قديم 12-31-2012, 04:28 PM
المشاركة 881
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الفوز بجائزة نوبل للادب على الرابط ادناه:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9967



==========

* لحين انجاز التحليل للبيانات الاحصائية ما يزال المجال مفتوح لاي معلومة حول سيرة حياة الكتاب.

قديم 01-09-2013, 02:47 PM
المشاركة 882
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في ظل الاهتمام الاستثنائي في هذا المنبر تعالوا نسير خطوة اخرى ونتعمق في هذه النصوص الرائعة؟؟؟!!!
سر الروعة في أفضل 100 رواية عربية :
طبعا يظل حجم المآسي التي يكتوي بنارها المبدع هو الذي يؤثر في كيمياء الدماغ وبالتالي جعل الدماغ يعمل بقوة وطاقة تمكنه من توليد نصوص عظيمة. ( انظر الدراسات التي تشير ان العلاقة بين اليتم والابداع في أعلى حالاته، يتعدى عامل الصدفة هنا في منبر الدراسات).

ويبدو أن أهم سر من أسرار عظمة الأعمال الإبداعية هو مستوى الطاقة البوزيترونية المشمولة في العمل الإبداعي.
فكلما كان مستوى الطاقة البوزيترونية في الدماغ عالي كلما كان الدماغ قادر على توليد نصوص عبقرية.
هذه الطاقة وهذه القدرة نلمسها نحن كمتلقين على شكل نصوص بارعة، مذهلة ومزلزلة، في تركيبتها وأثرها... ولا شك أن لبراعة النصوص مواصفات تميزها عن غيرها، من عدة جوانب منها مثلا الموضوع المطروق، وآلية السرد في الأعمال الإبداعية الأدبية طبعا،و الأسلوب واللغة، وما إلى ذلك من العناصر.
فيما يلي سأحاول سرد ملخص لما قاله النقاد عن سر الروعة في أفضل 100 رواية عربية من حيث عناصر الجمال في هذه النصوص، والتي جعلها تصنف واحدة من أفضل 100 رواية عربية.
طبعا لا شك أن استيعاب عناصر الجمال في هذه النصوص وفهمها، وبحيث تصبح جزء من وعي المبدع ولا وعيه، ثم الحرص على تضمينها واستخدامها في النصوص الإبداعية... لا بد انه سيجعل منها نصوص فذة، بارعة، لان الادب تقليد وتقليد التقليد.
ومن دون شك سيكون للأيتام والأشخاص الذين فجرت المآسي في أدمغتهم براكين الطاقة البوزيترونية حظا أوفر في الاستفادة من هذه الخواص والمميزات والمواصفات :

تابعونا هنا في محولتنا لرصد عناصر الجمال في أروع 100 رواية عربية
تعالوا وهاتوا ما في جعبتكم من معلومات حول هذه النصوص البارعة لتعم الفائدة.

يتيع ...سر الروعة في ثلاثية نجيب محفوظ؟

قديم 01-10-2013, 01:21 PM
المشاركة 883
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الروعة في ثلاثية نجيب محفوظ؟

- لا يكتب عن شخصية لا يعرفها تماما.
- يستخدم الأسلوب الساخر.
- كان يعمد إلى لغة ملائمة للحدث.
- في لغته الأسلوب الشعري المكثف المفعم بالصور.
- ينتمي إلى المدرسة الواقعية.
- يستخدم تيار الشعور والمنولوج الداخلي.
- استخدم أسلوب الحذف في النص أي انه لا يذكر معلومات يفترض وجودها في تلك الفترة الي ألحكي عنها.
- كان يكتب على اعتبار أن الأدب ثورة على الواقع وليس تصوريا له.
- يقدم نقد للمجتمع من خلال المقارنة بين شخصيتين عكسيتين.
- يلجأ إلى استخدام الراوي العليم.
- سرديته شعرية.
- يسجل حقائق ملموسة في الواقع العربي.
- يقوم بعملية استبطان لدخائل شخصوه والإغراق في وصف خواطرها النفسية.
- ينتقد المجتمع الشرقي المتحفظ حد الإفراط.
- يعالج تناقضات الحياة اليومية والصراعات السياسية.
- يصور الصراع بين تقاليد المجتمع والحرية.
- يكتب بتركيز وتكثيف.
- رواياته كأنها منتزعه من صميم التأريخ فهي حية في وجدان المجتمع وضميره.
- شخصياته تتحرك في نبض الشارع والمجتمع فيتعرف القارئ على سلوكها وانفعاليها وينفعل إزاءها.
- المشاعر والأحاسيس عند مرتبطة بمكان معين دائما.
- يسبر محفوظ أغوار الواقع ويساير حركة المجتمع المصري في رؤية مدركة لتطور الحياة المصرية.
- وصفت أعماله تحول المجتمع المصري من التقليد إلى التجديد فظهر أكثر من تضاد وأكثر من مقارنة وأكثر من صراع على أصعدة مختلفة سواء كان بين الرجل والمرأة أو بين الدين والدنيا أو بين الجشع الإقطاعي ومسكنة الغلابا.
- القضايا التي تتناولها قصص وروايات محفوظ قضايا مصرية، إلا أن معالجته لها، كانت معالجة إنسانية عميقة.
- كان نجيب محفوظ دارسا للفلسفة وكاتبا فيها في مستهل حياته الثقافية، وظل أثر هذا الاهتمام المبكر واضحا في أعماله الأدبية من بعد.
- كان له موقف عام من المشكلات الاجتماعية والإنسانية عامة؛ وبهذا الموقف المزدوج ـ الفلسفي الأدبي ـ استطاع محفوظ أن يجعل من الأدب المحلي أدبا عالميا.
- نزع نجيب محفوظ نحو التوفيق بين المطلق (الفلسفي) والقيم الاجتماعية.
- كان نجيب محفوظ ومنذ بداية حياته، مهموما بمشكلتين في وقت واحد، هما المشكلة الاجتماعية والمشكلة الميتافيزيقية.
- دراسة أدب نجيب محفوظ في مجمله، الذي بلغ 49 عملا حتى الآن، تكشف عن موقف فلسفي عبّر عنه هذا الأديب في شكل أدبي.

اذا ربما ان ابرز ما جعل ادب نجيب محفوظ رائع هو دون حصر : واقعيته، واستخدامه للاسلوب الساخر، وتوظيفيه للنقائض والتضاد وربما الاهم صبره على خلق شخصيات تكاد تكون حية وقريبة من الناس، ولا شك انه تمكن من توظيف الفلسفة في اغناء نصوصه.

