احصائيات

الردود
1

المشاهدات
2577
 
مبارك المهدى احمد
من آل منابر ثقافية

مبارك المهدى احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Mar 2014

الاقامة

رقم العضوية
12781
03-07-2014, 11:09 PM
المشاركة 1
03-07-2014, 11:09 PM
المشاركة 1
افتراضي على جناح السرعه (وصيه)/مبارك المهدى احمد
الشمس قاسية الطلعة فى قلب سماء ذلك اليوم المكفهر الملامح، العابس المحيا ،غضبه الظاهر للعيان يرمى شظاياه الطائشة الحارقه بحمم من حرارته الشديده وقد تجاوزت الخمسين مئويه، غباره الكثيف يزيد الجو خنقا وتعنتا وقسوه ،تسقط العصافير الجميلة بين امل التشبث بالحياة ومقاومة سكرات الموت الذى يطل براسه على دنيتها التعيسه ،ضريحها ورقات من اشجار ساقها القدر لتندس تحتها نصف مستورة والنصف الاخر تلتهمه بكتريا الارض وطفيلياتها
قلب الشمس الاصفر المائل للاحمرار يمد اجنحته الى سطح الارض فتغلى كثبانها ورمالها يحترق منها جوف الشارع المنزوى فى ركن المدينة القديمه حتى يتعرى الاسفلت المتراص باهمال، فقد مرت عليه سنوات وسنوات وهو يئن تحت اجساد السيارات كبيرها وصغيرها، الماره فوق راسه المنحوت ذوات الصوت الهادئ، والضجيج الطاحن، كلهم لايرحمون صيحاته المتعبه من حمله الزائد واستغاثاته الخفيه الصوت، الظاهرة المنظر، فقد فقد جزء كبير من جلده الاسود الممزق
كانت سيارته الزرقاء الفارهه ذات الملامح الامريكيه تسير فوق سطح الاسفلت المتعرى القديم وقد زينت بلوحة مكتوب عليها ترخيص (ابوظبى)بتعنت وتعب فى ارجاء المدينة المهمله ذات الشوارع العشوائية الهندسه، وهى المعتاده على المرور بشوارع رحبة المساحه، جميلة المنظر مريحة لاطاراتها الكبيره التى كانت تدور بثقل وكسل فى هذا الطريق المتعثر
كان ينظر من خلف نظارته السميكه الطبيه ذات الاطار القديم والعدسة الكبيره الى مراته الاماميه تارة وتارة اخرى الى الجانبيه وهويشاهد بعض السيارات تتجاوزه فى مهارة ورشاقه تحسدها عليها الغزلان والمها فى غابات اندونيسيا والملايو والدندر ذات التشققات المطريه الموسميه وهى تعدو متجاوزه عقباتها من حفر وافخاخ منصوبه من صائدى الحياة البريه معريا الطبيعه الخلابه والقطع الجائر كاشفا غلاف نباتى وسجاد طبيعى لتفقد الارض منظر حسن، وعذرية باكيه .
هز راسه الاصلع الكبيروهو يمد يده ليتناول منديلا من الصندوق الذى امامه كى يخفف حده الحراره ويجعل المنديل على راسه، فسرعان ماتشرب بعرقه المالح، لتمتلى مسامات المنديل الصغير منكمشا فى يديه الضخمه ذات الشعر الكثيف المتطاير مع غبار الجو المشمس ليرميه على الارض ساكنا مقهورا .
السيارات تمر بجانبه كفراشات تتسابق فى زهو، ومرح طفولى ترفرف وتحلق حول وردها ،وتستقى الرحيق من تيجانها ثم تواصل لهوها بسرعة متجاوزات بعضهن البعض، كان يسمع الضحكات الساخره من الذين يولوه الدبر وكلمات المعايره بسيارته الكسوله الجميله، كأنها عروسا يوم زفافها تمشى الهوينة بين صحيباتها بحياء وفرحن تقذفه من كل جانب ظهر الضيق والحنق على ملامح وجهه الثابت الصلب وهو يكيل السباب لذلك الشاب صاحب الدراجة الناريه الذى تلاعب بدراجته البسيطه مظهرا تحدى صريحا، واستفزار سافرا، واعتداء على الشارع، واحتكار للمسار مع مهارة متهوره، لم يشعر صاحبنا الا وبقدمه تضغط على دواسة الوقود لتطلق سيارته زئير محموم بعاصفة من الرمل والحجاره المتناثره فى حيزه الدائرى، وتطلق ثورة كبرى غاضبة من اقصى مؤخرتها ممتزجة ببعض الشرارات الراقصات .
انطلق يطوى المسافات طيا لايبالى بجسد الطريق الفقير المتعرى بل يزيده ضربا ويسلخ ما تبقى من جلده الاسود الرث، تجاوز السيارات واحدة تلو الاخرى احس بالفخر والزهو والاعتزاز وانه ملك الكون وسلطان اتته الخلافة طائعة مختاره حتى كاد ان يصيح (انا فرعون الطريق)، تطاولت الرؤس كى تشاهد الحسناء الكسوله تصحو من سباتها المؤقت..........تبقت سيارة واحده ويمتلك المقدمه والفوز ، رن هاتفه نظر اليه متردد ولكنه حسم امره وهو يستجيب لابنه الصغير صاحب الطلبات الكثيره فهو يريد بسكويت وقليل من حلوى المولد و.... لم يكد يسمع بقيت طلبات ابنه حتى علت اصوات ابوق سيارات متوسطه الحجم مكتوب عل جانبها (اسعاف) لتحاصر جنبات الطريق ويخرج منها اشخاص يرتدون الزى الابيض بينما كان بصره شاخصا الى اعلى وهو يرى ابواب السماء تفتح بتمهل وكى تستقبل زائر جديد مع رقصات الشمس المزهوه، فقد انتصرت بينما دس ورقة فى يد فنى الاسعاف مكتوب فى اعلاه (وصيه) واغمض عيناه الى لقاء قريب.
تمت


قديم 03-08-2014, 12:42 AM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السلام عليكم و رحمة الله
مرحبا أخي الكريم مبارك المهدى احمد
المنابر سعيدة بانضمامك إليها
و منبر القصة فاتح صدره ترحيبا بإبداعاتك .
و أتمنى أن تجد فيه ضالتك

تحياتي



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: على جناح السرعه (وصيه)/مبارك المهدى احمد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
الأزمة الخليجية والدور الإخوانى / مبارك المهدى احمد مبارك المهدى احمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 03-26-2014 02:23 AM
المهدد دائماً جبار دهر جبار منبر البوح الهادئ 0 07-26-2012 12:00 AM
فن التصوير فائق السرعه تيمه الشمري منبر الفنون. 14 03-21-2011 11:43 PM

الساعة الآن 08:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.