قديم 07-25-2011, 07:31 AM
المشاركة 11
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذتنا الواعية ريم بدر الدين على ما تقدمينه من جديد رائع ، ننتظر دائما عبير حرفك العبق ، واشراقاته الندية،
أستاذتنا الرائعة ريم بدر الدين -حفظكِ الله - إن الظروف التي تمرّ بها أختنا رقية صالح صعبة وظروف الاتصال أصعب ، وهي تتقلى ألماً ؛ بسبب عدم تمكنها من المشاركات الكاملة ، وللأخت رقية فضل كبير ، فاسلوبها الإنساني هو الذي حبب إلى نفسي منابر ثقافية ، لها دين في أعناقنا جميعا ، وعلينا ان نعذرها ، وأن تبيني لإدارة منابرنا تلك الظروف القاسية التي تمرّ بها أختنا، ومشاعرها ، وكلِّي ثقة منكِ أيتها الرائعة بتوضيح ذلك لمن يهمه الأمر، وأنا بدوري سأشارك منبر الآداب العالمية ، وأقدم الواجب.
بوركتِ ، وبورك المداد ، والعلم المنير، والإنسانية التي تتحلين بها.

قديم 08-10-2011, 02:16 AM
المشاركة 12
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولتسمح لي أستاذتنا القديرة ريم بدر الدين، التي أثمِّن جهودها ومشاركاته وموضوعاتها الرائعة بالتوضيح قليلا :
فرجينيا وولف و رواية " إلى المنارة"
تعتبر هذه الرواية من الروايات الحديثة ، وهي للكاتبة فيرجينيا والف , To the lighthouse by virginia woolf تركز الرواية على عائلة مستر رمزي ,زوجته وأبنائهم الثمانية،والرواية تبدأ بوجود العائلة مع عدد من الضيوف في المنزل الصيفي للعائلة في Hebrides قبل الحرب العالمية الأولى ...كما أنها تبدأ بالموضوع الرئيس ، وهو زياره المنارة ، فنلاحظ رغبة الابن الأصغر جيمس وحماسه لزيارة المنارة في اليوم التالي، إلأ أن مستر رمزي يحطم آماله ويرفض ذلك ، بداعي أن الطقس لن يكون لطيفا ومناسبا للرحلة ، مما يؤدي إلى استياء جيمس من أبيه ، ويَستمرُّ هذا الاستياءِ إلى أن تنتهي الرواية بالرغم من محاولات مسز رمزي التخفيف عن ابنها من اليأس الذي ألمّ به من جرّاء تصرف الأب .
وتتم الرحلة لكن في آخر الرواية بعد أحداث كثيرة ومهمة، أهمها موت الأم مسز رمزي .. والرواية تنقسم إلى ثلاثة اجزاء، وكل جزء له موضوع يختلف قليلا عن الثاني ، لكن الموضوع الأساسي للرواية هو الرحله للمنارة
وجاء الجزء الأول تحت عنوان The Window ويتكلم عن الشخصيات ويوضح شخصيه الأب وعدم فهمه لزوجته وطلاباتها الكثيرة ،
وأما الجزء الثاني ، والذي تحت عنوان Time Passes فيحدث الموت المفاجئ لمسز رمزي ,وابنتها برو خلال الولادة، وابنها اندرو الذي مات خلال الحرب ,وهذا الجزء يركز على الجو العام، وكيف صار الأب حزينا وكئيبا وكيف أصبح البيت هادئا وفارغا، ولايوجد به أحد بعد أن تركه الكل، وكل هذا نلحظه من خلال شخصية واحدة، وهي مدبرة المنزل مسز مكناب.
أما الجزء الأخير فجاء تحت عنوان The Lighthouse وفيه ترجع العائلة مرة ثانية للبيت الصيفي بعدما تركوه، ويقرر مستر رمزي القيام بالرحلة مع أبنائه: جيمس، وكام ، وفي نهاية المطاف يصلون للمكان..
والرسامة ليلي لعبت دورا كبيرا في الرواية .والأحداث سردتها باختصار شديد.

قديم 09-08-2014, 10:51 PM
المشاركة 13
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مايجعلني اتساءل بقوة:
لماذا كثير من المبدعين ينتهون نهاية مأساوية؟فقد اعترفت فيرجينيا بانها كانت سعيدة مع زوجها،لكن كآبتها المزمنة قضت على ماتبقى من طمانينتها.
ماذا يعني هذا؟
هل المبداع عموما والمتميز يعاني من عدم استقرار نفسي؟.

