احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4177
 
طارق فايز العجاوى
من آل منابر ثقافية

طارق فايز العجاوى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
31

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة

رقم العضوية
9815
10-17-2011, 10:12 AM
المشاركة 1
10-17-2011, 10:12 AM
المشاركة 1
Thumbs up اثر الخطابين - السياسى والدينى - فى التاريخ الاسلامى بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى
أثر الخطابين - السياسى والدينى - فى التاريخ الاسلامى بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى
وعلى إثر ذلك ظهر أن التراجع الحضارى والانحسار التاريخى للمد الثقافى الإنسانى الاسلامى قد ترافق وتلازم بانحسار الحضور الحقيقى لحقوق الإنسان التى كما أشرنا آنفا تجسدت فى القيم الاسلامية وفى مبادىء الدين الحنيف
حيث عمت قيم الظلم والاستغلال والتعصب والاستبداد فغابت الحضارة لغياب تلك الروح القيمية التى دعى إليها الاسلام وعمل من أجلها رسول الله عليه الصلاة والسلام وقادة المسلمين وأفذاذهم الغر الميامين
الواقع أن حركة التراجع الحضارى لمعت منذ اللحظة التاريخية التى ثار فيها نفر من المسلمين على ولاية عثمان بن عفان رضي الله عنه واشتعلت نار الفتنة بمقتله فدارت رحى الحروب والفتن وبدأ التاريخ الإسلامى يسجل المأساة تلو المأساة وكثرت وعمت الفواجع على أثر ذلك ورغم هذه المحطات المأساوية فى تاريخنا الإسلامى نهض رجال عظماء حاولوا أن يعيدوا للرسالة الاسلامية ألقها ووهجها وأن يعيدوا للمسلمين مفاخر وأمجاد العطاء الإسلامى والروح الإسلامية الخلاقة أمثال الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمعتصم والأمين والمأمون والقائمة تطول الذين حاولوا جاهدين أن يعطوا دفعة حيوية للممارسات الإسلامية الحقيقية الصادقة
وفى خضم الصراع على السلطة ظهرت إلى الوجود فرق سياسية ودينية متنازعة فانتقل المسلمون من حالة التجانس المطلق فى الفكر والعقيدة والمذهب إ‘لى حالة التنوع والتعدد والاختلاف ومن حالة التوافق التام إلى حالة من الضياع والاصطراع فى مختلف وشتى المجالات الدينية والمذهبية والسياسية حيث سالت الدماء وأزهقت الأرواح ظلما وعدوانا وقهرا وبدأت تتلبد الغيوم الحالكة السواد لتخيم بظلالها القاتمة على عالم المسلمين حاجبة ذلك الإشعاع الحضارى للإسلام مغيبة بذلك قيم ومعاني الحرية والإخاء والإنسانية السامية فعاشت الأمة الإسلامية ولا سيما فى العصر العباسي الثاني عصر القهر والضعف والاستبداد السياسى وحالة غياب كامل لتلك القيم الحضارية وحقوق الإنسان التى وهبها الله جلت قدرته للمسلمين والبشر وبدأ الظلم يحل مكان العدل والقهر مكان الرحمة والتعصب مكان التسامح بمعنى غياب جليل للقيم التي نادى بها الإسلام
الشاهد أن التاريخ يعلمنا أن أي حضارة تزدهر وتمتد وتثمر كلما تأصلت قيم المساواة والعدالة وحقوق الإنسان بتشعباتها المختلفة والثابت أن أي حضارة خالطها التعصب والظلم والجهل والتسلط وغياب الحرية شمسها لا محالة غائبة وهذا يدلنا ويرشدنا إلى أن حقوق الإنسان التي تتمثل فى الحرية والديموقراطية والتسامح هى مقومات الوجود الحضارى لأي حضارة عرفها التاريخ الإنساني
لقد ثبت تاريخيا أنه يمكن للإرادات الإنسانية الصادقة أن تلعب دورا جوهريا فى صنع الحضارة وهذا يتطلب أيضا المحافظة على مقومات وجودها ولكن هذا التاريخ أيضا يؤكد أن المجتمعات الإنسانية تنطوي على قوى اجتماعية وتاريخية هدفها وغايتها نيل ملذات الحياة وزخرفها وتضحي بالمبادىء والعقائد والقيم من أجل وضعية دنيوية تمتلك فيها المقدرة فتعيث فى الأرض فسادا من ظلم وجور وفتك
ولكن هى المفاجأة التاريخية أن ثلاثة من أهم عمالقة القيادة فى صدر الاسلام ومن أكثرهم صدقا وحمية للخير ومبادىء الإسلام بقيمه ومثله قد طالتهم يد الخيانة وتعرضوا للاغتيال السياسى فقد سقط الخليفة الثانى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه شهيدا راضيا مرضيا وقد وقع ضحية مؤامرة سياسية وذلك باعتقادي بسبب إقامته حق الله وتصديه للفساد والفاسدين ووقوفه فى وجه الطبقات الارستقراطية التى كانت تسعى وبكل السبل للوصول للحكم والسلطة ولقد قام بأعمال من شأنها أن تهدد مصالح شريحة من الفئات الاجتماعية التي هدفها الاستيلاء على السلطة
ولقد اشتهر عن الفاروق تلك المقولة التي أعجزت الأدبيات الانسانية على مر العصور وستبقى شاهدا على عظمة ديننا وعلى عدالته بكل ما حمل من قيم ومثل كرمت الإنسان وصانت كرامته واحترمت انسانيته وهى التى تمثلت بقوله رضى الله عنه ( والله لو أننى استقبلت من امرئ ما استدبرت لأخذت من الأغنياء فضل أموالهم ورددته إلى الفقراء فلا يبقى هناك فقير أو غني ) وهى بحق من أعظم المقولات فى تاريخ الإنسانية جمعاء
ولقد أجمع الدارسين لتاريخ هذا الرجل العظيم رحمه الله أن هذه المقولة ألبت عليه أغنياء المسلمين وغير المسلمين الذين أرهبهم قول الفاروق وأيضا صفاته والتى أجلها أنه كان حازما صارما فى حبه للمساواة والعدالة كل هذه مجتمعة جعلت طبقة التجار والعسكريين التي أهدافها لا تخفى على أحد أن تنقم على عمر وتخطط للتخلص منه واغتياله
وهناك كثر من عمالقة حضارة الإسلام طالهم ما طال عمر نذكر منهم على بن أبى طالب رضى الله عنه والتي حقا تظهر مآسي الصراع بين الحق والباطل بين إرادة الاسلام المتمثلة فى طهارة الغاية وقيم الحب والخير والسلام إلى غير ذلك من مزايا وإرادة الحياة الدنيا المتمثلة فى الظلم والفساد حيث حمل على كاهله تركة ثقيلة جدا ودخل فى سلسلة من الصراعات التاريخية المدمرة صونا لحقوق المسلمين وحرياتهم انتهت باغتياله وكان هذا الاغتيال سبب خروج المسلمين من دائرة الشرعية التي تمثلت بالشورى والبيعة والحق إلى دائرة أشبهها بالحكم العرفي البغيض الذى قطعا يجافى العدل
وخلال هذه المرحلة الكل يعرف ما حدث من إراقة الدماء بلا ثمن ليس إلا لمآرب شخصية مقيتة وغايات دنيوية دنيئة ومصالح ضيقة التي فعلا حصدت جموع المسلمين والمؤمنين على مر المراحل التاريخية السابقة وذلك فى أتون حروب طاحنة من أجل السلطة وحروب مذهبية وحركات سياسية أزهقت فيها أرواح المسلمين وسلبت حقوقهم
الى الجزء الثالث


