احصائيات

الردود
26

المشاهدات
18110
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.40

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
04-18-2014, 11:26 AM
المشاركة 1
04-18-2014, 11:26 AM
المشاركة 1
افتراضي مائة عام من الغزلة : ما الذي جعلها واحدة من اروع الروايات .. نظرة معمقة
اعلن اليوم عن وفاة غابرييل غارسيا ماركيز صاحب رواية "مائة عام من العزلة"والتي تعتبر واحدة من اروع الروايات على الاطلاق وترجمت الى عدة لغات :

فما الذي جعلها واحدة من اجمل الروايات وأعظمها ؟
تعالوا نلقي عليها نظرة معمقة
.....

-----------


منوعات آخر تحديث الجمعة, 18 ابريل/نيسان 2014; 02:30 (gmt +0400)

غابرييل غارسيا ماركيزمائة عام من العزلةجائزة نوبلكولومبيا

اشتهر ماركيز بروايتي "مائة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (cnn) -- *أعلن في المكسيك عن وفاة الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز عن 87 عاما، الذي اشتهر بروايات مثل "مائة عام من العزلة،" و"الحب في زمن الكوليرا."

وحاز ماركيز عام 1982 على جائزة نوبل للآداب، واشتهر بأسلوبه الذي جمع بين الخيال والواقع في عالم حالم، كما أنه يعتبر من أهم روائيي أمريكا اللاتينية، إذ أن روايته "مائة عام من العزلة" هي من أعظم روايات العصر الحديث منذ نشر رواية "دون كيشوت،" للروائي الإسباني ميغيل دي تيربانتس.

وولد ماركيز، الذي كان يعرف باسم "غابو،" شمال كولومبيا، ونشأ في عائلة تعددت توجهاتها السياسية بين التشدد والتحرر.

وقد رثاه الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عبر تغريدة على تويتر قال فيها: "العظماء لا يموتون أبدا."

http://ia601705.us.archive.org/34/it...elfa.21016.pdf


قديم 04-18-2014, 01:31 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

رواية مائة عام من العزلة

(بالإسبانية: Cien años de soledad) رواية للكاتب غابرييل غارثيا ماركيث، نشرت عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة [1] وقد كتبها ماركيث عام 1965 في المكسيك. بعد ذلك بسنتين نشرت سودا أمريكانا للنشر في الأرجنتين ثمانية ألف نسخة. وتعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الإسبانية الأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. مائة عام من العزلة هي من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى. يروي الكاتب أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى ماكوندو، ويسمون الكثير من أبنائهم في الرواية بهذا الاسم.

حبكة الرواية
يبرز في هذه الرواية عنصر الخيال الذي يأخذ بالقارئ لعالم ماكوندو وحياته البسيطة التي لا تلبث تنغصها صراعات بين المحافظين والأحرار وغيرها من الصعاب. كما تمتد أحداث هذه القصة على مدة عشرة عقود من الزمن، وتتوالى الشخصيات وما يترافق معها من أحداث برع المؤلف في سردها وأبدع في تصوير الأحداث والمشاكل وفي وضع النهاية لهذه العائلة عبر العودة إلى إحدى الأساطير القديمة التي لطالما آمنت بها أورسولا.

شخصيات الرواية
خوسيه أركاديو بونديا (مؤسس القرية).
أورسولا (زوجة مؤسس القرية).
العقيد اورليانو ابن أركاديو.
أركاديو الابن.
ريبيكا هي ابنتهم بالتبني.
ملكياديس هو رجل غجري.
فرسبي كراسو هو شاب إيطالي يأتي إلى القرية ليعلم الموسيقي.
أمارانتا.
بيلار تينيرا.

مقتطفات
لقد نجح الكاتب ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله منذ أن كانت بدايتها الأولى على يد خوسيه أركاديو بوينديا وعدد قليل من أصدقائه. تلك القرية التي أخفى ليلها قصص حب بعضها نجح وبعضها كان مكتوب له أن يفشل، مرورًا بنمو القرية حتى أصبحت أشبه بمدينة صغيرة توالت عليها الحروب والحكومات. من أجمل الافكار التي أراد الكاتب إيصالها للقاريء ان الزمن لا يسير في خط مستقيم بل في دائرة ، فكلما تلاشت الاحداث من ذاكرتنا اعادها الكون لكن في شخصيات و ازمنة مختلفة" يفاجأ القارئ في بداية القصة بتكرار الأسماء المتشابهة مثل أورليانو، أركايدو، وحتي اسم بوينديا هو اسم مشترك للأم والأب الأجداد الأولين الذين بحثوا عن طريق إلى البحر لمدة تتجاوز العام فكان الاستقرار الاضطراري في مكان مناسب وأطلق عليه خوسيه أركاديو بوينديا، الجد الكبير، اسم قرية ماكوندو التي سرعان ما اكتشف مكانها الغجر الذين زاروها بالألعاب السحرية والاكتشافات وحتى البساط الطائر والثلج في زمن كانت هذه المخترعات أو حتى الخيالات غير موجودة.
ومع الزيارة الأولى للغجر، تبدأ الأحداث في التطور فنتعرف علي ميلكيادس الذي يبدأ كل شيء به وينتهي أيضا به، ويهرب خوسيه اركاديو ابن مؤسس القرية الجد الكبير لعقود طويلة ويعود لنشعر بمدى تغير الازمنة، ويترك أيضا ميلكيادس الغجري تلك الرقاق التي هي بها نبوءه ماكوندو من بداية تأسيس المدينة مرورا بالمآسي والأحقاد والحروب الطويلة التي قادها الكولونيل أورليانو بوينديا الليبرالي، ابن مؤسس القرية ضد المحافظين. والأمطار، التي استمرت أكثر من أربع سنوات دون انقطاع في فترة أورليانو الثاني، والحياة الطويلة التي عاشتها أورسولا الجدة زوجة مؤسس القرية. والنبوءة التي استطاع آخر فرد في الأسرة، أورليانو الصغير، أن يفك شفرة الأبيات الشعرية ويفهم في اللحظة الأخيرة قبل هبوب الرياح المشئومة التي قضت علي آخر السلالة والقرية كلها.

