احصائيات

الردود
1

المشاهدات
5415
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
12-31-2011, 04:39 PM
المشاركة 1
12-31-2011, 04:39 PM
المشاركة 1
افتراضي جمال عبد الناصر ...كرزما طاغية
جمال عبد الناصر
كرزما طاغية

عندما قررت البدء بكتابة سلسلة المقالات هذه عن الأيتام المدرجين هنا وفي ما اعتبره موسوعة الأيتام هذه، الذين كانت عقولهم تعمل بطاقة البوزيترون، كتبت بيسر وسهوله ودون تردد عن المجموعة الأولى، لكنني حينما وصلت للكتابة عن جمال عبد الناصر توقف القلم فجأة، وترددت كثيرا في الكتابة ولم اعرف من أين ابدأ أو ماذا أقول...وحينما قرأت صدفة ما قاله الروائي الكبير جمال الغيطاني، وهو صاحب واحدة من أروع مائة رواية عربية، عن عبد الناصر في احد المقابلات الصحفية (لم يكن يكتمل العيد إلا برؤيته )... أدركت أن التفسير الوحيد لترددي في الكتابة عن جمال عبد الناصر ناتج حتما عن تلك الرهبة التي استشعرتها في الكتابة عن شخصية عظيمة بعظمة هذا الرجل العملاق جمال عبد الناصر، ربما لأنه صاحب كرزيما طاغية لا مثيل لها، أثرت بل سحرت الكثيرين مثلي وما تزال وسوف يظل أثرها لمئات السنين القادمة..

لقد كان جمال عبد الناصر قائدا كرزميا مهيبا، وما زلت اذكر، وكنت عندها شابا صغيرا، كيف كان الناس يتجمعون، ويتجمهرون، ويتحلقون حول أجهزة المذياع، عندما كان جمال عبد الناصر يلقي خطابا...كانت كل الأعمال تتعطل، وتكاد الحركة تتوقف تماما ما دام القائد العظيم سيوجه خطابا، فالاستماع لخطابه كان يبدو أولوية للجميع بدون استثناء...وغالبا ما كان الناس ينشغلون في كل جملة يقولها، لا بل كان كل ما يقوله يصبح بمثابة دستورا للناس...وما تزال مقولته "ما اخذ بالقوة لا يسترد ألا بالقوة"، مغروسة في أذهان العقل الجماعي العربي الذي عرف جمال عبد الناصر، وهي تمثل السبيل الوحيد لإرجاع الحقوق حسب ما تشكل من قناعة على اثر طرحه لهذه المقولة في إحدى خطبه.

لقد كان له تأثيرا سحريا على الجماهير العربية في كل أقطار الوطن العربي بلا استثناء، ولا شك أن ذلك التأثير أمتد إلى دول العالم الثالث بصفته أصبح واحدا من زعماء دول عدم الانحياز، وبالتالي أصبح له حضورا وتأثيرا كبيرا على مستوى العالم بأسره.

وحينما حلت هزيمة الـ 67 اختلق الناس له الأعذار والمبررات بفعل ذلك السحر الكرزمي، فما كان احد ليصدق بأنه يتحمل مسؤولية الهزيمة، ولو كان شخصا آخر لقذفوه بالحجارة والنار. وبدلا من مهاجمته ومحاسبته التفت الجماهير حوله بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، كل ذلك بفعل تلك الكرزما السحرية التي امتلكها.


واندفعت الجماهير على اثر سماعها بقراره الاستقالة من منصبه كرئيس للجمهورية، متحملا مسؤولية الهزيمة، اندفعت إلى التظاهر بانفعال لا نظير له وهي تطالبه بالعدول عن تلك الاستقالة وما كان ذلك ليحدث لولا ذلك السحر الكرزمي..

ذلك السحر الذي سلب عقول الناس وقلوبهم ...وعندما مات جمال عبد الناصر فجأة أصيبت الأمة بصدمة مزلزلة، وربما اشد وقعا من صدمة الهزيمة تلك.

لقد تزلزل الناس، وخرجوا باكين، حزينين، في كل مدينة، وقرية، وناحية، يحملون النعوش ويطوفون الشوارع والحارات، حزنا وكمدا على موته، ويشاركون بصورة رمزية في تشييع جثمانه، وقد كنت واحد ممن ساروا في إحدى تلك المسيرات التي طافت شوارع قريتنا الصغيرة، رغم حداثة سني في حينه.

لقد أصيبت الأمة بالذهول... وكأنها أصبحت عن بكرة أبيها يتيمة لفقدها ذلك القائد الكرزمي، الساحر في قدرته على التأثير في الجماهير.