يتبع،،،

سر الروعة في رائعة جبرا ابراهيم جبرا ...البحث عن وليد مسعود؟

قديم 01-11-2013, 02:43 PM
المشاركة 884
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الروعة في رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا؟

- شكل جبرا في روايته صورة عجيبة لشخصية وليد مسعود متطرقا لأسرار حياته العاطفية وطفولته في فلسطين ومواقفه الدينية والسياسية.
- تعددت الزوايا بعدد أشخاص الرواية فكان وليد مسعود تركيبة من جميع عناصر الإنسان العربي الذي يعيش حياته الخاصة متقاطعا مع تفاصيل عصره.
- حملت الرواية سمات للحداثة الروائية في العالم العربي.
- الرواية في تنسيقها فريدة من نوعها إلى اليوم وتعد نقطة التقاء بين خصوصيات الكتابة العربية والرواية العالمية.
تختزل الرواية مسيرة جبرا إبراهيم جبرا الروائية.
- الرواية متشبعة، معقدة، بارعة التركيب هندسيا وزمانيا.
- تمكن جبرا إبراهيم جبرا من خلق عدد كبير من الشخصيات التي يجد القارئ أنها تفرض نفسها على ذهنه فيعايشها من الداخل ولا يستطيع نسيانها.
- تمكن في روايته من تصوير مأساة شعبه بعمق.
- يقدم جبرا إبراهيم جبرا من خلال هذا العمل وليد مسعود الفلسطيني الجنسية المثقف المثقل بالأسئلة الفلسفية والذي حقق نجاحات اجتماعية و مادية لم تكن كافية لإخماد نار السؤال الأكبر : سؤال الوطن.
- اتسم أدبه بقدر منالكوزموبوليتية.
- يمتلئ عالمه بالإحالات والصور المحلية.
- كأنه يكتب سيرة حياته. فلا شك في أن لطفولته وصباه في بيت لحم والقدس أثراًحاسماً في ادبه.
- في إنتاجه الشعري والسردي، نجد ذلك التشبّث بمتعلقات المكان الفلسطيني. وهوما تلخّصه جملة وضعها في مطلع أعماله الشعرية: «فلتكن هذه فروع زيتونة أخرى في جبلالزيتون، زرع بذرتها في زمن مضى/ فتى كان كثير الرؤى ولم يملك في حياته سوى الحبوالكلمات.
- البحث عن وليد مسعود اسبه بحالة البحث عنالتوازن، ذلك النوع من التوازن الذي يخلخل المشي، ومن ثم الارتباك فالسقوط، ثمالبحث عن توازن مرة أخرى.
- يمثل وليد مسعود حالة «جبراوية» نموذجية راقبناها في جلّ أعمالصاحب «يوميات سراب عفان». وغالباً ما استندت هذه الحالة إلى مطارحة مفهوم الاغترابمن كلّ مكان وفي كل موضع، وهي حالة تقترحها سرديات جبرا، منطلقةً من التجربةالجمعية أولاً إلى الفردية ثانياً، على عكس من الاغتراب كما كتبه فرانز فانون في «بشرة سوداء، أقنعة بيضاء».
- جبرا الفلسطيني التلحمي المولد، الذي غادر بلاده بعدالنكبة، ثم استقرّ في بغداد، ينطلق من وجود القضية في حياة الفلسطيني كمحرّك أساسيللأحداث.
- هو لا يستخدم الكليشيهات، ولا نلمح في أعماله عين الحنين المتهافتة، ولاهو بكاتب للتاريخ الفلسطيني.
- وجد جبرا الفلسطيني نفسه خارج المكان، على رأي إدوارسعيد، فحياته كلها خارجية الهوى، وخارج التجربة الجمعية الأصيلة. ليكون الاغترابعلى مستويين فردي (النفي عن المكان تعطيل لترعرع الفرد في حاضنته الجغرافيةوبالتالي الثقافية) وجمعي (تعطيل بلوغ الثقافة المحلية وصيرورتها). وما كان يفعلهجبرا روائياً وشاعراً وتشكيلياً هو التعامل مع هذين المستويين ومقاومة ذلكالتعطيل.
- ايضا اكتسبت رواياته طابعاً إنسانياً مثلما هي حال الأعمال العظيمة. فقد وضع شخوصهفي مآزق إنسانية وأخلاقية وفلسفية كما في «السفينة» و«الغرف الأخرى».
-
- بنية حركة العمل هي من الانكسار الجمعي إلى الفردي، إلى المقاومة الجمعية مرةأخرى، لكن المهم هنا أنها مقاومة تحدث داخل الذات.
- لقد كان جبرا مثقفاً شاملاً بحق.
- حياة جبرا لم تخل من الفجائع الشخصية، إحداها موت شقيقته الذي ترك في نفسهأثراً بالغاً. حتى إنه اعتبر أن المأساة هي سبب الفن، بل كلأسبابه....فعبقريته اذا ناتجه عن تجربته مع صدمة الموت في سن مبكرة ولو ان الموت كان لاخته كما حصل مع نزار قباتي.
- السيرة الذاتية لجبرا تعدّ إضاءة (بانورامية) تضيء الذاتالمبدعة من الداخل والخارج على السواء، لأن الأديب يقف على أحداث متعددة، ووجوهمتنوّعة، وعلى تجارب ومعاناة وثقافات أسّست العلاقة معه، أو أثّرت في مكوّناتهالمعرفية، فاستمدّ منها نسع الإبداع، وعبّر عنها بالكلمة الموحية، والعبارة الدالّةالتي سجّلها بقلمه الخصب، على دفاتره الخاصة، التي وصلت إلينا، لنطالع فيها وجهيهاللذين يبدوان ـ في النهاية ـ ناصعين، على الرغم مما هبّ عليهما من نسائموعواصف.‏
- أدبه انعكاس لحياته التي وصفها البعض على انه عاش حياةً مبعثرة.‏
- أن قليلاً من الكتاب من يفردلطفولته كتاباً خاصاً، بل إن معظمهم يميلون إلى تجنّب ذلك أو إهماله.. وقد جرت عادتهمإذا ركّزوا على أحداث طفولتهم أن ينظروا إليها بعين النضج الذي أدركوه مع تقدّمالسن..".(3). ولم يكن "جبرا" كذلك، وإنما ترك طفولته تأخذ مجراها، وغالباً ما نظرإليها بعيني طفلٍ، وتعامل معها بعقلية البراءة..‏
- لقد هيأ لنا "جبرا" بأسلوب الأديب أن نستشفّ من سيرته الآثار التي تركت بصماتها على فنّه وفكره، فسفحأمام أعيننا صور الأحلام التي دارت في مخيّلته، وفي هذا مصدرٌ هام يلقي مزيداً منالضوء على سيرته الأدبية، ونتاجه الفكري، واهتماماته المتعدّدةالمتنوعة.‏
- جبرا عمد إلى الإيحاء والترميز، في سيرته نظراًلما للبئر من موقع حسّاس في النفس، ينمّ عن معايير معيّنة في اختياره لتركيب وصفي،جمالي ودلالي معاً، يوحي بالانخفاض والعوز والعمق والسجن والرطوبة والدونيةوالتحتية والرهبة، وقد كان يؤكّد على هذه الدلالة كلما استعاد في طفولته شيئاً منخوفٍ أو حزنٍ، فحين هزَّ زلزالٌ فلسطين، وصفه الأديب الكبير بعيّني طفلٍ صغيرٍ، فيرواية "البحث عن وليد مسعود" حيث قال " شهدت الزلزال وأنا طفل في السادسة، لقد خضّ الأرض كمالو خضّتها ريح غريبة رهيبة، كنت جالساً على الأرض مع غيري من الأطفال في المدرسةالصغيرة، فحسبت الريح الهادرة هزّت البنيان القديم هزّاً عنيفاً، ولمّا انطلقالصبية مذعورين إلى الخارج، انطلقت معهم، ورأيت الحجارة تتساقط كتلاً من أعلىالمبنى العتيق المقابل، وتتكوّم أمام عيني في ركام أبيض مريع، واتجهتْ أبصارنا منالخرابة التي نحن فيها نحو كنيسة المهد نستنجد الله لإنقاذنا.
-