مصادر
^ الشرق الأوسط
أعمال غابرييل غارثيا ماركيث الكاملة
الروايات: في ساعة نحس | مائة عام من العزلة | خريف البطريرك | وقائع موت معلن | الحب في زمن الكوليرا | الجنرال في متاهته |عن الحب وشياطين أخرى | ليس للكولونيل من يكاتبه | ذكريات غانياتي الحزينات
قصص قصيرة: عاصفة ورق | جنازة الأم الكبرى | إيرنديرا البريئة | حجاج غرباء | رجل عجوز جداً بجناحين عظيمين
غير خيالية: قصة بحار غريق | مهمة سرية في تشيلي | خبر اختطاف | عشت لأروي
----


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...%84%D8%A9.jpeg

قديم 04-19-2014, 11:43 AM
المشاركة 3
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله

شوقتنا لقراءة هذه الرواية، والغريب أن الكثير منا لا يعرفون الكاتب حتى يموت، وهذا طبعا من قلة اهتمامنا بعالم الثقافة والكتابة عموما، فهناك كتابا كبارا سواء عربا أو أجانب لا نعرفهم حتى ينشر نعيهم وتبدا وسائل الإعلام في الحديث عنهم، ساعتها نرى أنهم كانوا أو ربما نحن من كان يعيش في عزلة.

شكرا أستاذ أيوب صابر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-19-2014, 03:50 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرًا استاذة فاتحة الخير على تفاعلك مع الموضوع وسوف انتظر قراءتك النقدية للرواية ورايك عن سر روعتها هنا ....

من يقراء تاريخ الإبداع يجد انه كلما ارتفع مستوى العبقرية وكانت من المستوى الاعلى كلما واجه صاحب هذه العبقرية جحودا ونكران وربما حورب في حياته وقتل واحرقت كتبه واتهم بالزندقة والجنون او ربما اهمل إبداعه وتم تجاهله وقد شرحت ضمن حديثي عن العلاقة بين اليتم والعبقرية سر ذلك الموقف ويتلخص في ان عقول العباقرة تعمل بمستوى اعلى من الطاقة الذهنية ولذلك تكون المخرجات كودية وغالبا ما تحمل على معاني مستقبلية وتشتمل على استشراف ونبوءات ولا يدرك قيمتها الناس المعاصرين للكاتب ويحتاج العقل الجماعي لسنوات عددية قادمة قد تطول جداً لإدراك مقاصد وأبعاد وفهم كنه ما ولده عقل مثل ذلك العبقري من مخرجات عبقرية .

لكننا في حالة هذا الكاتب نجد ان الجمهور قد أدرك عبقريته وقدره بان منح العديد من الجوائز منها جائزة نوبل وهو حي لكن السؤال هل فعلا أدرك الجمهور اعماق ما كتبه غارسيا ومنح التقدير الذي يستحقه فعلا ؟ ام ان رحلة استكشاف مخرجات عقله قد بدات للتو ؟

ظني وللأسف اننا سنكتشف في مخرجات عقله الابداعية بعد موته أبعاد لم نكن نراها وهو حي لان الزمن سيجعل عقلنا الجماعي اقدر على فكفكة رمزية وكودية وعبقرية نصوصه الابداعية التي حتى هو نفسه قد لا يكون أدرك بعض أبعادها وكوديتها على الرغم انه مولدها ذلك لان مصدر الإبداع هو العقل الباطن غير محدود القوة والذي يولد نصوص تحتاج الى زمن قادم وتراكم للتجربة الانسانية لفهمها ولملمة رمزيتها. *

كما وسوف نجد بان كتاباته اشتملت على استشرافات مستقبلية سينكشف مغزاها مع الزمن .









