قديم 02-19-2016, 03:31 AM
المشاركة 11
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فقد كان السؤال المحير عند ظهور هؤلاء الناس
لماذا لم يتعرض الطاعنون فى التراث لكتب التراث الشيعى , ولماذا اقتصر الطعن على كتب وتراث أهل السنة , والأهم لماذا دوما يتخذ الطاعنون المصادر الشيعية فى التاريخ ليأتوا منها بالشبهات على أهل السنة ؟!
وكان جوابهم أنهم لا شأن لهم بالشيعة وغرضهم تنقية كتب أهل السنة ! ,
مع أن كتبنا منقاة وتميز فيها الصحيح والضعيف بعكس كتب الشيعة , فسلم العلماء لهم بذلك من باب الجدل ,
ومضوا معهم إلى آخر الطريق , فقط اشترطوا عليهم أن يجيبوهم على بعض الأسئلة التى ستكون إجاباتها دليلا قطعيا على حقيقة مذهبهم , وفشلوا فى الاختبار طبعا ,
فلم يتفوهوا بما نعتقده نحن أهل السنة من عدالة جميع الصحابة , وتكفير القائل بتحريف القرآن , إلى غير ذلك من الأمور التى لا يجادل فيها مسلم
أما فى مصر فمندوب الشيعة المتخفي هو إبراهيم عيسي , فهو لم يقدم نفسه علمانيا أبدا بل على العكس ادعى أنه ذو ثقافة إسلامية وقدم بعض البرامج الفضائية التى يروى فيها حكايات من التاريخ الإسلامى ليس من بينها حكاية واحدة صحيحة ! ,
ثم فوجئنا بتكرار هجومه على البخارى , وعلى الخلافة الإسلامية ــ حتى الراشدة ــ وزادت الريبة بظهوره فى قناة شيعية منذ بضع سنوات يردد نفس مفتريات الشيعة فى التاريخ , ثم ظهر وانكشف تماما فى الأيام الأخيرة ,
قال الشاب : كيف ؟!
أجاب الكاتب :
فى نفس الوقت الذى يكثف فيه إبراهيم عيسي هجومه على السُـنة ويسفّه لفظ السنة نفسه , فيقول أن النبي عليه السلام لم يكن سنيا !!! , وبغض النظر عن جهالة وحمق الكلمة , إلا أن حجة إبراهيم عيسي كانت ادعاء العقلانية
فاتهم كتب التراث بأن بها ما يناقض العقل , فى نفس الوقت الذى ينشر فيه بجريدته الجديدة ( المقال )"[1]" تحقيقا كاملا عن أشهر وأوثق كتب الشيعة على الإطلاق , وهو كتاب ( الكافي ) لشيخهم الكلينى , ويقول فى بجاحة منقطعة النظير أن كتب الشيعة أكثر ثقة وعقلا من كتب أهل السنة !
وأنا لن أدعوك لقراءة الكتاب , بل فقط أدعوك لقراءة فهرس عناوين فصول الكتاب , الفهرس فحسب , ولن تجد فقط تكفير الصحابة وتحريف القرآن , وأن ثلثي القرآن ضاع , بل ستجد الأعاجيب التى يصفها إبراهيم عيسي بالعقل وهى صفات أئمة الشيعة , وهى صفات تعدت أوصاف سوبرمان ولا يمكن أن تتحقق لبشري , بالرغم من أن من يدّعون أنهم أئمتهم , هم من أبناء النبي عليه السلام وسيرتهم معروفة عندنا وتاريخهم خال تماما من هذه الخرافات , فيكفيك فقط هذا التناقض لتكشف نواياه ,
وتناقض آخر أفدح ,
ففي نفس الجريدة يروّج للقرامطة , ويصفهم بعنوان كبير أنهم أصحاب أول ثورة اجتماعية فى التاريخ !! ,
فهل تعرف من هم القرامطة ؟!
القرامطة هم فصيل من الشيعة الإسماعيلية , ومن أشرس فصائلهم فى سفك الدماء , وقد خرجوا على حكم الخليفة العباسي وكونوا ميلشيات قطعت طريق الحج , ثم ارتكبوا أفظع جرائمهم عندما دخلوا الحرم المكى وقت الحج , ثم قتلوا جميع الحجيج , ودفنوهم فى بئر زمزم , بهدف تغوير مائها , ثم هتفوا فى صحن الكعبة ( أين الطير الأبابيل .. أين الحجارة من سجيل ) , وقاموا بنزع الحجر الأسود من مكانه وجلبوه إلى عاصمتهم وظل عندهم قرابة سبعين عاما ثم يأتى إبراهيم عيسي ويشيد بهم ويـُــترجم لهم !
فى نفس الوقت الذى خصص فيه أبوابا شبه ثابتة للطعن فى البخارى وصلاح الدين وتهوين شأن الخلافة الراشدة !
أما الممثل الآخر للشيعة فهو ذلك النكرة طويل اللسان , الذى لا يجيد القراءة أصلا ويدعى أنه باحث مصحح , هذا المذيع ظهر على إحدى قنوات الرقص الشهيرة ببرنامج يدعو لإسلام جديد , لست أدرى من أين وحى جاء به ؟!
المهم أن برنامجه التافه هذا يبث بشكل يومى تقريبا فى قناة صاحبها أساسا من رجال أعمال الإعلانات , وهذا يعنى أن وقت البرنامج على الهواء يتكلف الملايين , ومع هذا فليس للبرنامج تغطية إعلانية تسمح بهذا الوقت ولا حتى ربعه ,
والشركة الوحيدة الراعية للبرنامج هى من أثارت الشكوك فيه , فهى شركة رأسمالها مثير للريبة وظهرت فجأة واكتسحت سوق الأغذية , ضمن موجة المال العراقي الذى دخل مع الفارين من حرب العراق
ومع طعونه المتكررة والتى يزعم أنه جاء بها بجهوده اتضحت نواياه , وهو كاذب قطعا لأن شبهاته هذى كان مصدرها كتب المستشرقين تارة وكتب الرافضة تارة أخرى وأحيانا مواقع الإنترنت ,
أما شبهاته تجاه البخارى وكتب الحديث فمنقولة نصا من كتب الشيعة ,
ولم يلاحظ المتخلف أن سرقاته ستنكشف ببساطة , لأنه ظن فيما يبدو أن النقول التى ينقلها باحثو الشيعة من كتبنا هى نصوص صحيحة وموجودة بالفعل , ولهذا كان يتكلم ويصرخ ويهلل , مع أن أصغر باحث فى الشأن الشيعى يعلم يقينا أن الشيعة تزوّر النقول من كتب أهل السنة حتى تتمكن من الطعن فيها ,
ولأننا نعلم هذه المعلومة جيدا , ولكن أغلب أصحاب الشبهات لا يعلمونها لهذا فهم يذهبون إلى كتب الشيعة أحيانا طمعا فى إيجاد ثغرة أو شبهة محبوكة وينقلون هذه الشبهات مسندة إلى كتبنا ــ ظنا منهم أن الشيعة يصدقون فى نقلهم عن كتبنا ــ دون أن يدركوا أن الشيعة معجونة بالكذب إلى حد مذهل , ولهذا يتعرضون دائما للحرج عندما نكشف لهم ذلك
قال الشاب :
ولكن ربما هو نفسه الذى نقل هذه النصوص وكذب فيها ..
