احصائيات

الردود
6

المشاهدات
905
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.44

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
08-27-2022, 05:00 AM
المشاركة 1
08-27-2022, 05:00 AM
المشاركة 1
افتراضي قصة الأميرة والوردة والطباخ
يحكى أن الأميرة أطلت من نافذة قصرها الرخامي المهيب، فانسلت من بين أناملها العاجية الرقيقة وردة حمراء، حلقت مضيئة في سماء قاتمة، وهبطت مرفرفة فأطربت بنبضها الدافئ جوانح الساحة المستكينة لعزف رياح الزمن العابث.

استقرت الوردة أمام الطباخ فرفع رأسه، ثم أخفض بصره، كانت الأميرة ما زالت تشرق من شرفتها، مثل زهرة ندية تشذو متدثرة بأنغام الصباح.

الساحة الدائرية خالية، والوردة جذابة، والأميرة تنتظر، والطباخ حائر!
هل يتجاهل بقعة الضوء المشعة أم يصعد بها إلى أعلى القصر!

مر وقت، ولم يظهر أحد لأخذ الوردة، استرق النظر إلى وجه الأميرة، كانت ابتسامة ثغرها تطغى على لمعان ستائر شرفتها الذهبية، توقع أنها لم ولن تبعث أحدًا من أجل استرداد زهرتها، وأنها تنتظره هو ليحملها.

تفجر شعور من الزهو الرجولي الخادع، سرعان ما تبخر، وطرح مجددا سؤالا راوده منذ فترة:
أيحب طباخ مثله الأميرة؟
أدرك أن بسؤاله قدرا من الغباء، من لا يحب الأميرة! الجميع يعشقها.

لا يمكن لتلك الروح المرهفة وذلك الجمال البلوري الخلاب إلا أن يأسرا كل قلب يصادفهما، هل يستأذن نور الشمس حين يقتحم النوافذ والقلوب!

راودته رغبة عارمة أن يضم الوردة بشوق، وهم أن يحملها إلى الأعلى، لولا أن ألفى وعده لزملائه الطباخين ماثلا أمامه.
كان قد عاهدهم على البقاء برفقتهم منذ أن اقترن مصيرهم في المطبخ معا.

الأميرة تنتظر، لكن رجليه عاجزتان عن صعود أدراج القصر العالي، خاف أن يتوه في دهاليزه القرمزية الواسعة، أن يبحر في عالم لم يعتد عليه، أن يهمل مطبخه أو يفارقه فيخون زملاءه.

ماذا يتبقى له لو تمزق قميص إخلاصه!
أي ورق يخصفه عليه أمام مرآة نفسه!
أليست خيانة العهد فقدانا للذات!

اعتاد عالمه البسيط، مطبخه الحجري العتيق أسفل القصر، طريقه الواضحة المستوية إلى مسكنه المتواضع، تأخره عن دفع إيجار بيته، مصاريفه المتزايدة، وكل تلك التفاصيل الصغيرة التي ترهق جسده وأحيانا أيامه، وتؤثت بتقلبها حياته السابحة في فلك ثبات مبادئه وقناعاته.

يعرف أن الأميرة معجبة بطبخه وإخلاصه، قد تغضب منه لكنها لن تحقد عليه أبدًا، وجهها الطفولي يشع دوما بأنسام المحبة، وقلبها الملائكي لا ينبض حتما بأي ذرة من حقد أو ضغينة.

توارت الشمس، وأرخى الليل بظلال حانية، عندما تيقن أن الأميرة قد غربت عن شرفتها للحظة، تناول الوردة برفق بين أصابعه، وأخفاها بين ثيابه، ثم أسرع إلى مسكنه، وغرسها في مزهرية بغرفة نومه.

قد تبحث عنها الأميرة، لكنه لن يخبرها عنها أبدًا.


قديم 08-27-2022, 08:40 AM
المشاركة 2
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة الأميرة والوردة والطباخ
منحتني شرف الهطول الأول
وقفت في مكانٍ أراني أقل منه حجما وعمقًا
لكن حق على حروفي أن تنحني لجميل ما قرأت
فالشوق عطشى لرحيق حروفكم…
مابين انتظار الأميرة وحيرة الطباخ كانت الأسطورة هنا!
كثيرون أفسحوا للحب وقصصه تلك المساحة في القلب
وأسكنوه النبض!
لكنهم وتحت وقعة سكر الإرادة والكبرياء ورغبة عدم الإفصاح لسببٍ ما
يظنوا أنه مخلوق عاجز لن يتخطى حدود سجنه بين النبضات
مخلوق لن ينمو إذا عزمنا على قتله وشل حركته
وعلى حين غرة ، ستتجلى الأمور واضحة ولو بعد حين …
فالمشاعر عندما تولد لا تضع شروطا بأن يكون أميرا أو طباخا
كثيرة هي القصص في عالمنا الواقعي …

أعجبتني جدا هذه العبارة " ماذا يتبقى له لو تمزّق قميص إخلاصه؟!"
ورد إلى ذهني ( قميص يوسف ) 😊
حقيقةً ما يُعالجه النص عميق جداً..

