!.
إظلام - يتكرر صدى الكلام، مختلفاً قليلاً عما جاء على لسان الرجل، وعلى شكل صدى متكسر- بأصوات "باص، و تينور، وملوَّن، وطبيعي":
ألشهداء أمروني بالصمت.. ألصمت لي والكلام لهم.. ألقضاة رفضوني.. لماذا أنتن هنا؟. لا أفهم أي شيء عن أي شيء!.
ترافق الحوار الداخلي هذا.. تقاسيم حجاز على درجة الـ "ريْ" بآلة الكمان.
تتبعها حركة بشرية بطيئة، على تقاسيم الصَبا، على درجة الـ "لا"، وتراتيل.
ألحركة تشير إلى رغبة مكبوتة في أجساد النساء، وتتخذ شكلاً دائرياً.. ثم تعود الأضاءة على العوانس بالتتابع.
ألعانس رقم (4): لماذا لايرحل هذا الرجل من هنا؟.
ألعانس رقم (2): لا أريدك أن ترحل.. إبق هنا.. معنا.
ألرجـل: من سجن إلى سجن.. لافرق بين ما هربت منه، وما جئت إليه.. كلها سجون.. حتى أحلامي صارت بعض سجني.. والأمنيات سجاني.
ألعانس رقم (6): ماذا دهاك!. أية بلوى جئت بها.. أية بلوى أنت!.
ألرجـل: كلها سجون, جئت هارباً كي أنقذ نفسي من نفسي..
ألعانس رقم (2): إبق معنا, وستنقذ نفسك.
ألرجل (غير مبال بما سمع): كل واحدة منكن صارت سجاني ( يشير بسبابته إليهن ) تحكمني، تأخذني من عنقي إلى الجحيم مرة، وإلى الفردوس مرة.. وأنا الوحيد في هذا العالم... ( يصمت ) يدور حول نفسه بما يشبه الرقص.
ألعانس رقم (4): كذاب.. أنت كذاب, نحن لانفكر بأعرج كذاب مثلك.
ألرجـل: ألكذب!!. ألصدق!!. لا معنى لهما.
ألعانس رقم (6): لم أفقد جمالي بعد قلبي هو الذي...
تقاطعها ألعانس رقم (3): مات.. أجل حبيبي قد مات، لقد فجعني قرة عيني.
ألعانس رقم (1): يقصفوننا كل يوم، وكل يوم نقول غداً.. سيهجعون.
هل تفهم كيف يصبح الرصاص أليفاً كالقطط؟.
ألرجل ( دون انفعال ): لم نعد نفرّق بين الرصاص والأصدقاء، كلهم يأتون متى يشاؤون، ثم يحرقون المكان برحيلهم.
ألجو العام على المسرح لايوحي بمعقولية الأشياء، (فأعطيتُ) فرصة للمثل لأخراج المشهد.
ألعانس رقم (2): أنا أخاف الأصدقاء.
ألرجـل: لا أحد يفهم ما أقول.. ألرصاص، والرجال يأتون بسرعة ويذهبون بسرعة.. ألرصاص يتناثر في كل مكان, وكذلك الرجال.
ألعانس رقم (1): قصفونا في الليل، قصفونا في الظهيرة، قصفونا في الصباح، قصفونا ونحن نحلم، قصفونا في الفراش.. في الحمام، وفي وقت الصلاة.. قصفونا ونحن تحت القصف.
ألعانس رقم (4): والغريب أننا لم نمت بفعل الصواريخ.. لم نمت بفعل الرصاص.. أننا نموت من شدة الحب.
ألعانس رقم (2) تقترب من الرجل، وهو يوشك أن يغادر المكان، حزيناً.. فتمسكه من كتفه، وتطوق عنقه بذراعيها.
ألعانس رقم (3): إلى أين؟. نحن لايغادرنا غير الشهداء
ألعانس رقم (5): يفارقنا الموتى والمهاجرون.
ألعانس رقم (3): أين تريد الذهاب في هذه الساعة؟. كن شقيقي.. لأسمعك حكاية شقائي.
ألعانس رقم (2): لم نشبع منك بعد ( يدفعها برفق ) تعال.. تعال..
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((وين رايح وين، وين الوعد وين))
ألعانس رقم (4): غبية.. غبية فعلاً.. لاأدري كيف تحب امرأة رجلاً تافهاً كهذا!.
ألعانس رقم (5) توجه حوارها للعانس رقم (4): خاتم الخطوبة مازال معي، ولا أريد امتلاك أكثر من خاتم.. لو كان أخبرني برحيله لأعطيته إياه.. عسى أن يؤجل ذله يوماً آخر.
يهبط الرجل جاثياً يتضرع أمامهن كمن يبكي
ألرجـل: يا آنساتي، يا حبيباتي.. ماذا جرى، دعوني أفهم الحقيقة.. لا أريد أن أعود إلى سجني ثانية، شبعت من الهوان والأنتظار ( يقعد أرضاً، ويسائلهن الواحدة تلو الأخرى ) سأذهب حسناً، ساذهب الآن.. أليس هذا حلاً معقولاُ؟.
دعوني أعود إلى سجني القديم، إنه أرحم بكثير أو.. أو.. أو اتركوني أفهم مايدور في هذه الرؤس العجيبة.
ألعانس رقم (6): وهل ستفهم ما نحن فيه؟.
ألرجـل: وهل ستفهمن يوماً ما أنا فيه؟.
ألعانس رقم (2): دعنه يرحل، أتركوه يرحل ( تقترب منه، وتمسح جسدها بجسده، وتكرر بدلال غريزي مفضوح ) هيا ارحل، لا تمنعونه من الرحيل.
ألعانس رقم (6) ( تشير إلى هيأته بإصبعها السبابة، من الأعلى إلى الأسفل)
لا أريد أن أجن من أجل رجل, لقد رفضت ألفاً قبلك، فمن تكون أنت؟!.
(ثم تهوي كطائر جريح وهي تكرر)
لقد رفضت ألف رجل.
ألعانس رقم (5): كلهم هاجروا, كلهم هجرونا، كانوا أكثر من حبات الرز, كانوا برائحة العنبر.. فلماذا هاجروا، ولماذا هجرونا!.
ألعانس رقم (3): قالوا أن الشهداء يعودودن بعد حين, حبيبي بينهم, حبيبي معهم، لكنه بَعُدَ منذ سنين.. لِمَ يتخلف بعض الشهداء عن عادات جميلة كهذه؟.
ألرجـل محدقاً بالعانس رقم (3): نحن نسمع.. نسمع ولا نرى، كل واحد منا يقول ما يشتهي، لكن الحقيقة ستبقى آخر مانفكر فيه.. ألحقيقة تأتي متأخرة تماماً.
ألعانس رقم (4): لاشيء يحدث, لا أحد يجيء. (تنظر) إلى العانس رقم (5)، والذين هاجروا كانوا أذكى منا.. لو كنت رجلاً لما فعلت غير ما فعلوا.
ألعانس رقم (7): تردد ((وين رايح وين))
ألعانس رقم (5) ( بصوت منكسر ): ألذين هاجروا لهم رائحة الأمس.. رائحة لم نعد نشمها.
ألعانس رقم (1): كثرت الأخطاء، لاندري بعد اليوم أي خطأ نحن فيه.
ألعانس رقم (5): ألخطأ الأول أنهم تركونا وهاجروا.. ألخطأ الحقيقي أنهم هجرونا، ونحن في عز صبانا.
ألرجـل ( بحركة تشير إلى عجز أو خوف من شيء):
ألهجرة أفضل من الموت، فالجسد لا يحتمل أكثر من حرب واحدة.. إنهم على حق، إنهم أفضل مني.
