احصائيات

الردود
97

المشاهدات
26736
 
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


صبا حبوش is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
397

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة
الرياض

رقم العضوية
9765
05-28-2017, 04:06 AM
المشاركة 1
05-28-2017, 04:06 AM
المشاركة 1
نقاش نقاش حول كتابة الرواية ..
كتب الناقد مسعود عمشوش مقالة جامعة ومبسطة للتعريف بفن الرواية :

"الرواية جنس أدبي خيالي حديث. يعتمد السرد والنثر. وتجتمع فيه مجموعة عناصر متداخلة؛ أهمها الراوي والأحداث والشخصيات والزمان والمكان.

وتتميز الرواية عن الملحمة القديمة باعتمادها النثر وتصويرها للإنسان والمجتمع الواقعي واستبعادها للخوارق والغيبيات. وتتميز عن السيرة (الذاتية) بطابعها الخيالي، وعن القصة القصيرة بطولها، وعن المسرحية باعتمادها السرد وليس التقديم المباشر.

والرواية، قبل أن تكون جنسا أدبيا، تعد شكلا من أشكال الثقافة الحديثة. واستنادا إلى جورج لوكاتش، ارتبط تطورها بظهور المجتمعات البرجوازية في الغرب. فالرواية جاءت لتصور الأزمة الروحية – على حد وصف لوكاتش لها- للإنسان الحديث الذي يعيش موزعا بين واقع حقيقي مليء بالتناقضات، وواقع افتراضي مثالي يحلم به.

ومن المعلوم أن جنس الرواية قد ازدهر في الغرب في القرن التاسع عشر حينما برزت أسماء كبار الروائيين مثل بلزاك وستاندال وشارلز ديكنز وفلوبير (وقبل ذلك ظهرت في الغرب بعض المحاولات الروائية الشهيرة بأقلام الإسباني سرفانتس مؤلف دون كيشوت والانجليزي دانيل ديفو مؤلف روبنسن كروز)

ويعد اتصال العرب بالغرب الحديث منذ مطلع القرن التاسع من العوامل الحاسمة في ظهور عدد من الأجناس الأدبية الحديثة في الأدب العربي ومنها الرواية. فطوال ذلك القرن ترجمت وعربت الآلاف من الروايات الغربية.

وشهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر أولى محاولات التأليف الروائي في اللغة العربية. منها محاولة سليم البستاني، في كتابه “الهيام في جنان الشام” سنة 1862، ومحاولة علي مبارك (علم الدين)، وروايات جورجي زيدان التاريخية. ومن أبرز تلك المحاولات (حديث عيسى بن هشام) التي نشرها محمد المويلحي مسلسلة في مجلة مصباح الشرق بين سنة 1900 وسنة 1902. ولأنه كان محافظا- فقد أراد أن يستخدم القالب الروائي لتصوير التناقضات التي كان المجتمع المصري الحديث يعاني منها آنذاك، لكن مع اعتماد لغة نثرية تذكرنا أسلوب المقامات العربية. واليوم هناك إجماع في الأوساط النقدية أن رواية (زينب) التي نشرها محمد حسين هيكل سنة 1912 هي أول رواية عربية ناضجة.

عناصر الرواية: يتميز جنس الرواية عن غيره من الفنون السردية بطوله وتشابك الأحداث فيه وكذلك بتعدد الشخصيات والأماكن والأزمنة فيه، ومن أهم العناصر المكونة للرواية التقليدية:

أ‌) الأحداث وطريقة بنائها أو (الحبكة) وتتمثل في:

•المقدمة: أو التمهيد وغالبا ما تكون وصفا للمكان أو الزمان تمهيدا لسرد الأحداث ولإطلاق التأزم فيها.

•عرض الأحداث وتناميها: وتكون عادة حدثا رئيسا وأحداثا فرعية أخرى تتنامى إلى جوار الحدث الرئيس.

•العقدة : وهي قمة تأزم الأحداث والصراع بين شخصياتها ووصولها إلى الذروة.

•الحل: وهي الخاتمة التي تضع نهاية الأحداث أو الشخصيات .