أجاب الكاتب نافيا :
كلا , فالباحثون فى الشأن الشيعى فى مصر هذه الأيام كثيرون , ونكاد نحفظ أساليب الشيعة فى طرح الشبهات , كما أنه فى نقله كان ينقل الشبهة ويقول بنفس الاعتراض الذى يعترض به الشيعة , وهذه ليست صدفة !
فمثلا من عادة الشيعة التدليس فى أسماء العلماء المشاهير فيأتون بروايات فظيعة ومستنكرة وينسبونها للطبري فنذهب لتاريخ الطبري فلا نجدها , وإذا بهم لم ينقلوها عن إمام السنة ابن جرير الطبري بل عن المؤرخ الرافضي رستم الطبري , ويقولون مثلا قال ابن حجر , فنذهب لكتب ابن حجر فلا نجد القول , وإذا بهم لم ينقلوها من ابن حجر العسقلانى ــ شارح البخارى ــ بل عالم آخر هو ابن حجر الهيثمى وليس هذا كذاك , وهكذا ..
وعندما لاحظت ذلك تكلمت مع الباحثين الذين لهم نشاط مشهود فى التصدى للتشيع فتواصلوا بدورهم مع مذيعى قناة ( صفا ) الذين خصصوا برنامجهم ( قرار إزالة )"[2]" للرد عليه وقلت لهم أن يتحدوه على الملأ بأن يذكر رأيه فى كتب الشيعة ,
وبالفعل تحدوه أكثر من مرة , فهرب ثم قال أنه لا شأن له بكتب الشيعة وأن كتب أهل السنة ظلمتهم !!

قال الشاب : ولكن هذا المذيع من الممكن أن يكون مأجورا , ولكن ماذا عن إبراهيم عيسي ؟!
قال الكاتب :
أولا أحب أن أنهبك لنقطة هامة للغاية ,
نحن لا يعنينا ابتداءً دوافع صاحب الشبهات , وهل هو مؤمن بما يفعل مأجور أو عميل أو حتى جاسوس متخفي .. فهذه القضايا لا تعنينا بل هى مهمة أخرى لها متخصصون آخرون هم أقدر منا على تحديدها والتعامل معها ,
فالقضية هنا ليست شخصية على الإطلاق ,
بل هى قضية مبنية على الآثار والنتائج وما يتردد من شبهات , ونحن إن ركزنا على تصنيف صاحب الشبهة فهذا ليس لشخصنة الموضوع بل بغرض كشف مصدر الشبهة الأصلي , لأن هذا يفيدنا فى إيضاح أهدافه للناس فلا يشغلنا بعد ذلك بتتبع شبهاته وأقواله فى كل مرة , فإذا نجحنا فى بيان ذلك عزف الناس عنه بعد تبين أغراضه ..
بل إن بيان طبيعة الشبهات ومصدرها قد يكون له فائدة تعود على من يردد تلك الشبهات , لو كان مثلا قرأ أو سمع أو احتك بهذه الشبهات فأثرت فيه فاعتقد صحتها , فإذا كان حسن النية ورأى بعينيه مصدرها الحقيقي ومدى كذبها وتدليسها وأهداف مروجيها فقد يعود عما يعتقده فيها ..
قال الشاب : هل تعنى أن هناك مدفوعون بالأجر لتأدية هذا الدور وهناك آخرون يفعلون ذلك مقتنعين رغم كونهم أشبه بالعملاء لغيرهم ؟!
قال الكاتب :
وما مفهومك أنت للعمالة , هل هى فقط عندك العمالة مقابل أجر , هذه أهون صورها يا صديقي ,
العمالة هى المفهوم الأوسع للجاسوسية , فالتجسس هو الصورة التقليدية للعمالة التى تتم بأجر , أما العمالة بمفهمها الواسع فقد تكون بلا أجر أصلا , وتتخلص فى أنها النشاط الذى يخدم العدو أيا كان حتى لو كان صاحبه لا يدرك ذلك !
فالذى يعود لتاريخ أجهزة المخابرات الحديثة سيجد أن أساليب تجنيد العملاء تتم عن طرق محددة وهى طريق استغلال ضعفهم تجاه المال أو الجنس أو الشهرة , أما أخطرها على الإطلاق العمالة بسبب الاتفاق الأيديولوجى , أو بسبب عداوة العميل لنظام بلده السياسي أو توجهه الفكرى
فالعمالة نظير المال والمقابل المادى هذه يسهل كشفها والسيطرة على العميل وتجنيده كعميل مزدوج , أما العمالة بسبب الاتفاق الأيديولوجى والعداء للنظام الحاكم , فهذا مستحيل , لأن العميل هنا تم تجنيده من العدو بسبب أنه يناصر الفكر الدينى أو السياسي للعدو , فى نفس الوقت الذى يعادى فيه الفكر الدينى أو السياسي فى بلده , ولذلك فهؤلاء ليس من الضرورى حتى أن تجندهم أجهزة المخابرات أو تدفع لهم مقابلا ماديا بل معظمهم يتبرع بالخيانة طوعا , لأنه يفعل هذا عن اقتناع ولا يراها خيانة أصلا , وعبر التاريخ كان هؤلاء العملاء أصحاب أكبر الأدوار فى تهديد الأمن القومى لبلادهم ,
وأشهر جاسوس سوفيتى فى العالم , والرجل الذى نجح فى تغيير مسار الحرب لصالح الحلفاء , كان هو الدكتور ريتشارد سورج "[3]" الألمانى الذى كان حاصلا على دكتوراة العلوم السياسية وأهملته ألمانيا وعجز أن يحصل فيها على وظيفة , فكره ألمانيا ونظامها , وتعاون مع السوفيات مخلصا , لمجرد النكاية فى بلده وكان سببا رئيسيا فى هزيمة الألمان
وكذلك ( كيم فيلبي ) وهذا الرجل المصيبة يمثل فضيحة فى تاريخ المخابرات البريطانية , لأنه كان يشغل منصب نائب مدير المخابرات البريطانية , والنكتة أنه كان يشغل قبلها منصب رئيس قسم مكافحة الشيوعية , وكان شيوعيا مخلصا وجاسوسا فريدا للسوفيات وآمن بالشيوعية كأيديولوجية ومذهب , وكاد البريطانيون يصابون بالجنون عندما اكتشفوا أمره , لكنه نجح فى الفرار إلى موسكو ,
فتخيل ما الذى يدفع رجلا فى مثل هذا المنصب وبدولة عريقة كبريطانيا , وهو بالفعل يمتلك كل ما يحلم به إنسان , بينما السوفيات منغلقون اقتصاديا وليس مسموحا لأحد فى بلادهم بالرفاهية أو الحرية , ومع هذا ضحى الرجل بكل هذا ورضي بالعار الذى سيلحقه وعائلته , فى سبيل اقتناعه بالمذهب الشيوعى
فالعمالة ليست بصورتها التى تقدمها السينما بل هى أعمق من هذا بكثير , والاقتناع الوجدانى يجعل الإنسان يدخل للخيانة وهو فخور بنفسه ! , أو على الأقل يدخلها وهو يتصور أنه ينتقم من بلده التى أهملته ولم تقدر عبقريته !
قال الشاب مندهشا : ليس لهذه الدرجة !
