احصائيات

الردود
1

المشاهدات
833
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
07-20-2022, 06:29 PM
المشاركة 1
07-20-2022, 06:29 PM
المشاركة 1
افتراضي التحليل الأدبي لقصة "يده" بقلم د. عبد المجيد جابر
التحليل الأدبي لقصة "يده" للكاتبة سامية قزموز بكري بقلم د. عبد المجيد جابر
أولاً: النص الأدبي

"يده"
فتى وفتاه في عمر الورود...هو بعينيه الكحيلة، يقول للقمر:" قوم وأنا بقعد مطرحك "...هي يغار شلال الشمس من خروب شعرها...تقف إثر وقع أقدامه على رمل الشاطئ ...اختبأت وراء صخرة تتلصص عليه، جذلى ...ترقب يده تقبض على القصبة وأهل عكا يسمونها الغابي، بعد أن رمى بخيط الصنارة إلى البحر أخذ ينتظر أن تأكل السمكة الطعم...
والبحر أمامهما أزرق ...أزرق بصفاء السماء... والموج يتهادى بحنيِّة؛ ليفقس باقترابه منهما بياضا , كذيل فستان عروس، تتبختر بكشاكش التفتا والدانتيل...والأفق همهمات جنيِّة حالمة...
صنارته تنتع يده، يسحب خيط القصبة بمهارة؛ ليلتقط سمكة عفيَّة، لكنها كانت أكثر منه فهلوية... فلتت وقفزت إلى البحر حرة ...زعل... قهقهت رنين بلور...انتبه لها تخفي عينها الواسعة وراء الصخرة ...ولربما عرف ملاحقتها له من قبل...ولم يرد أن يحرجها...
جلست ويداها تداعب الرمل فتتناثر في الهواء سنابل صفراء...وتسترق النظر إليه خجلى.
ترامى إلى سمعها صوت أمها تحمله الريح :
- فوز....يا فوز ...يا فوز....
ذهلت وركضت، فالتفت الفتى إليها حرا...انساب الرمل من قدميها الحافيتين ذهبا، وطار شلال الخروب في الريح...
سمعها تغني للبحر ذات صباح وهو مختبئ وراء الصخرة ذاتها ...وصلت إلى الشاطئ امرأة روسية ...مهرولة، وقالت : أتعلمين أن صوتك ناداني من بيتي؟ سمعتك ...أتدرين أن صوتك..؟
-2-
يستحضر أميرة البحر؟ اتسعت حدقتا عينيها الناعستين ...كررت الفتاة مشوارها البحري والغناء لعل الأميرة تخرج من البحر لتراها..
تصحو من نومها، تنسحب من البيت بهدوء وأهلها نيام..تركض حافية، تعبر الحرش الخفيض؛ لتعلو سفحه وتصل نافذة غرفته الكبيرة ...تطل برأسها مختلسة نظرة إليه.
يجلس كعادته على مكتبه، يده تكتب ...أو يقف أمام مرسم خشبي ... يده ترسم...
ترى هذا الشيء لأول مرة في حياتها...أثاث من أربعينات القرن المنصرم غير موجود في بيتها...مكتبة دفَّاتها مليئة بالكتب ..وأقلام كثيرة في كوب كبير، وألوان ....ألوان ...ولوحات متكئة على الحائط تظنها صورا...
حانت منه التفاتة إلى النافذة ...تراجعت العين الواسعة ومعها الشعر الغجري...
فتى وفتاة بعمر الزهور اختلسا النظرات من الزمن الصافي ...بحضن البحر والسور...
وتحت مظلة النوارس...
ذات غروب قاتم... لطم الموج الصخور... والريح الشعثاء طيرت الشجر والأولاد.
والأفق غدا صوت امرأة نائحة....بصاطير (أحذية ثقيلة) جنود تدوس رمال الشاطئ بقسوة تتزعزع العصافير...تقفز القلوب والعيون، وتضج المدينة...وتهج...
تنظر مرتاعة...والده يدفعه إلى داخل سيارة (من الأربعينات) تئن من ثقل الحقائب على ظهرها...يحاول أن يقاوم لأنه يريد أن يأخذ معه صديقه محمود ..يقنعه أبوه باستحالة الأمر دون أهله...يتقدم من صديقه بحزن ودمعة ..يعطيه قلما جميلا ومضرب التنس خاصته
- 3 -
هدية ...ينظر إليها من بعيد رافعا يده مودعا..لم تعلم أنها لن ترى هذه اليد الجميلة التي طالما راقبت أفعالها...أبدا.
تمر السنون الصعبة عليه هناك في بيروت..وهي هنا في مدينته...تتابع وتلملم كل خبر عنه
تجلس على شرفتها والبحر...تقرأ ما كتب متخيلة يده ...تعتز به :" انك تضيئني ... وتضيء مدينتك..ليتك بقيت ولم تغادر .
ينظر إلى البحر هناك... يراه بحر عكا ..فيعود ...يسير في حواريها من بيته مارا بمقبرة النبي صالح يمنة وحديقة البلدية يسرة ...ثم بمحاذاة السور العظيم الذي طالما رفع عينيه
إلى حجارته وضخامته معجبا ...وقرب العيد ...أي المراجيح التي علقها أبو حسين الحتحوت والحدقة على فروع أشجار الكينا الباسقة العتيقة...يجلس في مربع خشبي ذي حواف ويطيرون إلى الأعالي ليروا البحر وأعلى السور فيرفرف قلبه خوفا وغبطة حتى يسمعوا صاحب الأرجوحة يقول: مولا أي انتهى الشوط فينزلون...ثم إلى شط العرب وبوابة عكا الشرقية العريقة..فشارع صلاح الدين الأيوبي ليصل إلى مدرسته...
ويراها أيضا تطل عليه من خلف صخرة ..بعين غزالة محبة...وعين واجمة راجفة لحظة الوداع...
