قديم 03-20-2013, 01:31 PM
المشاركة 951
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع عناصر القوة في رواية -19- الحب في المنفىبهاء طاهرمصر




- تدور أحداث الحب في المنفى في بداية الثمانينيات، قبل وبعدالاحتلال الإسرائيلي لبيروت، تحكي بلسان صحفي مصريناصري في الخمسين من عمره، صدم في ما آلت إليه بلاده بعد رحيلرحيلعبد الناصر نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد. مر بعدةاضطرابات في حياته الزوجية إنتهت إلى الطلاق من زوجته منار، سافر بعدها إلىسويسرا حيث عمل مراسلا لصحيفة لم تعدتنشر له أي شيء، لأنه لا يزال مواليا لعبد الناصر! تستمر أحداث الرواية فيتعرفإلى المرشدة السياحية النمساوية بريجيت ويحبها. ثم يظهر في حياته أمير خليجي ثرييحاول إقناعه بتحرير جريدة ينوي إنشائها، إلا أنه السارد يكتشف أن هناك نوايامشبوهة فيبتعد.

- الرواية خيالية ولكن من خلالها ذكر الكاتب عدد من الوقائع الحقيقية، كقصةتعذيب بيدرو ومصرع شقيقه فريدي في تشيلي، وما حدث في عين الحلوة بجنوب لبنان حسبشهادة الممرضة النرويجية (حسب الكاتب فهذه الوقائع حصلت كما هي وهناك نصوص مقتبسةمن هذه الشهادات كما هي).
- يعيب البعض على الروايةرتابة الأحداث وبطئها، إلا أنني لم أجدها سيئة إلى هذا الحد لأن الرواية معتمدة علىالسرد مما يفتح الباب للبوح سواء بين السارد ونفسه أو بينه وبين الشخصيات الأخرى،وهذه الجزئية تحديدا قد تكون ميزة في أعين بعضالقراء، وعيبا لدي البعض الآخر - لا قاعدة هنا حيث التفضيلالشخصي.

- علاقةالمثقف بالسلطة، وآثار التحولاتالاجتماعية تكاد أن تكون القيمتين الغالبتين على أدب بهاءطاهر.

- واذا أضفناهما ثالثا يشغل بهاء طاهر وهو علاقة الشرق والغرب أو الذات والآخرلخرجنا بمعادلة تختزل المشروع الإبداعي لبهاء طاهر وهي قضية النهضة والتقدم.

- في روايته الحب في المنفى يشتغل بهاء طاهر علي نقد الذات الفردية والجماعية برصد خيباتها وفشل مشاريعهاوأحلامها علي أرض الواقع، وخيبات الشخصيات وخيبات الإنجاز العربي ساعيا إلي إزالةالأقنعة عما يظهر في السطح، وإظهار الواقع والذات العربية علي ما هي عليه عبرأسلوبي السخرية والاعتراف.

- تشترك شخصيات حب فيالمنفي في مجموعة من السمات: إنها شخصيات مكتملة، تقدمها الرواية فيلحظة اكتمالها، فيعمل السارد وتعمل معه الشخصيات علي إضاءة ذلك الاكتمال عبر مجموعةمن الاسترجاعات، التي تؤكد أن وراء كل شخصية حكاية دعتها إليالمنفي.

- كل الشخصيات الرئيسية في الرواية تعيشالمنفي الاضطراري، انطلاقا من السارد ومرورا ببريجيت وإبراهيم ووصولا إلي يوسف،كانت تعاني في بلدها من مشكلة إما مرتبطة بتمسكها بمبادئ تتعارض مع واقعها أو أنهاتحمل أفكارا معادية للنظام، كيوسف الذي هاجر نتيجة اشتراكه في مظاهرة ضد السادات فاضطر للفرار والسارد الذي ظل وفيا لعبد الناصر فتم إبعاده من الجريدة كمراسللها بسويسرا. تفضل الشخصيات البقاء في المنفي علي العودة إلي بلدها. أفضل البقاءهنا علي العودة إلي البلد .

- جل الشخصيات لم تختر مصائرها، ولم تخترالوضع الجديد بالمنفي. تقول بريجيت النمساوية التي تعمل كمرشدة سياحية بجنيف: لمأختره ولكنه كان العمل الممكن لي كأجنبية في هذا البلد .

- فمصائرها ليست بأيديها وتعرف أن ما تقومبه خارج عن إرادتها، وأنها مجبرة علي فعله: يقول السارد متسائلا عن وضعه: وكنت أسألنفسي في دهشة هل ما زلت بالفعل صحافيا له حاسة الصحافي؟ بعد كل السنين التي مارستفيها البطالة في هذه المدينة الأوروبية أنقل الأخبار الرديئة لصحيفة رديئة؟

- إن منفي الشخصيات مرحلة انتقالية لكنهاطالت.

- يعمل السارد علي تسليط الضوء عليالشخصيات في لحظة فشلها وانهزام أحلامها علي أرض الواقع، فتؤمن بأنها كانت تحلمبأفكار لا تلائم الواقع، فتعيش خللا وجوديا، ما بين الواقع والحلم، ودائما ينتصرالواقع، لتفشل مشاريعها وأحلامها فالسارد كان يحلم بانتصار الثورة واستمرار الفكرالناصري، وإبراهيم كان يحلم بانتصار الفكر الماركسي، ويوسف الذي كان يحلم بأن يصبحصحافيا كبيرا لكنه انتهي إلي مشتغل في مقهي بالمنفي.

- كل أحلام الشخصيات، إذن تحطمت علي أرض الواقع، حتي بالمنفي عند ما حاولالسارد ومعه يوسف إنشاء جريدة، فاكتشف السارد أن صاحب الفكرة وممولها الأمير حامديقوم بأعمال مشبوهة، فهناك فشل في أرض الوطن وخارجالوطن كبريجيت التي فشلت فيزواجها من إفريقي بوطنها النمسا، وفشلت في الحصول علي عمل بالمنفي، مما جعل الروايةتركز كثيرا علي خيبات الشخصيات، وتحاول تقديمها في أوضاع الهزيمة والخيبة، ممايجعلها تؤمن بفشلها، وتغير قناعاتها وتتخلي عن بعض مبادئها، لتدخل إلي مسارات لاترضي بها، مثل السارد الذي أصبح يتقاضي أجرا بدون عمل. هذا الوضع دفع الشخصيات إليالسخرية من ذاتها ومن واقعها المتردي.