قال الكاتب :
يا رجل هل تتخيل أن العلمانيين والمتغربين والإخوان , هل تتخيل أن كل من ينتمى إليهم هو بالضرورة عميل بالمعنى الحرفي للكلمة بمعنى أنه يتقاضي الثمن ويعلم أنه خائن سواء لدينه أو لوطنه أو لحضارته , كلا بالطبع
العملاء بالصورة التقليدية فى تلك التنظيمات والاتجاهات لن تجدهم يخرجون عن كبار القيادات , وليسوا كلهم أيضا , بل بعضهم فقط , والباقون يأتون بأفعال الخيانة وقلوبهم راضية تماما عما يفعلون ,
ففي حالة العلمانية والمتغربين الذين يروجون للتغريب فى مصر منذ مطلع القرن العشرين , هؤلاء لم يشترهم أحد ويدفعهم لما يقولون , بل استقطبهم الغرب بتقدمهم المادى ,
وكانت هذه الشخصيات من البداية كارهة لأوطانها بواقعها الحالى , وساهمت النظم العربية فى تكريس هذه الكراهية , فخرج هؤلاء المتغربون كافرون بالوطن والوطنية لأنهم خلطوا بين الدولة والنظام , فأنت كمواطن يمكنك محاربة نظام الدولة السياسي وتصبح بطلا لكن محاربة دولتك نفسها وتهديد أمنها هى خيانة صريحة ,
وهو ما لم ينتبه له المتغربون فهم يرون أنفسهم أهل تميز يستحقون التقدير المناسب "[4]" , ويتعاملون مع شعوبهم على أنها عبيد لا ينفع فيها التغيير , فهاجروا للغرب ودرسوا وأبدعوا فالتقطهم الغرب عازفا على هذا الوتر وأعاد تصديرهم إلينا ليروجوا للديمقراطية والإصلاح كما يراها الغرب وأول مبدأ فى ذلك تحطيم مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء لأنها مؤسسات لن ينفع فيها الإصلاح , وهذا هو المطلوب ..
أو يدعموهم عندما ينادون بهجر التراث والثوابت باعتبارها عوائق التقدم العربي , وعليه يقومون بهذه المهمة مخلصين دون أن يشكّوا لحظة كيف اتفقت أهدافهم الإصلاحية مع ما ينادى به الغرب أصلا , ومنذ متى كان الغرب يريد الإصلاح والديمقراطية للعرب وهم أساسا من زرعوا بذرة الديكتاتورية والانشقاق منذ اتفاقية سايكس بيكو
!
والمناداة بالإصلاح والديمقراطية لابد أن يكون من داخل الأوطان لا من خارجها وبطريقة أهلها لا بطريق أعدائهم ,
فإن قلتم بأن الشعوب لا تريد أن تقتنع بمفاهيمكم وأنتم بداخلها , فكيف سيقتنعون وأنتم ترددون تلك الدعوات من الغرب ومن بلاد تحالفت ولا زالت تتحالف على مصالحنا ؟!
وبالنسبة للمناداة بالإصلاح الدينى المزعوم , لم يسأل العلمانيون ما هو سبب الاتفاق بينهم وبين الغرب فى المناداة بالتطوير الدينى الذى يعنى سلخ الدين من نفوس الناس , وكيف يتفق هذا مع دعم الغرب للجماعات الإرهابية ؟! وكيف يتفق هذا مع إيواء الغرب لقادة أعتى التنظيمات الإرهابية فى العالم ؟!
والإخوان وأضرابهم , حدثت معهم نفس القصة , فالقيادات العميلة تدفعهم من الخارج للتهلكة , وهم هناك فى الخارج حيث النعيم المقيم , ومع هذا صدّقهم أتباعهم رغم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحض أصحابه على الهجرة وبقي هو فى وطنه , وعندما قرر الهجرة للمدينة كان آخر من هاجر بعد أن اطمئن على وصول الجميع سالمين
بينما هؤلاء القيادات آمنون فى الخارج ويقفون صفا واحدا مع اليهود فى رغبتهم بتدمير الجيش المصري ؟!
بل بلغت بهم الخيانة لينادوا بضرب الأمريكيين لمصر , تطبيقا لمقولة أحد قياداتهم , وهؤلاء يعيدون ملة الخوارج من جديد , فقد قتل الخارجى ابن ملجم , إمام الأئمة على ابن أبي طالب رضي الله عنه , وهو يهتف ( الله أكبر إن الحكم إلا لله ) !!

الهوامش :
[1]ـ جريدة المقال ــ عدد الأحد 15 فبراير 2015
[2]ــ برنامج قرار إزالة من أروع الردود على العلمانيين , ومتوفر باليوتيوب
[3]ــ وللجاسوسية فنون ــ د. نبيل فاروق ــ دار سبارك للشر والتوزيع
[4]ـ طبعا لا ينطبق هذا على أكثرية المهاجرين العرب للغرب , فمعظمهم هاجر من بلاده وهو يحمل فى أعماقه إنتماؤه لدينه وبلده مهما تعرض للظلم والإقصاء أما الفئة القليلة منهم فهى التى وقعت فى فخ التغريب

قديم 02-19-2016, 03:54 AM
المشاركة 12
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قال الشاب : ولكن أليس غريبا أن تبرئهم من العمالة الواضحة وتقصرها على القيادات فقط دون الأتباع , وتقول بأنهم مؤمنون بالضلال ولهذا يظنون أنهم على حق !
قال الكاتب :
من الحماقات الكبري التى نرتكبها جميعا أننا نخلط بين الأشخاص والأقوال , والعلمانيون والإرهابيون وأذناب التشيع عندما يفعلون ذلك , فهم يفعلونه لأنهم على باطل وينتهجون معنا الكذب والافتراء للتشويه , وبالمثل يقوم بعض الأطراف باستحلال اختراع التهم لهم , مع أننا لا نحتاج أصلا للافتراء لأنهم يرتكبون من المصائب ما يغنينا عن ذلك , فضلا على أن ديننا ينهانا عن الافتراء والظلم حتى للظالمين , فنحن لسنا مثلهم
بالإضافة أننى ــ كمسلم ــ المفترض ألا يعنينى من أشخاصهم شيئ أصلا , فلا توجد علاقة شخصية أو نفع شخصي أو ضرر شخصي أصابنا منهم بل الضرر كان عاما وجارفا للمجتمع سواء كان من العلمانيين أو الإرهابيين , وبالتالى فمشكلتنا ليست مع ذواتهم , ولهذا فلو أن أحدهم تراجع عما يفعل فلن يكن له منا إلا احترام هذا التراجع ,
إنما يعنينا الأفكار التى يروجونها ضد الدين والوطن والتاريخ ..
وهذا هو منهج أهل السنة من علمائنا القدامى , فأحدهم قيل له أنه يشتد فى نقد كتب الفيلسوف الصوفي محيي الدين بن عربي , فما يدريه أن ابن عربي ربما كان فى أعلى الجنان الآن ؟!
