احصائيات

الردود
0

المشاهدات
9036
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
01-24-2012, 12:24 PM
المشاركة 1
01-24-2012, 12:24 PM
المشاركة 1
افتراضي رواية صمت الفراشات لـ ليلى العثمان: بقلم عبدر الرحمن التمارة
رواية 'صمت الفراشات' لليلى العثمان: سردية الأنثى المقهورة بالصمت
عبد الرحمن التمارة

عن القدس العربي


2012-01-23

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يقول 'د.فيصل دراج' في دراسة قيّمة لإبداع 'جبران خليل جبرا' السردي: 'يتقاسم كيان المرأة الشّرقية أب يبيعها وزوج يشتريها، كما لو كانت سلعة بين سلع أخرى'. ويمكن من جهتنا أن نضيف طرفا ثالثا مساهما في فعل الاقتسام، يتمثل في رجل يرفض حب المرأة والاقتران بها حين تُعلن له حبّها. إنها الأطراف الثلاثة التي تؤطر المرجعية البانية لرواية 'صمت الفراشات' للمبدعة الكويتية 'ليلى العثمان'. لكن بأي مداخل جمالية ومحمولات دلالية يتمّ رصـــد هذه البــنية العـــلائقية بين شخصية نصية (المــرأة) مؤطرة ضمن نسيج أسري بأضلاع ثلاثة؟
يمكن القول إن المبدعة 'ليلى العثمان' منشدّة في تجربتها الروائية لـ 'فلسفة المسارات الإنسانية'؛ بوصفها مسارات محكومة بصيرورة تنموية مفتوحة على القلق والتيه والمأساة حينا، وعلى الفرح والملهاة والاستقرار حينا آخر. إن رواية 'صمت الفراشات' تجربة سردية ترصد مسار فتاة- امرأة (نادية) مبدؤه الصمت ومنتهاه الصمت. ويبقى الرجل والأسرة هما مهندسا ذلك (أي الصمت)؛ سواء أثناء الزواج برجل طاعن في السن، أم خلال الاستقلال الذاتي الجزئي بعد موت الزوج، أم لحظة عشق الرجل الطامع في رحيق الجسد خارج مؤسسة الزواج أو الرجل المشدود إلى ماضي العبودية والخنوع.
توحي المرجعية النصية لرواية 'صمت الفراشات' إلى سلبية الصمت، باعتباره حالة تمسخ الإنسان وتحوّله من كائن آدمي إلى 'شيء'. إن الصمت، هنا، معادل رمزي لإنسان مقهور قهرا مزدوجا؛ القهر الأول يساهم الكائن البشري في صناعته عبر جلد الذات والتعامل معها برؤية 'مازوشية'، باعتبار ذلك ردّ فعل على كافة الحواجز التي تحرم الذات من الحرية والفعل. والقهر الثاني ينتجه 'الآخر' الذي يمارس فعل النفي على الذات ويعاقبها بعنف، فتتولّد الذات من جديد بكيان شائه وغريب: 'تواردت علي في لحظة سنوات صباي الأول في قصر العجوز، هناك بدأ صمتي الذي فُرض عليّ، والآن صمت آخر عليّ أنا أن أفرضه على نفسي لأستعيد صوتي. كلا الصمتين صعب ومرّ، وله نتائجه المختلفة. ذاك صمت سرق من عمري أجمل السنوات قبل أن يورثني المال، وهذا صمت يسرق أسبوعين ليورثني الصحة والعافية. فرق كبير، لكنه في المحصلة صمت مفروض عليّ' . يتولّد من صمت الرغبة إبريز وذهب، وينبثق من صمت الإكراه صدأ وخراب. ذلك أن الصمت، في السياق النصي، صار معادلا لثلاث وضعيات تشعر صاحبتها بأنها سجينة 'لعدّة سجانين: الصمت، الألم، الخرس'. الأول يشعر الذات النصية (نادية) بجنائزية الجو، واتساع المكان وانفتاحه على الضياع. والثاني يضيء ذاتا مقهورة داخليا، ومتأزمة نفسيا. والثالث يمحو الحواس الإنسانية (الكلام هنا)، فيتلاشى الكائن البشري أمام عزلة فرضها بتر الصوت بفعل المرض وإجراءات العلاج، مما عرّضه للمساواة مع الكائنات الحيوانية.