قديم 04-20-2014, 12:24 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رثاء عربي غير مكتمل لغابرييل غارسيا ماركيز
'الاستثناء' الذي أعاد إنتاج التراث المشرقي ليصنع أدبا عجائبيا
april 18, 2014

تونس ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسن سلمان: شكل رحيل ‘أبو الواقعية السحرية’ غابرييل غارسيا ماركيز صدمة كبيرة لدى المثقفين العرب، وخاصة أن أغلبهم يدين في بعض نتاجه للأديب الكولومبي الكبير الذي عرف كيف يطوّع الخيال ليصنع ادبا عجائبيا يحمل هموم الواقع المغرق بالمحلية ويعيد إنتاجه بقالب عالمي يصلح لكل الأزمنة.
وإذا كان ماركيز انبهر، كغيره من أدباء أميركا اللاتينية، بالتراث العربي والشرقي عموما، فإنه رواياته المفعمة بالإنسانية شكلت موردا هاما لأغلب الأدباء العرب.
ويبدو أن ماركيز نجح إلى حد بعيد في توظيف خبرته الطويلة في الإعلام والسياسة ليلتقط تفاصيل صغيرة ويعيد نسجها في حكايات بسيطة شغلت أهل الفكر والسياسة لنصف قرن، ودعت عددا كبيرا من الزعماء في العالم لكسب وده، رغم انتقاده المتكرر لهم في نتاجه الإبداعي.

كمال الرياحي: فقدان ماركيز أهم من رحيل محفوظ

ويقول الروائي التونسي كمال الرياحي إن غياب ماركيز يمثل حدثا كبيرا لأي روائي عربي ‘من ناحية فقدان كبير لروائي كان له من الكفاءة الإبداعية والسردية ما جعله يستمر في الكتابة لسن متقدمة’.
ويضيف لـ’القدس العربي’: ‘أشعر أن ماركيز اقترب كثيرا من الأدب العربي، فرواياته تعبر عن البيئة العربية بكل تفاصيلها، وخاصة الجو السحري والتعلق بالموسيقى والأساطير وعوالم ألف ليلة وليلة وغيرها’.
ويذهب الرياحي بعيدا حيث يؤكد أن فقدان ماركيز قد يكون أهم من فقدان نجيب محفوظ بالنسبة للروائيين العرب، مشيرا إلى أن نتاج الأديب الكولومبي متوفر لدى أغلب القراء العرب وبلغات متعددة.
ويرى أنه ماركيز ‘أبو الأدب اللاتيني’ هو أحد الأسباب الرئيسية لانتعاش الجنس الروائي في العالم، و’إذا كان البعض يعتقد أننا في زمن الرواية، فإني أرى أن نعيش زمن ماركيز′.
وتحدث الرياحي عن العلاقة المتواترة بين ماركيز و’صديقه اللدود’ الأديب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، مشيرا إلى أن ‘الصراع الأدبي’ بين الرجلين قادهما لاحفا لنيل جائزة نوبل.
وأضاف ‘ما يميز ماركيز هو أنه قادر على صناعة الأحداث حتى وإن لم يكتبها، نذكر على سبيل المثال اللكمة التي تلقاها من يوسا إثر خلاف مع يوسا، حيث لجأ إلى مصوره ليلتقط له صورة عينه المتورمة وهو يضحك، بمعنى أنه حوّل هذه اللكمة أو الحادثة البسيطة إلى حالة إبداعية’.
وكان يوسا اكتفى بالتعليق على حادث رحيل صديقه ماركيز بالقول ‘إن رجلا عظيما قد مات. أثرت أعماله الأدب الإسباني وحلقت به إلى آفاق أوسع′.

زهور كرام: استثمار رحيل ماركيز في الحديث عن راهنية الإبداع

وترى الأديبة المغربية زهور كرام أن رحيل مبدع حقيقي بحجم ماركيز هو خسارة للبشرية ‘التي تعيش الآن فوضى المفاهيم، والتباس معنى الوجود، بسبب دمار الوجدان الذي بدأ يفقد لماء الإنسانية، واختناق الخيال مع هيمنة التكنولوجيا التي تتحول مع سوء توظيفها من مجرد وسيط من المفترض أن يخدم الإنسان، ويهيئ له مساحة من التفكير الحر، وتنشيط خياله إلى سلطة تعطل الخيال والفعل’.
وتضيف لـ’القدس العربي’: ‘عندما تفقد البشرية قيمة إبداعية خلاقة، فإنها تعلن الفقد مأساة. قد يختزل هذا الإحساس رحيل الكاتب العالمي غابرييل ماركيز، الذي شكل حضوره الإبداعي ثروة إنسانية تمثلت في قدرته البليغة على استثمار الخيال، وجعله ملازما للواقعي من أجل بناء حالة إبداعية جعلت من كتاباته ملتقى التفاعل الإنساني’.
وترى أن رواية ‘مائة عام من العزلة’، التي كتبها ماركيز عام 1967 ونال عنها جائزة نوبل للآداب عام 1982، تشكل نقلة نوعية في مسار كتاباته و’أهم مدخل لعالم هذا المبدع الخلاق’.
وتشير إلى أن ماركيز قال ذات يوم إنه استوحى أحداث الرواية من الحكايات الشعبية والخرافات الغرائبية التي كانت تحكيها جدته عندما كان طفلا، وتقول إن ‘مئة عام من العزلة شاهدة عن كون زمننا أنجب مبدعا أجاد عشق الخيال’.
وتضيف ‘وهنا، لابد من استثمار بعض مقومات التجربة الرائدة عند ماركيز وهو جودة تدبير ذاكرة الطفولة واستلهام غناها الحكائي الذي جعل ‘مائة عام من العزلة’ تنفرد بتميز سرد العوالم الغرائبية وسحر العجائبية، إلى جانب قوة اللغة الإبداعية الإسبانية’.
وتتساءل كرام عن مصير الإبداع مع اختناق شروط الخيال، و’كيف يمكن للبشرية أن توثق رؤاها، وفلسفة وجودها في إبداع بدأ يقترب أكثر من الواقع؟ وكيف يمكن تمثل الإبداع في زمن تراجع الحكايات، وهيمنة التقنية؟ وهل من الممكن أن نتحدث عن توجه جديد للممارسة الإبداعية في ظل شروط تكنولوجية؟ كيف نستطيع أن نجعل من رحيل ماركيز المبدع الخلاق محطة مهمة لإعادة طرح سؤال راهنية الإبداع في الزمن الحالي؟’.