فرد العالم ردا مفحما , حين قال ما مؤداه :
( وما يعنينى من شأن ابن عربي نفسه سواء كان عند الله فى منزلة الأنبياء أم فى منزلة إبليس , أنا يعنينى فقط كتبه التى تركها , وأفكاره التى نشرها فى حياته , وربما كان قد تاب وتبرأ منها , ولا أحد يدرى ذلك , لكن الناس لم تعرف بتراجعه ــ على فرض وجود التراجع ــ وبالتالى فنحن لا نملك إلا نقد هذه الأفكار وبيان كفرياتها لأنها منتشرة بين الناس , )

كما أن هناك دليلا من تاريخ أهل السنة يوضح لك كم كانوا منصفين ,
فالإمام أبي الحسن الأشعري الذى ابتكر مذهب الأشاعرة فى العقيدة , هذا الرجل له تجربة فريدة فى تاريخ الفكر والعلم , فهو الرجل الوحيد الذى ابتكر مذهبا وتبعه كثير من الناس , ثم تاب عن هذا المذهب وتبرأ منه تماما وعلانية ,
ومع هذا رفض أتباعه تراجعه , واستمروا حتى يومنا هذا يقولون بأنهم أشاعرة على المنهج الأشعري ويرفضون قول أهل السنة من أن زعيم الأشعرية تراجع عن أفكاره علانية وسجلها فى آخر كتاب له هو ( الإبانة عن أصول الديانة ) ويقولون بأن هذا الكتاب مدسوس عليه ! , فلو كان أهل السنة يلفقون الكتب للناس كما يفعل المبتدعة , فلماذا لم يفعلوا هذا مع كافة رؤساء أهل البدع , فيزوروا لزعماء المعتزلة وزعماء الشيعة والخوارج , وغيرهم !!
فليس الافتراء من عادة أهل السنة ولهذا أنصفوا الأشعري وقبلوا تراجعه , ولم يهاجموه بعدها أبدا بل اقتصروا على مهاجمة الأفكار الأشعرية التى تمسك بها أتباعه
وبالمثل فى عصرنا الحاضر ,
نهاجم كتب طه حسين رغم أن هناك إشاعة غير موثقة تقول بأنه تاب عن كتاب الشعر الجاهلى وبقية كتبه , ونحن لا نعرف ذلك ونتمنى حدوثه , لكن العلماء مضطرون لمهاجمة كتبه لأن العلمانيين نشروها على نطاق واسع ويصرّون عليها , فماذا نفعل ؟!
بل إن علماء السنة كتبوا وحذروا من الافتراء على أهل البدع تحت تأثير الغضب مما يفعلون , وذلك عندما لاحظوا أن بعض العلماء يزيد من التشنيع وترويج الاتهامات بلا سند أو قرينة , واشترطوا توافر القرائن للاتهام , وهذا الإنصاف منهج متكامل لدى أهل السنة , ولكن أهل البدع يضطرون اضطرارا للافتراء لأنهم لم يجدوا طريقا غير ذلك للطعن ,
وهناك فارق أشد أهمية ..
فأهل البدع يتحالفون مع بعضهم البعض على السنة , ولا يتبرءون من أى جريمة يقع فيها أحدهم بل يناصرونه فى الحق والباطل , ولهذا قامت قيامة العلمانيين فى مصر للدفاع عن طه حسين ونصر أبو زيد رغم أن هؤلاء لم يقتصروا على الطعن بالدين بل ارتكبوا جريمة علمية متكاملة الأركان , إما بسرقة أفكار المستشرقين وانتحالها كما فعل طه حسين "[1]" , وإما بالوقوع فى الجهل الفادح كما فعل نصر أبو زيد "[2]"
بينما أهل السنة هم أنفسهم من أفردوا الكتب والخطب والمحاضرات فى الرد على بعضهم البعض فى أى أخطاء , بل إن الردود كانت فى بعض الأحيان تتسم بالشدة والغلظة إن كان الخطأ كبيرا ومؤثرا , والعالم الذى ارتكبه عالم كبير يتبعه الناس , ولهذا تجد فى التاريخ مصنفات شهيرة من العلماء ضد الآراء الخاطئة مليئة بالردود العنيفة ولكن مهما بلغ عنفها فهى لا تتجاوز إلى السب الشخصي أو التجريح أو الإسقاط الكلى للعالم للمخطئ
وتاريخ أهل السنة فى الحيادية تغص به الكتب ,
ويثير أبلغ آيات الإعجاب , فلم يمنعهم حتى الاختلاف المذهبي من إنصاف مخالفيهم لو كان من ظلمهم هم أتباعهم أصلا , فتخيل درجة الحيادية ؟!
فمثلا الإمام ابن الجوزى عندما صنف كتابه فى الموضوعات , واتهم بعض أحاديث مسند الإمام أحمد ابن حنبل بأنها موضوعة , ولم ينجح ابن حنبل فى كشفها , قال هذا الكلام رغم أنه ــ أى ابن الجوزى ــ حنبلي المذهب ,
فمن رد عليه ..؟!
الذى قام بالرد عليه وتصدى للدفاع عن مسند ابن حنبل كان هو الإمام ابن حجر العسقلانى رغم أنه شافعى المذهب , فكتب كتابه ( القول المسدد فى الذب عن المسند )
وتطبيقا لتلك المبادئ ,,
فلا يعنينا إن كان إبراهيم عيسي أو غيره يكتبون ذلك عن طريق تحريض غيرهم لهم , أو بسبب مكاسب مادية من أطراف معادية , أو يكتبون ذلك عن اقتناع بالباطل والغرور بالرأى , فكلها سيان , المهم أنهم ارتكبوا الطعن ولا زالوا مصرين عليه

قال الشاب : يبدو أن الموضوع أكبر مما تصورت ..
أكمل الكاتب :
لهذا فليس مطلوبا ممن يتصدى للدفاع عن السنة أو التاريخ أن يشغل نفسه كثيرا بدوافع المهاجمين , إلا لعلة واحدة فقط وهى تصنيف المهاجمين لرؤية من يستحق الرد ومن لا يستحق ,
فالمأجور لأداء دور ما فى مهاجمة السنة فى مقابل أيا كان نوعه أو لمجرد الشهرة , وفى نفس الوقت هو نفسه غير مقتنع بهذه المهاجمة , فهذا لا يستحق حتى ذكر اسمه , لأن يقوم بدور الكومبارس ليس إلا , أى أنه لا يقوم بذلك تحقيقا لرسالة أو نصرة لفكرة معينة فهذا يكفي فقط كشف جهله الذريع وبيان أنه لا يعرف حتى طريقة الهجوم وبالتالى فمن مضيعة الوقت أن نشغل أنفسنا بتعقبه بل يجب أن نعود بالرد على ولاة أمره ودافعى أجره فمن العبث أن نعطى لهؤلاء الشراذم قيمة وحالهم ظاهر لكل مـتأمل ,
وعليه فالرد يكون على من دعمه وأرسله
والنوع الثانى هو الذى يقوم بالدور ابتداء بسبب هدف يسعى إليه , وهذا الهدف إما نصرة الفكر المعادى للسنة اقتناعا به أو نصرته لمجرد الكيد فى أهل السنة وغالبا ما يكون قد وقع لهذا الشخص مع بعض أهل السنة فى خصومة أو أخذ انطباعا معينا عنهم فهذا النوع تدفعه كراهية السنة وأهلها للتعاون ضد كل من يهاجمها
ومواجهة هذا النوع تكون بمحاولة نقاش الشخص نفسه , أو بيان خطورة ما يفعل ومحاولة جره من مستنقع الشبهات , فإن عجزنا اكتفينا برصد تناقضاته والرد على شبهاته لأنه للأسف يفعل ما يفعله اقتناعا بالعدوان ,
والذين يردون على إبراهيم عيسي عن طريق كشف تناقضاته وحسب , هؤلاء أجدى وأوقع فى الرد من الذين ينجرون خلف الشبهات التى يطرحها , لأن الاهتمام بالشبهات له شرط جوهرى وهو أن تكون الشبهات لها قيمة واقعية على الأقل , أى أنها يمكن أن تضل الناس ,
أما إن كان طارح الشبهات من عينة الكذابين والملفقين فيكفينا هنا بيان كذبه المتعمد للناس وتدليسه على كتب التراث بأدلة متوافرة ومتضافرة تبين أن كذبه هنا متعمد ومتكرر وليس سهوا أو خطأ لا, وبالتالى لا نهتم بشيئ يطرحه بعد ذلك ولو ظل لألف عام يشنع على أهل السنة ,
أما إن كان من عينة إبراهيم عيسي ومن سار على دربه , فهنا لا نهتم بما يطرحه بقدر ما نهتم بالتركيز على أسلوبه نفسه ,
نظرا لضحالة مستوى الشبهات التى يطرحها ــ هذا إن جاز تسميتها بالشبهات أساسا ــ فالذى يتأمل نشاطه فى الشهور الأخيرة يعتقد يقينا أن إبراهيم عيسي يخرج على الهواء دون أى إعداد مسبق لما يقول ويفتى بكل ما يجول ما بخاطره ويقفز على لسانه وكأن عقله لا سيطرة له على جوارحه !