قديم 09-09-2014, 05:57 AM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة ريما الخاني
في جواب على السؤال : - هل المبدع عموما والمتميز يعاني من عدم الاستقرار النفسي ؟

لاحظ علماء النفس التحليلي بان معظم المبدعون والمتميزون مروا في تجارب مأساوية في الطفولة traumatic experiencing واستنتجوا انه لا بد ان هناك علاقة بين هذه الماسي والقدرة على الإبداع .
واعتقد فرويد ان الإبداع والجنون لهما نفس المصدر .
لكني شخصيا ومن خلال دراساتي حول الإبداع اعتقد ان الماسي تؤدي الى زيادة في طاقة الدماغ تظهر على شكل نشاط فوق العادة واذا ما فشل صاحب الدماغ الذي تتعمق فيه هذه الطاقة من امتلاك اليات اخراج هذه الطاقة بصورة ابداعيه عندها تتحول تلك الطاقة الى أداة هدم. ومن ذلك عدم الاستقرار النفسي . *

قديم 09-12-2014, 03:18 PM
المشاركة 15
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخوة والاخوات - في ما يلي مقالة لي عن فيرجينبا وولف وادبها لعله يضيف شيئا لهذا الحوار الشيق.

في مارس من عام 1941 اختفت فيرجينيا من منزلها في مقاطعة سسكس في جنوب انكلترة بعد ان تركت رسالة قالت فيها انها تفكر في الانتحار. ثم عثر على جثمانها في نهر قريب. وظن انها انتحرت لانها لم تستطع احتمال الحياة في انكلترة اثناء الحرب، ولكن زوجها وجد من الضروري ان يعلن انها كانت تعاني من انهيار عصبي طيلة السنوات الخمس والعشرين الفائتة. وكانت في التاسعة والخمسين من العمر عند وفاتها.

ولدت فيرجينيا وولف (Virginia Woolf (1882-1941 في لندن لاسرة مثقفة. كان ابوها لسلي ستيفن من المثقفين المرموقين. وكان كاتبا ومحررا وفيلسوفا ومؤرخا. وكان قد بلغ الخمسين عندما ولدت فيرجينيا. واهم اعماله (معجم التراجم القومي) الذي يتألف من خمسة وستين مجلدا قام على تحريره سنوات طويلة وكان من اهم المساهمين في تأليفه. واقام لسلي مع اسرته الكبيرة في بيت مزدحم بحي كنزيغتون بالقرب من حديقة هايد بارك في لندن. وكان كثير القلق بشأن الاحوال المالية للاسرة.

اما امها جوليا ستيفين فكانت سيدة بيت من الطراز الاول. اخذت على عاتقها ادارة شؤون بيتها وزوجها واولادها وواصلت في الوقت نفسه القيام باعمالها الخيرية. عملت ممرضة واهتمت بالشؤون الاجتماعية للفقراء والمرضى. وقد يكون ارهاق العمل من الاسباب التي ادت الى وفاتها المفاجئة عندما كانت فيرجينيا في الثالثة عشرة من عمرها.

وحلت مصائب اخرى في اسرة فيرجينيا. فتوفيت اختها ستيلا بعد زواجها بقليلة عام 1897، وتوفي ابوها بعد مرض طويل عام 1904، وتوفي اخوها الكبير توبي بالحمى التي اصيب بها اثناء سفره الى اليونان عام 1906. وهذا كله اسهم في اصابة فيرجينيا بالاكتئاب الذي اقترب من الجنون. فعانت من اختلال عقلي وحاولت الانتحار في عدة مناسبات. وظلت عرضة لهذه المتاعب الصحية طيلة حياتها.

وانتقلت فيرجينيا مع اخواتها من بيت الاسرة في كنزينغتون بعد وفاة الاب. واقمن في بيت بمنطقة بلومزبري واحطن انفسهن بمجموعة من الاصدقاء معظمهم من الشباب المتخرجين من جامعة كيمبردج الذين كانوا يعتقدون انهم يمثلون الثقافة التقدمية. وتبنت هذه المجموعة اخلاقا اجتماعية متحررة واصبحت تعرف بمجموعة بلومزبري. وكان من بين هؤلاء الاصدقاء لايتون ستراكي كاتب التراجم المعروف وروجر فراي الناقد الفني الذي صعق انكلترة بمعرضين لفن ما بعد الانطباعية عامي 1910 و1912. وجون مينارد كينس الاقتصادي الشهير وجيمس ستراكي الذي ترجم اعمال سيغموند فرويد الى الانكليزية. واقترن ادوارد مورغان فورستر وتي اس إليوت بهذه المجموعة واصبحا صديقين لفيرجينيا وولف.

تزوجت فيرجينيا عام 1913 من ليونارد وولف احد اصدقاء اخيها في جامعة كيمبردج واصبح فيما بعد كاتبا ومحررا. وكان مهتما اهتماما خاصا في السياسة فكان يسهم في تحرير مجلة (السياسي الجديد) الشهرية وكان نشطا في حزب العمال. واسس الزوجان دار هوغارث للنشر التي توسعت ونجحت فيما بعد. ولم ينجب الزوجان اطفالا عملا بنصيحة الاطباء وذلك لاعتلال صحة فيرجينيا التي ظلت تشعر بحاجتها الى اطفال طيلة حياتها.

كانت مجموعة بلومزبري من الكتاب والمفكرين والمبدعين العالم المباشر الذي تأثرت به فيرجينيا في تأليف اعمالها ولكنها في الوقت نفسه قرأت اعمال مارسيل بروست وتأثرت بها اشد ما يكون التأثر، وتأثرت كذلك برواية (يوليسير) 1919 لجيمس جويس وبتقنية تيار الوعي في رواية (رحلة الحاج) للكاتبة الروائية دوروثي ريتشاردسون. واقامت علاقة وثيقة مع الكاتبة النيوزيلندية كاثرين مانسفيلد.

