احصائيات

الردود
7

المشاهدات
26523
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
08-23-2010, 10:54 PM
المشاركة 1
08-23-2010, 10:54 PM
المشاركة 1
افتراضي :::التاجر الطماع و الفقير الشاكر:::
:::التاجر الطماع و الفقير الشاكر:::



* الجزء الأول *



كان ياما كان ، في قديم الزمان ،جاران لا يتشابهان في شيء


تاجر غني يعيش في بيت عظيم ، ولديه الثروة والجاه ،وصياد


فقير يعيش في كوخ بسيط مع زوجته وأولاده .


كان التاجر ناكراً للجميل ، متكبراً ، لايحب الناس، وسمع يوماً


عن كنز عظيم ، وأن عجوزاً في المدينة تعرف سره ، فقصدها


من فوره ، وتحايل عليها ووعدها إن هي أفشت له بسرالكنز ،


أن يجده ويعطيها نصفه ، وبسبب فقرها وحاجتها ، فرحت


العجوز ، وباحت بالسر .


ومن فوره ، قام التاجر بتجهيز قافلة، تحمل المعدات اللازمة


وتوجه إلى مكان الكهف الذي دلته العجوز عليه ، ووجده بعد


مشقة ، وبدأ مع عماله بالبحث عن الكنز .


مر شهران كاملان ، حتى أتى إليه أصغر عماله يخبره عن


صخرة غريبة الشكل وجدها في أعماق الكهف ، وأسرع


التاجروبدؤوا بالحفر حول الصخرة العجيبة حتى تمكنوا


من زحزحتها ، وإذا تحتها نفق ضيق يقبع في آخره صندوق


ضخم ذو قفل كبير ، لقد وجدوا الكنز العظيم فعلاً .


حمل التاجر صندوق الكنز ومضى إلى بيته ، ولم يحدث


أحداً ، فكأنه ماوجد شيئاً .


أما العجوز صاحبة السر ، فقد علمت من بعض العمال أن


الكنز قد صار في بيت التاجر، وأرادت استلام حصتها منه ،


فصارت تأتي التاجر كل يوم، وتستحلفه أن يدفع لها بحصتها


ولكن الطمع كان قد أعمى بصيرته ،كما كان لايعرف شيئاً


عن الأمانة ، فأنكر حصوله على الكنز وطرد العجوز .


عرف التاجر أن الخبر قد وصل إلى السلطان ، وخاف إن


استدعاه أن يخسر الكنز كله، فقرر أن يغادر المدينة فوراً


دون رجعة .


وفي جنح الظلام ، وضع الكنز مع ماخف وغلا ثمنه على


ظهور الدواب ، ومضى قاصداً بلداً بعيداً لايعرفه فيها أحد.


وجدَّ في السير مع عائلته مدة شهر كامل ، حتى لاحت المدينة


في الأفق البعيد ، فأيقن التاجر أنه قد وصل إلى بر الأمان .


وفجأة ومن خلف تل صغير، وبدون أي توقع ، خرجت عليهم


عصابة من قطاع الطرق ، وأحاطوا بهم .


قال زعيمهم :جهزوا أنفسكم ، ستموتون خلال لحظات .


أجابه التاجر بنفس كسيرة: - إنني رجل بسيط أبحث عن الرزق


في هذه البلاد . . إنك لن تستفيد من قتلنا في شيء .


-- لماذا لا أستفيد. . سوف أبيع هذه الدواب في سوق المدينة .


-- حسنا خذ الدواب واترك لنا متاعنا.. اننا مساكين. .ارحمنا .



--أرحمكم !!! وكيف أرحمكم !!! وأطلق قهقهة مخيفة تزلزل


لها المكان .


-- إن قتلنا لن يفيدك بشيء . . دعنا لوجه الله .


-وبنظرة جامدة لا تعرف الإنسانية ، أمرهم زعيم العصابة أن يخلعوا ملابسهم فوراً ، ولم يجد التاجر وعائلته مهرباً أمامهم


إلا بتنفيذ أمر العصابة .