والغريب أنه دوما ما يظهر منتفخا بالغرور زاعقا وصارخا ومطالبا للناس بأن تقرأ وتفتح الكتب حتى أن المُشاهد للأسلوب العنترى الواثق الذى يتبعه يظن بالفعل أنه على حق !!!
مع أن عباراته وشبهاته التى يطرحها لا يمكنها أن تصدر عن رجل فتح المصحف نفسه فى حياته ولو لمرة واحدة هذا فضلا عن كتب علوم الشريعة وإلا بالله عليك أخبرنى كيف يمكن أن يخرج عيسي وبمنتهى الجرأة يقول أنه لا وجود للفظ ومفهوم الشريعة الإسلامية لا فى القرآن ولا فى السنة ؟!!! "[3]" ,
وذات مرة يخرج فيقول بأن الحجاب لا أصل له فى الشريعة ولا القرآن , فانظر إلى غباء الإستدلال حيث ذهب إلى المفهوم العامى لكلمة ( الحجاب ) وأنزله على المفهوم الفصيح فى القرآن بمعنى الساتر غافلا عن أن حدود عورة المرأة ووجوب ستر شعرها لم يأت فى القرآن بمعنى الحجاب الدارج فى العامية وإنما جاء بصيغة الأمر بستر العورة
وفى أحد عناوين صحيفته الجديدة يخرج بعنوان أن النبي عليه السلام لم يكن سنيا !! ,
ولست أدرى من أى مدمن مخدرات استقي هذه العبارة ؟! وكيف لم ينبهه داعموه أن هذه العبارة الكاشفة عن حقد دفين لكل ما يمت للسنة بصلة , هى عبارة فى الأصل تمثل فضيحة له فكيف ينتسب صاحب السنة إلى سنته بينما العكس هو الصحيح , وهل يمكن لأحد أن يقول مثلا أن الشافعى لم يكن شافعيا أو ابن حنبل لم يكن حنبليا
!!
ومرة أخرى يخرج فيقول بأن من يزعم أن فى الإسلام ثوابت هو متجمد ولا يعرف عن الإسلام شيئا ولا وجود لقاعدة معلوم من الدين بالضرورة !!
وأنا لا أكاد أفهم كيف يمكن أن يتفوه عاقل بمثل هذا الكلام ؟!
فلو لم يكن فى الإسلام ثوابت فماذا نسمى أركان الإيمان وأركان الإسلام الخمسة والفرائض , هل نسميها متغيرات تخضع للتطوير والتحديث ؟!
وهل يمكن أن يأتى فى هذا الزمن الغريب من ينادى بتطوير وتعديل شهادة التوحيد أو ينكر وجود الوحى أو وجوب الموت على كل حى , أو البعث والحساب !!
وهل يمكن لعاقل يحترم نفسه أو يحترم حتى مشاهديه , أن ينفي وجود الثوابت فى أى مجال من مجالات الحياة , حتى فى مجال الأخلاق والفضائل !
لهذا قلت إن كلام إبراهيم عيسي لا يحتاج إلى علماء أو باحثين فى الفكر الإسلامى للرد عليه بل هو بحاجة إلى طبيب نفسي متخصص ليحاول معالجته من الهلاوس السمعية والبصرية التى يتفوه بها كلما ظهر على شاشة قناته أو امتشق قلما فى صحيفته ,
وبالمناسبة أنا هنا لا أسبه أو أنتقص منه ,
فوالله إنى أتكلم عن واقع حقيقي فالغرور عند إبراهيم عيسي بلغ حد المرض النفسي وعقدة العظمة , بالإضافة إلى أن هذه العقدة أنتجت لديه تناقضات صارخة جعلت حتى عوام الناس من المشاهدين تدرك أن الرجل مصاب بالفصام يعيش كل يوم بشخصية وقناعات تختلف كل ساعة !
قال الشاب متحسرا :
عندما تابعنا إبراهيم عيسي منذ الإصدار الثانى للدستور فى عام 2004 م , كان سر انبهارنا به هو تصورنا أنه ذو مبدأ وثوابت أخلاقية ومهنية لا تتراجع , وحقيقة لا أدرى ماذا أصابه بعد الثورة , فما كان يكتبه قبل الثورة وبعد الثورة خلال حكم المجلس العسكري لا يمكن أن يتناسب مع ما كتبه فى الفترة التى امتدت من حكم الإخوان حتى فترة الإطاحة بهم ! حتى أننا صنعنا له فيديو ساخر نقارن فيه بين تحولاته العجيبة ونفسر هذه التحولات بأن كائنات فضائية خطفت إبراهيم عيسي الأصلي وجاءت بآخر ينتحل شكله ولكن بقناعات مضادة ..
أكمل الكاتب :
ولكن ينبغي ملاحظة أننا لا ننكر على أى إنسان أن يغير مواقفه وقناعاته طبقا لما يتوافر له من معلومات جديدة أو مراجعة خطأ بشرط أن يعلن تراجعه وأسبابه ومبرراته , كما أن هذا التغيير يجب أن يظل فى حدود المتغيرات أما تغيير الثوابت فهذا هو النفاق بعينه أو على الأقل هو اضطراب نفسي لا شك فيه , وإلا فكيف يمكن لعاقل أن يصدق أن كتابات إبراهيم عيسي قبل الثورة التى تم نشرها وتوثيقها فى كتب متتابعة هى ( اذهب إلى فرعون ) و ( لدى أقوال أخرى ) و ( شهادتى عن مبارك وعصره ومصره ) ثم كتاب ( تاريخ المستقبل ) , هذه الكتب إذا وضعتها جنبا إلى جنب مع كتابه ( ألوان يناير ) الصادر بعد الثورة ستضرب كفا بكف !
وليت الأمر اقتصر على هذا بل إنك لو أمسكت بكتاب ( ألوان يناير ) والذى يعالج فيه فترة حكم المجلس العسكري ووضعته إلى جوار مقالاته فى جريدة التحرير وبرامجه المختلفة فى الفترة من منتصف عام 2012 وحتى فترة ما بعد ثورة 30 يونيو , لن تجد أبدا أى علاقة بين هذه المقالات وبعضها , ولا يمكن لأى متأمل محايد أن يقول بأن هذه المقالات هى لشخص واحد !