اصابت اول روايتين لفيرجينيا (الرحلة البحرية) 1915 و(الليل والنهار) 1919 نجاحا متواضعا، وكانتا روايتين تقليديتين. ولكن الكاتبة بدأت التجريب في الاسلوب في رواية (غرفة جيكوب) 1922 ورواية (مسز دولاوي) 1925. وكان الفضل لهاتين الروايتين في اكسابها شهرة واسعة بصفتها رائدة في الحداثة الادبية. وبدأت في تأليف (الى المنارة) عام 1925 ونشرتها عام 1927. ونجحت الرواية وشقت طريقها الى اعداد كبيرة من القراء، واصبحت فيرجينيا منذ ذلك الوقت فصاعدا كاتبة مشهورة. ويبدو ان تلك الفترة كانت اسعد فترة في حياتها. وعاشت حياة اجتماعية نشطة. وكتبت عام 1928 رواية خفيفة فازت بشعبية كبيرة بعنوان (اورلاندو). وفي عام 1931 نشرت اغرب واصعب رواية لها بعنوان (الموجات). وبعد سنوات من العمل الجاد عادت الى شكل تقليدي في رواية (السنوات) 1937. اما آخر رواياتها فهي بعنوان (بين الفصول) التي نشرت بعد وفاتها عام 1941.

وفي ذلك العام انتحرت فيرجينيا وولف بان اغرقت نفسها في نهر قريب من منزلها في مقاطعة سسكس.

ولم تقتصر كتابات فيرجينيا على الرواية فقط. بل كتبت عدة كتب تناولت فيها قضايا الادب. وكتبت سيرة صديقها روجر فراي. والفت كتابين عن دور المرأة في المجتمع. في الكتاب الاول وهو بعنوان ( غرفة خاصة) 1929 تدافع عن حق المرأة في الاستقلال الاقتصادي وتسلط الضوء على العقبات التي تحول دون ان تصبح المرأة كاتبة واديبة. وتقول ان المرأة عموما حرمت من التعليم ويطالبها المجتمع بان تضحي بنفسها من اجل الاخرين. اما الكتاب الثاني عن دور المرأة في المجتمع فهو بعنوان (الخنازير الثلاثة) 1938 وفيه تقول ان على المرأة العاملة ان تظل لامنتمية وان ترفض الخضوع لثقافة يسيطر عليها الرجل وهي ثقافة اعتقدت فيرجينيا بانها تتميز بكثير من العجرفة والعدوانية والعنف.

ويبدو ان فيرجينيا قررت ان تغدو كاتبة منذ وقت مبكر في حياتها. ولم تخف استياءها من القيود الاجتماعية التي فرضت عليها كامرأة. ففي الوقت الذي التحق فيه اخوتها الشبان بمدارس وجامعات خاصة باهظة التكاليف كان عليها ان تظل في البيت. ولكن الواقع ان اباها شجعها على الكتابة واعارها ما تحتاج اليه من كتب من مكتبته الخاصة. وادرك ان ابنته تتمتع بمواهب ادبية وفنية عالية فكان يناقش معها ما تقرأه وما تكتبه. واعجبت هي بالتالي بشجاعة ابيها كمفكر وكاتب. ولكنه كان ابا طاغية يتحرك في ارجاء البيت كالعاصفة لا يكف عن اطلاق الاوامر لزوجته وبناته.

اتسعت شهرة فيرجينيا في السنوات العشر الاخيرة من حياتها فظهرت كتب ومقالات تبحث في رواياتها وادبها. وترجمت مؤلفاتها الى لغات اجنبية. ولكن في بداية الاربعينيات بدا للنقاد ان الصلة انقطعت بين كتبها والعالم المعاصر بهمومه ومشكلاته. وقالوا ان فيرجينيا لا تهتم في مؤلفاتها بظهور الفاشية ولا بالحرب الاهلية الاسبانية ولا بالكساد الاقتصادي ولا بتفاقم البطالة ولا بخطر حرب عالمية ثانية . . . وهذا في الواقع ادى الى تدني مكانتها الادبية.

ولكن بامكاننا ان نعزو تراجع مكانة فيرجينيا الادبية الى سبب آخر فالحضارة الغربية عموما شهدت تراجعا وانحسارا في بداية القرن العشرين. فالاجيال السابقة كانت على صلة وثيقة بالتراث الادبي التقليدي، ولكن في بداية القرن العشرين انعدمت الروابط او كادت بين عامة الناس وذلك التراث. وعلى هذا يقول ادوارد مورغان فورستر ان على الكاتب الروائي الحديث ان يختار بين ان يرضي اذواق العامة وبين ان يرضي اذواق الخاصة. واختارت فيرجينيا ان ترضي اذواق الخاصة. وهنا تكمن صعوبة كتاباتها.