قديم 03-22-2013, 01:44 PM
المشاركة 952
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع عناصر القوة في رواية -19- الحب في المنفىبهاء طاهرمصر


- انعكس خطاب الفشل والخيبة علي أسلوب الرواية، فجعلها تندرج في سياق خطاب نقد الذاتوتحريضها، بالتركيز علي خيباتها وزوال أوهامها، وهو خطاب ميز الرواية العربية،خصوصا بعد هزيمة 67 التي عرت خطاب الأحلام وأعلنت بداية خطابالأزمة.

- والسخرية كأداة بلاغية، تندرج في هذاالنقد الجاد، يلجأ إليها بهاء طاهر لتقديم رؤياه للعالم العربي وأوضاعه في فترة منفتراته الحرجة (اجتياح إسرائيل للبنان) ونهاية حكم عبد الناصر وبداية حكم أنورالسادات بمصر، أمام هذه التحولات المتسارعة التي عرفها الوضع العربي لم يكن أمامالسارد والشخصيات من وسيلة إلا السخرية من ذواتهم ومن الواقع الذي انتهي إلي غير ماكانوا يريدون. بذلك كانت السخرية أداة بلاغية مؤسسة لرواية حب فيالمنفي.

- تتأسس السخرية في رواية حب في المنفي علي ثلاثركائز:ـ الأولي: السخرية من الذات ويقوم بهاالسارد، الثانية السخرية من الأنا العربية والواقع العربي، والثالثة سخرية الشخصياتمن بعضها البعض.

- السخرية من الذات: انعكست التحولات الكبريالتي عرفها الواقع الخاص والعام للسارد، وفشل الأحلام والشعارات وانكسارها علي أرضالواقع، علي السارد فأدخلته في قلق وجودي وتوتر دفعاه إلي السخرية من ذاته ومن قيمهومبادئه الخاصة من الذات، وتتأسس علي عنصرين وهما:

-عدم رضي السارد علي وضعه الجديد يدفعه إلي السخرية من ذاته والنقمةعليها.
- إحساس السارد وإيمانه بالعجز والفشل يدفعانهإلي السخرية من ذاته.
- السخرية من الوضع العربي: تدخلالسخرية من الوضع العربي في إطار نقد الذات العربية عموما بمبادئها وقيمهاومنجزاتها وخيباتها، وتنتج السخرية عبر نقطة التوتر بين ما كان يطمح إليه العربوبين ما آلوا إليه من خيبات وفشل علي العديد من المجالات (عسكريا، سياسيا،اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا)، مما يدفع السارد إلي النقد.
- تعمل السخرية هنا علي تجاوز ما يظهر في السطحإلي عمق الأشياء وتزيل الأقنعة وتعري الواقع، وتجعله يظهر علي الصورة الحقيقية التيهو عليها، منذ أن انجلت الأوهام وفشلت المشاريع الكبري سواء علي مستوي الوحدةالعربية وعلي مستوي الفكر الاشتراكي.

ـ السخرية من عادات المهنة بالمقارنة مع ما هي عليه في المنفي.
ـ السخرية من التلفزيون: التلفزيون عندنا جهازللتخلف العقلي.
ـ السخرية من الوضعالثقافي.
- سخرية الشخصيات من بعضها البعض: تتأسسانطلاقا من اشتغال الشخصيات علي التقاط المفارقات في كلام وأفعال وأفكار بعضهاالبعض، الأمر الذي يفضي إلي خلق موقف باعث علي السخرية، في إطار حوار سقراطي يتأسسعلي صراع الأوعاء.

- كما أن صراع الأوعاء،خصوصا بين السارد وإبراهيم، يدفعهما إلي السخرية من بعضها البعض.
- كما تعمل الشخصيات علي إزالة الأقنعة عن بعضهاالبعض وتأكيد أن ما تقوم به من أفعال ليس مجانيا، مثلا بريجيت تجاه الأعمالالإنسانية التي يقوم بها الطبيب مولر تقول بريجيت: مما في ذلك دموعك أنت أيهاالمنافق! أنت ولجنة أطبائك الدولية .

- وكذلك السارد مع الأمير حامد صاحب مشروع جريدةبالمنفي الذي أراد أن يختبئ وراءها ويغطي أفعاله الدنيئة .
- إن السخرية أداة بلاغية تكشف الوجه الحقيقيللواقع وتكون خارجية (من قبل شخص آخر) عكس الاعتراف الذي يكون ذاتيا وتلقائياوإراديا (داخلي) والذي بدوره يسير في تعرية الذات ونقدها.

قديم 03-23-2013, 10:49 AM
المشاركة 953
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....والان مع عناصر القوة في رواية -19- الحب في المنفىبهاء طاهرمصر

- تراوحتطريقة السرد في رواية حب في المنفي بين سرد إطار يقوم به السارد، واسترجاعات يقومبها السارد والشخصيات، تلك الاسترجاعات التي تظهر في بعض الأحيان علي شكل اعترافات،وهناك شهادات للشخصيات الأخري، الشخصيات الثانوية أو العابرة في الرواية. فالملمحالعام الموجه للسرد هو الاعتراف بالفشل والنقمة علي الذاتوالعالم.

أ ـ السرد الإطار يقوم به السارد (بطلالرواية هو الإطار العام للرواية والموجه لها والمحدد لمساراتها، وهو الخيط الناظمللأشكال السردية الأخري، إذ يركز علي الذات في حالة فشلهاوإحباطها.

ب ـ الاسترجاعات: يتعلق الأمر بطريقةسردية تقوم بها جل الشخصيات الرئيسية في الرواية، بما في ذلك السارد، ويؤدي دوراأساسيا وهو إضاءة الوضع الحالي للشخصيات، وضع الفشل والإحباط والتأكيد علي أن وراءما آلت إليه حكاية حدث ما.
- نميز بين دورين للاسترجاعات إما تكون بدافعمن السارد لإضاءة وضع ما أو علاقة ما، وإما بدافع من الشخصيات التي تحاول أن تفهمشيئا ما في حياة الشخصيات الأخري.