ولا أدرى حقيقة لماذا يفعل إبراهيم عيسي بنفسه ما يفعل , فهو لا يضر أحدا بجرائمه تلك إلا نفسه , وأجيال الشباب التى صنعت منه نجما وعملاقا صحفيا كانت هى نفس الأجيال التى أسقطته اليوم ومحت عنه كل فضيلة بعد أن تعامل مع شباب الثورة بمنطق الشيطان
( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برئ منك إنى أخاف الله رب العالمين )
وهذا بالضبط ما فعله عيسي مع حركة 6 ابريل , فقد كانت الحركة فى بداياتها وطنية خالصة ولا علاقة لها بمنظمات الغرب ولا أنشطتها , وبعد الثورة وانتشار أمرهم استقطبتهم الأذرع الإعلامية والسياسية الغربية وكررت معهم لعبتها الأثيرة بأن جعلتهم نجوما فى الفضاء الإعلامى العالمى ,
وبحسب رواية أحمد ماهر ــ مؤسس الحركة ــ كان إبراهيم عيسي يشجعه على قبول التمويل الأجنبي رغم خشية المهندس الشاب من عواقب ذلك , وأخذ إبراهيم عيسي يقنعه بمختلف الوسائل أن من حقه الحصول على تمويل خارجى أسوة بالحكومة المصرية التى تأخذ هذه المعونات ! ,
وعضّد إبراهيم عيسي كلماته بعدة مقالات قبل وبعد الثورة تسخر من اعتبار التمويل الأجنبي مصدر شبهة أو مصدر اتهام بالخيانة بل بالغ كعادته فى التطرف إلى اعتبار الإستقواء بالخارج سياسيا هو من قبيل النضال المشروع ضد نظام مبارك ! ,
وبعد ثورة يونيو وفور إلقاء القبض على أحمد ماهر وشلته تبرأ منهم إبراهيم عيسي واتهمهم بأنهم شباب غرير بلا رؤية ومُـخترقون , ثم قال فى بساطة مدهشة بأن ثورة يناير أصبحت صنما يعبده أصحاب الهوى , وأن هؤلاء الشباب يمتازون بالسذاجة المطلقة عندما ينتقدون الجيش , رغم أن إبراهيم عيسي نفسه كان أول من قدح زناد هذا النقد أيام المجلس العسكري !!!
وبالطبع لا يمكننا أن نعيب على ماهر وشلته من أن يشدوا شعورهم أو يقطعوا شرايينهم من هذا التحول الخرافي
!

وإبراهيم عيسي فى مقالاته القديمة التى كانت تحترق بالسخرية من حكاية الضربة الجوية لمبارك حتى أنه قال ( ليت مبارك ضربنا نحن بالضربة الجوية وذهب ليحكم إسرائيل ثلاثين عاما ) , كان هو نفسه إبراهيم عيسي الذى أخذ يكيل المدائح لمبارك بعد ذلك باعتباره أحد أبطال أكتوبر وصاحب الضربة الجوية وأن هذه حقيقة شاء من شاء وأبي من أبي !!!
أما النكتة التى أضحكت مصر كلها على إبراهيم عيسي فهى قصة محاكمة القرن ,
فعيسي كان هو صاحب البلاغ الرئيسي الذى يتهم مبارك والداخلية بقتل المتظاهرين فى الثورة , وهذا معناه ــ بالنسبة لمن يفهم ألف باء قانون ــ أن صاحب البلاغ متيقن من صحة اتهامه بغض النظر عن ثبوت الإتهام بعد ذلك أمام المحكمة من عدمه , لكن الفيصل هنا هو قناعة صاحب البلاغ بصحة الإتهام وإلا لما جاز له أن يتقدم به أصلا
وتم الحكم على مبارك بالمؤبد هو وحبيب العادلى ثم تمت إعادة محاكمته وتم استدعاء إبراهيم عيسي للشهادة مجددا ليفجع الجميع بنفي رؤيته لأحداث قتل المتظاهرين , وينفي التهمة عن الداخلية تماما , وهذا معناه نفيها عن مبارك بطبيعة الحال , ثم خرج فى الإعلام هائجا مائجا يبرر ذلك بأنه لا يقبل أن يشهد الزور وأنه نطق بما رآه ولو أن أحدا غيره رأى الشرطة تقتل المتظاهرين فعليه بالشهادة !!!
وبالقطع لنا أن نمسك السماء بأيدينا ونحن نتساءل كيف تقدمت أنت نفسك بالبلاغ واضحا وصريحا فى اتهام الداخلية ومبارك بقتل المتظاهرين ؟!!
فإن كنت لم تر بنفسك حوادث القتل كما تدعى , فهذا معناه أنك كنت تفترى على الداخلية ومبارك لا سيما وأن شهادتك الأولى جاءت بحكم المؤبد للمتهمين , وإن كنت رأيت الحوادث فكيف نفيت هذا فى إعادة المحاكمة ,
فإبراهيم عيسي فى الحالتين شاهد زور لا محالة , بغض النظر عن صحة اتهام مبارك والداخلية بقتل المتظاهرين من عدمه
وأنا لا أريد أن أسرد كمية التناقضات التى تتسع لمجلدات فيكفينا هذه النماذج لنعلم أننا أمام شخص قتلته ذاته وانسحقت شعبيته وسقط من أعين الناس فعليا , وممارساته الأخيرة تجاه الشريعة وعلومها والأزهر ورجاله هى مجرد فصول فى رواية نهايته التى يكتبها لنفسه

تساءل الشاب :
ولكن لماذا يدعمه الشيعة ــ إن صح دعمهم ــ وهو بالفعل من خلال استطلاع موقف الناس منه على شبكات التواصل أصبح فعليا غير مؤثر ..
قال الكاتب مبتسما :
هناك مقولة شهيرة للإمام جعفر الصادق عن الشيعة المنتسبين إليه قالها بعدما رأى حالهم , أن الحماقة من صفاتهم الأثيرة , وأنا هنا لا أعنى العوام منهم , فعوامهم مثل عوام أهل البدع معذورون بالجهل أو التأويل ومن الممكن التماس العذر لهم فى هذه القناعات الغريبة التى يعتقدونها باعتبار أنهم ورثوها معرفيا عن آبائهم وأجدادهم ,,
أما المراجع والقادة والمخططون فهؤلاء لا عذر لهم قطعا لأنهم دخلوا إلى الحوزات وتعلموا فيها وشاهدوا بأعينهم حقيقة دين الشيعة "[4]" , ولهذا فكل منهم يقبل بدوره من الناحية الدنيوية البحتة نظرا لأن المراجع والحوزات تسيطر على أموال الدولة الإيرانية تماما بل وعلى سياستها الخارجية أيضا وفق نظام ولاية الفقيه , هذا فضلا على سيطرتهم التامة على أتباعهم بكل ما يقتضيه هذا من تحصيل وافر للأموال التى يدفعها عوام الشيعة لمراجعهم تحت باب ( الخُمس ) وبالتالى فالدولة الإيرانية الآن لا تنشر التشيع بهدف نشر دينها الخاص أو حتى وفق رؤية الشيعة القدامى للتشيع , فأمر الدين خارج نطاق اهتمامهم الذى ينصب على النفوذ والسيطرة على الحكم فى المنطقة بأكملها , وبالتالى لن يستطيعوا تفعيل هذه السيطرة بغير تفعيل المد الشيعى لأن طبيعة دين الشيعة ذاته قائمة على الطاعة العمياء من الأتباع ,
والمرجع أو العالم الذى يفكر فى أن يغرد خارج السرب أو يستيقظ ضميره فيحاول البوح بما يراه , فمصيره معروف ويتراوح بين القتل والإعتقال إلا لو نجح فى الهروب , وقد هرب بعض الرموز المؤثرين من هذه الدوامة وكتبوا محاولين التصحيح مثل موسي الموسوى وآية الله برقعى والمفكر على شريعتى وأحمد الكاتب ولكن المرجعيات لم تتركهم بالطبع وتعقبت كتبهم وشخصياتهم بالتشهير والإسقاط
ونظرا لأن المراجع تمتلك تحت يديها دولة كاملة هائلة الموارد مثل إيران , فلهذا هم يتوسعون بكافة سبل الإغراء لمواجهة دول السُنة بالذات فى مصر والسعودية , ونفوذهم فى الخليج والهلال الخصيب له ما يبرره لأن هذه المناطق بطبيعتها كان للشيعة فيها وجود تاريخى كما أنها تتميز بتعدد الأعراق والقبليات والعصبيات ,
أما مصر فالأمر مختلف جذريا ..