من مذياع قديم ضخم ...وهي تغزل الصوف على شرفة البحر ...يذاع الخبر الصاعق
عن انفجار سيارته وابنة أخته لميس التي أحب, في بيروت...وجدوا يده على بعد عشرات الأمتار ملقاة على العشب الأخضر تنزف حناء روحه...
سال دمعها فوق البحر...فاض البحر...والأفق يومها صار صراخ امرأة ...ولولة....!
8-7-2016
عكا
عن سيناريو فيلم قصير لي 2010
ثنياً: تحليل النص
سيميائية العنوان في القصة قصة " يده "
والعنوان "يده" مركب من كلمة واحدة "يد" مضاف "والهاء" ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه والمضاف والمضاف إليه خبر مرفوع لمبتدأ محذوف تقديره "هذه" ، وفي العنوان انزياح تركيبي بالحذف يهدف إلى توليد الإثارة والدهشة في خلد المتلقي.
والمعنى الرمزي للعنوان:
ما يعانيه الفلسطيني في غربته من تشريد وقتل وإذلال في رحلة التيه التي أجبر عليها جبرا، وهو نفس المعنى الذي قصده غسان كنفاني في روايته "ما تبقى لكم" ففي رواية غسان أنه رغم قسوة الصحراء والشمس التي لا ملاذ منها، يواصل حامد سيره تاركًا خلفه أخته مريم التي تزوجت من زكريا، الشاب الذي يمقته حامد ويعتبره “نتنًا”، لا، لأن زواج أخته من الشاب جاء درءًا للفضيحة بعد حملت الفتاة دون زواج، فنظرة حامد إلى زكريا جاءت قبل الزفاف وأسبابه، وما جاء بعدها لم يغيرها.
وفي نهاية رحلة غسان تلاحقه الهمجية، وبخسة ونذالة تقوم باغتياله بطريقة همجية تتطاير فيها أشلاؤه، وهذا ما عبَّرت عنه القاصة في نهاية قصتها بقولها: " من مذياع قديم ضخم ...وهي تغزل الصوف على شرفة البحر ...يذاع الخبر الصاعق عن انفجار سيارته وابنة أخته لميس التي أحب, في بيروت...وجدوا يده على بعد عشرات الأمتار ملقاة على العشب الأخضر تنزف حناء روحه...
سال دمعها فوق البحر...فاض البحر...والأفق يومها صار صراخ امرأة ...ولولة....!"
أي لم يتبق لنا في رحلة التيه واللجوء إلا بقايا يد البطل غسان متطايرة.
وفي هذه القصة يستطيع القارئ فهم العنوان، وهذا يقوده نحو استشراف مضمون القصة وجوهرها، فقد اختارت الكاتبة العنوان: في قصتها لتدلّ على معاناة الفلسطيني في نكبته وترحيله عن وطنه، والعنوان يختزل أحداث القصة .
إن ما يميز أي نص أدبي، هو وجود عنوان يعتلي أفقه ليحمل مضمونه، فالعنوان جزء لا يتجزأ من فحوى النص ودلالته، (فأي عنوان لأي كتاب يكون عبارة صغيرة، تعكس عادة عالم النص المعقد الشاسع الأطراف) ، لأنّ العنوان بالنسبة للقصة القصيرة يمثل ناطقها الرسمي، والنائب عنها، فلا يمكن المباشرة في تحليلها ما لم تكن هناك إشارة إلى تحليل بنية العنوان وما يوارى عنه، فالعنوان تلك اللافتة، التي ترمز للنص أو هو ذلك الهرم، قاعدته النص وقمته العنوان، لأنه أول ما يصادفك، فلا ترى قاعدته إلاّ بعد الاقتراب منه. من هذا المنطلق نطرح تساؤلات متعلقة بمضمون الموضوع: لماذا ندرس العنوان؟ و هل النص يسبق العنوان أم العكس؟ و ما هي دلالته إزاء التحليل السيميائي؟
لقد اهتم علم السيمياء اهتماما واسعا بالعنوان في النصوص الأدبيـة لـكونه " نظاما سيميائيا ذا أبعاد دلالية وأخرى رمزية تغري الباحث بتتبع دلالاته ومحاولة فك شفرته الرامزة" (1)
1. سيمياء العنوان، بسام قطوس، ص33، وزارة الثقافة، عمان، الأردن، ط1، 2001.
وتصنّف قصة: " يده " ضمن القصص الواقعية السياسية، فهي تستمدّ أحداثها وشخصياتها من الواقع، فهي تنقل بصورة درامية أحداثاً قد تحدث وحدثت فعلاً ويتقبَّلها العقل على أرض الواقع بتأثير نكبة شعب تعرضت أرضه للسلب والنهب، وشعب طرد من وطنه بفعل تآمر دولي، وتعتبر هذا القصة رصداً اجتماعيا ناتجا عن جور وظلم، وتحاول القاصة إلقاء الضوء عليها بتصويرها للمأساة من خلال تفاعل شخصيات القصة مع بعضها البعض، ومن مميزات هذه القصة: سهولة الرصد الدرامي للحدث السياسي وما أحدثه من وقع اجتماعي داخل القصة، وقربها الشديد من الواقع حيث يلمس القارئ بعض الأحداث التي من الممكن جدا أن يتصور هولها.
