قديم 10-15-2016, 12:37 PM
المشاركة 2211
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جرترود بل ملكة الصحراء غير المتوجة ... يتيمة الام في سن الثالثة

مؤلفة هذا الكتاب هي الصحفية الأميركية جورجينا هاويل. وهي تقدم هنا صورة عامة عن حياة واحدة من أكبر الجاسوسات في التاريخ العالمي، إنها البريطانية جيرترود بيل. ومنذ البداية تقول بما معناه:ولدت جيرترود بيل عام 1868 في إقليم دورهام بانجلترا داخل عائلة كبيرة وذات نفوذ ضخم في المجتمع الانجليزي والدولة الانجليزية أيضا.

فهي حفيدة أحد الصناعيين البريطانيين الكبار: إسحاق بيل. ومنذ سن السادسة عشرة أدخلوها إلى جامعة أوكسفورد حيث تخرجت بعد سنتين فقط وفي جيبها شهادة في علم التاريخ. وبالتالي فقد كانت ذكية جدا وذات نضج عقلي وفكري مبكر. وهذا ما أتاح لها أن تصبح فيما بعد كاتبة، ومحللة سياسية، وموظفة بريطانية، وجاسوسة من أعلى طراز.

وقد حصلت في النهاية على وسام الإمبراطورية البريطانية وهو من أرفع الأوسمة في انجلترا إن لم يكن أرفعها. وقد أجمع المؤرخون فيما بعد على أنها هي التي أدت إلى تشكيل دولة العراق الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، وهي التي ساهمت في تأسيس السلالة الهاشمية أيضا.

وكل ذلك بالتعاون مع لورنس العرب بالطبع الذي تفوق عليها من حيث الشهرة والألمعية. لقد غطّى اسمه على اسمها على الرغم من أهمية الدور السياسي والمخابراتي الكبير الذي لعبته في تلك الفترة. ولكنهما اشتغلا يدا بيد وجنبا إلى جنب في الواقع. واستطاعا إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.

ومعلوم أنهما اللذان حثّا العرب على الانتفاضة ضد السلطة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى بقيادة الشريف حسين بن علي. وبعدئذ كافأوا السلالة بإعطائها شرقي الأردن والعراق. وكان العراق قبل ذلك منقسما إلى ثلاث ولايات كبرى منفصلة عن بعضها البعض، هي ولاية الموصل في الشمال، وولاية بغداد في الوسط، وولاية البصرة في الجنوب.

ثم تردف المؤلفة قائلة:

لكي نفهم مسيرة هذه المرأة السرية الخطيرة ينبغي أن نعود إلى البدايات الأولى. من المعلوم أن خالها كان سفيرا لحكومة صاحبة الجلالة في طهران بإيران. وفي عام 1892 سافرت جيرترود بيل إلى هناك لزيارته وكانت في أول الشباب: أربعة وعشرين عاما. وقد تحدثت عن قصة زيارتها هذه في كتاب بعنوان: صور فارسية.

وذلك لأنها لم تكن قد أصبحت جاسوسة بعد وإنما كانت أديبة وكاتبة بالدرجة الأولى. وهذه هي حالة لورنس العرب كما نعلم. فقد خلف وراءه كتابا شهيرا بعنوان «أعمدة الحكمة السبعة». وهو مترجم إلى معظم اللغات العالمية، وله قيمة تاريخية وفكرية لا تنكر.

لكن لنعد إلى جيرترود بيل. خلال عشر سنوات بعد ذلك أمضت حياتها في السفر والرحلات، بل ومارست هواية تسلّق الجبال في سويسرا الساحرة. ودرست علم الآثار واللغات الشرقية والغربية، كالعربية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والفارسية، والتركية. ويستغرب المرء كيف استطاعت أن تتعلم كل هذه اللغات. ولكن يبدو أن الجواسيس آنذاك كانوا أناسا جادين ويحتاجون إلى معرفة عدة لغات لإتقان عملهم وأداء مهامهم على أفضل وجه في العديد من البلدان.

ثم تردف المؤلفة قائلة: وفي عام 1899 سافرت إلى الشرق الأوسط وزارت فلسطين وسوريا لأول مرة. ثم زارت جبل الدروز في ثياب شخص بدوي أو عربي لكي تشبههم، وقابلت أميرهم الذي كان يدعى آنذاك يحيى بك.

ثم عادت إلى الشرق الأوسط بعد ذلك مرة ثانية عام 1905 وزارت كل مناطقه وبلدانه وتعرفت على سكانه وشعوبه. ودرست عندئذ العديد من المواقع الأثرية في سوريا ولبنان وفلسطين، وقابلت العديد من الشيوخ والأمراء العرب من دروز وغير دروز.

وبعدئذ نشرت كتابها بعنوان: «الصحراء والزرع» لكي تلخص فيه حصيلة أبحاثها ومشاهداتها هناك. وهذا الوصف الحي فتح أعين الغرب على جمال الصحراء العربية ومجاهيلها وأسرارها. كما وفتح شهية الغرب على استعمار أراضي العرب وتقسيمها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.

وفي عام 1907 ذهبت جيرترود بيل إلى تركيا حيث اشتغلت مع عالم الآثار المختص بالبحث عن العهد الجديد: ويليام رامسي. والمقصود بالعهد الجديد الإنجيل بطبيعة الحال. وقد تحدثا عن ذلك في كتاب بعنوان: ألف كنيسة وكنيسة. وكان هدفهما التوصل إلى معلومات دقيقة عن بدايات المسيحية الأولى وكيفية تشكل الإنجيل وأول جماعة مسيحية في التاريخ.

ثم تردف المؤلفة قائلة: وبعد ذلك سافرت جيرترود بيل إلى منطقة وادي الرافدين، أي العراق. وكان ذلك عام 1909. وهناك أيضاً راحت تبحث عن الآثار في بابل وسواها. ومعلوم أن العراق مليء بالآثار القديمة التي تعود إلى عصور سحيقة وحضارات عظيمة بائدة كحضارة الآشوريين والسومريين وبقية حضارات وادي الرافدين.

وهناك تعرفت لأول مرة على ت. ي. لورنس أو ما يدعى بلورنس العرب. وابتدأت تشتغل لصالح المخابرات البريطانية. وقد ابتدأت عملها هذا بتقديم تقارير عن خط سكك الحديد الذي يربط اسطنبول ببغداد ومدى تقدم أعماله أو عدم تقدمها.

ومعلوم أن هذا المشروع الكبير كان ينجز من قبل الألمان، أي الأعداء الألداء للتاج البريطاني والذين سيدخلون في حرب عالمية مع الانجليز والفرنسيين بعد خمس سنوات فقط من ذلك التاريخ. وقد التقت «بيل» بالمهندس الألماني الذي يشرف على المشروع: ميسنير باشا لكي تأخذ منه ما تستطيع من معلومات.

