قديم 11-02-2015, 02:50 PM
المشاركة 221
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التعامل مع الدنيا
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا، على نوعين: هناك قسم توطدوا بالدنيا، ورضوا بالمتاع العاجل..
وبتعبير القرآن: {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.. وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة، وأهملوا الدنيا؛ أي لا يشتغلون للدنيا، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم.. وهذه أيضا حالة مرفوضة.
ن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين (عليه السلام): (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)..
إنه تعبير رائع جدا!.. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات، لتثبيت دعائم الحياة المادية.. والمؤمن من اهتماماته في الدنيا، أن يجمع مالا وفيرا، ليوقف بها أمرا ماديا، يكون له زادا في عرصات القيامة.. (إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له).. من هم أصحاب الصدقات الجارية؟.. هم أصحاب المال؛ فالمؤمن الفقير: رأس ماله الدعاء، والصبر.. أما المؤمن الغني: هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية، وأن يتكفل الأيتام.
فإذن، إن الدنيا مزرعة الآخرة.. في عالم الزراعة: كلما اتسعت رقعة المزرعة، كلما زاد المحصول.. وكلما زاد المحصول، زادت الزكاة الواجبة لذلك المال.. وبالتالي، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان، تصبح نعم العون على الآخرة!..
إن الإمام (عليه السلام ) يقول: (واعمل لآخرتك، كأنك تموت غداً).. إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح، وقد لا يخشع في صلاة الظهر؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي..
أما في خصوص صلاة العشاء، فإن لها حالة خاصة.. وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء، يصلي صلاة المودع، فهي آخر فريضة لهذا اليوم، وبعدها سوف ينام، والله -تعالى- يقول في كتابه الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}؛ فالموت والنوم أخوان قريبان..
من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم؟.. ولهذا عندما يستيقظ من النوم، يخر ساجدا لله ويقول: (الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني، وإليه النشور).. فالعبارة حقيقية!..
إن بعض الحجاج -مع الأسف- يحجون حجة، هم لا يرضون بها، على أمل الحج السنة المقبلة!.. من قال أنه سيوفق لذلك؟.. لذا عليه أن يحج حجة مودع، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع.. ومعنى قول الإمام (عليه السلام ): (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) بعبارة أخرى: (ليس الزهد ألا تملك شيئًا، ولكن الزهد ألا يملكك شيء).. مثلا: هناك فقير له عصا وله سبحة، ولكن قلبه متعلق بهما؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا.. وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة، ولكن قلبه غير متعلق بها؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا.


منقول بتصرف
************************************************** ************************************************** ************

حميد
عاشق العراق

2 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-03-2015, 07:36 PM
المشاركة 222
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
روافد الشر غير المرئية
إن الشر بعض الأوقات يأتي من مصدر مادي معلوم، كإنسان عدو مثلا.. وأحيانا يأتي من عالم غير مرئي من: الجن، والشياطين، والحسد، وغير ذلك من الأمور.. ولكن المؤمن يحاول دائما أن يتناول الشق المادي، ولا يحيل الأمر إلى الجانب الغيبي، وذلك لأمرين:ولا: الغيب لا يرى.. فلو اعتقد إنسان أن جنا قد مسه، كيف يصارع ويواجه هذا الجن الذي لا يرى؟.. فلو كان المهاجم عدوا، لاستطاع أن يشتكي عليه أو يواجهه.. ولو كان جراثيم، لاستخدم مضادا حيويا للقضاء عليه.. أما الجن الذي لا يرى، كيف يقضي عليه؟.. وهنا وبسبب هذه الأوهام، يذهب لكل نصاب ومشعوذ.
ثانيا: الغيب لا يقطع به.. فالإنسان عندما يرى عدوا أمامه، يقول: هذا عدو أمامي، ولكنه لا يقطع أن الذي وراء الكواليس، هي هذه الأمور الغيبية.. فإذن، إن المؤمن سياسته سياسة القرآن الكريم: لا يتبع الظن، ولكن يمشي وراء اليقين{إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}.. ولكن مع ذلك نحن قوم واقعيون، نتبع القرآن والسنة.. فالقرآن ذكر الجن في آيات متفرقة، منها: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}.. وقد صنّف القرآن الكريم الجن إلى صالحين وغير صالحين {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}، وكذلك ذكر شر الجن: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.. وفي أدعية أهل البيت (ع): (أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وإخواني في ديني، وما رزقني ربي، وخواتيم عملي، ومن يعنيني أمره.. بالله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.. وبرب الفلق من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، من شر حاسد إذا حسد.. وبرب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس).
فإذن، إن هناك شرا يصلنا من الجن، وهناك شرا من الناس.. فما هو الحل الجامع لهذا الأمر؟..
الحل هو أن نوكل الأمر اليقيني والاحتمالي إلى خالق الشرور.. فالإنسان عندما يصاب بمرض، يحتمل الطبيب أن الجرثومة الفلانية هي السبب وراء ذلك المرض؛ فيعطيه مضادا حيويا يقضي على الجرثومة المحتملة غير المقطوع به.. وكذلك المؤمن، فإنه يراجع ربه ويقول: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}.. وهنا نكتة قرآنية لطيفة: فـ{أَعُوذُ} فعل مستمر؛ لأن العدو عداوته مستمرة، {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.. أحيانا الطائرات المعادية تهجم مرة في السنة، أما إذا كان الهجوم يوميا؛ فلا بد أن يكون الدفاع يوميا.. وعليه، فبما أن الشيطان يوسوس دائما، فإن على الإنسان اللجوء إلى الاستعاذة المستمرة، للتصدي لهذا العدو: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
إن هنالك بشارة لجميع المؤمنين، وهي أن الشياطين والجن لا تصل إلى أعضاء بدن الإنسان..
فالشياطين والجن لو كان لهم سلطة على الأبدان، لذكر ذلك القرآن الكريم، إنما شغلهم الوسوسة فقط. ومن هنا الشيطان يوم القيامة يدافع عن نفسه دفاعا بليغا: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}..
أي أنا عملي كان مجرد دعوة، ولم يكن هناك إلزام وإكراه.. ومن منا يدعي أن الشيطان دفعه إلى المعصية دفعا؟!.. فإذن، إن الأمر سهل ما دامت القضية وسوسة، فالذي يلتفت إلى منافذ قلبه، ينجو من هذا الشر