والآن وقفة مع عناصر القصة، وأهمها:
1- الشخوص:
هي التي تشكل بتفاعلها ملامح القصة, وتتكوَّن بها الأحداثُ, لذا فعلى القاصّ أن ينتقيَ شخوصَ قصته بحكمة، بحيث يجعل الشخصية المناسبة في المكان المناسب وفي الأدب نجد أن "الشخصية ركن أساسي من أركان الرواية والقصة، وهي العنصر الفاعل الذي يساهم في صنع الحدث، يؤثر فيه ويتأثر به، ودون الشخصية العاقلة المدركة يفقد كل من الزمان والمكان معناهما وقيمتهما، فعلى الرغم من وجود الزمان والمكان مستقلين عن الإنسان، فإنهما يظلان بلا قيمة حقيقية خارج وعي الإنسان، والشخصية في الأدب تؤخذ من الواقع، ومع ذلك فإنها تختلف بطريقة أو بأخرى عمن نألفهم أو نراهم، فالكاتب القصصي يهتم باستبطان شخصياته، وهو حين يخلق شخصياته من الواقع إنما يستعين بتجاربه التي عاشها أو عاناها أو لاحظها، والكاتب وإن كان يعرف كل شيءٍ عن شخصياته فإنه لا يفضي بكل شيء، فلا يحق له أن يذكر تفصيلات الحياة اليومية إذا لم تكن على صلة بأحداث القصة أو فكرتها، ولا تدل على الحالة النفسية للأشخاص، أو على عاداتهم وتقاليدهم، والأشخاص في القصة هم مدار المعاني ومحور الأفكار والآراء العامة.(2)
2ـ النقد الأدبي الحديث، محمد غنيمي هلال، ص 564 ، دار العودة، بيروت،1973.
وفي القصة تظهر الشخوص التالية:
الفتى، والفتاة فوز، ووالد الفتى، وابنة أخته لميس، وصديقه محمود، وأهل عكا، والجنيِّة، وأم فوز، وامرأة روسية، وأميرة البحر، والأولاد، وجنود تدوس العصافير، وأبو حسين الحتحوت صاحب المراجيح.
ويمكن تقسيم الشخصيات من حيث الدور الذي تقوم به إلى:
شخصيات رئيسة:
وهي الشخصية التي يختارها الكاتب أو القاص لتقوم بتمثيل الدور الذي أراد تصويره، أو تقوم بالتعبير عن الأفكار والأحاسيس التي قصدها، فهي الشخصية التي تتمحور عليها الأحداث، وتمثّل الفكرة الأساسية التي تسبح حولها الحوادث وهي عبارة عن موقفٍ بطوليٍ فرديٍ.(3) والشخصية الرئيسة في أيّ عمل أدبي أو سرد قصصيّ تُجسّد المحور الأساسي والنقطة المركزية، وأمّا الشخصيات الباقية فتكون عوامل مساعدة لها. (4)
3.انظر: دراسة بنية الشخصية في رواية ماجدولين، سهام رحالي، إيمان كراري، صفحة 16 - 18. ـ مكتبة نور.
4. ينظر: في نظرية الرواية ، عبد الملك مرتاض، صفحة 87 - 90 ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت, 1998.
و"قد ألف النقاد أن يطلقوا على هذه الشخصية مصطلح "البطل" ويعنون به الشخصية الفنية التي يسند القاص إليها الدور الرئيسي في عمله القصصي.
والشخصية الرئيسة قد تكون واضحة يمكن معرفتها بسرعة كما في روايتنا هذه كشخصية الفتى غسان كنفاني وصديقته فوز، وهي تحظى بالمركزية الشخصية المؤثرة على باقي الشخصيات.
وتمثل الشخصيات الرئيسة:
شخصية فوز:
وهذه الشخصية تمثل الفتاة الفلسطينية قبل النكبة، وتظهر بعنفوانها وحبها وأملها وآمالها وتعلقها بالوطن ومدينتها وبحرها وشواطئها.
" والبحر أمامهما أزرق ...أزرق بصفاء السماء... والموج يتهادى بحنيِّة؛ ليفقس باقترابه منهما بياضا , كذيل فستان عروس، تتبختر بكشاكش التفتا والدانتيل...والأفق همهمات جنيِّة حالمة..."
... هذه الفتاة لم تكن قد عصفت بها رياح النكبة الهوج بعد، ولم تشرب بعد كأس فقد الوطن وتشتت الأهل والأحبة بعد، ولم تذق مرارة اللجوء ولم تعصف بها نيران الهزيمة ولم ترً ديارها بلاقع بعد.
في طفولتها قبل النكبة كانت تلهو تركض وراء حبها العفوي:
" تصحو من نومها، تنسحب من البيت بهدوء وأهلها نيام..تركض حافية، تعبر الحرش الخفيض؛ لتعلو سفحه وتصل نافذة غرفته الكبيرة ...تطل برأسها مختلسة نظرة إليه."
وهي شخصية نامية ، والشخصيات النامية هي شخصيات متطورة تتأثر بالأحداث وتتفاعل معها وتتغير تبعًا لذلك.
الفتى غسان كنفاني:
يمثل شخصية الفتى السعيد في وطنه قبل النكبة، في وطنه يتمتع برحلات الصيد البحرية حيث شاطئ عكا الشهير الجميل: وقد وصفت ذلك فوز:
" صنارته تنتع يده، يسحب خيط القصبة بمهارة؛ ليلتقط سمكة عفيَّة، لكنها كانت أكثر منه فهلوية... فلتت وقفزت إلى البحر حرة ...زعل... قهقهت رنين بلور...انتبه لها تخفي عينها الواسعة وراء الصخرة ...ولربما عرف ملاحقتها له من قبل...ولم يرد أن يحرجها..."
فتى مثقف له مرسم ومكتب:
"يجلس كعادته على مكتبه، يده تكتب ...أو يقف أمام مرسم خشبي ... يده ترسم..."
وبعد النكبة يمثل صورة الشقي المطارد المعذب اللاجئ الذي تطارده يد الغدر لتقطع أشلاءه، وهذه الشخصية تمثل أبشع صور الحياة للاجئ الفلسطيني وسهام الغدر تطارده ولا ينجو منها أينما حلّ وارتحل:
"...يذاع الخبر الصاعق عن انفجار سيارته وابنة أخته لميس التي أحب, في بيروت...وجدوا يده على بعد عشرات الأمتار ملقاة على العشب الأخضر تنزف حناء روحه..."
شخصيات ثانوية:
وبقية الشخصيات ثانوية .