ب) أسلوب السرد ( تتداخل الأساليب التعبيرية الفنية في الرواية لتشكل في النهاية الحبكة الفنية والتي تشكل البناء القصصي للرواية) ومن هذه الأساليب:

* السرد بضمير الغائب أو بضمير المتكلم: ويكون على لسان راوٍ شاهدٍ على الأحداث كما الحال في رواية يحيى حقي (قنديل أم هاشم ) ويكون الراوي نفسه أحد شخوص الرواية، كما هو الحال في السير الذاتية

* الحوار: ويكون بين شخصيات الرواية ويعمد إليه الروائي ليكشف عن شخصياته وأبعادها النفسية ,كما أنها تعينه على بناء الحبكة القصصية .

* المناجاة : وهي حوار مع النفس ,تكثر المناجاة في السير الذاتية والروايات ذوات البعد النفسي. وتكون المناجاة حين تتأزم الأحداث فتتكشف لنا من خلال مناجاة الشخصية لنفسها أسباب أزمتها

* الوصف: يعمد الروائيون إلى الوصف لغايات منها : التمهيد للأحداث بخلق البيئة الزمانية والبيئة المكانية .ومنها تحديد وتوضيح معالم شخصيات الرواية . كما أنهم يعمدون إليه ليكون لرواياتهم مدى أطول.

* التعليق : يعمد بعض الروائيين إلى التعليق على بعض المواقف التي تتعرض لها الشخوص خاصة الشخصية المحورية ، ومن هذه التعليقات تتبدى لنا اتجاهات الكاتب السياسية أو الاجتماعية أو العقائدية . ومن الإبداع ألا يلجأ الروائي إلى البوح صراحة بهذه الآراء بل يجعلها تتكشف للمتلقي من خلال الحبكة القصصية.

ج) الشخصيات: تتضمن الرواية شخصيات تدور حولها الأحداث أو تحرك الأحداث وهذه الشخصيات إما أن تكون شخصيات محورية ( شخصية واحدة أو أكثر ) تتمحور حولها الأحداث وشخصيات رئيسة تصنع الأحداث وتحدث الصراع فهي إما شريرة أو خيرة ، شخصيات مع الشخصية المحورية أو ضدها. كما تتضمن شخصيات ثانوية تستكمل بها الخلفية للأحداث دون أن يكون لها تأثير في سيرها أو نموها

وفي دراستنا للرواية علينا أن نتعمق في فهم الشخصيات وتفسير تصرفاتها والكشف عن دوافعها النفسية وطباعها، وذلك من خلال الحوار أو المناجاة.

د) الزمان والمكان (الفضاء الروائي): تسير خطوط الرواية وإن تعددت وتشابكت في مكان يكون اتساعه أو ضيقه وفق تنوع الأحداث وتواليها ومن المألوف أن تتعدد الأمكنة في الرواية ، كما يتمدد المكان في الرواية يتمدد الزمان بحيث يستغرق في بعض الروايات حياة الشخصية المحورية كلها، وعلينا ألا نهمل دراسة المكان أو الزمان في الرواية فربما يتضمن كلاهما تفسيرا لكثير من الأحداث فيها وكشفا لتنامي شخصياتها."


https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-28-2017, 04:15 AM
المشاركة 2
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محاولة كتابة رواية ليس بالأمر السهل ، أتمنى أن نجد بعض النصائح والإرشادات من الأساتذة الروائيين في المنبر هنا ..
كبف نحوّل الفكرة إلى رواية ؟
المخطط الفصلي ، وتقسيم الأحداث حسب الفصول، الخطاب الأكثر تأثيرا في القارئ.
عوامل نجاح الرواية و شد القارئ لإنهائها..