يوسف رزوقة: ماركيز الصحافي التقط الأحداث بعد أن اكتوى بحرائقها

ويؤكد الأديب التونسي يوسف رزوقة أن ماركيز كان ‘بمثابة الكاميرا التي تلتقط التفاصيل لكونه كان صحافيا أيضا ملما بالأحداث ويكتوي بحرائقها، وهو ما خوله أن يكون مرآة عاكسة لعصره وعاملا في مسار السرد العالمي’.
ويؤكد أن العالم لن يستطيع نسيان ‘كبير كتاب العالم’ الذي ‘أعطى زخما روائيا كبيرا جعل قراء العربية والعالم يحترمونه، وجعل من الرواية علامة فارقة في مستوى المصطلح’.
ويضيف ‘ماركيز أكبر رواد السرد وهو لن يموت لسبب واحد هو أنه أضاف للمدونة السردية روايات مثل ‘مئة عام من العزلة’ و’الحب في زمن الكوليرا’ وهي ستظل في الذاكرة وتؤسس لسرد مستوفي لشروطه الإبداعية بما له من زخم بالأحداث وعيون لاقطة لكل التفاصيل الصغيرة’.
وأكد رزوقة أيضا ولع أدباء أميركا اللاتينية بالمشرق وتطويع حكاياته في نقل واقعهم المعاش، وأشار في الوقت نفسه إلى أن ماركيز يشاطر أقرانه في كتابة سيرته الذاتية التي يمكن استثمارها سينمائيا لاحقا، مؤكدا أنه ‘لا يستغرب أن يكتب ماركيز عن الجانب الأنثربولوجي فيه لأنه يعتبره أيضا ارتدادا لرواياته السردية’.

مسعودة بوبكر: ماركيز نجح بتحويل الواقع المحلي إلى حالة عالمية

وتقول الأديبة التونسية مسعودة بوبكر ‘غابرييل غارسيا الأديب الكبير الذي تربينا على نصوصه وفي ذائقتنا الأدبية الكثير منه، ولا نستطيع أن نتصور أدبا سرديا أو رواية دون التفكير في ماركيز′.
وتشير إلى أن الأدب العربي تأثر كثيرا بماركيز كأبرز أعلام أمريكا اللاتينية ‘الذي تأثر بدوره بحكايات ألف ليلة وليلة والتراث العربي، كما أن الأدباء العرب تأثروا بأسلوبه في سرد الحكاية وتفاصيلها العديدة والتحليل النفسي والاهتمام بالواقع القريب الذي يجعل منه بمحليته أمرا عالميا، أي: تطوير الحالة المحلية إلى عالمية’.

هيام الفرشيشي: ماركيز كان قريبا جدا من الروح العربية

وترى القاصة التونسية هيام الفرشيشي أن رحيل أديب مثل ماركيز سيعيد تسليط الضوء على منجزه الإبداعي والنتاج الأدبي لأميركا اللاتينية عموما و’مدى ارتباطه بتحرر الشعوب من بوتقة القوى المهيمنة، والاشتغال على المحلية الضيقة التي تستثمر هموم الإنسان في كل مكان’.
وتضيف ‘يجب أن لا ننسى أنه اشتغل على سمات مهمة تفتح آفاق الفكر كالعزلة والبحر، وسيؤثر نتاجه على اعادة الاعتبار للأدب عموما’.
وتشير إلى أن ماركيز ‘أعاد إنتاج الخيال العربي من خلال إطار طبيعي وسياسي مختلف ولهذا كان قريبا جدا من الروح الشرقية والعربية’، مشيرة إلى أن رواياته شكلت جواز سفره إلى عدد كبير من الدول وخاصة أميركا التي كان ممنوعا من الدخول إليه حتى مجيء الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي ألغى هذا الأمر.
يذكر أن كلينتون أكد في وقت سابق أنه يشعر بالفخر لأنه كان أحد أصدقاء ماركيز طيلة عقدين، وأضاف ‘حين قرأت روايته مائة عام من العزلة قبل 40 عاما، شعرت بالذهول من قدرته على التخيل ووضوح الفكر، والأمانة العاطفية’.