ثم قامت عام 1913 بزيارة الجزيرة العربية وكانت رحلة صعبة بالنسبة لها ومحفوفة بالمخاطر. وكانت أول امرأة أجنبية تزور الداخل السعودي أو ما سيصبح الداخل السعودي لاحقا بعد أن تتشكل المملكة عام 1932.

ولكنهم أرسلوها بعدئذ إلى القاهرة عام 1915 لكي تشتغل في المكتب العربي هناك. وكان يشرف عليه آنذاك الجنرال جيلبرت كلايتون. وهناك التقت بلورنس العرب مرة أخرى لأنه كان يشتغل لصالح المخابرات البريطانية مثلها.

وقدمت خبرتها عندئذ للمكتب العربي ولورنس وأعطتهم فكرة عن الحالة النفسية للقبائل العربية ومدى استعدادها للثورة على العثمانيين أم لا. وقد استغل لورنس هذه المعلومات أثناء مفاوضاته مع العرب.

ثم تردف المؤلفة قائلة: وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية عام 1919 كلفتها وزارة الخارجية البريطانية بتقديم تقرير شامل ومفصل عن أحوال العراق تمهيدا لاحتلاله. وقد استغرقت منها كتابته عشرة أشهر تقريبا، واعتبروه فيما بعد نموذجا رائعا على التقارير السياسية والمخابراتية التي ينبغي أن تحتذى.

ولكن النتائج التي توصلت إليها كانت لصالح العرب إلى حد كبير. ولذلك فإن رئيسها المباشر انقلب ضدها. ثم تختتم المؤلفة كلامها قائلة: إن تأثير جيرترود بيل كان حاسما على تشكيل دولة العراق الحديث عام 1920.

فقد رفضت إقامة دولة خاصة بالأكراد وأثبتت بذلك تحيزها للعرب. والواقع أنها رفضت ذلك أن الحكومة البريطانية كانت تريد الهيمنة على حقول النفط المتواجدة في الشمال. وهكذا ذهب الأكراد ضحية الأطماع النفطية لبريطانيا.

*الكتاب:جيرترود بيل، ملكة الصحراء وصانعة الأمم

*الناشر:فارار ستروس جيروكس نيويورك 2007

*الصفحات: 521 صفحة من القطع الكبير


Gertrude of Arabia: The ‘Queen of the Desert’ Who Dreamed Up Iraq
She was a pistol-packing linguist, cartographer, kingmaker—and soon, a Nicole Kidman subject.* A Woman in Arabia provides a fresh look at the trailblazing Gertrude Bell, in her own words.

JESSICA FERRI

09.13.15 4:01 AM ET
Last month in a fascinating review of Kate Bolick’s memoir Spinster, Briallen Hopper called for a redefinition, even a celebration of the word “spinster.” Citing eminent spinsters of yore, including Jane Austen, Emily Dickinson, Elizabeth I, Flannery O’Connor, Louisa May Alcott, Jane Addams, and Harper Lee, Hopper argues the true definition of a spinster is a woman who chooses independence above all else. She quotes Henry James, describing Olive Chancellor in The Bostonians: “There are women who are unmarried by accident, and others who are unmarried by option; but Olive Chancellor was unmarried by every implication of her being. She was a spinster as Shelley was a lyric poet, or as the month of August is sultry.”
There is another woman who we should add to this impressive list: the indomitable Gertrude Bell, the linguist, the poet, the archaeologist, the desert traveler, the war worker, the kingmaker, the builder of nations: the queen of the desert. And yes, she never married.
Luckily for those of us who are unfamiliar with Gertrude Bell, there comes A Woman in Arabia: The Writings of the Queen of the Desert, from Penguin Classics. The book is edited by Georgina Howell, the author of the 2007 biography Gertrude Bell: Queen of the Desert, Shaper of Nations. A Woman in Arabia is a collection of Bell in her own words, helpfully annotated by Howell, told mostly through her letters home to family and friends. The book is not shaped chronologically but instead through Bell’s many lives, in Arabia and back home in Europe.
Gertrude Bell was born in 1868 to a British iron family. Her mother died shortly after the birth of her younger brother in 1871, and her father remarried five years later. When most young women her age would’ve been concerning themselves with “coming out,” Bell was busy learning Arabic, having already mastered Persian. “I should like to mention that there are five words for a wall and 36 ways of forming the plural,” she wrote to her cousin. By adulthood she would speak fluent French, Italian, German, Arabic, Persian, and Turkish. Not one to put knowledge to waste, Bell traveled to Persia at the age of 24 and met Henry Codogan, a legation secretary who gave her the poetry of Hafiz. Though the two wanted to marry, her parents forbid it (Henry was poor and a gambler) and tragically, the young man died after falling into an icy river while fishing. “Partly as a tribute to his memory, and a lingering suspicion that it might have been suicide,” Howell explains, “Gertrude wrote, and in 1897, published Poems From the Divan of Hafiz, an English rendering of 43 poems of the 14th-century Sufi mystic.”
After a brief vacation spent mountain climbing à la Leni Riefenstahl in the Alps, Bell returned to Greece, then to Syria and Asia Minor as a cartographer, photographer, and archaeologist. Bell’s love for the Arab people made her their representative. She came to an agreement with the king that there would be 50-50 division of all finds between Iraq and the excavators. On this excursion she began work on what would eventually become the Iraq Museum in Baghdad. Her work would go on for decades guiding other explorers with the most accurate and reliable cartography and photography of the region.
“As early as 1905, Gertrude’s name was recognized throughout Britain as the country’s best-known traveler,” Howell writes. On every journey, Bell would travel in style, with “couture evening dresses, linen riding skirts… a fur coat that would double as a blanket… beneath layers of lacy petticoats she hid guns, her two cameras and film, and many pairs of binoculars and pistols as gifts for the most important sheikhs. She carried Egyptian cigarettes, insect powder, a Wedgwood dinner service, silver candlesticks and hairbrushes, crystal glasses…” leading the local villagers to ask, “Have you seen a queen traveling?”
Though she would have undoubtedly remained in the Middle East, World War I and a love affair brought her back to Europe. She was called on to work for the Wounded and Missing Enquiry Department in Boulogne, France. The office was a mess; Bell set to work streamlining and improving the system and was made the head of the department. The difference between the standard letter sent from the War Office and Bell’s improvement on it is remarkable.
Form B101-82: “Deeply regret to inform you that E.R. Cook British Grenadiers was killed in action 26th April. Lord Kitchner expresses his sympathy. Secretary, War Office”
Gertrude Bell: “Madam, it is my painful duty to inform you that a report has this day been received from the War Office notifying the death of Number 15296 Private Williams, J.D. which occurred at Place Not Stated on the 13th of November, 1914. The cause of death was Killed in Action.”
Bell, whose brother and lover were fighting in the war, was deeply affected by her work at the W&MED. “The tales that come in to me are unforgettable,” she wrote a friend. “The splendid simple figures that live in them people my thoughts, and their words, brought back to me, ring in my ears. The waste, the sorrow of it all.”
The man Bell loved was Richard Doughty-Wylie, a lieutenant colonel in the British army. Though Christopher Hitchens wrote in his review of Howell’s biography that Iraq may have never existed as a country if Bell had married this man, there was truly no chance of an official union. Doughty-Wylie was married, and though he and Bell had exchanged a number of racy letters, when they did have time alone they never consummated their relationship. His wife threatened suicide, and in the end it was all for nought, as Doughty-Wylie was killed during the Battle of Gallipoli in 1915. “It is said that she heard this devastating news mentioned casually at a lunch party. She sat there, ashen-faced, then quietly excused herself and left the table.” Howell writes. “Her half-sister, Molly, was to write ‘It has ended her life—there is no reason now for her to go on with anything she cared for.’”
But Molly was wrong—Doughty-Wylie was not Bell’s entire life, and she did have a reason to go on: the people of Iraq. Bell made it her mission to bring self-determination to the people of Iraq, and to give them a government led by one of their own. By then Britain’s parliament had come to rely on her opinion of the region—she even wrote a very prescient argument on the dangers of Zionism in 1917. Her paper, “Review of the Civil Administration of Mesopotamia,” basically founded the idea that Iraq should become its own nation. She later worked to bring Faisal to Iraq, and eventually he was crowned king in 1921. The two had much in common: Both were aristocrats who had lost their mothers at the age of 3. Many said the king treated Bell like a sister.
GET THE DAILY BEAST IN YOUR INBOX

