احصائيات

الردود
2

المشاهدات
5682
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
03-06-2011, 11:50 PM
المشاركة 1
03-06-2011, 11:50 PM
المشاركة 1
افتراضي ميدان التحرير 5 زوجة وام
مساء اخر كئيب يحل على مدينتى الهادئة , أسمع حثيث

خطواتك الخافته , تصعد فى هدوء الخائف ثم تتوقف


عندها,من تخدع يا عامر..اعلم انك لديها...اكاد اشعر تغير


الهواء حولى حينما تختلط به انفاسك , انظر للمرآة الموشاة


بسواد السنين, انزع الشعرةالبيضاء العنيدة, تذكرنى انه مر


عاماً لم اخرج من قوقعتى بكلمة ما ..تخليت عن مشرط


الجراح فكيف لطبيبة رأت إبنها الشاب صريعاً ان تمسكه



مدائن الالم تقلصت على ثدى المعطوب , هذا الثدى المعطوب


كان اول يؤنس قبره..تصعد السلم فى تؤدة المتأمر افتح الباب


تقف وهى خلفك كالظلال..تدخلان دون وعى منى... تقتحمان


خلوتى الاثيرة اشد يدى على صدرى الخاوى ...ياتينى صوتك


سحيقاً مرتجفاً:-



هى خائفة تعلمين ان زوجها مسافر وتلك المظاهرات اللعينة والبلطجية و


اقاطعك باماءة متفهمة.. تغترفان من صمتى جراءة وتنسجان



من حزنى هراء ..تقبران وجودى ..تحبسان عنى هواء الغرفة



..تدس لها سيجارة بين شفتيها القاستين المصبوغتين سوداً


وتمسك هى بمخالب يدها صورة ابنى وتقول:-


له نفس عينيك اللوزتين يا عامر وتغمز فى خفة الى صدرى


الخاوى ثم تلقى الصورة باهمال ..تنفجر حمم الغضب


بداخلى تدوس اخضركما ويابسكما تماما كما انفجرت منذ عام


وانت تهذى:-


ابنك المدمن وجدوه ملقى فى الطريق الصحراوى اثر حقنة هيروين.


يومها لطمت وجهك ووضعت بينى وبينك سدوداً من غبار


تحول عني رؤية مساحات الخوف بداخلك وقد هشمت قامتك

واحنت ظهرك واعطبت عقلك وأنستك هذا ألابن الطيب

الحنون الذى اختفى اثر قيادته مظاهرة فى الجامعة.


حينما أنهى هجومى العارم عليكما ..تؤلمنى نظرة االإرتياع


فى عينيك وتبهجنى اثر اظافرى على وجهها وفرارها منى.


أستعيد خلوتى الآثيرة ...تلوذ بحجرتك لعل الجدران الفاصلة


تحول بين ماضينا وحاضرنا ..افتح النافذة اتنفس هواء اوائل


فبراير العذب بينما صوت ابنى الحنون يهمس من بعيد:-


"مش هنطاطى مش هنطاطى احنا كرهنا الصوت الواطى"


أحس به يدس وجهه الفتى فى صدرى الخاوى فاشعر


بالامتلاء ..تسقط خيوط الشمس الحنون على جفونى.. فاعلم


ان روحاً اخرى تطير شعاعاً معها ..يحتوينى صوت سامر


اخى عبر الهاتف واعرف ان على الدرب شهيدً جديد

******ُ

فى الظهيرةجلست فى الميدان امام بقعة الدم الدافئة ارسم

حولها دوائر بينما الطفل ذو العينين اللوزتين يساعد سامر فى


المسشتفى الميدانى ثم يعطينى بعض الماء ..بينما يهمس


سامر اسمه احمد فانظر له بتساؤل..وهو يقول:-


اخبرنى احمد شقيقنا الكبيرقبل استشهاده انه سيتكفله ..احتضن الصغير واغمم سافعل انا ..يربت سامر على كتفى:-


