مولاتي المبجَّلة
ألتجريد في قضية الحلاج أمر أعتقده واجب تماماً
كونه عاش حياة تجريدية، وعند وضوئه يحيله الماء إلى نص سريالي
لذا حاولت إظهار الخرقة الصوفية التي اعتزلها ثم عاد إليها، وهذا ما أثار حفيظة المتصوفين..
فأدخلتها كـ "كولاج" لتتقمص دور المشتقة، حول عنق الجرَّة الذي كسرتها شطحاته.. حتى قال أنا الحق.
أما القبة الزرقاء، فقد تعمدت أن تكون على اليسار، كون الحلاج كان يساري الفكر، وليس محافظاً..
ويقابلها كمعادل قرائي.. بيت شعري له، وهو من جعل العباسيين يهدرون دمه.
"روحه روحي وروحي روحه من رأى روحين حلَّت بدنا"
وأما الشناشيل والأبواب فقد طردت تعويذة الحسد " أم سبع عيون"، واستلبت منها اللون الفيروزي..
وكذلك تلطخت بالدم.
فمما لايخفى على جنابكم الموقر..
أن للصوفية المتمثلة بابن أبي الحواري والتستري والسهروردي والحلاج والشبلي وغيرهم ممن خالفوا الجنيد والكرخي والكيلاني والرفاعي ومن هم برتبتهم
كانوا يعتقدون بالوحي الرباني والإلهام الروحاني والجفر والفلك والعدد.
والجفر هو المعنى الباطن للحديث، وهنا وددت أن أشتغل هذا النص اللوني تجريداً، كمحاولة للتأكيد على منهجهم الروحاني.
معذرة إن اسهبت سيدتي..
وألف شكر على زيارة متحف جنوني.

الأستفزاز الجمالي، هو ديدن المتأليقن أبداً
وهذا مالمسته من خلال مداخلاتكم العميقة ، التي تشي بوعي كبير.
قد يغيب التأويل عن البصر أحياناً، لكنه لن يغيب عن البصيرة.. لمن هم برتبتكم ألقاً وثقافة.
أما الجنون – حسب قناعتي – فهو أعلا مراتب العقل، وقد رسمت صورة عنه، حاولت فيها توضيح فكرة الجنون، من خلال موضوع أسميته "عبدالكريم سمعون.. بين الإبداع والجنون"
يمكنك التجول فيه، لتتبيني ماهي بضاعتي الفلسفية عن الجنون.
إذ تناولت الشاعر السوري المتألق عبدالكريم سمعون، المتشظي بين النقد والأدب، والفن.. بدراسة مُمَسْرَحة.. حاولت فيها الدفاع عن الجنون كمنظومة كبرى للإبداع.
تشرفني زياراتك مولاتي الموقرة

ألموقرة فاطمة جلال.. تحايا ودهن عود
ممتن لتدخلك بتعديل حجم اللوحة، وهذا ينم عن نبلك أيتها المبهرة.

أختي الكريمة.. تشرفت بمرورك الأنيق.
أية أداة للإبداع تقف عاجزة عن اتخاذ موقف معلن، مالم يطرزه بريق عيون المتلقين
فالمبدع راكد في غياب من هم برتبتكم رقياً.
محبتي واحترامي