SUBSCRIBE
FOLLOW THE DAILY BEAST
Follow @thedailybeast
If all of this sounds like the makings of an major motion picture, you’re in luck. The Queen of the Desert, starring Nicole Kidman, is on its way to a theater near you sometime this year, directed by Werner Herzog and starring Robert Pattinson as T.E. Lawrence and Damian Lewis as Doughty-Wylie.
But by the time Faisal was safely crowned, Bell’s health had begun to seriously deteriorate. She returned home to England in 1925, only to find her father’s business failing. She saw as many friends as she could when she was home, and despite her ill health, returned to Iraq in 1926. After a day of swimming, her maid found her dead, next to a bottle of pills.
Gertrude Bell was only 58 when she died but had lived more lives in those years than most. While at home she would have been considered an unmarried spinster, she wrote home at the age of 37, “I have become a Person in Syria!” Even King George V sent Gertrude’s father and stepmother a lengthy telegram of condolence. But it was always obvious to whom Gertrude truly belonged. She was buried in a cemetery outside of Baghdad, with British and Iraqi officials as pallbearers. A brass plaque was put up in the Iraq Museum to acknowledge her great works. Her frenemy T.E. Lawrence, to his credit, perhaps put it best in a letter to Gertrude’s parents: “Of course it is you who are unhappy, not having Gertrude anymore, but there—she wasn’t yours really, though she did give you so much.”

قديم 10-16-2016, 12:42 AM
المشاركة 2212
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خوان رولفو يتيم الأب في سن السادسه ويتيم الام في سن التاسعة أيضاً
*
خوان رولفو (بالإسبانية: Juan Rulfo) يعد الكاتب المكسيكي الأشهر والأب الروحي للواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية. ولد في سايولا (المكسيك) في 16 مايو 1917. وتوفي في مدينة مكسيكو في 8 يناير 1986. عمل رولفو في شركة لبيع الإطارات وفي مشاريع الري ودائرة الهجرة ،وكتب للسينما، لكنه جعل من المدينة التي ولد فيها محوراً لأحداث قصصه.[2]

حقق خوان رولفو شهرة عالمية بفضل روايته "السهل يحترق" (1953) التي ترجمت إلى عديد من اللغات وكان له تأثير حاسم في مسار أدب أمريكا اللاتينية. وكان لظهور روايته (بدرو بارامو) (1955) تأثيرا كبيرا في التعريف باتجاه الواقعية السحرية وهي من أشهر مدارس الكتابة في أمريكا اللاتينية. يعتبر رولفو من أهم الكتاب العالميين في القرن العشرين على الرغم من قلة إنتاجه القصصي، وتضاهي قامته الأدبية الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، بناء على استطلاع رأي قامت به دار النشر الإسبانية الفاجوارا.

و ترجع شهرة خوان رولفو كالأب الروحى للواقعية السحرية إلى مقدرته على المزج بين الواقع والخيال حيث قدم في أعماله أحداثا لها علاقة بمجتمعه، بجانب شخصيات تقدم وتعكس نمطية المكان والمشاكل الاجتماعية والثقافية، وذلك بعد مزجها بالعالم الخيالي.

السنوات الأولى والحياة العملية عدل

عندما بلغ رولفو السادسة من عمره أصبح يتيم الأب، وبعد ذلك بأربع سنوات لقيت والدته حتفها. وفى عام 1929 تم نقله إلى سان جأبريل حيث عاش هناك مع جدته، وبعد ذلك عاش بملجأ لويس سيلبا، المعروف حاليا بمعهد لويس سيلبا، بمدينة جوادالاخارا. وقد بدأ دراسته الابتدائية عام 1924، وفى عام 1933 حاول الالتحاق بجامعة جوادالاخارا.