ألعانس رقم (5): إنهم على حق، إنهم على حق.. كلمة الحق لم أعد أنطقها جيداً ( تهوي أرضاً).
ألرجـل: أي عذاب أنا فيه.. أي عذاب إنساني أرى!!!.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا في عز صباي.
تقترب العانس رقم (2) من الرجل، وتمسح ظهرها بظهره، وبقية العوانس ينظرن إلى المشهد، والرجل يتطلع إليهن واحدة فواحدة، وهو يشعر بحقيقة المأزق الذي هو فيه.
ألعانس رقم (4): يا للرجال من قساة وكذابين.
(حلم اليقضة ينتاب العوانس.. حالة تأخذ شكل الواقع، والرجل في كل حلم لكل عانس، وخشبة المسرح تبدو ضبابية، والحوارات في هذا المشهد متشنجة وهستيرية)
ألعانس رقم (1): ألرجل شتاء، دجنته الحروب.
ألعانس رقم (2): عندما يأتي يعود، لكنه دائماً هنا ( تشير إلى قلبها).
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, وهو مازال فيه.
ألعانس رقم (6): حصان جامح، يحلو له الصيف.
ألعانس رقم (3): ألرجل هدف للرصاص.. درع بشري، لنموت كَمَداً.
ألعانس رقم (4): لا أحب الشتاء، ولا أحب الصيف.
ألعانس رقم (7): لماذا تأخروا هكذا.. تردد (( طالت غيبتك يا اسمر علينا)).
ألعانس رقم (6): ما الفائدة، ليالي قبل الأربعين قد ولَّت
ألرجـل: خذلونا في عز صبانا، ماتركوا فضة إلا وفضوها، ولا ذهباً إلا وذهبوا به، ولا ضيعة إلا وأضاعوها، ولا عرضاً إلا وعرَّضوا به.
ألعانس رقم (2): لم يعد الكلام ينفع، فالجريمة كاملة، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ألعانس رقم (6) بحالة من حالات الرقص المحموم، وهو أقرب للطيران، كمن يريد أن يهبط من قمة عالية نحو الأرض.
ألعانس رقم (6): أنا أحتاج إلى رجل يعذبني كثيراً, أكثر قسوة من أبي وجدي، أريده أن يعذبني كل يوم، وكل ساعة، فقد مللت هذا الصمت السخيف.. أريده أن يضربني كثيراً, يأمرني بحزم وشدة.
ألعانس رقم (7): تردد ((أريد الله يبين حوبتي بيهم))
ألرجل ( بكثير من الهلع، والأنكسار): لا ( حوبة ) لنا.. لقد مرت السنوات، ونحن ننتظر هذه ( الحوبة ) التي لا ( حوبة ) لها.. إننا نهلك ساعة بعد ساعة ولا مصير لنا غير المسلخ.. مسلخ الحياة التي صارت ( حوبة ) للقصابين.. نحن خرافهم الجميلة الساكنة المسكونة بالرعب, ( يصرخ) خراف ليس إلا.
ألعانس رقم (7): ((أريد الله على الفرگه يجازيهم ، كلما عذبوا حالي ساكت ما..)) ( تسكت ثم تقول بخوف ) نعم لاشيء سوى السكوت, هذا هو المصير الأخير، ألسكوت من ذهب.
ألعانس رقم (1): نحن أصلاً من ذهب.
ألعوانس جميعاً يرددن: ألسكوت من ذهب.. نحن مصنوعون من ذهب.
ألعانس رقم (4): (( ما أريد أسمع هيچي حچي، ناس ما تستحي)).
ألعانس رقم (6): أحب الحصان الجامح.
ألعانس رقم (1) ( تعدو مسرعة نحو الرجل): ألا تدري أنهم كفوا عن القصف.. ألأستاذ المبجل حفظه الرب يقول.. أنها مجرد نيران صديقة.
ألعانس رقم (4) ( تنظر إلى الرجل بود واضح، وتصرخ بالأخريات): ألا تخجلن من أنفسكن؟!. دعنه يرتاح ( وكأنها تشير إليه بأن يهتم بها فقط).
ألرجل ( ينظر إليها ثم يبتعد قليلاً ويخاطب الجميع ): أجمل ما في الكون امرأة لا تستحي من الحقيقة.
ألعانس رقم (7): تردد ((گلبك صخر جلمود، ماحن عليَّ))
ألرجـل: يا إلهي.. ماذا جرى حقاً في هذه السنوات!.
ألعانس رقم (3): دعونا نسأل الشهداء.
ألرجل ( مستمر ببوحه الهيستيري، وهو جالس على الأرض كأنه يصلي):
أنا أريد أن أفهم و "الحروب عليها السلام لاترد السلام"*.
ألعانس رقم (4): ألمعرفة ورطة
ينهض الرجل، ويقترب من وجوه العوانس، واحدة تلو الأخرى، وفي كل اقتراب يسمع كلمة أو عبارة وهو يدور
ألرجل: ألورطة معرفة.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا مازلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): هلا أمرتني بشيء ( تقولها بدلال لا يناسبها).
ألعانس رقم (1): لابد من شيء يظهر.. فالمسكوت عنه "يتفرعن"
ألعانس رقم (2): مازلت أخاف ( غداً)
تمتد أصابع الرجل العشرة إلى العانس رقم (2) ثم إلى العانس رقم (4) ثم إلى بقية العوانس حيث يصبح داخل حلقة، يرفع يديه عالياً، يرقص بحزن أشبه برقصة زوربا، والعوانس يتحركن ما يشبه حركة الدراويش ويرددن ( لماذا، لماذا، لماذا ).
يسطع الضوء رويداً رويدا
ألرجل: لا أريد هذا الضوء، ألضوء يوجعني، لا أحب العيش بنور كهذا.
تهطل من سقف المسرح أوراق أشجار خريفية أثناء حوار الرجل، تتخللها همهمات وأناشيد حربية، تعقبها ملابس نسائية للنوم وللسهرة، وتعلو من خلف الكواليس أصوات العوانس أنفسهن (صوت مفخَّم): ألضوء هنا جريمة، أعتدنا العتمة، في الظلام يُعرف الأنسان أكثر، في العتمة..
ألرجـل (مقاطعاً): لم أشعر برجولتي في الضوء ولا في العتمة، هذه إرادة الحروب، هناك فقدت رجولتي, هكذا، وبكل بساطة.. ألرصاصة انتخبت هذا المكان تحديداً.. أجل الرصاصة, فالله رؤوف رحيم, ولا يجهض كبريائي بهذه الطريقة، ماذا تردن من رجل ليس برجل، أنتن نساء بمعنى الكلمة، إلا أن الضوء جريمة.
بصوت جميع العوانس: ألظلام ستر وعافية
ثم يتوارين خلف الكواليس، وترافق الحركة أصوات منبهات قطارات وبواخر وزجاج يتكسر.
ألرجل: إفتحوا الأبواب، دعوني أدخل، دعوا أختكم الثامنة أن تدخل، دعوني أخرج من سجني الكبير لأدخل سجناً لافرار منه.. أنا العازب الوحيد في هذا العالم.. رجل مع إيقاف التنفيذ.
"ستار"

