احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2358
 
الأمين عمر
من آل منابر ثقافية

الأمين عمر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
88

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Aug 2014

الاقامة

رقم العضوية
13153
05-09-2017, 11:04 PM
المشاركة 1
05-09-2017, 11:04 PM
المشاركة 1
افتراضي متلازمة استوكهولم والثورات المضادة
متلازمة استوكهولم الكبرى

عام 1973 قام مجموعة من اللصوص باحتجاز عدد من الرهائن في مصرف في مدينة ستوكهولم في السويد لمدة ستة أيام، وبعد مد وجزر استطاعت السلطات أن تحرر الرهائن وتقبض على المجرمين، إلا أن الغريب أن الرهائن خلال فترة الاحتجاز كوّنوا علاقات عاطفية مع الخاطفين لدرجة منعتهم من التعاون مع الشرطة لتحريرهم، بل جعلتهم يدافعون عن الخاطفين فيما بعد، ما دفع المستشار النفسي للشرطة السويدية حينئذ "نيلز بيجيرو"، إلى دراسة الحالة بشكل مكثف ليصل إلى تشخيص حالة قديمة قدم التاريخ البشري والتي اصطلح على تسميتها لاحقا بمتلازمة ستوكهولم.

هذه المتلازمة تعني التعلق العاطفي بالمعتدي وبناء منظومة تبريرية لأفعاله بحيث يكون هو على حق دائماً حتى في اعتدائه، وتظهر كنتيجة لعدم قدرة الضحية على المقاومة، فيكون التعلق العاطفي نوع من الرد النفسي على الخضوع الذي لا يد لها فيه، وكثيراً ما تظهر هذه الأعراض عند ضحايا الاغتصاب والعنف الأسري وحتى بعض أسرى الحرب.

وإن كانت تلك الظاهرة النفسية من التعقيد بمكان، فالظاهرة الاجتماعية المبنية عليها أشد تعقيداً فأعنف متلازمات الستوكهولمية (إن صح التعبير)، هي تلك التي تستغرق شعوباً بكاملها داخل إطار عبادة المعتدي والمغتصب والظالم، سواء كان مستعمراً أو كان من بني جلدتهم.

شاهدنا خلال السنوات السابقة ذلك الفقير المعدم الذي أكلته السنوات والديون في مصر يحمل "حذاء عسكريا" على رأسه ليؤكد أنه مع ذلك الرجل الذي أفقره وحنى ظهره وفرض عليه الضرائب الباهظة، وتلك المرأة التي ترقص أمام لجنة الانتخابات ابتهاجاً بعودة صاحب الحذاء العسكري بعد غياب خجول.

ورأينا مظاهرات تخرج في ذات البلد لتقول للعالم: دكتاتورنا أفضل من حريتكم، فليفعل بنا ما يشاء فنحن له وبه، ولسنا شيئاً بدونه، لقد كنا حفاة فكسّر أرجلنا، وعراة فسلخ جلدنا، وعالة فباعنا في سوق النخاسة، ألا يستحق بعد هذا أن نصلي له ونحتفي به.

لربما يكون هذا رد فعل لعجز تلك الشعوب عن تقرير مصيرها، فبنت في أبنائها جيلاً بعد جيل منظومة دفاع عن المعتدي تدافع عنه وتقف في صفه، وتمنع من المساس به، وترسم الخطوط الحمر والصفر حوله، لتشعر بالأمان، لتشعر أنها في صف القوي المتسلط ولو كانوا هم أول المتضررين من قراراته وسياساته.

المضحك أن الجيل الذي تربي على الدفاع عن سجانه يكبر ليرى غيره يعيش دون سجان فيستغرب ويمتعض ويشمئز!! ويرميهم بما يستطيع من الشتائم عالية المستوى وسافلته، ويستخدم الدين والسياسة والتاريخ والجغرافيا ليقنعهم أن العيش بلا سجان ضربا من"الجنون"، فكيف تكتبون ما تريدون؟ وتقولون ما تشاؤون دون سوط مسلط على رقابكم يوجهكم لما فيه خيركم في الدنيا والآخرة؟!

علاج متلازمة ستوكهولم للفرد الواحد يتطلب جهدا مضنيا من المعالجة السلوكية والجلسات المستمرة لتعديل الفكرة و"كتابة الذكرى بشكل مختلف" بهدف تغيير صورة المعتدي في ذهن الضحية من المنقذ الرائع إلى حقيقته كوحش بشع يقتات على الغباء والغفلة وقلة الحيلة، وعلى اعتقاد الفرد أنه ليس بشيء دون سجانه.

عن موقع الجزيرة



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: متلازمة استوكهولم والثورات المضادة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاستعمار الداخلي للشعوب العربية والثورات المضادة الأمين عمر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 08-19-2017 12:03 AM
هل انت مع ثورات الربيع العربي ام مع الثورات المضادة ولماذا ؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 1 02-03-2017 04:33 PM
( هل تغير رايك اذا كثرت الاراء المضادة ) علي مدحت علي زيدان منبر الحوارات الثقافية العامة 23 11-27-2012 07:08 PM
مصادر الثورة المضادة محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 9 01-29-2012 02:17 PM

الساعة الآن 05:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.