قديم 01-12-2013, 03:36 PM
المشاركة 885
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...سر روعة رواية " البحث عن وليد مسعود":

- اغنى ادبه بتجاربه الضخصية من طفولته على وجه الخصوص فه كان يدرك أن الأصول الحقيقية للأشياء تعود إلىالتجارب الأولى من حياة المرء"، (9). وأكّد على ذلك مراراً مركّزاًعلى لفظ "البئر" ومدلولها: "طفولتي ما زالت هي ينبوعي الأغزر. إنها البئر والعينالتي تمدّني بالكثير من النسغ لما يتنامى في ذهني من بنت الخيال، وأرجو أنها ستستمرفي منع الجفاف والعطش".
- رأى في (البئر) ما يرمز إلى حياة الناسالواقعية، والدينية: أما الواقعية فهي مستمدّة من حياة الناس في عشرينيات القرنالماضي.
- تتحقق أطروحة جبرا ابراهيم جبرا القائلة ان «كل رواية عظيمة يجب ان تعمل علىمستويين: واقعي واسطوري, وان مدى نجاح الكاتب يمكن قياسه بمدى قدرته على دمجالمستويين معا بصورة مقنعة» في مجمل ابداعه الروائي الذي يتسم بعمله على هذينالمستويين, معا, وبقدرة جبرا نفسه على دمجهما معا في عالم تخييلي تتداخل فيهالحدود, وتكاد تمحي أحيانا, بين ما هو واقعي وما هو أسطوري.
- تعد شخصية بطلروايته «البحث عن وليد مسعود»(1) اكثر تجليات هذا التداخل بين المستويين في تجربتهالروائية بعامة, إذ ما أن تجد هذه الشخصية نفسها مغلولة الى عالمي الواقع, حتى تبديانزياحا عنه, يحاول الروائي, عبره ومن خلاله, صياغة عالم أسطوري يتناسل داخلالرواية بوصفه معارضة للعالم الاول وليس الغاء له, يجد المتلقي نفسه في مواجهةشخصية روائية فائرة بشبكة تكاد تكون لا متناهية من المجازات والرموزوالدلالات.
- وهذا الانتقال من الانساني الى الاسطوري يتبدىعلى نحو أشد وضوحا في تلك الطاقة الجسدية الخارقة التي كانت لوليد أيضا, او في «عزيمة الكبش» التي جعلت مريم الصفار «منجذبة» اليه, بل «مهووسة به» لانه كثيرا ماكان يتركها وهي «منهكة بلذاذة الجنس»(ص147)
- كما يبدو اختفاء وليد تعبيرا عن رغبتهبمواجهته الموت بالموت يبدو في الوقت نفسه تعبيرا عن برمه بالواقع السياسي العربيالذي قاد الى النكبة الفلسطينية, ثم الى الهزيمة الحزيرانية, والذي كانت تصوغهسلطات سياسية مولعة بإنتاج شعارات خرساء لا رصيد لها في هذا الواقع: «ما من حكومةعربية إلا وتصرخ بالوحدة وتضع في الوقت نفسه ألف حاجز بين قطرها والقطر العربيالآخر»(ص110).
- تقيم الرواية "البحث عن وليد مسعود" اكثر من صلة مع إنجازات الرواية الحديثة, وهي لا تفعل ذلك من خلال توزيع مادتهاالحكائية على اثني عشر فصلا, يحمل كل منها عنوانا ذا حمولة شعرية واضحة, ومعبرة, على نحو كنائي, عن جوهر الحدث الذي يتضمنه كل فصل, فحسب, بل من خلال انتاجها سردامو ارا بمختلف تقنيات السرد الحداثي, بدءا من تيار الوعي, الى الوصف الخلاق الذي «ينزع الى ابتعاث معنى»(12), ويؤدي وظيفة رمزية داخل النص الى الاستفادة من تقنياتالفنون, ولا سيما الموسيقى, الى التداخل بين نمطي السرد الاساسيين, السرد والعرض, وبين انماطهما الفرعية, الى الاتكاء على تقنية «التواتر» (Frequence), التي منأشكالها الأربعة الأساسية, كما صنفها «ج.جنيت» (G.Genette) , رواية ما وقع مرةواحدة مرات عدة(13), إذ تقوم كل شخصية من الشخصيات التي عرفت وليد مسعود عن قرببرواية حدث اختفائه, ثم بتعليل بواعث هذا الاختفاء من وجهات نظر مختلفة يلقي كلمنها المزيد من الضوء على شخصية وليد, كما يلقي المزيد من الضوء على الواقع الذيدفع «وليد» نفسه الى اختيار ذلك الاختفاء, والى ترك سيارته على قارعة الطريقالصحراوي الذاهب الى سوريا, مخلفا وراءه شريط تسجيل فحسب «قال فيه أشياء كثيرة, ولميقل الشيء الوحيد الذي تحرق الجميع الى معرفته: إلى أين ذهب»(ص16).
- تعد الرواية أغزر نتاج جبرا الروائيوأكثره امتلاء بـ«الخلاصات» و؛الحذوف» معا, بسبب صدور المحكي فيها عن اكثر من راو / شخصية, ينتج كل منها الايقاع الزمني الذي يكاد يكون مغايرا تماما لسواه منالايقاعات الزمنية التي تنتجها الشخصيات الاخرى. فالدكتور جواد حسني, على سبيلالمثال, الذي يسهم في انتاج المحكي الروائي, يختزل خمس عشرة سنة من حياة وليد مسعودفي اقل من سطر, مكتفيا بالإشارة الى عمل وليد في البنك العربي خلالها.
- تشتمل رواياته على الصراع بينالشر الواضح والخير الأكثر وضوحاً، والبطل الذي ينصر الخير وينصره الخير الذي تجسّدفيه المستقبل كزمن للخلاص، أو كزمن خلاصي، يأخذ بيد الإنسان إلى موقع مشرق موعود.