************************************************** ************************************************** ****
حميد
عاشق العراق
3 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-06-2015, 06:01 PM
المشاركة 223
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وإذا قلنا أن الأمر متوقف على المربي؛ فمعنى ذلك أنه عطلنا السير، وعطلنا الحركة التكاملية!..
فماذا نعمل بالآيات القرآنية المطلقة الداعية إلى الفرار إلى الله عز وجل: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}، {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}؟!..

************************************************** ************************************************** ****
حميد
عاشق العراق
6 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-08-2015, 02:38 PM
المشاركة 224
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
سجدة الشكر
إن البعض يظن أن سجدة الشكر خاصة بالصلاة الواجبة، والحال أن سجدة الشكر -كما هو معلوم من اسمها- يؤتى بها بعد حصول نعمة من الله سبحانه، أو دفع نقمة منه، وتكون في كل وقت.. مثلا: إنسان جالس في المنزل، فيتذكر نعمة من نعم الله، فيخر لله ساجدا.. هذه حركة مشكورة من العبد.. والبعض في المستشفى عندما يقال له: فلان برأ من مرضه، فيخر لله ساجدا..
هناك ثلاث جمل شرطية وردت في القرآن الكريم، ورب العالمين أصدق الصادقين {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}:
الأولى:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}.. طبعا هناك فرق بين ذكر العبد لربه، فهذا الإنسان المسكين يذكره لقلقة لسان.. وبين ذكر الله -عز وجل- لعبده، لأنه إذا ذكره؛ قلب كيانه!..
الثانية:
{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.. اللام لام التأكيد، والنون نون التوكيد الثقيلة.. فهو إما أن يُعطى من جنس النعمة المشكورة، أو من جنس آخر.. مثلا: إنسان أعطي ولدا، فشكر الله: فإما أن يعطى ولدا آخر صالحا، أو يعطى من جنس آخر ، كالمال الوفير مثلا.. فالعبارة مفتوحة، ورب العالمين لا مانع لعطائه.
الثالثة:
{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.. فرب العالمين كما نقرأ في المناجاة: (وليس من صفاتك يا سيدي، أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية)!..
فإذن، إن سجدة الشكر يمكن استعمالها في كل الحالات، والأفضل أن تؤدى على نحو سجدتين.. ويُستحبّ فيها تعفير الجبينين بين السجدتين، وكذا تعفير الخدّين.. ويستحب فيها أن يفترش ذراعيه، ويلصق صدره وبطنه بالأرض.

************************************************** ************************************************** *******
حميد
عاشق العراق
8 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-17-2015, 08:44 PM
المشاركة 225
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إن من المناسب أن يعتاد المؤمن على الانشغال بالذكر -ولو كان لفظيا- فإن حركة اللسان تؤثر يوما ما على القلب!..
ومن المعلوم أن القلب إذا اشتغل بذكر الله تعالى، كان ذلك أكبر ضمانة لعدم الوقوع فيما يسخط الله تعالى، وبذلك لا تبقى دقيقة في حياته من دون استثمار لحياته الباقية.

