بسم الله الرحمن الرحيم
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا أعجبه من أمور الدنيا يقول " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة " يعني أن العيش الذي يستحق أن يطلق عليه عيش حقيقي هو عيش الآخرة وأن المتعة الحقيقية متعة الآخرة أما الدنيا فهي لا تقارن أبدا بما في الآخرة من متاع ونعيم " قل متاع الدنيا قليل . والآخرة خير لمن اتقى ." سورة النساء


والنبي صلى الله عليه وسلم يقارن لنا بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة فيقول فيما يرويه الإمام مسلم (ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم (البحر) فلينظر بم يرجع ).
فلو وضع انسان منا إصبعه في البحر ثم نزعه فانه سيتعلق به قطرات بسيطة فهذه القطرات هي متاع الدنيا وهذا البحر هو متاع الآخرة . فلا تكونوا ممن رضي بهذه القطرات وترك هذا اليم فالله يحذرنا أن نكون من هذا الصنف .

قال تعالى : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخره خير وأبقى) ( الأعلى )
قال تعالى : ( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة ) ( القيامة )
واعلم أن تعلق القلب بالدنيا والانشغال بها لاشك أنه سيضر بالآخرة فمن أحب دنياه لا شك سيضر بآخرته ... ومن أحب آخرته سيضر بدنياه ... والعاقل هو من يضر بالفاني لاجل الباقي .


قال رسول الله : { يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة، فيقال له: يا بن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط } [رواه مسلم].


أخي / أختي
لوكانت الدنيا ذهب يفنى والآخرة من خزف لكنه يبقى ... لكان الخزف الذي يبقى أفضل من الذهب الذي يفنى
فما بالك إذا كانت الاخرة هي الذهب الذي يبقى والدنيا من خزف وهذا الخزف يفنى .. فهل يمكن لعاقل أن يفضل الخزف الفاني على الذهب الباقي؟؟

علينا أن نسعى في الدنيا .. لكن لنجعلها في أيدينا لا في قلوبنا
.اللهم..... لا عيش إلا عيش الآخرة