قديم 10-23-2016, 06:45 PM
المشاركة 2631
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الله يتعقب الناس بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم . فإنه لا يغير نعمة أو بؤسا , ولا يغير عزا أو ذلة , ولا يغير مكانة أو مهانة . . . إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم , فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم . وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون .

قديم 10-24-2016, 10:18 AM
المشاركة 2632
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الهوة بين المادة والمعنى [/marq]إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور ..فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غابت الآخر عن قلبه ، ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: { مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى }..
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلَّم) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول: { إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، فأجابهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلَّم): لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء } والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر، إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس ..فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود ، فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله ..وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): { ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه }.

************************************************** ******************************
24 - 10 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-24-2016, 11:09 AM
المشاركة 2633
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله: { وما قدروا الله حق قدره }..فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه ، إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!..فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه.

قديم 10-24-2016, 11:19 AM
المشاركة 2634
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل ..وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد ..ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر ..وقد قال الحق تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.

قديم 10-25-2016, 09:31 AM
المشاركة 2635
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]وجل الطائعين [/marq]إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق ، إذ يقول سبحانه: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }..و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره ، فيقول عز وجل: { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }، والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر ، يناسبه الرجاء والارتياح ..والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى: {أنهم إلى ربهم راجعون} ، إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى - العدل لا الفضل - لرُدّ العمل إلى صاحبه ، إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق ، أو ( لصرفه ) في غير موضعه ، أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى ، أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق في مصالحة حقوق العباد ، وقس عليه باقي موارد الطاعة
************************************************** ******************************
25 - 10 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-25-2016, 12:26 PM
المشاركة 2636
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
من يفقه أن بعض الجراح .. عطايا ؟
و أنّ فِي قسوة العيشِ .. هَدايا ؟
ما دمت مع الله فلا تخْشَ على عُمرك شيئًا !
الخير حوْلك .. قد يأتيك مختبئًا في زحام مصيبة ، وأشجان بلية ، ودموع فقيدٍ حارّة .
لا تبتئس ، حتى أوجاعنا رحمة من الله أرحم الراحمين .
من أكثر الجُمل التي تبعث الطمأنينة
"ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك "
أمان وسلام وإستسلام وتسليم وطمأنينة ورضا

قديم 10-26-2016, 05:46 AM
المشاركة 2637
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]قواعد القبض والبسط [/marq]
إن القبض والبسط من الحالات المتواردة على قلب العبد ، ولهما بعض القواعد التي يحسن الالتفات إليها: فمن ذلك أن القبض والبسط ( بـيد ) القابض والباسط يجريهـما على قلب عبده بمقتضى حكمته الغالبة ..ومنها إنه لا يمكن إطلاق القول بأن الإقبال خير من الإدبار ، لأن بالثاني يدفع حالة ( العُجْب ) المهلكة ، فإن أنـين المذنبين قد يكون أحب إليه من تسبيح المسبحين ..ومنها أن الإدبار قد يجتمع مع قرب منـزلة العبد من ربه حتى في حالة الإدبار ، فيُعطى الرتبـة ( التقديرية ) من دون تحسيس له بذلك ، لمصلحة يراها الرب الحكيم ..ومنها أن القبض يعـارض ( هوى ) النفس ، وفي ذلك تكـفير لسيئاته وخاصة مع تأذي صاحبه من طول فترة الإدبـار ..ومنها أن القبض والبسط من حالات العـبد وخصوصياته ، فلا ينبغي أن يشغل نفسه ( بما يخصه ) عما ( يخص الحق ) وهو القيام بوظائف العبودية ..ومن مجموع ما ذكر يعلم أن على العبد أن يقوم مقام العبد ، سواء أورث ذلك إقبالا أو إدبارا ، إذ ليس الإقبال بغية مستقلة للعبد ، وإلا صارت عبادته طلباً للحظوظ النفسانية التي تخل بالإخلاص عند الدقة والتأمل ..وليعلم أخيرا أن هنالك بعض الذنوب الموجبة للقبض ، بل بعض المباحات المعبر عنها بمثيرات الهموم ، التي نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن استعمالها .

************************************************** *****************************
26 - 10 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-26-2016, 03:50 PM
المشاركة 2638
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذنا حميد درويش عطية المحترم

شكرا على هذه الخواطر الايمانية السابحة في بحار الحكمة ، قد نبض بها قلبكم الواسع الكريم ، واسمح لي بتعقيب صغير .. الحيرة والقلق منتفيتان عند المؤمن عندما يكون منشغلا بما بينه وبين الله اذا احسن الظن فيه ، فالله لايظلم راجيه والساعي اليه مسلما له امره وحريصا على طاعته .. لكنه عميق ومؤثر اذا كان بينه وبين الناس ، فدليل الناس هو عيونهم وعقولهم وتجاربهم ، وهي مختلطة ومشوشة زاخرة بما يدفع الى الشك وسوء الظن .. الكلام عندي طويل واخشى ما اخشاه ان اثقل عليكم

اعجابي بكم كبير ودعالي لكم ان يوفقكم الله

قديم 10-27-2016, 02:34 PM
المشاركة 2639
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]فتح الشهية قبل الإطعام [/marq]إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى ..فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟!..ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي (ص) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }..فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟.
************************************************** **********************
27 - 10 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-28-2016, 09:22 AM
المشاركة 2640
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذنا حميد درويش عطية المحترم
شكرا على هذه الخواطر الايمانية السابحة في بحار الحكمة ، قد نبض بها قلبكم الواسع الكريم ، واسمح لي بتعقيب صغير ..
الحيرة والقلق منتفيتان عند المؤمن عندما يكون منشغلا بما بينه وبين الله اذا احسن الظن فيه ، فالله لايظلم راجيه والساعي اليه مسلما له امره وحريصا على طاعته .. لكنه عميق ومؤثر اذا كان بينه وبين الناس ، فدليل الناس هو عيونهم وعقولهم وتجاربهم ، وهي مختلطة ومشوشة زاخرة بما يدفع الى الشك وسوء الظن .. الكلام عندي طويل واخشى ما اخشاه ان اثقل عليكم
اعجابي بكم كبير ودعالي لكم ان يوفقكم الله
*******************************************
عزيزي السيد مؤيد
قل ما عندك ولا تتردد ، مع الأخذ بنظر الإعتبار أنَّها ومضة .
لك تقديري و شكري المتواصل لمشاركتك معنا . أرجو دوام التواصل
تحيتي ....
حميد
28 - 10 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 02:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.