وشخصية المرأة الروسية: تمثل شذاذ الآفاق تركوا أوطانهم الأصلية وجاءوا واحتلوا فلسطين واستوطنوا مكانهم واستولوا على مساكنهم وأراضيهم ومدنهم وقراهم.
وشخصية أميرة البحر: تمثل جمال فلسطين وبحرها قبل النكبة.
وجنود تدوس العصافير: تمثل الغازي وجبروته وسطوته.
وشخصية أبو حسين الحتحوت صاحب المراجيح: تمثل سعادة وعز الفلسطيني في وطنه قبل أن يتبلى بالقهر والاحتلال.
والشخصيات الثانوية، هي كالعامل المساعد في التفاعل وربط الأحداث ببعضها أو إكمالها, وهذا لا يعنى أنها غير مؤثرة, بل هي مؤثرة لكنها غير مصيرية.
ولقد أجادت الروائيّةُ اصطفاء الشخصيات الملائمة بالصفات المناسبة للأحداث، فكانت بدايتها موفقة بوضعها الأساس الأول الذي ستجري عليه الأسس الأخرى.
2- الزمن:
ويظهر في النص: "الزمن الصافي ...."، والمقصود به زمن ما قبل النكبة، و"غروب قاتم"، والمقصود به ضياع وطن، وتظهر سنون الأربعينات من خلال ماركة السيارة والأثاث، والسنون الصعبة تشير لحرب عام 1948 وما سبقها وتلاها .
وفي الأعمال الروائية المعاصرة نجد أن الزمن يشكل الشخصية الرئيسية، وقد أصبحت العودة إلى الماضي، وقطع التسلسل الزمني في الرواية ركناً أساسياً من أركان الحكايـة وبنائها الفني.(5)
5.نحو رواية جديدة، ألان روب جرييه، ترجمة: مصطفى إبراهيم
مصطفى. ص 134. دار المعارفـ مصر.
وعادة يلجأ الروائيون إلى استخدام الاسترجاع أكثر من الاستباق, لأنهم بالاسترجاع يربطون الأحداث أو يكملون الوقائع, أما الاستباق فمن شأنه أن يفقد السرد عنصر الإثارة والتشويق, فذكر ما سيكون يُكَوِّنُ صورة عامة في ذهن القارئ عن الأحداث اللاحقة، الأمر الذي يجعل القارئ يعزف عن إكمال القراءة, فطبيعة الإنسان أن يترك قراءة ما يعلمه سابقا أو يعرض عما يتوقعه لاحقا. هذا بالنسبة للزمان في الرواية وما يتعلق به..والاسترجاع كما في قول فوز عن الفتي غسان:
"ولربما عرف ملاحقتها له من قبل...ولم يرد أن يحرجها..."
ومن الاسترجاع أيضا ما جاء على لسان فوز:
"فتى وفتاة بعمر الزهور اختلسا النظرات من الزمن الصافي ...بحضن البحر والسور..."
ومنه كما جاء على لسان فوز: " سمعها تغني للبحر ذات صباح وهو مختبئ وراء الصخرة ذاتها".
ومن الاستباق الذي يشي بالنكبة كما جاء على لسان فوز:
"وتحت مظلة النوارس...ذات غروب قاتم... لطم الموج الصخور... والريح الشعثاء طيرت الشجر والأولاد".
3- المكان:
ويبرز الفضاء القصصي الذي تظهر فيه الأمكنة، والتي تظهر في بنية القصة وتشغل حيزاً جغرافياً تتحرك فيه الشخصيات حقيقة مادية ملموسة، أو رؤية ذهنية خيالية، والفضاء القصصي الذي تجري فيه الأحداث عكا ويتسع الفضاء القصصي ليشمل:
البحر, والسماء... , والأفق, والرمل, والشاطئ, وبيت فوز, والحرش , ونافذة غرفة الفتى غسان الكبيرة, ومكتبه, ومرسمه الخشبي, وحضن البحر والسور, ومظلة النوارس, والموج, والصخور, ورمال الشاطئ, والمدينة, وبيروت, ومدينة الفتى غسان شرفتها بحر عكا, وحواريها بيته, ومقبرة النبي صالح, وحديقة البلدية، وبيت المرأة الروسية...
والسور العظيم, وشط العرب, وبوابة عكا الشرقية العريقة. وشارع صلاح الدين الأيوبي, ومدرسته... وخلف صخرة.
والمكان تتم فيه أحداث الرواية، و"يعد المكان من أهم المكونات الأساسية في العمل الروائي، ويشغل حيزاً كبيراً في بنيته السردية، ويشكل مع باقي الأمكنة فضاء الرواية الشامل.والمكان هو الأرضية التي تتحرك عليها الأحداث، والصراع بين الشخصيات في إطار المتن الحكائي المتماسك، لا يحدث في الفراغ بل في أزمنة وأمكنة متعددة ومحددة. (6)
6. ينظر: المرأة في الرواية الفلسطينية، زكي العيلة، ص 223، رام الله، 2003.
فالمكان في النص الروائي مكان متخيل وبناء لغوي، من ثم يرى بعض الدارسين أن "عبقرية الأدب، حقاً، حسبه". (7)
فالروائي حين يلجأ إلى الوصف، يبذل جهده. ذلك أن الوصف هو: "ذكر الشيء كما في الأحوال والهيئة" (8) ، مظهرها الحسي موجود في العالم الخارجي. فوصف الأشياء للعين في صور أمينة تحرص على نقل خارجي أدق النقل. (9)
7. في نظرية الرواية: بحث في تقنيات السرد، عبدالملك مرتاض، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ديسمبر 1998 .
8. نقد الشعر، قدامة بن جعفر، ص 70، القاهرة، المطبعة المليجية، 1935 م.
9. ينظر: بناء الرواية: دراسة مقارنة لثلاثية نجيب محفوظ، سيزا قاسم دراز، ص 80، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 198 م.
