احصائيات

الردود
41

المشاهدات
11181
 
مبارك الحمود
من آل منابر ثقافية

مبارك الحمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
36

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Dec 2008

الاقامة

رقم العضوية
6062
08-13-2017, 06:31 AM
المشاركة 1
08-13-2017, 06:31 AM
المشاركة 1
افتراضي التهويدة
التهويدة

لم أعد أتذكر..
تهويدة أمي الهامسة رحلت.. غادرتني كفراشة ربيع، وأنا مازلت طفلا على فراش النوم..
لا أتذكر سوى أني استيقظت على صباح أزرق لسماء زجاجية, وباب البيت خلفي مغلق، وعملاق النسمات الليلية يقف بجانبي.. كان يحمل مصباحا مطفأ وحقيبة، يقف بوجوم بجانبي، وأدركت حينها أن علي أن أتبعه.. سلكنا طريقا على جانبه تقف هيالم ومخلوقات تارسير, تحملق فينا بعيون واسعة مبحلقة.. مررنا بعدها بجبال مقلوبة على قمتها حتى وصلنا مدينة المرايا بشعبها البشع، ومضينا بدربنا حتى وقفنا عند سكة القطار، حيث نافذة تقبع على قضبان السكة, ففتحها العملاق.. كانت تطل على سماء, شعرت ببرودة تهب منها.. وسمعت تهويدة أمي تنبعث هامسة, بصوتها الهادىء, مشبعة برائحة أعشاب ندية, وحينها استيقظت ولم أعد أتذكر.. لم أعد أتذكر.. صدقا لم أعد أتذكر..
......
دولابي الخشبي أصبح يحمل ثيابا أوسع مني, وغرفتي معلق على أحد جدرانها صورة ذئب شاب يرتدي بزة ملازم, وعلى سريري بعض الشعر المتناثر..
بالخارج لم أعد أتذكر.. كل تلك الأشياء الصغيرة, كالورقة المكورة الملقاة في الشارع, كالموجة الصغيرة, التي من بين ملايين الأمواج ارتمت على أصابع قدمي, كربطة شعرها حينما خطفتها الهبائب, فتعلقت على مقود دراجتي قليلا, لتخطفها هبة أخرى, لتكمل طريقها إلى حيث لا أدري.

....

لم أعد أتذكر..
حتى وردة النار ذات البتلات المشتعلة نسيتها..
وما عدت أستطيع قطفها..
سمعت وقتها أن غيمات من غزل البنات, بللتها ذات يوم فذبلت..
حينما وصلتُ للمكان, وكان ورائي جمع يتبعني، وأمامي يقف المنفيين الى ذاكرتي. اولئك الغرباء المجهولين الذين رأيتهم في الطرقات والامكنة البعيدة.. ذوي الملامح الممسوحة، محبوسين هناك للأبد.. فقط هم ولا أحد غيرهم.
بعد ذلك لم أتذكر سوى ذلك القرصان الأحول، وبيده بندقية في يوم صباح غائم، وهو يحاول إطلاق النار على طفل يقف بجانبي. وحينها استيقظت على صوت غناء أمي الهامس، وهي تمسح بيدها برفق على شعري المقسوم نصفين من جانبه، ونافذة مرصعة بالنجوم تهب منها نسمة حركت الستائر وأطفأت المصباح
.


قديم 08-13-2017, 07:42 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خيال سحري وسرد مميز واسلوب فريد وفكرة تستعصي على الفهم فلا شك ان النص غارق في الرمزية ويحتاج الي الكثير لفهم مقاصده وسبر اغواره.
اهلا بعودتك استاذ مبارك

قديم 08-13-2017, 01:21 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ مبارك الحمود


عودة مترعة بالجمال، ونصّ يحمل توقيع ما سبقه من نصوص، جميل أن يبقى الفارس ملازما لفروسيته.
فمرحبا بكم سيدي

قديم 08-14-2017, 10:07 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
تحليل

هذه دعوة لكل المهتمين بفن السرد والنقد الادبي لتقديم قراءة تحليلية نقدية لهذا العمل الفني الجميل لعلنا نفهم مقاصده ونسبر اغواره التي تبدو عميقة وغنية

قديم 09-29-2017, 12:01 AM
المشاركة 5
مبارك الحمود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
خيال سحري وسرد مميز واسلوب فريد وفكرة تستعصي على الفهم فلا شك ان النص غارق في الرمزية ويحتاج الي الكثير لفهم مقاصده وسبر اغواره.
اهلا بعودتك استاذ مبارك
أهلا وسهلا بالأستاذ الرائع أيوب صابر.. أسعدني حضورك وقراءتك للنص.