يتبع،،سر الروعة في رواية شرف لصنع الله ابراهيم. انتظروني هنا.

قديم 01-13-2013, 12:27 PM
المشاركة 886
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة جملية للعنصر الذي وجد يتكرر في الاعمال العظمية حسب رأي الكاتب...شكرا له على هذا الطرح:
الحدس الروائي والتجادل مع الطبيعة
عبر قراءتنا المديدة للرواية لاحظنا ظاهرة إبداعية، هي الحدس، تتكرر في الأعمال العظيمة لعدد من كبار الكتاب مثل: فيدور دستوفسكي، أونريه دي بلزاك، نجيب محفوظ، جبرا إبراهيم جبرا، وزياد قاسم.
في روايته الأبله المنشورة قبل ثورة أكتوبر 1917 بحوالي نصف قرن كتب دستوفسكي: هذا الروسي الغليظ والعنيد سيغير وجه العالم. قال ذلك وروسيا مجرد نظام إقطاعي متخلف، ينخر فيه الجهل والفساد وتسيطر عليه أجهزة القمع القيصري! كيف رأى أعظم كتاب الرواية في روسيا ذلك؟ وكيف استطاع روائي فرنسا الأشهر بلزاك قراءة التاريخ الاجتماعي لفرنسا ومساراته اللاحقة بأفضل مما قرأه علماء التاريخ والاجتماع والاقتصاد مجتمعين، كما قال أنجلز؟.. ومثله فعل نجيب محفوظ في ثلاثيته وزياد قاسم في أبناء القلعة وفي سداسيته الزوبعة.. إذ رسما بدقة مكونات الواقع الاجتماعي، كما أشر الاثنان مبكراً إلى الحضور اللاحق للتيار الجهادي.
يقيناً لم يأت هذا الكشف عبر البحث الأكاديمي، وإنما عبر الحدس الروائي المستند إلى خلفية معرفية واسعة وعميقة.
قبل الحديث عن الحدس الروائي، يجب التمييز بين عمليات الاستشراف الذهني المتصلة بالتحليل والاستدلال المنطقي التي تؤشر له الوقائع المادية، وبين الحدس المتصل بالإلهام والرؤيا، والمقارب للطفرة المعرفية، وهو ما يسميه جبرا إبراهيم جبرا في روايته البحث عن وليد مسعود: الحدس النبوي، ويقول: الحدس هو المهم. الحدس النبوي.
إن التعريف المعجمي العربي لكلمة الحدس لا يحدد كامل دلالاتها الفلسفية والإبداعية، ولكنه يقارب سياقاتها العامة، فالحدس لغة هو التخمين والظن والتخيل والتوهم والتوقع والتصور والفراسة والسبر، والمضي مع طريق غير مطروق، والرجل الحدُوس هو الرجل المغامر. وللكلمة معان أخرى كثيرة.
وموضوع الحدس من القضايا المبكرة التي انشغلت بها الفلسفة منذ المشائيين اليونان، ثم الفلاسفة العرب، مثل ابن سينا والغزالي. بل لا نكاد نقرأ فيلسوفا لم يهتم بالحدس. ورغم تعدد مفاهيم الحدس الفلسفي وتعريفاته إلا أن بالإمكان القول إن الحدس هو، كما تخبرنا الموسوعة الفلسفية: المقدرة على فهم الحقيقة مباشرة دون استدلال منطقي تمهيدي. ويرى ديكارت أن البديهيات تفهم بطريقة حدسية بحتة، فيما رأى سبينوزا بالحدس نوعا ثالثا من المعرفة، بل كان يعدّه أكثر أنواع المعرفة فائدة وأهمية.
ولكن كيف يتحقق الحدس ومنه الحدس الروائي الذي يستطيع أن يبصر ما لا تراه العين، ويرى ما لا يخضع للتفسير العقلي؟
يرى الكاتب والمفكر السوري صبحي درويش أن في أعماق نفس كل إنسان كنوز ودفائن كثيرة، ومواهب وقدرات كبيرة، وقوى نفسية خارقة. وفي أغوار اللاوعي طاقات نفاذة وقوى مبدعة... وهي قوى لاشعورية تنبعث من أعماق العقل الباطن. ومن المعلوم أن الوعي شيء قشري سطحي مقابل اللاوعي أو العقل الباطن الذي يتحكم فينا بآليات غير مفهومة ولا تخضع للمنطق (انظر: موقع الحوار المتمدن، عدد: 1527، 21/4/ 2006).
ويرى المفكر السعودي المعروف إبراهيم البليهي أن الحدس الخارق والصائب: هو ضوء يسطع في الذهن فجأة وبقوة فيفتح أبواب الحقيقة للباحثين ويمد العاملين بالإلهام، وهو ذروة المصادر الأربعة الرئيسية للمعرفة. ويضيف إن كشوف العلم وروائع الفكر وفتوحات الأدب وانجازات الفن ومهارات الأداء ليست ثمرة من ثمار الالتزام بقواعد البحث وأساليب الأداء فقط وإنما هي الهامات مضيئة تنبثق من حرارة الاهتمام.
ويتصل الحدس الروائي بالرؤيا، بوصفها سمة مميزة للأدب الذي يقدم رؤيا أو نبوءة ملهمة. ومصطلح الرؤيا هنا يرجع إلى سفر الرؤيا للقديس يوحنا، ولكنه يطلق الآن على أي قول أدبي يكشف عن المستقبل ويتنبأ به.
والحدس الفني في الرواية واحد من العلامات الدالة على مدى الإبداع المتحقق فيها، نظرا لما يحمله النص، عبر محاورة الواقع واستبطانه، من استشفاف للغد يشكل إشارة سهم مضيئة إلى الأمام، ويمكن أن تلعب دورا ملهما في فهم الواقع والتحرك به نحو المستقبل.. فيكون المبدع هنا: شاهدا على زمنه، ومحرضا على تغييره، ومبشرا بغده.
ومثل هذا الدور الذي يلعبه الحدس الروائي لا يتم بقرار مسبق، فالكتابة الروائية لا تتم وفق مخطط مكتمل معد سلفا، بل بفعل امتلاك المبدع لخاصيات التأمل الفني والحدس الذاتي، إلى جانب امتلاكه لشمولية المعارف الإنسانية التي لا غنى عنها في أي رواية عظيمة، كما سنرى في رواية البحث عن وليد مسعود، وحيث يحرص جبرا إبراهيم جبرا ومنذ الصفحات الأولى، على رسم شخصية وليد مسعود بوصفه كائناً استثنائياً مسكوناً بالاحتمالات، ومرشحاً للإقدام على مواقف غير متوقعه، وإن كانت تعبر بصورة غامضة عن تاريخ خاص ودوافع خاصة تجعله مختلفاً عن الجماعة، ليس بسبب هويته الفلسطينية فحسب، على أهمية ذلك، بل بفعل شيء أشبه بالتصدع يتبدى في كيانه، كأن تفاعلاً كيماوياً داخلياً جعل يكشف عن نفسه في صوته، في كلماته، في عينيه.
ولكن ما سر هذا الغموض الذي يشكل تكوين وليد ويحيط بخياراته؟ ولماذا يرفض الواقع الذي يعيشه؟.. رغم أنه، وكما لاحظ صديق عمره عشرين سنة عرفته، والتراب يتحول إلى ذهب بين يديه. ورأيته وهو يرفض ذلك كله. إنه يغادر الواقع لأنه معتم والمستقبل مسدود دونه بالجدران السوداء العالية، فما الذي يتبقى لوليد إذن.
يجيب: لم يكن هناك ما يهديني نحو غايتي، إلا الحدس، والحلم، والتوق الذي لا استطيع أن أمنطقه. وكلما تطلعت بعيدا إلى التلال والوديان، والجبال البنفسجية التي تتماوج وراءها، أحسست أنها حية بالبراكين الكامنة فيها، وأن بوسعها أن تتفجر بين حين وآخر بحمم لعلها تغير كل شيء، ولكنها لا تفعل ذلك. وفي هذه اللحظة بالضبط يتذكر الزلزال الذي عاشه في بيت لحم العام 1927 وهو في السادسة من عمره.. فلا شيء قادرا على تفجير العتمة وهدم الجدران السوداء سوى الزلازل والديناميت، ولكن كيف؟
الطريق صعبة وطويل ومليئة بالألغام.. فيهرب من الواقع المستحيل إلى الحدس النبوي.. ففيه وحده اليقين والخلاص.
غير أن الحدس ليس بديلاً عن الفعل الذاتي للفرد، ولا هو بديل العمل الجماعي للأمة، ولكنه مزيج من الجدل السحري بين كل هذه العناصر: إن الحلول في آخر المطاف يجب أن تنبع من الداخل، من الإرادات التي تمثل بمجموعها هوية الأمة، وإن العقل، كما يراه هو، مزيج ذو ظلال لا تحصى يجب أن يتحرك بملء الحرية، مدفوعا بنزعة الإبداع الغامضة أبدا، الخطيرة أبدا، كي يستطيع أن يفعل فعله الحقيقي في المجتمع.