* "ألحروب عليها السلام لاترد السلام" جملة مستعارة من الشاعر الكبير سلمان داود محمد

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-06-2014, 01:16 PM
المشاركة 86
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمود درويش
هو محمود بن أيمن بن سليم بن حسين درويش ،شاعر فلسطيني حداثي و شيوعي ، و شعره في غالبه زندقة فالحداثة هي الخروج من الدين و التراث الإسلامي
و حاله كحال بقية شعراء الحداثة كأدونيس و محمد الماغوط و عبدالوهاب البيات ومن هم في مثل حالهم.
جاء في ترجمته:
( محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر . ..) *

له عدة دواوين منها:
(عصافير بلا أجنحة ) و ( أوراق الزيتون) .

من أشعاره:
( عن إنسان)

وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!

( أنا يوسف يا أبي)
أَنا يوسفٌ يا أَبي.
يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني،
لا يريدونني بينهم يا أَبي.

يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ
يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني
وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني
وهم طردوني من الحقلِ
هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي
وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي

حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي
غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك،
فماذا صنعتُ لهم يا أَبي؟
الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،
ومالت عليَّ السَّنابلُ،
والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،
ولماذا أَنا؟

أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،
وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب;
والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي..
أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي:
رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟


و يتهم محمود درويش بعمالته للكيان الصهيوني على الصعيد الشخص و الأدبي فهو عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما أن شعره يشهد حالة من التشبع بالتلمود و أساطيره ،وجاء في موقع الجزيرة .نت التابع لقناة الجزية الإعلامية القطرية ( قال الباحث الفلسطيني أحمد اشقر و هو باحث في الفكر الديني في أمسية ثقافية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين بعمّان في يوم الخميس 24-11- 1433 هـبعنوان ( درويش و التوراة) أقيمت أن درويش ( ستخدام رموز توراتية "من أجل أن يفضي الحاضر للماضي ويطرح البلاد وطنا مشتركا للشعبين الفلسطيني واليهودي" ...
و نسب لدرويش قوله في حديث صحفي "الشاعر في مرحلة الطوارئ سياسي بالضرورة لأنه جزء من مقاومة الاحتلال ومطالب بالوفاء للصورة التي يرسمها له القارئ، كما أنه مطالب أيضا بالتمرد على ما هو متوقع منه"...) **
و من الباحثين الذين أشاروا إلي علاقة محمود دروبش بالتوراة الشاعر و الباحث / موسى حوادة فقد قال :
( ما يثير الانتباه والاستغراب حقا، قيام المرحوم بنقل مقاطع كاملة من التوراة، ووضعها في قصائده، باعتبارها من تأليفه، أي من دون إشارة للمصدر، لا من قريب ولا من بعيد. يقول درويش في «الجدارية»: «باطلٌ، باطلُ الأباطيل باطلْ»، وفي الإصحاح الأول من سفر الجامعة ورد:

«1 كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:

2 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ».

وفي الجدارية كتب درويش: «الرياح شمالية والرياح جنوبية».

وفي سفر الجامعة، من الإصحاح نفسه:

«6 اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ».

وفي «الجدارية»: «تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها/ تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها».

وفي التوراة؛ 5 «وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ».

وفي الجدارية:

«للولادة وَقْتٌ

وللموت وقتٌ

وللصمت وَقْتٌ

وللنُّطق وقْتٌ

وللحرب وقْتٌ

وللصُّلحِ وقْتٌ

وللوقتِ وقْتٌ

ولا شيءَ يبقى على حالِهِ».

وفي التوراة:

«1 لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ:

2 لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.

3 لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ.

4 لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ.

5 لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ.

6 لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ.

7 لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ.

8 لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.

9 فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ؟».

وفي الجدارية:

«كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ

والبحرُ ليس بملآنَ ،

لاشيءَ يبقى على حالِهِ

كُلُّ حيّ يسيرُ إلى الموت

والموتُ ليس بملآنَ».

وفي التوراة؛ 7: « كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً».

وفي «الجدارية» يقول درويش:

«1400 مركبة

و12,000 فرس

تحمل اسمي المُذَهَّبَ من

زَمَنٍ نحو آخر»، وهي نفس عبارات الملك سليمان في سفر الملوك، حتى بالرقم.

وفي «الجدارية»:

«عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ/

مَلكاً وحكيماً

هَرِمْتُ، سَئِمْتُ من المجدِ

لا شيءَ ينقصني

أَلهذا إذاً

كلما ازداد علمي

تعاظَمَ هَمِّي؟

فما أُورشليمُ وما العَرْشُ»، وهذا اقتباس من سفر الجامعة أيضا. وعلى لسان سليمان بالنص؛ 19وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيمًا أَوْ جَاهِلاً، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي الَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ الشَّمْسِ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.16 أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلاً: هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ .

يقول القس متري الراهب إن درويش كان متعلقا بسفر الجامعة. وكان ملما بالعهدين القديم والجديد إلى درجة أنه وصفه بأنه كان لاهوتيا.