جامعة جوادالاخارا حيث درس خوان رولفو
وفى عام 1934 بدأ خوان رولفو كتابة أعماله الأدبية.[3]

وقد كرس نفسه أيضا لمجال التصوير الفوتوغرافى بداية من 1946. وقد عمل لدى شركة جودريتش إيوسكادى كوكيل سفريات منذ 1946 حتى 1952. وفى عام 1947 تزوج من أنخيلينا آباريسيو رييس، حيث أنجب منها أربعة أبناء هم(كلاوديا بيرينسى، وخوان فرانسيسكو، وخوان بابلو، وخوان كارلوس)، ومنذعام 1954 حتى 1957 كان مشاركا في لجنة بابالوأبان، وناشرا في المعهد المحلى للدراسات الهندية بمدينة المكسيك.[4]

العمل الأدبى عدل

شارك خوان رولفو في مجلة ميكسيكو في عام 1930. وفى عام 1945 نشر قصتين في مجلة بان الواقعة بمدينة جوادالاخارا وهما:قد أعطونا الأرض، وماكاريو. وفى عام 1946 نشرت ماكاريو في مجلة أمريكا، ونشرت بعد ذلك عقبة العرابات في عام 1948، وقد نشر له أيضا في نفس المجلة تالبا والسهل يحترق عام 1950، وقد قامت مجلة أمريكا أيضا بنشر قصته قل لهم ألا يقتلونى ويلقوا بى إلى الكلابفي عام 1951. وفى عام 1953 قام صندوق الثقافة الاقتصادية بتجميع السهل يحترق، والتي تنتمى إليها قصة لقد أعطونا الأرض، في مجموعة ليتراس ميكسيكاناس.[5] وفى عام 1955 نشر رواية بيدرو بارامو.وقد قام أيضا خوان رولفو بكتابة روايته الثانية بعنوان ديك من ذهب ما بين عامى 1956 و1958، والتي ظلت غير منشورة حتى عام 1980.[6]

بيدرو بارامو عدل
لم يكن لرولفو على مدار سنوات طويلة سوى رواية وحيدة منشورة هي بيدرو بارامو. وكانت تعتبر تلك الرواية وكانها في فترة الحمل لمدة طويلة. وقد أكد رولفو أنه سوف يكمل الفكرة الأولى لتلك الرواية قبل أن يصبح في الثلاثين من عمره، وبالفعل أرسل خطابين موجهين لخطيبته كلاارا آباريسيوعام 1947 يشير فيهما لتلك الرواية بعنوان نجمة بجانب القمر. وبعد ذلك أيضا أعلن أن محموعته القصصية السهل يحترق هي عبارة عن طريقة للدنو من روايته. وفى آخر مرحلة من كتابته لروايته غير اسمها إلى الهمسات، وهو عنوان يظهر تأثره الظاهر برواية النخيل البرى أو إذا ما نسيت القدس لويليام فاولكنار، وهذا يبين لنا تأثره بالأدب الأيرلندى، خاصة رواية أشخاص مستقلون للكاتب هلدور لوكسانيس الأيرلندى. وهذا بفضل المنحة المقدمة من المركز المكسيكى للكتاب والتي استطاع اتمامها ما بين عامى 1953 و1954. وف تلك السنة قامت عدة مجلات بنشر قطع من الرواية، وفى عام 1955 ظهرت ككتاب. وتم طبع ألفى نسخة، باعو فقط نصفهم, وقاموا بإهداء الباقى. وقد ترجمت الرواية لعدة لغات كالألمانية, والسويسرية, والإنجليزية, والفرنسية، والإيطالية, والبولندية, والنرويجية, والفنلندية.

وقد انتبه بعض النقاد على الفور أنهم يتعاملون مع عمل أدبى رائد, على الرغم من أنهم لم يكن ينقصهم القراء المتعودين على المخططات الروائية في القرن التاسع عشر والتي تاهت أمام تجديده للبنية, متأثرين بالحيرة الناتجة عنها. ولكن الدراسات الأكثر حداثة لنفس الرواية, كالاستقبال الأول لبيدرو بارامو والتي أعدها خورخى سبيدا, كانوا أكثر وضوحا, وقد تم الاعتراف بتلك الأوبرا منذ بدايتها بداخل وخارج المكسيك، حيث أصبح هناك فيضان غير منقطع بمعرفة تلك الرواية.والدراسات التي تم اعدادها عن بيدرو بارامو كثيرة وتزيد باستمرار كل عام.

وقد كانت رواية بيدرو بارامو عملا ثمينا بالنسبة للعديد من الأدباء كخورخى لويس بورخيس, والذي قال: ان بيدرو بارامو واحدة من أفضل الروايات في الأدب الإسباني, بل الأدب العالمي ككل.

وقد كتب جابريل جارسيا ماركيز في ذكرى قراءته الأولى للرواية*: صعد ألبارو موتيس بخطوات واسعة الستة أدوار للوصول إلى منزلى ومعه الكثير من الكتب, وقد قام بفصل الأكثر صغرا والأكثر قصرا من ذلك الكم الهائل، وقال لى وهو يكاد يموت من الضحك: فلتقرأ تلك اللعنة، لكى تتعلم! وقد كانت تلك هي رواية بيدرو بارامو، وفى تلك الليلة لم أستطع النوم حتى انتهى من قراءتى الثانية لها.

وقد قالت سوزان سونتاج عنها أيضا: ان رواية رولفو لا تعتبر فقط من الروايات الرائدة في القرن العشرين، ولكنها تعبر أيضا من الأعمال الأكثر تأثيرا في نفس القرن.

ديك من ذهب عدل
أن ديك من ذهب هي الرواية الثانية لخوان رولفو. وبالرغم من أنها كتبت ما بين عامى 1956 و1958، إلا أنها لم تنشر سوى عام 1980 في طبعة مهملة؛ وقد صححت طبعة 2010 الكثير من أخطاء الطبعة السابقة. وتوجد ترجمات للرواية بالألمانية, والإيطالية، والفرنسية, والبرتغالية.

وقد بنيت أربعة أفلام على أساس تلك الرواية وهم:[7]

ديك من ذهب (1964) لروبيرتو جابالدون.
إمبراطورية الثروة(1986) للمخرج أرتورو ريبستين.
التركيبة السحرية(1964)لروبين جامبز.
الغنيمة(1960) فيلم قصير لأنطونيو رينوسو.
الكاتب السينمائي عدل

في عام 1956 طلب المخرج السينمائي إميليو فرنانديز نصوصا سينمائية، وقد قام رولفو بالتعاون مع خوان خوسيه أريولا بكتابة بعضها. وقد أصبحت الكثير من نصوص رولفو أساسا للإنتاج السينمائي، حيث أنه في عام 1960 تم انتج فيلم الغنيمة القائم على أساس إحدى أفكار رولفو. وبعدها في عام 1964 تم إعداد ديك من ذهب من أجل السينما عن طريق كارلوس فوينتيس وجأبريل جارسيا ماركيز، واخرج الفيلم روبيرتو جابالدون.[8]

وفى عام 1972 قام المخرج ألبيرتو إيزاك بإخراج فيلم ركن العذارى والذي يعتبر معالجة سينمائية لقصة أناكليتو مورونيس الموجودة في المجموعة القصصية السهل يحترق.

