احصائيات

الردود
1

المشاهدات
2635
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
11-16-2011, 01:38 PM
المشاركة 1
11-16-2011, 01:38 PM
المشاركة 1
افتراضي المنا جاة الإلهية
عبدالله علي باسودان


المناجاة الإلهية

ابن عطاء الله السكندري

إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في جهلي .
إلهي إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء. إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك.
إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي . إلهي إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علىّ . وإن ظهرت المساويء مني فبعدلك ولك الحجة علي ،
إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي. وكيف أضام وأنت الناصر لي أم كيف أخيب وأنت الحفي بي؟ ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك. أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفي عليك. أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك. أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك. أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت إليك.
إلهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلي، إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك .
إلهي ما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك، إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن نتعرف إلى في كل شئ حتى لا أجهلك في شئ.
إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك وكلما آيستني أوصافي أطمعتني منتّك.
إلهي من كانت محاسنه مساوي فكيف لا تكون مساوية مساوي. ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي .
إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك .
إلهي أنت تعلم وإن لم تدم الطاعة مني فعلاً جزماً ما فقد دامت محبة وعزماً. إلهي كيف أعزم وأنت القاهر . وكيف لا أعزم وأنت الآمر .
إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فاجعلني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها مصون السر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها إنك على كل شئ قدير .
إلهي هذا هو ذلي ظاهر بين يديك. وهذا حالي لا يخفي عليك. منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك، فأهدني بنورك إليك وأقلني بصدق العبودية من يديك ،
إلهي علمني من علمك المخزون وصُنّي بسر اسمك المصون .
إلهي حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب .
إلهي اغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك لي عن اختياري وأوقفني على مراكز اضطراري .
إلهي أخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي، بك أستنصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلني وإياك أسأل فلا تخيبني وفي فضلك أرغب فلا تحرمني ولجنابك أنتسب فلا تبعدني وببابك أقف فلا تطردني .
إلهي تقدس رضاك عني أن تكون له عِلّة منك فكيف تكون له عِلّة مني أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنياً عني ،
إلهي إن القضاء والقدر غلبني وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني فكن أنت النصير لي حتى تنصرني وتنصر بي. وأغنني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي . أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك. وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجؤا إلى غيرك أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم. وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم .
إلهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك لقد خاب من رضي دونك بدلاً , ولقد خسر من بغي عنك متحولاً .
إلهي كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان, وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته. فقاموا بين يديه متملقين ويا من ألبس أولياؤه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين.
أنت الذاكر من قبل الذاكرين. وأنت البادئ بالإحسان من قبل توجه العابدين وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين. وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين .
إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك .
إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزايلني وإن أطعتك .
إلهي قد دفعتني العوالم إليك. وقد أوقفني علمي بكرمك عليك .
إلهي كيف أخيب وأنت أملي، أم كيف أهان وعليك متكلي، إليه كيف أستعز وأنت في الذلة أركزتني أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني، أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغنيتني , وأنت الذي لا إله غيرك. تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلى في كل شئ فرأيتك ظاهراً في كل شئ فأنت الظاهر لكل شئ,يا من استوى برحمانيته على عرشه فصار العرش غيباً في رحمانيته كما صارت العوالم غيباً في عرشه محقت الآثار بالآثار , ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار. يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار, يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار, كيف تخفى وأنت الظاهر أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر والله الموفق و به استعين .


قديم 11-16-2011, 03:55 PM
المشاركة 2
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آمين يا ربَّ العالمين
جوزيتَ خيرا ً
أخي المؤمن عبد الله باسودان
و بارككَ اللهُ تعالى
مناجاة ٌ إلهيّة رائعة
إختيارُ موفق
لكَ كل التقدير
أخوك
حميد
16 _ 11 _ 2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المنا جاة الإلهية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الله .. كتاب فى نشأة العقيدة الإلهية - عباس مَحمود العقاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-02-2014 09:40 PM
المناجاة الإلهية عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 3 01-21-2012 07:59 AM
الأنا ...الآخر ومعالم الغسق العدواني نسيمة طلحي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 07-24-2011 01:26 PM
الآخر .....ضحية نرجسية الأنا !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 06-25-2011 03:31 PM

الساعة الآن 02:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.