حتى لو كان متعلقا بأي سفر من أسفار العهد القديم أو الجديد فهذا لا يضيره، لكن نقل المقاطع حرفيا، وكما وردت في التوراة، أو تحويرها بشكل خفيف فقط.. هل يعتبر تناصا أو اقتباسا، حتى لو لم يشر إلى ذلك؟

إن الأثر التوراتي في شعر درويش لا يحتاج لدليل، فقد قال درويش نفسه، ذات يوم: «لقد قرأت التوراة بالعبرية وأحببت ركاكة بعض الترجمات العربية».ا.هـ ***

شواهد على استهزأ محمود درويش بثوابت الإسلام:
ما أورده الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي :
( ... (أنا الحجر الذي مسته زلزلة
رأيتهم الأنبياء يؤجرون صليبهم
و استأجرتني آية الكرسي دهراً ،ثم صرت بطاقة للتهنئات )
و يقول:
(و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه
و ليس تجففه غير سورة عمَّ ،و قبعة الشرطي
و خادمه الأسيوي ، وكان يقيس الزمان بأغلاله ) ...
و يصف كغيره من الحداثيين الأمة و دينها بالرمل رمزاً للتخلف
و الرجعية :
( و الرمل هو الرمل أرى عصراً من الرمل يغطينا
و يرمينا من الأيام ..
و الرمل جسم الشجر الآتي
غيوم تشبه البلدان
لون واحد للبحرو النوم
و للعشاق وجه واحد
و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري
سنرى ألف نهر في مجاري الماء
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيد الأيام
و النخلة أم اللغة الفصحى
أرى فيما أرى ممكلة الرمل على الرمل )
و هذه النصوص كلها من كلام درويش تدل على مقدار السخف الحداثي الذي يتخذ من القرآن العظيم و سوره غرضا للسخرية ...) ****
و تأكيدا على كلام الدكتور الغامدي من جهة سخف الطرح الحداثي أورد هذا النص لمحمود درويش :
(
أَمشي أهرولُ أركضُ أصعدُ أنزلُ أصرخُ
أَنبحُ أعوي أنادي أولولُ أسرعُ أبطئ أهوي
أخفُّ أجفُّ أسيرُ أطيرُ أرى لا أرى أتعثَّرُ
أَصفرُّ أخضرُّ أزرقُّ أنشقُّ أجهشُ أعطشُ
أتعبُ أسغَبُ أسقطُ أنهضُ أركضُ أنسى
أرى لا أرى أتذكَُّر أَسمعُ أبصرُ أهذي
أُهَلْوِس أهمسُ أصرخُ لا أستطيع أَئنُّ أجنّ
أَضلّ أقلُّ وأكثرُ أسقط أعلو وأهبط أدْمَى
ويغمى عليّ...)

و من ولائه لإسرائيل رفضه الحضور للمملكة العربية السعودية حين قدمت له الدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي و التأريخي
فقد ذكر عبدالباري عطوان:
(ربما تكون المملكة العربية السعودية من الدول القليلة التي لم يزرها مطلقا، وهناك قصة غريبة وراء ذلك، فقد جاء احدهم يفاتحه قبل عشرين عاما بدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي السنوي في وسط نجد، وعندما سئل عن الجهة المنظمة قالوا له انها 'الحرس الوطني'، فقال وما علاقة العسكر بالثقافة، ألا توجد رابطة او نقابة او هيئة تتولى هذه المهمة غير الحرس الوطني؟ وكانت هذه الكلمات نهاية العرض) *****
قلت :لم يزر محمود درويش المملكة العربية السعودية لا حاجا و لا معتمرا و لا شاعرا ، و لا يقبل منه ذاك العذر البارد فالرجل لا صلة له بدين الله و بمقدساته.
عاش محمود درويش ردحاً من الزمن بفرنسا ،وتوفي محمود درويش بولاية تكساس بأمريكا و هو يجري عملية قلب مفتوح في عام 2008 م.
_____________________
* ويكيبديا
** الجزيرة نت: http://www.aljazeera.net/news/pages/ecd7b12e-ba22-44d6-972b-
8684d4f5a6d2

*** من مقالة ( محمود درويش و التوراة) لكاتبها موسى حوامدة التي نشرتها جريدة الدستور الأردنية في
يوم الجمعه، 20 أبريل/نيسان، 2012 م.

**** الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، ( الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرها العقدي)، دار الأندلس الخضراء،ط: 1424-2003 ، ص: 1181-1182
***** مقالة بعنوان ( حمود درويش الذي عرفت) لعبدالباري عطوان، نشرتها مؤسسة محمود درويش على موقعها و رابطها: http://www.darwishfoundation.org/printnews.php?id=163

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-06-2014, 01:17 PM
المشاركة 87
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جمال مرسي
هو جمال بن محمدبن مُرسي بن علي الجوهري ، شاعر و أديب مصري ، مولود في الثاني من فبراير عام 1951م ، في كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية،
حاصل على البكالوريوس العلوم الطبية البيطرية دفعة مايو 1980 ، و هو عضو في عدة اتحادات و أندية أدبية فهو:
عضو اتحاد الكتاب المصريين..
عضو نادي أدب كفر الشيخ
له عدة إصدارات هي :
1- ديوان غربة عام 2000م
2- ديوان:أصداف البحر و لآليء الروح عام 2005
3- أنهار لا تعرف الخوف عام 2009م
4- شرفة القمر (ديوان مشترك مع عدد من شعراء العرب) .
5- في كل اتجاه .. شهر ديسمبر عام 2013م

و د.جمال مرسي هو مؤسس منتديات قناديل الفكر و الأدب على شبكة الإنترنت ، و يكتب في العديد من الصحف و المجلات المصرية و العربية. اضافة الى كثير من المواقع و المجلات العربية الموجودة على صفحات الأنترنت.
من شعره:
1. قصيدة ( هو الشعر أرقى الفنون):
هُوَ الشعرُ يرقى بأحلاميـهْ
أُحقــقُ فيهِ مُنى ذاتيـهْ
و أنهـلُ منه سُلافَ الحيـاةِ
و أقطـف أزهارَه الزاهيـه
هوَ البَرُّ إنْ أنت رُمتَ النجاةَ
هو العطـرُ فاحَ بأيّامـيـَهْ
ففيهِ الجمـالُ إذا ما تغــنّى
بهِ العاشــقونَ بألحــانيهْ
و فيهِ النسيبُ و فيهِ المديحُ
و فيهِ الهجـاءُ و مـرثاتيهْ
حماسٌ و فخرٌ و كم من أريبٍ
يُسـدِّدُ من ضـربةٍ قاضـيهْ
و كم ذا ببيتٍ يُبيدُ الطغــاةَ
و يدحــرُ من قوةٍ غــازيهْ
هو الشعرُ أرقى فنونِ الحياةِ
هو البحــرُ دُرّاتُهُ غــاليه
فَغُصْ فيهِ و انعم بما يحتويهِ
و دع عنكَ أعـذاركَ الواهيهْ.