وجبرا/ وليد يستمد هذا اليقين من ينابيع الإبداع الأولى التي شكلت وجدانه.. إنها عبقرية الطبيعة الحية التي تستعصي على الموت والتصحر..
ذلك لأن الحياة تتفجر دائما إلى الأعلى، إلى الجانبين، إلى الأسفل.
فإذا حاولوا إرغامها على التصخر فإنها لا بد يوما أن تنفجر في وجوههم كالقنابل، مهما بدت مستكينة الآن. سفح صخري شائك، واحد، يحمل آلاف الحيوات!
هنا يتجادل على نحو مدهش الاستشراف العلمي المادي بالحدس الملهم فنكون إزاء المعجزة في أرقى تجلياتها (اليقينية): المعجزات، إنها تهبط عليك من السماء كصرة ملأى باللآلئ، يسقطها في حضنك طير كبير، جميل، مجهول، ضحى يوم مجنون.. المعجزات، هي هبات السماء هذه. فجأة ترى بين يديك روعة الوجود، مجسدة: روعة الكون في الأشجار والأثمار والغابات والجبال والبحار وشلالات الدنيا كلها. وفي لحظة عمقها دهور سحيقة تعرف كل شيء.
وتنسى كل شيء. وتتركز اللذائذ كلها بعينيك، بيديك، بشفتيك.
هذا الحدس النبوي لدى وليد لا يقتصر عليه وحده.. فهو يصيب المحيطين به بما يشبه حمى الحدس النبوي ذاته، وخصوصاً وصال التي يتلبسها يقين مطلق بمعرفة المكان الذي اختفى فيه وليد، ولماذا اختفى أيضاً، رغم أنها على مستوى المعلومات المباشرة لا تعرف شيئاً. تقول لجواد بيقين:
- وليد حي! وليد حي يرزق.
- متأكدة؟
- مئة بالمئة.
- هل رأيته؟
- طبعا لا. إنه في الأرض المحتلة باسم آخر.. ربما بشكل آخر، ولا أحد يعرف أين هو بالضبط... وأنا أريد اللحاق به.
ثم هي تتابع يقينها باتجاه اقتفاء أثره النضالي: نعم، نعم. إذا كان يسكن كهفاً، سكنت الكهف معه. ثم تضيف: فعلها يوما في صغره، فلم لا يفعلها اليوم في كبره. ولكنه في صغره لم يكن له من يريده. وحين يبتسم جواد ساخرا تقول: لا تبتسم دكتور جواد، لست مجنونة، ولست ساذجة إلى الحد الذي تتصور.. أنا أحدس الآن بأنه حي. وليد يريد أن يقاتل، على طريقته. فلأكن معه. أقاتل إلى جانبه.
عدوى الحدس التي أصابت وصال من وليد لم تلبث أن أصابت الدكتور جواد بالتتابع، ذلك أنه لم يستطع أمام حدسها الجارف سوى أن يؤمن بيقينها سواء توفرت الأدلة أم لم تتوفر.. فيتساءل بدوره: لم لا يكون وليد حيا؟ لم لا يعود ناسكا في كهف أو مسافرا باسم غريب، أو راهبا في دير إيطالي أو غير إيطالي - أحد تلك الأديرة الكثيرة التي طالما حدثني عنها؟ هناك ألف طريقة يعود بها الطائر إلى وكره. ومن هناك ينطلق إلى الفعل، مهما يكن مع زملاء له كثيرين.
وعند هذا الحد ينفجر بغتة حدس جواد بما يشبه البركان.. فيكاد وليد يصير مسيحاً جديداً يمشي فوق الماء: فلتمطر السماء ماءً، فلتمطر السماء ناراً: إنها لن ترهب رجلاً عبر الماء ولم يغرق، عبر النار ولم يحترق. أو إنه ما عاد يرهبه أن يغرق أو يحترق. لم يعد كائنا حقيقيا... كل شيء ممكن بخصوص هذا الرجل. كل شيء ممكن.
وجبرا في اندفاعاته الحدسية لا يغفل عن هذه الغرائبيات التي يسوقها على ألسنة أبطال روايته، بل إنه حتى يتوقف لمناقشتها وتسويغها على لسان الدكتور جواد الذي يتساءل عن سر وليد، وهو يواجه فيض حدس وصال: ... هل الوقائع دائما مادية ومحسوسة ومعقلنة؟ أليس ثمة في بعض الناس قوة لا تعللها هذه الوقائع. لأنها فيض ينابيع لا يحددها تشريح، أو فعل أو مكان؟
القرائن لا تنسجم دائما، والتناقض قد يظهر في أدق الأجزاء. ولكن من قال إن أجزاء الحياة تتماسك منطقياً وتناغمياً فيما بينها؟ وحيثما كانت الحياة صراعا مستمرا، وتحديا مستمرا، وحبا مستمرا -وهذه كلها تحتم خلق العلاقات التي تتضارب فيما بينها- كأن حاصل الأجزاء معا أكثر من مجرد مجموعها بكثير. وهل كان وليد إلا حاصل حياته وحياة المحيطين به، حاصل زمانه الخاص وزماننا العام، في وقت واحد؟ وأي زمان كان كلاهما، زمانه وزماننا! فلأعد إلى الغابة. ولأعد إلى البحر.
والحاج إبراهيم، صديق وليد، يعلم بما يشبه الحدس أيضاً أن واحداً من هؤلاء المنفيين، الذين من مواقع منفاهم يزعزعون العالم العربي ليعيد النظر في كل ما صنع وفكّر، ويملأون العالم ذكرا لاسم العربي، مهما تكن النعوت التي يطلقها عليه الأعداء، الذين تركبهم العقد النفسية تجاهه.
وهذا الذي لاحظه الحاج إبراهيم سبق أن لاحظه من قبل صديقه الدكتور رفعت عبر معاينة علاقة وليد بالنساء والتي يتمثل وجهها الإيجابي، كما قال: في شهوة في استطلاع ألغاز الكون مشفوعة بتلك الروح الثورية التي تكافح لكي تعطي العالم وجها جديدا.
وهذه الرغبة في التغيير شكلت سمة ملازمة لحياة وليد كلها منذ أن اندفع مع النساك الصغار إلى كهف وادي الجمل في بيت لحم مرورا بمغادرة مقاعد الدراسة في إيطاليا وصولاً إلى لغز اختفائه بين بغداد وفلسطين: ..هناك المنطق الذي سيبرر حلمي الذي لم يتح لي أن أفهمه في الكهف بوادي الجمل.
وإذا بي أكتشف أن ما أرسلوني لدرسه قد جعلوه وسيلة لتثبيت العالم، لا لتغييره. أردت تغيير الأعماق التي بها سوف يخلق الإنسان بشرا جديدا.
لقد لاحظنا، ونحن ندرس ظاهرة الحدس في رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا، كيف يوظف الطبيعة بكل مكوناتها وكائناتها للتعبير عن لحظة الحدس التي ينفجر بها وليد وأبطال روايته الآخرون: الجبل، الغابة، البحر، الشتاء، النهر، الجدول، السماء، الكهف، الماء، النار، الطير، الزلزال، الأفق.. الخ.. وبعد الطبيعة نفسه يتجلى كذلك في متشائل إميل حبيبي حيث نلحظ من خلال حوار باقية مع ابنها ولاء في كهف الطنطورة، وقوات العدو تحيط به كيف دفعها قلب الأم لثنيه عن المقاومة والاستسلام، فتروح تستنجد بمفردات الطبيعة كي تقنعه بأن زمن القطاف والثورة لم يحن بعد، وبأن لكل فعل موسماً يأتي به تقول: مثلما تسعى الطبيعة في سبيل حريتها.. فالفجر لا يطلع من ليله إلا بعد أن يكتمل ليله. والزنبقة لا تبرعم إلا بعد أن تنضج بصلتها. الطبيعة تكره الإجهاض يا ولدي.
ولا شك أن أسرار الطبيعة قادرة دوماً على أن تمنح من يتأملها مثل هذا الحدس النافذ، بل هو يستطيع أن يبصر بعين الرؤيا من الشيء نقيضه..
على هذا النحو من التجادل الحدسي مع الطبيعة: أم الأسرار وخالقة الاحتمالات، يختم جبرا صفحات روايته.. ولكن على هيئة طوفان من الأسئلة التي تحمل يقين إجاباتها.. ولكنها إجابات يتدفق بها الحدس: طيراً وغابةً وبحراً، وليس الذهن البارد: بحثاً وتحليلاً.
* كاتب أردني
nazihabunidal@hotmail
سنتابع تلخيص عناصر الجمال في افضل 100رواية عربية ظلوا معنا