اذن لديك منافسين فهذا المصرى الامريكى الذى يبيع الجرائد


وهناك ام فقدت ابنها ايضا وووووو


اقاطعه والطفل فى احضانى:-


سافعل انا

ساكمل ما بداه اخى وابنى ..ساقبع فى الميدان..رايت ابنى

مراراً بين الثوار.. فى اعين الثوار.. فى صوت الثوار فى


خطوات الثوار ..اصبح فى يدى المرتجفة قوة ..تعود الطبيبة من جديد ..يعود ابنى من جديد


كاحلام الشتاء الدافئة تأتينى يا عامر, كظل رمادى انسلخ من


واقعه الكئيب ..تسمرت عينيك باسفلت الميدان.. يهمس

صوتك :-

سامحينى فلا اجيبك سوى سوى بهامة مرفوعة ..:-


بل اسأله ان يسامحك ..من اطعمته يوما هذا الصدر الخاوى


حينما يجاوبنى الصمت مذهولاً ..اجد فى عينيك مدن خربة


وقلاع مهدومة وسفناً بلا مرسى تتطاير اشرعتها كشعرك


الليلى يهزها الهتاف من حولى:-


ارحل ارحل


تتناثر غباراً فضياً فى مسائى الحزين وحينما تطالع عيناى


رقمك على الجوال ويدى منهمكة فى اعادة ضمادة احمد


الصغير اغالب جبال الحنين فتقهرنى ويأتى صوتك الحالم


كذاك الصباح البعيد حينما ينتابنى الغثيان وعينيك تغمز بفرح


على بطنى المتكور...يضم صوتك ماضينا وحاضرنا فى


حماسة لاهبة:-


لقد اقتحمنا مقر امن الدولة... لن اهدئ حتى اظفر بقاتل ابنى


....لكنك تظفربسرداب كئيب يعصر روحك وحجرة مقبورة نقش على جدرانها بالدماء خطاً تعرفه واعرفه:-


امن الدولة ظالم ظالم... امن الدولة كافر كافر


مدائن الالم تقلصت على قلبك الذهبى ايها الحبيب فخمد النبض الحنون...اعرف انك قريباً منى ايها العملاق فرائحة الهواء تحمل انفاسك الياسمينية وحثيث خطاك الهادرة يهز الاغصان فتصرخ:-


الشعب يريد حل امن الدولة




قديم 03-08-2011, 09:56 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديبة الكريمة روان عبد الكريم المحترمة

سرد بمنتهى الروعة . .


لا تعليق أجدى ولا أقوى من الفخر . .


لم يمت واحد منهم هباء أبداً . .


بل هم شهداء وأبطال . .


سيتذكرهم التاريخ ولن ينساهم . .


وكذلك ستكون سكناهم . . في الجنان العلى . .


عزيزتي . .


تقبلي تحيتي وتقديري . .


دمت بصحة وخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 03-10-2011, 11:34 AM
المشاركة 3
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



روان عبد الكريم
مساء يتحول إلى أهزوجة وحكاية ملبدة بشفاه الزمان ..
عندما يطل القلب من نوافذ الصدور ويمسك بأطراف نبضه بحفنة شعور ..
قد تكون بادرة أن الآت سيكون موشوم على حواسنا ..
في هذه المساحة عدوت معكِ على شاطئ الحدث حتى اللهاث ..
كان سردكِ واقعيا حتى استشعرت بالنهاية تمهرينها في دمي ..
لن تكون هذه نهاية حلولي هنا .. سأعود بلاريب مع جديدك ..
بلغي قلبك أجمل التقدير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ميدان التحرير 5 زوجة وام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثورة التحرير الجزائرية أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 6 09-10-2021 01:45 AM
ميدان الابوذية ... احمد ماضي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 160 09-19-2012 07:47 PM
عرس التحرير مريم جبران عودة منبر البوح الهادئ 8 05-25-2011 02:19 PM
ميدان التحرير 4 طفل من الشارع روان عبد الكريم منبر القصص والروايات والمسرح . 2 03-06-2011 08:28 PM
عرس التحرير مريم جبران عودة منبر البوح الهادئ 5 08-07-2010 02:26 AM

الساعة الآن 07:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.