احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2660
 
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هند طاهر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,200

+التقييم
0.43

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9308
12-04-2013, 01:33 PM
المشاركة 1
12-04-2013, 01:33 PM
المشاركة 1
Exclamation عندما تحزن مصر..تفرح "الجماعة"!
عندما تحزن مصر..تفرح "الجماعة"!

كتب :حسن عصفور

رحل شخص شاعر الانسان الفقير وشاعر الغلابة، الفاجومي، كما يحلو لأهل مصر وصفه، رغم انهم لا يتفقون كثيرا على تفسير ما هو "الفاجومي"، رحل احمد فؤاد نجم انسان سطر حالة من التمرد الخاص في كل عصر وزمان، وخلق حالة تحفيز ثورية بشعره وبصوت رفيق دربه الشيخ إمام، حمل من الأوصاف ما لم يحملها غيره، رحل وبكاه كل من يملك قلب انسان، قرأ شعره واستمع له منشدا او مغنى، كان حالة خاصة من الحضور قد لا تتوفر لغيره، انسان ابتعد عن التكلف الخادع، لم يبتسم تلك الابتسامة الصفراء التي يرسلها البعض، يتحدث ولا يقف كثيرا أمام ما سيقال بعد أن يقول..

نجم كان نجما في كل شيء من الشعر البسيط جدا الى البساطة المعقدة جدا، رحل بهدوء دون أن ينسى في آخر احاديثه أن يعلن أنه بات مطمئنا على مصر بعد أن عادت لأهلها من تلك السرقة التي حدثت لها، رحل وكان آخر ما كان له من نشاط أن يحضر فعالية خاصة بلاجئي فلسطين في الأردن، وكأن رحلة الحياة توقفت عند حدود القضية التي منحها بعض شعر كان سلاحا ثوريا بيد ثوارها وثورتها، رحل وفلسطين آخر نشاط عام لشاعر من طينة أهل فلسطين..رحل نجم دون تكلف وبلا بهرجة وبهدوء يخالف شخصيته الثائرة الهائجة المتمردة بلا حدود، رحل وهو يدرك أن مصر فاقت وستنتص، "ما تخافوش على مصر"..تلك من آخر ما تحدث في حضوره العلني العام بالأردن قبل أن يعود لمحروسته ليرحل منها، والتي ستنتصر حتما..

رحل نجم، وحزنت مصر بكل أهلها لغياب حضوره الشخصي، وليس لغياب فعله وقوله، فما كتب كفيلا بالبقاء ما دامت هناك حياة، لكنه حزن لفراق تستبدله بكل ما بات متوفرا من تسجيلات، لكن الحاضر ليس كمن الحاضر الغائب، وعل شاعرنا الكبير ورمز شعب فلسطين الثقافي يجسد تلك الحالة الاسطورية من الحضور الغائب، لم يغب ابدا عن شعب فلسطين وأمته، لكنه غائب عن حضوره معها فيما تعيش، نجم كان نجما بكل أوصاف النجوم، تبرق وتضيء وتخفت ثم تعيد وهجها..رحل من لا يتكرر كثيرا، فكان الحزن المصري خاصا، ومعه حزن كل انسان في عالمنا يتطلع لحرية بدون ظلامية ولا استعمار مبطن أو مكشوف..حزنت بهية كما حزن "الفلسطينية" الذين خاطبهم في شعره ..

ولكن المفارقة في بلاد المحروسة تأبى أن تغيب عنها، ففي يوم حزنها العام انطلق من بين ظهرانيها فئة حاقدة كارهة، ظلامية الى حد الحقد الأسود، خرجت لتؤكد أنها "جماعة حاقدة" على كل نور مصري أو عربي، تفرح لرحيل نجم، بل تجاوز فرحها برحيله الى حد "الشماتة والشتيمة"، مؤكدين الحقيقة الراسخة بأنها جماعة تفرح لحزن أمة وتحزن عند فرحها، ما حدث منها يوم رحيل نجم من "فرح وشماته"، هو ذات فرحها بهزيمة مصر وربح اسرائيل لحرب عام 67، فرحوا لأن مصر انهزمت كون حاكهما جمال عبد الناصر، حزنت الأمة من محيطها الى خليجها الا تلك "الجماعة الحاقدة الكريهة" فرحت..

وفي فلسطين لا زال أهل فلسطين يتذكرون كيف كانت شماتة فرع الجماعة الحاقدة برحيل محمود درويش، وصلت الى أن كثيرهم كتبوا أن "الرحمة لا تجوز عليه" حملة حقد وكراهية وشماته وفرح لا تكون بموت الا عند مثلهم..حملة حقد وفرح أحرجت رئيس حركتهم خالد مشعل فإضطر أن يصدر بيانا ملتبسا وكأنه يقول لا يجوز عليه سوى الرحمة ، ذلك الحقد لكل رموز الأمة كان حاضرا يوم أن قام فرع الجماعة الحاقدة بخطف غزة، وسحبوا صور الرمز التاريخي للقضية الفلسطينية وشعبها لينكلوا بصوره كما نكلوا بمئات من شباب غزة..

أن تحزن الأمة وتفرح "الجماعة" تلك هي المعادلة التي ظهرت مع رحيل كل رموز الأمة سياسيين وشعراء..ولكن الأمة فرحت من اقصاها لأقصاها يوم إن سقط حكم الجماعة وافتضح أمرها وانكشفت عورتها السياسية الكاذبة..ذلك الفرح الذي سيلاحق "الجماعة الحاقدة" كي تبقى أبدا في "دائرة حزنها".. فرحت الأمة بسقوط مشروع استعماري فحزنت "الجماعة الحاقدة"..لتبكي كما لم تبك قبلا..ولم تكن صدفة أن تكون من بين آخر كلمات نجم مخاطبا الإخوان: "غوووروا بقى"!


المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عندما تحزن مصر..تفرح "الجماعة"!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" عندما ابتسم الحظ لبائعة الأزهــــــــار " مُهاجر منبر الحوارات الثقافية العامة 1 09-22-2023 04:36 AM
قراءة في رواية "ريح الجنون أو عندما يتيه الوطن" للروائي الجزائري بختي ضيف الله بختي ضيف الله منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-17-2021 12:36 AM
قراءة في رواية "ريح الجنون أو عندما يتيه الوطن" للروائي الجزائري بختي ضيف الله بختي ضيف الله منبر القصص والروايات والمسرح . 0 04-09-2021 04:32 PM
عندما يلتقي الكاتب د.وليد سيف والمخرج حاتم علي ليعيدا " التغريبة الفلسطينية" بختي ضيف الله منبر القصص والروايات والمسرح . 0 01-05-2021 08:15 PM

الساعة الآن 06:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.