ولم يكن لهذه الفجوة بين الادب العام والادب الخاص وجود في القرن التاسع عشر كما تدل على ذلك كتب تشارلز ديكنز التي ظهرت اول ما ظهرت في دوريات اسبوعية وشهرية رخيصة فأرضت جميع الاذواق. ولم يكن لهذه الفجوة كذلك وجود في القرنين الثامن عشر والسابع عشر عندما كان جميع القراء على اختلاف مستوياتهم يقبلون على قراءة ستيرن وبنيان.

اضف الى ذلك كله ان روايات فيرجينيا تفتقر الى كل شيء تقريبا يسعى وراءه عامة القراء: شخصيات مرسومة رسما محددا وحبكة مثيرة وحدث متطور وتحليل واضح. . . ورواياتها لا تفتقر الى هذا فحسب، ولكنها مكتوبة بلغة غير مألوف. وقال بعض النقاد ان مواهب فيرجينيا لم تكن روائية على الاطلاق وان جمال كتابتها كان يمكن الاستفادة منه في اجناس ادبية اخرى.

ولكن ما ان انتهت الحرب العالمية الثانية حتى بدأ النقاد والدارسون ينظرون الى مؤلفاتها نظرة جديدة. فادركوا الان ان تغيرا كبيرا قد حدث في الموقف العام من الفكر عموما مما احدث تحولا في الثقافة الغربية في كل ميدان من الموسيقى الى التصوير ومن العلوم الى الادب. وصنف النقاد فيرجينيا في فئة الروائيين العظام في الادب الحديث. ومما اسهم في اعادة تقييم اعمالها هذا السيل من الكتب والمقالات عن حياتها وحياة اصدقائها في مجموعة بلومزبري. ومنذ منتصف السبعينيات بدأت تنشر ابحاثها ومذكراتها ورسائلها ومقتطفات من سيرتها الذاتية. وظهرت سيرة لها بقلم ابن اختها كوينتن بل عام 1972.

ومن العوامل التي ادت الى تجدد الاهتمام بمؤلفات فيرجينيا الحركة النسائية. فمع انتعاش الحركة النسائية انتعش الاهتمام بكاتبتنا ليس فقط لانها امرأة كاتبة ولكن ايضا لان قضايا المرأة وخبراتها تشغل مكان الصدارة في اعمالها. فاكتشف النقاد والباحثون ان فيرجينيا تهتم في الواقع بالمشكلات الاجتماعية والسياسية. ومن اهم هذه المشكلات مشكلة "السلطة" و"التسلط". ونجد اليوم ان من القضايا التي تناقشها رواياتها سلطة الرجل على المرأة وسلطة الاباء على الابناء في العصر الفيكتوري. ونجد ان اعمالها تثير تساؤلات عن قمع المرأة واضطهادها وعجزها واحباطاتها. وتثير تساؤلات عن ازمات الرجل الذي تدفعه الى ظلم المرأة.

وعندما قرأ ليونارد وولف مخطوطة (الى المنارة) قال انها افضل رواية كتبتها زوجته. وقال انها قصيدة رائعة تلقي الضوء على خبايا النفس البشرية. واعترفت فيرجينيا نفسها بان (الى المنارة) تكاد تكون خالية من اي حدث درامي. تصف الرواية في القسم الاول منها عطلة يقضيها افراد اسرة رامسي في جزيرة سكاي باسكوتلندة. الوقت في شهر سبتمبر قبيل الحرب العالمية الاولى. تعد الام ابنها جيمس برحلة بالقارب الى المنارة القريبة من الشاطئ في اليوم التالي اذا سمح الطقس بذلك.

وتنقضي عشر سنوات لا تزور فيها الاسرة البيت في الجزيرة. ويغدو البيت مهجورا. . . هنا في القسم الثاني تركز المؤلفة على مرور الوقت وعلى الطبيعة التي لا تكترث لغياب الانسان او لمصيره. تموت مسز رامسي فجأة ذات ليلة ويقتل اندرو في الحرب. وتتلقى مديرة البيت رسالة تقول ان الاسرة ستزور البيت. وفعلا تعود الاسرة الى البيت بعد مرور عشر سنوات. ويقرر مستر رامسي ان يقوم برحلة الى المنارة. ويقرر ابنه جيمس وابنته كام ان يرافقاه.

ان هذا النطاق الضيق للرواية هو نتيجة اختيار متعمد للمؤلفة وليس بطبيعة الحال انعكاسا لضيق اهتماماتها. لقد ارادت فيرجينيا ان تضيق نطاق الرواية لتركز على ما اهمله الرجال من الروائيين ولتركز على الجوانب الحياتية التي ظن خطأ انها اقل او اتفه من ان تكون الموضوع الرئيسي في اية رواية.