قديم 10-24-2016, 02:16 PM
المشاركة 2213
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولات ساخنة

الأيتام مشاريع العظماء فلا تتخلوا عن أيتامكم لاعدائكم لكي يستغلوا كرقيق يباع ويسارا وتستثمر عقولهم ضدكم ، واستثمروا في طاقات عقولهم فهي القوة المهولة اللامتناهية الدافعة الي الامام والضمانة الاكيدة ان لم تكن الوحيدة الي التقدم والرقي والابداع العبقري الذي يساهم في البناء الحضاري ويحقق قفزات نوعيه هائلة لا تتحق من دونهم

قديم 10-25-2016, 08:44 AM
المشاركة 2214
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكاتب الفرنسي جورج بيرك ... يتيم الاب وآلام

جورج بيريك كان روائياً، و سينمائياً، و كاتب مقالة، و هو فرنسي يهودي ولد في 7 مارس 1936، وتوفي في 3 مارس 1982. كان بيريك عضواً في مجموعة اوليبو.

حياته
ولد بيريك في حي للطبقة العاملة في باريس و كان الولد الوحيد لإتشك يودكو و سيرلا بيريتس, اللذان كانا يهوديان من بولندا و هاجرا إلى فرنسا في العشرينيات. كان بيريك على درجة بعيدة من القرابة للكاتب اليشيدي إسحاق بيريتس. توفي أبوه في عام 1940 من طلقات رصاص و توفيت امه في الهولوكوست النازي, ربما في أوشفيتز. وقد رباه عمه و عمته, و تبنياه رسميا في سنة 1945.

بدأ بيريك كتابة المقالات و التقارير الصحفية للمنشورتين الأدبيتبن الشهيرتين La Nouvelle Revue Française و Les Lettres Nouvelles عندما كان يدرس التاريخ و علم الاجتماع في جامعة السوربون. من سنة 1958 إلى 1959 خدم بيريك في العسكرية و تزوج باوليت بيتراس عندما سرح من العسكرية. قضيا الإثنان سنة واحدة في صفاقس (تونس), عندما كانت إمرأته تشتغل كمدرسة. في سنة 1961 بدأ بيريك يشتغل أمينا للأرشيف في معمل بحث الفيزيولوجيا العصبية الملحق بمستشفى سانت أنتوان. احتفظ بيريك بهذه الوظيفة حتى سنة 1978 رغم المرتب البسيط. لاحظ بعض المراجعين أن التعامل اليومي مع السجلات و المعطيات المختلفة قد أثر على اسلوبه الأدبي. كان التأثير البارز الآخر هو ارتباط بيريك بمجموعة اوليبو, التي التحق بها في العام 1967 و تعرف فيها على ريموند كونو من بين آخرين.

أعماله عدل

أهدى بيريك رائعته La Vie mode d'emploi (الحياة: دليل الاستعمال) لكونو, الذي توفي قبل نشر الرواية. بدأ بيريك الاشتغال على مجموعة من المسرحيات الإذاعية مع مترجمه يوجين هيلملا و الموسيقي فيليب دروجوز في نهاية الستينيات, و أنتج أفلاما بعد فترة لا تقل عن عقد. أخرج شريطه الأول الذي بُني على روايته الرجل النائم والذي تحصل على جائزة Jean Vigo في سنة 1974 بالاشتراك مع برنارد كيسان. اخترع بيريك أيضا أحجيات الكلمات المتقاطعة للمجلة Le Point منذ سنة 1974 و ما بعدها.

جلب كتاب La Vie mode d'emploi (الحياة: دليل الاستعمال) بعضا من النجاح المادي و الاقتصادي: فاز بجائزة Médicis و سمح له بالعودة الكاملة إلى الكتابة و قد كان كاتبا مقيما في جامعة كوينسلاند في أستراليا في سنة 1981, حينما كان يشتغل على كتابه الذي لم يكتمل 53 Jours. بعد مرور زمن بسيط من عودته من أستراليا, تدهورت صحته لإفراطه في التدخين, و قد شخص بمرض السرطان الرئوي و مات في السنة التالية حين كان يبلغ من العمر ستة و أربعين عاما فقط.



Georges Perec (French:*[peʁɛk, pɛʁɛk];[1] March 7, 1936 – March 3, 1982) was a French novelist, filmmaker, documentalist, and essayist. He was a member of the Oulipo group. His father died as a soldier early in the Second World War and his mother was murdered in the Holocaust, and many of his works deal with absence, loss, and identity, often through word play.[2]

Contents
Early life Edit

Born in a working-class district of Paris, Perec was the only son of Icek Judko and Cyrla (Schulewicz) Peretz, Polish Jews who had emigrated to France in the 1920s. He was a distant relative of the Yiddish writer Isaac Leib Peretz. Perec's father, who enlisted in the French Army during World War II, died in 1940 from untreated gunfire or shrapnel wounds, and his mother perished in the Nazi Holocaust, probably in Auschwitz sometime after 1943. Perec was taken into the care of his paternal aunt and uncle in 1942, and in 1945 he was formally adopted by them