يُحسب لك إنتقاء الأسماء { الأميرة - الطباخ}
الذي أنا على يقين أنه جاء عن عمدٍ و قصد
أيضاً أعجبتني النهاية المفتوحة
و هي دعوة لكل منّا ليمسك قلمه
و ليفتح ورقة و ليكتب بها ما تخيل
من ردة فعل الأميرة بعد أن ظنت أن الطباخ تجاهلها
في حين أنه احتفظ بالوردة في مزهريته الخاصة !
أخي الكريم عبدالكريم
كل ما بي يشكرك على ذاك الصخب الشعوريّ
الذي تُرجم بكلمات بسيطة….نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 08-28-2022, 10:45 AM
المشاركة 3
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة الأميرة والوردة والطباخ
لم يزره النّوم تلك الليلة، ظلّ يتقلّب في فراشه، تارةً يستدير ليحدّق في الوردة المغروسة داخل مزهريّته وكأنّها في غرفة إنعاشٍ تنتظر رحمة الله، وتارةً أخرى يدير لها ظهره ليعود إلى واقعه الأليم، وهو على هذا الحال منذ أن خطف الوردة.

وكلّما باغتته غفوةٌ أيقظه الشّوق المجنون للأميرة، فتراهُ يقفز من فراشه ليسحب لفافة تبغ فيشعلها، أنفاسه التي تستهلك عمر اللفافة المسكينة لا تهدأ، وبين لفافةٍ تتلاشى بين إصبعيه ولفافةٍ ترقى من صندوق التّبغ لحظاتٌ تتجلّى فيها صورة الأميرة،

والوردة المغروسة في المزهريّة ما تزال تحدّق في رفيقاتها المتيبّسات، وتسأل نفسها ما الذي حدث لهؤلاء قبل مجيئي ؟ هل كنّ مثلي ضحايا لملل الأميرة .. الحائرة .. فجاء هذا الطبّاخ الطّيب السّاذج ليحاول إنعاشهنّ كما حاول إنعاشي .. ؟ أم أنّ قدري يختلف عن أقدارهنّ ..



الأستاذ الكريم عبد الكريم الزين،
نصّ بديع، قصّة مُلهمة فائقة الجمال.

تحياتي واحترامي وتقديري

قديم 08-31-2022, 03:40 PM
المشاركة 4
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة الأميرة والوردة والطباخ
منحتني شرف الهطول الأول
وقفت في مكانٍ أراني أقل منه حجما وعمقًا
لكن حق على حروفي أن تنحني لجميل ما قرأت
فالشوق عطشى لرحيق حروفكم…
مابين انتظار الأميرة وحيرة الطباخ كانت الأسطورة هنا!
كثيرون أفسحوا للحب وقصصه تلك المساحة في القلب
وأسكنوه النبض!
لكنهم وتحت وقعة سكر الإرادة والكبرياء ورغبة عدم الإفصاح لسببٍ ما
يظنوا أنه مخلوق عاجز لن يتخطى حدود سجنه بين النبضات
مخلوق لن ينمو إذا عزمنا على قتله وشل حركته
وعلى حين غرة ، ستتجلى الأمور واضحة ولو بعد حين …
فالمشاعر عندما تولد لا تضع شروطا بأن يكون أميرا أو طباخا
كثيرة هي القصص في عالمنا الواقعي …

أعجبتني جدا هذه العبارة " ماذا يتبقى له لو تمزّق قميص إخلاصه؟!"
ورد إلى ذهني ( قميص يوسف ) 😊
حقيقةً ما يُعالجه النص عميق جداً..

يُحسب لك إنتقاء الأسماء { الأميرة - الطباخ}
الذي أنا على يقين أنه جاء عن عمدٍ و قصد
أيضاً أعجبتني النهاية المفتوحة
و هي دعوة لكل منّا ليمسك قلمه
و ليفتح ورقة و ليكتب بها ما تخيل
من ردة فعل الأميرة بعد أن ظنت أن الطباخ تجاهلها
في حين أنه احتفظ بالوردة في مزهريته الخاصة !
أخي الكريم عبدالكريم
كل ما بي يشكرك على ذاك الصخب الشعوريّ
الذي تُرجم بكلمات بسيطة….نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يسعدني أن تكون سيدة سحر الكلمات والحروف في منابر
أول الحاضرين بحسها الأدبي المرهف
وقدرتها الفنية على الغوص في أعماق المعاني والمشاعر