قديم 01-17-2013, 11:14 PM
المشاركة 887
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العناصر التي صنعت الروعة في روايــــــــة شــــرف:

- الأعمال الأدبية لصنع الله إبراهيم هي أعمال وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى.
-سُجن أكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964م ، وذلك في سياق حملة شنّها جمال عبد الناصر ضدّ اليسار. وعليه فان رواياته تنتمى الى ادب السجون. حيث ان الجزء الأول حدوتة أشرف أو شرف كما تناديه والدته يدخل السجن بعد قتله للخواجة الذى حاول انتهاك عرضة وداخل السجن يتعرف شرف على دنيا جديدة بقوانين جديدة .
- رواية (شرف) نبرة عالية لكلمة عصر احتاج التغيير كأمر واقع من بعد أن تفاقمت الأخطاء.
- رواية مشوقة تسرد أحداثا حقيقية مقنعة.
- وصفها د علي الراعي "انها ليست روايةانها دفتر أحوال مصر" فهي اذا واقعية.
- صنع الله ابراهيم هو ملكالتفاصيل تكاد تجزم عند قرآتك للقسم الأول أن أكيد المؤلف كان مسجون قديم نسج رائعبين الشخوص و الأماكن.
- الجزء الأخير يرجع بينا المؤلف داخل السجن ليكشف الوجه الأنسانىللمساجين و بعذوبة شديدة يكشف لنا مشاعر المساجين خاصة اللى بقالهم كتيرمساجين.
- تنتهى روايته بلانهاية محددة نهاية مفتوحة للغاية.
- بعين مفتوحة حرص الكاتب على توثيق ما يحدث، كمصورمحايد، يترك القارئ ليكوّن استنتاجه .
- اتسمتبموضوعية جلية اعطتهويتها لاجل ان يبقى الكاتب الملتزم مزاحما احقية الروايةعلى الراوي ذاته... بكلتاريخه الشخصي، وسلوكه. فتكون الكتابة هي الحقيقة التاريخيةالوحيدة التي لا تقبلالتزوير.
- تتصف روايته بالواقعية الموضوعية
- رواياته أشبهبدش ماء بارد في ليل الشتاء القارص يجعلك تنتبه منتفضا ، أو أشبه بطلقات موجهة فيمقتل لنظام فاسد.
- تبهرك ثقافته واطلاعه ومتابعته الذكية للأحداث ويبهرك أكثرأسلوبه الفني الرائع في السرد ومزج الأحداث السياسية بقالب روائي فني شيق
- لا يمكنك ان تمل وأنت تقرا لهولا يمكنك أن تبدأ في كتابلصنع الله إبراهيم وتدعه من يدك قبل أن تكمل قراءته للنهاية .