ج ـ البوح: هناكحضور قوي للبوح في الرواية، إذ تبوح الشخصيات لبعضها البعض بشكل واع، وبشكل تلقائي،لوجود أشياء تتقاسمها، ووجود حقل نفسي مشترك هو الذي يدفعها إلي البوح. والبوح هنابمثابة تداعيات حرة بلغة التحليل النفسي، لكنها تداعيات إرادية، تبوح الشخصياتبالمسكوت عنه وتبوح بكل شيء، تبوح بخيباتها وفشلها وإحباطها وعجزها.
- كان هذا النوع بمثابة علاج للشخصيات ووسيلةللتخفيف من حدة التجارب والأحداث وهذه الطريقة من صميم حياتنا العربية، فنحن عادةما نعالج عبر الحكي للآخرين وفي الرواية البوح علاج للشخصيات يزيل عنها عبئاًثقيلاً. ففي البوح راحة للشخصيات وتخلص من أعباء نفسية وكذلك في البوح تقليل منقيمة الشخصيات وأهميتها في أعين الآخرين، وفي ذلك جلد وتجريح للشخصية.
- الشهادات: تنفتح الرواية علي شهادات حقيقية لشخصيات حقيقية عن أحداث عرفها التاريخالمعاصر كشهادة بيدرو إيبانيزا الشيلي عن بعض الجرائم الحقيقية التي كانت ترتكب فيالشيلي إبان الحكم الديكتاتوري، وهو أحد ضحاياها، وشهادة الممرضة النرويجية عماعاينته من مجازر في صبرا وشاتيلا.إن في هذه الشهادات صيحة تفضح الجرائم التي تمتفي حق الإنسان.
- محكي اجتياح إسرائيل للبنان وذلك عبر ماتناقلته وكالة الأنباء وتراوح بين إظهار الحقيقة وإخفائها، وكذلك صور التلفزيون عنمجازر صبرا وشاتيلا.

- يمكن الحديث عن تنوع سردي كما وكيفا، بينالشهادات والسرد الإطار والاسترجاعات والبوح كل ذلك من أجل إعطاء صورة للذاتوالواقع قوامها الفشل والخيبة والعجز.

- هكذا تفاعل بها طاهر مع التحولات التي آل إليهاالعالم العربي من تصدع وخيبات وأزمات متواصلة ونهاية المشاريع الكبري، محاولا تشخيصهذا التصدع انطلاقا من السخرية من الذات ومن الواقع وتعريتها بأسلوب سردي قوامهالبوح والاعتراف بالعجز والفشل والإحباط. وبذلك التأمت آليات الكتابة مع الثيمةالأساسية في الرواية.

- رواية كاملة الأوصاف» ـ د. علي الراعي - الأهرام

- نموذج جديد للرواية الواقعية» ـ د. شكريعياد - الهلال

- رواية نسجهامؤلفها باقتدار كبير» ـ د. جابر عصفور - الحياة

- كأنى بهذا المبدع الكبير يريد أن يحفر فيوجدان قارئه ما حدث.. حتى لاينساه أبدا» ـ فاروق عبد القادر - روزاليوسف

- بهاء طاهر كاتب واضح مسيطرعلى مادته وأدواته. جديد في رؤيته ومتفرد في نوع أدائه

قديم 03-27-2013, 10:16 AM
المشاركة 954
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....والان مع عناصر القوة في رواية -19- الحب في المنفىبهاء طاهرمصر

- لعلّ من يقرأ أعماله يلاحظذلك التنوع في بيئات القصص وأجوائها من البيئات المحلية في الصعيد والريف المصريإلى بيئة القاهرة بطبقاتها وأجوائها الغنية، ثم هناك ما يمكن تسميته بالبيئةالعالمية والإنسانية، تلك التي جمع فيها شخصيات من ثقافات وبلدان مختلفة ووطّنهم فيدولة جديدة، هي الرواية أو القصة القصيرة، هذا واضح مثلاً في قصته (بالأمس حلمت بك) وقصته (أنا الملك جئت) وروايته الفريدة (الحب في المنفى).

- من يدقق في قصصهورواياته سيلاحظ أنه من أكثر الكتاب تميزاً في تقنية "الحوار"، حتى يغدو عندهعنصراً أساسياً لا تستغني القصة عنه. حوارات أشبه بالسيناريو حتى وهي موجزة، تنبضبالحياة وتسمح للشخصية بتقديم نفسها، وتمنح القارئ متعة خاصة في الاقتراب من أنفاسالشخصية ومن تدرج منطقها.

- رغم كل شيء يشدد في إبداعاته وكتاباته على دور الثقافة في فهم المجتمع وفيتحليله وفي صيانته، لأن الثقافة مرادفة للحرية وللوعي وللعطاء النبيل. ولا يمكنللثقافة أن تنهض ببعض ذلك دون أن يكون المثقف نفسه مستقلاً صلباً بعيداً عن الأشكالالمعروفة من شراء الذمم وفسادها.

- بهاءطاهر، مبدع ومثقف تنويري، بأوضح معاني التنوير، قاص وروائي مجدّد، مسرحي ومترجم،إذاعي عريق، كاتب مجيد في مقالاته ودراساته، ناقد مسرحي، وخبير بشوؤن السيناريووالدراما، يعرف الصعيد الذي يسكن روحه، ويعرف القاهرة ويعيشها، مثلما يمتلك خبرة فيمدن العالم، وفي ناسه، يعرف درس التاريخ ويراه مستمراً فينا، بمحتواه الأسطوريالقديم أو بوقائعه التي يمكن تجريدها في صورة تجارب وأفكار إنسانية متكررة.

- في سياق الإبداع السردي يسلك اسم بهاءطاهر في جيل الستينات، الجيل الذي رسخ الكتابة ونقلها إلى أحوال جديدة رؤيةوتشكيلاً.

- لبهاء طاهر صوته الخاص وتجربته المميزة بعيداً عن الفكرة الجماعية فيمبدأ التجييل.

- يمكنك أن تحدس بمبلغ عنايته بكل ما يكتبه، بحيث تجمع كتابته بينالأناقة التعبيرية والغنى الرؤيوي، ورغم وضوح حسمه لوظيفة الكتابة، فإنه أبدا لميقع في فخاخ الأيدلوجيا أو لغة الشعارات.

- الكتابة عنده تجربة مغايرة لكل ذلك، لهااشتراطاتها الصعبة جمالياً ورؤيوياً، وربما لهذا السبب لم يكن يستعجل النشر، بل إنمجموعته الأولى تأخرت في الصّدور حتى عام (1972)، كما أن ما نشره ليس إلا نسبةمحدودة مما كتب.

- إنه من أولئك المبدعين الذين يقدّسون الكلمة، ويتعاملون مع الكتابةبحرص واحترام وإجلال.. - ولعل القيمة العالية لإنتاجه المنشور خير شاهد على جرأةالحذف والاصطفاء والاختيار، بحيث لا يمرّر كلمة ولا جملة ولا قصة تمريراً عبثياً أويوردها أو ينشرها دون قناعة كاملة بأنها في مكانها الملائم وأنها تنهض بالوظيفةالإبداعية المأمولة.

