قديم 02-15-2015, 01:42 AM
المشاركة 11
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مع همس خطوات تدنو منها فلم تلتفت ،
هل هي فرحة التخرج ؟
تواصل المسير وهي تسترجع تلك الذكريات المترسبة في أعماقها .
طفت صورة طفلة في مثل سنها ترافقها إلى المدرسة ، تجلس إلى جانبها في المقعد
الذي لا يشاركها فيه أحدغيرها ،كانت الطفلة الوحيدة في فصلها .
، تغرد زميلتها الأمل في أذنيها كل يوم ، تنفخ فيها روح التحدي .
تدعوها إلى غرفة نومها ،
حين ينام أفراد أسرتها تتسلل ليلا و تفتح لها أبواب المنزل لتنعم هي أيضا بدفء أسري يقيها مخاطر التسكع ، و يمسح عن وجهها آلام
الأطعمة الطازجة .
منذ ذلك اليوم بقيت وحيدة بلا صديق ولا مؤنس ، فتجرعت آلام الوحشة و قساوة الوحدة ،(حدث هذا بعد السؤال ؟

قبل أن تركب في السيارة
الاستاذ الغالي لقد اسرني نصك فككته وجزأته وحاولت ربطه لكني عجزت وكعادتك تضل اعمالك هي ملك لك انها سرك وعقدك الفريد فكل جملة منه هي عباره عن حجر كريم

الأخ الفاضل أبو ساعدة الهيومي

تقديري لهذه القدرة على اقتفاء الأثر وهذا التذوق الساطع ، فمن لا يسائل النصوص و يحاول أن يضعها على المحك لن يستفيد من الأدب و لن يغني تجربته الأدبية ، سأحاول وضع صورة للنص كما رسمتها و لكم أن تشيروا إن كان الرسم موفقا أم لا .

تحياتي و احترامي

قديم 02-15-2015, 01:50 AM
المشاركة 12
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طفلة فقيرة محرومة لاتستسلم لواقعها الأليم..
الظروف تجمعها بثريّة محاطة بكلّ أسباب النجاح..
فتنشأ بينهما علاقة من نوع ما..هذه العلاقة ملخّصها :
نفخ روح التحدّي في نفس فقيرة واقعها محبط..
وتكون الفقيرة للثرّية عوناً في التحصيل الدراسي
وتكون الأخرى حضناً دافئاً بما تملك ..
وذات يوم تقول الثريّة للفقيرة:من أين لك هذا؟
فيجرح هذا القول الفقيرة..وتلوذ بالوحدة والعزلة
وتعاني مراراتها وتحتمل مايجرّه الفقر من أذى..
وبعد رحلة كفاح طويلة تصل الاثنتان إلى نفس الموقع
منصّة احتفال بعرس التخرّج ..
فتقول إحداهما بلسان المقال ولسان الحال:
يستطيع المعتمد على نفسه مراكمة ثمرات كفاحه
حتّى لو كان فقيراً ليصل إلى ما يصل إليه الغني
مع بذل الجهد الصادق والصبر على المصاعب..
ويستطيع المقصّر دراسيّاً الاستفادة من الدروس والعبر
التي يستمدّها من المجدّين المجتهدين ليصل كذلك..
أرجو أن أكون قد وفقت في قراءة النصّ..
مع المحبة والتقدير..
والشكر الجزيل للجهد الذي تبذله في الإشراف
وفي متابعة النصوص ..

قراءة موفقة للنص وعميقة جدا ، و هي ثمرة وعي بالنصوص و هي رصد لرحيق النص .

أفتخر بهذه الكوكبة المجتهدة من أعضاء المنابر ، لا حرمنا من صحبتكم الراقية .

أحلى تحياتي

قديم 02-15-2015, 02:04 AM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ الأديب ياسر
تحيات
نص مشبع بمفردات لغوية مائزة من عيون لغتنا الجميلة أعجبتني كثيرا
علما أن النص شابه غموض سلبي..هل تحدث الفتاة نفسها أم خيال بعيد لصديقة واقعية..وكيف تتسلل لتستدفئ..لقد عجزت عن فهم النص رغم أنى قرأته مرارا أحسه عميقا ذو رسالة أريد أن أفهمه كماتريد
شكرا لك على هذا الأبداع.. ويسعدني النص الذى يشغل تفكيري
تقديري لقلمك وحرفك المات
ع
أهلا بالكاتبة المقتدرة سعاد الأمين

كل الشكر لك على هذا الحضور القيم ، حقيقة لا أميل إلى النصوص التي تتخللها الألغاز لكن أحيانا ننساق واء الفكرة و نصورها بطريقة تبدو غريبة بعض الشيء ليسا إمعانا في التعقيد لكن اظهارا للقسوة تعتري المجتمع .


ليس من عادتي أن أحلل ما أكتبه أو أظهر إلى العلن الفكرة التي بني عليها النص و كذا الضرورة التي فرضت الصورة التي ظهر عليها النص ، لأنني متيقن أنه لو كان التعبير عن الفكرة موفقا بالشكل الكافي لما احتاج الكاتب إلى تقديم إضاءات من نوع ما .

