قديم 11-27-2011, 07:19 PM
المشاركة 11
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-6-آدابُ قضاء الحاجة

التخلِّي هو طرد فضلات الجسم الضارة المؤذية عن طريق التبول أو التبرز وهو نعمة من الله تعالى ليبقى الجسم خاليا من الأمراض والأسقام،ولذلك كان حريّا بالمرء أن يشكر الله على هذه النعمة كما ورد عن النبي rفعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها،حَدَّثَتْهَا،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ: " إِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَقُمْ عَنْ خَلَاءٍ قَطُّ إِلَّا،قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَاقَنِي لَذَّتَهُ،وَأَبْقَى مْنَفَعَتَهُ فِي جَسَدِي،وَأَخْرَجَ عَنِّي أَذَاهُ ".
الاستغفار بعد الخروج اعتراف بالقصور عن بلوغ حق شكر نعمة الطعام والاستفادة من منافع الغذاء وتسهيل خروج الأذى لسلامة البدن من الآلام..
وفي كل شيء للمسلم عبرة وذكرى تورثه خشية من الله وحياء منه،ومحبه له وشكرا..
عن عمرو أن أبا بكر قال:« استحيوا من الله ؛ فإني لأدخل الكنف فأغطي رأسي حياء من الله ».
وبذلك يكون دخول المسلم لقضاء حاجته تفكرا وعبرة،وإماطة الأذى عنه فضلا ورحمة..
هذا ولدخول الخلاء آداب كثيرة فصلتها كتب الفقه،وهي تقسم إلى قسمين: قسم فيما لو كان في البنيان وقسم فيما لو كان في الصحراء.
ونكتفي أن نتناول بعض ما أتى من الآداب الخاصة بالتخلي في البنيان:
الاستئذان قبل الدخول إلى بيت الخلاء،وعدم الدخول إلا بعد التأكد من خلوه،وذلك بقرع الباب والانتظار لبعض الوقت،وخاصة في دورات المياه العامة.
تقديم الرجل اليسرى في الدخول،وتقديم اليمنى في الخروج،والدعاء بما ورد عن النبي r.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ النَّبِىُّ - r- إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ »متفق عليه.
وقال يُوسُفُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ:سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ:دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها،فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rإذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ:غُفْرَانَك.
وعَنْ أَبِي عَلِيٍّ ؛ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يَقُولُ إذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الأَذَى،وَعَافَانِي.
وعَنْ طَاوُوسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنَ الْخَلاَءِ فَلْيَقُلِ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي مَا يُؤْذِينِي،وَأَمْسَكَ عَلَيَّ مَا يَنْفَعُنِي.
وعَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،قَالَ:كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَالَ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاطَ عَنِّي الأَذَى،وَعَافَنِي.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -r- إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنِّى الأَذَى وَعَافَانِى ». رواه ابن ماجه.
التخفف من الثياب قبل الدخول إلى الخلاء،والانتباه إلى طهارة ما يلبسه أثناء التخلي والتحرز من إصابتها بالنجاسة.
تجنّب استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة تعظيما لها.
فعَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلاَ يُوَلِّهَا ظَهْرَهُ،شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا » البخاري.
تجنّب استصحاب شيء عليه اسم الله تعالى أو القرآن الكريم أو آيات منه.
التأكد من إغلاق باب بيت الخلاء،وعدم تركه مفتوحا،والإشارة لمن أراد الدخول بقرع الباب من الداخل لينتظر.
تجنّب كشف الثياب قبل الانتهاء إلى موضع قضاء الحاجة وإغلاق الباب.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ:أَنَّ النَّبِىَّ -r- كَانَ إِذَا أَرَادَ حَاجَةً لاَ يَرْفَعُ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الأَرْضِ. ". رواه أبو داود.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ :« مَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتْرِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلاَّ كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ يَجْمَعُهُ ثُمَّ يَسْتَدْبِرُهُ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ يَلْعَبُونَ بِمَقَاعِدِ بَنِى آدَمَ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ ».
وعَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ،وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ،وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ،وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ،وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ،وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ،وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ،وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ،وَمَنْ لاَكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ،مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ،وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ،وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ،فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلاَّ أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا فَلْيَسْتَدْبِرْهُ،فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي آدَمَ،مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ،وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ.
غض البصر وتجنب النظر إلى العورة،فإن الله تعالى أحق أن يستحيا منه.
تجنب الكلام أثناء التخلي أو السلام أو رده أو الذكر الجهري.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبِىِّ -r- وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ..
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ rوَهُوَ يَبُولُ أَوْ يَتَوَضَّأُ،فَسَلَّمَ عَلَيْهِ،فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ.
وعَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ،أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ rوَهُوَ يَبُولُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ.
وعَنْ هِلاَلِ بْنِ عِيَاضٍ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:لاَ يَخْرُجِ الرَّجُلاَنِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَانِ عَوْرَتَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ،فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ. رواه أحمد.
تجنب البول لئلا يصيبه رشاش البول.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- بَالَ قَائِمًا فَلاَ تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إِلاَّ جَالِسًا..
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rبَالَ قَائِمًا بَعْدَ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ فَلاَ تُصَدِّقْهُ،مَا بَالَ قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ.
وهناك رخصة في البول قائما لضرورة أو عذر أو مرض.
فعَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ،أَنَّ جَرِيرًا،بَالَ قَائِمًا،ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ،وَصَلَّى،فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ،فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ rأَنَّهُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.
وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ رَأَيْتُنِى أَنَا وَالنَّبِىُّ - r- نَتَمَاشَى،فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ خَلْفَ حَائِطٍ،فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَبَالَ،فَانْتَبَذْتُ مِنْهُ،فَأَشَارَ إلى فَجِئْتُهُ،فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ ..
وعَنْ أَبِي وَائِلٍ،قَالَ:كَانَ أَبُو مُوسَى يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ،وَيَقُولُ:إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ،فَقَالَ حُذَيْفَةُ:لَوَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لاَ يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ،لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَرَسُولُ اللهِ rنَتَمَاشَى،فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ خَلْفَ حَائِطٍ،فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ،فَبَالَ،قَالَ:فَاسْتَتَرْتُ مِنْهُ،فَأَشَارَ إِلَيَّ،فَجِئْتُ،فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ.
وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ rبَالَ وَهُوَ قَائِمٌ،عَلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ،ثُمَّ أُتِيَ بِوَضُوءٍ،فَتَوَضَّأَ،وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ "
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ إِبَاحَةُ الْبَوْلِ قَائِمًا،وَهَذَا أَوْلَى مِمَّا ذَكَرْنَا قَبْلَهُ عَنْ عَائِشَةَ ; لِأَنَّ حَدِيثَ عَائِشَةَ إِنَّمَا فِيهِ مَنْ حَدَّثَكَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ،بَالَ قَائِمًا بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ،فَلَا تُصَدِّقْهُ.أَيْ: أَنَّ الْقُرْآنَ،لَمَّا نُزِلَ عَلَيْهِ أُمِرَ فِيهِ بِالطَّهَارَةِ،وَاجْتِنَابِ النَّجَاسَةِ،وَالتَّحَرُّزِ مِنْهَا.فَلَمَّا رَأَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ،وَعَلِمَتْ تَعْظِيمَ رَسُولِ اللهِ r; لِأَمْرِ اللهِ،وَكَانَ الْأَغْلَبُ عِنْدَهَا،أَنَّ مَنْ بَالَ قَائِمًا،لَا يَكَادُ يَسْلَمُ مِنْ إِصَابَةِ الْبَوْلِ ثِيَابَهُ وَبَدَنَهُ،قَالَتْ ذَلِكَ،وَلَيْسَ فِيهِ حِكَايَةٌ مِنْهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ rيُوَافِقُ ذَلِكَ.ثُمَّ جَاءَ حُذَيْفَةُ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ rبِالْمَدِينَةِ،بَعْدَ نُزُولِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ،يَبُولُ قَائِمًا.فَثَبَتَ بِذَلِكَ إِبَاحَةُ الْبَوْلِ قَائِمًا،إِذَا كَانَ الْبَائِلُ فِي ذَلِكَ يَأْمَنُ مِنَ النَّجَاسَةِ عَلَى بَدَنِهِ وَثِيَابِهِ .
غسل اليد قبل البدء بالاستنجاء بها لئلا يتشرب مسام الجلد الماء النجس.
القيام بالاستنجاء والطهارة باستعمال اليد اليسرى.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ يُمْسِكَنَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُولُ وَلاَ يَتَمَسَّحْ مِنَ الْخَلاَءِ بِيَمِينِهِ وَلاَ يَتَنَفَّسْ فِى الإِنَاءِ ».
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ،أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ،عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِِنَاءِ،وَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلاَءَ فَلاَ يَسْتَنْجِيَنَّ بِيَمِينِهِ وقَالَ أَبُو عَامِرٍ:وَلاَ يَمَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ.
الاطمئنان إلى زوال النجاسة،واستكمال الطهارة الشرعية.قال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ ».
تنظيف مكان الخلاء بعد قضاء الحاجة حتى لا يبقى أثر ولا رائحة.
غسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج مباشرة.
_____________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:20 PM
المشاركة 12
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-7-آداب الوضوء

الوضوء شرط لصحة الصلاة قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إلى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إلى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إلى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (6) سورة المائدة.
وهو تطهير للأعضاء الظاهرة بالماء تمهيدا للدخول في الصلاة،واستعدادا لمناجاة الله تعالى،وعلامة على تطهير الجوارح من الخطايا والذنوب،وتنظيف القلب مما يشغل عن الله تعالى من الغفلات والمحرمات،ويحجب عن تلقفي أنواره وفيوضاته وعلومه اللدنية وحكمته الالهية..
قال أحد العلماء: اعلم أنك إذا توضأت فإنك ستزور ربك عز وجل فعليك أن تتوب إليه،لأنه جعل الغسل بالماء مقدمة للغسل من الذنوب. فإذا تمضمضت فطهر لسانك من الكذب والغيبة والنميمة،فإنما خلق لسانك لذكر الله تعالى وتلاوة القرآن،ولترشد به خلقه وتظهر به ما في نفسك من حاجات دينك ودنياك،فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرتَ نعمة الله فيه،فإن جوارحك نعمة،والاستعانة بالنعم على المعاصي غاية الكفران،فإذا استنشقت فطهر أنفك من أن تشم محرما،فإذا ظهرت وجهك فطهر نظرك من ثلاث: أن تنظر إلى محرم،أو إلى مسلم بعين الاحتقار،أو إلى عيب أحد فإنما خُلقت العينان لتهتدي بهما في الظلمات،وتستعين بهما في الحاجات،وتنظر بهما إلى عجائب ملكوت الأرض والسموات،فتعتبر بهما بما تراه من الآيات..
وإذا طهرت يديك بالماء فطهرهما من أن تؤذي بهما مسلما،أو تتناول مالا محرما،أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به،فإن القلم أحد اللسانين فاحفظه عما يجب حفظ اللسان عنه،وإذا مسحت رأسك فاعلم أن مسحه امتثال لأمر الله،والخضوع لجلاله،والتذلل بين يديه،وإظهار الافتقار إليه،وإذا طهرت بين رجليك فطهرهما من المشي إلى حرام،فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْطُو خُطْوَةً إِلَّا سُئِلَ عَنْهَا مَا لَذَاذَتُهَا ". رواه أبو نعيم في الحلية.
هذا هو الوضوء الصالح،فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ». رواه مسلم
وهذه طائفة من الآداب الإسلامية في الوضوء.
ابتداء الوضوء بتسمية الله تعالى .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تعالى عَلَيْهِ ». رواه أبو داود.
الهدوء وحضور القلب أثناء الوضوء،لأن السكينة والخشوع في الوضوء مقدمة للخشوع في الصلاة.
استعمال السواك عند كل وضوء،لأنه مطهرة للفم،مرضاة للرب.
عَنْ عَائِشَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ مَعَ الْوُضُوءِ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ،وَلَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ شَطْرِ اللَّيْلِ.
تجنب الكلام والضحك واللعب بالماء أثناء الوضوء.
تجنب لطم الوجه والرأس بالماء لطما.
تجنب نفض اليدين بعد الوضوء ورش الماء.
الحرص على إسباغ الوضوء زيادة على الفرائض،إلى العضدين وأنصاف السوق،وخاصة في أوقات البرد،لأنه نور المؤمن وحليته يوم القيامة.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إلى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ». رواه مسلم.
وعَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ،فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّى سَمِعْتُ النَّبِىَّ - r- يَقُولُ « إِنَّ أُمَّتِى يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ،فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ » .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: تَرِدُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ سِيمَا أُمَّتِي لَيْسَ لأَحَدٍ غَيْرِهَا.
وعَنْ أَبِى حَازِمٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ أَبِى هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ فَكَانَ يَمُدُّ يَدَهُ حَتَّى تَبْلُغَ إِبْطَهُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا هَذَا الْوُضُوءُ فَقَالَ يَا بَنِى فَرُّوخَ أَنْتُمْ هَا هُنَا لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَا هُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ سَمِعْتُ خَلِيلِى -r- يَقُولُ « تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ ». رواه مسلم.
الانتباه إلى تبليغ الوضوء،وإيصال الماء إلى ثنايا الجلد والأعقاب وبين الأصابع.
فعَنْ جَابِرٍ أَخْبَرَنِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلاً تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِىُّ -r- فَقَالَ « ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ». فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى.
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إلى النَّبِىِّ -r- وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمَيْهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -r- « ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ». رواه أبو داود
قال الإمام النووي رحمه الله : " وأما الدعاء على أعضاء الوضوء،فلم يجئ فيه شئ عن النبي rوقد قال الفقهاء:يستحب فيه دعوات جاءت عن السلف،وزادوا ونقصوا فيها..
الدعاء بما ورد عن النبي r:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،قَالَ:كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ rخُدَّامَ أَنْفُسِنَا نَتَنَاوَبُ الرِّعْيَةَ رِعْيَةَ إِبِلِنَا فَكُنْتُ عَلَى رِعْيَةِ الإِبِلِ،فَرُحْتُهَا بِعَشِيٍّ،فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ rيَخْطُبُ النَّاسَ،فَسَمِعْتُهُ،يَقُولُ:مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ،ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ،يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ،فَقَدْ أَوْجَبَ ,قَالَ:فَقُلْتُ:مَا أَجْوَدَ هَذِهِ،فَقَالَ رَجُلٌ:الَّذِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ،فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ،قُلْتُ:مَا هُوَ يَا أَبَا حَفْصٍ ؟ قَالَ:إِنَّهُ،قَالَ آنِفًا،قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ:مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ وَضُوئِهِ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،إِلاَّ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ لَهُ،يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ،فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ». رواه الترمذي.
وعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ،قَالَ:كَانَ عَلِيٌّ إذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ،قَالَ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،رَبِّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ،وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ.
يستحب صلاة ركعتين بعد كل وضوء إن لم يكن وقت صلاة راتبة.
فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ وَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ». رواه أبو داود.
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ،ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ،مُقْبِلٌ بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.(قَالَ:فَقُلْتُ:مَاَ أَجْوَدُ هَذِهِ)،فَقَالَ عُمَرُ:مَا قَبْلَهَا أَكْثَرُ مِنْهَا،كَأَنَّك جِئْتَ آنِفًا ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ،يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
الاعتدال في استخدام الماء،وتجنب صب الماء من غير حاجة،أو الزيادة في الغسل على ثلاث مرات. فهو إشراف.عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي،أَنَّ النَّبِيَّ rمَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ،فَقَالَ:مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ:أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ:نَعَمْ،وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ.
المحافظة على الوضوء بعد كل حدث،لأن الوضوء هو السلاح الروحي للمؤمن،فهو يستديم عليه ليدفع عن نفسه الشرور والغفلات،والآثام والمحرمات،وليكون مستعدا للصلاة وتلاوة القرآن.
عن كَثِيرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبي هَاشِمٍ النَاجِيِّ،قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا،يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: " يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَافْعَلْ،فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وَضُوءٍ كَتَبَ لَهُ شَهَادَةً " ،وعَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِىِّ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْوُضُوءِ فَقَالَ كَانَ النَّبِىُّ -r- يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلاَةٍ وَكُنَّا نُصَلِّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ.