قديم 09-29-2017, 12:04 AM
المشاركة 6
مبارك الحمود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ مبارك الحمود


عودة مترعة بالجمال، ونصّ يحمل توقيع ما سبقه من نصوص، جميل أن يبقى الفارس ملازما لفروسيته.
فمرحبا بكم سيدي
الجمال وجودك هنا مشرفنا ياسر..
لك التحايا أيها الجميل.

قديم 09-29-2017, 03:32 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
على الرغم انني دائما ما اجد صعوبة في سبر اغوار قصص الاستاذ مبارك الحمود دعونا نحاول تقديم قراءة معمقة لهذه القصة :

عنوان القصة هو " التهويدة " والتهويدة هي اغنية هامسة تغنيها الام عادة للطفل الرضيع حتى تساعده على النوم . ولا شك ان هذه الكلمة الوحيدة التي اختارها القاص كعنوان لقصته تضع المتلقي في جو النص المفترض الذي اختاره الاستاذ مبارك ليقص علينا احداث قصته وهو زمن الطفولة ولو ان السرد جاء على شكل ذكريات وهو حتما عنوان جذاب يدفع القاص ليندفع للتعرف على احداث القصة.
وعلى عكس المتوقع وبدلا ان يتحدث الاستاذ مبارك عن التهويدة نجده يفجر اول قنبلة من قنابله البديعية التي تعطي نصوصه نكهة خاصة وتجعل اسلوبه مميزا ومؤثرا. فنجده يتحدث عن الرحيل وهنا يشبه انقطاع استماع بطل النص الى تلك الاغنية الهامسة بفراشة ربيع رحلت. ومن خلال حديثه عن رحيل الفراشة وانه لم يعد يتذكر كما جاء في عتبة النص نعرف انه يتحدث عن رحيل ام الشخصية الرئيسية في النص. وفي نفس الوقت يخيل للمتلقي ان القاص يصف احداث كابوس لا بد انه شاهده في منامه. خاصة انه يتحدث عن الاستيقاظ ولكن يبدو ان ذلك الاسيقاظ هو جزء من الحلم الكابوس لان المشهد الذي يصفه القاص ويقول انه استيقظ عليه لا يوجد الا في الأحلام فكيف يكون الصباح ازرق والسماء زجاجية وعملاق النسمات يقف الى جانبه دون ان يكون ذلك جزء من حلم او كابوس مخيف؟! وما هذه الطريق المخيفة التي يسلكها بطل النص مع ذلك العملاق والذي تقف على جانبه هيالم ومخلوقات تارسير ؟ وأين نجد جبال مقلوبه سوى في الحلم او عالم على شاكلة عالم الس في بلاد العجائب؟ وما هذه النافذة العجيبة التي كانت تقبع على قضبان السكة, فيفتحها العملاق.. لتطل على سماء؟
ومن تلك النافذه سمع بطل النص تهويدة امه من جديد تلك التي كانت قد رحلت مثل فراشة . ويصف حاله في ذلك الموقف بقوله " شعرت ببرودة تهب منها.. وسمعت تهويدة أمي تنبعث هامسة, بصوتها الهادىء, مشبعة برائحة أعشاب ندية, وحينها استيقظت ولم أعد أتذكر.. لم أعد أتذكر.. صدقا لم أعد أتذكر.."