وللمكان دلالات، فمدينة عكا ترمز لوطن آمن قبل النكبة ومنهوب محتل بعدها، وبيروت لها دلالتها النفسية، فهي مكان اللجوء والتيه والغربة وقتل بعض من لجأ إليها.
والبحر يرمز للعطاء والجمال قبل النكبة وللشؤم في حمله للغرباء ومقدمهم إلى فلسطين ومكان مغادرة اللاجئين الفلسطينيين من وطنهم, والسماء والأفق رمزان للصفاء والجمال, والرمل والشاطئ يرمزان إلى مدرج الطفولة البريئة, وبيت فوز رمز للحميمية والألفة والمحبة, والحرش رمز لجمال الوطن, ونافذة غرفة فتى غسان الكبيرة ترمز للحلم والتطلع نحو الآمال وأحلام الطفولة البريئة, ومكتبه ومدرسته رمزان للتزوّد بالعلم والمعرفة, ومرسمه الخشبي رمز لحب الفن, وحضن البحر والسور العظيم وبوابة عكا الشرقية العريقة وشارع صلاح الدين الأيوبي كلها ترمز لعظمة تاريخ وطن, ومظلة النوارس رمز للبهاء والجمال, ومقبرة النبي صالح رمز لموطن الأنبياء والرسل, وحديقة البلدية رمز لحضارة شعب عريق، وبيت المرأة الروسية رمز للاستيطان والاحتلال.
4- الأحداث: ...... يتبع


قديم 07-20-2022, 09:37 PM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: التحليل الأدبي لقصة "يده" بقلم د. عبد المجيد جابر
4- الأحداث:
يمكن تقسيم القصة إلى قسمين: ما قبل النكبة وما بعدها، فالقسم الأول يتجلى فيه ليالي الأنس والحب والمحبة والتمتع بالحياة والعيد والأرض والبحر والطبيعة وعكا وحاراتها ومقدساتها وأزقتها وأماكنها التاريخية والحضارية، فالفتاة فوز معجبة بفتاها غسان تلاحقه في صيده البحري وتترقب جمال صنيعه في مكتبه ومرسمه، وفي القسم الثاني يظهر فيه قسوة المحتل وشهوة القتل ويحوِّل حياة الفلسطيني لجحيم ويفرِّق بين الأحبة ويلتجئ الفتى غسان لبيروت وتلاحقه يد المحتل وتغتاله هو وابنة أخته لميس وتتطاير أشلاؤه ويده في الفضاء وتبكيه الأحبة وفوز.
والحدث مهم و"يعطي كولن ولسن في كتابه "فن الرواية" أهمية خاصة للربط بين التوثيق الاجتماعي والسرد، ويؤكد أن المؤلف يحتاج إلى الحدث، فإذا فقد الحدث أمكنه التعويض عنه باللغة التي تقوم بدور آلة التصوير(10)
والحدث عنصر أصيل ومهم في العمل القصصي، "والحدث اقتران فعل بزمن معين، بمكان معين ولا تقوم القصة إلاّ به. (11)
والكتّاب يستمدون أحداثهم من الحياة من محيطهم حولهم، فكل ما يجري في الحياة يصلح لأن يكون موضوعا للقصة، ومع ذلك فلا بأس من ذكر المصادر الرئيسة لأحداث القصة، وهذه المصادر، هي: الواقع والتاريخ.
الصراع:
هو تصادم بين قوتين, وهو حدث مؤثر في غيره, وتلك القوة قد تكون مادية كالصراع بين شخصين أو جيشين, أو معنوية كالصراع بين الإنسان وشهوته أو القدر، والصراع يكون داخليا ويكون خارجيا, فالداخلي كصراع الشخص مع نفسه إذ تتجاذبه قوتان, كقوة الحق وقوة الباطل, أو قوة الإرادة وقوة الإعراض, وغالبا ما يكون قصير المدة ومصيريا.
أما الخارجي فيقع بين شخصيات القصة, ويكون طويل المدة أحيانا ومركزيا مصيريا.
ويلجأ القاص إلى الصراع الخارجي أكثر من الداخلي؛ كي يزيد من انفعال القارئ، حيث إن الصراع هو النقطة الأكثر تأثيرا في نفس القارئ, وهو اللحظة التي تصل بالقارئ إلى أعلى درجات الانفعال والتي لا تهدأ إلا بإدراك نتائج الصراع، ومن أمثلة ذلك في الرواية:
صراع خارجي: كالصراع الذي كان يجري بين الفلسطينيين واليهود وانتهى بسيطرة اليهود على فلسطين وملاحقتهم للفلسطينيين المطالبين بحق العودة كملاحقتهم لغسان كنفاني وقتله وابنة أخته في القصة.
والصراع يكون داخليا كالصراع الذي جرى في نفسية فوز عندما التجأ غسان لبيروت وتساؤلها عن إمكانية العودة وتشوقه له.
الحبكة
ويرى كولن ولسن أن الحبكة ضرورية، فلا توجد رواية تخلو من حبكة، ويؤكد أن رواية يوليسيس لا تخلو من حبكة. بينما يرى ألان روب جرييه أن جوهر الرواية هو ما يكمن داخلها، وأن قوة الروائي تكمن في أنه يخترع بحرية دون التقيد بنموذج معين، ويؤكد أن الشكل يتضمن المعنى وأنه لا توجد طريقتان لكتابة كتاب واحد .(12)
والحبكة القصصية لها مظاهر متعددة مثل الفكرة والعقدة والإطار.(13)
البيئة
أما الوسط والبيئة فيشملان مجموعة من العوامل والعناصر الثابتة والطارئة التي تحيط بالإنسان وتؤثر في سلوكه.