_____________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:21 PM
المشاركة 13
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-8-آداب الصلاة

الصلاة عماد الدين،من أقامها فقد أقام الدين،ومن تركها فقد هدم الدين،وهي العبادة اليومية لكل مسلم يدخل بها على ربه كل يوم خمس مرات في صلة وثيقة،وارتباط عميق،وولاء كامل،مناجيا خالقه مقبلا عليه إقبال العبد الفقير على سيده الغني الكبير،مستمدا منه المعون والرحمة والهداية والعطاء،قائما وراكعا وساجدا بين يديه في لحن سماوي خالد. تتجاوب مع أصدائه جنبات الكون كله ليصبح للمسلم معبدا ومصلى يرجّع معه ذكر الله عز وجل {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (44) سورة الإسراء. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} (41) سورة النــور 41.
هذه هي الصلاة التي أرادها الله عز وجل ووصفها رسول الله r،فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى:إِنَّمَا تُقْبَلُ الصَّلاةُ مِمَّنْ تَوَاضَعَ بِهَا لِعَظَمَتِي،وَلَمْ يَسْتَطِلْ عَلَى خَلْقِي،وَلَمْ يَبِتْ مُصِرًّا عَلَى مَعْصِيَتِي،وَقَطَعَ نَهَارَهُ فِي ذِكْرِي،وَرَحِمَ الْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالأَرْمَلَةَ،وَرَحِمَ الْمُصَابَ،ذَاكَ نُورُهُ كَنُورِ الشَّمْسِ،أَكْلؤُهُ بِعِزَّتِي،وَأَسْتَحْفِظُهُ مَلائِكَتِي،أَجْعَلُ لَهُ فِي الظُّلْمَةِ نُورًا،وَفِي الْجَهَالَةِ حِلْمًا،وَمَثَلُهُ فِي خَلْقِي كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ فِي الْجَنَّةِ ". رواه البزار.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r-:" الصَّلَاةُ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ:الطَّهُورُ ثُلُثٌ،وَالرُّكُوعُ ثُلُثٌ،وَالسُّجُودُ ثُلُثٌ،فَمَنْ أَدَّاهَا بِحَقِّهَا قُبِلَتْ مِنْهُ وَقُبِلَ مِنْهُ سَائِرُ عَمَلِهِ وَمَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ رُدَّ عَلَيْهَا سَائِرُ عَمَلِهِ ".رَوَاهُ الْبَزَّارُ
وهي أول ما يحاسب عليه العبد فقد قال r:
فعَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِى جَلِيسًا صَالِحًا. قَالَ فَجَلَسْتُ إلى أَبِى هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ إِنِّى سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى جَلِيسًا صَالِحًا فَحَدِّثْنِى بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -r- لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِى بِهِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَىْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ».
وَعَنْ أَنَسٍ،عَنِ النَّبِيِّ - r- قَالَ:" أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ،فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ،وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُحَاسَبُ بِصَلاَتِهِ،فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ،وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ.
وهي آخر وصية وصّى بها رسول الله rأمته وهو يفارق هذه الدنيا لاحقا بالرفيق الأعلى،فعَنْ أَنَسٍ قَالَ:كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ rحِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللهِ rيُغَرْغِرُ بِهَا صَدْرُهُ،وَمَا يَكَادُ يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ.
وهي أول صفات المتقين:{ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} البقرة 2-3.
وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر،فعَنْ أَبِى سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -r- يَقُولُ « إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ ».رواه مسلم.
وعن جَابِرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: " بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ " .
لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي أَنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ جُحُودًا وَاسْتِخْفَافًا كَافِرٌ مُرْتَدٌّ،يُحْبَسُ لِلاِسْتِتَابَةِ وَإِلاَّ يُقْتَل.وَقَدْ ذَكَرُوا:أَنَّ تَرْكَ الصَّلاَةِ يَحْصُل بِتَرْكِ صَلاَةٍ وَاحِدَةٍ يَخْرُجُ وَقْتُهَا دُونَ أَدَائِهَا مَعَ الإِْصْرَارِ عَلَى ذَلِكَ
وَمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ كَسَلاً وَتَهَاوُنًا مَعَ اعْتِقَادِ وُجُوبِهَا يُدْعَى إِلَيْهَا،فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى تَرْكِهَا فَفِي عُقُوبَتِهِ ثَلاَثَةُ أَقْوَالٍ :
الْقَوْل الأَْوَّل:يُحْبَسُ تَارِكُ الصَّلاَةِ كَسَلاً ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لِلاِسْتِتَابَةِ وَإِلاَّ قُتِل حَدًّا لاَ كُفْرًا،وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَوَكِيعٍ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ .
الْقَوْل الثَّانِي:يُحْبَسُ تَارِكُ الصَّلاَةِ كَسَلاً ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لِلاِسْتِتَابَةِ وَإِلاَّ قُتِل كُفْرًا وَرِدَّةً،حُكْمُهُ فِي ذَلِكَ حُكْمُ مَنْ جَحَدَهَا وَأَنْكَرَهَا لِعُمُومِ حَدِيثِ:بَيْنَ الرَّجُل وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ وَهَذَا قَوْل عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَالأَْوْزَاعِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدَ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ .
الْقَوْل الثَّالِثُ:يُحْبَسُ تَارِكُ الصَّلاَةِ كَسَلاً وَلاَ يُقْتَل بَل يُضْرَبُ فِي حَبْسِهِ حَتَّى يُصَلِّيَ،وَهُوَ الْمَنْقُول عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالْمُزَنِيِّ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ .
وهي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} (40) سورة إبراهيم 40.
ووصية الأنبياء والمرسلين: {.. وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (31) سورة مريم.
وعَنْ وَهْبٍ ؛ قَالَ:أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتعالى إلى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ:هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ،وَمِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ،وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ،وَادْعُنِي ؛ فَإِنِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ "
هذا وللصلاة آداب نجمل بعضها فيما يلي:
الإقبال على الصلاة برغبة ومحبة،وبهمة ونشاط،وبشوق لمناجاة الله عز وجل. قال تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} (152) سورة البقرة
تحسين الهيئة قبل الدخول في الصلاة،باختيار الملابس النظيفة والتعطر والتسوك.
قال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف.
قضاء الحوائج الهامة والأعمال الضرورية قبل الصلاة،لتفريغ القلب مما سوى الله عز وجل.
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ،حَدَّثَاهُ،أَنَّ عَائِشَةَ،حَدَّثَتْهُمَا قَالَتْ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:لاَ يَقُومُ أَحَدُكُمْ إلى الصَّلاَةِ وَهُوَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلاَ هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ الْغَائِطُ وَالْبَوْلُ.
وعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،قَالَ:كَانَ بَيْنَ عَائِشَةَ وَبَيْنَ بَعْضِ بَنِي أَخِيهَا شَيْءٌ،فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَلَمَّا جَلَسَ جِيءَ بِالطَّعَامِ،فَقَامَ إلى الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ لَهُ:اجْلِسْ غُدَرُ،فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ،وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ.
وعَنِ ابْنِ أَبِى عَتِيقٍ قَالَ تَحَدَّثْتُ أَنَا وَالْقَاسِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - حَدِيثًا وَكَانَ الْقَاسِمُ رَجُلاً لَحَّانَةً وَكَانَ لأُمِّ وَلَدٍ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ مَا لَكَ لاَ تَحَدَّثُ كَمَا يَتَحَدَّثُ ابْنُ أَخِى هَذَا أَمَا إِنِّى قَدْ عَلِمْتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيتَ. هَذَا أَدَّبَتْهُ أُمُّهُ وَأَنْتَ أَدَّبَتْكَ أُمُّكَ - قَالَ - فَغَضِبَ الْقَاسِمُ وَأَضَبَّ عَلَيْهَا فَلَمَّا رَأَى مَائِدَةَ عَائِشَةَ قَدْ أُتِىَ بِهَا قَامَ. قَالَتْ أَيْنَ قَالَ أُصَلِّى. قَالَتِ اجْلِسْ. قَالَ إِنِّى أُصَلِّى. قَالَتِ اجْلِسْ غُدَرُ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ ». رواه مسلم.
لزوم السكينة والوقار،والهدوء والأناة عند الاقبال لأداء الصلاة.فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « إِذَا ثُوِّبَ لِلصَّلاَةِ فَلاَ تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إلى الصَّلاَةِ فَهُوَ فِى صَلاَةٍ »..
وعن أبي هُرَيْرَةَ،قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ،فَلاَ تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَائْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ،فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا،فَإِنَّ أَحَدَكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ يَعْمِدُ إلى الصَّلاَةِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ:{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ} [الجمعة] وَقَالَ r: فَلاَ تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ فَالسَّعْيُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ بِهِ هُوَ الْمَشْيُ إلى الصَّلاَةِ عَلَى هَيْنَةِ الإِنْسَانِ،وَالسَّعْيُ الَّذِي نَهَى رَسُولُ اللهِ rعَنْهُ هُوَ الاِسْتِعْجَالُ فِي الْمَشْيِ ؛ لأَنَّ الْمَرْءَ تُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إلى الصَّلاَةِ حَسَنَةٌ فَذَلِكَ مَا وَصَفْتُ،يَعْنِي فِي تَرْجَمَةِ نَوْعِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ الْعَرَبَ تُوقِعَ فِي لُغَتِهَا الاِسْمَ الْوَاحِدَ عَلَى الشَّيْئَيْنِ الْمُخْتَلِفِي الْمَعْنَى فَيَكُونُ أَحَدُهُمَا مَأْمُورًا بِهِ وَالآخَرُ مَزْجُورًا عَنْهُ .
الدخول في الصلاة بتوجه القلب إلى الله عز وجل،وسكون الأطراف والجوارح،ولزوم التواضع والخشوع بين يدي الله تعالى،والتذلل والهيبة والخضوع لعظمة الله عز وجل،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} المؤمنون.
تجنّب الالتفات والشرود،والضحك والعبث بالثوب أو باليدين أثناء الصلاة.
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَلْتَفِتْ،إِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ،إِنَّ رَبَّهُ أَمَامَهُ،وَإِنَّهُ يُنَاجِيهِ " قَالَ:" وَبَلَغَنَا أَنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتعالى يَقُولُ:يَا ابْنَ آدَمَ،إلى مَنْ تَلْتَفِتُ ؟ أَنَا خَيْرٌ لَكَ مِمَّنْ تَلْتَفِتُ إِلَيْهِ "
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:سُئِلَ رَسُولُ اللهِ rعَنِ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ،فَقَالَ:إِنَّمَا هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ. رواه البخاري.
النظر إلى موضع السجود مطرقا مفكرا،وتجنب رفع البصر إلى السماء.
عَنْ أَنَسٍ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ،فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ:لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ،أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ. رواه البخاري.
التعقل والتفكر والتدبر لمعاني الآيات والأذكار،وتجنب الغفلة والسهو في الصلاة.
قال تعالى:{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} الماعون.
فَالوَيْلُ والعَذَابُ لِمَنْ يُؤَخِّرُونَ أَدَاءَ الصَّلاَةِ عَنْ وَقْتِهَا،وَالوَيْلُ لِلَّذِينَ يُؤَدُّونَ الصَّلاَةَ بأَجْسَامِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ،وَقُلُوبُهُمْ غَائِبَةٌ بَعِيدَةٌ عَنِ الخُشُوعِ،وَعَنْ تَدَبُّرِ مَعَانِي مَا يَقْرَؤُونَ.فَيُؤَخِّرُونَ أَدَاءَ الصَّلاَةِ عَنْ وَقْتِهَا أَوْ يُصَلُّونَ وَقُلُوبُهُم بَعِيدَةٌ عَنِ الخُشُوعِ فَلاَ يَكُونَ لِلصَّلاَةِ أَثَرٌ فِي نُفُوسِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ .
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ». رواه أبو داود.
الإطمئنان في أداء الصلاة،وتجنب العجلة في أركانها وحركاتها.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ فَدَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ». رواه مسلم.
مدافعة السعال والتثاؤب والعطاس والجشاء،أثناء الصلاة ما استطاع وخفض الصوت بها إن صدرت.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ:إِنَّ التَّثَاؤُبَ فِي الصَّلاَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ،فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَكْظِمْ..
الإسراع في أداء الصلاة أول الوقت،وعدم تأخيرها إلى آخر الوقت تكاسلا بلا عذر.
قال تعالى في وصف المنافقين: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَإلى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} (54) سورة التوبة
وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضى الله عنه - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ - r- أَىُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ « الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا،وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ،ثُمَّ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » ..
الجلوس في المصلى عقب كل صلاة للاستغفار والذكر والدعاء.
عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ قَالَ « جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ ». رواه الترمذي.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -r- « مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». رواه مسلم.
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،أَنَّ النَّبِيَّ rأَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا،ثُمَّ قَالَ:يَا مُعَاذُ إِنِّي لأُحِبُّكَ.فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ:بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ.قَالَ:أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ:اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ..
يستحب انتظار الصلاة بعد الصلاة،كانتظار صلاة العشاء بعد أداء صلاة المغرب واعتنام هذا الوقت بالذكر أو قراءة القرآن وحفظه أو طلب العلم وحضور مجالسه.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِى مُصَلاَّهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ،اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ،لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إلى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاَةُ » متفق عليه.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَةٍ مَا دَامَ يَنْتَظِرُهَا وَلاَ تَزَالُ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِى الْمَسْجِدِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَمَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ.
المحافظة على أداء السنن التابعة للفرائض،وعدم التهاون بها والترخيص في تركها،لأنها زيادة في التقرب إلى الله تعالى،وجبران لما نقص من الفرائض.
وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -r- أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّى لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ ». قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ. وَقَالَ عَمْرٌو مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ. وَقَالَ النُّعْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ. رواه مسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ عَبْدُ اللهِ:قَالَ أَبِي وَلَمْ يَرْفَعْهُ:قَالَ:مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا،إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.
المحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة وفي أقرب مسجد.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا ». .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ».
تحصيل ثمرات الصلاة من ذكر الله على الدوام،ومراقبته وخشيته في جميع الأحوال،والانتهاء عن الفحش في القول،والمنكر في العمل،قال تعالى:{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (14) سورة طـه.
إِنَّ أَوَّلَ وَاجِبٍ لِلْمُكَلَّفِ هُوَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ تعالى وَاحِدٌ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ،لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَهُوَ رَبُّ المَخْلُوقَاتِ وَخَالِقُهَا،وَالمُتَصَرِّفُ فِيهَا،فَقُمْ يَا مُوسَى بِعِبَادَتِهِ مِنْ غَيْرِ شَرِيكٍ،وَأَدِّ الصَّلاَةَ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ الَّذِي أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ،بِكَامِلِ شُرُوطِهَا لِتَذْكُرَ بِهَا رَبَّكَ.وَتَدْعُوهُ دُعاءً خَالِصاً لاَ يَشُوبُهُ إِشْرَاكٌ .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ -r- « مَنْ نَسِىَ صَلاَةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا ».
وعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « مَنْ نَسِىَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا،لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ ».( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِى ) قَالَ مُوسَى قَالَ هَمَّامٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِى )
وقال عز وجل: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَزِيدَ،قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:"مَنْ لَمْ تَأْمُرْهُ صَلاتُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلا بُعْدًا". رواه الطبراني.