---
.
"نائم" جورج بيريك في ترجمة عربية: . أيها الكاتب ليس من الضروري أن تخرج من بيتك*
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: نبيل سليمان
تاريخ النشر(م): 5/2/2001
تاريخ النشر (هـ): 11/11/1421
منشأ:
رقم العدد: 13841
الباب/ الصفحة: 16
كتب الناقد والروائي السوري نبيل سليمان هذه المقالة عن رواية الكاتب الفرنسي جورج بيريك "النائم" قبل أن يتعرّض لحادثة الاعتداء في اللاذقية ويدخل المستشفى. والرواية هذه كانت صدرت في باريس العام 1967 وبدت آنذاك بمثابة الحدث الروائي. وجورج بيريك هو من أبرز الروائيين المعاصرين في فرنسا. رحل في العام 1982 عن 46 عاماً.
"ليس من الضروري أن تخرج من بيتك. لازم طاولتك واصغ. بل دع الإصغاء واكتف بالانتظار. بل دع الانتظار واكتف بالعزلة، فالعالم سيحضر واهباً نفسه إليك، كي ترفع عنه أقنعته، ومنتشياً سيتلوّى أمامك".
بهذه العبارات من "تأملات كافكا في الخطيئة والألم والأمل والطريق القويم" يستهلّ القاص والمسرحي والروائي الفرنسي جورج بيريك روايته "النائم". ولا يبدو ان تلك العبارات وفرت للرواية فقط المحضر الأول والأساس، كما هو مألوف في لعبة التصدير، بل هي شكلت الرواية من ألفها الى يائها، ولكن بلمسات كاتبها.
فالسارد يمضي بضمير المخاطب من عبارات كافكا، ليجعله الضمير الأوحد في الرواية، ثم يلاعب الكتابة بالبياض الأصغر الفاصل بين المقاطع، والبياض الأكبر الفاصل بين الفصول، مفسحاً للمتلقي أو القارئ أن يشارك في اللعبة، وخصوصاً ان السارد نفسه لا يفتأ يرسل ما يشكك في نظام النص، كأنه ينتقل ببطله من يوم شديد الحر الى: "الترابط غير الموفق لنص كنت قد أضعت خيط المعنى فيه"، أو كأن ينتقل بالبطل من لعب الورق الى النص - اللعبة، والعالم - اللعبة: "كلمات غير مترابطة، حاملة معاني متشابكة، تطوف من حولك في حلقة. أي رجل محتجز في أي قلعة من ورق اللعب؟ أي خيط؟ أية شريعة؟". وإذا كان السارد لا يفتأ أيضاً يقطع السرد مشككاً، كأن يذكر كلمة ثم يعترض نافياً معناها أو مواءمتها، فالنص جاء محكم البناء، بقدر ما أفسح لمشاركة التلقي. وربما كان ذلك سرّ البساطة في الرواية، إذ تكاد توقف شطرها الأول على التأمل والتحليل، فيما تكاد توقف شطرها التالي على الوصف، وبالطبع لا يخلو كل شطر مما قام به الآخر، وكل ذلك عبر شخصية مركزية واحدة ديدلوس بالكاد يسمع صوت سواها، وفي الآن نفسه يصخب فيها العالم أيّما صخب.
ينبعث كافكا وتنبعث الكافكاوية في هذه الرواية، ولكن عبر بصمتها الفرنسية وبصمة العالم المعاصر عموماً. فـ"النائم" شاب جامعي في الخامسة والعشرين، يطل علينا في اليوم الأول لامتحان شهادة الدراسات العليا في علم الاجتماع العام، وأمامه كتاب ريمون آرون "دروس عن المجتمع الصناعي"، وهو يخوض مغامرة النوم التي تفتق العتمة والوحدة والذاكرة بالتأمل.
لم يعان ديدلوس من المسائل الميتافيزيقية، لكن الشعور بالوجود وبالاستغراق في العالم بدأ يملص منه، وماضيه وحاضره ومستقبله في اختلاط. إنه يعيش في فراغ: "أنت مسرنم، محارة"، ولا يخرج إلا ليلاً، كالجرذان والقطط والوحوش. إنه يقدم الاستقالة التي طال أمد تعليقها، من العالم الذي يؤشر منذ البداية في الامتحان وفي كتاب آرون. وينمّ المجاز الروائي مغامرة النوم، عن قرين الشاب، فالشاب لا يذهب الى الامتحان، بينما "بديل شجي مفرط الانضباط يؤدي عوضاً عنك الحركات التي لم تعد تقوم بها". ثمة إذاً من يذهب الى الامتحان وهو يعلم ما يجب أن يقال عن الاستلاب والعمال والعصر الحديث وأوقات التسلية والياقات البيضاء والأتمتة "عن ماركس منافس توكفيل، عن فيبر خصم لوكاش". ومع ذلك فصاحبنا لا يعلم الكثير، وليس له أي رأي، لذا لا يرغب في رؤية أحد، ولا في التحدث أو التفكير أو الخروج أو التزحزح من مكانه، مدركاً أن الحياة الحديثة قليلاً ما تقدر مثل هذه الحالات.
إنه "ضائع في بلاد العميان". وما يبلبله ليس الطابع المباغت لتحوّله النوم بل شعوره الغامض الباهظ في انه لا يعيش تحولاً التحول - كافكا. وهكذا تغدو الغرفة زنزانة، والنائم سجيناً داخل السرير، ولا تفتأ المرآة المشقوقة تشقق صورته وصورة العالم. بيد أن الرواية سترسم النائم في فضاءين: أولهما: قريته التي يؤوب اليها شهوراً لا يكاد يحدّث خلالها والديه، إذ تستغرقه الطبيعة، هو الذي يجهلها. وعلى رغم دعوتها ومحبتها، يطبق عليه اليأس: قيل كل شيء، والحياة رحلة منظمة، وكل شيء معدّ منذ الآن لموته. إنها مليارات من الأوامر، والرعب الناعم الذي يريد تسيير كل ساعة، فيما النائم الذي لا يكره البشر ولا نفسه، لا يتمنى إلا أن يكون شجرة، وإلا أن يتخفف من الانتماء الى البشر، من الضجيج الذي لا يحتمل.
الفضاء الثاني هو باريس، بعد عودة "النائم" من القرية ومن مركز الكون وأجمل الجزر المهجورة: حجرته، والى الصحراء التي لم يعبرها أبداً أحد: باريس. يمضي صاحبنا في عيشه، ويشتغل الوصف الدقيق للشوارع والأحياء الميتة وللمقاهي ودور السينما: وصف متواتر وطاغ من زوايا للرؤية متوالدة ومتراكبة، وصف يؤثث الموصوف ويرسم هوية من يصف، فيوفر المجال الفني لاكتناه الشخصية والفضاء، ولقراءة الشرط الاجتماعي السياسي والثقافي والاقتصادي. وبذا يتوفز المجال الفني لاكتناه الروحي في الفرد والجماعة، في العصر. فالنائم الذي بات غير مرئي، وصافياً، هو بمثابة الحر ولكن مثل بقرة أو قرد، غير المستيقظ والذي لن يستيقظ، غير الميت والذي لن يستطيع الموت تخليصه. هذا النائم وقع في الفخ، حيث لا مخرج ولا معجزة ولا حقيقة. وكل ما يفعله باطل، وكل ما يبحث عنه ضلال. وهو إذ يقرئنا ميزانيته أو "لوموند"، يغرقنا في هجاء العالم، وفي ما يواجه به العالم: العزلة والنسيان والشفافية، وباختصار: اللامبالاة التي ليس لها بداية ولا نهاية، الحال الهامدة غير المجدية من العطالة والثقل، والتي تفكك اللغة وتشوش الاشارات. ومعها يحيا صاحبنا داخل ما لا نهاية له، ويصير السيد المجهول للعالم الذي لم يعد للتاريخ تأثير عليه.
إزاء ذلك، وفي باريس المدينة المتعفنة القميئة والخسيسة والحزينة، المدينة الجيفة، تعود لعبة المجاز الروائي مع الجار بدرجة أدنى مما رأينا. ولكن في مفصل حاسم يستثمر ما تناثر قبلاً من أن اللامبالي ليس متجاهلاً ولا معادياً في مواجهته للعالم، أو من أن الوظيفي هو الأكثر رياء وإحراجاً، وهو من أسوأ القيم، لكنه جلي وواقعي. فالنائم يعنت على جاره ذي الحياة الأخرى التي هي - أحياناً - جزء من حياة النائم: "لعلك من دون أن تدري، وأنت قرينه الأخرس، أنت أيضاً جزء منه".
مع هذا المفصل الحاسم تقترب الرواية من نهايتها، فتنجز "فَرْنَسَةْ" أو عصرنة الكافكاوية. وإذا بهذا الذي لم يمت ولم يجن، لم يعد السيد المجهول للعالم الذي لم يكن - من قبل كان القول: لم يعد - للتاريخ تأثير عليه، ولا للطبيعة. وإذا كنا بذلك سنبرح الرواية والنائم خائف ومنتظر، فالرواية تدعنا أمام السؤال عما إذا كان هذا شأن الشباب الفرنسي وحده، أم هو أيضاً شأن - أو من شأن - الشباب حيثما عصفت به الحضارة أو التخلف، حيثما عوقته الديكتاتورية أو الفقر أو العمل أو الثقافة أو العولمة أو كل ما تضيق به حياة البشر في أرجاء الأرض، وخصوصاً حيث نحيا؟