قديم 04-20-2014, 12:28 AM
المشاركة 6
ريم الحربي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذي القدير أيوب صابر ما أروع ما طرحت هنا

للحقيقة رواية مائة عام من العزلة من أروع الروايات بحق

وللحقيقة قرأتها أول مرة منذ زمن طويل ومع ذلك لا ألبث أن أعود
إليها فلقد كبرت على روايات هذا العبقري الرائع
فلماركيز قدرة هائلة على أن يجعل شخوص رواياته تنبض بالحياة ربما هذا ما يجعلني أعود لرواية مائة عام من العزلة
وأقرأها مرراً وتكرراً وفي كل مرة أشعر أنني أقرأها لأول مرة
لما فيها من عمق ولما لدى شخصياتها وأحداثها من قدرة على شد القارئ وأخذه إلى عالمها

للحقيقة مائة عام من العزلة هي أحد أهم الشواهد على عبقرية
ذلك العبقري الساحر غابريل غارسيا ما ركيز
شكراً لك أستاذي القدير



قديم 04-20-2014, 12:50 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرًا استاذة ريم على هذه المشاركة وعلى القائك الضوء على جانب من الجوانب التي يبدو انها جعلت مئة من العزلة رواية رائعه .

لا اعرف ان كنت تتفقين مع كلنتون في وصفه الرواية "‘حين قرأت روايته مائة عام من العزلة قبل 40 عاما، شعرت بالذهول من قدرته على التخيل ووضوح الفكر، والأمانة العاطفية".

فهل السر في روعة الرواية يكمن بشكل اساسي في الواقعية السحرية ام ان لدى المذكور قدرات مذهلة على السرد الجميل؟

قديم 04-20-2014, 01:12 AM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ماركيز مات؟
عزت القمحاوي
april 18, 2014

هي جميلة جدًا، وهو كذلك، لكنه غالبًا لم يكتبها؛ تلك الرسالة التي عاودت الظهور بمناسبة موته المعلن وغير النهائي.
لا أذكر بالتحديد تاريخ ظهور خطبة الوداع المنسوبة إلى الروائي الأشهر في كل الدنيا غابرييل غارثيا ماركيز، لكن عمرها لا يقل عن خمس سنوات، عندما قطع شوطًا على طريق النسيان، امتثالاً لداء عائلته المتأصل الذي لمسناه في ‘مائة عام من العزلة’ أشهر روايات التاريخ بعد دون كيخوت.
‘لو شاء الله أن يهبني شيئًا من حياة أخرى، فإنني سأستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتمًا سأفكر في كل ما أقوله، سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه، سأنام قليلاً، وأحلم كثيرًا مدركًا أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور’ هذا المفتتح ذو المسحة الرسولية يصنع من ماركيز مسيحًا جديدًا، لكنه لا يبشر بالآخرة بل بالحياة الدنيا.
عذوبة الأسلوب في الرسالة، الوصية، أو العظة المنبرية تليق بماركيز الكاتب، وحب الدنيا ‘يلبق’ لماركيز الإنسان: ‘لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقًا متى شاخو، من دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق’ ذكاء المفارقة في الجملة الماركيزية يبدو واضحًا كذلك في الوصية، لكن الكآبة التبشيرية ليست له، وهذا اليقين بأنه قد اقترب ورأى ليس من طبيعته الأكثر ميلاً إلى التواضع المراوغ، وغياب السخرية في الرسالة عيب شنيع، لا أظن أن ماركيز يمكن أن يقع فيه، حتى في ظرف الاقتراب من الموت.
قيل في بداية ظهور النص الوداعي إنه منقول عن ماركيز عبر صديق مقرب، ولم يهتم ماركيز أو لم يجد الفرصة لينفي أو يؤكد إن كان النص العذب له أم لا! ولكن المؤكد أنه امتلك واحدًا من أجمل الأساليب، له سماته المميزة، ولذا فهو قابل للتقليد. مثاله في لغتنا العربية طه حسين، ولا تسعفني الذاكرة المرهقة بأسلوب كاتب آخر يغري المنتحلين بالانتحال.
من سخريات القدر أن الرجل الذي عاش حياته الطويلة ليروي عن الآخرين، انتهى مرويًا عنه، وأمست السنوات الأخيرة من حياته غيابًا غامضًا لا يشبه سوى غياب ملكلياديس، الغجري المشعوذ بالعلم، الذي يشبهه ماركيز بأكثر مما يشبه أي شخص آخر من أبطال رواياته.
ملكلياديس كانت قوته في معرفة بالكيمياء والفيزياء وظفها في إبهار سكان القرى باعتبارها معجزات، من المغناطيس الذي يجذب الحديد إلى أعجوبة لوح الثلج، ولا بأس من تمرير كذبة تحضير الذهب وسط المعجزات الظريفة!
وكذلك كان ماركيز، اشتغل على صنعته بدأب، عاش بحواس مفتوحة لاستقبال العالم واستفاد من كل ما مر به ليكون الروائي الأشهر والأكثر عذوبة في العالم على الأقل منذ نشر ‘مئة عام من العزلة’ عام 1967 إلى اليوم.
حتى الصحافة، مقبرة المبدعين استفاد منها ماركيز، ركبها ولم يقع تحت حافرها؛ ليس فقط باستعارته بعضًا من أعذب حكاياته من تغطياته الصحافية، بل باستعارة السهولة والاختصار والدقة، دون أن يسمح لماكينتها بتجريده من ذكاء المفارقة وعمق السخرية. وهكذا كان بوسعه أن يشبه هيمنجواي في تلمس لحم الواقع بالحانات وقصور الأغنياء وخنادق المحاربين وأن يجري الحوارات ويعقد الصداقات مع الزعماء ومرتكبي الجرائم الخطرين، على أن يبقى مثله الأعلى وليم فوكنر.
لم يترك ماركيز الصحافة إلا بعد أن منحها وظيفة أخيرة، عندما اخترع الصحافي المسن الذي روى حكايات غانياته الحزينات. لم تخرج من قلبه رواية كاواباتا ‘الجميلات النائمات’ منذ قرأها للمرة الأولى وشاء ألا يودع الدنيا دون أن ينسخها، وهو يعرف أن اتهامات اللصوصية لن تطارده، لأنه ماركيز!
وهذا ما كان؛ لم يجد القراء شيئًا في أن يزين ثري قصره الفخم بنافذة يابانية من زجاج ملون. ومن لا يعجبه ذلك يستطيع أن يتفادى النظر إلى تلك النافذة بالذات، وستجد عيناه في القصر الكثير الذي تتأمله.
ترك ماركيز الكثير الذي نتأمله، ويمكننا ألا نحب ‘حكايات غانياتي الحزينات’ أو نحبها، ونستطيع أن نصدق أو لا نصدق أن ماركيز كتب رسالته الوداعية التي ظلت تهب من صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية كلما تواترت أخبار عن تدهور صحته، لكن الأحمق فقط يستطيع رفض دعوتها للحب.
ويبقى أن الموت النهائي المعلن لماركيز، قد يكون مؤلمًا للكثيرين من محبيه، لكن المؤكد أن موته السابق، غير المعلن كان يؤلمه هو، عندما كان يستعيد ذاكرته للحظات ويعرف أنه ماركيز، الرجل الذي احتفى بالذاكرة في كل ما كتب.
استراح الرجل، لكن الكاتب سيعيش طويلاً، طويلاً جدًا سيعيش.
‘ كاتب مصري