- إنتاجه أقل عدداً وكماً من مجايليهومن الأجيال اللاحقة، لكن الإبداع يعترف بالنوع لا بالكّم، وكاتب صعب مع نفسه علىطريقة بهاء طاهر، ينحاز حتماً للنوع وللتميز، وليس لعدد الأعمال أو كثرة الظهور فيالصحافة ووسائل الإعلام.

- كل من كتبوا عنه شهدوا بنزاهته، وبتواريه عن الشهرة التيتلاحقه، لا يميل إلى الظهور في الصحافة ووسائل الإعلام.

- لكن أعماله تفرض نفسهابتميزها وخصوصيتها وسحرها الخاص.

- ينشغل بهاء طاهر بجوهر الكتابة وليس بما يحيط بهامن سلوكيات ومظاهر، ولذلك يمكن القول أن اسم بهاء طاهر من أسماء عصامية قليلة مردّشهرتها إلى الإبداع ولا شيء غيره.

- ورغم غيابه عن مصر والعالم العربي منذ منتصفالسبعينات وحتى منتصف التسعينات فقد عرفه القراء العرب وقدّروا تجربته، فاجتازالامتحان الصعب مما يدلّ بعمق على تميز هذه التجربة وفرادتها الخاصة، وصمودهاالذاتي دون دوافع أو عوامل مساندة مما يشيع في حياتنا الثقافيةالعربية.

- بعض ما ظهر تحت مسمى (القصة القصيرة) عندبهاء، أقرب لشكل الرواية القصيرة (النوفيلا) وخصوصاً قصص: بالأمس حلمت بك، أناالملك جئت، محاورة الجبل.. وهذا الشكل الفني يحتاج دراسة خاصة يمكن أن تعتمد علىأعمال بهاء طاهر، بما يسهم في بلورة شكل (النوفيلا) في الأدب العربي، واكتشافخصوصيتها ومنقطها السردي الذي لا يقف عند حدّ الاختلاف في الحجم أو في عدد الصفحات،بل يتعداه إلى اختلافات جوهرية في الخطاب السردي وفي المبنى الحكائي بما يجعل منهنوعاً متميزاً عن القصة القصيرة والرواية وغيرهما من أنواع سردية.

- يقول عنه محمود أمين العالِم كتابات بهاء طاهر من هذه الكتابات الهامسة التي تنسابإليك بهدوءٍ آسر بليغ تربت على مشاعرك في نعومة ورقة مهما بلغت حدتها الدراميةوعمقها الدلالي، إنه قصاصٌ شاعرٌ متصوّف تفيض شاعريته وصوفيته برؤيا إنسانية حادةتغريك برومانسيتها الظاهرة عما ورائها من حكمة وعقلانية وإحساس عميق بالمسؤوليةوالالتزام، هو عاشقٌ عظيم لمصر، باحثٌ دائب البحث عن أسرارها وأغوارها مهمومٌ بماتعانيه من أوجاعٍ وأشواق.

قديم 03-27-2013, 04:11 PM
المشاركة 955
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع عناصر القوة في رواية -20- مدارات الشرقنبيل سليمانسوريا

-تمثل رواية مدارات الشرق للكاتب نبيل سليمان محاولة لاستجلاء ورصدالعلاقات المجتمعية في الحياة السورية ومكنوناتها بصورة دقيقة وعميقة وهي بذلك ليسترواية تاريخية بالمعنى الضيق المتعارف عليه للتاريخ بقدر اهتمامها بتطور هذهالعلاقات خلال فترة تاريخية معينة تتصف بأنها الأكثر حساسية وتأثيراً.
-وفيهذه الرواية الرباعية وخاصة الجزء المعنون بالأشرعة يعيدنا نبيل سليمان إلىالبدايات الحقيقية لسقوط الإمبراطوريات وتكون الدول وتشكل القوى ليقول للقارئ بصوتهامس وغير مباشر أحيانا.. إن تلك البدايات أوصلتنا إلى هنا وهي مرحلة مفصلية فيحياة سورية حيث الحرب العالمية الأولى وتفتت الدولة العثمانية.

-حاولالكاتب في هذه الرواية الإحاطة بالوطن الجديد سورية من كل مفاصله وعبر تشكيلاتهالمدنية والبدوية والفلاحية ليضع يده على الآلام الدفينة والخفية لمجموعات عانتكثيراً من القسوة إضافة إلى المعاناة الجمعية في العلاقة مع النظام العثماني الذيكان شديد العدل بتوزيعه الجهل والحرمان والإفقار على الجميع غير مبال بالتبايناتالمذهبية.

-كما يتبين لقارئ أجزاء مدارات الشرق جميعها أن الكاتب نبيلسليمان يفتش عن وجوه انهيار العالم العربي وإخفاقه ويمارس الكتابة الروائية كشكل منالمساءلة والقلق والبحث عن المعرفة وكشهادة معرفية أخلاقية ترصد واقعا يغترب فيهالإنسان وتصفه بشكل ينفيه ويغير شكل النظر إليه.

-من حيث الأسلوب تتميزالرواية بالإمتاع والفائدة معاوالمهارة في تطوير الشخصيات فهي تبتعد عن الوعظ أوإلقاء الدروسوتفتح أعين القارئء على الواقع بطريقة فنية لتخبره كيف كانت الحياةوكيف تصرف البشر تاركة مساحة كبيرة من الحرية والمعرفة حتى يستعيد ما جرى ثم يحكمعليه مكتسباً مزيداً من الإدراك والوعي.

-إضافة إلى الجمالية اللغوية التيتوازت مع غنى المحتوى فقد استطاع نبيل سليمان أن يدمج الوثائقي بالتخيلي وأن يستشف العام من تفاصيل الوقائع والأحداث ليدخل بذلك مرحلة جديدة ضمن هاجسه الطموح بتطويرفن الرواية ولعل مدارات الشرق تتابع طريق الرواية العربية من حيث انها كتابةللتاريخ تفيض عن الأخيرة مذكرة بثلاثية نجيب محفوظ ومدن الملح لعبد الرحمن منيفوبروايات غالب طعمة فرمان.

-يشار إلى أن مدارات الشرق صدرت عن وزارة الثقافةفي أربعة أجزاء من القطع الكبير هي بنات نعش، والأشرعة، والتيجان، والشقائق للكاتبنبيل سليمان.

قديم 03-28-2013, 12:53 PM
المشاركة 956
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع.........والان مع عناصر القوة في رواية -20- مدارات الشرقنبيل سليمانسوريا

- هذه الرواية للمؤلف نبيل سليمان.. من خلال تصفحي السريع لصفحات هذهالرواية لمست أنها تتناول جوانب عصرية طازجة.. فالرواية منشورة لأول مرة عام 2005م.. فهي من أعمال الكاتب الأخيرة.. وقد ضمنها أفكاراً تعالج التعسف والقهرالإنساني.. وصولاً حتى إلى غوانتانامو..