إذا سلّمنا أنه 'لا يمكننا تشكيل عالم متخيّل وفهمه دونما إرجاعه إلى مقولاتنا الضابطة للعالم' أمكننا القول إن الصمت يأخذ أهميته الدلالية والرمزية في رواية 'صمت الفراشات'، من خلال 'امرأة' مؤطرة بمقولتين: الأولى مقولة تفاعلية أساسها نظام العلاقات التي تنسجها المرأة مع محيطها بأوضاعها المختلفة، والثانية مقولة زمنية قوامها الامتداد المفضي لتحولات مختلفة خلال المسار الحياتي المتغيّر باستمرار. إن الصمت معادل رمزي للقهر الذي يمارسه نظام العلاقات الاجتماعية والأسرية، وتمثيل جمالي لحالة تحجب الفرح وتترك الكائن البشري داخل مساحة ممتدّة بالحزن والقلق؛ فيبدو مسار الذات الأنثوية (نادية) مليئا بالفواجع، ومرهونا للمآسي. وهذا ما يظهر في ثلاث وضعيات كبرى في حياة الذات النصية البطلة (نادية)، كما تعرضها المرجعية النصية لرواية 'صمت الفراشات': وضعية الزواج، وضعية الترمّل، وضعية الحب.
ينفتح الصمت في محكي الرواية على مدلولات رمزية متنوعة، لكن يظل 'القهر' محور هذه المدلولات المقترنة بالنص والعوالم الخارج نصية. ويظهر أن جمالية الصمت تشتغل نصيّا ضمن إطار سردي يمكن وصفه بـ'سردية الأسرة'، باعتبارها سردية تضعنا أمام نص روائي محكوم في بنائه بالمرجعية الأسرية والعائلية. إنها المرجعية التي تجعلنا نؤطر الصمت ضمن تصنيف ثنائي: الصمت المفروض، والصمت المشروط، وكلاهما معا يجعل أحداث الرواية تتقدم 'باعتبارها قلقا' . هكذا، يشتغل هذان النوعان من الصمت ضمن مدار دلالي وجمالي قوامه الفصل بين عالمين اجتماعيين وأسريين مختلفين:
العالم الأول هو عالم الزوجية، ظاهره الحياة والحرية المؤسسة والاستقرار والسعادة..، وباطنه الموت الرمزي والقيود والقلق والألم.. إلخ. وهذا يجعل الصمت مفروضا ضمن عالم يغدو معادلا 'للسجن' بامتداداته الرمزية القاهرة الذات داخله: '.. لكن روحي وحدها تكره الأسر، تحلم بنوافذ وأبواب مفتوحة، تحلم بجناح أقوى من جناحي نسر'.
إنّها إكراهات 'سجن' الزوجية الذي يضاعف أزمة الذات الأنثوية ويشرخها، فيتخشب الجسد ويصمت، ولكن 'الروح' لا تملّ من الأمل والحلم في اجتياز العتبة الفاصلة بين قيد الصمت وحرية الكلام. لهذا، تشتغل استعارة الجناح ضمن سياق رمزي محوره الخلاص من عبودية الزوج (نايف) الثري، زوج ستيني معجون بالقبح، ومفرغ من كلّ حسّ إنساني لأنه مغرق في البشاعة: '.. صدمني الوجه،كتلة رخوة تستند إلى عظامها، صدغان كحفرتين، أنف كقصبة ذابلة، عينان صغيرتان غائرتان يموج بؤبؤهما بماء أزرق، شفتان مرهّلتان انفرجتا عن ابتسامة فضحت أسنانه الاصطناعية'. تعبّر رمزية الوصف عن كائن خرافي، وميّت في وضع الحيّ، يتزوج فتاة خارقة الجمال في ربيعها التاسع عشر، يصعب عليه حرث جسدها الطري، فيأتي بـ'العبد' عطية الذي حرّر الجسد من عذريته، وتركه مبللا بنثار الدّم ومشاعر الألم. إنه طقس يفرض قليلا من الحنو والرحمة، لكن الزوج البشع اختار مزيدا من الإذلال: 'رفع كفّه، بسطها بقسوة على صدغي، فتناثرت نجوم سوداء أغشت بصري ولعْلَع بصوته المُحتدّ:
-من الليلة فصاعدا ابتلـــعي صـوتك ودموعك' .