تبحث رواية (الى المنارة) في ما يدور في الذهن من افكار وهواجس في اثناء الخبرات اليومية العادية. وتصور الشخصيات في اطار علاقتها داخل الاسرة: بين الزوج والزوجة، وبين الابوين والابناء، وبين افراد الاسرة والاصدقاء. وبالرغم من ان هذه الافكار والهواجس لا تتمثل غالبا في احداث درامية الا انها تشكل جانبا اساسيا في الشخصية الانسانية. فهي تسمح لنا بان ننجز بعضا من اهم المهام التي تواجهنا في الحياة كرصد تطور هويتنا الذاتية وحسم صراعاتنا النفسية داخل الاسرة والتعايش مع فقدان من نحب. . . وهذه مهام تشترك فيها ادق المشاعر والاحاسيس التي لا ترتقي في الغالب الى عتبة الوعي بحيث نستطيع ان نعبر عنها بكلمات. لقد ارادت فيرجينيا ان تستكشف سبلا جديدة لوصف هذه المشاعر والاحاسيس ورفعها الى مستوى التعبير اللفظي.

ان شخصيات الرواية واقعة تحت رحمة قوى تفرض نفسها من الخارج اهمها قوى الطبيعة التي تقتل وتدمر. والحرب في الرواية تعتبر واحدة من هذه القوى التي لا تكترث لأحد ولا لشيء.

قديم 09-13-2014, 06:03 AM
المشاركة 16
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة ريما الخاني
في جواب على السؤال : - هل المبدع عموما والمتميز يعاني من عدم الاستقرار النفسي ؟

لاحظ علماء النفس التحليلي بان معظم المبدعون والمتميزون مروا في تجارب مأساوية في الطفولة traumatic experiencing واستنتجوا انه لا بد ان هناك علاقة بين هذه الماسي والقدرة على الإبداع .
واعتقد فرويد ان الإبداع والجنون لهما نفس المصدر .
لكني شخصيا ومن خلال دراساتي حول الإبداع اعتقد ان الماسي تؤدي الى زيادة في طاقة الدماغ تظهر على شكل نشاط فوق العادة واذا ما فشل صاحب الدماغ الذي تتعمق فيه هذه الطاقة من امتلاك اليات اخراج هذه الطاقة بصورة ابداعيه عندها تتحول تلك الطاقة الى أداة هدم. ومن ذلك عدم الاستقرار النفسي . *
شكرا أستاذ أيوب وقدخدمتني خدمة عظيمة في بحث قمت به بعنوان:سر الكآبة المزمنة عند المبدعين، وقد قلبت الموضوع علميا وأدبيا ونفسيا ودينيا وهي دراسة غير مسبوقة،فكانت تفسيرا وتحليلا وشرحا,ويطيب لي ذكر اسمك في الدراسة وقد اقدمها على منبر ثقافي قريبا,طبت وطاب ردك.

قديم 09-13-2014, 06:07 AM
المشاركة 17
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخوة والاخوات - في ما يلي مقالة لي عن فيرجينبا وولف وادبها لعله يضيف شيئا لهذا الحوار الشيق.

في مارس من عام 1941 اختفت فيرجينيا من منزلها في مقاطعة سسكس في جنوب انكلترة بعد ان تركت رسالة قالت فيها انها تفكر في الانتحار. ثم عثر على جثمانها في نهر قريب. وظن انها انتحرت لانها لم تستطع احتمال الحياة في انكلترة اثناء الحرب، ولكن زوجها وجد من الضروري ان يعلن انها كانت تعاني من انهيار عصبي طيلة السنوات الخمس والعشرين الفائتة. وكانت في التاسعة والخمسين من العمر عند وفاتها.

ولدت فيرجينيا وولف (virginia woolf (1882-1941 في لندن لاسرة مثقفة. كان ابوها لسلي ستيفن من المثقفين المرموقين. وكان كاتبا ومحررا وفيلسوفا ومؤرخا. وكان قد بلغ الخمسين عندما ولدت فيرجينيا. واهم اعماله (معجم التراجم القومي) الذي يتألف من خمسة وستين مجلدا قام على تحريره سنوات طويلة وكان من اهم المساهمين في تأليفه. واقام لسلي مع اسرته الكبيرة في بيت مزدحم بحي كنزيغتون بالقرب من حديقة هايد بارك في لندن. وكان كثير القلق بشأن الاحوال المالية للاسرة.

اما امها جوليا ستيفين فكانت سيدة بيت من الطراز الاول. اخذت على عاتقها ادارة شؤون بيتها وزوجها واولادها وواصلت في الوقت نفسه القيام باعمالها الخيرية. عملت ممرضة واهتمت بالشؤون الاجتماعية للفقراء والمرضى. وقد يكون ارهاق العمل من الاسباب التي ادت الى وفاتها المفاجئة عندما كانت فيرجينيا في الثالثة عشرة من عمرها.

وحلت مصائب اخرى في اسرة فيرجينيا. فتوفيت اختها ستيلا بعد زواجها بقليلة عام 1897، وتوفي ابوها بعد مرض طويل عام 1904، وتوفي اخوها الكبير توبي بالحمى التي اصيب بها اثناء سفره الى اليونان عام 1906. وهذا كله اسهم في اصابة فيرجينيا بالاكتئاب الذي اقترب من الجنون. فعانت من اختلال عقلي وحاولت الانتحار في عدة مناسبات. وظلت عرضة لهذه المتاعب الصحية طيلة حياتها.