-أعطى نبيل سليمان الرواية السورية أفقاً جديداً
يمثلنبيل سليمان منذ ثلاثة عقود تقريباً الصوت السوري الروائي الأكثر اجتهاداً وتنوعاً، وإن لم يمثل حالةثقافية خاصة تمارس النقد والنشر والكتابة الروائية والمداخلة الفكرية الضرورية، وإذا كان في هذهالممارسة أعطى الرواية السوريةأفقاً جديداً،

-فقد كان ذلك الجهد المتراكم الذي صوب أدوات الروائي، وأتاح له أن يكتب مدارات الشرقالتي قرأت التاريخ القريب بأدواتروائية، وأن يساجل التاريخ القائم في مساحات يومية ضيقة، هذاما جاء في ورقة د.فيصل دراج والتي تحت عنوان "التاريخ في صوره اليومية"

-وتناولت د.شهلا العجيلي "تجلياتالنسق الثقافي في نص سليمانالروائي" والتي أكدت خلال عرضها أنه نص متطور وتجربته فيالكتابةتجربة تصاعدية، يتحول النص فيها من الإيديولوجي، ليصير إلى الجمال-المعرفيالذي تسعى إليه نظرية الرواية.

-ويبدو هذا التحول جلياً فيانتقال سليمان من كتابة (المدارات) بأجزائها الأربعة إلى كتابة رواياته الأخيرة (في غيابها)، ودرج الليل–درجالنهار .. و( دلعون ) إذ يلحظ المتلقي انتقال الكتابة الروائية لدى نبيل سليمان من مرحلة استقطابالنص للمقولات النظرية إلى مرحلةكتابة.

-ليختم د.رضوان قضماني بخطاب نبيلسليمان الروائي "من الحكاية إلى تأويل الحكايةالسرد ولغة التشكيل الدلالي فيه "مشيراً إلى أنه منذصدورروايته ينداحالطوفان 1970 وحتى صدور روايته الأخيرة دلعون 2006 راحت بنية السرد الروائي عند سليمان تتعدد بين عمل وآخر منتقلة من الحكاية القائمة على أحادية صوت الراويإلى تجاوز الراوي إلى ساردين عدةسعياً إلى خلق تعددية الأصوات.

- في ختام الندوةالتكريمية تلت د.شهلا العجيلي رسالة الناقد سعيديقطين التي وجهها إلى الروائي المكرم عنوانها "نبيل سليمان شهريار التخييل العربي" جاء فيها : "لقدتبين لي من خلال اللقاء والقراءةوالاطلاع أن نبيل سليمان من معدن نادر من الرجال. وحسبه أنه ممن يؤلفُ ويألفُ. يملأ المجالس الثقافيةبهحة وحبوراً، وكيف والبسمة لا تفارق محياه حتى فيأحلك الظروف وأصعبها".

- خمسة وثلاثون عاماً (يرتكب) المبدعنبيل سليمان عشق الرواية أولاً، ليملأ غيابها بنشاطات أخرى، هي ثانوية أو إضافيةلكنها مميزة. وعلى مدار الخمسة والثلاثين إبداعاً تعلم من الراوية الكثير، لتصوغههي كما نعرفه: شجاعاً في وجه السلطان الاجتماعي والسياسي، يعرف كيف يحتال علىالرقيب وينتصر عليه، مختلفاً دائماً عن المعتاد، وأكثر من ذلك كما يقول تعلمت منهاًألاّ أركن إلى أسلوب بعينه أو نجاح بعينه، بل أن أغامر وأجرّب وأعتزل وأتأمل وأتلذذو.. وأقرأ وأكتب.

- يقول في (مدارات الشرق) وفي (أطيافالعرش) عدت إلى النصف الأول من القرن الماضي مخاطباً هذا اليوم وذلك الغد، كما عدتإلى اللحظة الأندلسية في رواية (في غيابها) مخاطباً ذلك الغد وهذا اليوم. وما أكثرما رمح الزمن من عشرات أو مئات أو آلاف السنين إلى حرب العراق أمس أو إلى حرب 1973أول أمس. إنه زمن يرمح، أجل، زمن يملؤني بالحرية، زمن حرّ حتى ليصح فيه القول: الزمان. على العكس من أسر المكان، ولعلفي هذا ما يميز فضاءات رواياتي عن الفضاءاتالأخرى.

- ويقول: ولعل لي أن أضيف أنني مجبول منأزمنة وأمكنة بلا عدّ ولا حصر، لذلك كان لرواياتي هذا الفضاء المتلاطم ـ الفضاءاتالمتلاطمة.

- الرواية بالنسبة لي هي الأولوالآخر والباطن والظاهر، هي الحياة والموت، وما عدا ذلك هو نشاط آخر، ثانوي أوإضافي، دون أن يعني ذلك التقليل من شأن النقد، سواء فيما أحاول منه أم بعامة.

- عندما أعدّ لرواية وأتهيّألكتابتها، أنسى ما عداها. وحين أشرع بالكتابة تستغرقني تماماً، ليس فقط عن كتابةالنقد، بل حتى عن أسرتي.

- في معظم رواياته تاريخ .. تاريخ معاصر , تاريخ قديم لمنطقتنا و بلادنا , و لكن هذا التاريخ لم يمارس سطوة كبيرة على عملية الكتابة لديه.

-يقول ... عدتمثل آخرين إلى النصف الأول من القرن العشرين في(مدرات الشرق) وفي (أطياف العرش) , و قد أعود إلى ذلك و إلى سواه من الماضي . ليست كل عودة إلى الماضي فراراً أو تقية . لقد كان الأمر بالنسبة لي كما هو بالنسبة لعبد الرحمن منيف في خماسيته أو لجمالالغيطاني في( الزيني بركات ) أو لسالم بن حميش في رواياته عن الحاكم بأمر الله وابن خلدون ..لقد كان الأمر حفراً في التاريخمن أجل أن نتبيّن حاضرنا و مستقبلنا , من أجل أن نتلمس جذور ما نحياه من هزائم و تخلّف. و الكتابة عن قضايا الراهن هيأيضاً فخّ لمن لا يتلمّس نبض التاريخ , فتأخذه الشعارية و يأخذهالعابر.