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 12:57 AM
المشاركة 3
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ميلان كونديرا.. كواليس وموسيقىربما يكون الروائي التشيكي ميلان كونديرا من أكثر الروائيين الذي تحدثوا وأجابوا عن سؤال "كيف تكتب رواية"، من خلال ما نقرأه في ثلاثيته الشهيرة "فن الرواية"، و"الوصايا المغدورة"، و"الستارة".
كونديرا في كتبه تلك يقيم علاقات غريبة بين البناء الروائي والبناء الموسيقي، كما يكشف ملامح خفية من أسرار نصوصه، فيبدو في الوقت الذي يحاول أن يقول فيه رأيه في الرواية ككل يقول أسرار مطبخه ورواياته.
في كتاب "فن الرواية" الذي كتبه في 1986، يتحدث عن ثلاث نقاط تتعلق بآلية كتابة الرواية الأوروبية، في الفصلين الأول والسابع يتحدث كونديرا عن فن الرواية الأوروبية، بينما كان الفصلان الثاني والرابع مخصصين لحوارين أجراهما كونديرا، يتحدث في الأول عن فن الرواية، وفي الحوار الثاني عن فن تأليف الرواية، وكيف تكتب رواية. أما الفصل السادس فهو قاموس شخصي يتضمن واحدًا وسبعين كلمة، الفصول الثلاثة السابقة تتحدث عن التجربة الروائية الشخصية لصاحب "كتاب الضحك والنسيان"، أما الفصلان الثالث والخامس فخصصهما لدراسة التجربة الروائية لكل من فرانز كافكا وهرمان بروخ.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 12:59 AM
المشاركة 4
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غابرييل غارسيا ماركيز.. دزينة أحلام


لم يكتب ماركيز كتابًا مكرسًا للرواية، لكنه فعل ذلك في مقالات متفرقة، قام صالح علماني بجمع دزينة منها تحت عنوان "كيف تكتب الرواية؟" وهي مقالات نُشرت في فترات متباعدة في عدد من الصحف الأمريكية اللاتينية والإسبانية.
يوجّه ماركيز حديثه إلى الكتاب المبتدئين الراغبين في كشف السر عن سؤال "كيف تكتب رواية"، وهو يعني بذلك من يعتقدون أن "الأدب هو فن موجه لتحسين العالم"، أما الآخرون الذين "يرون أنه فن مكرس لتحسين حساباتهم المصرفية فلديهم معادلات للكتابة ليست صائبة وحسب، بل يمكن حلها بدقة متناهية وكأنها معادلات رياضية".
وعن آلية الكتابة الروائية يرى ماركيز صاحب "مائة عام من العزلة" أنّ "القصص القصيرة أمر لا مناص منه، لأن كتابتها أشبه بصب الإسمنت المسلح. أما كتابة الرواية فهي أشبه ببناء الآجر. وهذا يعني أنه إذا لم تنجح القصة القصيرة من المحاولة الأولى فالأفضل عدم الإصرار على كتابتها. بينما الأمر في الرواية أسهل من ذلك: إذ من الممكن العود للبدء فيها من جديد. وهذا ما حدث معي الآن. فلا الإيقاع، ولا الأسلوب، ولا تصوير الشخصيات كانت مناسبة التي تركتها نصف مكتملة. وتفسير هذه الحالة هو واحد أيضًا: فحتى أنا نفسي لم أقتنع بها".
بالإضافة إلى كل ما يقدمه "غابو" من أفكار ثاقبة، تحضر في مقالاته هذه روحه الصاخبة التي نقرؤها من خلال ولعه بالرواية اليابانية، وتمنيه لو أنه صاحب رواية "الجميلات النائمات" التي حاكاها في روايته "ذاكرة عاهراتي الحزينات". كذلك تحضر روح السخرية والتهكم في مقال "بيجي أعطه قبلة" و"الريف: ذلك المكان الرهيب حيث الدجاجات تمشي نيئة". قراءة أعمال ماركيز ومقالاته شرط لا غنى عنه لكل باحث عن سؤال: "كيف تكتب رواية".