وانتقلت فيرجينيا مع اخواتها من بيت الاسرة في كنزينغتون بعد وفاة الاب. واقمن في بيت بمنطقة بلومزبري واحطن انفسهن بمجموعة من الاصدقاء معظمهم من الشباب المتخرجين من جامعة كيمبردج الذين كانوا يعتقدون انهم يمثلون الثقافة التقدمية. وتبنت هذه المجموعة اخلاقا اجتماعية متحررة واصبحت تعرف بمجموعة بلومزبري. وكان من بين هؤلاء الاصدقاء لايتون ستراكي كاتب التراجم المعروف وروجر فراي الناقد الفني الذي صعق انكلترة بمعرضين لفن ما بعد الانطباعية عامي 1910 و1912. وجون مينارد كينس الاقتصادي الشهير وجيمس ستراكي الذي ترجم اعمال سيغموند فرويد الى الانكليزية. واقترن ادوارد مورغان فورستر وتي اس إليوت بهذه المجموعة واصبحا صديقين لفيرجينيا وولف.

تزوجت فيرجينيا عام 1913 من ليونارد وولف احد اصدقاء اخيها في جامعة كيمبردج واصبح فيما بعد كاتبا ومحررا. وكان مهتما اهتماما خاصا في السياسة فكان يسهم في تحرير مجلة (السياسي الجديد) الشهرية وكان نشطا في حزب العمال. واسس الزوجان دار هوغارث للنشر التي توسعت ونجحت فيما بعد. ولم ينجب الزوجان اطفالا عملا بنصيحة الاطباء وذلك لاعتلال صحة فيرجينيا التي ظلت تشعر بحاجتها الى اطفال طيلة حياتها.

كانت مجموعة بلومزبري من الكتاب والمفكرين والمبدعين العالم المباشر الذي تأثرت به فيرجينيا في تأليف اعمالها ولكنها في الوقت نفسه قرأت اعمال مارسيل بروست وتأثرت بها اشد ما يكون التأثر، وتأثرت كذلك برواية (يوليسير) 1919 لجيمس جويس وبتقنية تيار الوعي في رواية (رحلة الحاج) للكاتبة الروائية دوروثي ريتشاردسون. واقامت علاقة وثيقة مع الكاتبة النيوزيلندية كاثرين مانسفيلد.

اصابت اول روايتين لفيرجينيا (الرحلة البحرية) 1915 و(الليل والنهار) 1919 نجاحا متواضعا، وكانتا روايتين تقليديتين. ولكن الكاتبة بدأت التجريب في الاسلوب في رواية (غرفة جيكوب) 1922 ورواية (مسز دولاوي) 1925. وكان الفضل لهاتين الروايتين في اكسابها شهرة واسعة بصفتها رائدة في الحداثة الادبية. وبدأت في تأليف (الى المنارة) عام 1925 ونشرتها عام 1927. ونجحت الرواية وشقت طريقها الى اعداد كبيرة من القراء، واصبحت فيرجينيا منذ ذلك الوقت فصاعدا كاتبة مشهورة. ويبدو ان تلك الفترة كانت اسعد فترة في حياتها. وعاشت حياة اجتماعية نشطة. وكتبت عام 1928 رواية خفيفة فازت بشعبية كبيرة بعنوان (اورلاندو). وفي عام 1931 نشرت اغرب واصعب رواية لها بعنوان (الموجات). وبعد سنوات من العمل الجاد عادت الى شكل تقليدي في رواية (السنوات) 1937. اما آخر رواياتها فهي بعنوان (بين الفصول) التي نشرت بعد وفاتها عام 1941.

وفي ذلك العام انتحرت فيرجينيا وولف بان اغرقت نفسها في نهر قريب من منزلها في مقاطعة سسكس.

ولم تقتصر كتابات فيرجينيا على الرواية فقط. بل كتبت عدة كتب تناولت فيها قضايا الادب. وكتبت سيرة صديقها روجر فراي. والفت كتابين عن دور المرأة في المجتمع. في الكتاب الاول وهو بعنوان ( غرفة خاصة) 1929 تدافع عن حق المرأة في الاستقلال الاقتصادي وتسلط الضوء على العقبات التي تحول دون ان تصبح المرأة كاتبة واديبة. وتقول ان المرأة عموما حرمت من التعليم ويطالبها المجتمع بان تضحي بنفسها من اجل الاخرين. اما الكتاب الثاني عن دور المرأة في المجتمع فهو بعنوان (الخنازير الثلاثة) 1938 وفيه تقول ان على المرأة العاملة ان تظل لامنتمية وان ترفض الخضوع لثقافة يسيطر عليها الرجل وهي ثقافة اعتقدت فيرجينيا بانها تتميز بكثير من العجرفة والعدوانية والعنف.

ويبدو ان فيرجينيا قررت ان تغدو كاتبة منذ وقت مبكر في حياتها. ولم تخف استياءها من القيود الاجتماعية التي فرضت عليها كامرأة. ففي الوقت الذي التحق فيه اخوتها الشبان بمدارس وجامعات خاصة باهظة التكاليف كان عليها ان تظل في البيت. ولكن الواقع ان اباها شجعها على الكتابة واعارها ما تحتاج اليه من كتب من مكتبته الخاصة. وادرك ان ابنته تتمتع بمواهب ادبية وفنية عالية فكان يناقش معها ما تقرأه وما تكتبه. واعجبت هي بالتالي بشجاعة ابيها كمفكر وكاتب. ولكنه كان ابا طاغية يتحرك في ارجاء البيت كالعاصفة لا يكف عن اطلاق الاوامر لزوجته وبناته.