قديم 03-28-2013, 04:02 PM
المشاركة 957
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع.........والان مع عناصر القوة في رواية -20- مدارات الشرقنبيل سليمانسوريا
- لقد اكتفىصاحب «ثلج الصّيف» بالإشارة إلى الهزيمة، في كلمة الإهداء «إلى 5 حزيران عرفاناًبالجميل». ثم أتبعها بـ «هزائم مبكّرة» (1985)، التي تروي مسلسل الهزائم الذي لايغفل عن بطولات هنا وهناك ويقاربها روائياً «اقتراناً بهزائم على المستوى الشخصيالرّوحي.
»
-يتّضح التّنوع الثّقافي في شخصيّات رواياته، فمصدره التنقّلالمبكّر بين الأمكنة: إنه مولود في صافيتا سنة 1945، ودرس الأدب العربي في جامعةدمشق وتخرج سنة 1967. وكان يسافر مراهقاً مع والده ليعيش فترات بين عامودا البلدةالكردية في منطقة الجزيرة، ثم عاش في قرية شركسيّة في عين صاف، إلى أن انتقل إلىالدريكيش. وعن ذلك يقول: «هذا الخليط جبلني تعددياً، وانفتاحياً وحوارياً». هكذا هيعوالم رواياته المتعدّدة والجدليّة.

-وقد بات معروفاً أنّمشروع نبيل سليمان الأكبر هو روايته «مدارات الشّرق»، التي يقول عنها: «صرت أصدّقأنّ في حياة كلّ كاتب مشروع العمر الذي يُكتَب مرّة واحدة ولا يتكرر».

-جاءت هذهالرواية بعد عمله «قيس يبكي»، فشرع في كتابة كتلة من أكثر من ألف صفحة كانت نتاجاًلعمل 15 ساعة يوميّاً صيفاً وشتاءً، حتّى أنجز «الكتلة الأولى»، بعد ستّة شهور، ثمّتابع العمل حتّى بلغ 2400 صفحة.

-تهيمن على معظمأعماله الروائية وأبحاثه النقدية الدراسات المضمونية والسوسيولوجية، وتطغى عليهاالانطباعات الشّخصية، والأحكام الذّاتية، وتكتفي بتلخيص مضمون الرواية، في محاولةلتأكيد أحكام القيمة المستمدّة من العرض السّريع للمضمون.

-بنية النّص عند نبيل سليمان، بنية مفتوحة على الحقول الدلالية،والثقافية والأيديولوجية والاجتماعية. ومن هنا نزوعها إلى تجاوز الدراساتالسوسيولوجية التي تقف عند حدود المؤثرات، إلى التفاعل النّصي والتناص، وينفتح النصالأدبي على مستويات أعلى من الوعي والإدراك، ويتحوّل إلى «رؤية» للعالم، ذات دلالةاجتماعية، تنظّم فضاءه.

-ومع اعتبار المبدع واضعاً للصياغة الفنّية المناسبة للوعيالجماعي الذي يعتمل في ضمير مجتمعه، كما يقول ميشيل بوتور: «ليس الرّوائي هو الذييصنع الرّواية، بل الرّواية هي التي تصنع نفسها بنفسها».

-يعكس الروائي نبيل سليمان الواقع الاجتماعي في تماسكه وتناقضاته وظاهره، لا انعكاساً بسيطاً ومباشراً، بل تعبيراً عنالطّموحات التي ينزع إليها وعي الجماعة التي يتحدّث الأديب باسمها.

-تعالج رواياتنبيل سليمان، تاريخ سورية الحديث والمعاصر، منذ العهدالعثماني وحتى اليوم.

-لقد غطّى نبيل سليمان بإنتاجه الرّوائيقرابة ثلاثة أرباع القرن العشرين. وكان الطّابع العام لهذا الإنتاج هي التاريخية،والاجتماعية، معيداً الحق لأصحابه البسطاء العاديين الذين أهملهم التاريخ الرسمي،فجاء الفن الرّوائي ليصوّر بطولاتهم المنسيّة.

-في هذه الرواية وبحسب الكاتب نفسه، ثمةتجربة خاصة في بناء الزمان الممتد عبر 65 سنة، بُني على شكل موجات. وهذا المقترحالجمالي في «مدارات الشرق»، هو إضافتها الأهم من محاولتها تصوير ما كان عليه أمرالنفط في الثلاثينيات في سورية والعراق، وما وصل إليه مع بدء الانقلابات العسكريةعام 1948.

-أمّا مشروعه كناشر، فتجلّى في «دارالحوار» التي أسسها سنة 1982، وانصرف إليها انصرافاً كاملاً بدل عمله في التدريس. يقول عنها منذر المصري: «أرادَ أن يخرج من حالة الهزائم المبكرة التي بدأ بها حياتهوجعلها عنوان إحدى رواياته، إلى حالة الانتصارات المتأخرة، ويكون صاحب مشروع ثقافي متكامل».

قديم 03-29-2013, 05:29 PM
المشاركة 958
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع.........والان مع عناصر القوة في رواية -20- مدارات الشرقنبيل سليمانسوريا