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 01:00 AM
المشاركة 5
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ماريو بارغاس يوسا.. دودة الكتابة الشريطيّة

في كتابه "رسائل إلى روائي شاب"، يقدم ماريو بارغاس يوسا من خلال اثنتي عشرة رسالة إلى روائي شاب مفترض طرقًا مختلفة يمكن استخدامها في الكتابة الروائية، مستشهدًا بنماذج مختلفة في أسلوب روائيين عالميين، من خلال الأسلوب والزمن والمكان والواقع الروائي، ليساعد في تقديم إجابة شبه شافية عن سؤال الكتاب الشباب عن "كيف تكتب رواية".
يصف يوسا في رسالته الثانية طريقة كتابة الرواية بأنها "تعادل ما تقوم به المحترفة التي تخلع ملابسها، أمام الجمهور، حتى تظهر جسدها عاريًا. غير أن الروائي يمارس العملية في اتجاه معاكس"، مشبهًا إياه بـ"الكاتوبليباس" المخلوق الذي يلتهم نفسه بنفسه، من حيث أن الروائي يقوم بـ"النبش في تجربته الحياتية الخاصة، بحثًا عن دعائم ومرتكزات لكي يبتكر قصصًا". وعلى صلة بالتشبيه الأخير، يرى يوسا أن الكاتب يجب أن يشعر أن الكتابة دودة وحيدة، تمتص خلاصة حياته.
ميزة كتاب يوسا وإجابته عن سؤال "كيف تكتب رواية" هو أنه ينتمي إلى تطوير إبداعي لكتابات يوسا النقدية التي يكتبها بشكل منهجي كما في كتابه "حقيقة الأكاذيب"، لكنه هنا يتحول إلى ما يشبه راويًا لحكاية وتقنيات الكتابة، بعد اختراع ندّ افتراضي هو القارئ الشاب. وعمومًا يحفل تاريخ الأدب بكتابات إلى شباب، بعضها حقيقي مثل رسائل ريلكه، وبعضها الآخر متخيل مثل قصيدة محمود درويش "إلى شاعر شاب".

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 01:01 AM
المشاركة 6
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أورهان باموك.. الروايات هي الدرس


يفتتح أروهان باموك كتابه "الروائي الساذج والحساس"، بجملة يعتمدها عتبة أساسية لباقي فصول الكتاب، يقول فيها "هذا الكتاب هو كل متكامل يضم معظم الأشياء المهمة التي عرفتها وتعلمتها من الرواية". يستعير باموك عبارة "الساذج والحساس" من الألماني شيلر، ويعني بها الموهبة والصنعة، والروائي الجيد بالنسبة له من يجمع بين الاثنين. يعتمد باموك في كتابه على العديد من الأسماء الروائية مثل فرجينيا وولف، وفلاديمير نابوكوف، وهوميروس، والفردوسي.. وآخرين كثر، لتقديم رؤيته الشخصية للكتابة الروائية مع الشخصيات الأدبية، الحبكة والزمن الروائيين، وطريقة استخدامه الكلمات والصور والأشياء روائيًا، من خلال تجربته كقارئ رواية، وككاتب رواية في الوقت نفسه، ليكون كتابه من أهم ما يلزم الكاتب المبتدئ للبدء في الإمساك بطرف إجابة عن سؤال "كيف تكتب رواية".
قارن أورهان باموك صاحب "اسمي أحمر" بين الرسم والسينما والرواية، وبين المتحف والرواية. في نهاية الكتاب يقول: "أردت الحديث عن رحلتي الروائية، عن الوقفات التي صنعتها على طول الطريق، ماذا علمني أسلوب وشكل الرواية، عن القيود التي فرضوها عليّ، كفاحي مع هذه القيود وارتباطي بها". لا يجد باموك ما ينصح به الكتاب الشباب الذين يسألونه عن كيف تكتب الرواية إلا أن يقول لهم: "أفضل طريقة لدراسة الرواية هو قراءة روايات عظيمة والرغبة في كتابة شيء مشابه لها".