قديم 04-20-2014, 06:19 AM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ماركيز: الكاتب الجيد حين يرحل
أمير تاج السر
april 18, 2014

في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وفي بداية تعرفي إلى سكة الكتابة السردية، بعد أن ظللت أكتب الشعر منذ الطفولة، وكنت طالبا في مصر، أصابتني حمى القراءة العنيفة لكل ما كتب من قصة ورواية ونقد، سواء أن أنتج عربيا أو ترجم لنا من لغات أخرى. لم تكن هناك بالطبع إنترنت ولا وسائل اتصالات من أي نوع ليتعرف المرء عن طريقها إلى الطرق التي تؤدي إلى أهدافه، مثل أي الكتب يقرأ، وأي الأفلام السينمائية يشاهد، ومن هم الكتاب الجديرون بمتابعتهم.
لكن كانت توجد المقاهي الثقافية، أي المقاهي التي يرتادها المثقفون في وسط القاهرة، ليجلسوا ساعات، يستمعون فيها إلى بعضهم، ويتناقشون في إصداراتهم وإصدارات غيرهم من تلك التي قرأوها وكونوا رأيا، ولم تكن تلك الجلسات يومية في الغالب، ولكن مرة أو مرتين في الأسبوع، وإن كان البعض يأتون بشكل شبه يومي. وقد نوهت كثيرا إلى أن تلك المقاهي كانت الفيسبوك، وتويتر، الخاص بذلك الزمان، حيث يمكن العثور بسهولة على أخبار الثقافة ونقلها مباشرة إلى الصحف، ويحدث في كثير من الأحيان أن ينطق أحدهم بفكرة ما، لم تصبح نصا بعد، ليجدها في اليوم التالي، تحتل مساحة لا بأس بها في صحيفة أو مجلة، بوصفها خبرا عن عمل منجز تحت الطبع، وأذكر في تلك الأيام أن ذكرت لعدد من الذين يجلسون معي إنني أكتب نصا اسمه: ذاكرات ميتة، وكان ذلك في الحقيقة مجرد فكرة خطرت ببالي، لم تنجز قط، لكن وجدت بعد عدة أيام، في إحدى الصحف اليومية، خبرا عريضا عن الذاكرات الميتة التي ستصدر عن إحدى دور النشر قريبا.
إذن كانت ثمة وسيلة لمعرفة ما يجري في المحيط الثقافي، وعن طريق تلك الوسيلة، وتزامنا مع حمى القراءة التي ذكرتها، دخلت آداب كثير من البلدان إلى حياتي كقارئ، ومنها أدب أمريكا اللاتينية، وعلى رأسه ما أنجزه غابرييل غارسيا ما ركيز. دخلت روايات مثل: جنازة الأم الكبيرة، ليس لدى الكولونيل من يكاتبه، إيرنديرا الغانية، مئة عام من العزلة، سواء في طبعات عربية أو إنجليزية، وتأتي بعد ذلك في فترة التسعينيات وبعد أن تركت مصر، باقي أعماله كلها، وحتى سيرته الذاتية التي حملت عنوان: عشت لأروي، أو تلك التي كتبها جيرالد مارتن، بعد أن أمضى سنوات طويلة في مصاحبة ماركيز، والاستماع لشهاداته وشهادات أصدقائه، في شتى الشؤون.
لقد أردت القول، إن ماركيز كما أعتقد، ولعل الكثيرين يوافقونني على ذلك، كان الأجدر وسط ذلك الزخم القرائي، بسرقة أي قارئ من الكتب الأخرى لآخرين، وتوظيفه في قراءته وحده. لم يكن ديكتاتورا عنيفا في ذلك، ولكن القارئ يستجيب برغبته، وكامل إرادته، ويصبح من الصعب أن ينتزع نفسه من عالمه بعد ذلك، ليغرسها في عوالم أخرى. الدهشة، الغرائبية التي تصبح حقيقة حين تعجن بفن داخل نصوص حقيقية. رواية القصص بانسيابية غريبة، والحوادث النادرة كأنها تحدث كل يوم، فالرجل الكبير حين يصاب بالخرف، يربط إلى جذع شجرة في حوش البيت، ولا يكون ذلك غريبا، والخادم يعود إلى بيت سيده بعد سنوات من الغياب ليردد إنه جاء ليشارك في جنازة السيد، ويكون السيد في تلك اللحظة في كامل صحته، ويتناول عشاءه، ثم ليموت في اليوم التالي، ويشارك الخادم بالفعل في الجنازة. إيرنديرا التي كانت من شدة ما كانت ترهقها جدتها، ساعات نومها كاملة وهي تعمل، ثم يحترق البيت من شموعها أثناء نومها النشط، وبعد تقدير خسائرها، توظفها الجدة عاهرة متنقلة، لتجميع مبالغ تعوض خسائرها.