- رواية «مدارات الشرق» استوعبت فيثناياها الكثير من الأحداث التاريخية وصاغتها صياغة روائية ـ تمثيلاً وتخييلاً ـعبرت بالأزمنة والأمكنة الحدود الروائية التقليدية في إطارها العام، وتعاطفت معالشّخصيات التي عانت ما عانت، من جراء خذلان أصحاب الزّعامات لها وهي تبحث عنممكنات عيشها الرّغيد على حساب الطبقات المسحوقة، في نمط خفي من الصّراع الطّبقيالمهيمن على ذهنيّة مجتمع تشكّلت نسقيته على هذاالأساس.
-تجاوزت الرواية في هذا السياق السمات السردية التقليديةالجاهزة، لتخلق لها سمات مبتكرة تفرضها الطبيعة الملحمية للحدث الروائي، وصياغةحوارات ذات وظائف انفعالية وتفسيرية وإشارية، لتؤسس عبرها لغة روائية خاصة يندمجفيها المديني بالرّعوي والشرقي بالغربي، مع ما فيها من صدامات ومشاحنات وتنافر تصلحد الإذلال المتعمّد والمهين لكرامة الإنسان واستحقاقات وجوده الطبيعي في الحياةعبر كشف أساليب تعذيبية وحشية.
-فالرواية على وفق هذه الجدلية زاخرة بالمقابلاتالضدّية مادياً ومعنوياً: الحياة والموت/الاتصال والانفصال/الثورة والرضوخ/السلطةوالاستعباد/المقاومة والعجز، حيث التضاد شكل من أشكال الصراع الملحميالعنيف.
-فوضع الحدود الفاصلة للمفاهيم واجتراحها، هي النقطة الأهموالأشمل، خاصة إذا تعلق الأمر بالآخر، ذلك أن هذا الآخر لا يبقى على وتيرة واحدةوشكل واحد ورؤية واحدة وحساسية واحدة بمرور الزّمن، كما هو الحال في «مداراتالشرق».
-وبفعل الروح الوطنية التي يحملها، فإنه يتحطم إنسانياًبفعل الضربات الموجعة التي تلحق بروحه وجسده وحلمه هزيمة ساحقة، هذه الهزيمة التيتترك أثرها في علاقته بنجوم، ومن ثم يبرز الهروب بوصفه بديلاً أو وسيلة للتخلّص منعقدة الذنب التي يحسّها، هذه العقدة التي نشأت لديه بعد أن ترك شمّا تُذبح أمامعينيه وهو ساكن وعاجز لا يتحرّك ولا يتمكّن من فعل شيء. هنا تتحول الشخصية التيعرفناها في بداية الرواية ـ مرحة، ثورية، فاعلة ومتفاعلة مع الآخرين، محبّة ـ إلىشخصية أخرى محطّمة، منسحقة، فيثور، وتبرز هذه الثورة في نقمته على نفسه، والتمرّدعليها، إذ ينشأ الصراع داخليا وذاتياً أكثر مما هو خارجي، وبفعل الضّغوط والمواجهةالحادّة مع النّفس تتشكّل رؤيته الخاصة لذاته ولشخصه ككيان يحمل في داخله آثارالدّمار والعجز ومحاولة إفناء الآخرين من غيرتعمّد.
-من خلال شخصية عمر التكلي نقف على نشأةالبرجوازية الحديثة في الشرق العربي، واهتمامها بمصالحها الشخصية، وتحيّنها الفرصةللصعود، فهي شخصية نرجسية، تعيش في عالم آخر أكثر ثراء من العالم الذي تركته خلفها،فهاهو عمر مزهواً بذاته، متملّقاً حتى في أبسط الأمور، انتهازياً بكل معنى الكلمة،ونرجسيته هذه تجعله ينظر إلى نفسه بمنظار آخر إذ يحتفي بذاته ويتمركز حولها تمركزاًشديداً.
-كذلك شخصية فيّاض العقدة الذي أحب نجوم الصوان، ورغبالزواج منها، وبعد أن خطبها وحدث احتلال مرجمين، أُصيب فياض وتشردت نجوم بعد أنقُتِل أبوها وماتت أمها، تلتقي بعزيز فيأخذها إلى العم حاتم أبو راسين ويغيب عنها،تتزوج نجوم من العم حاتم، في أثناء ذلك يستطيع فياض الهرب من المستشفى والبحث عنها،يلتقيها هناك في بيت العم حاتم بعد أن يكون قد استشهد وتركهاأرملة.
-يتحوّل فياض إلى شخصية انتهازية وجشعة، نرجسية، يتنكّرلأصدقاء الأمس بغرور، يحاول السيطرة على الآخرين، محاولاً الاستحواذ على كل مايمكنه الاستحواذ عليه في سبيل الإعلاء من شأن وجوده الشخصاني، وكأنه يعاني من «مركبالنقص» ذلك أن إحساسه بفقدان الكثير مما كان يأمل الحصول عليه قبل الاحتلال، نمّىلديه شعوراً قويا بالعقدة - لاحظ التسمية المقصودة في اسمه - وهذه العقدة تدفعه إلىالتعامل مع الآخرين بقوة مزعومة، فيتعامل مع الفرنسيين ويضطر الثوار إلىقتله.
-أما شخصية فؤاد، فهو مثقف أولاً، عاش في الغرب مدة منالزمن، تنتمي عمته إلى إحدى الدول الغربية التي عاشت فيها وتزوجت هناك من المستربيجيت، ينتمي إلى أسرة عريقة فأبوه الباشا شكيم أحد باشاوات سورية، له صلةبالإنكليز، عاش حياة مترفة، متنقّلاً بين الشرق والغرب. يتجاذبه طرفان، الغرب منجهة، والشرق من جهة أخرى، ومع هذا الانتماء فإنه لا يحس بانتمائه لأي جهة منهما، بلينتمي إلى وطنه ويسمّي عشيقاته بسورية. ويتجلى أنموذج الأنا من خلال عنصر الشخصية،حيث تتمادى في أنويتها على حساب الذوات المجاورة مما يكسبها حسّاً فاعلاً بوجوبحصولها على استحقاقات إضافية ليست لها فيالأصل.
إشكاليةالأنا/الآخر:
-تغدو الأنا في علاقتها بالآخر المحورالمهم في توجيه الصراع الدائر ووضعه على طاولة المفاوضات الثنائية التي لا تجدمفراً سوى الرضوخ لهذه الثنائية وبالتالي التماهي بين الاثنين، وإن كانت النتيجةتحسم دوماً في صالح الجانب الآخر بوصفه الحلقة المسيطرة في عمليات الصراعودينامياته.
- فشعور العربي بتفوق الغرب عليه، في كافةالمجالات خلق لديه هاجساً مريراً، فنشأ الصراع بين «الأنا والغرب» مع الأخذ بعينالاعتبار عدم تساوي كفتي الصراع. فصورة الآخر المتفوق والمهيمن والمركزي والمتسلطوالصانع للحضارة دوماً، تجعل العربي يظهر بمظهر المهزوم، المضطرب والضعيف ويندرجضمن هذا المحور عدة أقانيم تحدد شكل العلاقةوتفسّرها.
الآخر/الإنساني،وفيه:
- أن الأهم هو الخصائص النوعية، فمع أن تركيزسليمان غالب على الرواية إبداعا ونقداً، إلا أن أعماله النقدية تنوعت، فبالإضافةإلى النقد الروائي هناك اهتمام واضح بالأيديولوجيا والثقافة عامة والماركسيةوالتراث العربي.
- نبيل سليمان لا يتورع من تجريب كل أشكال الكتابةالروائية من حيث الطول، فلديه القصيرة (جرماتي)، والخماسية التي تتجاوز الألفي صفحة (مدارات الشرق)، ومن حيث التوجه الفني بين الواقعية والسيرة الذاتية وتيار الوعيوالحلمية.
- تفيض الرواية بقلق إزاء الأحداث السياسية المحيطة، وفيطليعتها الحرب المتوقعة في العراق حين كتبت الرواية.‏

قديم 03-31-2013, 09:30 AM
المشاركة 959
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان مع عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباء هاني الراهب سوريا

- الوباء - رواية الروائي المتميزهاني الراهب واحدة من أفضل الروايات في تاريخ الأدب العربي.