اتسعت شهرة فيرجينيا في السنوات العشر الاخيرة من حياتها فظهرت كتب ومقالات تبحث في رواياتها وادبها. وترجمت مؤلفاتها الى لغات اجنبية. ولكن في بداية الاربعينيات بدا للنقاد ان الصلة انقطعت بين كتبها والعالم المعاصر بهمومه ومشكلاته. وقالوا ان فيرجينيا لا تهتم في مؤلفاتها بظهور الفاشية ولا بالحرب الاهلية الاسبانية ولا بالكساد الاقتصادي ولا بتفاقم البطالة ولا بخطر حرب عالمية ثانية . . . وهذا في الواقع ادى الى تدني مكانتها الادبية.

ولكن بامكاننا ان نعزو تراجع مكانة فيرجينيا الادبية الى سبب آخر فالحضارة الغربية عموما شهدت تراجعا وانحسارا في بداية القرن العشرين. فالاجيال السابقة كانت على صلة وثيقة بالتراث الادبي التقليدي، ولكن في بداية القرن العشرين انعدمت الروابط او كادت بين عامة الناس وذلك التراث. وعلى هذا يقول ادوارد مورغان فورستر ان على الكاتب الروائي الحديث ان يختار بين ان يرضي اذواق العامة وبين ان يرضي اذواق الخاصة. واختارت فيرجينيا ان ترضي اذواق الخاصة. وهنا تكمن صعوبة كتاباتها.

ولم يكن لهذه الفجوة بين الادب العام والادب الخاص وجود في القرن التاسع عشر كما تدل على ذلك كتب تشارلز ديكنز التي ظهرت اول ما ظهرت في دوريات اسبوعية وشهرية رخيصة فأرضت جميع الاذواق. ولم يكن لهذه الفجوة كذلك وجود في القرنين الثامن عشر والسابع عشر عندما كان جميع القراء على اختلاف مستوياتهم يقبلون على قراءة ستيرن وبنيان.

اضف الى ذلك كله ان روايات فيرجينيا تفتقر الى كل شيء تقريبا يسعى وراءه عامة القراء: شخصيات مرسومة رسما محددا وحبكة مثيرة وحدث متطور وتحليل واضح. . . ورواياتها لا تفتقر الى هذا فحسب، ولكنها مكتوبة بلغة غير مألوف. وقال بعض النقاد ان مواهب فيرجينيا لم تكن روائية على الاطلاق وان جمال كتابتها كان يمكن الاستفادة منه في اجناس ادبية اخرى.

ولكن ما ان انتهت الحرب العالمية الثانية حتى بدأ النقاد والدارسون ينظرون الى مؤلفاتها نظرة جديدة. فادركوا الان ان تغيرا كبيرا قد حدث في الموقف العام من الفكر عموما مما احدث تحولا في الثقافة الغربية في كل ميدان من الموسيقى الى التصوير ومن العلوم الى الادب. وصنف النقاد فيرجينيا في فئة الروائيين العظام في الادب الحديث. ومما اسهم في اعادة تقييم اعمالها هذا السيل من الكتب والمقالات عن حياتها وحياة اصدقائها في مجموعة بلومزبري. ومنذ منتصف السبعينيات بدأت تنشر ابحاثها ومذكراتها ورسائلها ومقتطفات من سيرتها الذاتية. وظهرت سيرة لها بقلم ابن اختها كوينتن بل عام 1972.

ومن العوامل التي ادت الى تجدد الاهتمام بمؤلفات فيرجينيا الحركة النسائية. فمع انتعاش الحركة النسائية انتعش الاهتمام بكاتبتنا ليس فقط لانها امرأة كاتبة ولكن ايضا لان قضايا المرأة وخبراتها تشغل مكان الصدارة في اعمالها. فاكتشف النقاد والباحثون ان فيرجينيا تهتم في الواقع بالمشكلات الاجتماعية والسياسية. ومن اهم هذه المشكلات مشكلة "السلطة" و"التسلط". ونجد اليوم ان من القضايا التي تناقشها رواياتها سلطة الرجل على المرأة وسلطة الاباء على الابناء في العصر الفيكتوري. ونجد ان اعمالها تثير تساؤلات عن قمع المرأة واضطهادها وعجزها واحباطاتها. وتثير تساؤلات عن ازمات الرجل الذي تدفعه الى ظلم المرأة.

وعندما قرأ ليونارد وولف مخطوطة (الى المنارة) قال انها افضل رواية كتبتها زوجته. وقال انها قصيدة رائعة تلقي الضوء على خبايا النفس البشرية. واعترفت فيرجينيا نفسها بان (الى المنارة) تكاد تكون خالية من اي حدث درامي. تصف الرواية في القسم الاول منها عطلة يقضيها افراد اسرة رامسي في جزيرة سكاي باسكوتلندة. الوقت في شهر سبتمبر قبيل الحرب العالمية الاولى. تعد الام ابنها جيمس برحلة بالقارب الى المنارة القريبة من الشاطئ في اليوم التالي اذا سمح الطقس بذلك.