ماذهبت إليه في قراءتك النقدية صحيح
فالحب لا يعترف بالحدود التي أقامها الناس
ولا يستأذن قبل الدخول إلى بواطن القلوب
ومن ثم ينشأ الصراع بين الواقع بكل تجلياته وتناقضاته
والحب بجوهره المتسامي على الظروف والحواجز

وما من شك أن الحب والكراهية يحكمان جميع تصرفات البشر
مهما تسترا بمسميات أخرى
أو تقنعا بتبريرات دينية أو علمية أو مصلحية…

وفي كل قصص الحب قد تتعدد النهايات بتعدد الرواة
لكن سحر الحكاية لا يزول مهما كانت النهاية سعيدة أو حزينة
ودعوتك الموفقة لكتابة نهايات أخرى
لموضوع شغل الإنسان منذ القدم وسيظل شغله الشاغل
فكرة رائعة

وقد أصبت أستاذتنا الأديبة الفاضلة ياسمين وصدق يقينك
فاختيار أسماء الشخصيات وفضاء الحدث لم يأت اعتباطيا

ممتن لقراءتك النقدية المتميزة التي زادت النص عمقا وجمالا
ولنظرتك الثاقبة التي أضفت عليه تألقا وإشراقا

تعجز الكلمات عن شكرك
وتقدير ما تبذلينه من جهد في منتديات منابر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-04-2022, 08:36 PM
المشاركة 5
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة الأميرة والوردة والطباخ
لم يزره النّوم تلك الليلة، ظلّ يتقلّب في فراشه، تارةً يستدير ليحدّق في الوردة المغروسة داخل مزهريّته وكأنّها في غرفة إنعاشٍ تنتظر رحمة الله، وتارةً أخرى يدير لها ظهره ليعود إلى واقعه الأليم، وهو على هذا الحال منذ أن خطف الوردة.

وكلّما باغتته غفوةٌ أيقظه الشّوق المجنون للأميرة، فتراهُ يقفز من فراشه ليسحب لفافة تبغ فيشعلها، أنفاسه التي تستهلك عمر اللفافة المسكينة لا تهدأ، وبين لفافةٍ تتلاشى بين إصبعيه ولفافةٍ ترقى من صندوق التّبغ لحظاتٌ تتجلّى فيها صورة الأميرة،

والوردة المغروسة في المزهريّة ما تزال تحدّق في رفيقاتها المتيبّسات، وتسأل نفسها ما الذي حدث لهؤلاء قبل مجيئي ؟ هل كنّ مثلي ضحايا لملل الأميرة .. الحائرة .. فجاء هذا الطبّاخ الطّيب السّاذج ليحاول إنعاشهنّ كما حاول إنعاشي .. ؟ أم أنّ قدري يختلف عن أقدارهنّ ..



الأستاذ الكريم عبد الكريم الزين،
نصّ بديع، قصّة مُلهمة فائقة الجمال.

تحياتي واحترامي وتقديري
الأستاذ الأديب المميز موسى المحمود

ما أجمل ما رسمت
لوحتك الأدبية المكللة بالوصف المتقن، أخذت الحكاية لمنحى آخر وأعطتها بعدا جديدا ينبض بالحياة الواقعية
ممتن لقلمك المبدع

تحياتي وتقديري

قديم 09-07-2022, 09:27 PM
المشاركة 6
عبد الحميد سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة الأميرة والوردة والطباخ
نص محبوك بعناية كبيرة تنم عن إمكانيات كبيرة في السرد، دمت متألقا اخوكم عبد الحميد.

قديم 09-09-2022, 06:03 PM
المشاركة 7
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة الأميرة والوردة والطباخ
نص محبوك بعناية كبيرة تنم عن إمكانيات كبيرة في السرد، دمت متألقا اخوكم عبد الحميد.
أسعدني حضورك أخي الأديب الناقد المتميز عبد الحميد

تحياتي واحترامي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة الأميرة والوردة والطباخ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( أنتِ الأميرة) جنون الحب عبد الوهاب جاسم منبر الشعر العمودي 8 04-17-2021 04:21 AM
الأميرة ابنة القيصر المفقودة خولة الرومي المقهى 13 03-07-2020 12:42 AM
إختطاف الأميرة السورية : ( أوروبا ) ليان الشمري منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 7 02-09-2020 10:14 PM
من أجل الأميرة رشيد الميموني منبر شعر التفعيلة 10 01-18-2020 02:50 PM
العندليب والوردة – قصة قصيرة للكاتب اوسكار وايلد ترجمة د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 2 04-05-2015 02:23 AM

الساعة الآن 11:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.