ذلك لان عقله كان يعمل بطاقة البوزترون، هذه الطاقة التي تشكلت كنتيجة لظروف يتمه وطفولته الصعبة. فالمعروف انه لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى تُوفيت أمه في (18 رمضان 1344 هـ / 2 أبريل 1926) وهي تضع مولودها الرابع "شوقي.
لقد ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبيبالإسكندرية، والتحق بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسةالابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤. وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عندعمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبهفي العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – ١٩٢٦ – علم أنوالدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشفذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداىتايمز" وعلق على الطريقة التي عرف فيها عن موت أمه بقوله "لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدهابهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن، وقد جعلتني آلاميوأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير فيمستقبل السنين.
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف١٩٢٨عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية . والتحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضىبها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلى مدرسة رأس التين الثانويةبالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك وشارك هناك باحد المظاهرات حيث جرح وتم نقله للحجز والدم يسيل من رأسه مع عدد من الطلبة الذينلم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية، ودخل السجن تلميذاً متحمساً، وخرج منه مشحوناً بطاقة منالغضب، كما قال في احد المقابلات.
وبعد أكثرمن سبع سنوات على وفاة السيدة "فهيمة" تزوج عبد الناصر من السيدة "عنايات مصطفى" فيمدينة السويس وذلك سنة 1933، ثم ما لبث أن تم نقله إلى القاهرة ليصبح مأمورا للبريدفي حي "الخرنفش" بين الأزبكية والعباسية؛ حيث استأجر بيتا يملكه أحد اليهودالمصريين، فانتقل مع إخوته للعيش مع أبيهم، بعد أن تم نقل عمه "خليل" إلى إحدىالقرى بالمحلة الكبرى، وكان في ذلك الوقت طالبًا في الصف الأولالثانوي.
هذا الألم، والحرمان الوالدي، والبؤس، وحالة الترحال من مكان إلى مكان، ومن بيت إلى آخر، ومن مدرسة إلى أخرى في ظل ظروف عامة صعبة للغاية، هي التي فجرت طاقات جمال عبد الناصر الذهنية، وهذه الطاقات انعكست في شكل قدرات قيادية فذة لديه ندر مثيلها، وهي التي جلعت له شخصية كرزمية مؤثرة للغاية، كما أنها السر الذي جعله يحقق انجازات غير مسبوقة سيظل لها أثرا ملموسا لمئات السنين القادمة.
ومن هذه الانجازات التي حققتها هذه الشخصية الكرزمية، والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي، وأصبح رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال، كما أصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات، من هذه الانجازات:
- أبرم اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي.
  • شهدت مصر في عهده، أي في الفترة من مطلع الستينيات إلى ما قبل النكسة، نهضة اقتصادية وصناعية كبيرة، بعد أن بدأت الدولة اتجاها جديدا نحو السيطرة على مصادر الإنتاج ووسائله، من خلال التوسع في تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى، وإنشاء عدد من المشروعات الصناعية الضخمة.
  • اهتم جمال عبد الناصر بإنشاء المدارس والمستشفيات.
  • أهتم بتوفير فرص العمل لأبناء الشعب.
  • توَّج ذلك كله ببناء السد العالي الذي يُعد أهم وأعظم إنجازاته على الإطلاق؛ حيث حمى مصر من أخطار الفيضانات، كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو مليون فدان، بالإضافة إلى ما تميز به باعتباره المصدر الأول لتوليد الكهرباء في مصر، وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى.
  • عمل على تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر.
  • اصدر قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتي فدان فقط.
  • قام بتأميم قناة السويس، والتي شكلت مصدر دخل مهم لمصر، وعمل على إنشاء السد العالي على نهر النيل.
  • عمل على إنشاء التليفزيون المصري (1960) .
  • اصدر قوانين يوليو الاشتراكية (1961) .
  • بريطاني عن قناة السويس ومصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956.
  • عمل على بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر(ستاد ناصر سابقاً).
  • عمل على إنشاء كورنيش النيل.
  • عمل على إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
  • عمل على التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل.
  • عمل على التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية.
  • عمل على إنشاء التنظيم الطليعي.
  • في عهده قامت الثورة باستصلاح 920 ألف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري الحياض إلى الري الدائم وبما يصل إلى مساحة مليون وأربعمائة ألف فدان.
  • وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي، حدث تغيير جذري في الدخل والإنتاج القومي، فقد زادت قيمة الإنتاج الصناعي بالأسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970
  • كما زادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970.
  • أيضا نجد أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا، ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952.
  • وفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة."
  • في مجال التعليم، تجاوز الاستيعاب نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الإلزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية من 250 ألف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 ألف إلى 213 ألف".
  • ما لبث أن اصطدم بمجموعات من الناشطين السياسيين وعلى رأسهم الشيوعيون وجماعة الاخوان المسلمين، والأخيرة التي صدر قرار في 13 يناير 1954 يقضي بحلها وحظر نشاطها، وألقت الدولة المصرية آنذاك القبض علي الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وأجريت لهم محاكمات عسكرية وحكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في العام 1955 كما ألغيت الحياة النيابية والحزبية ووحدت التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثم الاتحاد الاشتراكي بسنة 1962
  • دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا في حرب سنة 1948 وجرح فيها.
  • وكان لعبد الناصر دورا بارزا في مساندة ثورة الجزائر، وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية،
  • سعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة الوحدة بين مصر و سوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكر القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات.
  • كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية التي قام بها ثوار الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن بسنة 1962 ضد الحكم ألإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي الذي لقي دعما من المملكة العربية السعودية.
  • كما أيد حركة تموز 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14 تموز 1958.
  • استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 ابريل 1964.
  • وأعتبر "مؤتمر باندونج" سنة 1955 نقطة انطلاق جمال عبد الناصر إلى العالم الخارجي.
  • وكانت آخر مهام عبد الناصر الوساطة لإيقاف أحداث أيلول الأسودبالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية في قمة القاهرة في 26 إلى 28سبتمبر1970، حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت. عندما داهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر1970 عن عمر 52 عاما بعد 18 عاماً قضاها في رئاسة مصر.