2. قصيدة ( انتفاضة الأقصى ):
اللهُ أكبرُ يا سيلاً مِن الغَضَبِ
يا قاصفاً من رِياحِ النَّارِ و اللَّهَبِ
اللهُ أكبرُ يا أبطالَ أُمَّتِنا
في سَاحةِ القُدسِ في يافا و في النَّقَبِ
اللهُ أكبرُ كم دَكَّت حِجارَتُكُم
حصناً لباغٍ و أطماعاً لمغتَصِبِ
كم شنَّفت أُذُنِي أخبارُ زلزلةٍ
قَضَّت مضاجعَ مغرورٍ و مُعتجبِ
كم ثار بُركانُكُم يُلقي قذائِفَهُ
في وجهِ أعدائِكُم كالنَّارِ في الحطبِ
لم يُثنِ هِمَّتَكُم بطشٌ و قنبلةٌ
ألقت بها عَبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ
شُلَّت ، فما فَرَّقَت في القَتلِ رميتُها
مابينَ طفلٍ بكى من خوفِهِ و أبِ
اللهُ أكبرُ يا أطفالَ أُمَّتِنا
انتم رجالٌ من الياقوت و الذهبِ
لو كنتُ بينكمُ ، كنتُ افتديتكمُ
بالروحِ و القلبِ لا بالشِّعرِ و الخُطَبِ
يا مَن بذلتم لأجلِ القُدسِ أنفُسَكُم
أرواحُنا مَعَكُم في القدسِ لم تَغِبِ
اللهُ أكبرُ يا طفلاً حِجارتُهُ
كانت إلى قلبهِ أحلى من اللُّعَبِ
إضرِب فأعداءُ دينِ اللهِ في فَزَعٍ
رغمَ العتادِ من البارودِ و اليَلَبِ
إضرب فإنَّ يدَ الرحمنِ ضربَتُها
أشدُّ بطشاً من الأرماحِ و القُضُبِ
نُب عن ألوفِ الملايينِ التي احتَرَقَت
أكبادُها لَوعةً مِن شِدَّةِ النُّوَبِ
خمسونَ عاماً و ساحُ القُدسِ في خَطَرٍ
قد دنَّستها جيوشُ الديْرِ و الصُّلُبِ
خمسونَ عاماً و أقصانا منابرُهُ
تدعوا أيا إخوةً في الدينِ و العَصَبِ
هُبُّوا لنجدتنا ، ثوروا لثورتنا
أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ
" شارونُ " دنَّسنا ، أدمى مشاعِرَنا
" باراكُ " أمطرنا بالحربِ و الحَرَبِ
كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ
مسرى النبيِّ عظيمِ القَدرِ و الحَسَبِ
كم من عزيزٍ أبى طَعناً بعزَّتِهِ
فاهتاجَ مُنتفضاً كالليثِ في الغَضَبِ
يا أمَّة الخيرِ في الأقصى ، رسالتُكُم
قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ و الكُتُبِ
فاستبشري أُمَّتِي بالنَّصرِ في وطنٍ
صبَّ اليهود بهِ وبلاً من الكُرَبِ
عمّا قريبٍ يعود الحقُّ مُنتصراً
مهما استطالَ زمانُ الزيفِ و الكَذِبِ


3. قصيدة ( مَدَدتُ يَداً):

هَا هيَ يدي أَمُدُّها إليكِ

و ها هيَ أشرعةُ قلبي قد هيأتها لتستقليها

كي تبُحري بي في عالمٍ من السعادةِ

عالمٍ لا يوجد فيه سِوانا

لا حاجةَ لي فيهِ إلى شمسٍ تُشع دفأها،

فأنتِ شمسي .

و لا لأشجارٍ أتفيَّأ ظلها من وهجِ الظهيرة ،

و لفحِ المشاعرِ ،

فأنت روضتي و أشجاري .

و إذا جنَّ عليَّ الليل و اشتدت ظلمته ،

كنتِ القمرَ الذي يُضيئه ،

و يفرد علي جنباتهِ أجنحةَ النور.

أشم عبيرَ أنفاسِك ..

فكأنني أشم أطيب الأزاهير .

و أسمعكِ تصدحينَ فأحسُّ بفرحة العنادلِ ،

و هديلِ الحمائمِ ،

و همساتِ الكناري .

أتمايلُ معكِ طرباً ..

و كأنني غصنٌ أخضر وقفت عليه أطيارُ قلبِكِ ،

تعزف أجملَ ألحانِ الهوى في مسمعيَّ .

هأنذا أمد إليك يدي

فتلمسي دفأها

و استشعري نبضاتِ الحُبِّ في رعشاتها

احتضنيها بقوةٍ

و دعيني أضُمكِ إلى صدري

و أغمض عيني

فأراكِ في عالمي الورديِّ حمامةً بيضاء ..

جاءت مسرعةً ،

بعد عناءِ رحلةِ العمرِ المسافرِ للمغيبِ ،

لتستريحَ على نافذةِ قلبي ..

تنظر إليَّ فتجدني أبادلها الهديلْ .

أقول لها اقتربي ..

فمن عينيكِ ، و إليكِ ..

سأبدأ الرحيل الجميلْ .

و أنا مشتاق من زمنٍ ..

لرحيل يشطرني ،

يجعلني أتشظى

فتبعثرني الريح في فراديس بهائك .

سيدتي ..

ما أجمل أن نعيشَ الحبَّ الصادقَ

في زمنٍ تحكمهُ المادةُ

و قوانينُ القوةِ

دعينا نُرسي مبدأ البقاء للأكثر حباً

في زمنٍ

ندر فيه أن نجد حباً ..

أو حبيباً صادقاً

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-06-2014, 01:18 PM
المشاركة 88
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نداء غريب
هي نداء بنت غريب بن صبري الحلفاوي ، المولودة في عام 1976 م ، و تحمل الإجازة الجامعية في اللغة الانجليزية ، أديبة و شاعرة سورية و هي لاجئة سورية في مدينة الرمثا الأردنية بسبب اندلاع الثورة السنية المباركة بسوريا اليوم.متزوجة و لها ثلاثة أولاد ابن و بنتان .
ألتقيت بقلمها في منتديات رابطة الواحة الثقافية حيث يكتب نخبة الأقلام العربية ، تكتب الشعر و القصة القصيرة من أعمالها :
الشعر :