العقدة
وهي أحد عناصر القصة القصيرة وتعني ذروة الأحداث، وأساسها علاقة الضرورة والسببية في الأحداث، إذ تتبعها نتيجة أو حل.(14) وتعتمد على عنصر التشويق، فكلما زادت العقدة زاد عنصر التشويق، فتتشابك الأحداث ومجريات القصة بشكل كبير يجعلها تصل إلى نقطة يصعب تحديد ماذا سيحصل بعد ذلك. (15)
والعقدة هي بؤرة الفكرة أو مركز الأحداث الذي تلتقي فيه حين تبلغ قمة تعبيرها عن الفكرة وهي من أهم العوامل في بناء القصة باعتبار أن الفن القصصي يعتمد على عنصر التشويق الذي يشد القارئ، أما الإطار فهو الذي يربط بين الأحداث والعقدة، وعن طريقه يســــتطيع الكاتب أن يحول فكرة قصته إلى أحداث وأن يطور الأحداث ليصل بها إلى عقدة ويسير بالعقدة إلى الحل.(16)
والعقدة في القصة وصلت لذروتها قُبيل سماع فوز خبر استشهاد غسان كنفاني وهي تستمع للأخبار من مذياع قديم.
الحل
الحل وهو الخاتمة ونهاية القصة، والتي تأتي بعد احتدام الأحداث وتشابكها، فهو لحظة تنوير للعمل القصصي، إذ تمثل الغاية التي كان يتجه جهد الكاتب نحوه، وقد تكون مقنعة أو غير مقنعة، وهذا العنصر قد يحذف ويغيب عن العمل القصصي، فقد تأتي بعض النهايات بلا حل، فيترك التأويل إلى القارئ، وعليه فإن النهاية نوعان كما يأتي: (17)
وقد جاء الحل في القصة بسماع فوز لخبر استشهاد غسان.
9- اللغة:
وهي الوسيلة التي يتبعها القاص للتعبير عن الحدث, وتأخذ شكلين: السرد والحوار, فالسرد هو الكلام الذي يوصله القاص للقارئ على لسانه, ويستخدم فيه الكاتب ما يجده مناسبا للمقام, فقد يستعين بأسلوب الرسالة أو التقرير أو الإعلان التجاري, أو الخبر الإذاعي, أو المقالة, ويعتمد الأسلوب السردي على الوصف, وينشق السرد العام إلى طبائع مختلفة, فسرد ذو طابع عاطفي تزينه المشاعر المرهفة, وسرد ذو طابع انتفاضي تهيجه المشاعر الثورية المقهورة, ومرجع التحديد طبيعة الحدث والشخصيات والكاتب.
وتنهض الرواية في جزئها الأكبر على السرد، أما الحوار فهو كل كلام يجري على لسان شخصيات الرواية, ويأخذ أشكالا عديدة: فيكون بين الشخص ونفسه سواء كان مسموعا أو غير مسموع ويسمى حوارا داخليا, من ذلك المناجاة والغمغمة والهمهمة, ويكون بين شخصية وطرف آخر, ويسمى حوارا خارجيا, مثل: محادثة بين شخصين, أو حديث شخصية مع الطبيعة أو مع الحيوانات استئناسا بها. وهنا تستخدم أديبنا تقنية الحوار في نصها أحيانا مخاطبة نفسها، فالحوار ظاهرة فنية استخدمته بوصفه أسلوباً فنياً, ووسيلة تعبيرية للكشف عن فكرتها, وبسط فلسفتها في الحياة والتعبير عما يدور في خلدها بأسلوب فني, وأدبي مثير، حيث طوّعته الأديبة ضمن سياقها النصي، وأفادت من إمكاناته وآلياته ونجحت في توجيهه الوجهة التي من شأنها أن تنعكس على هندسة الحوار في النص وتهبه القدرة على التشويق والنفاذ إلى قلب المتلقي وفكره.
الحوار الخارجي :
لقد استفادت القاصة سامية من تقنيات الرواية الجديدة ومن آليات الرواية المنولوجية وتيار الوعي أثناء استعمال الحوار الداخلي والارتداد إلى الخلف، واستشراف المستقبل وتوظيف الأسلوب غير المباشر الحر، كما استفادت كثيرا من الرواية الواقعية في تجسيد الواقعية الانتقادية ذات الملامح الاجتماعية والسياسية وعبث الحياة وقلق الإنسان في هذا الوجود الذي تنحط فيه القيم الأصيلة وتعلو فيه القيم المنحطة.
الحوار الخارجي: هو ما يجري من حديث بين شخصيتين أو أكثر، ويسمى بالانجليزية dialoge)) ومن أمثلته الحوار الذي جرى بين
غسان وفوز:
يقول للقمر:" قوم وأنا بقعد مطرحك "
وكقول المرأة الروسية التي جاءت مهرولة، وقالت : أتعلمين أن صوتك ناداني من بيتي؟ سمعتك ...أتدرين أن صوتك..
وكقول صاحب الأرجوحة في العيد يقول لزبائنه:
" مولا أي انتهى الشوط "
وكالحوار الداخلي بين فوز ونفسها:
" تجلس على شرفتها والبحر...تقرأ ما كتب متخيلة يده ...تعتز به :" انك تضيئني ... وتضيء مدينتك..ليتك بقيت ولم تغادر . "
وبالحوار تسعى القصة لرصد المنطق السردي أو المسار التوليدي الذي ينطلق منه الحلم كرؤية واختيار قصدي لتشكيل نسيج سردي متميز له منطلق ومقصدية واضحة.
ونرى أن لغة القاصة سامية تتصف باللغة الواقعية والتصويرية، تتداخل فيها الفصحى، وأحينا قليلة العامية كقولها : "بزعل" أو كقولها: يقول للقمر:" قوم وأنا بقعد مطرحك " لتقترب أكثر من خصوبة الواقع العربي الفلسطيني، لذالك استعملت القاصة تعابير العامية الفلسطينية وأساليبها وألفاظها وصيغها.