_____________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:22 PM
المشاركة 14
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-9-آداب الطعام

الطعام نعمة إلهية كبرى. لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية لينظر فيها ويعتبر،ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم:{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إلى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)} عبس.
فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا،ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى،فأنبتنا فيها حبًا،وعنبًا وعلفًا للدواب،وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار،وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
وقال تعالى :{وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)} يس.
وَمِنَ الدَّلاَئِل عَلَى وُجُودِ اللهِ تعالى،وَقُدْرَتِهِ التَّامَّةِ عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى،أَنَّ الأَرْضَ تَكُونَ مَيْتَةً هَامِدَةً لاَ نَبَاتَ فِيهَا وَلاَ حَيَاةَ،فَيُنْزِلُ اللهُ المَطَرَ عَلَيْهَا فَتَرْتَوي،وَتَهْتَزُّ تُرْبَتُهَا،وَتَعْلُو بِمَا يَتَحَرَّكُ فِي بَاطِنِها مِنْ بُذُورِ النَّبَاتَاتِ الآخِذَةِ فِي النَّبتِ والنُّمُوِّ،ثُمَّ يُخْرِجُ اللهُ مِنْ هَذَا النَّبَاتِ حَبّاً يَأْكُلُهُ النَّاسُ والأَنْعَامُ .
وَأَنْشَأَ اللهُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ التي أَحْيَاهَا بِالمَطَرِ بَسَاتِينَ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ،وَفَجَّرَ العُيُونَ فِيهَا فَأَخَذَتِ المِيَاهُ تَنْسَابُ فِي جَنَبَاتِهَا .لِيَأْكُلُوا مِنْ ثِمَارِ هَذِهِ البَسَاتِينِ،وَلاَ فَضْلَ لَهُمْ فِي إِنْبَاتِهَا وَإِخْرَاجِهَا مِنَ الأَرْضِ،أَفَلاَ يَشْكُرُونَ خَالِقَ هَذِهِ النِّعَمِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ؟
هذا وإن الكافر يعيش ليأكل ويعب من اللذائذ والشهوات ويحصل على المتع الجسدية الفانية،أما المؤمن فإنه يأكل ليعيش،وليتقوى على طاعة الله،ويعيش ليعبد ربه ويعمل الصالحات،ولذلك فقد أمر الله رسله فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون 51.
وأمر عباده المؤمنين بمثل ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) سورة البقرة.
هذا وللطعام آداب كثيرة نذكر منها ما يلي:
غسل اليدين قبل الطعام وبعده:
فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ،فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ rفَقَالَ: " إِنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيِّ،وَكَانَ سُفْيَانُ يَكْرَهُ الْوُضُوءَ قَبْلَ الطَّعَامِ ..
التسمية في أول الطعام ثم استحضار النية من الأكل،والدعاء بالمأثور،فعنِ ابْنِ أَعْبُدَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا ابْنَ أَعْبُدَ مَا حَقُّ الطَّعَامِ ؟ " قُلْتُ: مَا هُوَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ؟ قَالَ: " حَقُّ الطَّعَامِ إِذَا وُضِعَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ أَنْ تَقْنَعَ "،وَتَقُولَ: " بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا "
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تعالى فَإِنْ نَسِىَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ تعالى فِى أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ».. رواه أبو داود.
وعَنْ هِشَامٍ،قَالَ:كَانَ أَبِي لاَ يُؤْتَى بِطَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ،حَتَّى الشَّرْبَةَ مِنَ الدَّوَاءِ،فَيَطْعَمُهُ،أَوْ يَشْرَبُهُ حَتَّى يَقُولَ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا،وَأَطْعَمَنَا،وَسَقَانَا وَنَعَّمَنَا،اللَّهُ أَكْبَرُ،اللَّهُمَّ أَلْفَتْنَا نِعْمَتُكَ بِكُلِّ شَرٍّ،وَأَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا مِنْهَا بِكُلِّ خَيْرٍ،نَسْأَلُك تَمَامَهَا وَشُكْرَهَا،لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُك،وَلاَ إِلَهَ غَيْرُك،إِلَهَ الصَّالِحِينَ،وَرَبَّ الْعَالَمِينَ،الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،مَا شَاءَ اللَّهُ،لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاَللَّهِ،اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتنَا،وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ،قَالَ:اللَّهُمَّ أَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ فَهَنِّئْنَا،وَرَزَقْتَنَا فَأَكْثَرْتَ وَأَطْيَبْتَ فَزِدْنَا.
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؛ أَنَّهُ قَالَ:إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ فَسَمَّيْتَ فَكُلِّ مَا جِيءَ بِهِ،فَإِنَّهُ يُجْزِئُك التَّسْمِيَةُ الأُولَى.
الأكل من الطعام الحلال الطيب،والحذر من الطعام الحرام كالمسروق والمشبوه والمأخوذ حياء.
قال تعالى:{ فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)} النحل.
فعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ "
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ،فَأَتَاهُ غُلَامٌ لَهُ بِطَعَامٍ،فَأَهْوَى إلى لُقْمَةٍ فَأَكَلَهَا،ثُمَّ سَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ قَالَ: كُنْتُ قِسًّا لِلْقَوْمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ،فَأَوْعَدُونِي،فَأَطْعَمُونِي هَذَا،يَعْنِي الْيَوْمَ،فَقَالَ: لَا أَرَاكَ إِلَّا أَطْعَمَتْنِي مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ،ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فَتَقَيَّأَ،ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ،فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ "
وعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ r: " يَا كَعْبُ كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ ؟ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْهُ،وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ حَوْضِي،يَا كَعْبُ،إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ،وَلَا دَمٌ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ كُلُّ لَحْمٍ وَدَمٍ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ،فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ،يَا كَعْبُ،النَّاسُ رَجُلَانِ غَادِيَانِ،وَرَائِحَانِ غَادٍ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ فَمُعْتِقُهَا،وَغَادٍ فَمُوبِقُهَا،يَا كَعْبُ،الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ،وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ،وَالصَّدَقَةُ تُذْهِبُ الْخَطِيئَةَ،كَمَا تَذْهَبُ الْجَامِدَةُ عَلَى الصَّفَا "
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ النَّبِيُّ r: -:يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ،إِنَّ اللَّهَ أَبَى عَلَيَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ لَحْمًا نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ،فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ"
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ لأَبِى بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ،وَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ،فَجَاءَ يَوْمًا بِشَىْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ تَدْرِى مَا هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَمَا هُوَ قَالَ كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ،إِلاَّ أَنِّى خَدَعْتُهُ،فَلَقِيَنِى فَأَعْطَانِى بِذَلِكَ،فَهَذَا الَّذِى أَكَلْتَ مِنْهُ.فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَىْءٍ فِى بَطْنِهِ .
وعَنِ الْقَاسِمِ قَالَ:كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يَأْتِيهُ بِكِسْرَتِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَسْأَلُهُ عَنْهَا:مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهُ ؟ قَالَ:أَصَبْتُهُ مِنْ كَذَا وَكَذَا،فَأَتَى لَيْلَةً بِكَسْبِهِ وَأَبُو بَكْرٍ قَدْ طَالَ صِيَامُهُ فَنَسِيَ أَنْ يَسْأَلَهُ،فَوَضَعَ يَدَهُ فَأَكَلَ،فَقَالَ الْغُلَامُ لِأَبِي بَكْرٍ:كُنْتَ تَسْأَلُنِي كُلَّ لَيْلَةٍ عَنْ كَسْبِي إِذَا جِئْتُكَ،فَلَمْ أَرَ سَأَلْتَنِي عَنْ كَسْبِي اللَّيْلَةَ،قَالَ:فَأَخْبِرْنِي مِنْ أَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ:كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِقَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ،فَلَمْ يُعْطُونِي أَجْرَ كَهَانَتِي،حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ فَلَقِيتُهُمُ الْيَوْمَ فَأَعْطَوْنِي،وَإِنَّمَا كَانَ كَذْبَةً،قَالَ:فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ أُصْبُعَهُ فِي حَلْقِهِ فَجَعَلَ يَتَقَيَّأُ،قَالَ:فَذَهَبَ الْغُلَامُ إلى النَّبِيِّ rفَأَخْبَرَهُ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: " هِيهِ،أَكْذَبْتَ أَبَا بَكْرٍ "،قَالَ:فَضَحِكَ،أَحْسَبُهُ قَالَ:ضَحِكًا شَدِيدًا،وَقَالَ:" وَيْحَكَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَهُ إِلَّا طَيِّبٌ " .
الأكل من الطعام الجيد النظيف،والحذر من تناول الطعام الملوث أو المكشوف،أو تناول الخضار والفواكه إلا بعد غسلها بشكل جيد،فعَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ،قَالَ:سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ،يَقُولُ:إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ،نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ،كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرْمَ،جَوَّادٌ يُحِبُّ الْجُودَ،فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ،يَجْمَعُونَ الأَكْبَاءَ فِي دُورِهِمْ "
الأكل باليد اليمنى،وبثلاث أصابع منها يلعقها قبل مسحها أو غسلها.
فعنْ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- كَانَ يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا."
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rكَانَ إِذَا أَكَلَ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ.
وعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: اجْلِسْ يَا بُنَيَّ وَسَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ قَالَ:فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ أَكْلَتِي بَعْدُ.
الأكل مما يلي من الطعام،دون مد اليد إلى ما كان في جوار الآخرين،أو إلى وسط الإناء.
فعن وَهْبَ بْنِ كَيْسَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِى سَلَمَةَ يَقُولُ كُنْتُ غُلاَمًا فِى حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ - r- وَكَانَتْ يَدِى تَطِيشُ فِى الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ - r- « يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ،وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ».فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِى بَعْدُ "متفق عليه.
تصغير اللقمة،وإجادة المضغ،وعدم تناول لقمة أخرى قبل الفراغ من تناول اللقمة السابقة وابتلاعها.
تجنب النفخ في الطعام الحار،وعدم تناول الأطعمة شديدة الحرارة وشديدة البرودة،وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَنْفُخُ فِى طَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ وَلاَ يَتَنَفَّسُ فِى الإِنَاءِ ».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rنَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ،أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ غَطَّتْهُ شَيْئًا،حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ،ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - r- يَقُولُ: إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ.
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ:أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِثَرِيدٍ أَمَرَتْ بِهِ فَغُطِّىَ حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرَةُ دُخَانِهِ وَتَقُولُ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ :« هُوَ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ ».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"أَبْرِدُوا بِالطَّعَامِ،فَإِنَّ الطَّعَامَ الْحَارَّ غَيْرُ ذِي بَرَكَةٍ".
تجنب الاقتراب بالفم فوق الإناء،لئلا يسقط فيه من الفم شيء.
الجلوس إلى الطعام باعتدال،وتجنب الأكل متكئا أو مائلا أو واقفا أو مضطجعا أو ماشيا.
فعَنْ عَلِىِّ بْنِ الأَقْمَرِ سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا » رواه البخاري.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ:أُهْدِىَ إلى رَسُولِ اللَّهِ -r- شَاةٌ وَالطَّعَامُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَقَالَ لأَهْلِهِ :« أَصْلِحُوا هَذِهِ الشَّاةَ وَانْظُرُوا إلى هَذَا الْخُبْزِ فَاثْرُدُوا وَاغْرِفُوا عَلَيْهِ ». وَكَانَتْ لِلنَّبِىِّ -r- قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا الْغَرَّاءُ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَى أُتِىَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ فَالْتَفُّوا عَلَيْهَا فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ أَعْرَابِىٌّ:مَا هَذِهِ يَعْنِى الْجِلْسَةَ؟ قَالَ :« إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِى عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا عَصِيًّا كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا يُبَارَكْ فِيهَا ». ثُمَّ قَالَ :« خُذُوا كُلُوا فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيُفْتَحَنَّ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ حَتَّى يَكْثُرَ الطَّعَامُ فَلاَ يُذْكَرَ عَلَيْهِ اسْمُ اللَّهِ ».
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:الْمُتَّكِئُ هَا هُنَا هُوَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى الْوِطَاءِ الَّذِى تَحْتَهُ وَهُوَ الَّذِى أَوْكَأَ مِقْعَدَتَهُ وَشَدَّهَا بِالْقُعُودِ عَلَى الْوِطَاءِ الَّذِى تَحْتَهُ يَعْنِى أَنِّى إِذَا أَكَلْتُ لَمْ أَقْعُدْ مُتَّكِئًا عَلَى الأَوْطِئَةِ وَالْوَسَائِدِ فِعْلَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَكْثِرَ وَلَكِنِّى آكُلُ عُلْقَةً فَيَكُونُ قُعُودِى مُسْتَوْفِزًا لَهُ.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ:إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rعَابَ طَعَامًا قَطُّ،كَانَ إِذَا اشْتَهَى أَكَلَهُ،وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِ سَكَتَ "
تجنب ذم شيء من الأطعمة،فهي من نعم الله تعالى .
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ مَا عَابَ النَّبِىُّ - r- طَعَامًا قَطُّ،إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ،وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ .. متفق عليه.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:مَا عَابَ رَسُولُ اللهِ rطَعَامًا قَطُّ،إِذَا اشْتَهَى أَكَلَ،وَإِلاَّ تَرَكَ.
تجنب الاستهتار بالنعمة مهما قلت،والمحافظة عليها مهما دقّت،والحذر من إلقاء ما بقي منها بعد الطعام في سلة المهملات.
فعَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ -r- أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ وَقَالَ « إِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ فِى أَيِّهِ الْبَرَكَةُ ». رواه مسلم.
وعَنْ جَابِرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ طَعَامِهِ،فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ،فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيَّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ أَنَّهُ كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ إِذَا أَكَلَ،وَقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ.
تجنّب الإكثارمن الطعام والإسراف في تناوله إلى حد التخمة،لأن البطنة تذهب الفطنة وتورث الأمراض،قال الله تعالى:{ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)} الأعراف.
وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ: " مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ،حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ،فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ طَعَامُهُ،وَثُلُثٌ شَرَابُهُ،وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ "
وِعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ،حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ،يُقِمْنَ صُلْبَهُ،فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ،فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ،وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ،وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ "
تجنب التفاخر في أنواع الأطعمة،والتباهي في أطايبها،لأن في ذلك كسر لقلب الفقير،وتشبه بالكفار الذين لا يعرفون من الدنيا إلا اللذائذ والشهوات،قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} (12) سورة محمد.
وَفي يَوْمِ القِيَامةِ يُدخِلُ اللهُ تعالى الذِينَ آمَنُوا بهِ،وَبِكُتَبِهِ،وَرُسُلِهِ،وَعَمِلُوا الأعْمَالَ الصَّالِحَاتِ،جَنَّاتٍ تَجرِي في أرْضِها الأنهَارُ جَزاءً لَهُم عَلَى إيمَانِهِمْ.أمَّا الكَافِرُونَ الذِين كَفَرُوا باللهِ وبِكُتُبهِ،وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ،فَإِنَّهُم يَتَمَتَّعُونَ بما في هذهِ الدُّنيا مِنْ مَتَاعٍ زَائِلٍ،وَيَأكُلُونَ فِيها كَالأنعَامِ،غَيرَ مُفَكِّرِينَ في عَواقِب أمُورِهِمْ،وَلا مُعْتَبِرِينَ بِما أقَامَهُ اللهُ لِلْعِبَادِ منَ الأدِلَّةِ على وُجُودِهِ ووَحْدَانِيَّتِهِ تعالى،وَسَيَصِيرُونَ في الآخِرَةِ إلى جَهَنَّمَ فَتَكُونُ مَسْكَنَهُمْ وَمَأوَاهُمْ .
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،أَنّ رَسُولَ اللَّهِ r،قَالَ:كُلُوا،وَاشْرَبُوا،وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ،إِنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ "
وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ rرَجُلًا رَثَّ الْهَيْئَةِ وَقَالَ مَرَّةً: رَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ أَطْمَارٌ لَهُ يَعْنِي خَلِقَ الثِّيَابِ قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ rفَقَالَ: " هَلْ لَكَ شَيْءٌ ؟ " قَالَ: قَالَ: نَعَمْ،قَالَ: " فَكُلْ وَاشْرَبْ وَالْبَسْ وَتَصَدَّقْ فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلَا مَخِيلَةٍ،فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ "
التحدث على الطعام بما يفيد من حكايات الصالحين،والأمر بالمعروف والخير،فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -r- سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ فَقَالُوا مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ. فَدَعَا بِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ « نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ ».
وعَنْ جَابِرٍ:أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ تَمْرًا عَلَى تُرْسٍ،فَمَرَّ بِنَا النَّبِيُّ r،فَقُلْنَا:هَلُمَّ،فَتَقَدَّمَ فَأَكَلَ مَعَنَا مِنَ التَّمْرِ،وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.
تجنب الضحك والقهقهة أثناء الطعام،أو الاستهزاء بأحد أو استغابته،أو النظر في وجوه الحاضرين.
تجنب إدخال الطعام مهما كان كان قليلا،لضرره الصحي البالغ.
تجنب النوم بعد الأكل مباشرة،أو الاستحمام أو القيام بأعمال جسدية أو فكرية مجهدة إلا بعد نيل قسط من الراحة.
فعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ وَالصَّلَاةِ وَلَا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ " .
تجنب استخدام أواني الذهب والفضة وصحونها وملاعقها لحرمة استخدامها. فعَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانُ بِقَدَحٍ مِنْ فِضَّةٍ،فَرَمَاهُ بِهِ وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ بِهِ إِلَّا أَنِّي قَدْ نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rنَهَانَا عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ،وَالدِّيبَاجِ وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،وَقَالَ: " هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "
وعَنِ الْحَكَمِ،قَالَ:سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ،أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى،فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ،وَقَالَ:إِنِّي كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُهُ فَأَبَى أَنْ يَنْتَهِيَ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rنَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ،وَقَالَ:هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ:كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ،فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ فَرَمَاهُ بِهِ مَا يَأْلُو أَنْ يُصِيبَ بِهِ وَجْهَهُ،ثُمَّ قَالَ:لَوْلاَ أَنِّي تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ مَرَّةً،أَوْ مَرَّتَيْنِ،لَمْ أَفْعَلْ بِهِ هَذَا،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rنَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ،قَالَ:هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا،وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ.
تجنب الابتداء بالطعام وفي المجلس من هو أكبر سنا أو أفضل علما وقدرا.فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِىِّ -r- طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَيَضَعَ يَدَهُ وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِى الطَّعَامِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -r- بِيَدِهَا ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لاَ يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَذَا الأَعْرَابِىِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ فِى يَدِى مَعَ يَدِهَا ». رواه مسلم.
تجنب الانفراد بالطعام إذا كان هناك إمكان للاجتماع عليه،فهو أكثر بركة ومحبة وجمعا للقلوب. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « طَعَامُ الاِثْنَيْنِ كَافِى الثَّلاَثَةِ،وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِى الأَرْبَعَةِ » .
وعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،قَالَ:أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ،قَالَ:سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ،يَقُولُ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ:طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ،وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ،وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ."
وعَنْ عُمَرَ،قَالَ:غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ وَاشْتَدَّ الْجَهْدُ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: اصْبِرُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنِّي قَدْ بَارَكْتُ عَلَى صَاعِكُمْ وَمُدِّكُمْ،فَكُلُوا وَلا تَفَرَّقُوا،فَإِنَّ طَعَامَ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ،وَطَعَامُ الاثَّنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ،وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الْخَمْسَةَ وَالسِّتَّةَ،وَإِنَّ الْبَرَكَة فِي الْجَمَاعَةِ،فَمَنْ صَبَرَ عَلَى لأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَمَنْ خَرَجَ عَنْهَا رَغْبَةً عَمَّا فِيهَا،أَبْدَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فِيهَا،وَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ،أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ."
وعَنْ سَمُرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:طَعَامُ الْوَاحِدِ،يَكْفِي الاثْنَيْنِ،وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ،يَكْفِي الأَرْبَعَةَ،وَيَدُ اللَّهِ تعالى عَلَى الْجَمَاعَةِ."
وعَنْ وَحْشِىُّ بْنُ حَرْبٍ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِىِّ -r- قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلاَ نَشْبَعُ. قَالَ « فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ ». قَالُوا نَعَمْ. قَالَ « فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ إِذَا كُنْتَ فِى وَلِيمَةٍ فَوُضِعَ الْعَشَاءُ فَلاَ تَأْكُلْ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ صَاحِبُ الدَّارِ. رواه أبو داود
الحمد لله تعالى وشكره والثناء عليه في نهاية الطعام.
فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -r- كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ ». رواه أبو داود .