لقد كان الخيال هو مفتاح الإدهاش عند ماركيز، وشخصيا لا أنسجم مع أي عمل روائي أو قصصي لا يتبل بالخيال، ودائما ما أقول، إن القراء لا يحتاجون لمن يكتب لهم حياتهم اليومية كما يعيشونها، ولكن تلك الحياة الموازية، التي ربما كانت ستكون حياتهم، وربما هي أحلامهم البعيدة التي لن تتحقق، ماركيز صنع ذلك، وكثيرون غيره من كتاب أمريكا اللاتينية والعالم صنعوا ذلك، فقط تأتي الريادة، الجرأة التي كسرت حاجز الخوف من التحديث، واستخدام الخيال في أقصى طاقته. نعم فقصة مثل قصة الملاك المسكين الذي عثر عليه في حوش أحد البيوت،لا تكتب إلا والخيال في قمة اشتعاله، وقصة مثل: أجمل غريق في العالم، كانت درة لأنها علقت على جيد الكتابة بقلادة من الخيال الخصب.
لقد كان ماركيز معلما كبيرا بلا شك، انتقل بموهبته وحدها، من تشرده الأخاذ في أوروبا خاصة باريس، في فترة من فترات حياته، إلى استقراره الأخاذ، في أي وجدان تهزها الكتابة الجيدة، وأي موهبة أخرى، تود أن تصبح موهبة مؤثرة. ولعله الكاتب الوحيد الذي يجري اسمه على كل لسان حين تذكر الملكة الكتابية المؤثرة، ولذلك لم يكن غريبا، أن يتم اختيار ملحمته: مئة عام من العزلة، من قبل نقاد وقراء، ومتخصصين، الرواية الأكثر تأثيرا في العالم، وهي كذلك لأن لا أحد قرأ مئة عام من العزلة إلا ضحك أو بكى أو استغرب أو اندهش، أو اضطرب. وفي رأيي إن: الحب في زمن الكوليرا، ملحمة أخرى لا تقل تأثيرا عن مئة عام من العزلة، لكن الأخيرة أضاعت شيئا من شهرتها، لأنها أتت أولا، ولأنها كانت حاضرة، كشهادة عظيمة أهلت المعلم ماركيز لجائزة نوبل.
منذ سنوات كتب ماركيز روايته الصغيرة: ذكرى غانياتي الحزينات، متأثرا برواية الياباني ياسوناري كاباواتا: الجميلات النائمات. كما هو معروف، وهذا تأثر لم ينكره ماركيز، حين كتب فكرة يا سوناري قصة قصيرة أولا عن المسافر الذي يراقب نوم امرأة جميلة، تجلس بجانبه في الطائرة، ثم كتبها رواية بعد ذلك. شخصيا أعتقد وربما يخالفني آخرون، إن غانيات ماركيز الحزينات، لم تكن رواية أصلية، ترتدي ثياب خياله البديع، ليست مثل أجمل غريق في العالم، ولا أحداث موت معلن، حين تكون الفكرة ضربة إدهاش موفقة، ارتدت ثوب خيال مطرزا في معمله الشخصي، بل صناعة لنص مهما حاول لن يخرج عن تساؤل الناس، مقارنته بالنص الأصلي البديع الذي كتبه كاباواتا. لقد كتبت في تلك الأيام عن شيخوخة الكتابة، وإن المبدعين أسوة بغيرهم ينبغي أن يتقاعدوا عن الكتابة حين تشح هرمونات الأفكار أو تنعدم. عموما ذلك لم ولن يقلل من حجم كاتب مثل غارسيا، لأن الكاتب الجيد، يحال لتجربته كاملة لا لنص عاق من نصوصه، كتبه تحت ظروف معينة.
المحصلة، إن غابرييل غارسيا ماركيز، سيد الكتابة، أستاذ الحكايات، قد رحل، وخسارة مثل هذه نحسبها من الكوارث.
‘ روائي سوداني