-- ابتعدوا عن الملابس والدواب واذهبوا إلى تلك التلة !!!


-وتحت تهديد القتل . . توجه التاجر وعائلته لا يسترهم شيء


-إلى التلة البعيدة ، وفي نفس الوقت ، حمل اللصوص المتاع والدواب

وتوجهوا إلى الطريق الآخر وغابوا عن البصر .

يتبع . .


قديم 08-23-2010, 11:08 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* الجزء الثاني والأخير *

-

-ونعود الآن إلى الفقير الطيب . . الصياد البسيط . . فقد انتشر


-في المدينة أن خاتم السلطنة قد فقد من السلطان ، وقد رصدت جائزة كبيرة لمن يعثر عليه .


-ذهب الصياد إلى شاطىء البحر كالعادة يصطاد، ولكن الله لم يرزقه بأي صيد في ذلك اليوم ، وهو لا ينفك يردد . .


-"الحمد لله . . الحمد لله . . لو لم يرزقني الله اليوم . . فلا شك أنه سيكرمني غداً ". . وقبل أن يغادر . . بدرت منه التفاتة بين الصخور . . فوجد شيئاً يلمع تحت أشعة الشمس . . وذهب يستطلع الأمر. .وإذا به خاتم ملون يمتلئ بالنقوش والجوهر. . فرح الصياد وعاد مسرعاً إلى بيته .


-انظري يا زوجتي ماذا وجدت ! ! !


--ياالله ما أجمله . . يمكننا العيش بثمنه طول العمر . .


--ولكن أما تظنين يازوجتي أن يكون هو خاتم السلطنة . . إنه غريب الشكل . . مليء بالنقوش . .


-- وأطرقت الزوجة الصابرة تفكر . . ثم رفعت رأسها . . أسرع يا زوجي العزيز إلى السلطان . . لا شك أنه مشغول البال . . ولا ينبغي عليك أن تتأخر .


-- بارك الله فيك . . نعم الزوجة أنت يا زوجتي العزيزة . . لن نأخذ ما لانمتلكه أبداً .


-أسرع الصياد الخطى إلى قصر السلطان . . ولكن الحراس منعوه من الدخول : من أنت ! ! ماذا تريد ! ! السلطان يغط في النوم ! ! اذهب من هنا ولا تعود .


-ولكن الصياد لم يذهب إلى أي مكان . . لا . . بل اصطنع جلبة كبيرة خارج القصر، حتى تضايق السلطان في نومته. . وقام غاضباُ . . ثم أمر الحراس باحضار من تجرأ وأزعج السلطان وقت قيلولته، وخلال لحظة واحدة. . أحاط الحراس بالصياد. . واقتادوه مباشرة إلى السلطان. . إلى قاعة العرش .


-- أرجوك سيدي . . لاتؤاخذني بما فعلت . . ولكن كان من الضرورة أن أقابلك فوراً . . ولم يسمح لي الحراس بذلك . .


والموضوع لا يمكن تأجيله . .


- حسنـــــــــاً . . ماذا لديك ! !


-- نظر الصياد إلى وجوه الحراس القاسية . . وطلب من السلطان بأدب أن يصرفهم . .


-باشارة بسيطة من السلطان . . غادر الحراس وبقي الصياد. .


- حسنـــــــــــــــاً . . ما الأمر ! !


-- سيدي السلطان . . أليس هذا خاتم المملكة ؟ ! ! . . وأخرج الخاتم من جيبه ووضعه في يد السلطان . .


-- نعم . . نعم . . إنه هو . . كيف وجدته . . ! !


-- لقد ســـاقه الله إلي . . حتى أعيده إليك . . ! !


-استيقظ القصر. . وعمت الفرحة. . وانسحب الصياد الأمين. . دون أن يشعر به أحد . . فقد أدى واجبه . . وأحس أنه غريب وسط هذا الجمع . .


-هدأ السلطان بعد حين . . وأراد أن يكافىء الصياد . . نظر حوله . . ولم يجده ! ! أين ذهب الرجل ! ! لا أحد يدري ! !