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:23 PM
المشاركة 15
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-10-آداب الشرب

الشراب مثل الطعام. بل هو أكثر منه ضرورة،وأشد خطرا،فقد يصبر المرء على الجوع ولكنه لا يصبر على الظمأ قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)} الأنبياء.
ولقد منّ الله على عباده في كثير من آياته بعملية إنزال الماء من السماء وما تتطلبه من ظواهره معجزة.
قال تعالى:{ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)} الواقعة.
وقال:{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)} الحجر22.
والمؤمن يأكلُ ويشرب من رزق الله وفي كل ذلك يشعر أنه عل مائدة الله،محتاج إلى فضله،وعاجز عن أداء شكره،وذاكر لجوده وكرمه على الدوام:
قال تعالى على لسان النبي إبراهيم عليه السلام :{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} الشعراء.
وهذه بعض آداب الشراب.
التسمية في أوله،والحمد في آخره،كأن يقول:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ،قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ rإِذَا شَرِبَ الْمَاءَ،قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ،وَلَمْ يَجْعَلُهُ مَالِحًا لجَاجًا بِذُنُوبِنَا " .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ،أَنَّ الْحَسَنَ،كَانَ،يَقُولُ: ذَلِكَ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ"
وقَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي - رَحِمَهُ اللهُ - لَا يَدَعُ أَحَدًا يَسْتَقِي لَهُ الْمَاءَ لِلْوُضُوءِ إِلَّا هُوَ،وكَانَ إِذَا خَرَجَ الدَّلْو مَلَأَ،قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ ".قُلْتُ: يَا أَبِهِ أَيُّ شَيْءٍ الْفَائِدَةُ ؟،قَالَ: يَا بُنَيَّ أمَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،يَقُولُ: { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيَكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } [الملك: 30] "
يستحب الشرب في حالة القعود،فهو أفضل صحيا،وأكمل أدبا.
عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ -r- أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا. قَالَ قَتَادَةُ فَقُلْنَا فَالأَكْلُ فَقَالَ ذَاكَ أَشَرُّ أَوْ أَخْبَثُ. رواه مسلم.
ويجوز الشرب قائما لحاجة،فعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ:كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ rنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي،وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ،عَنْ جَدَّةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا كَبْشَةُ أَنَّ النَّبِيَّ rدَخَلَ عَلَيْهَا،فَشَرِبَ مِنْ فَمِ قِرْبَةٍ وَهُوَ قَائِمٌ،فَقَامَتْ إِلَيْهِ فَقَطَعَتْهُ فَأَمْسَكَتْهُ.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rشَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ.
وعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ،قَالَ:حَدَّثَنِي النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ،قَالَ:صَلَّيْنَا مَعَ عَلِيٍّ الظُّهْرَ،ثُمَّ خَرَجْنَا إلى الرَّحْبَةِ،قَالَ:فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ،فَأَخَذَهُ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ وَقَدَمَيْهِ،ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ،ثُمَّ قَالَ:إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبُوا وَهُمْ قِيَامٌ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ،وَقَالَ:هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ.
تناول الكأس باليد اليمنى والشرب بها.
عن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله rكان يجعل يمينه لطعامه وشرابه،ويجعل يساره لما سوى ذلك. رواه أبو داود والترمذي.
مص الماء مصا،وعدم عبه أو صبه في الحلق صبا،لأن المصّ أثناء الشرب أهنأ وأمرأ.
فعَنِ ابْنِ أَبِى حُسَيْنٍ أَن النَّبِىَّ -r- قَالَ :« إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا وَلاَ يَعُبَّ عَبًّا فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ »..
وقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ:عَلِّمْهُمُ الصِّدْقَ كَمَا تُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ،وَجَنِّبْهُمُ السفلة ؛ فإنهم أسوأ النَّاسِ دِعَةً وَأَقَلُّهُمْ أَدَبًا،وَجَنِّبْهُمُ الْحَشَمَ ؛ فَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَفْسَدَةٌ،وَأَخْفِ شُعُورَهُمْ تَغْلُظْ رِقَابُهُمْ،وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ يَقْوَوْا،وَعَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يُمَجَّدُوا وَيَنْجِدُوا،وَمُرْهُمْ أَنْ يَسْتَاكُوا عَرْضًا،وَيَمُصُّوا الْمَاءَ مَصًّا،وَلا يَعُبُّوا عَبًّا،وَإِذَا احْتَجْتَ أَنْ تَتَنَاوَلَهُمْ بِأَدَبٍ،فَلْيَكُنْ ذَلِكَ فِي سِرٍّ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْغَاشِيَةِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ ."
الشرب على ثلاث دفعات،يبدأ كلا منها بالتسمية،ويختم بالحمد.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تعالى عَنْهُمَا،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:لا تَشْرَبُوا كَشُرْبِ الْبَعِيرِ،وَاشْرَبُوا اثْنَيْنِ وَثَلاثًا،وَسَمُّوا اللَّهَ إِذَا شَرِبْتُمْ،وَاحْمَدُوا اللَّهَ إِذَا رَفَعْتُمْ.
وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ الْبَعِيرِ وَلَكِنِ اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلاَثَ وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ »رواه الترمذي.
تجنّب النفخ في الإناء أو التنفس فيه.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -r- أَنْ يُتَنَفَّسَ فِى الإِنَاءِ أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ. رواه أبو داود.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا لِأَنَّ الْبُخَارَ الَّذِي يَرْتَفِعُ مِنَ الْمَعِدَةِ أَوْ يَنْزِلُ مِنَ الرَّأْسِ وَكَذَلِكَ رَائِحَةُ الْجَوْفِ قَدْ يَكُونَانِ كَرِيهَيْنِ فَإِمَّا إِنْ يُعَلَّقَا بِالْمَاءِ فَيَضُرَّا وَإِمَّا أَنْ يُفْسِدَا السُّؤْرَ عَلَى غَيْرِ الشَّارِبِ لِأَنَّهُ قَدْ يَتَقَذَّرُ إِذَا عَلِمَ بِهِ فَلَا يَشْرَبُ وَذَكَرَ كُلَيْبٌ الْجَرْمِيُّ أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَهَى الْقَصَّابِينَ عَنِ النَّفْخِ فِي اللَّحْمِ وَهُوَ نَظِيرُ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ الَّذِي جَاءَ النَّهْيُ عَنْهُ،لِأَنَّ النَّكْهَةَ رُبَّمَا كَانَتْ كَرِيهَةً فَكَرَّهَتِ اللَّحْمَ وَغَيَّرَتْ رِيحَهُ وَقَدْ عُرِفَ ذَلِكَ بِالتَّجَارُبِ
تجنب الشرب من فم الإبريق أو السقاء،ولكن يصب منها في كأسه ويشرب.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - نَهَى النَّبِىُّ - r- أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِى السِّقَاءِ.رواه البخاري.
وعن عِكْرِمَةَ قَالَ:أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَشْيَاءَ قِصَارٍ سَمِعْنَاهَا مِنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ:نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -r- أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِى السِّقَاءِ.
تجنب الإسراف في شرب الماء،وخاصة أثناء الطعام لأنه يعيق عملية الهضم،ويكون الشرب قبل الطعام بنصف ساعة أو بعده بساعة على الأقل.
تجنب الشرب في أواني الذهب والفضة لحرمة استعمالها.
فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ - r- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « الَّذِى يَشْرَبُ فِى إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِى بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ »..
يمسك الساقي الإناء أثناء توزيع الشراب باليد اليسرى،ويعطي الكوب باليد اليمنى،ويبدأ أولا بسيّد القوم أو أفضلهم علما وقدرا،ثم يعطي الأيمن فالأيمن.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛أَنَّ رَسُولَ اللهِ rأُتِيَ بِلَبَنٍ،قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ مِنَ الْبِئْرِ،وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ،وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ،فَشَرِبَ،ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ،وَقَالَ:الأَيْمَنَُ فَالأَيْمَنَُ.. متفق عليه.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rأُتِيَ بِلَبَنٍ وَقَدْ شِيبَ بِمَاءٍ،وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ،فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ،وَقَالَ:الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ النَّبِىُّ -r- الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ وَكُنَّ أُمَّهَاتِى يَحْثُثْنَنِى عَلَى خِدْمَتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا دَارَنَا فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ وَشِيبَ لَهُ مِنْ بِئْرٍ فِى الدَّارِ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ. فَأَعْطَاهُ أَعْرَابِيًّا عَنْ يَمِينِهِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ ».
وقَالَ أَبُو طَوَالَةَ - اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -: سَمِعْتُ أَنَسًا - رضى الله عنه - يَقُولُ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - r- فِى دَارِنَا هَذِهِ،فَاسْتَسْقَى،فَحَلَبْنَا لَهُ شَاةً لَنَا،ثُمَّ شُبْتُهُ مِنْ مَاءِ بِئْرِنَا هَذِهِ،فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ،وَعُمَرُ تُجَاهَهُ وَأَعْرَابِىٌّ عَنْ يَمِينِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ عُمَرُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ.فَأَعْطَى الأَعْرَابِىَّ،ثُمَّ قَالَ « الأَيْمَنُونَ،الأَيْمَنُونَ،أَلاَ فَيَمِّنُوا ».قَالَ أَنَسٌ فَهْىَ سُنَّةٌ فَهْىَ سُنَّةٌ.ثَلاَثَ مَرَّاتٍ .
يكون ساقي القوم آخرهم شربا.
فعَنْ أَبِى قَتَادَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ « إِنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا ». فَانْطَلَقَ النَّاسُ لاَ يَلْوِى أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ - قَالَ أَبُو قَتَادَةَ - فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -r- يَسِيرُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ وَأَنَا إلى جَنْبِهِ - قَالَ - فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَمَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ - قَالَ - ثُمَّ سَارَ حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ مَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ - قَالَ - فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ - قَالَ - ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ مَالَ مَيْلَةً هِىَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « مَنْ هَذَا ». قُلْتُ أَبُو قَتَادَةَ. قَالَ « مَتَى كَانَ هَذَا مَسِيرَكَ مِنِّى ».
قُلْتُ مَا زَالَ هَذَا مَسِيرِى مُنْذُ اللَّيْلَةِ. قَالَ « حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ ». ثُمَّ قَالَ « هَلْ تَرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ ». ثُمَّ قَالَ « هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ ». قُلْتُ هَذَا رَاكِبٌ. ثُمَّ قُلْتُ هَذَا رَاكِبٌ آخَرُ. حَتَّى اجْتَمَعْنَا فَكُنَّا سَبْعَةَ رَكْبٍ - قَالَ - فَمَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- عَنِ الطَّرِيقِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ « احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلاَتَنَا ». فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -r- وَالشَّمْسُ فِى ظَهْرِهِ - قَالَ - فَقُمْنَا فَزِعِينَ ثُمَّ قَالَ « ارْكَبُوا ». فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ ثُمَّ دَعَا بِمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِى فِيهَا شَىْءٌ مِنْ مَاءٍ - قَالَ - فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ - قَالَ - وَبَقِىَ فِيهَا شَىْءٌ مِنْ مَاءٍ ثُمَّ قَالَ لأَبِى قَتَادَةَ « احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ ». ثُمَّ أَذَّنَ بِلاَلٌ بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -r- رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى الْغَدَاةَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ - قَالَ - وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -r- وَرَكِبْنَا مَعَهُ - قَالَ - فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ مَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِى صَلاَتِنَا ثُمَّ قَالَ « أَمَا لَكُمْ فِىَّ أُسْوَةٌ ». ثُمَّ قَالَ « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِى النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلاَةَ حَتَّى يَجِىءَ وَقْتُ الصَّلاَةِ الأُخْرَى فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا ». ثُمَّ قَالَ « مَا تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا ». قَالَ ثُمَّ قَالَ « أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَسُولُ اللَّهِ -r- بَعْدَكُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُخَلِّفَكُمْ. وَقَالَ النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَإِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا ». قَالَ فَانْتَهَيْنَا إلى النَّاسِ حِينَ امْتَدَّ النَّهَارُ وَحَمِىَ كُلُّ شَىْءٍ وَهُمْ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا عَطِشْنَا. فَقَالَ « لاَ هُلْكَ عَلَيْكُمْ ». ثُمَّ قَالَ « أَطْلِقُوا لِى غُمَرِى ». قَالَ وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَصُبُّ وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً فِى الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « أَحْسِنُوا الْمَلأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى ». قَالَ فَفَعَلُوا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِىَ غَيْرِى وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ -r- - قَالَ - ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ لِى « اشْرَبْ ». فَقُلْتُ لاَ أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِنَّ سَاقِىَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا ». قَالَ فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ -r- - قَالَ - فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ إِنِّى لأُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِى مَسْجِدِ الْجَامِعِ إِذْ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ انْظُرْ أَيُّهَا الْفَتَى كَيْفَ تُحَدِّثُ فَإِنِّى أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. قَالَ قُلْتُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ. فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ حَدِّثْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِحَدِيثِكُمْ. قَالَ فَحَدَّثْتُ الْقَوْمَ فَقَالَ عِمْرَانُ لَقَدْ شَهِدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَمَا شَعَرْتُ أَنَّ أَحَدًا حَفِظَهُ كَمَا حَفِظْتُهُ.
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ.
وعَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ،مَنْ بَنِي أَسَدٍ،قَالَ:سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ:كُنَّا فِي سَفَرٍ فَلَمْ نَجِدِ الْمَاءَ،قَالَ:ثُمَّ هَجَمْنَا عَلَى الْمَاءِ بَعْدُ،قَالَ:فَجَعَلُوا يَسْقُونَ رَسُولَ اللهِ r،فَكُلَّمَا أَتَوْهُ بِالشَّرَابِ،قَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ،ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ.
وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ:أَصَابَ رَسُولَ اللهِ rوَأَصْحَابَهُ عَطَشٌ،قَالَ:فَنَزَلَ مَنْزِلاً،فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ،فَجَعَلَ يَسْقِي أَصْحَابَهُ،وَجَعَلُوا يَقُولُونَ:اشْرَبْ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ حَتَّى سَقَاهُمْ كُلَّهُمْ.