وهذه كناية عن ان بطل النص يعتقد بان امه في السماء وربما في الجنة من خلال حديثه عن رائحة العشب الندية .
اذا لا شك ان الاستاذ مبارك ابدع في هذا النص بعبقرية نادرة ليست غريبه عليه فهو عودنا في كل قصصه ان يرسم لوحات سحرية لا توجد الا في خيال جامح. وقد احسن باختيار العنوان. وشدنا بقوة الى النص حينما تحدث في عتبته انه لم يعد يتذكر. ثم تحدث عن الرحيل بصورة رمزية غامضة فلم نعرف ان كان يقصد الرحيل الفعلي وانه اختار بطل النص ليكون طفلا يتيما ام انه يتحدث عن كابوس ....

يتبع



قديم 09-30-2017, 03:30 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...
قراءة معمقة في قصة التهويدة

...فمن عتبة النص يسخر القاص احد اكثر الأساليب تأثيرا في دماغ المتلقي وهو تسخير التضاد . فحينما يسرد علينا احداث جرت في الطفولة فهو انما يأتي بها من الذاكرة ولكنه بدا السرد بقوله انه لم يعد يتذكر. وهذا ما ينبه المتلقي الى اهمية الاحداث في القصة ويشده لمتابعة السرد.

ولا ننسى انه باستخدام كلمة الهامسة في وصف تهويدة الام انما يوقظ حاسة السمع في المتلقي ويجعله اكثر انجذابا للقراءة والتفاعل مع النص.

وفي السطر الاول نجده يحشد عنصرين آخرين من عناصر التأثير وهما عنصر الحركة والانسنة حيث يؤنسن التهويدة ويخبرنا انها رحلت! ويزيد على الحركة بذكر الفراشة التي يشبه التهويدة بها ، وليس هناك ما يمنح النص السردي حياة وحيوية اكثر من تضمين النص كلمات توحي بالحركة فكيف اذا كان الحديث عن رحيل على شكل فراشه؟!

وهو بحديثه عن رحيل التهويدة يوحي للمتلقي بموت الام مصدر تلك التهويدة ويتعزز هذا الشعور من خلال استخدامه لكلمة الرحيل والتي يرتبط بها عادة الرحيل الى الدار الآخرة ، والفراشة والتي يعتقد كثير من الناس انها ارواح تأتي وتذهب الى العالم الاخر حيث يمتنع البعض عن طرد الفراشة من البيت خشية ان تكون روح انسان قريب وهذا مؤشر ان الاستاذ القاص حشد أسطورة شعبية في نصه ليزيد من حجم التأثير في المتلقي نظرا لما يرتبط بهذه الأسطورة من مشاعر وعواطف.

وما يلبث ان يعود لتسخير التضاد من جديد فيعود ليكرر انه لا يتذكر رغم انه يروي لنا جزاء من ذكرياته ، وبعد ذكره للنوم في نهاية السطر الاول نجده يتعمد ذكر كلمة الاستيقاظ مباشرة في بداية السطر الثاني وكما قلنا يعتبر تسخير التضاد من اكثر الأساليب تأثير على الدماغ.

وما يلبث القاص ان يلون حديثه باللون الأزرق ويذكر سماء زجاجية وهذا تصوير وتشخيص للمشهد الموصووف وكأنه يرسم لوحة او يصور منظرا عجيبا فتترتسم الصورة في ذهن المتلقي بقوة مهولة وتنطبع بسحريتها البالغة والصورة ابلغ من الف كلمة كما قالوا .

وايضا نجده يتحدث عن صباح ازرق رغم ان عملاق النسمات الليلة يقف الى جانبه وهذا يوحي بان الوقت ليل، وهو بذلك انما يقصد الاستفادة القصوى من اسلوب التضاد لإيقاع اقصى حد من التأثير على المتلقي. والليل يذكرنا باللون الاسود.

وها هو يعود بشخصنة النسمات هذه المرة وليس ذلك فقط بل يجعلها عملاقا فاي خيال جامح هذا الذي يصور النسمات الليلية الرقيقة على صورة عملاق ويجعله يقف الى جانبه في فناء البيت وباب البيت خلفه مغلق ، وهو ينظر الى سماء زجاجية الا ان نورا يشع منها اقرب الى نور الفجر.