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 01:05 AM
المشاركة 7
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أمبرتو إيكو.. جريمة الكتابة


بعد صدور روايته "اسم الوردة" عام 1980، وصلت إلى الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو العديد من الرسائل والاتصالات مستفسرة عن العديد من الوقائع والأشياء المتعلقة بروايته التي كتبت بالاعتماد على مجموعة من الوثائق والكتابات المرتبطة بالعصور الوسطى، حيث اعتمد على أدب الجريمة كتكنيك ليخوض رحلة استكشاف كبرى للفلسفة في القرون الوسطى، والتاريخ واللاهوت والمنطق أيضًا. وبسبب إلحاح الرسائل وغزارتها وجد إيكو نفسه يكتب "حاشية على اسم الوردة"، وينشرها في العدد 49 لمجلة ألفابيتا الإيطالية عام 1983. ثم سيتم التعامل مع الدراسة بوصفها كتيّبًا مستقلاً.
يجيب إيكو في هذه الحاشية، على العديد من الاستفسارات التي وصلته حول الرواية البوليسية، وكيف تكتب الرواية من ناحية العنوان والمعنى والسيرورة الكتابية، وكيفية بنائه لعمارته الروائية، وطريقة اعتماده على مراجع ووثائق تعود إلى العصور الوسطى، والحبكة البوليسية التي يصفها بـ "السؤال الأس في الفلسفة (كما في التحليل النفسي، كذلك)، هو نفس السؤال الذي نجده في الرواية البوليسية: من المذنب؟".
يقول مترجم الكتاب سعيد بنكراد في المقدمة: "إن إيكو وهو يحكي سيرورته لا يتوقف عند تأويل أو تفسير لحدث ما، ولكنه يومئ إلى ما يقف خلف هذا الحدث ويحيط به ويبرره ويمنحه معنى: دوافع اختيار هذه الفترة التاريخية دون غيرها، دوافع اختيار المحقق، إحالات على قراءة الإمارات، صراع بين أجنحة الكنيسة، غطرسة التفتيش الكنسي.. إلخ، وهو في كل هذا لا يوحي بأنه يريد أن يضمن نصه معرفة (عالمة)، ولكنه يبث المعرفة في الحدث والشيء والشخصية".
وهكذا نجد كل كاتب عظيم يقدم إجابة منفردة وفريدة من وحي تجربته الخاصة عن سؤال "كيف تكتب رواية"، وهو سؤال يكون نابعاً من فضول معرفي لدى بعض القراء، كما يكون نابعاً من أمل وحرص من قبل بعض الكتاب الشباب الباحثين عن إشارات تهديهم في تلك الطريق الطويلة للرواية وعالمها الفذ.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 01:08 AM
المشاركة 8
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في أغلب الأيام يستيقظ نيكولاس بيكر في الرابعة صباحا، ليكتب في بيته في برويك الجنوبية بولاية مين. يترك النور مطفأ، ويجعل صفحة الكمبيوتر سوداء، والكتابة بالرمادي؛ فلا تكسر الشاشة عتمة المكان. وبعد ساعتين من الكتابة في هذه الحالة التي يصفها بالحلمية، يعود إلى الفراش، ثم ينهض في الثامنة والنصف ليقوم بتحرير ما سبق وكتب.
كتب روايته الأولى “الطابق المسروق” أو The Mezzanine عبر إملائها على كمبيوتر مزود ببرنامج للتعرف على الصوت. أما روايته الأخيرة “المحرر” The Anthologist فهي رواية مروية بضمير المتكلم، والمتكلم فيها شاعر محبط يكافح كي يكتب مقدمة مختارات شعرية جديدة. أطلق لحيته تشبها ببطل روايته، وارتدى قبعة لينة بنية، وثبت كاميرا فيديو على حامل ليصور نفسه وهو يلقي محاضرات في الشعر. ومن بعد قام بتفريغ أربعين ساعة من التسجيلات، فصار بين يديه قرابة ألف صفحة من الملاحظات والتفريغات. قال بيكر إن خلق صوت البروفيسير المحبط كان “أمرا تحتم عليَّ أن أعمل عليه كثيرا حتى أصل إلى إحساس الضياع”.
وبرغم ذلك، رأى بيكر المسودة الأولى منظمة أكثر مما ينبغي. فقسَّم الرواية إلى مقاطع مرقومة، ثم ذهب إلى أحد مواقع الإنترنت المتخصصة في الترقيم العشوائي، ورتب المقاطع بناء على أحد أنظمة الترتيب العشوائي التي أمده بها الموقع. وإذا بالرواية فوضى شاملة. فكان عليه أن يعود إلى النظام الأصلي، برغم أن بعض التوزيعات العشوائية بدت نافعة. “كان علي أن أدفع نفسي دفعا إلى الترتيب القديم”.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 01:12 AM