قديم 10-25-2016, 09:06 AM
المشاركة 2215
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غيوم أبولينير... لم يعرف اباه مطلقا ولا يعرف شيء عن هوية ذلك الاب

(بالفرنسية: Guillaume Apollinaire) ، ولد باسم فيلهلم ألبرت فلاديمير أبوليناري كوستروفيسكي (بالبولندية: Wilhelm Albert Włodzimierz Apolinary Kostrowicki) ـ (26 أغسطس 1880 ـ 9 نوفمبر 1918) هو شاعر وقاص وكاتب مسرحي وروائي وناقد فني فرنسي، بولندي الأصل.

ولد فيلهيلم كوستروفيسكي في روما. كانت أمه "أنجيليكا كوستروفيسكا" سليلة أسرة من نبلاء بولندا، وكان جده لأمه جنرالًا في جيش روسيا القيصرية لقي حتفه في حرب القرم. أما والد أبولينير فلا يُعرف عنه شيء، وإن كان يُظن أنه أحد نبلاء غراوبوندن. نشأ كوستروفيسكي متحدثًا ثلاث لغات، هي الفرنسية والإيطالية والبولندية.[3] وفي أواخر مراهقته هاجر إلى فرنسا واتخذ لنفسه اسم "غيوم أبولينير"، وكان جده من جهة امه اسمه (أبوليناروس) وهو اسم مشتق من اسم أله الشعر أبولون.

يعد أبولينير واحدًا من أبرز شعراء مطلع القرن العشرين، كما يعد من رواد السريالية، وهو أول من نحت كلمة "سريالية"، وكتب عملًا يعد من بواكير الأعمال المسرحية السريالية، وهي مسرحية "أثداء تيريزياس" (1917، بالفرنسية: Les mamelles de Tirésias)

تعرف في باريس عام 1907 على الرسامة ماري لورنسن Marie Laurencin وعاش معها علاقة مضطربة لكنه في تلك الفترة بدأ يعيش من وارد كتاباته. من قصائده الشهيرة قصيدة (جسر ميرابو Le Pont Mirabeau) التي نشرت لأول مرة عام 1912 لكنها ظهرت في مجموعته الشعرية (كحول Alcools) وفيها يتكلم عن انطفاء الحب بمرور الزمن، حيث يصف مرور ماء نهر السين في باريس من تحت جسر ميرابو الشهير هناك، وكأنه يشبه ذلك بمرور الزمن.

وكان قد صاغ مصطلح (كاليجرام Calligramme) الذي يصف فيه طريقته التي ابتدعها في كتابة بعض القصائد بحيث تشكل كلمات القصيدة رسماً ما. كان أبولينير قريباً من الفنانين التكعيبيين والسورياليين من أمثال بابلو بيكاسو وهنري روسو الجمركي، وكتب عدد من مقالات النقد في الفن التشكيلي وصار يعتبر احد النقاد الذين نظروا لحركة الفن التشكيلي المعاصر.[4]

تطوع في الجيش الفرنسي بعد يومين من اعلان الحرب العالمية الاولى ويبدو انه كان يحب الحرب فقد كتب في احدى قصائده بأن الحرب جميلة وهو الشيء الذي لم يغفره له بعض الفنانين الذين لا يحبون الحرب بطبيعتهم مثل لويس أراغون.[5]

جُرح في الحرب العالمية الأولى، ولكنه عاش حتى عام 1918، حيث توفي من جراء وباء الإنفلونزا الإسبانية عن عمر يناهز 38 عامًا.

Guillaume Apollinaire (French:*[ɡijom apɔlinɛʁ]; 26 August 1880 – 9 November 1918) was a French poet, playwright, short story writer, novelist, and art critic of Polish descent.

Apollinaire is considered one of the foremost poets of the early 20th century, as well as one of the most impassioned defenders of Cubism and a forefather of Surrealism. He is credited with coining the term "cubism" in 1911 to describe the emerging art movement and the term "surrealism" in 1917 to describe the works of Erik Satie. The term Orphism (1912) is also his. Apollinaire wrote one of the earliest Surrealist literary works, the play The Breasts of Tiresias (1917), which became the basis for the 1947 opera Les mamelles de Tirésias.

Two years after being wounded in World War I, Apollinaire died in the Spanish flu pandemic of 1918; he was 38.

Contents
Life Edit

Apollinaire (left) and André Rouveyre in 1914

Apollinaire, 1902, Cologne
Wilhelm Albert Włodzimierz Apolinary Kostrowicki was born in Rome, Italy, and was raised speaking French, Italian, and Polish.[1] He emigrated to France in his late teens and adopted the name Guillaume Apollinaire. His mother, born Angelika Kostrowicka, was a Polish noblewoman born near Navahrudak, Grodno Governorate (present-day Belarus). His maternal grandfather was a general in the Russian Imperial Army who was killed in the Crimean War. Apollinaire's father is unknown but may have been Francesco Costantino Camillo Flugi d'Aspermont (born 1835), a Graubünden aristocrat who disappeared early from Apollinaire's life. Francesco Flugi von Aspermont was a descendant of Conradin Flugi d'Aspermont (1787–1874) a poet who wrote in ladin putèr (an official language dialect of Switzerland spoken in Engiadina ota), and perhaps also of the Minnesänger Oswald von Wolkenstein (born c. 1377, died 2 August 1445; see Les ancêtres Grisons du poète Guillaume Apollinaire at Généanet).