وقد تعددت محاولاتهم كما قلنا فى العصر الحديث ولم تنجح من بداية القرن العشرين وحتى اليوم , ورغم أنهم تمكنوا من اختراق بعض المؤسسات والطرق الصوفية إلا أن هذه الإختراقات بلا جدوى والسبب فى ذلك هو الغباء المنظم الذى تتميز به خططهم ,
فمصر بلد ذات عرق واحد والمواطنون فيها ــ باعتبارها أقدم دولة فى التاريخ ــ ينظرون للحكومات على أنها مُـعامل الإستقرار وبالتالى لا وجود للعصبيات هنا , كما أن مصر تتميز بميزة متفردة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء , وهذه الميزة هى التى أثنت عليها نصوص القرآن والسنة وأقوال العلماء , وجلبت لمصر مودة ومحبة كافة العرب والمسلمين , ألا وهى التميز بالإنتماء الفطرى للدين منذ نزول إدريس عليه السلام وحتى دخول الإسلام لمصر ,
وبالقطع ليس معنى هذا أن هذه الميزة صفة لصيقة بالمصريين وحدهم بل هى عامة على سائر بلاد المسلمين , ولكن التميز الذى أعنيه هو الطبيعة الخاصة فى مصر وتاريخها مع التدين
ومقولة أن الشعب المصري متدين بطبعه ــ وهى المقولة التى يسخر منها بعض المصريين الآن ــ ليست مقولة خيالية , ولكن هؤلاء الناقدين لم ينتبهوا لدلالتها , فليس معنى أن الشعب المصري متدين بالفطرة أنه شعب من الملائكة أو أن التدين معناه الإلتزام والبعد عن الفواحش من الشعب بأكمله !!
ليس هذا هو المقصود ..
إنما المقصود أنه رغم أن التدين الفطرى منتشر بين العوام , إلا أن مفهوم الإنتماء للدين موجود حتى بالنسبة لمن يتورطون فى الفواحش والمعاصي , وأعنى به أنهم يحترمون التدين الحقيقي الصادق البعيد عن النفاق , وأعماق الناس هنا فيها غيرة حقيقية على الثوابت الدينية , ولهذا لا يقبلون على أولادهم غير ذلك حتى لو كان الآباء أنفسهم مـُـقصّرون ,
وهذه الصفة بالتحديد هى التى أثارت جنون العلمانية ودعاة التغريب فهم منذ قرن كامل يحاولون تغيير قناعات العوام وبث روح الفوضي تحت مسمى التحرر ومع ذلك لم ينجحوا وظل الناس ينظرون باحتقار لأصحاب المعاصي مهما امتلكوا ناصية الشهرة والإعلام وظلوا أيضا ينظرون بعين التقدير لأى متدين حقيقي مهما كان فقيرا أو مضطهدا , وهذا السبب نفسه هو الذى دعا المصريين لإسقاط الإخوان بعد اكتشاف نفاقهم وتجارتهم بالدين , ولو كان الإخوان صادقون فى ذلك وشعر منهم الشعب بهذا ما أمكن لأحد أن يثير الشعب ضدهم أبدا
ومنذ دخل الفتح الإسلامى بقيادة عمرو بن العاص تجذّرت أصول الفكر السنى فى مصر حتى بين العوام فضلا عن العلماء عبر الأجيال , والصحابة وآل البيت معا مصهورين فى بوتقة واحدة فى قلب كل مصري ولهذا عجزت دولة العبيديين عن نشر التشيع الإسماعيلي فى مصر رغم استخدامهم القهر والإرهاب ,
ولكن الدولة الصفوية فى إيران نجحت فى ذلك وحولت إيران من معقل لأهل السنة إلى دولة شيعية نسبيا بسبب وجود الأعراق المتعددة فى بلاد فارس , وبسبب وجود القومية الفارسية التى تعادى الإسلام بشدة بعد انهيار دولتهم بسهولة لم يتوقعها أحد أمام جيوش المسلمين , فلم يصمدوا مثلما صمدت الإمبراطورية الرومانية
وبالمناسبة ..
ليس الذى يمنع المد الشيعى فى مصر هو وقوف الأزهر وأصحاب النشاط السلفي فى مواجهتهم , فالأزهر وائتلاف الصحب والآل الذى يقوده مجموعة من خيرة شباب الباحثين يمثل فقط رأس الحربة , أما المانع الرئيسي فهو الشعب نفسه , وقد ظهر هذا بوضوح تام فى ردة فعل العوام على محاولات البهائية والشيعة إعلان شعائرهم بعد أن استشعروا القوة , فتدخلت جماهير الناس العادية ومنعوهم بالقوة المفرطة ..
قال الشاب :
هل معنى هذا أن الشيعة الموجودين فى مصر غير مؤثرين أيضا رغم الدعم الهائل الذى يمتلكونه ؟!
أجاب الكاتب ضاحكا :
ربما تندهش لو قلت لك أنه حتى المتشيعون المصريون أنفسهم لا يخدمون التشيع عن قناعة كما يتصور الإيرانيون , وأكاد أقسم أن معظم المتشيعين المصريين لو سقط الشيعة فى إيران وتوقف الدعم الخارجى لهم لنفض هؤلاء أيديهم من الشيعة والتشيع نهائيا , وقد ظهر هذا واضحا فى مجموعة من المنتسبين للتشيع حين قاموا بالإستيلاء على مبالغ طائلة تحت بند نشر التشيع وفروا بها ..
وحتى هؤلاء الذين استلموا الأموال الطائلة بغرض الإنفاق على مراكز بحثية للشيعة ومكاتب لزواج المتعة ومكاتب أخرى تحت زعم البحث العلمى فيها مرتبات منتظمة لمن ينضم إليهم ,
كل هذه الأنشطة لا يعلم الإيرانيون أنها أنشطة شبه صورية , وأن الشيعة المصريين نصابون محترفون يأخذون الدعم الهائل وينشئون به المكاتب المبهرجة ذرا للرماد فى العيون ويبعثون بإحصائيات خرافية عن انتشار التشيع فى مصر بينما الحقيقة على أرض الواقع تقول بالعكس تماما ! ,
بمعنى أنهم يتعاملون بالنظرية العامية الشهيرة فى مصر ( ريـّــح الزبون !! )
وما يثير الضحك حقا أن بعض المراجع فى إيران ولبنان مقتنعون بصدق الإحصائيات الوهمية ويحلمون باليوم الذى يصبح الشيعة فى مصر بالملايين !