************************************************** ************************************************
حميد
عاشق العراق

17 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-18-2015, 09:24 PM
المشاركة 226
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إن الطريق الذي يحقق في نفسه حالة الاطمئنان، هو هذه الآية
{أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُوهي علاج لا علاج بعده..!
************************************************** ************************************************** *****
حميد
عاشق العراق

18 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-21-2015, 11:20 PM
المشاركة 227
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

إن عاقبة الإنسان -حسناً أو سوءاً- ليست بعملية فجائية، كما يعتقد البعض..
إذ لكل نهاية بداية، فالذي يبدأ مشواره الحياتي صحيحاً، بلا شك أنه سيضمن العاقبة الحسنة...

************************************************** ************************************************** ********
حميد
عاشق العراق

21 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-23-2015, 07:29 PM
المشاركة 228
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
سلوا الله -عز وجل- أن يعطيكم البينة والرحمة!..
البينة، لكي تروا الطريق.. والرحمة، لكي يدفعك في الطريق..
فإذا حاز الإنسان على مرتبة البينة والرحمة، سلك إلى الله -عز وجل- من دون أي تعثر..

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
23 - 11 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-04-2015, 03:21 PM
المشاركة 229
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
المؤثرات السلبية الغيبية
إن طبيعة الجنس البشري أنه يتأثر بالأوهام، إلى درجة أنه يتعامل مع الموهوم تعامله مع المتيقن..
مثال ذلك: لو طلب من إنسان أن ينام ليلة مع ميت، فإن معظم الناس يستوحش من ذلك، رغم يقينه أن هذا الميت كالخشبة..
فالإنسان يخاف من الحي، لا من الميت.
قديما كانت تعد الجراثيم من عالم الغيب -بمعنى من المعاني- لأنها لا ترى، وذلك قبل اكتشاف المجهر، أما الآن وبعد اكتشافه، فإننا نرى أدق الأشياء.. وهذه الأيام هنالك ما يسمى: بالعين، والسحر، والشعوذة، والعمل.. فما هو الموقف الشرعي تجاه هذه الأمور؟..
إن بعض الناس طبيعتهم هكذا!..
ولعل البعض يتظاهر بالأكاديمية، وأنه إنسان علمي وموضوعي، فينفي كل شيء ما وراء المادة. وطبعا هذا من الجهل بكل وضوح!..
لأننا نعيش في بيئة مليئة بالأمواج المغناطيسية، والكهربائية، والصوتية ...الخ. وكل ما حولنا هو أشد تأثيرا في حياتنا من الشهود. وعليه، فإن الإنسان الذي لا يعتقد بأصل المادة، هذا إنسان غير موضوعي.
إن الإنسان لا ينفي أصل الموضوع، فهناك سورة في القرآن الكريم باسم (الجن) {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}..
وبالنسبة إلى السحر أيضا يقول القرآن الكريم: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}.. قديما كان هذا السحر موجودا، كانوا يعقدون العقد على الحبل، وتنفث فيه الساحرة. وهناك معنى آخر للنفاثات: أي أن الإنسان إذا عقد عزمه على شيء، يأتي إنسان يحبط من عزمه؛ أي ينفث في عقده..
وورد أيضا في القرآن الكريم: {مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}.
فإذن، إن هناك حقيقة قائمة، ولكن ليس معنى ذلك أن كل ما يراه الإنسان من عوامل غريبة، ينسبه إلى السحر وما شابه ذلك. وعليه، فإن هناك نكبات وبلاء، ولكن ليس معنى ذلك أنه كلما رأينا بلية، نفسر ذلك على أنه من عمل السحر والجن وما شابه ذلك..
والحل هو:أولاً: أن لا ننتقل من عالم الشهود إلى عالم ما وراء الطبيعة إلا بدليل قاطع، وأنى لنا بدليل قاطع!..
ثانياً: دفع الصدقة.. فالوقاية خير من العلاج.. هناك ما يسمى اليوم بالتطعيم ضد الأوبئة والأخطار، لمن يخاف من المفاجآت المستقبلية.. وكذلك الذي يخاف من مفاجآت القضاء والقدر، عليه أن يدفع صدقة، وقد يكون أثر هذا العمل أكثر من بعض الأحراز لأن فيه تضحية، {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}.
فإذن، يستحب للإنسان أن يدفع صدقة يومية .

منقول بتصرف
************************************************** **********************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-08-2015, 11:48 PM
المشاركة 230
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ما اروع مواضيعك اخي حميد
ما اجملها
إنها ...
رياض ايمانية
و بساتين للذكر واستراحة من وعثاء الطريق
و زاد المسافر
وبقية خير في رحلة العمر

لك مني كلا التحايا
جزاك الله خيرا وجعل بكل حرف من حروفك اجرا في ميزان حسناتك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 11:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.