يولّد الصمت المفروض، هنا، صمتا آخر داخليا ينتج الذات الأنثوية المعنّفة والصامتة. إن فعل الإلزام (ابتلعي صوتك) يوحي برمزية الاختلال التي تعتري الزوج الآمر بالصمت، بوصفه اختلالا مركبا من مظاهره: الثراء الفاحش يولّد الفعل الفاحش، والرقيّ الاجتماعي يعكس الانحطاط الفكري، وطهرانية المظهر تخفي دنس الجوهر، والسلوك الملائكي ينفيه الفعل الشيطاني. لهذا فالصمت هو المأساة التي كان واجبا على المؤسسة تبديدها، لكنها، عكس ذلك، عملت على تكريسها وإنتاجها. في ظل هذا الوضع يصير الصمت حالة خارجية، والكلام فعلا داخليا؛ لأن الذات تظل تحاور نفسها باستمرار، حيث تطمح للخلاص من عبودية الخرس والوضع الذي أنتجه: 'كانت رغبتي في الخلاص من العجوز وقَصره قد سيطرت بكل أبعادها عليّ وتملّكتني..'. إنها رغبة مشروعة، باعتبارها رغبةً كفيلة بوضْعِ الذات الأنثوية خارج أسوار سجن الحياة الزوجية المُملّة، فاختُصرت المرأة الزوجة في الجسد. علاوة على ذلك فهي رغبة قادرة على تخليص 'الأنثى' من ظلام ووضع؛ الأول يحجب الرؤية، والثاني يمنع الكلام، وبالتالي نقْلها إلى مملكة النور ومسرح الحياة للتعبير والصراخ والكلام.. وكل ما يحقق اكتمال الإنسانية عبْر اكتمال وظائف حواسها.
والعالم الثاني هو عالم الحرية والفردانية؛ ونقصد به عالم التحرّر من حياة زوجية قاهرة معادلة لعالم السجن دامت مدّته 'أربع سنوات إلا شهورا ثلاثة. لم تصافح عيناي شارعا ولا مباني ولا سماء غير تلك التي أراها من نافذة القصر'. إنها جمالية المفارقة؛ حيث تحوّل 'القصر' إلى سجن وقبر يقتل صاحبته (نادية) ببطء، ويسلب حريتها دون رحمة أو شفقة. ولم يكن المخرج سوى فعل وجودي مدمّر متمثل في موت الزوج المتسلّط (نايف)؛ فانطلقت الزوجة الشابة (نادية) تهندس حياتها برؤية جديدة، مدعومة بالمال الوافر الموروث من الزوج الثري. لقد صار للحياة عندها معنى: المشاريع والدراسة والعناية بالأسرة والأهل، والاعتناء بـ'العبد' (عطية) وتحريره من عبوديته وتنصيبه على عرش القلب محبوبا مرغوبا والحلم به زوجا مستقبليا. وهذا حرر الذات الأنثوية النصيّة وفتح أمامها عالما تتصرّف فيه بحرية، وجعلها تشعر بفردانيتها الفاعلة والمنفعلة بمحيطها. لكن هل تلاشى الصمت؟
لم يتلاش الصمت وإنما صار مجسدا في صور أخرى:
- صار للصمت لون، شكل، صوت وعافية ولذة ترعشني
-غرقت في صمتي اللذيذ .
لكنها صور لم تقِ الذات الأنثوية من مجابهة مساحات جديدة من الصمت؛ صمت المحب عن التصريح والاكتفاء بالتلميح؛ تلميح كشف عن بشاعة الوجه الحقيقي بعد سقوط قناع 'د. جواد' الذي لم يكن همه سوى الجسد لا العاطفة. وهذا ما قاد الذات الأنثوية لتدخل في حالات: التيه والقلق والمعاناة..، حيث 'تمادي الصمت يضاعف استبداده مثل ريح عاتية تثير زوابعها من كل اتجاه'. إنها استعارة طبيعية تشخص رمزية العشق الضار، والحب الزائف؛ وبموجبه تسيطر على الذات مشاعر الأسى والحزن، فتحس بمأساوية المحيط وقساوته، وتشعر بأنها مقذوفة في عالم سديمي: 'أطلق الصمت هديره يسعل كصدر مسلول، ومساحة الشقة الواسعة تتزمزم وتضيق، أحسستني فراشة هشّة في قلب زجاجة لا منفذ فيها لأتنفس..'. إنه الصمت الذي يؤرخ لمآسي الذات الأنثوية في مسارها الحياتي المليء بالأعطاب رغم بعض النجاحات. صمت يجسد نصيا رمزية الكائنات البشرية، ومنها الأنثوية، التي تعيش حياة تنوسُ بين النفي والخضوع، وبين الإثبات والتمرد. الوضع الأول تشخصه رمزية الصمت الزائف، والصمت المستبد، والصمت المتواصل، والصمت الضيق، والصمت الموحش، وصمت المساءات، والصمت المعذب، والصمت الليلي، والصمت الشوكي .. إلخ. والوضع الثاني تجسده رمزية الصمت اللذيذ، والصمت المضيء، وصمت النهارات، والصمت الوديع .. إلخ.