___________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:25 PM
المشاركة 16
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-11-آداب اللباس

اللباس من نعم الله تعالى التي خصّ بها الإنسان من بين المخلوقات ليتقي بها العوامل الطبيعية من حر وبرد وشمس ومطر.. وليستر بها عورته ويواري سوأته،ويحفظ كرامته،ويتجمل بها في حياته.. قال تعالى:{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} (81) سورة النحل.
والله جعل لكم ما تستظلُّون به من الأشجار وغيرها،وجعل لكم في الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجؤون إليها عند الحاجة،وجعل لكم ثيابًا من القطن والصوف وغيرهما،تحفظكم من الحر والبرد،وجعل لكم من الحديد ما يردُّ عنكم الطعن والأذى في حروبكم،كما أنعم الله عليكم بهذه النعم يتمُّ نعمته عليكم ببيان الدين الحق; لتستسلموا لأمر الله وحده،ولا تشركوا به شيئًا في عبادته.
وقد علم الله تعالى الإنسان صناعة الثياب بمختلف أشكالها وأمره أن يستتر بها ويتقي ما يواجهه خلال حياته قال تعالى عن سيدنا داود: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} (80) سورة الأنبياء
واختصَّ الله داود عليه السلام بأن علَّمه صناعة الدروع يعملها حِلَقًا متشابكة،تسهِّل حركة الجسم; لتحمي المحاربين مِن وَقْع السلاح فيهم،فهل أنتم شاكرون نعمة الله عليكم حيث أجراها على يد عبده داود؟
ولقد أتانا فيما أتانا من ضلالات الغرب وصرعات الجاهلية الحديثة دعوة جديدة إلى التعري وإظهار العورات مسخا للإنسان،وانتكاسه إلى الحيوانية العجماء..
كما تصدّر لنا بيوت الأزياء اليهودية كل عام تصاميم لملابس لا همّ لها سوى إظهار المفاتن وعرض المغريات وفتن عقول الشباب والشابات،واستباحة الأهواء والشهوات.. فهي ملابس إلى العري أقرب منها إلى الستر..
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَمْ أَرَهُمَا:قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ رُؤُوسُهُنَّ مِثْلُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ،وَلاَ يَجِدُونَ رِيحَهَا،وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا..
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ».
وهذه باقة من الآداب الإسلامية في اللباس:
الابتداء بتسمية الله تعالى،كما تستحب التسمية في جميع الأعمال.
جعل النية من اللباس أمر الله تعالى في ستر العورة،لا التباهي بزينة اللباس،ومراءاة الناس بها.
قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} الأعراف.
يا بني آدم قد جعلنا لكم لباسًا يستر عوراتكم،وهو لباس الضرورة،ولباسًا للزينة والتجمل،وهو من الكمال والتنعم. ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي هو خير لباس للمؤمن. ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده; لكي تتذكروا هذه النعم،فتشكروا لله عليها. وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم.
الدعاء بما ورد عن النبي r:
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rإِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ وَقَالَ:" اللَّهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا الثَّوْبَ فَلَكَ الْحَمْدُ،اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ".
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،أَنَّ النَّبِيَّ rكَانَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ،فَقَالَ:اللَّهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا فَلَكَ الْحَمْدُ،أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ.،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ،وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ " قَالَ أَبُو نَضْرَةَ:" فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ rإِذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوْبًا جَدِيدًا قِيلَ لَهُ:تُبْلَى وَيُخْلِفُ اللَّهُ تعالى "
الدعاء بما ورد عن النبي rعند لبس ثوب جديد.
فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ لَبِسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِى مَا أُوَارِى بِهِ عَوْرَتِى وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِى حَيَاتِى. ثُمَّ عَمَدَ إلى الثَّوْبِ الَّذِى أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِى مَا أُوَارِى بِهِ عَوْرَتِى وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِى حَيَاتِى ثُمَّ عَمَدَ إلى الثَّوْبِ الَّذِى أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِى كَنَفِ اللَّهِ وَفِى حِفْظِ اللَّهِ وَفِى سَتْرِ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا ». رواه الترمذي.
وعَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rرَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا غَسِيلاً،فَقَالَ:أَجَدِيدٌ ثَوْبُك هَذَا ؟ قَالَ:غَسِيلٌ يَا رَسُولَ اللهِ،قَالَ:فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r: اِلْبَسْ جَدِيدًا،وَعِشْ حَمِيدًا،وَتَوَفَّ شَهِيدًا،يُعْطِكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اختيار أوساط الثياب،والمعتدلة منها،دون مبالغة ومغالاة،ودون تبذل وإهمال.
التأكد من نظافة الثوب وطهارته،لتصح العبادة به،ولأن المؤمن نظيف البدن والثوب طاهرهما.
قال تعالى:{ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)} المدثر 4.
أَيْ طَهِّرْ نَفْسَكَ مِنَ الذُّنُوبِ،وَأَصْلِحْ عَمَلَكَ،وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ بِالمَاءِ مِمَّا لَحِقَ بِهَا مِنَ النَّجَاسَةِ .فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن.
اجتناب التفاخر بالثياب أو إطالتها حتى تمسّ الأرض تكبرا واستعلاء،بل ينبغي رفعها عن الأرض لأنه أتقى وأنقى وأبقى.
فعَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ عَنِ الإِزَارِ فَقَالَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ إلى نِصْفِ السَّاقِ وَلاَ حَرَجَ - أَوْ لاَ جُنَاحَ - فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِى النَّارِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ ».
وعَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:ذُكِرَ الإِزَارُ،فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ،فَقُلْتُ:أَخْبِرْنِي عَنِ الإِزَارِ،فَقَالَ:أَجَلْ بِعِلْمٍ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ،لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ،وَمَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ،مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا » ..
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ،قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ،فَكَانَ إِذَا رَأَى إِنْسَانًا يَجُرُّ إِزَارَهُ،ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الأَرْضَ وَقَالَ: قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ ! قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ ! ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ r:مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا،فَإِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِ،أَوْلَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ.
وأما المرأة فيختلف حكمها،فعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ،أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ rقَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ حِينَ ذُكِرَ الإِزَارُ:فَالْمَرْأَةُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ:تُرْخِي شِبْرًا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ:إِذًا تَنْكَشِفُ عَنْهَا،قَالَ:فَذِرَاعًا لاَ تَزِيدُ عَلَيْهِ.
القيام بإصلاح الثوب إن وجد به شقا أو ثقبا،وعدم لبسه وهو ممزق،فقد كان النبي rيرقع ثوبه بيده،ويصلح نعله بنفسه. فعَنْ عَائِشَةَ،أَنَّهَا سُئِلَتْ:مَا كَانَ النَّبِيُّ rيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ:كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ،وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ،وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ.
وعَنْ عُرْوَةَ،قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ rيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَ: " نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ rيَرُفُّ ثَوْبَهُ،وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ،وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ "
وعن هِشَامَ بْنِ سَعْدٍ،قَالَ:حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ التَّغْلِبِيُّ،قَالَ:أَخْبَرَنِي أَبِي وَكَانَ،جَلِيسًا لأَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ:كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ rيُقَالُ لَهُ:ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ،وَكَانَ رَجُلاً مُتَوَحِّدًا،قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ،إِنَّمَا هُوَ فِي صَلاَةٍ،فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ،فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ،قَالَ:بَعَثَ رَسُولُ اللهِ rسَرِيَّةً،فَقَدِمْتُ،فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ r،فَقَالَ لِرَجُلٍ إلى جَنْبِهِ:لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوَّ،فَحَمَلَ فُلاَنٌ فَطَعَنَ،فَقَالَ:خُذْهَا وَأَنَا الْغُلاَمُ الْغِفَارِيُّ،كَيْفَ تَرَى فِي قَوْلِهِ ؟ قَالَ:مَا أُرَاهُ إِلاَّ قَدْ أَبْطَلَ أَجْرَهُ،فَسَمِعَ ذَلِكَ آخَرُ،فَقَالَ:مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا،فَتَنَازَعَا حَتَّى سَمِعَ النَّبِيُّ rفَقَالَ:سُبْحَانَ اللهِ،لاَ بَأْسَ أَنْ يُحْمَدَ وَيُؤْجَرَ قَالَ:فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذَلِكَ،وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ،وَيَقُولُ:أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ r؟ فَيَقُولُ:نَعَمْ،فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ:لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
قَالَ:ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ،قَالَ:قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ،كَبَاسِطِ يَدِهِ بِالصَّدَقَةِ لاَ يَقْبِضُهَا.
قَالَ:ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ،فَقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الأَسَدِيُّ لَوْلاَ طُولُ جُمَّتِهِ وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَجَعَلَ يَأْخُذُ شَفْرَةً فَيَقْطَعُ بِهَا شَعَرَهُ إلى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ،وَرَفَعَ إِزَارَهُ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ قَالَ:فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ جُمَّتُهُ فَوْقَ أُذُنَيْهِ،وَرِدَاؤُهُ إلى سَاقَيْهِ،فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا:هَذَا خُرَيْمٌ الأَسَدِيُّ.
قَالَ:ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ،وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ فَقَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ،فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ،وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ،فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ."
وعَنْ رَجُلِ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِ قِنَّسْرِينَ يُقَالُ لَهُ قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ جُلَسَاءِ أَبِي الدَّرْدَاءِ،فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ هُنَالِكَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ rمُتَعَبِّدٌ مُعْتَزِلٌ لَا يَكَادُ يَفْرُغُ مِنَ الْعِبَادَةِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ: " إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ وَرِحَالَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ ".
الابتداء في لبس الثوب،والنعل والسراويل والجوارب باليمين،والخلع بالشمال. فعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:كَانَ النَّبِيُّ rيُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ:فِي تَرَجُّلِهِ،وَفِي طُهُورِهِ،وَفِي نَعْلِهِ قَالَ شُعْبَةُ:ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ:كَانَ النَّبِيُّ rيُحِبُّ،أَوْ يُعْجِبُهُ،التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ - r- يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِى شَأْنِهِ كُلِّهِ فِى طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ.رواه البخاري.
نفض الثياب قبل لبسها،ونفض الجوارب للتأكد من خلوها من الحشرات المؤذية.
طيّ الثياب بعد خلعها،وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها،وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ،وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ،أَنْ يَقُولُوا:بِسْمِ اللَّهِ "
وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ،وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ،أَنْ يَقُولُوا:بِسْمِ اللَّهِ "
تعهد الجوارب بالنظافة وغسلها مساء كل يوم،وخاصة أيام الصيف،أو كلما تغيرت رائحتها،وكذلك تعهد النعلين بالنظافة والإصلاح.
يستحسن أن تكون أكمام القمصان طويلة إلى الرسغين،فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ،قَالَتْ:" كَانَتْ يَدُ كُمِّ رَسُولِ اللَّهِ rإلى الرُّسْغِ ".
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،: أَنَّ النَّبِيَّ rلَبِسَ قَمِيصًا،وَكَانَ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ،وَكَانَ كُمُّهُ مَعَ الأَصَابِعِ "
إجتناب الألبسة المصنوعة من الحرير،لحرمة لبسها على الذكور.فعَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ،أَنَّ رَسُولَ الله rقال: حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمتَّي،وَأُحِلَّ لإنَاثِهِمْ. رواه الترمذي.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ - يَعْنِى الْغَافِقِىَّ - أَنَّهُ سَمِعَ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ - رضى الله عنه - يَقُولُ إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -r- أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِى يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِى شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ « إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِى ».
اجتناب تشبّه الرجال بالنساء في لباسهم،واجتناب تشبّه النساء بالرجال في لباسهن. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:لَعَنَ رَسُولُ اللهِ rالرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ،وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ،وَمُدْمِنُ خَمْرٍ،وَمَنَّانٌ،وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الرَّجُلُ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ،وَالْمَرْأَةُ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ،وَالدَّيُّوثُ ".
إجتناب الثياب المزركشة والمزينة وذات الألوان الزاهية،والتي تظهر التخنث على مظهر لابسها. فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَىِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا ». هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ « حُلَلِ الإِيمَانِ ». يَعْنِى مَا يُعْطَى أَهْلُ الإِيمَانِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ.
وعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r.... وَمَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ تَوَاضُعًا كَسَاهُ اللهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَمَنْ رَوَّحَ لِلَّهِ تَوَّجَهُ تَاجَ الْمُلْكِ "
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ rيَوْمًا عِنْدَهُ الدُّنْيَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَلَا تَسْمَعُونَ إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ،إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ " يَعْنِي التَّقَحُّلَ .
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: الْبَذَاذَةُ سُوءُ الْهَيْئَةِ وَالتَّجُوَّزُ فِي الثِّيَابِ وَنَحْوِهَا قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَإِنَّمَا هُوَ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنْ لَا تُبْعِدَهُ الْبَذَاذَةُ عَنِ الْجَمَاعَاتِ،فَلَا يَمْتَنِعُ إِذَا سَاءَتْ حَالُهُ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ وَلَا عَنْ مَجَالِسِ الْعِلْمِ لِأَجَلِ رَثَاثَةِ كِسَوْتِهِ وَسُوءِ هَيْئَةٍ لِبَاسِهِ وَلَكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ وَيَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهِ وَلَا يَسْتَشْعِرُ مِنْهُ خَجَلًا وَلَا حَيَاءً،فَذَاكَ إِنْ شَاءَ اللهُ هُوَ الْإِيمَانُ دُونَ الرَّثَاثَةِ بِعَيْنِهَا وَاللهُ أَعْلَمُ "
أما ما يواري العورة ففيه تفصيل: فما يلي حقويه (معقد الإزار والسروال) لا بد أن يكون فيه شيء من التحجيم لجزء من العورة،ولكن لا حرج -بشرط ألا يجاوز مقدار الحاجة-؛ لأن الإزار أو السروال أو البنطال لا يستمسك على الحقو إلا بذلك،فالحاجة تقتضيه.
وما جاوز موضع الحاجة فلا يجوز أن يكون ضيقاً يحجِّم العورة.
ولا يعتبر ساتراً للعورة بالمعنى الشرعي؛ لأن ما يستر العورة يجب أن يكون واسعاً لا يصف (إلا ما تقتضيه الحاجة،وقد سبق ذكره)،صفيقاً لا يشف ما تحته.
ونحن نربأ بالشاب العاقل ذي المروءة والحياء أن يخرج للناس بهذه البناطيل الضيقة،التي لا تليق بالرجل السوي الخلوق الحيي.
اجتناب الثياب الضيقة والمحجّمة والشفافة للرجل والمرأة،واختيار الثياب الساترة والمريحة،وخاصة للفتاة،والحذر من التزيّن والتبرّج.
فالبنطال الضيق (كالسترتش ونحوه) لا يجوز للمرأة أن تلبسه عند النساء،ويخشى على من لبسته أن يحق عليها حديث أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ».
ومعنى كاسيات عاريات: أي كاسيات في الصورة،عاريات في الحقيقة؛ لأنهن يلبسن ملابس تصف (تحجم) الجسد،فتبدو عوراتهن موصوفة بارزة،بحيث يحجم لباسهن الأفخاذ والأرداف،وهذا يناقض المقصود من اللبس.
لاَ يَجُوزُ لُبْسُ الرَّقِيقِ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا كَانَ يَشِفُّ عَنِ الْعَوْرَةِ،فَيُعْلَمُ لَوْنُ الْجِلْدِ مِنْ بَيَاضٍ أَوْ حُمْرَةٍ،سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الرَّجُل وَالْمَرْأَةُ وَلَوْ فِي بَيْتِهَا،هَذَا إِنْ رَآهَا غَيْرُ زَوْجِهَا،لِمَا يَأْتِي مِنَ الأَْدِلَّةِ،وَهُوَ بِالإِْضَافَةِ إلى ذَلِكَ مُخِلٌّ بِالْمُرُوءَةِ،وَلِمُخَالَفَتِهِ لِزِيِّ السَّلَفِ،وَلاَ تَصِحُّ الصَّلاَةُ فِي مِثْل تِلْكَ الثِّيَابِ،وَيَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ لُبْسُهُ إِذَا كَانَ لاَ يَرَاهَا إِلاَّ زَوْجُهَا.أَمَّا مَا كَانَ رَقِيقًا يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ،وَلَكِنَّهُ يَصِفُ حَجْمَهَا حَتَّى يُرِي شَكْل الْعُضْوِ فَإِنَّهُ مَكْرُوهٌ.فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:إِنَّ الرَّجُلَ لِيَلْبَسُ وَهُوَ عَارٍ.يَعْنِي:الثِّيَابَ الرِّقَاقَ .
وعَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ،أَنَّ أَبَاهُ أُسَامَةَ،قَالَ:كَسَانِي رَسُولُ اللهِ rقُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَاهَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ،فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي،فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ ؟ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي.فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلاَلَةً،إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا.
فَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى النَّهْيِ عَنْ لُبْسِ اللِّبَاسِ الَّذِي يَصِفُ مَا تَحْتَهُ مِنَ الْبَدَنِ،وَلِهَذَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ:دَخَلَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا خِمَارٌ رَقِيقٌ،فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ،وَكَسَتْهَا خِمَارًا كَثِيفًا "
وعَنْ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِىِّ أَنَّهُ قَالَ أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -r- بِقَبَاطِىَّ فَأَعْطَانِى مِنْهَا قُبْطِيَّةً فَقَالَ « اصْدَعْهَا صَدْعَيْنِ فَاقْطَعْ أَحَدَهُمَا قَمِيصًا وَأَعْطِ الآخَرَ امْرَأَتَكَ تَخْتَمِرُ بِهِ ». فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ « وَأْمُرِ امْرَأَتَكَ أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهُ ثَوْبًا لاَ يَصِفُهَا ».
وَيُشْتَرَطُ فِي السَّاتِرِ أَنْ لاَ يَكُونَ رَقِيقًا يَصِفُ مَا تَحْتَهُ بَل يَكُونُ كَثِيفًا لاَ يُرَى مِنْهُ لَوْنُ الْبَشَرَةِ وَيُشْتَرَطُ كَذَلِكَ أَنْ لاَ يَكُونَ مُهَلْهَلاً تُرَى مِنْهُ أَجْزَاءُ الْجِسْمِ لأَِنَّ مَقْصُودَ السِّتْرِ لاَ يَحْصُل بِذَلِكَ .
وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ سِتْرَ الْعَوْرَةِ غَيْرُ وَاجِبٍ بَيْنَ الرَّجُل وَزَوْجَتِهِ،إِذْ كَشْفُ الْعَوْرَةِ مُبَاحٌ بَيْنَهُمَا،فعَنْ بَهْزٍ قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنْ جَدِّي،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ قَالَ:احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ،أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ فَإِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ؟ قَالَ:إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ فَلاَ يَرَيَنَّهَا.قُلْتُ فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ قَالَ:فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ.
كما لا يجوز للمرأة أن تلبس الضيق عند أحد من محارمها سوى زوجها فحسب.
لقد رأينا تساهل النساء في لباسهن عند محارمهن -غير الزوج- أفضى بكثير منهن إلى نزع جلباب الحياء والجرأة في التبرج والسفور والتساهل في الحشمة والحجاب.
فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -r- وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ -r- وَقَالَ « يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا ». وَأَشَارَ إلى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ
فلِبَاسُ الْمَرْأَةِ قَدْ يَكْشِفُ عَنِ الْعَوْرَةِ،وَقَدْ يَسْتُرُهَا وَلَكِنَّهُ يَصِفُ حَجْمَهَا،وَهُوَ فِي كِلْتَا الْحَالَتَيْنِ غَيْرُ شَرْعِيٍّ ..