المشاركة 9
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غالبا ما يقوم الروائي التركي الحائز على نوبل في الأدب أورهان باموق بإعادة كتابة السطر الأول في روياته من خمسين إلى مائة مرة. “أصعب شيء دائما هو الجملة الأولى ـ هي المؤلمة”، هكذا يقول باموق الذي صدرت له مؤخرا باللغة الإنجليزية رواية “متحف البراءة” ـ وهي قصة حب تدور في اسطنبول في السبعينيات من القرن الماضي.
يكتب باموق بالقلم، على كراسات رسم، يكتب في صفحة، ويترك المقابلة لها فارغة للتعديلات، ويدرج ما يشبه البالونات الحوارية المعهودة في القصص المصورة. ثم يرسل كراساته إلى طباع يعيدها إليه مخطوطات مطبوعة، فيدخل عليها تعديلاته، ثم يعيدها إلى الطباع، وتستمر هذه العملية من ثلاث مرات إلى أربع.
يقول باموق إنه يكتب في أي مكان يأتيه فيه الإلهام، في الطائرات، في غرف الفنادق، على أرائك الحدائق. ومع ذلك، فهو لا يستسلم لاندفاعات العفوية حينما يتعلق الأمر بحبكة قصة أو ببنيتها. يقول باموق “إنني أخطط لكل شيء”.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 05-31-2017, 01:16 AM
المشاركة 10
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحب الروائية البريطانية هيلاري مانتل أن يكون أول ما تفعله في صباح كل يوم هو الكتابة، قبل أن تنطق بكلمة، أو تأخذ رشفة من فنجان قهوة. بسرعة تدون أفكارا وملاحظات مستقاة من أحلامها. “وأنزعج جدا إذا لم أفعل هذا”.
هي مهووسة بتدوين الملاحظات ودائما معها دفتر مخصص لهذا الأمر. العبارات الغريبة، شذرات الحوارات، والأوصاف التي ترد على خاطرها، جميعا تنتهي مدونة على لوحة معلقة في مطبخها، وتبقى هنالك إلى أن تجد لها مانتل مكانا في رواية لها.
قضت هيلاري مانتل خمسة شهور في البحث وفي الكتابة قبل أن يثمر ذلك عن روايتها الفائزة بالبوكر “قاعة الذئب”، وهي دراما تيودرية تدور أحداثها في بلاط هنري الثامن والتي تصدر طبعة منها هذا الشهر في الولايات المتحدة. كان التحدي الأكبر أمامها هو أن تأتي روايتها مطابقة للتاريخ. فكان أن أعدت كتالوج بالشخصيات مرتبة إياها ترتيبا ألفبائيا. كل شخصية تحتل بطاقة توضح في أي الأماكن بالضبط كانت تتواجد في تواريخ بعينها.
تقول “هناك حاجة حقيقية إلى معرفة مكان تواجد دوق سفولك في لحظة معينة. فلا يمكنك أن تقول إنه كان في لندن بينما تاريخيا هو كان في مكان آخر”.
في أحد الأيام، كانت مانتل تمر بحالة من الاهتياج لعجزها عن إدراج كل ما تريد قوله في الرواية. فأخذت حماما، وتلك وسيلتها المعتادة لتصفية تفكيرها، وإذا بها تندفع من الحمام قائلة “إنهما كتابان يا هيلاري”. وهي الآن تعمل على رواية تالية تنتهي أحداثها بقطع رأس كورنول عام 1540.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نقاش حول كتابة الرواية ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اول تجربة لي في كتابة الرواية عبد الرزاق مربح منبر القصص والروايات والمسرح . 3 12-26-2020 02:40 AM
مقامات كتابة... اسماعيل آل رجب منبر البوح الهادئ 2 06-27-2018 11:46 AM
نحو نقاش جاد .. معالم ومنارات (متجدد) عبد الرحيم صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 0 11-24-2012 01:31 PM
كتابة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 10-13-2012 10:24 PM

الساعة الآن 04:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.