وسوف أحلل جملا وعبارات في النص، ومنها:
الخصائص الأسلوبية:
أولا:التصوير الفني
ونرى أن الكاتبة توظف في بعض الأحيان تعابير قائمة على المشابهة (التشبيه والاستعارة)، والمجاورة (المجاز المرسل والكناية)، واستعمال الرموز لتشخيص الأحداث والمواقف وتجسيدها ذهنيا وجماليا، ومنها:
1.التشبيهات
أ‌.التشبيه المفرد:
" والموج يتهادى بحنيِّة؛ ليفقس باقترابه منهما بياضا, كذيل فستان عروس "
شبهت القاصة الموج بذيل فستان....ذكرت المشبه والمشبه به والأداة... تشبيه مرسل مجمل.
التشبيه البليغ، ومنه:
والأفق همهمات جنيِّة حالمة...": شبهت الأفق بهمهمات ..حذفت الأداة ووجه الشبه... تشبيه بليغ.
" قهقهت رنين بلور ." شبهت القهقهات برنين بلور ..حذفت الأداة ووجه الشبه... تشبيه بليغ.
"والأفق غدا صوت امرأة نائحة." : شبهت الأفق بصوت امرأة نائحة..حذفت الأداة ووجه الشبه... تشبيه بليغ.
ب.الاستعارة:
ومن الاستعارات المكنية، ما يلي:
"انساب الرمل من قدميها الحافيتين ذهبا، وطار شلال الخروب في الريح...": فقد شبهت القاصة "الرمل" ب "ماء" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"وطار شلال الخروب":... استعارة تصريحية.
بحضن البحر والسور... ": فقد شبهت القاصة "البحر" ب "أم تحتضن" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"فيرفرف قلبه خوفا وغبطة": فقد شبهت القاصة "القلب" ب "طائر يرفرف" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"والموج يتهادى بحنيِّة؛ ليفقس باقترابه منهما بياضا , كذيل فستان":
فقد شبهت القاصة "الموج" ب "إنسان يتهادى" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
كما شبهت "الموج" تارة أخرى ب "بطائر يفقس" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية أيضاً.
"جلست ويداها تداعب الرمل": فقد شبهت القاصة "الرمل" ب "إنسان يُداعَب" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"ولوحات متكئة على الحائط تظنها صورا..." :
فقد شبهت القاصة "اللوحات" ب "إنسان يتّكئ" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.

"تنظر مرتاعة...والده يدفعه إلى داخل سيارة (من الأربعينات) تئن من ثقل الحقائب على ظهرها." :
"جلست ويداها تداعب الرمل" :
شبهت "الرمل" ب "بطفل يُداعَب" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية أيضاً.
ب.الاستعارة التصريحية:
"عروس، تتبختر بكشاكش التفتا والدانتيل...والأفق همهمات جنيِّة حالمة..." :
فقد شبهت القاصة نفسها ب "عروس تتبختر" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
" وطار شلال الخروب في الريح...": فقد شبهت القاصة جدائل شعرها ب "شلال من خروب" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
"فتتناثر في الهواء سنابل صفراء..."
فقد شبهت القاصة تناثر شعرها ب "تناثر سنابل قمح صفراء" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
"انك تضيئني ... وتضيء مدينتك..ليتك بقيت ولم تغادر ."
فقد شبهت القاصة حبيبها ب "بالمصباح المضيء" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
3.الكناية:
"فتى وفتاه في عمر الورود":
كناية عن الشباب والفتوة.
"الزمن الصافي" : كناية عن السعادة قبل النكبة.
"وتلملم كل خبر عنه": كناية عن الاهتمام بالحبيب وتتبع أخباره.
"وتضيء مدينتك...": كناية عن شهرته ومكانته.
"ويراها أيضا تطل عليه من خلف صخرة ..بعين غزالة محبة...وعين واجمة راجفة لحظة الوداع...":
"بعيني غزالة": كناية عن جمال الحبيبة.
"وعين واجمة راجفة لحظة الوداع...": كناية عن الحزن ساعة فراق الحبيب لها.
"تنزف حناء روحه...": كناية عن استشهاده.
"والأفق يومها صار صراخ امرأة ...ولولة....!":كناية عن الفجيعة باستشهاده.
"ومعها الشعر الغجري...": كناية عن طول الشعر وجمالها.
"فتى وفتاة بعمر الزهور": كناية عن عنفوانهما وشبابهما.
"لم تعلم أنها لن ترى هذه اليد الجميلة": كناية عن فقدان الأمل بلقاء الحبيب.
"التي طالما راقبت أفعالها...أبدا.":كناية عن اهتمام الحبيبة بحبيبها وفنٍّه
"وتحت مظلة النوارس...": كناية عن أيام العز والسعادة في عكا قبل النكبة.
المجاز المرسل:
"اتسعت حدقتا عينيها الناعستين": مجاز مرسل علاقته الجزئية، فقد ذكرت القاصة "الحدقة" وهي الجزء وأرادت بها "العين" وهي الكل..
"يده ترسم...": مجاز مرسل علاقته الجزئية أيضاً، فقد ذكرت القاصة "اليد" وهي الجزء وأرادت بها "الشخص" وهي الكل..
"لم تعلم أنها لن ترى هذه اليد الجميلة": مجاز مرسل علاقته الجزئية أيضاً، فقد ذكرت القاصة "اليد" وهي الجزء وأرادت بها "الشخص" وهي الكل.
"الزمن الصافي" مجاز مرسل علاقته الزمانية، فقد ذكرت القاصة "الزمن" وأرادت بها "الناس الذين يسكنون فيه".

ثانيا:التعبير (اللغة والأساليب)
1.الألفاظ والتراكيب
أ‌. استخدمت الكاتبة في نصها لغة سهلة موحية تخاطب عقول الناس، وقد جاءت ألفاظ معجمها القصصي مناسبا ومعانيها مطابقة للأفكار، وصفت أيام سعادتها في عكا مع الفتي الذي أحبته قبل النكبة، كما وصفت الزمن الكئيب وما تعانيه وأبناء شعبها الفلسطيني من ضنك الاحتلال أثناء النكبة وما بعدها.