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:26 PM
المشاركة 17
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-12-آداب الكلام

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم،وشقّ له سمعه وبصره،وزوده بمعجزة العقل وآتاه وسائل التعلم والاكتساب قال تعالى:{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (23)} الملك.
وقال تعالى:{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9)} البلد.
ومن مهمات اللسان الكثيرة التعبير عن حاجات النفس وإيصال المعلومات إلى الغير عن طريق النطق والكلام. قال تعالى:{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} الرحمن.
وأمر الله تعالى المسلم بمراعاة أقواله كما يراعي أعماله،ولهذا قيل " مَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ ".
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ،وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ،وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ،فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ .
وأمره أن يقول الحق الذي يرضيه،وأن يراقبه عند كل كلمة تخرج من فيه،فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً،يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ،وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ » . وعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ،قَالَ:مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ،وَهُوَ جَالِسٌ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ،فَقَالَ عَلْقَمَةُ:يَا فُلاَنُ،إِنَّ لَكَ حُرْمَةً،وَإِنَّ لَكَ حَقًّا،وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلاَءِ الْأُمَرَاءِ فَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ،وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ،مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ،فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ،وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ،مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ،فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ عَلْقَمَةُ:انْظُرْ وَيْحَكَ مَاذَا تَقُولُ،وَمَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ،فَرُبَّ كَلاَمٌ قَدْ مَنَعَنِي مَا سَمِعْتُهُ مِنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ."
وعَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ،يَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ،يَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هذه قيمة الكلام في الاسلام،حتى لقد صار المسلم يتورع في النطق كما يتورع في المأكل والمشرب،فيجتنب اللغو وما لا طائل وراءه كما يجتنب المحرمات والشبهات.
كيف لا يكون ذلك وهو يتمثل قوله تعالى:{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} ق.فلاَ يَصْدُرُ عَن الإِنسَانِ لَفْظ أوْ كَلمَةٌ إلاَّ وَلَديهِ مَلكٌ حَاضِرٌ مَعَهُ،مُرَاقِبٌ لأعْمالِه يُثبتُها في صَحِيفَتِهِ .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ».متفق عليه.
وعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتَ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ،جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ،وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ،فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ،وَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ.
وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلاَّ بِمِئْزَرٍ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ،فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتَ،وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ مِنْ نِسَائِكُمْ فَلاَ تَدْخُلِ الْحَمَّامَ ".
قال أحدهم:
وتجنّب الفحشاء لا تنطق بها …………ما دمت في جدّ الكلام وهزله
واحبس لسانك عن رديء مقالة …………وتوقّ من عثر اللسان وزله
وبين أيدينا باقة من آداب الكلام نبسطها كما يلي:
اختيار أجمل الكلام،وأحسن الألفاظ،أثناء مخاطبة الناس،كما يختار أطايب الطعام،والرد على ما يسمعه منهم بلباقة وتهذيب،قال تعالى:{وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إلى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } (24) سورة الحـج.
لقد هداهم الله في الدنيا إلى طيب القول: من كلمة التوحيد وحَمْد الله والثناء عليه،وفي الآخرة إلى حمده على حسن العاقبة،كما هداهم من قبل إلى طريق الإسلام المحمود الموصل إلى الجنة.
وعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « اتَّقُوا النَّارَ ».ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ،ثُمَّ قَالَ « اتَّقُوا النَّارَ ».ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ثَلاَثًا،حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا،ثُمَّ قَالَ « اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ،فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ » متفق عليه.
التمهّل في الكلام وبيانه حتى يفهم المستمع المراد من الحديث ويعقل مقصوده ومغزاه.
فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَلاَ يُعْجِبُكَ أَبُو فُلاَنٍ جَاءَ فَجَلَسَ إلى جَانِبِ حُجْرَتِى يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - r-،يُسْمِعُنِى ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِىَ سُبْحَتِى،وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ،إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ متفق عليه.
وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ،أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ،أَنَّ عَائِشَةَ،قَالَتْ:أَلاَ يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إلى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ rيُسْمِعُنِي ذَلِكَ،وَكُنْتُ أُسَبِّحُ،فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي،وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rلَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.
وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ،أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ،أَنَّ عَائِشَةَ،قَالَتْ:أَلاَ يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ ؟ جَاءَ فَجَلَسَ إلى بَابِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ rيُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ،فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي،وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ rلَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ:وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ،إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:يَقُولُونَ:إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ،أَوْ قَالَ:أَكْثَرَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ،وَيَقُولُونَ:مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ لاَ يَتَحَدَّثُونَ بِمِثْلِ أَحَادِيثِهِ،وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ إِنَّ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلٌ أَرَضِيهِمْ،وَأَمَّا إِخْوَانِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ،فَكَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ،وَكُنْتُ أَخْدِمُ رَسُولَ اللهِ rعَلَى مِلْءِ بَطْنِي،فَأَشْهَدُ مَا غَابُوا،وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا،وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ rيَوْمًا:أَيُّكُمْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ،فَيَأْخُذُ حَدِيثِي هَذَا ثُمَّ يَجْمَعُهُ إلى صَدْرِهِ،فَإِنَّهُ لَنْ يَنْسَى شَيْئًا يَسْمَعُهُ،فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ حَتَّى جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي،فَمَا نَسِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئًا حَدَّثَنِي بِهِ،وَلَوْلاَ آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حُدِّثْتُ شَيْئًا أَبَدًا:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} [البقرة:159،160]
وعَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ كَانَ كَلاَمُ رَسُولِ اللَّهِ -r- كَلاَمًا فَصْلاً يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ.. رواه أبو داود.
وعَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ اسْمَعِى يَا رَبَّةَ الْحُجْرَةِ اسْمَعِى يَا رَبَّةَ الْحُجْرَةِ. وَعَائِشَةُ تُصَلِّى فَلَمَّا قَضَتْ صَلاَتَهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ أَلاَ تَسْمَعُ إلى هَذَا وَمَقَالَتِهِ آنِفًا إِنَّمَا كَانَ النَّبِىُّ -r- يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لأَحْصَاهُ.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ.
مخاطبة المستمع على قدر فهمه،وبما يناسب ثقافته ومستواه العلمي،وإلا ساء ظنّه،وحسب الكلام استهزاء به وتنقيصا له. قَالَ عَلِىٌّ :حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ،أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "
تجنّب الخوض في أحاديث لا يعلمها،أو غير متأكد من صحتها،أو لا يعلم عنها إلا الظنّ فإن الظنّ أكذب الحديث. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ،وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَسَّسُوا،وَلاَ تَحَاسَدُوا،وَلاَ تَنَافَسُوا،وَلاَ تَبَاغَضُوا،وَلاَ تَدَابَرُوا،وَكُونُوا عِبَادًا لِلَّهِ إِخْوَانًا.
لزوم قلة الكلام إلا إذا كان جوابا،أو نصيحة،أو أمرا بالمعروف،أو نهيا عن المنكر،أو دعوة إلى الله.
قال تعالى:{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء.
لا نفع في كثير من كلام الناس سرّاً فيما بينهم،إلا إذا كان حديثًا داعيًا إلى بذل المعروف من الصدقة،أو الكلمة الطيبة،أو التوفيق بين الناس،ومن يفعل تلك الأمور طلبًا لرضا الله تعالى راجيًا ثوابه،فسوف نؤتيه ثوابًا جزيلا واسعًا.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِى ». الترمذي.
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ،قَالَ:قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ:لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمُ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ،فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ اللهِ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ،لاَ تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ الْعِبَادِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ،وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيد،فَإِنَّمَا النَّاسُ رَجُلاَنِ:مُبْتَلًى وَمُعَافًى،فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلاَءِ،وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ.
تجنب الثرثرة واللغو والكلام الذي لا طائل منه،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)} المؤمنون.
والذِينَ يَنْصِرِفُونَ إلى الجِدِّ،وَيُعْرِضُونَ عَمَّا لاَ فَائِدَةَ مِنْهُ مِنَ الأَفْعَالِ والأَقْوالِ ( اللَّغْوِ ).وَقَدْ وَصفَ اللهُ تعالى المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ:{ والذين لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } أَيْ إِنَّهُمْ لاَ يَتَوقَّفُونَ وَلاَ يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ .
تعقل الكلام قبل النطق به،والتفكر في عواقبه،وتجنب إلقاء الكلام دون روية وإستيعاب،قال تعالى:{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} ق.
وَلاَ يَصْدُرُ عَن الإِنسَانِ لَفْظ أوْ كَلمَةٌ إلاَّ وَلَديهِ مَلكٌ حَاضِرٌ مَعَهُ،مُرَاقِبٌ لأعْمالِه يُثبتُها في صَحِيفَتِهِ
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:أَنّ رَسُولَ اللَّهِ rكَانَ:إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ،أَعَادَهَا ثَلاثًا لِتُعْقَلَ عَنْهُ "
وعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ - r- أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلاَثًا،وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثًا .
وعن عمر بن عبد الله،مولى غفرة،حدثني إبراهيم بن محمد،من ولد علي،قال:كان علي بن أبي طالب إذا وصف النبي r،قال:« كان أَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا،وَأَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا،وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً،وَأَوْفَى النَّاسِ بِذِمَّةٍ،وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً،وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً،مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ،وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ،يَقُولُ نَاعِتُهُ:لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ.،r»
الصمت لمن هو أعلى مقاما،وأرفع قدرا،وأغزر علما،وأكبر سنا،وأعظم فضلا،والإصغاء لكلامه،والإقبال عليه بالسمع والبصر. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ:" كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُتَحَدَّثُ فِي مَجْلِسِهِ،وَلَا يُبْرَى فِيهِ قَلَمٌ،وَلَا يَبْتَسِمُ أَحَدٌ،فَإِنْ تَحَدَّثَ أَوْ بَرَى قَلَمَا،صَاحَ وَلَبِسَ نَعْلَيْهِ وَدَخَلَ،وَكَذَا يَفْعَلُ ابْنُ نُمَيْرٍ،وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي هَذَا،وَكَانَ وَكِيعٌ أَيْضًا فِي مَجْلِسِهِ كَأَنَّهُمْ فِي صَلَاةٍ،فَإِنْ أَنْكَرَ مِنْ أَمْرِهِمْ شَيْئًا انْتَعَلَ وَدَخَلَ،وَكَانَ ابْنُ نُمَيْرٍ يَغْضَبُ وَيَصِيحُ،وَكَانَ إِذَا رَأَى مَنْ يَبْرِي قَلَمَا،تَغَيَّرَ وَجْهُهُ "
تجنب الكلام حتى ينتهي المتكلم في المجلس،لأن مجلس العقلاء لا يتكلم فيه اثنان معا. فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ rيَوْمًا،فَقَالُوا:انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ،وَالشِّعْرِ،فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا،وَشَتَّتَ أَمْرَنَا،وَعَابَ دِينَنَا،فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَا يَرُدُّ عَلَيْهِ،قَالُوا:مَا نَعْلَمُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،قَالُوا:أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ،فَأَتَاهُ عُتْبَةُ،فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ،أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ،ثُمَّ قَالَ:أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ r،قَالَ:فَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلاءِ خَيْرٌ مِنْكَ فَقَدْ عَبَدُوا الآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ،وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ،إِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ فَرَّقْتَ جَمَاعَتَنَا،وَشَتَّتَ أَمْرَنَا،وَعِبْتَ دِينَنَا،فَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ،حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِي قُرَيْشٍ سَاحِرًا،وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا،وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إِلا مِثْلَ صَيْحَةَ الْحُبْلَى بِأَنْ يَقُومَ بَعْضُنَا إلى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ حَتَّى نَتَفَانَى أَيُّهَا الرَّجُلُ،إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ جَمَعْنَا حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلا،وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ فَنُزَوِّجُكَ عَشْرًا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:أَفَرَغْتَ ؟ قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: ? بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ?،حَتَّى بَلَغَ:? فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ?،فَقَالَ عُتْبَةُ:حَسْبُكَ حَسْبُكَ،مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا ؟ قَالَ:لا،فَرَجَعَ إلى قُرَيْشٍ،فَقَالُوا:مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ:مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلا كَلَّمْتُهُ،قَالُوا:هَلْ أَجَابَكَ ؟ قَالَ:نَعَمْ،وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنِيَّةً،مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:? أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ?،قَالُوا:وَيْلَكَ يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لا تَدْرِي مَا قَالَ ؟ قَالَ:لا،وَاللَّهِ مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ "
تجنب مقاطعة أحد،أو تصحيح كلامه،أو تجريحه،أو تخطيه،أو السخرية من كلامه.
قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (83) سورة البقرة
واذكروا يا بني إسرائيل حين أخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا: بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له،وأن تحسنوا للوالدين،وللأقربين،وللأولاد الذين مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم،وللمساكين،وأن تقولوا للناس أطيب الكلام،مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة،ثم أَعْرَضْتم ونقضتم العهد -إلا قليلا منكم ثبت عليه- وأنتم مستمرون في إعراضكم.
وقال تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت.
ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن،والقول الجميل،والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك،إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنوا،أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون،وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا،وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم،وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته،ولا في ربوبيته،ولا في أسمائه وصفاته،ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به،ونهانا عنه.
خفض الصوت وعدم رفعه أكثر من الحاجة،وتجنب الصخب والضجيج،والصراخ والانفعال.
قال تعالى:{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} لقمان.
وَامشِ مُقْتَصِداًَ فِي مَشْيِكَ،عَدْلاً وَسَطاً بَيْنَ البَطِيءِ المُتَثَبِّطِ،والسَّريعِ المُفْرِطِ،وَلا تُبَالِغْ فِي الكَلاَمِ،وَلا تَرْفَعَ صَوْتَكَ فِيمَا لا فَائِدَةَ مِنْهُ،وَحِينَما لاَ تَكُونَ هُنَاكَ حَاجَةٌ إلى رَفْعِ الصَّوتِ،فَذَلِكَ يَكُونُ أَوْقَرَ لِلمُتَكَلِّمِ،وأَبْسَطَ لِنَفْسِ السَّامِعِ.ثُمَّ قَالَ لُقْمَانُ لاْبِنِهِ مُنَفِّراً إِيَّاهُ مِنْ رَفْعِ صَوْتِهِ حِينَما لاَ يَكُونُ هُنَاكَ حَاجَةً لِذلِك:إِنَّ الحِمَارَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ عِندَ النَّهِيقِ،ولكِنَّ الصَّوْتَ الذِي يَصْدُرُ عَنْهُ قَبيحٌ مُنْكَرٌ،فَلاَ يَلِيقُ بالإِنسَانِ العَاقِلِ أَنْ يَفْعَلَ فِعْلَ الحِمَارِ "
التزام الهدوء والابتسام أثناء الكلام،وعدم التجهم والعبوس في وجوه الناس.
فعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ،قَالَتْ:كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ،لاَ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلاَّ تَبَسَّمَ فِيهِ،فَقُلْتُ لَهُ:إِنِّي أَخْشَى أَنْ يُحَمِّقَكَ النَّاسُ فَقَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rلاَ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلاَّ تَبَسَّمَ.". رواه أحمد.