-رواية الوباء: اختارها اتحاد الكتاب العرب كواحدة من الروايات المائة الأوائل في تاريخ الأدب العربي.

-في روايةالوباء .. فتبدأ الحكاية هناك فيالشير في تلك الفسحةالمربعة بين كتلتين من الجبال. تنتهي آجال... وتولد أجيال، ومابين الولادة والموت فسحةالحياة التي تتلون بألوان يضفيها عليها المناخ والمسرح والأفاق.

- ضمن هذه الأجواء يتنقل هاني الراهب متابعاً دورة الزمان لهذه العائلة السنديانية الآتية من ذلك المكان الممتد بينمرابع الصحراء إلى بلاد الشام وزمان ينحدر من السفر برلك إلى يوم حاضر.

- يتتابع الأشخاص يتغيرون بتغير أماكنهم وأزمانهم يموتأشخاص ويولد غيرهم ويبقىوجه الحياة وحسها الآتي من معانيها قابعاً في كل حياته...

- وتبقى حسرة في قلب خولة "كمايهدرمن عمر الإنسان فيهذا النمط من الحياة؟ كل هذه الأعوام سبعة وأربعون... ولمتتعلم أن الزهرة تظل أجملإذا لم تقطف... ولكن ماذا لو أنها تحت الحرية واكتملت؟ لوهذا الهدر لم يكن... لكانبوسعها أن تخيط ألف فستان زيادة... وتحب ألف شيء آخر... وتشعربألف فرح آخر..."

- وتبقى ماذا لو؛لغز السعادة الآفلة... في رواية الوباء آتية من ثنايا حكاية الحياة.

قديم 04-01-2013, 09:30 AM
المشاركة 960
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع... عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباء هاني الراهب سوريا


- هاني الراهب روائي عربي سوري منأصحاب الكلمة الممنوعة والمقموعة والمغيبة.

- اقتحم بوابة الرواية بثقة وجواز مرورواحتلت نصوصه موقعاً واضحاً في الأدب القصصي والروائي السوري والعربي المعاصر.

- وقدنحى منحى جديداً في الكتابة الروائية واستفاد كثيراً من مطالعاته وقراءاته فيالآداب والثقافات العالمية المختلفة ووظف كثيراً مما اكتسبه في آثارهوأعماله.

- عاش هاني الراهب في زمنالانقلابات والعواصف والصراعات الفكرية التي اعقبت نكسة حزيران ، ومات في الرمالالتي غطت أرض الوطن العربي بعد عاصفة الصحراء والهزيمة الكبرى في العراق ، تاركاًومخلفاً وراءه الصدق والوهج وألم الفقدان ووجع الغربة والأسئلة عن الذات والحالةالعربية الراهنة.

- صدرت له عدة ترجماتلاعمال نقدية عالمية ولرواية "غبار" لياعيل ديان وألف كتاباً عن الشخصية الصهيونيةفي الرواية الانجليزية ، وله في القصة القصيرة "المدينة الفاضلة" وفي الرواية "المهزومون، شرخ في تاريخ طويل، ألف ليلة وليلتان، الوباء، التلال ، المستنقعات " وغيرها.

- ويعبر هاني الراهب عن حالة وبؤسالواقع العربي المأزوم والمهزوم على لسان "أسيان" بطل قصته "المعجزة" فيقول: "انحياتنا اليومية مطبوعة بطابع النذالة والتفاهة والغيظ والمماحكة، وعلينا أن نتخلصمن هذا الطابع لتصبح الحياة ممكنة .

- أعرف انني أعمق نذالة من الجميع وأكثرها تفاهةوغيظاً وإني فارقت من الخطايا ما يبتلعكم كلكم، لكني من جانب آخر معذور لأني أردتأن أعرف حقيقة الإنسان، اننا جميعاً خطاة ولكننا لن نضيع وقتنا في المحاكمات واصدارعقوبات الاعدام فالشر بذلك يبقى شراً".

- ويحاول هاني الراهب في نصوصه رسم ونقل هموم وعذابات أبناءجيله ووصف حالة الانهزام والسقوط والتكيف في ظل الهزيمة .

- نجده في قصة "الخامسالدائم من حزيران " يحكي عن مجموعة من الشباب المرح الذي يستسلم للهو والرقص للهروبمن الواقع ونسيان ما يقلق البال وتنتهي حفلة الرقص بحادثة تقضي على الفرح الكاذبعندما تظهر لاجئة فلسطينية طالبة الخبز لأطفالها الجياع.

- وفي رواية "الوباء" يطرح هاني الراهب أسئلة هامة وكثيرة لميجد لها جواباً في الواقع الحياتي عن الديمقراطية والحرية، وموقع المثقف فيالمجتمع المدني ودوره في عالم تنقرض فيه الثقافة ويقتل الوعيالنقدي.

- أما في رواية "المهزومون" فيرويويسرد حكاية المهزومين الذين يثرثرون في المقاهي ويصنعون الفراغ من الحلمالوجودي.

- وشخصيات هاني الراهب ملتبسة وقلقةومضطربة تعاني القمع والاغتراب والتهميش وغير قادرة على مواجهة السلطة السياسية،التي تغتال الإبداع وتصادر حرية الكلمة.

- أخيراً يمكن القول أن قصص وروايات هاني الراهب فيها الكثيرمن التفاصيل الزائدة والرموز السياسية ، وتستوعب الواقع اليومي الممل ، وذات أبعادسياسية وفكرية عميقة.

- وهي تصور التكوين والتشكيل الطبقي والسياسي في المجتمع العربيالبطريركي ، وتغلب على أرجائها مسحة الحزن واليأس .

- وتحكي القهر والألم والتفجعلكاتب عربي أصيل أصيب بالخيبة وفقدان الأمل، وعايش الإخفاقاتوالانتكاسات والهزائم،ومات في رحاب المهزومين.

- في رواية الوباء يطرح هاني الراهبأسئلة هامة وكثيرة لم يجد لها جواباً في الواقع الحياتي عن الديمقراطية والحرية،وموقع المثقف في المجتمع المدني ودوره في عالم تنقرض فيه الثقافة ويقتل الوعيالنقدي.

- وتبحث الرواية بجرأة في تاريخ الحركة السرية للمناضلين من أجل الديمقراطيةوبداية نشاطهم وتشكل الوعي الثوري لديهم، وبنفس الوقت ترصد حركه العسكر الذيناغتصبوا السلطه وطموحاتهم وسيطرتهم على البلد وبمعنى آخر نشوء البرجوازيةالبيروقراطية والطفيلية التي لا تملك شيئاً.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 100 ( الأعضاء 0 والزوار 100)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 06:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.