Apollinaire eventually moved from Rome to Paris[2] and became one of the most popular members of the artistic community of Paris (both in Montmartre and Montparnasse). His friends and collaborators in that period included Pablo Picasso, Henri Rousseau, Gertrude Stein, Max Jacob, André Salmon, André Breton, André Derain, Faik Konica, Blaise Cendrars, Pierre Reverdy, Alexandra Exter, Jean Cocteau, Erik Satie, Ossip Zadkine, Marc Chagall, Marcel Duchamp and Jean Metzinger. He became romantically involved with Marie Laurencin, who is often identified as his muse.

In late 1909 or early 1910, Metzinger painted a Cubist portrait of Apollinaire. In his Vie anecdotique (October 16, 1911), the poet proudly writes: "I am honoured to be the first model of a Cubist painter, Jean Metzinger, for a portrait exhibited in 1910 at the Salon des Indépendants." It was not only the first Cubist portrait, according to Apollinaire, but it was also the first great portrait of the poet exhibited in public, prior to others by Louis Marcoussis, Amedeo Modigliani, Pablo Picasso and Mikhail Larionov.[3]


"La Joconde est Retrouvée" (The Mona Lisa is Found), Le Petit Parisien, No. 13559, 13 December 1913
In 1911 he joined the Puteaux Group, a branch of the Cubist movement soon to be known as the Section d'Or. The opening address of the 1912 Salon de la Section d'Or—the most important pre-World War I Cubist exhibition—was given by Apollinaire.[4][5]

On 7 September 1911, police arrested and jailed him on suspicion of aiding and abetting the theft of the Mona Lisa and a number of Egyptian statuettes from the Louvre,[1][6] but released him a week later. The theft of the statues was committed by a former secretary of Apollinaire's, Honoré Joseph Géry Pieret, who had returned one of the stolen statues to the French newspaper the Paris-Journal. Apollinaire implicated his friend Pablo Picasso, who was also brought in for questioning in the theft of the Mona Lisa, but he was also exonerated.[7] The theft of the Mona Lisa was perpetrated by Vincenzo Peruggia, an Italian house painter who acted alone and was only caught two years later when he tried to sell the painting in Florence.

قديم 10-26-2016, 04:27 PM
المشاركة 2216
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذنا الكريم ايوب صابر المحترم

اسجل اعجابي ومتابعتي ، ورجائي منكم ان تنورونا بخلاصة لاخر ما انتهيتم اليه في صياغة نظريتكم عن اليتم واثاره .. ويا حبذا لو تطرقتم الى الاثار المتولدة في دماغ ونفس وعقل اليتيم ، اذ ان من المؤكد ان اشياء كثيرة تفعل فعلها في دماغ اليتيم الكيميائية والفسلجية التي منها تغيرات مناطق التذكر ( القديمة والحديثة ) .. ومن المؤكد ان مما يحصل هو تغيرات في انفعالات النفس وعواطفها من حزن واسى ومشاعر فقدان الامان والارتكان الى معين يقف معه في معركته المصيرية مع الوجود والعالم .. وكذلك العقل وتغيرات انماط التفكير فيه ، وما يطرأ على مخططاته في الموائمة والتكيف مع ما يحيط به ، وكذلك المشاريع العامة للحياة التي عليه ان يعيش فيها .
وما هو رايكم في من يرى ان تجربة اليتم الاليمة انما تفعل فعلها في اليتيم لما يحسه من فقدان السند والمعين والاحساس بانه يقف وحيدا امام الطبيعة وعليه ان يصارع قوانينها وينتصر على شرورها ويفرض ارادته ويحقق اهدافه ... الى اخر الكلام الذي انا على يقين في ان لديكم الاكثر لتحدثونا عنه

وفقكم الله لما هو خير لكم ولكل الناس ومنهم الايتام

قديم 10-27-2016, 03:28 PM
المشاركة 2217
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ مؤيد عبدالله

ما اسعدني بمرورك ومداخلتك التي يبدو من خلالها انك كنت تتابع حديثي عن الأيتام وانك مهتم بالشأن الثقافي بشكل عام ويستهويك البحث والاكتشاف مثلي والتعرف على كل جديد. ويسعدني ان أجيب على تساؤلاتك هنا تباعا...*

قديم 10-28-2016, 12:04 PM
المشاركة 2218
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعني اولا اذكر بكيف بدات الحكاية وكيف سارت بتلخيص ثم نصل الي الاستنتاجات حسب ما ورد في مداخلتك ...

- كانت البداية حتما عندما كنت في الثانية حيث وقعت مصيبة اليتم عندما فاضت روحي أمي وهناك على ما يبدو حدث ما حدث في خلايا الذهن والذي ترك بصمته على نفسي وشخصي ...

قديم 10-28-2016, 02:40 PM
المشاركة 2219
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
دعني اولا اذكر بكيف بدات الحكاية وكيف سارت بتلخيص ثم نصل الي الاستنتاجات حسب ما ورد في مداخلتك ...

- كانت البداية حتما عندما كنت في الثانية حيث وقعت مصيبة اليتم عندما فاضت روحي أمي وهناك على ما يبدو حدث ما حدث في خلايا الذهن والذي ترك بصمته على نفسي وشخصي ...
متابعون معكم سائلين الله لكم التوفيق ويمدكم بالصبر والسلوان .... ولا يحرمنا تدفقات ابداعاتكم

قديم 10-28-2016, 08:36 PM
المشاركة 2220
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- مرت الايام وبعد وصولي الي مرحلة الوعي والإدراك لما يدور حولي عرفت بصورة مدوية بان خالتي وهي زوجة ابي بعد موت أمي ليست أمي وان أمي مدفونة في فناء المنزل وكان لهذه المعلومة الصاعقة اثرا مزلزلا على نفسي.

- أظن ان طاقة هائلة كانت تحركني منذ تلك الاحداث واذكر انني كنت أسعى لاكون الافضل في كل شيء افعله، وكنت مثلا لا اكتفي بالدفاع في لعبة كرة القدم وانما أحاول في نفس الوقت الهجوم وتسجيل الاهداف وملئ الفراغ الذي يمكن ان يحدث.

- في وقت مبكر اصبحت اميل الي الادب ولو انني فتنت بالعلوم وكنت اقرأ كثيرا حتى في وقت مبكر وصرت اخربش خواطر وأبيات شعرية.

- في حوالي سن السادسة عشرة وبينما كنت اطلع على سيرة حياة الكاتب الروسي توليستوي وجدت انه يتيم وانه فقد امه وهو في سن الثانية وانه لم ير صورة والدته أبدا وهذا ما اشترك معه فيه فانا أيضاً لم اشاهد صورة لامي ولا اعرف كيف كان شكلها.

- هنا ولد في ذهني سؤال هل يمكن ان يكون هناك علاقة بين الأمرين موت الام والميل الادبي ؟

*


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 0 والزوار 37)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 08:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.