لكن إبعادا لكل غموض سأضع الفكرة و الضرورة التي جعلت النص يبدو على هذا الشكل .

قديم 02-15-2015, 02:52 AM
المشاركة 14
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فكرة النص
انطلق النص من فرضية أن ظروف المرأة كانت قاسية ، وسادت العقلية الذكورية عبر التاريخ أو على الأقل منذ فترة تاريخية معينة . و النص ينقل معاناة المرأة منذ هذه الفترة إلى اليوم و تمكنها من أخذ استحقاقها كهوية و كفاعلة في المجتمع .

تلخيص لظاهر النص .

طفلة تلتحق بالمدرسة و هي وحيدة بين الذكور ، و لكي تتخلص من عقدة الوحشة في هذا العالم اختلقت مؤنسة تساعدها على الاندماج والفاعلية ، ثم حين استأنست بذلك العالم بدأت تطرح السؤال والسؤال العميق ، ذو الطبيعة الوجودية ، وهنا أصبحت تعي الذات والمحيط ، وهنا تخلصت من عقدتها المعتمدة على الآخر ، أي تخلصت من الوصاية ، لذلك فارقتها الصبية الخيالية ، لأنها بدأت تتعقل و تتحرر من الوهم .

ناضلت الصبية وفرضت وجودها في المدرسة " المجتمع " وصلت إلى الرشد هنا أقحمت الزواج لأنه قمة المسؤولية ، سواء بالنسبة للذكر أو الأنثى ، فهو تعبير عن الالتزام الأخلاقي ، يوم الزواج أو يوم تحظى بمسؤولية "عمل ، مركز قيادي ...." ، يجب أن تكون على قدر المسؤولية ، هنا رجعت صديقتها لماذا ، لأنها بحاجة مرة أخرى إلى مؤنس حقيقي ، من يشاركها ليس فرح التتويج ، بل من يذكرها أن النضال مستمر ، وهو نضال ناعم ، وليس قاسيا ، فرغم أن الالتزام هو نوع من الوصاية ، لكن لا يجب أن يكون هناك تمرد غير مبرر ، طبعا المرأة لا تزال تعاني من مشكلة التمييز ، و لا يزال يمارس عليها بعض وصاية ، لذلك قلت أن الشبل من الأسد ، لكن في نفس الوقت ، فالمرأة إن فرضت وجودها ، فبجهدها و كفاءتها و ليس لأنها ثورية الطبع ، فهي ليست مدمرة " و لا يجب أن تنطلق من عقيدة التدمير " تدمير الأسرة المجتمع لتحقق وجودها ، فالوجود مرتبط بمسؤولية ، لذلك فهي رمز للجمال للحب للاحتفال للقلوب المنتشرة في الفضاء .

ازدواجية الشخصية في النص .

النص يطرح ازدواجية الشخصية في النص كحال و كواقع معيش ، فأحيانا نقول ، عقل يدفعني للإقدام وعقل يوصيني بالتمهل ... و أحيانا نكون في الطبيعة و نستمتع بجمالها و عقلنا يسافر إلى موضع معين أو يفكر في عالم آخر ....

النص في المجمل

رمزية الطفولة : هي القصور و عدم القدرة على العيش إلا تحت وصاية ، فرويد يقول الطفولة سلبية بكاملها ، لكنها في ذات الوقت تمثل البراءة التي لا تنفصل كثيرا عن البدائية . و هو واقع المرأة في فترة من الفترات .

رمزية المدرسة : المدرسة هي المجتمع ، فصل ذكوري ، يعني بالضروري مجتمع ذكوري .

رمزية الطفلة المتخيلة : هي ما راكمته الأنثى عبر تاريخها من تجارب و طموحات .

رمزية الفقر في النص و التسكع : هو ما تعيشه المرأة من فقر مادي " أي الأثر المادي لها في المجتمع في فترات معينة " و التسكع هو بمثابة ضياع آمالها و طموحاتها .

رمزية الجنون في النص : الجنون في النص هو تلك الخطوة الحرة التي تخترق مجال الطابو ، أو المجال المسيج الذي لا يجب التقرب منه ، حفاظا على تركيبة المجتمع وفق أعراف معينة .

تقديري .

قديم 02-16-2015, 05:02 PM
المشاركة 15
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
رائع....... ما أجمل قلمك وحرفك أنت مبدع حقيقي أخي ياسر شكرا لك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ليلة التخرج
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاستكشاف الأوروبي البحري لأستراليا أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 07-24-2021 08:55 AM
قصيدة التخرج ياسَمِين الْحُمود منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 5 10-20-2020 08:40 PM
قبل أن نعاقد المتلقي على مسمى رواية : بقلم سامي البدري ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 01-23-2015 07:09 AM
ليلة بألف ليلة سناء محمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 03-20-2012 12:09 PM
كل ليلة .. سعاد حسين العبودي منبر البوح الهادئ 8 11-14-2011 12:12 AM

الساعة الآن 01:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.