يا شام سلام

يا شام سلاما لسهولكِ ....
للمرجة للشعب الأعرقْ ...
للساحل والنهر وبيتي المهجورِ
ونارنجةِ جدّي
والفلّ بحارتنا يعبقْ
تغرقني أحزانُ لجوئي ...
ألمي ...
غربةُ قلبي ...
صمتي
ودموعي بدموعي تشرقْ
ووفاءً لترابكِ يقضي أحبابي شهداءَ
ويمضي موكبُ صبري
في سيلِ دماءٍ يهدرها ...
من كنتُ أظنهمُ أهلي ...
في وهمِ وفاءٍ لزعيمٍ
مختلٍ
مجنونٍ
أخرقْ
أوفاءً يا شامُ سفيهٌ يهدرُ مجدكِ ؟
يحرقُ أرضكِ ؟
يسلبكِ الأخضرَ والأزرقْ ؟
لم يفلتْ من سطوةِ مجنونِ السلطةِ يا وطني ...
حجرٌ أو شجرٌ أو بحرٌ حرٌ
لم يفلتْ طفلٌ أو شيخٌ
لم يفلتْ في الرقعةِ بيدقْ
وسقطنا في جبِّ الغربةِ والذلِّ وهمِّ التشريدِ
ونهواكِ ونحياكِ وفاءً
يا شامُ ونبكيكِ سخاءً
ولأجلكِ يا فخرَ الأمَّةِ
نحكي الشعرَ ونهوى الفكرَ
ونستجمعُ ألوانَ الصبرِ
وها قد ضاعتْ أوراقي
والشعرُ تبعثرَ يا صحبُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي
شعرًا بوفائي يا شامُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي ..
عن قسوةِ عيشي بالمفرقْ


****
عربدوا في حصن طهرك

الشام سيدة البلاد وفخرها
مهد الشموخ الحرّة الفيحاء

نحن الذين بما تئن رمى بها
لا ينفع المتخاذلين بكاء

يا شام بالله استري عوراتنا
ضاع الوفاء ولم يعزك وفاء

لكنها آذاننا مرهونة
لمن ابتلوك وما أصابك شاؤوا

يا شام ردي جمعنا الباكي فما
يرضي إباءك في البلاء عزاء

كلا ولا يحمى بهاءك من على
درب الدموع مضى اعتراه بلاء

عرّوك يا رمز الطهارة عربدوا
في حصن طهرك ما يفيد رثاء

وانهارت الآمال بالأمن الذي
نصْبو إليه وعمت الأنواء

والموت بات خيارنا يا شام إذ
فارت لثارات الوفاء دماء



***
ثور بساقية
سأفر يوما من جحيم هواني
سأعيدني لمراكبي وأماني

سأفك أصفاد الإماء ولن ترى
في معصمي قيدا يهدّ كياني

قلبي الذي يرعاك منذ أسرته
ما عاد قلبي، والجوى أعماني

ومراكبي لشواطئي .. أحرقتها
والموج عاتٍ بالهوى أضناني

ثور بساقية يدور ولا يرى
غير المدار بواسع البستان

وتريده ثورا سعيدا بالذي
أمّلته من فسحة وجنان

لكنه -تعسا له-متطاول
لا يرعوي، ويزيد في النكران

الظلم يا مولاي يفتك بالمنى
والجوْر يصنع أعند الفرسان


النثر:
ما لا عين رأت


لؤلؤة وبعض صدف
هي كل ما تحمل محفظتي مما جمعت في رحلتي المميتة تلكَ في أعماق الوهم
أتذكرُ يوم كنتُ ألملم القطع الصغيرة تذكارا، وأنت تحثني على الغوص أكثر

- "لا تكترثي بهذه الأشياء الصغيرة
لكِ عندي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .."

وصدَقت ...
هو ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
هناك في تلك الأعماق السحيقة كوجعي
رأيت الظلام الذي لم أتخيل يوما أن يختفي خلف عينيك الباسمتين
رأيت الموت يتربص بكل قيمة جميلة حملتُها يوما

خبأت عينيَ التي فقأتَها لؤلؤة تذكّرني بغدرك
وجعلت من قشور حكاياك المستهلكة صدفا أداري به عودتي خاوية اليدين

ترى ...
هل اكتفيت


***
صحوة

فقد الكون كل معاني الأمان
رقاص الساعة الصغيرة فوق باب الصالة يتمايل بحزن كأنما يداري عنّي دمعته إذ يرثيني
ومواء القطة المذعورة التي أدخلتها لتوي لتهرب من برد الشتاء ينتزع القلب من مكانه
وينزع عن عينيّ نظارة وهميَ السوداء لأقف أخيرا في مواجهة قلبي على ضفة السراب
أصم أذني عن أنين الهواء خلف النافذة يزلزل قدرتي على مقاومة إيماني بحاجته للاختباء في كهف أمانيّ من صقيع الحقيقة خارج حلمي

ما أكثر الخائفين في عالم وصل فيه برد الشتاء للقلوب فأمرضها وللضمائر فجّمدها
تحسست الجرح الغائر في خاصرتي
وأقسمت أن لا أخرج لشتائك القارص ثانية مهما دعوتني
وأعلنت أوردتي ملجأ للمألومين

الآن أقوم
وقد تلطخت بالحزن حروف البوح
وأوشك أن أنتهي من رحلة عذابي على دروب القهر التي ألزمتني
وأن انتزع نابك من جسدي
لأنتهي للأبد من ألم هذا المخاض
علّ الشمس تشرق عندها
وعلّي أستعيد قدرتي على رؤية نجوم السماء ليلا

أحائر أنت في جنوني؟
لا تستغرب حبيبي
فللغدر رائحة تفوح
وللظم بصمة تلوّن بالسواد فضاء الروح



أخيرا: و كعادة الفتيات كانت تكتب قبل الواحة في مواقع مختلفة باسماء وهمية.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-06-2014, 01:19 PM
المشاركة 89
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صالح السويسي القيرواني *
هو صالح بن عمر سويسي. وقد عاش في الفترة ما بين ( 1291 - 1360 هـ) الموافقة لـ ( 1874 - 1941 م) ، و هو مولد في مدينة القيروان (وسط تونس)، وتلقى علومه، كما مارس تجارته في تونس (العاصمة)، وفي مدينة توزر (الجنوب الغربي من تونس)، لتكون نهايته حيث كانت بدايته.
ختم القرآن الكريم بتونس العاصمة، وكان يحضر حلقات الدروس التي كان ينظمها الشيخ المصلح محمد النخلي، كما تأثر بأفكار الشيخ محمد عبده.
تكوينه الثقافي - في جملته - ذاتي اعتمد فيه على رغبته في العلم، أما التجارة فظلت عمله ومصدر رزقه.
كان يجمع أدباء القيروان حوله، فكوّن نادياً أدبياً أسماه «الخورنق».
الإنتاج الشعري:
- صدر له: ديوان «منجم التبر في النثر والشعر» - مطبعة السعادة بمصر 1906 ، وديوان «زفرات الضمير» (شعر ونثر) طبع بالمطبعة التونسية 1911 ، وكتاب «فجائع اليتامى والبائسين» - به شذرات من شعره ونثره - المطبعة التونسية 1917 - أعادت الدار التونسية للنشر طبعه، و«الأناشيد المكتبية للشبيبة التونسية» - مطبعة النهضة، تونس 1926 ، و«ديوان صالح سويسي القيرواني» - الدار التونسية للنشر (ط1) تونس 1977 ، وله ديوان مفقود أسماه: «سلامة الانسجام وتكوين الوجد والغرام»، وله تشطير رباعيات الخيام.
الأعمال الأخرى:
- له رواية «الهيفاء وسراج الليل» نشرت في مجلة خير الدين (1903) ونشرتها مجلة «قصص» التونسية (1968) وأعادت طبعها الدار العربية للكتاب - تونس، ليبيا (1978)، وله: دليل القيروان، والنثر البديع في الصلاة على الشفيع: مطبوعان، ورسائل نثرية أسماها رسائل الحياة: مخطوطان، وله تقييدات أعدها في شكل دفاتر أسماها «سفينة نوح».
مارس التشطير والتخميس والمعارضة، وأكثر شعره ينبعث عن مناسبة سانحة، زيارة أو مثول بين يدي عالم أو وفاة، ثم تأتي القصائد التي تشيد بالوطن وتدعو إلى النهضة، ولكن ضعفًا في اللغة وركاكة في الأسلوب تطرقا إلى بعض قصائده.
من أعماله الشعرية:
حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ



حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ
وَاِذكُر مَحاسِنُها فَالذكرُ يحييني
وَاُنشُق عَبيراً مَنَ الأَرض الَّتي شرَّفت
في سالف الدَهرِ بالغرِّ الميَامينِ
وَانظر إِلى أَثر الأَسلافِ مِن رَفعوا
صَرح الكَمال بِحُكمِ العَدل وَاللينِ
فَنفحةٌ مِن ربوعِ القَيروان لَها
في النَفسِ طيبِ سَما عَن طيب دارينِ
مَقرُ صَحبٍ لَقد خاضوا الفَدافدَ للـ
فتح المُبين لِتهذيب وَتمدينِ
قَبرُ الرَسولِ يَشعُّ النُورُ مِنهُ إِلى
هَذا الضَريحِ فَاِنعم بِالضريحينِ
أَرضٌ بجامِعِها أَنفاسُ عقبةِ مَن
قَد أَحرزَ النَصرَ في كُلِّ المَيادينِ
كَأَنَّني أَنظرُ الأَصحابَ قَد وَضَعوا
سِلاحَهُم لِأَداءِ الفَرضِ في الحينِ
قَد جاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ فَانتَصَروا
وَجاهَدوا النَفسَ فَاِنعم بِالجهادينِ
قَف بَالضَريح الَّذي قَد مَد صاحبهُ
كَفّا لِكَفِّ خِتام الرُسلِ في الكَونِ
زر الجَناحَ فَفيهِ نُورُ أَضرحةٍ
ضَمّت رِجالَ الهُدى وَالعلم والدينِ
فيهِ الحَفيدةُ لِلفاروقِ قَد دَفَنَت
في عَصر فَتحٍ بَدا مِن بَعدِ عشرين
نَعم البِلادُ وَلَو ضاقَ ذَرعي بِها
وَحادثُ الدَهرِ كادَ اليَوم يَرديني
إِذا جَلَستَ لتفكيرٍ ببركتها
وَالبَدرُ في الأُفُقِ العالي يَزهّيني
ذَكَرتُ مِن فتحوا الدُنيا وَمَن بَلَغوا
بِقَوة العَزمِ ملكَ الهندِ وَالصينِ
زالَ الجَميعُ وَأَيام الوَرى دولٌ
وَعبرةُ الدَهر في الذكرى تَسلّيني
يا جَنّةَ الخُلدِ بَل يا قَيروان وَمَن
حُبي لَها فاقَ عَن وَصف وَتَبيينِ
قَد كُنتِ قاعدةً لِلملكِ مِن زَمَنٍ
وَالعلمُ عَمَّ الوَرى مِن بَحرِ سَحنونِ
لا تَلهِني بَهجة الدُنيا وَزُخرُفها
عَنها وَلا بِسواها قَط تَدنيني
ذَكرى بِلاد جَميلٍ وَهُوَ أَبدَع مِن
شِعر الَّذي قالَ مِن شَوقٍ لِدارين
يا نَسمةٍ باكرت مِن نَحو دارينِ
وافت إِليَّ عَلى بَعدٍ تَحيّيني

هَوى كَوكَبُ الشَرقِ المُنيرِ عَلى الوَرى
قال في رثاء حافظ إبراهيم:

هَوى كَوكَبُ الشَرقِ المُنيرِ عَلى الوَرى
فَفاضَت دُموعُ الخَلقِ كَالنيل إِذا جَرى
واظلم هَذا الكَونُ مِن فَقَد شاعرٍ
بِآدابِهِ رَوضُ القَريضِ تَعَطَّرا
فَفي الشَرقِ لَوعاتٌ وَفي الغَرب حَسرةٌ
وَكُلُ فُؤادٍ بِالأَسى قَد تَفَطّرا
وَفاضَت دُموعُ الحُزن مِن كُلِّ مُقلةٍ
عَلى فَقَد مَن أَحيى الشُعورَ وَفَكَّرا
سَرى نَبأٌ ما كانَ أَعظَمَ وَقعَهُ
فَيا لَيتَهُ بَينَ الخَلائقِ ما سَرى
وَلَكِنَّ سَهمُ المَوتِ لا بُدَّ نافذٌ
فَسُبحانَ مَن أَحيى وَأَفنى وَقَدَّرا
فَيا شُعراءَ العَصرِ قَد ماتَ حافظٌ
بَل انهدَّ طودٌ في العُلا شامخُ الذُرى
فَقَدناهُ وَالآمالُ فيهِ كبَيرةٌ
إِذا الخَطبُ في يَومِ الشَدائدِ قَد عَرى
فَقَدناهُ فُقدانَ الكَواكبِ في الدُّجى
إِذا ما دَليل الرَكبِ قَد جَدَّ في السُرى
صَدَعَت بِقَول الحَقِّ في وَجه دَولةٍ
لَها قُوةٌ مِنها الرُومانُ تَحَيَّرا
وَنَبَّهت شَعباً لِلَّذي هُوَ واجبٌ
وَلَو كانَ فيهِ صارمُ المَوتِ أَحمَرا
فَلا اللوردُ في أَيامِ صَولةِ حُكمِهِ
عَلى فِكرِكُم يَومَ النِضال تَسَيطَرا
وَكُنتُ لِأَهل البُؤسِ أَعظَم ناصرٍ
فَجادَ غِنيُّ القَومِ لَمّا تَأَثَّرا
عَطَفتُ عَلى الأَيتامِ عَطفةَ راحمٍ
وَلَينت قَلباً نَحوَهُم قَد تَحَجَرا
تَقَدَمتُ مِثلَ اللَيثِ في كُلِّ حادثٍ
عَظيمٍ إِذا ما الغَيرُ عَنهُ تَأَخَّرا
فَما ضَعُفت مِنكَ العَزيمةُ وَاِنثَنَت
وَلا خِفتَ ذا بَطشٍ طَغى وَتَحَيَّرا
وَلَم تَكُ هجّاءً إِلى الشَر داعِياً
وَلَكِن زلال الخَير مِنكَ تَفَجَّرا
فَيا قَبرُ هَذا كَنزُنا فيكَ مُودَعٌ
بِهِ دُررٌ فاقَت جَواهرَ قَيصَرا
فَكُن رَوضةً تَزهو بِمَقدَمِ شاعرٍ
وَضَعناهُ مثلَ التَبرِ في باطنِ الثَرى
أَحافظُ إِنّي عَن رِثائِكَ عاجزٌ
وَلَو صُغتُ مِن أَسنى الكَواكبِ أَبحُرا
فَنَم هانِئاً وَالذكرُ بَعدَكَ خالدٌ
وَشِعرُكَ مَحفوظٌ وَغَرسُكَ أَثمَرا
وَجاوِر عَظيمَ الشانِ حسان مَن لَهُ
فَضائلُ مِن مَدح الَّذي أَسَعَدَ الوَرى
فَيا مِصرُ إِن كانَ المُصابُ مُجسّماً
فَفي العالم الإِسلامي أَضعاف ما جرى
وَفي القَيرَوانَ الحُزنُ أَضحى مُخَيِّماً
وَأَصبَحَ جَوُّ الشِعرِ أَربدَ أَغبَرا
وَتُونس في ثَوبِ الحِدادِ أَسيفَةٌ
عَلى فَقدِ مَن أَحيى الشُعورَ وَفكَّرا