يظهر أن النّسق الرمزي للصمت يتأسس على بينة المفارقة؛ إذا كان الصمت الثاني جميلا ومطلوبا، فإن الصمت الأول قبيح وبشع ينتج ذاتا أنثوية مشروخة بشتى ألوان المعاناة، فيصيّرها مأزومة ومهزومة أمام الأهل والمحبوب؛ الأهل يرفضون تصرفات 'المرأة البطلة' المحكومة بفلسفة الطيش والعاطفة (حب العبد عطية والرغبة في الزواج منه)، وليس المؤطرة بحكمة العقل والرزانة. والمحبوب ينظر لمحبوبته (نادية) بتصور استغلالي أساسه إشباغ الرغبة من الجسد الأنثوي المتموقع ضمن خانة النساء المطلقات، وهو ما جسده الأستاذ الجامعي (د. جواد)، أو برؤية الخضوع للطبقة الاجتماعية الدنيا في السلم الاجتماعي (طبقة العبيد)، والالتزام بشروط المؤسسة الاجتماعية بعاداتها وتقاليدها، لأنها رؤية تجعل الزواج بين شخصية 'نادية' والعبد 'عطية' مرفوضا، وبالتالي يصير زواجا غير متكافىء، حين يتمّ ضدّ رغبة الأهل وتحفظ المجــــتمع . ألا تنتج هذه الوضعية تأملا صامتا؟
بلى. وهو صمت يجعل الذات تنزف صديدا وألما يمزقها، ويخنق الأحاسيس، ويثير مشاعر الكراهية للمجتمع والأعراف والتقاليد، فتغرق الذات الأنثوية النصية في مهاوي الضياع والمعاناة حينما يقرر محبوبها النقيّ السريرة والجوهر، الأسود البشرة والعبد في المظهر أن لا يتزوج محبوبته كي لا يدمّر حياتها. لهذا سينتصر الصمت من جديد برمزيته المتنوعة، فيصير معادلا للمعاناة، وينتج ذاتا إنسانية موسومة بالضياع، ومفتوح مسارها على العبث.
تتأمل الروائية الكويتية ليلى العثمان، إذا، باقتدار رفيع تاريخ الأنثى ومساراته من زاوية الصمت بامتداداته الرمزية المختلفة، فتعتمد في ذلك جمالية الكشف والفضح. هكذا يغدو الفعل الأول أداة، ويصير الثاني غاية. وهو ما يساير الشعور القائل بأن 'الفن الروائي هو فنّ السّبر أو كشف الأسرار'. هكذا، كشف الصمت في رواية 'صمت الفراشات' جماليا ورمزيا 'أسرار' الأنثى المهدورة التي تبدأ رقيقة وتنتهي طليقة، فتحاول تشكيل حياتها من جديد، لكنها تجد نفسها تعيش اغترابا متنوع الامتداد. لذلك تغلق ماضيها المؤلم، وتفتح حاضرها على ممنوعات شتى، وعلى كرامة مهددة، وهزائم نفسية مرتقبة. وهذا ما يقلص مدى حركة الأنثى وتحركها، وحجم فعلها ومبادرتها داخل الأسرة والمحيط والمجتمع، مما يخضعها كثيرا لسلطة النفي، ويولّد لديها الكثير من مشاريع التمرد؛ بوصفها مشاريع قادرة على إثبات الكينونة الفاعلة في الوجود، مهما كانت النتائج، لأن 'الإنسان الذي فاته أن يختار ميلاده قادر أن يختار موته'



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رواية صمت الفراشات لـ ليلى العثمان: بقلم عبدر الرحمن التمارة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إضاءة على رواية (صداع في رأس الزمن). بقلم. محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 8 12-18-2023 08:02 AM
فضاءات المكان في رواية الملعون المقدس، بقلم: محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 12-18-2023 07:58 AM
إضاءة رواية (ميرامار -نجيب محفوظ) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 08-26-2022 02:03 AM
لعبة الحواسّ في رواية كأنه الموت /بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 06-13-2021 12:29 AM
قراءة في رواية 'الآن... هنا' لعبد الرحمن منيف بقلم عبد الحفيظ بن جلولي ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 02-16-2014 11:02 AM

الساعة الآن 07:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.