وخلاصة القول ،،



لقد كان ليتم جمال عبد الناصر وظروف حياته الصعبة دورا مهما في زيادة منسوب طاقاته الذهنية، فلا شك أن صدمة موت أمه قد فجرت في دماغه طاقات مهوله، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فقد كان البعد عن الأب عنصر صادم آخر مهم، ثم التنقل من مدرسة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، ولاحقا عاش في مدرسة داخلية، وعند جده لامه، كما انه جرب السجن، وجرح في إحدى المظاهرات، ثم تزوج أباه بعد 7 سنوات على موت أمه، ليحرم منه من جديد، وشارك في العسكرية، وجرح أيضا في الحرب... فأصبح عقله يعمل بطاقات استثنائية تمثلت في كرزما مهوله مزلزلة، وسمات قيادية بارزة، وقدرة على الخطابة والتأثير في الجماهير، يضاف إلى ذلك كله قدرة على الانجاز في كل المجالات.



صحيح أن جمال عبد الناصر قد توفي عام 1970 لكن أثره سيظل خالدا، كما سيظل اثر انجازاته وحضوره خالدا محليا وعربيا ودوليا وسوف يظل قائما لمئات السنين القادمة.

كل ذلك بفضل ما امتلكه من طاقات ذهنية مهولة وقدرات قيادية فذة نتجت عن دماغ يعمل بطاقة البوزيترون الهائلة. ولذلك كله سيظل شبح جمال عبد الناصر قائما إلى ما شاء الله، ولن يتمكن شخص آخر، أين كان من حكم مصر بنفس الكفاءة والتأثير، حتى يبرز يتيم آخر يكون أكثر يتما واشد بؤسا من جمال عبد الناصر، تصنع منه الظروف قياديا فذا كرزميا....عندها ربما يتمكن من تحجيم اثر شخصية جمال عبد الناصر القيادية الفذة ذات الكرزما الطاغية.



قد يحاول الإعلام تغيبه عن الساحة تماما وكأنه أصبح من الماضي، لكنه سيظل محفورا في قلوب وعقول البسطاء من الناس في كل مكان، وسيظل في فكره وسماته القيادية ومقولاته واطروحاته، ونهج حياته وقيادته وانجازاته...منارة تنير الدرب أمام الثوار الذين ينشدون الحرية والاستقلال، والكرامة.



وسوف تظل مصر جمال عبد الناصر عصية على اي احتلال او نفوذ، كما سيظل الإنسان المصري مرفوع الرأس في كل زمان ومكان بتأثير مقولته الخالدة ذات المفعول السحري "ارفع راسك أنت مصري".



وليضع شباب مصر الجديدة مقولته الخالدة "ان اليد المرتجفة لا تستيطع ان تبني" نصب اعينهم وليقتدوا بنهجه، فالناصرية اقصر الطرق لتحقيق المعجزات.