تجنّب الخبيث من الكلام،والهجين من الألفاظ،لأن المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا. فعَنْ مَسْرُوقٍ،قَالَ:قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو:إِنَّ رَسُولَ اللهِ rلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا،وَلاَ مُتَفَحِّشًا،وَكَانَ يَقُولُ:خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا.
وعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَةَ إلى الْكُوفَةِ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ - r- فَقَالَ لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا،وَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا » .
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ،قَالَ:قُلْتُ لِعَائِشَةَ:كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللهِ rفِي أَهْلِهِ ؟ قَالَتْ:كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا،لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا،وَلاَ مُتَفَحِّشًا،وَلاَ سَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ،وَلاَ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ،وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ،وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ».متفق عليه
وعَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ قَالَ « مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ »
تجنب الحلف والإكثار من القسم أثناء الكلام،وعدم الحلف إلا لضرورة. فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ،أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ r،يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ،فَإِنَّهُ يُنْفَقُ،ثُمَّ يُمْحَقُ.
وقال تعالى:{لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (89) سورة المائدة.
وإنما حذر عن كثرة الحلف ؛ لأن الغالب ممن كثرت أيمانه وقوعه في الكذب والفجور،وإن سلم من ذلك على بعده لم يسلم من الحنث،أو النَّدم ؛ لأن اليمين حنث أو مندمة.وإن سلم من ذلك لم يسلم من مدح السلعة المحلوف عليها،والإفراط في تزيينها ليروجها على المشتري،مع ما في ذلك من ذكر الله تعالى لا على جهة التعظيم،بل على جهة مدح السِّلعة،فاليمين على ذلك تعظيم للسِّلع،لا تعظيم لله تعالى.وهذه كلها أنواع من المفاسد لا يقدم عليها إلا من عقله ودينه فاسد
تجنّب الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملائكة والآباء والحياة والرأس والشرف.. إلخ.
فعَنِ ابْنِ عُمَرَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rأَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ،فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ،فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ،أَوْ لِيَسْكُتْ. متفق عليه.
وعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ،سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ،رَجُلاً يَقُولُ:وَالْكَعْبَةِ فَقَالَ:لاَ تَحْلِفْ بِغَيْرِ اللهِ،فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ وَأَشْرَكَ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ،وَلاَ بِأُمَّهَاتِكُمْ،وَلاَ بِالأَنْدَادِ،وَلاَ تَحْلِفُوا إِلاَّ بِاللَّهِ،وَلاَ تَحْلِفُوا إِلاَّ وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ.
إلزام اللسان كثرة الاستغفار كلما بدر منه سيئة أو صدرت عنه خطيئة. فعَن حُذَيْفَةَ،قَالَ:شَكَوْت إلى رَسُولِ اللهِ rذَرَبَ لِسَانِي فَقَالَ:أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ،إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِئَة مَرَّةٍ. الذرب:فساد اللسان وبذاؤه
"وفي الحديث دليل على أن سبب ذرب اللسان هو الذنوب فإذا غفرها الله سبحانه وتعالى بالاستغفار ذهب ذلك عن صاحبه وأما رسول الله rفهو معصوم عن ذلك وإنما قال هذه المقالة واستغفر هذا الاستغفار ليبين لأمته ما يفعلون إذا بلى أحدهم بذلك "





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:28 PM
المشاركة 18
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
مراقبة اللسان وحفظه،وحبسه وكفه عن المهلكات والمحرمات التالية:
الكذب في الجد والهزل،فهو من أعظم الذنوب وأشد الكبائر. فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ rفِي سَفَرٍ،فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ،فَقُلْتُ:يَا نَبِيَّ اللهِ،أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ،وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ.قَالَ:لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ،وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ،تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ،وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،وَتَصُومُ رَمَضَانَ،وَتَحُجُّ الْبَيْتَ،ثُمَّ قَالَ:أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟:الصَّوْمُ جُنَّةٌ،وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ،وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ قَرَأَ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}،حَتَّى بَلَغَ:{يَعْمَلُونَ}،ثُمَّ قَالَ:أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ فَقُلْتُ:بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.قَالَ:رَأْسُ الأَمْرِ الإِِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ،وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ:أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ فَقُلْتُ لَهُ:بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ.فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ،فَقَالَ:كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ:ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ،وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ،أَوْ قَالَ:عَلَى مَنَاخِرِهِمْ،إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟.
الغيبة وهي ذكر أحد بما يكره،وهي تدل على نقص فاعلها وخسة نفسه وقلة مروءته. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ». قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ قَالَ « إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».
النميمة وهي نقل الأحاديث السيئة للإيقاع بين المتحابين وهي تدل على خبث النفس وضعتها وأنانيتها. فعَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ».
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اجتنبوا كثيرًا من ظن السوء بالمؤمنين; إن بعض ذلك الظن إثم،ولا تُفَتِّشوا عن عورات المسلمين،ولا يقل بعضكم في بعضٍ بظهر الغيب ما يكره. أيحب أحدكم أكل لحم أخيه وهو ميت؟ فأنتم تكرهون ذلك،فاكرهوا اغتيابه. وخافوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه. إن الله تواب على عباده المؤمنين،رحيم بهم.
المراء والجدال العقيم،وقيل وقال،والخوض فيما لا طائل منه ولا ثمرة بعده. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ،بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ،وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ،بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا،وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَةُ،بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلَاهَا "
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَنَا زَعِيمُ بِبَيْتٍ بِرَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ،وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا،وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ،وَإِنْ كَانَ مَازِحًا،وَبِبَيْتٍ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حُسُنَ خُلُقُهُ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا،وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاَثًا،يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا،وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ أَمَرَكُمْ،وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ،وَقَالَ:وَإِضَاعَةَ الْمَالِ،وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ.
وعَنِ الشَّعْبِىِّ حَدَّثَنِى كَاتِبُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إلى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنِ اكْتُبْ إلى بِشَىْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِىِّ - r-.فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - r- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا قِيلَ وَقَالَ،وَإِضَاعَةَ الْمَالِ،وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ » .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ».
تزكية النفس،والاعتداد بها،والتحدث عن أعمالها ومناقبها وأمجادها ومآثرها،قال تعالى:{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (32) سورة النجم
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِىِّ - r- فَقَالَ « وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ،قَطَعْتَ عُنَقَ صَاحِبِكَ ».مِرَارًا ثُمَّ قَالَ - « مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلاَنًا،وَاللَّهُ حَسِيبُهُ،وَلاَ أُزَكِّى عَلَى اللَّهِ أَحَدًا،أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ »
اللعان والسباب والفحش والشتم والطعن والولوغ في أعراض الناس وسمعتهم همزا ولمزا. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِاللِّعَّانِ،وَلَا الطَّعَّانِ،وَلَا الْفَاحِشِ،وَلَا الْبَذِيءِ "
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِاللَّعَّانِ،وَلا بِالطَّعَّانِ،وَلا الْفَاحِشِ،وَلا الْبَذِيءِ "
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَإِيَّاكُمْ وَ الْفُحْشَ،فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ،وَلاَ التَّفَحُّشَ،وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ،فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الشُّحُّ،أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ،فَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ،وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ،فَفَجَرُوا،وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ،فَبَخِلُوا،فَقَالَ رَجُلٌ:يَا رَسُولَ اللهِ،وَأَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ،وَيَدِكَ،قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ،قَالَ:أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ،قَالَ:وَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: الْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ،هِجْرَةُ الْحَاضِرِ،وَهِجْرَةُ الْبَادِي،أَمَّا الْبَادِي،فَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ،وَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ،وَأَمَّا الْحَاضِرُ،فَهُوَ أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً،وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا.
ذم أي شيء،واحتقار أي مخلوق،والدعاء على أي أحد. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
كثرة المزاح،وإضحاك الآخرين،حتى تصير عادة تسقط المهابة،وتذهب بالحياء.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا:تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ،وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ،وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ،تَكُنْ مُؤْمِنًا،وَأَحْسِنْ إلى مُجَاوِرَةِ مَنْ جَاوَرَكَ،تَكُنْ مُسْلِمًا،وَأَقِلَّ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ،أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ:قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ.قَالَ:فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ثُمَّ قَالَ:اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ،وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ،وَأَحْسِنْ إلى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا،وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا،وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ،فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
والضحك أحياناً لا بأس به،فعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنَّا رَأْسَهُ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ،فَإِنَّهُمَا كَانَا يَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا"
وعَنْ أَنَسٍ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r" " كَانَ يَخْرُجُ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَهُمْ جُلُوسٌ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَا يَرْفَعُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَصَرَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمَا وَيَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا "
والمزاح إذا كان قليلا وبحق فلا بأس به،فعنْ عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ،قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لابْنِ عُمَرَ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ r, يَقُولُ:إِنِّي لأَمْزَحُ،وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا؟ قَالَ: نَعَمْ.
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -r- أَنَّهَا قَالَتْ:مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَطُّ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتَهُ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ قَالَتْ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِى وَجْهِهِ فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ،وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِى وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ قَالَ :« يَا عَائِشَةُ وَمَا يُؤَمِّنُنِى أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ ». وَتَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -r- {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (24) سورة الأحقاف.
السخرية من الناس،والاستهزاء بضعفائهم،وتنقيص أقدارهم،والحط من مكانتهم. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات.
وعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ،أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ،كَانَ يَحْتَزُّ لِرَسُولِ اللهِ rسِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ،وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقَّةٌ،فَضَحِكَ الْقَوْمُ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ،وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ.
المبالغة في المدح،والتكريم والتعظيم،حتى يصير تملقا ونفاقا.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ « أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ». رواه الترمذي.
وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ،قَالَ: أَوْصَى ابْنُ مَسْعُودٍ أَبَا عُبَيْدَةَ ابْنَهُ بِثَلاثِ كَلِمَاتٍ"أَيْ بنيْ،أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ،وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ".
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،قَالَ:لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ rفَقَالَ لِي:يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ،صِلْ مَنْ قَطَعَكَ،وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ،وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ.
قَالَ:ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ rفَقَالَ لِي:يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ،أَمْلِكْ لِسَانَكَ،وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ،وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ.
قَالَ:ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ rفَقَالَ لِي:يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ،أَلاَ أُعَلِّمُكَ سُوَرًا مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الإِِنْجِيلِ وَلاَ فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهُنَّ،لاَ يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ لَيْلَةٌ إِلاَّ قَرَأْتَهُنَّ فِيهَا:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}،وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}،وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}،قَالَ عُقْبَةُ:فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ إِلاَّ قَرَأْتُهُنَّ فِيهَا،وَحُقَّ لِي أَنْ لاَ أَدَعَهُنَّ وَقَدْ أَمَرَنِي بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ r.
وَكَانَ فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ،إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ:أَلاَ فَرُبَّ مَنْ لاَ يَمْلِكُ لِسَانَهُ،أَوْ لاَ يَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِهِ وَلاَ يَسَعُهُ بَيْتُهُ.
وعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ،وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ،وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ "
وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ،قَالَ:قُلْ:رَبِّيَ اللَّهُ،ثُمَّ اسْتَقِمْ،قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ قَالَ:فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ:هَذَا ".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ:الْمَعْنَى فِي أَخْذِ النَّبِيِّ rلِسَانَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ:هَذَا،وَقَدْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَقُولَ:اللِّسَانُ،مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ لِسَانَهُ أَنَّهُ rكَانَ عَالِمًا بِالْعِلْمِ الَّذِي كَانَ يُعِلِّمُ النَّاسَ،فَأَرَادَ أَنْ يَسْبِقَ نَفْسَهُ إلى الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ الَّذِي اسْتُعْلِمَ،فَعَلِمَ بِأَنَّهُ أَخْبَرَ السَّائِلَ بِأَنَّ أَخْوَفَ مَا يَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يُورِدَ صَاحِبَهُ الْمَوَارِدَ،وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْبِضَ عَلَيْهِ،وَلاَ يُطْلِقَهُ،فَعَمِلَ rبِمَا كَانَ يَعْلَمُهُ أَوَّلاً،حَتَّى يُفَصِّلَ مَوَاضِعَ الْعِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ.
وتجوز المبالغة بالذم لمن يعادي الإسلام،فعَنْ أَنَسٍ،قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ r: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ،قَالَ:فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ،وَرَكِبَ حِمَارًا،وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ،وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ،فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ r،قَالَ:إِلَيْكَ عَنِّي،فَوَاللهِ،لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ.قَالَ:فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ:وَاللهِ،لَحِمَارُ رَسُولِ اللهِ rأَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ،قَالَ:فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ،قَالَ:فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ،قَالَ:فَكَانَ بَيْنَهُمْ ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَبِالأَيْدِي وَبِالنِّعَالِ،قَالَ:فَبَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِمْ :{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (9) سورة الحجرات.