يتبع،،،

قديم 01-20-2013, 12:53 PM
المشاركة 888
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...العناصر التي صنعت الروعة في روايــــــــة شــــرف:


- برهن صنع الله إبراهيم بطريقة أخري علي قدراته كمحلل مستفزٌ وثاقب النظر للأوضاع السياسية والاجتماعية، مثلا عندما أثبت أن الرجل العربي هو في الحقيقة من يرتدي الحجاب،وأنه غير قادر علي أن يتكيف مع خسارة موقعه المهيمن، ومع التحول الاجتماعي السريع.
- إن هذا الكتاب، الذي يربط فيه صنع الله إبراهيم طوبوغرافيته الشخصية بالجوانب العامة لتاريخ المدينة، هو إعلان حبٌ مرير لمدينته القاهرة.
- مع أنٌ الأعوام التي قضاها في السجن، وهو في الثانية والعشرين إلى السابعة والعشرين من العمر، ومارافقها من تعذيب وأشغال شاقة، قد شكٌلت تجربة تراوماتية بالنسبة إليه، فإن صنع الله إبراهيم نجح في أن ينظر إلي ذلك الزمن نظرة إيجابية، وقد وصفه ذات مرٌة ب جامعته.
- إبراهيم يتميز في كل أعماله، بصرامة الجراح، المنتبه لكل دقائق العملية، في شبكة روايته، ويفرض علينا هدوءه ووقاره، وخبثه كذلك، خاصة في وصف ضعف الناس وهزائمهم أوحيلهم المكشوفة، وكما لو أنه يتشفي منهم ومنا.
- لأول مرة، أصادف عملا ملحميا، انمحي منه الفعل الماضي، وحل محله، مشمرا علي ذراعيه، الفعل المضارع، مستعينا بالاسماء أو بشبه الجملة.
- يجعل المضارع، المرء في وضعية من يشاهد حركات كاميرا، علي الشاشة، في مناظر لا تتقطع.
- حتي أننا نكاد، نتوهم أنه، صنع الله، يأخذ بأيدينا نحن، ككاتب، بدل الابن الذي يأخذ بيده أبوه.
- لقد تولدت قوة هائلة في جعل السرد، حركة، وليس توهما أوخيالا.
-لغة إبراهيم صنع الله كعادتها تتجنب التقاعر، لتكون سلسة، خجولة أمام الصورة أو الحركة،ولكنها معبرة بقوة، عما يراد أن يصلنا، ولقد جعل إبراهيم، كل مفردات المجتمع المصري، المعبرة عن أشاء دخيلة، لا بديل لها في الفصحي، تندمج مع النص، دون أينشاز.
- استعملت عبارة ملحمة، وأكررها دون تردد، فهي: ملحمة فقراء مصر أيامه، ملحمة الصراع مع سلطة فاسدة، ملحمة حداثة، تدق الأبواب، بإمكانيات محدودة، ملحمة الصراع العربيالإسرائيلي، ملحمة أب شبيه بسيزيف، صخرته هي هذا الولد الذي يحبه في عمقه، والذي لا يمكن أن يفرط فيه، ملحمة هذا الولد المحكوم عليه بالعيش معظم طفولته مع الكبار، ملحمة النمو والاكتشاف، الطبيعيين الغريزيين.


تابعونا مع رواية جديدة؟؟!! (4 - الحرب في بر مصر يوسف القعيد مصر.) ما سر الروعة فيها؟

قديم 01-20-2013, 10:24 PM
المشاركة 889
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الروعة في - (4 - الحرب في بر مصريوسف القعيد مصر- يوسف القعيد

- اديب وقصاص مصري معاصر ولد بالبحيرة.
- اهتم بالتعبير عن المحيط القروي المصري وما يتصل به من قضايا.
- عرف بنبرته السياسية الناقدة وتعرضت بعض أعماله للمصادرة.
- اعماله الروائية القيمة تعكس همه الاساسي وهو المشاركة الفعالة في قضايا وطنه.
- قدم أعمال روائية تعبر عن مشاكل وطمه.
- يكتب وفي باله قضية تحركه.
- يكتب حتى يشعر الناس بان هناك خللا ما لادفعهم الى تغييره.
- يرى بأنه كلما تدهور الواقع ووصل الى مرحلة ما بعد المأساة ينتج أدباً أفضل، لانه كلما انهار الواقع كلما ادى الى ابداع ادبي أكثر.
- هو قريب من هموم المواطن ويكتب بشكل مبسط ولديه توسع في استخدام اللغة العامية، فهو ينتمي الى المدرسة الواقعية وبتعد عن الاغتراب وهو حال الجيل الجديد كما يقول هو.
- يعمل من الساعة 5-11 صباحاً، ولا يعني ذلك بانه يكتب يوميا لمدة 6 ساعات، وهو يقول "ليس بالضرورة ان يكتب الكاتب يومياً، فيمكن أن اقرأ، أو أشغل نفسي بقضايا مرتبطة بالعملية الابداعية، فالذي يقول انه مسيطر على العملية الابداعية سيطرة كاملة غير مبدع، والذي يدعي ان الوعي الخاص به هو الذي ينجز العملية الابداعية كلها فهو ايضا غير مبدع، فاحيانا اللاوعي يقوم بحل مشاكل كثيرة في العملية الابداعية، التعمد في الابداع يؤدي الى خروج جثث وليس شخصيات حية، مسألة الابداع فيها قدر كبير من اللاوعي وفيها قدر كبير من الاحتشاد".