قديم 01-23-2012, 10:46 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
نقلا عن القدس العربي على الرباط التالي:
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...2-17-01-37.htm


عطر يتجدد في الميلاد وفي الرحيل: الفضائيات تحتفل بعيد ميلاد جمال عبد الناصر


2012-01-22

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

القاهرة – القدس العربي – من كمال القاضي ـ يأتي ميلاد الزعيم جمال عبدالناصر هذا العام مشحوناً بالعواطف، فقد بلغ الرجل الاستثنائي المولود في 15 كانون الثاني (يناير) 1918 والمتوفى في 28 ايلول (سبتمبر) 1970 – 94 عاما .
وللاحتفال بيوم ميلاده دلالة كبرى، حيث لا زالت الجماهير تعتبر أن عبدالناصر يعيش بينهم، فاستمرار مسيرته النضالية يعني استمراره على قيد الحياة، وتشهد بذلك انجازاته العظيمة التي من بينها السد العالي وهو صرح قضت المصادفة أن يتم الاحتفال به أيضا في هذا الشهر باعتبار تاريخ التشييد عيدا قومياً لمحافظة أسوان.

وربما تعود خصوصية الاحتفال بميلاد رئيس الجمهورية العربية المتحدة، وأحد إنجازاته العملاقة الى الزخم الثوري الذي تعيشه مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، إذ تستحضر الملايين روح الزعامة الملهمة للثورات والملهبة للحماس فيزداد ألق الثوار وتعلو حناجرهم بالهتاف ويجهرون بمطلبهم الرئيسي (الحرية) ليرفعوا رؤوسهم عالية كما علمهم الزعيم الخالد، وقد كان لافتاً هذا العام أن تحتفي جميع وسائل الإعلام بالمناسبة الوطنية القومية وتنقل مقاطع من احتفال أسرة جمال عبدالناصر بذكرى الميلاد لأول مرة، من دون قيود أو محظورات وتنوه بحضور شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، من بينها اللواء محسن الفنجري ممثلا عن المجلس العسكري، وحمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وعدد من الكوادر المهمة الأخرى مثل عمرو موسى المرشح المحتمل أيضا للرئاسة ونخبة متميزة ممن لهم ميول ناصرية، وهي مؤشرات تعطي ملمحاً دالا على أن ثورة 25 يناير لم تؤثر سلباً على رموز ثورة يوليو وزعيمها، بل أنها عززت ذكريات الماضي وأعطت فرصة أكبر لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة لتلقي الضوء على المشوار الطويل لصاحب الرسالة القومية وحامي البوابة الشرقية الذي أهدر النظام السابق والرئيس المخلوع حقه طوال الثلاثين عاماً الماضية.

من الفضائيات التي أفردت مساحة مطولة للاحتفال بميلاد ناصر كانت قناة دريم، وبالأخص برنامج (العاشرة مساء) الذي تقدمه الإعلامية النشيطة منى الشاذلي، إذ مزج التقرير الذي أذيع في نفس الذكرى السنوية ليوم عيد ميلاد جمال عبد الناصر 15 يناير بين مقتطفات من بعض الخطب السياسية التي تحدث فيها الزعيم عن آمال ثورته وطموحاتها، وبين دفاعه عن مشروعه العربي الوحدوي، فضلا عن حديثه الدائم عن حقوق العمال والفلاحين من عموم الشعب، فيما لمحت فضائيات أخرى مثل روسيا اليوم الى انجازات يوليو بشكل عام وما أحدثته من تغييرات جذرية في المحيط العربي، مع عرض لصور نادرة لجمال عبدالناصر في مراحل مختلفة من حياته، ولم تكن هذه المرة الأولى التي احتل فيها المشروع الناصري مساحات واسعة على القناة الروسية، غير أن الإذاعة من جانبها كانت أكثر وضوحاً في هذا الصدد، فعلى مدى يوم كامل تجاوبت المحطات كلها مع مشاعر الجماهير فأذاعت مختارات من الأغاني الوطنية لعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وعبدالوهاب فسمعنا على عدة موجات "نشيد وطني الأكبر، كلمة شعب، ريسنا ملاح، لفي البلاد ياصبية، جمال ياحبيب الملايين" فعادت إلى ذاكرتنا أيام من المد الثوري والمجد الغنائي والفني وتنسمنا عبير الأيام الخوالي التي لعب فيها الإبداع دوراً ريادياً موازياً للدور السياسي على صعيد المواجهة ضد القوى الإمبريالية، التي كثيراً ما أشار إليها الزعيم عبدالناصر وحذر من مخططاتها الاستعمارية ومحاولاتها إجهاض وتقويض أي مشروع نهضوي بالمنطقة العربية ودول العالم الثالث.