قالوا ذُنوبكَ في الحَياةِ كَثيرةٌ
قالوا ذُنوبكَ في الحَياةِ كَثيرةٌ
وَجَهَنَّمٌ بِالذَنب قَد تُذكيها
ماذا اِفتِعالُكِ وَالجَحيمُ تَأَجَجَت
وَجَميعُ أَنواعِ العُقوبةِ فيها
فَنَظَرتُ في حُسنِ الرَجا ،أَجِبَتُهُم **
أَمطارُ عَفوِ اللَهِ قَد تُطفيها

بَينَما الإِنسانُ حيٌّ سالمٌ
بَينَما الإِنسانُ حيٌّ سالمٌ
وَإِذا بِالحَيِّ قالَ الناسُ ماتْ
كُلُّ شَيءٍ سَوفَ يَفنى عاجِلاً
وَجَميلُ الذِكرِ مَعنى لِلحَياةْ



قُلوب المُسلِمينَ لَها لَهيبٌ
قلتُ: كأنّ الشاعر السويسي يعيش عصرنا الراهن و ثورة الشعوب العربية على حكامها حين قال بأكثر من أربعة و سبعين عاما و من المصادفة أن أول من فجر ثورات الربيع العربي هو شاب تونسي يدعى البوعزيزي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس:
قُلوب المُسلِمينَ لَها لَهيبٌ
مِن الضَغط الَّذي خَرَبَ الدِيارا

وَفي سُنَنِ الطَبيعةِ كُلُّ نَفسٍ
بُعَيدَ الضَغط تَنفَجرُ اِنفِجارا

يَجورُ الظالِمونَ وَبَعدَ حينٍ
فَيا وَيل الَّذي في الكَونِ جارا

و أختم كلامي عنه بقولي: رحم الله السويسي الشاعر الفحل فقد كان ذ ا موهبة شعرية أصيلة يقل لها نظير في عصورنا المتأخرة ، وله حس ديني شامل ، و استشراف للمستقبل.

___________________________
* بوابة الشعراء ، اللهم ما عدا تقدمتي لقصيدة (قلوب المسلمين لها لهيب) و ختام السيرة.
** جاء الشطر في بوابة الشعراء هكذا: (فَنَظَرتُ في حُسنِ الرَجا وأَجِبَتُهُم) و لا يستقيم البيت إلا بحذف الواو و لعله خطأ من البوابة و هذا يحصل .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-06-2014, 01:20 PM
المشاركة 90
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نجيب الحداد
هو نجيب بن سليمان الحداد. صحفي أديب، له شعر و توشيح . وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي. ولد في بيروت في عام 1283 هجري ، وتعلم بها وبالإسكندرية. وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس) وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة. وعاد إلى الإسكندرية فتوفي بها. له (تذكار الصبا - ط) وهو ديوان شعره، وقصص (روائية) منها (رواية صلاح الدين الأيوبي - ط) و (شهداء الغرام - ط) و (حمدان - ط) مسرحية، و (السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و (غصن البان - ط) و (الفرسان الثلاثة - ط). ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد - ط) في سيرته وأدبه، وللدكتور محمد يوسف نجم (نجيب حداد - ط) مسرحياته. توفي الحداد في عام 1316هجري.
من أعماله :
_ موشح ( نحن أعضاء لجنة الخمر):
نحن اعضاء لجنة الخمر بحضور الكؤوس
قد حضرنا بالناي والزمر لانتخاب الرئيس
مقسمين اليمين بالسكر وطلا الخندريس
اننا خاضعون للامر مطرقون الرؤوس
والرئيس الذي انتخبناه لارتشاف العقار
واعتمدناه وارتضيناه لكؤوس تدار
واماماً لنا جعلناه حين قر القرار
هو عباد صاحب الامر وامير الجلوس
امهر الشاربين في الناس ورفيق المدام
ونديم الخمسين والكاس في الضحى والسلام
وامام لنا على الراس وهو نعم لامام
انتخباه ليلة البدر في اجتماع انيس
ذاك في جلسة عقدناها بحضور الصحاب
وانتخاباتهم جمعناها في كؤوس الشراب
فوجدنا اتفاق معناها بانتخاب الجناب
فجعلناه زينة الصدر وارحنا النفوس
تم هذا القرار تحريرا قبل يوم الاحد
ولقد قرروه تقريرا من سكارى البلد
ان عباد كان سكيرا لم يفقه احد
فاذا مات ليس من عطر بعد هذي العروس
سجلوا ذا القراب تسجيلا في بطون الورق
واقرأوه لحناً وترتيلا في نوادي العرق
وكذا ذيلوه تذييلا باسامي الرفق
تم هذا القرار في مصر في مساء الخميس
سنة السبع بعد تسعينا وثماني مئين
بعد الف من عهد فادينا سيد الشاربين
الذي حلل الطلا دينا في الكتاب المبين
فاستعضنا بها عن الحبر وختمنا الطروس

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 11:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.