قديم 10-17-2011, 11:04 AM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم / طارق عجاوي

لقد إختصرت مجمل القول بأناقة قلمك ...

وأثرت قضية غاية في الأهمية ...

ووضعت النقاط على حروف عالمية رسالة إسلامنا ...

وعظمةِ حضارته


... أهلاً بك

وبارك الله في قلمك


سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 10-17-2011, 12:24 PM
المشاركة 3
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حيّاك َ الرحمن أ. طارق

موجز ٌ متكامل لـ تاريخ ٍ مجيد ٍ تخلّله ُ غياب العدالة والمساواة في بعض العصور والتفرّق والتمزّق لـ

طوائف ومذهبيّات كثيرة أثـّرت تأثيرًا بالغـًا في حضارتنا ..

ورمز ٌ ثالث ٌ من رموز ِ الخلافة الإسلاميّة المجيدة اغتالته الأيدي الآثمة ولكن يبقى ما سطـّر شاهدًا

له على مدى العصور وهو الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ..

شكرًا لك َ أستاذ طارق

ولك َ التحيّة والتقدير ~


~ ويبقى الأمل ...
قديم 11-08-2011, 03:06 AM
المشاركة 4
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
* جميل ما قرأت هنا .. شكرا لجزيل الجهد المبذول .. ونظرا لأن الموضوع غير مطروح للنقاش ينقل للمكان المناسب .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اثر الخطابين - السياسى والدينى - فى التاريخ الاسلامى بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الازمات وفن صناعتها - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى منبر الحوارات الثقافية العامة 13 10-23-2012 02:40 PM
بذور فى ارض العمر بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى منبر البوح الهادئ 2 11-09-2011 11:39 AM

الساعة الآن 09:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.