قديم 01-22-2013, 01:37 PM
المشاركة 890
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ... سر الروعة في - (4 - الحرب في بر مصريوسف القعيد مصر- يوسف القعيد


-تمتاز الرواية بالأسلوب الرائع و لغة يوسف القعيد في سرد الأحداث
-كتب (يوسف القعيد) هذه الرواية بطريقة الراوي العليم...فكل فصل من فصول الرواية يرويه احد أبطال الرواية ففصل يرويه العمدة و آخر يرويه الغفير و ثالث يرويه (مصري) و.......هكذا.
-الرواية تنطق بالفقر و المعاناة و الظلم و الجبروت و استغلال النفوذ الذي يبرزه الكاتب بشدة بعد استشهاد (مصري) في حرب اكتوبر و انكشاف القصة كلها لدى المسئولين و كيف تم (التعتيم) على القضية بعد أن استغل العمدة سلطاته و نفوذه فهي تنتمي الى المدرسة الواقعية اذا.
- أتقن القعيد البناءالنفسي للشخصيات ، ويهتم بالتفاصيل إلى حد أن المتلقي يقتنع بمررات كل شخصية في الانحراف عن الصواب.
- كتب روايته بالأسلوب الساخر. وما يجعل النص ساخرا هي تلك التناقضات التي يلمحها المتلقي بين أقوال الشخصيات وأفعالها، والمفارقات التي تسم مسارها ، فالمتلقي يقرن بين وضعيات سردية تارة، ويربط بين أقوال الشخصيات وسياقاتها سواء النصية منها أو الخارجية تارة أخرى ، ليتخذ مسافة بين ما تقدمه الشخصية، وما ينوي الكاتب الضمني- باعتباره المسؤول عن اطروحة الرواية- إيصاله الى المتلقي . ويكون لاستراتيجية السرد في هذا النص دور كبير في إقصاء السخرية اللفضية وتثمين السخرية الموقفية.
- إن مايلفت النظر في رواية الحرب في بر مصر هو موت السارد، سواء كان سارد اعارفا بكل شيء ،وباسطا هيمنته وسيطرته على الشخصيات مستعملا ضمير الغائب الذي يزكي هذه الهيمنة، أم سارد ا بضمير المتكلم. لا تقدم الرواية بذلك من خلال" وعي سردي مركزي يعرف كل شيئ ويتحرك في كل الفضاءات، فلا وجود لعين شاملة " .

- تتبنى معظم الشخصيات استراتيجية تهدف إلى اتخاذ نبرة جادة اثناء الحكي، مما يوحي بأن كل ما ترويه الشخصية صحيح لا يقبل الشك ولا المزاح .وتنتفي بذلك نية إحداث الأثر الساخر التي هي أساس السخرية اللفظية.

- لقد عودتنا النصوص الواقعية على الاحتفاء بالوصف وخلق تنويعاته ، لكن رواية الحرب في بر مصر تشذ عن هذه القاعدة ،لأن ما يهم فيها ليس المظهر الخارجي للشخصيات والأشياء ، و إنما أقوالها وأفعالها وما تحققه من امتداد دلالي،ومن هنا ، يكون توظيف السخرية الموقفية أكثر درامية وتأثيرا من السخرية اللفظية.

- إن المقاطع التي تعتمد الوصف الكاريكاتوري قليلة جدا. إذ تركز الرواية على أقوال الشخصيات وأفعالها . وهي أفعال توحي على المستوى الظاهر بتيمات إيجابية تسم الشخصية.

- إن عدم تخصيص الشخصية باسم وصفات محددة ، يؤكد أن هدف الرواية ليس هجاء الأشخاص وإنما النماذج من خلال ما تأتيه من أقوال وأفعال مفارقة تفضح بشاعة الواقع وقبحه ، في عالم كرنفالي كل مافيه صار مقلوبا ، كما أن "النموذج على خلاف النسخة المفردة ، مطاطي وقابل لأن يستوعب ما يعود إلى آلاف الشخصيات ، كما يبدو ذلك في المعيش الواقعي.

- يبدو أن هناك علاقة جدلية بين السخرية كآلية واستراتيجية ،والنص الروائي وبنيته .

- إننا امام بناء يتقاطع وبناء الحكاية، حيث البطل يجابه دوما نقصا، يحاول إصلاحه ، كما انه يمر بحالات تدهور وتحسن، ويخوض تجارب وامتحانات لينتصر في النهاية .

- بناء على ذلك ، تستثمر السخرية الموقفية كآلية تحافظ على انسجام البعد الروائي.

- رواية " الحرب في بر مصر" نصا غير منته بتعبير ايكو ، لأنها لا تقول كل شيء، نصا مفتوحا على إمكانات سردية متعددة، ونصا متعدد الأصوات كما يرى باختين ، إذ تتيح السخرية الموقفية تبين صوت ووجهة نظر مغايرة ، صوت الكاتب الضمني الذي يدين ،ب ناء على هذه الاستراتيجية ، القيم الزائفة والمنحطة، والمؤسسات التي تحميها،مضمنا النص آليات مختلفة تسهم في استثمار تعدد صوتي .

- القراءة المتأنية للرواية تجعلنا نتبين أن الاسولب السهل الذي كتبت فيه الرواية مجرد خدعة ناتجة عن حنكة الكاتب ،وتمرسه بالكتابة والهم السياسي والثقافي لبلده" واستيعابه حركية المجتمع في نماذجه الاجتماعية والنفسية المتنوعة ،وتكثيفها في حالات مخصوصة تعيد صياغة المعيش ضمن عالم مخيالي يستمد عناصره من الصياغة لا من الوقائع الفعلية " وعبر الكاتب عن ذلك بتقنية عالية تبعده عن الخطابات الجاهزة وهي السخرية إذ مكنته من تصريف الوقائع الموصوفة وتحويلها الى حدث هو عصب البناء الروائي وهيكله .

- استطاع بواسطتها أن يرقى بالحدث الذي قد يبدو عاديا وعابرا في عالم صار يقتل كل القيم الجميلة ،ويسحق الضمائر الحرة ، إلى مستوى إبداعي ناقش من خلاله سياقا سوسيوثقافيا عرفته مصر، بل كان يستشرف المستقبل لأن الرواية ،وهي توظف السخرية، لم تسخر فقط بالقيم والنماذج، وإنما أيضا بالاختيارات السياسية واقترحت الحلول التي ربما في فترة سابقة كانت تبدو من المستحيلات ، نظرا لتربع سادة القرار في معبد السلطة. وهي حلول نستنتجها بشكل إيحائي انطلاقا من العنوان: الحرب في بر مصر " .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 104 ( الأعضاء 0 والزوار 104)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 03:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.