ب. جاءت تراكيبها متناغمة بعضها مع بعض، قوية متينة موحية بما فيها من الرمز الجزئي، تعبرا عن حبها ما قبل النكبة وكرهها واستنكارها لصنيع الاحتلال بعد النكبة، فاستخدمت أسلوب "الاتساع" وهو واحد من الأساليب, التحويلية التي تطرأ على العبارات والتراكيب النحوية، ويعرفه المحدثون من المشتغلين بالدراسات اللغوية بأنه عملية نحوية تأتي عن طريق إضافة بعض العناصر الجديدة إلى المكونات الأساسية دون أن تتأثر تلك المكونات، ولعل التعابير القائمة على المشابهة (التشبيه والاستعارة)، والمجاورة (المجاز المرسل والكناية) تندرج جميعها تحت قائمة الانزياح الدلالي، ووضّح بعض البلاغيين هذه الظاهرة وأطلقوا عليها مصطلح "الاتساع": وهو أن أكثر الوظائف حيوية للصورة الاستعارة والصورة الشعرية، أي خلق معان جديدة من خلال صلات جديدة. وهو ما يعرف بالانزياح أيضا، ومن أنواع الانزياح الأخرى في النص:
. الانزياح التركيبي
وقد استخدمت الشاعرة تقنية الاختراق أو الانزياح، وهو مخالفة التراتبية المألوفة في النظام الجملي. من خلال بعض الانزياحات المسموح بها في الإطار اللغوي، ومن أمثلتة، في قولها:
"جذلى ...ترقب يده تقبض على القصبة":
فقد قدّمت ما حقه التأخير، وهو الحال "جذلي" على كل من الفعل والفاعل وحقهما التقديم، وهذا أبلغ أثراً وأعمق دلالة.
ومن أمثلة الانزياح التركيبي أيضا:
" لكنها كانت أكثر منه فهلوية":
فقد قدّمت ما حقه التأخير، شبه الجملة "منه" على ما حقه التقديم وهو التمييز "فهلوية"
أو كقولها: "والبحر أمامهما أزرق"
فقد قدّمت ما حقه التأخير، شبه الجملة "أمامها" على ما حقه التقديم وهو الخبر "أزرق"
أ‌. الانزياح الإضافي
"سال دمعها فوق البحر":
فعندما يسمع المتلقي كلمة "فوق" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الخد" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "البحر" مما يكسب التعبير رونقا وبهاء. ومنه أيضا: "يغار شلال الشمس من خروب شعرها":
فعندما يسمع المتلقي كلمة "شلال" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الماء" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "الشمس".
"والموج يتهادى بحنيِّة":
فعندما يسمع المتلقي كلمة "الموج" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "يتلاطم" لكنه يتفاجأ بوجود جملة " يتهادى بحنيِّة"
"على شرفة البحر" :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "شرفة" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "المنزل" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "البحر".
"بعين غزالة محبة...وعين واجمة" :
فعندما يسمع المتلقي عبارة "بعين" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الناظر" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "غزالة".
"يراه بحر عكا" :
فعندما يسمع المتلقي جملة "يراه" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الرجل" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "بحر عكا".
"ذات غروب قاتم. " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "غروب" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الشمس" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "قاتم".
"لطم الموج الصخور... " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "لطم" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الشرطي" لكنه يتفاجأ بوجود عبارة " الموج الصخور ".
"والريح الشعثاء طيرت الشجر والأولاد. " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "طيَّرت" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الورق" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "الشجر".
"تتزعزع العصافير" :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "تتزعزع" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "البنيان" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "العصافير".
"..تقفز القلوب والعيون" :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "تقفز" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "اللاعبات" لكنه يتفاجأ بوجود عبارة "القلوب والعيون".
"وتضج المدينة...وتهج... " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "تضجّ" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "المحكمة" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "المدينة".
الانزياح بالحذف:
ومقاله العنوان "يده" وتقديره هذه يده.
ومنه: " ترامى إلى سمعها صوت أمها تحمله الريح :
- فوز....يا فوز ...يا فوز...." والتقدير "يا فوز....يا فوز ...يا فوز...."
3. التناص
وظّفت القاصة في نصها الأدبي النصوص التراثية الإنسانية التي تغني تجربتها الشعورية وتوفر لها طاقات إيحائية واسعة، ومن التناص التضمين،
وفي النقد الحديث دخل مصطلحا (الاقتباس والتضمين) تحت مصطلح (التناص) عند أكثر النقاد، بمعنى دخول النصوص بعضها في بعض، سواء أكان ذلك عمداً وقصداً أم من فيض العقل الباطن، إذ يشبهون النص الأدبي (بالفسيفساء) التي تتكون من عدة أحجار وألوان بشكل منسق جميل يمنحها شخصية رائعة مستقلة ننسى فيها تفاصيل الأحجار والألوان، والتي يقابلها في الشعر الألفاظ والصور..
ومثاله في القصة العنوان "ما تبقى لنا" وعنوان رواية غسان كنفاني "ما تبقى لكم".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: التحليل الأدبي لقصة "يده" بقلم د. عبد المجيد جابر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحليل الأدبي لقصيدة "السعادة" للشاعر سعيد يعقوب، بقلم الناقد :عبد المجيد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 04-26-2013 08:49 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM
التحليل الأدبي لقصيدة" كأن القلوب إذا هوت"لهاجر شرواني: بقلم عبد المجيد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 04-26-2012 09:13 AM
التحليل الأدبي لقصيدة" الجرة " لمويسات علي: بقلم ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 04-03-2012 08:44 PM
التحليل الأدبي لقصة "صباح الدم" للقاصة مريم الضاني بقلم : ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 02-25-2012 02:56 PM

الساعة الآن 12:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.