قديم 04-20-2014, 04:10 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مائة عام من العزلة
عن goodreads

كل الروايات تحكي حقبًا متفرقة من الزمن ، لكنّ مئة عام من العزلة تحكي الزمن ذاته !
استطاع ماركيز أن يخترع عالمًا ، أن يبني كوكبا جديدا اسمه " ماكوندو " يوزع عليه شخصيات إنسانية متشابهة الأسماء ، تختلف عنا تمامًا ، تشبهنا تماما !
من أين أبدئ ؟ حسنًا دعني أخبرك عن خط الزمن الذي خطه ماركيز ، لقد خلق ذاكرة في الكتاب ينقلها من يد شخصية إلى يد أخرى دون أن يعي القارئ بذلك !
لقد كان خوزيه أركاديو بونديه هو أول من حمل هذه الذاكرة حتى لكأنك تعتقد بأنه بطل هذه الرواية ، ثم انتقلت بخفة إلى يد زوجته أورسولا ، ولربما كانا أطهر من في العائلة وأشدها طيبة وبراءة وإنسانية .
ثم انتقلت الذاكرة - وحينها كانت ذاكرة ممتلئة كقربة مسافر - إلى يد العقيد أورنيول بونديه الابن الأصغر لأورسولا وخوزيه والذي أعتقد بأنه أكثر شخصية حصلت على تركيزي في الكتاب !
وهكذا تنتقل الذاكرة من يد إلى أخرى حتى تصل إلى نهاية الملحمة لتبدئ بالتلاشي تدريجيًا ثم الاختفاء لتردد في نفسك : هل كنت أحلم أم أتخيل فيلمًا لم يصور بعد ؟
والرواية على فوضوية أحداثها وتداخل أسماء أبطالها وغزارة أحداثها إلاّ أنّ حرفًا فيها لم يكن عبثًا ! حتى تلك الحوادث التي قد تبدو لك صدفًا أدبية حشا بها ماركيز الرواية .. أؤكد لك أنها لم تكن كذلك !
والرواية بؤرة إنسانية عميقة ، إذا دخلتها وجدت كل صفات وأفعال الإنسان الجميلة جدا فيها والقبيحة جدا كذلك !
ما الذي لم تحمله هذه الرواية للإنسان ؟
السياسة والاقتصاد والحرب والحب والكراهية والعائلة والموت والأمومة والثقافة والعلوم والحكمة والشجع ... كل شيء كل شيء
إنها رواية تستحق أن تعيشها لا أن تقرأها فحسب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أكثر ما أثارني في الرواية كانت قصة موت أمارنتا !
أن يأتي الموت إليك على شكل امرأة عجوز ثم يطلب منك البدء بخياطة كفنك وتطريزه لأنه سيزورك للمرة الأخيرة عندما تنتهي من فعل ذلك
يالها من رمزية عجيبة .. بحق الله !
كذلك تأثرت جدا بقصة العقيد أورليانو وتقلب قلبه الحر والصراع المحتدم الدائم بين ملائكته وشيطانه .
عشت الغربة التي عاشتها روبيكا ، آلامها وشيخوختها وأمراضها القديمة .
أحببتُ الجد الأول لهذه العائلة المجنونة خوزيه أركاديو بونديه ، أحببت موته اللطيف تحت شجرة الكستناء .
كرهت أورليانو الثاني ، أشفقت على خوزيه أركاديو الثاني ، تقززت من أمارنتا أورسولا ، شعرت بالجنة التي أحاطت بروميديوس الجميلة :")
إنه لمن المذهل كيف استطاع ماركيز اختصار مئة عام من العزلة في رواية واحدة ، عندما أفكر بهذا الآن أشعر بعبقريته وقدرته غير المحدودة .

بقي أن أبدي تحفظي الشديد تجاه أخلاقيات الرواية ، فلم أقرأ في حياتي نصًا احتوى هذه الكمية من الدعارة والبؤس والقبح والقذارة .
لكن قيمة الرواية الإنسانية إضافة إلى الأصل الجنوب أمريكي للكاتب - حيث الانحطاط الأخلاقي واقعا معاش - سمحت لي بتجاوز هذا الانحطاط ، ولأول مرة في حياتي أفعل ذلك ، أنا التي أمتلك حساسية أخلاقية شديدة للأعمال الأدبية .
ومع ذلك فقد سرقت نجمة واحدة من نجمات التقييم بسبب هذه الأخلاقيات.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مائة عام من الغزلة : ما الذي جعلها واحدة من اروع الروايات .. نظرة معمقة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نِعَم الهداية و التوفيق و العصمة و الاستقامة د محمد رأفت عثمان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 03-21-2016 03:39 PM
القصص النبوية قتل مائة نفس أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 01-09-2016 07:29 PM
من اعظم الروايات - رواية قلب الظلام the heart of darkness لجوزف كونراد - نظرة معمقة ايوب صابر منبر الآداب العالمية. 3 04-17-2014 08:47 PM
ورشة عمل: اروع مائة رواية عربية تحت اضواء النقد ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 12-28-2011 11:05 PM

الساعة الآن 02:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.