ولا يكتفي القاص بصناعة شخصية العملاق من النسمات وهذا لوحده خارج عن المألوف وتعبير بكر لا أظن احد سبقه عليه ، بل يمنحة ايضا صفات وملامح انسانية فهو يقف بوجوم الى جانبه، ويحمل مصباح لكنه مطفأ، وهنا محاولة اخرى للاستفادة من التضاد ، ولا نعرف لماذا جعله ، اي المصباح ، مطفأ فهل بسبب ذلك النور المنبعث من السماء الزجاجية ؟ ام ان الغرض هو لتجسيد المشهد في ذهن المتلقي والاستفادة من التضاد كأسلوب سحري التأثير ؟

كما ونجده يجعل العملاق يحمل حقيبة وهذا يوحي بانه مسافر أيضاً ، وهذا ما جعل بطل النص يدرك ان عليه ان يتبعه والحديث عن السفر والسير في طريق يعني مزيد من الحركة والحيوية والحياة للنص
.

يتبع ..

قديم 10-01-2017, 11:09 AM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ..

وبالحديث عن سير بطل النص في الطريق تابعا العملاق ، عملاق النسمات وليس اي عملاق ، ثم الحديث عن مخلوقات تقف على جانب الطريق يهدف القاص الى الاستفادة من التضاد من جديد مدركا انه احد اهم عناصر التأثير في عقل المتلقي.

والحديث عن مخلوقات غريبة وتكاد تكون منقرضة او من عالم اخر ولها صفات عجائبية مثل العيون الواسعة يحاول القاص ان يضعنا في جو مختلف عن الواقع المعاش، جو عجائبي سحري، وكأنه يريد القول بان ذلك المشهد ينتمي الى عالم اخر ويؤكد على ذلك حينما يتحدث عن الجبال المقلوبة.

وبحديث القاص عن عيون حيوانات التارسير المبحلقة انما أراد ايقاظ حاسة البصر فينا كمتلقين ، وتحفيزنا على النظر الى المشهد الذي يصفه بعيون مبحلقة .

وباستخدام كلمة ( مررنا ) يهدف القاص الى تضمين النص مزيد من الكلمات التي توحي بالحركة وبالتالي الحياة.

ثم يؤكد القاص على غرابة العالم الذي كان يسير فيه برفقة العملاق من خلال حديثه عن مدينة المرايا بشعبها البشع، ولا شك ان اختياره بان يكون شعب مدينة المرايا بشعا امر مقصود ، ويهدف الى تضمين النص اعلى حد من الإثارة وفي نفس الوقت التاكيد على ان تلك المدينة لا تنتمي الى هذا العالم... فاي عالم هذا الذي يصفه القاص هنا !؟

وهل يكون مثل هذا العالم سوى مشهد من حلم عجيب او خيال جامح يصور فيه رحلته الخيالية حيث ياتيه عملاق النسمات الذي اتى اليه لينقله الى العالم الاخر وفي الطريق يجد البطل ويشاهد كائنات وعوالم غرائبية لا تنتمي الى الواقع المعاش وهذا ذكاء حاد من القاص وعبقرية في تسخير عناصر التاثير بحدها الاقصى حيث يستثمر خياله الجامح هذه المرة لمنح نصه مزيد من التأثير والسحرية والقوة.

ومن جديد يستثمر القاص في عنصر التضاد بالغ التأثير حينما يتحدث عن المضي في الدرب ثم الوقوف عند سكة القطار ( ومضينا بدربنا حتى وقفنا عند سكة القطار،) ليشاهد بطل النص هناك على قضبان السكة نافذة تطل على سماء ( حيث نافذة تقبع على قضبان السكة, ففتحها العملاق..) وفي هذه الفقرة أيضاً ما يؤشر الى ان القاص يتحدث عن رحلة فوق عادية رحلة الى ارض فيها نافذة تفتح فتظهر السماء وهو في تلك الرحلة برفقة العملاق الذي فتح النافذة التي تطل على السماء. *
......


قديم 10-03-2017, 02:46 AM
المشاركة 10
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
سرد رائع و اسلوب مميز
تحيتي و تقديري




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.