وتنقضي عشر سنوات لا تزور فيها الاسرة البيت في الجزيرة. ويغدو البيت مهجورا. . . هنا في القسم الثاني تركز المؤلفة على مرور الوقت وعلى الطبيعة التي لا تكترث لغياب الانسان او لمصيره. تموت مسز رامسي فجأة ذات ليلة ويقتل اندرو في الحرب. وتتلقى مديرة البيت رسالة تقول ان الاسرة ستزور البيت. وفعلا تعود الاسرة الى البيت بعد مرور عشر سنوات. ويقرر مستر رامسي ان يقوم برحلة الى المنارة. ويقرر ابنه جيمس وابنته كام ان يرافقاه.

ان هذا النطاق الضيق للرواية هو نتيجة اختيار متعمد للمؤلفة وليس بطبيعة الحال انعكاسا لضيق اهتماماتها. لقد ارادت فيرجينيا ان تضيق نطاق الرواية لتركز على ما اهمله الرجال من الروائيين ولتركز على الجوانب الحياتية التي ظن خطأ انها اقل او اتفه من ان تكون الموضوع الرئيسي في اية رواية.

تبحث رواية (الى المنارة) في ما يدور في الذهن من افكار وهواجس في اثناء الخبرات اليومية العادية. وتصور الشخصيات في اطار علاقتها داخل الاسرة: بين الزوج والزوجة، وبين الابوين والابناء، وبين افراد الاسرة والاصدقاء. وبالرغم من ان هذه الافكار والهواجس لا تتمثل غالبا في احداث درامية الا انها تشكل جانبا اساسيا في الشخصية الانسانية. فهي تسمح لنا بان ننجز بعضا من اهم المهام التي تواجهنا في الحياة كرصد تطور هويتنا الذاتية وحسم صراعاتنا النفسية داخل الاسرة والتعايش مع فقدان من نحب. . . وهذه مهام تشترك فيها ادق المشاعر والاحاسيس التي لا ترتقي في الغالب الى عتبة الوعي بحيث نستطيع ان نعبر عنها بكلمات. لقد ارادت فيرجينيا ان تستكشف سبلا جديدة لوصف هذه المشاعر والاحاسيس ورفعها الى مستوى التعبير اللفظي.

ان شخصيات الرواية واقعة تحت رحمة قوى تفرض نفسها من الخارج اهمها قوى الطبيعة التي تقتل وتدمر. والحرب في الرواية تعتبر واحدة من هذه القوى التي لا تكترث لأحد ولا لشيء.
شكرا أستاذ زياد الحكيم على ردك المهسب وأقول:
اولا نعم يتأثر المبدع بالبيئة المحيطة به جدا فهو مرهف الإحساس لدرجة غير طبيعية،وتعتبر فيرجينيا مؤسسة مذهب الوعي الأدبي، والذي يخرج المراة من حصارها الاجتماعي المتخلف حينها، ويقدم الواقع على حقيقته المؤلمة،ولو ذكرنا هنا اعتراف تولستوي عن ان بطلة روايته: "انا كارنينا" هي من سبقته في السرد وانتحرت دون ان تستأذنه!!!! لقلنا ان السرد الروائي عند المبدع عمل لاواعي في معظمه يعتبر عسلا اقتبس من رحيق الأيام ماده ومن طريقة تفكير المبدع طريقته في العرض.
لك التحية والتقدير.

قديم 12-22-2014, 12:17 PM
المشاركة 18
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سعيدة جدا بهذا الثراء الذي نثرته اقلامكم و تلاقح افكاركم
و شكر خاص لاستاذي الجليل د. زياد الحكيم على هذا التفصيل الرائع في حياة و ادب فرجينيا وولف التي اكن لها الكثير من التقدير
تحيتي لكم جميعا

قديم 12-23-2014, 04:45 PM
المشاركة 19
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ستكون محاضرتنا في 28-12-2014
في الست زينب بعنوان:
الكآبة عند المبدعين هل هي مرض أم عرض؟
الأحد الساعة 3 عصرا.
دمتم بخير.

قديم 12-23-2014, 04:47 PM
المشاركة 20
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ستكون محاضرتنا في 28-12-2014
في الست زينب بعنوان:
الكآبة عند المبدعين هل هي مرض أم عرض؟
الأحد الساعة 3 عصرا.
دمتم بخير.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: فرجينيا وولف و رواية " إلى المنارة"
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المرجعيّة الإنسانيّة في رواية "أنا مريم"، محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1 12-18-2023 08:14 AM
سر الروعة في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 24 08-22-2018 12:00 AM
افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-12-2016 03:45 AM
جيوب مثقلة للحجارة .. فرجينيا وولف رقية صالح منبر الآداب العالمية. 24 01-17-2011 01:46 AM

الساعة الآن 05:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.