-أمر السلطان غلمانه بالبحث عن الصياد . . وتوعدهم بالويل إن لم يجدوه . . فأسرع كل منهم يبحث في ناحية . . حتى وجدوه أخيراً . . واقتادوه ثانية إلى السلطان . .


-فرح السلطان بقدوم الصياد . . وقابله وطمأنه وسلم عليه . .


-- لماذا ذهبت ! ! لقد أعدت إلي خاتم السلطنة . . وأريد أن أكافئك . .


-- سيدي السلطان . . لقد أديت واجبي . . والأمانة لا تحتاج لمكافأة . . لا أريد شيئاً . . إنني بخير والحمد لله . . ! !


-- ولكنني رصدت مكافأة كبيرة لمن يحضر لي الخاتم ! !


-- أرجوك أيها السلطان . . إني أعيش مرتاح البال . . ولا أحتاج إلى شيء . . أخشى إن غيرت عاداتي أن تذهب سعادتي . . ! !


-ولم تنفع محاولات السلطان في ثني الرجل عن موقفه . .


-فهو لا يريد المكافأة . . ويريد أن يبقى صياداً يعتمد على الله فقط . . ويحصل على قوته وقوت عائلته من عرق جبينه .


-فكر السلطان في الموضوع . . ثم أمر فبني للصياد كوخٌ جديدٌ . . قريبٌ من القصر . . وأهداه عدة جديدة فيها كل لوازم الصيد . . وأجرى له مكافأة شهرية . . وجعله من خاصته . .


-


* أحمد فؤاد صوفي *

قديم 08-24-2010, 06:34 AM
المشاركة 3
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شتــّان بين من أعمى الطمع بصيرته

ومن ملأت القناعة قلبه فـ زاده الله من فضله

أحمد ~

أسلوب مشوّق لي أنا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فـ كيف بـ صغير ٍ نلقنه دروسـًا عبر هذه القصص

سلـِم لنا هذا القلم يا أحمد ~

قديم 08-24-2010, 10:26 PM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة أمل محمد المحترمة

ما أتمناه أيتها الأديبة أن ننشر العبر من خلال قصص
مثل هذه يحبها الأطفال والكبار
فتتغلغل في أرواحهم وعقولهم
وتحسن من أخلاقهم وتصرفاتهم وحبهم للخير
وترفع عندهم من مكارم الأخلاق

أليس هذا جزءاً من واجبنا الدائم . . !

عزيزتي . .
أشكرك لمرورك وتعليقك
على الخير نلتقي

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 08-25-2010, 10:54 PM
المشاركة 5
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ احمد فؤاد صوفي

أعادني أسلوبك الرائع إلى طفولتي , وغبت بين طيات كلماتك إلى عالم ٍ طفولي جميل

كم تغير الزمان .. يا إلهي

جزاك الله خيرا ً ... تابع أخي .

قديم 08-26-2010, 10:35 PM
المشاركة 6
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبنا الكريم عبد السلام حمزة المحترم

سرني أنك عدت - ولو لفترة قصيرة - إلى عمر الطفولة
الذي يحمل البراءة عنوان . .

تقبل تحيتي وودي
دمت بخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 12-15-2010, 07:53 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سبحان الله على تلك المفارقات بين جشع الغني
ورضى الفقير

أخي الفاضل المشرف القدير أحمد صوفي

قصة تابعتها بانسجام رغم معرفتي بها
إلا أنني ما زلت أحتفظ بقصصي منذ الطفولة
بانتظار المزيد

تحيتي وتقديري
دمت بألق وخير

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-24-2010, 12:47 AM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة

يسعدني دوماً مرورك وتعليقاتك . .
تقبلي مني الود والتقدير الدائمين . .
دمت بصحة وعافية . .


** أحمد فؤاد صوفي **

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: :::التاجر الطماع و الفقير الشاكر:::
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وأنا الفقير سام يوسف صالح منبر الشعر العمودي 3 02-22-2021 11:31 AM
الفقير الغني ( قصة قصيرة ) السيد علوان منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-14-2015 05:33 PM

الساعة الآن 06:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.