ما تم تقديمه من إبداعات غنائية وموسيقية وسينمائية ومسرحية كان رجعاً لصدى الثورة وانعكاساً لأحلام قائدها العريضة في إحراز التفوق بجميع المجالات، وها هي أحلامه ومنجزاته لاتزال مختزنة في عقول ووجدان أحفاده الذين صنعوا ثورة يناير، وهو المعنى ذاته الذي أشار إليه نجله عبدالحكيم عبدالناصر في الاحتفال بذكرى والده بمنزل العائلة، عندما أعرب عن سعادته بقيام الثورة الشعبية وامتنانه للشعب المصري المناضل الذي خرج من كل صوب الى الميادين بأنحاء الجمهورية قاطبة ليعلن تحرره من العبودية والتمرد على نظم القهر الاجتماعي وما آلت إليه البلاد، في ظل سيطرة العصبة الحاكمة على مقدرات البسطاء وأرزاقهم ثمة إحساس بالفخر كان يطل من عيني حكيم وهو يدلي بشهادته التاريخية امام عدسات التلفزيون والمصورين الصحافيين بما يشي بانه كغيره من الملايين طال انتظاره لبلوغ هذه الغاية ومعايشة الحلم الكبير بالحرية، ولم يغب صوت عبدالحليم حافظ الذي رافق رحلة كفاح الرئيس عن المشهد الاحتفالي، ولكنه كان خلفية ثابتة لكل ما ورد من صور ساكنة ومتحركة لرحلات ناصر وجولاته في الداخل والخارج، كأنه العنصر التأثيري لسيمفونية الشجن والإحساس الغامر بوجود رب العائلة العربية الغائب الحاضر بين أبنائه يسمح ويرى ويتكلم، وكذا كان رفاق الدرب والمسيرة صلاح جاهين وبليغ حمدي وجلال معوض حاضرين ايضا، فهم شركاء في صناعة الملحمة الوطنية مع عبدالرحمن الأبنودي، ذلك الوتد الراسخ على أرض الوطن الحبيب يشد بصلابة أطراف خيمته ويمنحه من إبداعه المزيد فتتبدى آياته الجميلة في سجاياه النبيلة، إذ هو جزء أصيل من ملامحه وذكرياته وآلامه وانتصاراته وانكساراته.

إن ما يستهوي الناس في الاحتفال بذكرى ميلاد جمال عبدالناصر ليس "البروباغندا" وإنما رغبة صادقة في استعادة مجد فائت يشكل في مجمله تفاصيل صغيرة وكبيرة في حياة كل مواطن مصري عاصر الزعيم أو لم يعاصره، حيث من عاصره رآه رؤية مباشرة واستفاد من تجربته وتربى على شعاراته، ومن لم يعاصره اشتم رائحته وتداول سيرته وتعرف على خصاله وامتلأ وجدانه بفائض نبله وعطره، فقد أدركت الأجيال عظمة الرجل من مفارقات المقارنة بينه وبين غيره ومن جلسوا على مقعده وورثوا مهامه وسلطاته وانجازاته فبددوها وأهدروا ثرواتها.

من هنا جاء الانحياز لمن انحاز إليهم وعمل من أجلهم ودافع عن حقوقهم وكرامتهم.

وهج من الاحتفال بذكرى ميلاد الزعيم ليس رفاهية ولا إفراطا في الحب، ولكنه الوفاء لا يكون إلا لمن حكم فآمن فعدل فمات مطمئناً وبقيت ذكراه عزيزة غالية في الميلاد وفي الموت.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: جمال عبد الناصر ...كرزما طاغية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طاغية اعزاز العدناني منبر البوح الهادئ 2 02-13-2022 01:58 AM
طاغية- ميكروفيتش4 روان عبد الكريم منبر القصص والروايات والمسرح . 1 05-22-2017 02:01 AM
جمال عبد الناصر .... الغائب الحاضر حسام الدين بهي الدين ريشو منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 10-27-2014 02:50 PM
جمال عبد الناصر .... أنشودة الأجيال العربية حسام الدين بهي الدين ريشو منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 11 12-30-2011 09:40 PM
إلى طاغية صبحي ياسين منبر الشعر العمودي 2 07-07-2011 11:00 AM

الساعة الآن 08:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.