____________






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:30 PM
المشاركة 19
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-13-آداب بيتية

يقضي الإنسان فترة راحته وخلوته مع أهله وأسرته في بيته،ولا بدّ خلال هذه الفترة في تعامله مع نفسه أو أهله أو مرافق بيته من مبادئ صحيحة وقواعد سليمة ينال بها رضاء الله تعالى،ويحقق بها سعادته وتقواه.
وأهم ما يتزود به المسلم من بيته هو عبادة الله تعالى عندما يكون خاليا،ومراقبته له سبحانه وقيامه في الليل إلى صلاته ودعائه وعرض حوائجه ومناجاته.
ويأتي في الدرجة الثانية تزوده بالمعارف والعلوم من خلال مطالعاته وقراءاته في الكتب النافعة المفيدة في أوقات فراغه وصفائه.
ثم يأتي وقت التفكير والاستعداد للقاء الناس،وكيفية صحبتهم،وخاصة في معاملاته مع أهله وإخوته وأرحامه.
ثم يتبع ذلك وقت راحته ونومه،واستعادة نشاطه الجسمي من خلال طعامه وشرابه،ونظافته واستحمامه وغير ذلك.
وهذه طائفة من الآداب البيتية نعرضها في الآتي:
تسمية الله تعالى عند الدخول إلى البيت.
فعَنْ جَابِرٍ،أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ r،يَقُولُ:إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ،قَالَ الشَّيْطَانُ:لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ،وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ،قَالَ الشَّيْطَانُ:أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ،وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ،قَالَ:أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ.
يُسْتَحَبُّ إِذَا دَخَل بَيْتَهُ أَنْ يُسَلِّمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحَدٌ وَلْيَقُل:السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.وَكَذَا إِذَا دَخَل مَسْجِدًا،أَوْ بَيْتًا لِغَيْرِهِ فِيهِ أَحَدٌ،يُسْتَحَبُّ أَنْ يُسَلِّمَ وَأَنْ يَقُول:السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ،السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْل الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ،فعن نافع،أن عبد الله بن عمر قال:إذا دخل البيت غير المسكون فليقل:السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "
قال تعالى:{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} (61) سورة النــور.
وأن يدعو بالدعاؤ التالي،فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ،فَلْيَقُلِ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ،وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ،بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا،وَبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا،وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا،ثُمَّ لْيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ. رواه أبو داود.
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -r- « يَا بُنَىَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ ». رواه الترمذي.
تجنب التسلل إلى البيت،أو الدخول فجأة على الأهل دون إشعار أو إعلام أو استئذان،لئلا يرى ما يكره أن يوقع أحدا في الحرج أو الرعب،وخاصة عند العودة من غيبة طويلة.
قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (189) سورة البقرة.
سَأَلَ بَعْضُ المُسْلِمينَ الرَّسُولَ rعَنِ اخْتِلافِ الهِلاَلِ:يَكُونُ صَغِيراً فَيَكْبُرُ،ثُمَّ يَعُودُ فَيَصْغُرُ.فَنَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ.وَفِيهَا يُجِيبُهُمُ اللهُ تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنِ الحِكْمَةِ فِي اخْتِلافِ الأَهِلَّةِ وَفَائِدَتِهِ،فَأَجِبْهُمْ:بِأَنَّهَا مَعَالِمُ للنَّاسِ،يُوَقِّتُونَ بِهَا أُمُورَ دُنْيَاهُمْ،فَيَعْلَمُونَ أَوْقَاتَ زُرُوعِهِمْ،وَأَجَلَ عقُودِهِمْ،وَهِيَ مَعَالِمُ لِلْعِبَادَاتِ المُوَقَّتَةِ،فَيَعْرِفُونَ بِهَا أَوْقَاتَها كَالصِّيَامِ،وَالإِفْطَارِ وَالحَجِّ.. وَلَوْ كَانَ الهِلاَلُ مُلاَزِماً حَالاً وَاحِداً لَمَا تَيَسَّرَ التَّوْقِيتُ بِهِ .
وَكَانَ العَرَبُ إِذَا أَحْرَمُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ أَتَوا البَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ،وَقِيلَ أَيْضاً إِنَ أَحَدَهُمْ إِذا أَرَادَ سَفَراً وَخَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لِسَفَرِهِ،ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ خُرُوجِهِ أَنْ يُقيمَ وَيَدَعَ السَّفَرَ،لَمْ يَدْخُلْ بَيْتِهِ مِنْ بَابِهِ،وَإِنَّمَا كَانَ يَتَسَوَّرُهُ مِنْ ظَهْرِهِ.فَأَمَرَهُمُ اللهُ تعالى بِدُخُولِ البُيُوتِ مِنْ أَبْوابَها.وَيَقُولُ تعالى لِلْمُؤْمِنينَ إِنَّ البِرَّ هُوَ التَّقْوَى،وَلَيسَ فِي إِتْيانِ البُيُوتِ مِنْ ظُهُورِها بِرٌّ،وَلاَ تَقْوَى.فَاتَّقُوا الله،وَافْعَلُوا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ،وَاتْرُكُوا مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ،لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِذا وَقَفْتُمْ فِي الآخِرَةِ بَيْنَ يَدَيهِ لِلْحِسَابِ .
وعَنِ الْبَرَاءِ قَالَ كَانُوا إِذَا أَحْرَمُوا فِى الْجَاهِلِيَّةِ أَتَوُا الْبَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ).
مراقبة الله تعالى في الوحدة،واجتناب المحرمات في الخلوة. عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِى مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ « احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِى بَعْضٍ قَالَ « إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلاَ يَرَيَنَّهَا ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا قَالَ « اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ ».
تجنب رفع الأصوات والصخب واللعب المزعج للأهل أو للجيران.
تجنب رفع صوت المذياع أو الرائي وخاصة في أوقات الراحة أو النوم.
تجنب سماع شيء أو رؤيته ما لا يليق بالمسلم إضاعة الوقت به.قال تعالى:{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)} الإسراء.
الانتباه للستر والحياء،وتجنب كشف العورات وخاصة عند تبديل الثياب،وعند الطهارة والاغتسال،ومراعاة الحشمة والأدب أثناء الجلوس والمنام،والغض عن عورات الآخرين.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،قَالَ:كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إلى الْبَيْتِ حِينَ بَنَتْ قُرَيْشٌ الْبَيْتَ،وَكَانَ رِجَالٌ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ فَكَانُوا يَنْقُلُونَ رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ،وَكَانَتِ النِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشِّيدَ،وَكُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا وَابْنُ أَخِي،فَكُنَّا نَضَعُ ثِيَابَنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ،فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ اتَّزَرْنَا،قَالَ:فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي وَمُحَمَّدٌ rقُدَّامِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ،فَتَأَخَّرَ مُحَمَّدٌ r،فَانْبَطَحَ عَلَى وَجْهِهِ،فَجِئْتُ أَسْعَى،وَأَلْقَيْتُ الْحَجَرَيْنِ،وَهُوَ يَنْظُرُ إلى شَيْءٍ فَوْقَهُ،قُلْتُ:مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَامَ فَأَخَذَ إِزَارَهُ،وَقَالَ:نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا،قُلْت:اكْتُمْهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا:مَجْنُونٌ
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؛ قَالَ:كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إلى الْبَيْتِ حِينَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ،وَكَانَ الرِّجَالُ مِنْ قُرَيْشٍ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ،وَكَانَتِ النِّسَاءُ تَنْقُلُ.قَالَ:وَكُنْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ r. قَالَ:فَكُنَّا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى أَرْقَابِنَا وَأُزُرِنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ،فَإِذَا غَشِيَنَا النَّاسَ ؛ اتَّزَرْنَا،فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي وَمُحَمَّدٌ rأَمَامِي لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ ؛ إِذْ خَرَّ رَسُولُ اللهِ r،فَانْبَطَحَ.قَالَ:فَأَلْقَيْتُ حَجَرِي وَجِئْتُ أَسْعَى ؛ فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ،فَقُلْتُ:مَا شَأْنَكَ ؟ فَقَامَ فَأَخَذَ إِزَارَهُ،فَقَالَ:« نُهِيتُ أَنْ أَمْشِي عُرْيَانًا ».قَالَ:فَكُنْتُ أَكْتُمُهُ النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا:مَجْنُونٌ،حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُبُوَّتَهُ r".
الرضا بما قسم الله تعالى من المسكن،وعدم التذمر من ضيقه أو سوء ظروفه،فكم من إنسان لا مأوى له يقيه حر الصيف وبرد الشتاء.
عن ابْنِ بُرَيْدَةَ،قَالَ:حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rكَانَ يَقُولُ إِذَا تَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي وَسَقَانِي،الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ،الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ،الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ،اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ،وَمَالِكَ كُلِّ شَيْءٍ،وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ،لَكَ كُلُّ شَيْءٍ،أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ..
وعَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ،قَالَتْ:أَتَانَا رَسُولُ اللهِ r،فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ طَعَامًا،فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ،فَوَجَدَهُ حَارًّا،فَقَالَ:حَسِّ،وَقَالَ ابْنُ آدَمَ إِنَّ أَصَابَهُ بَرْدٌ قَالَ:حَسِّ،وَإِنَّ أَصَابَهُ حَرٌّ قَالَ:حَسِّ. ثُمَّ تَذَاكَرَ رَسُولُ اللهِ r،وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الدُّنْيَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ،فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا،وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ نَفْسُهُ فِي مَالِ اللهِ وَمَالِ رَسُولِهِ r،لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 07:32 PM
المشاركة 20
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- عَلَّمَهُ دُعَاءً،وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ،قَالَ:" مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ:لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ،لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ،وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ،وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ.اللَّهُمَّ مَا قَلْتُ مِنْ قَوْلٍ،أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ،أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ،فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ،مَا شِئْتَ كَانَ،وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ،وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ،إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.اللَّهُمَّ وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ،وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ،إِنَّكَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،تَوَفَّنِي مُسْلِمًا،وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ،وَبِرَدِّ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ،وَلَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِكَ،وَشَوْقًا إلى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ،وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ،أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ،أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً مُحْبِطَةً،أَوْ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ.اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ،فَإِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا،وَأُشْهِدُكَ - وَكَفَى بِكَ شَهِيدًا - إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ،لَكَ الْمُلْكُ،وَلَكَ الْحَمْدُ،وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ،وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ،وَلِقَاءَكَ حَقٌّ،وَالْجَنَّةَ حَقٌّ،وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا،وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إلى نَفْسِي تَكِلْنِي إلى ضَيْعَةٍ،وَعَوْرَةٍ،وَذَنْبٍ،وَخَطِيئَةٍ،وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ ; فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ،إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ،وَتُبْ عَلَيَّ ; إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " .
وعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ،أَنَّ فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ كَانَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ،وَبَرَدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ،وَلَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِكَ،وَالشَّوْقَ إلى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ،وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،وَزَعَمَ أَنَّهَا دَعَوَاتٌ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ r"
تفقد مرافق البيت وأثاثه،والحرص على سلامته،والقيام بإصلاح ما يحتاج إلى ذلك إن كان يحسن إصلاحه،وعدم إهماله حتى يكبر ويزيد.
الانتباه إلى نظافة البيت وطهارته والمشاركة في خدماته. عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِى حَسَّانَ،قَالَ:سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ:إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ،نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ،كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ،جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ،فَنَظِّفُوا (أُرَاهُ قَالَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ،قَالَ:فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ،فَقَالَ:حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنِ النَّبِىِّ،r, مِثْلَهُ،إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ "
وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " نَظِّفُوا أَفْنِيَتِكُمْ،فَإِنَّ الْيَهُودَ أَنْتَنُ النَّاسِ "
وعَنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِىُّ - r- يَصْنَعُ فِى بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِى خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إلى الصَّلاَةِ.رواه البخاري.
حفظ أسرار البيت الخاصة،وتجنب عدم إذاعتها أمام أحد.
الاستئذان والسلام عند الخروج من البيت،وإعلام الأهل عن الوجهة التي يريد.
ترديد دعاء الخروج من البيت عند الخروج منه.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -r- كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ « بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ أَوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا ». رواه الترمذي .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:" إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ،لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ،قَالَ:يُقَالُ حِينَئِذٍ:هُدِيتَ،وَكُفِيتَ،وَوُقِيتَ،فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ،فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ:كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ؟ "رواه أبو داود.
وعَن كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ:إذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ:بِسْمِ اللهِ،تَوَكَّلْت عَلَى اللهِ،وَلا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ،تلقت الشَّيَاطِينُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالُوا:هَذَا عَبْدٌ قَدْ هُدِيَ وَحُفِظَ وَكُفِيَ فَلا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ،فَيَتَصَدَّعُونَ عَنهُ."

____________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.