وأجهزة الأمن المصرية تعلم هذه الحقيقة علم اليقين ولهذا السبب فهى تتركهم وغيرهم لمعرفتها التامة بحدودهم , كما أن نشاط المخابرات الإيرانية فى مصر مرصود رصدا تاما , ولكن بدون أى إعلان انطلاقا من السياسة الأمنية التى لا تـُــفجر القضايا الكبري إلا إذا خرجت عن حدود السيطرة , أما إن ظل الحال كما هو وظل الشيعة فى مصر تحت مجهر الرقابة والسيطرة فلا بأس من منحهم حرية محدودة للحركة بل وللتمويل أيضا حتى تأتى اللحظة المناسبة وساعتها سيلاقون نفس مصير الإخوان , فالغباء صفة مشتركة بين الجانبين

الهوامش :
[1]ـ سطا طه حسين على أفكار المستشرق اليهودى مرجليوث فى كتابه الشعر الجاهلى وكشف هذه السرقات محقق التراث الشهير محمود شاكر وكذلك الرافعى فى رده على طه حسين
[2]ــ وقع نصر أبو زيد فى جهالات لا يمكن قبولها حتى من طالب بكلية الآداب وذلك عندما هاجم الإمام الشافعى مدعيا أنه نافق دولة بنى أمية بعد أن أغروه بالمناصب رغم أن دولة بنى أمية سقطت قبل مولد الشافعى أصلا بخمسة عشر عاما كاملة !!
[3]ــ أنا إلى الآن لا أستطيع فهم مقصود عيسي من جزمه على عدم وجود مصطلح شريعة إسلامية , والغرابة ليست فقط فى وجود المصطلح ( شرعة وشريعة وشرع ) فى القرآن والسنة , بل الغرابة فى أن النفي ذاته يتصادم حتى مع المنطق إذ كيف يمكن تخيل وجود دين بدون شريعة ووجود قانون بلا تقنين , وماذا نسمى العبادات وقوانين المعاملات هل هى معدومة مثلا أو غير وجودة أم أن هذا الموهوم يعتبرها مجرد خواطر !! ؟!
[4]ــ لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة كتاب ( سفراء جهنم ــ الجزء الأول ) ـ للكاتب ـ موقع صيد الفوائد

قديم 02-19-2016, 04:03 AM
المشاركة 13
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قال الشاب :
ومن أين جاءت لك هذه المعلومات وهذه القناعات ؟!
أجاب الكاتب :
بالنسبة لحقيقة نصب الشيعة المصريين على المراجع فى إيران ولبنان هذه مسألة تكررت كثيرا وبعضها تم إعلانه حتى فى الصحف مثل قضية ( صالح الوردانى ) , والخلافات المحتدمة بين الشيعة المصريين أنفسهم كشفت هذا الأمر تطبيقا للمثل الشهير إذا اختلف اللصان ظهر المسروق , كما أن ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل لديه وقائع عن تلك الأمور تفوق كثيرا ما تم إعلانه ..
بل لو أردت مثالا معاصرا عن عمليات التغفيل الشيعى ,
فعندك الجريدة الجديدة لإبراهيم عيسي المسماة بالمقال , فهى جريدة ممولة بالكامل كما قلنا لأنها بدون أى إعلانات فضلا على ثمنها البخس وأتحدى القائمين عليها أن يعلنوا عن نسبة توزيعها اليومى فى مصر , ولا يوجد عاقل يقول بأن نسبة توزيع جريدة متخصصة وغير خبرية وغير جالبة للإعلانات وثمنها جنيه واحد , يمكن أن تغطى نفقات إصدارها أو حتى طباعتها بشكل يومى فضلا على مرتبات العاملين !
ولا يوجد أى مطبوعة صحفية فى مصر ــ مهما بلغت شهرتها ــ تغطى نفقاتها ومكاسبها من التوزيع بدون الدعم الإعلانى , بل إن المؤسسات القومية للصحافة رغم إمكانياتها الهائلة وتنوع مصادر دخلها وعراقتها لا زالت منذ عصر مبارك تعانى من خسائر بالملايين !
فإبراهيم عيسي فى الحقيقة يبيع ( التروماى ) لمصادر دعم هذه الجريدة ــ وهم يستحقون على أية حال ــ رغم أنه يدّعى أن الجريدة ذاتية التمويل ولو كانت كذلك فهو حتما يهوى الخسارة !
أما بالنسبة لطريقة ومنهج تعامل أجهزة الأمن القومى المصري مع قضية التشيع , فهذه ليست مبنية على معلومات محددة تخص هذا الملف , بل هى فقط تحليل منطقي يستند إلى معرفة مسبقة بأسلوب المعالجة الأمنية الذى تتبعه مصر من خلال مراجعة وتأمل تاريخ أجهزة أمننا مع قضايا النشاط الدينى , بالإضافة إلى أنه قراءة منطقية مباشرة لعدد من الوقائع التى حدثت فى السنوات الأخيرة لو أننا قمنا بجمعها معا سنخرج بهذه النتيجة بلا شك , وإلا فأخبرنى كيف ومن أين تتسرب فى رأيك الصور والوثائق والملفات التى يتم نشرها سواء فى الصحف أو مواقع الإنترنت لمن يستجيبون لزيارة إيران من العلماء أو الدعاة أو المبتهلين مع أنها زيارات تمت فى نطاق من السرية
قال الشاب :
هل تعنى بأن الشيعة يمكن أن يدعموا مشروعات شبه وهمية يظنونها مؤثرة
قال الكاتب :
ما في ذلك شك فـهُم يعتقدون أنه حتى لو كانت تلك المشروعات والمقالات والدعاية غير مؤثرة فيكفيهم أنها موجودة فى مصر !!
وهذا غباء كبير , فالدعاية السلبية تهدم ولا تبنى , وهى دعاية سلبية لأنهم يتحملون النفقات الباهظة ظنا منهم أن هذه الآلة الإعلامية واستئجار بعض الأقلام ــ التى لم يسمع بها أحد ــ يمكن أن يمثل نشرا وتأثيرا وصوتا إيجابيا للشيعة فى مصر , بينما العكس هو الصحيح على طول الخط ,
فوالله لولا نشاطهم الإعلامى فى مصر لما انتبه المهتمون لنشاط الشيعة وأهدافهم ولما تفرغ بعض الباحثين لتعقبهم , ولما اكتسبوا العداء الكاسح للتشيع بين أفراد الشعب المصري الذى كان يظن الشيعة والتشيع مجرد مذهب تقليدى لا يفترق عن المسلمين فى شيئ إلا فى التقدير الزائد لآل البيت , خاصة لو وضعنا فى اعتبارنا أن حزب الله فتن الناس كثيرا بخيار المقاومة ضد الإحتلال , كما أن الناس فى مصر كانت تتعاطف مع الشيعة بسبب تشدد التيار السلفي تجاههم وكانوا يظنون أن السلفيين يُـشنعون بالباطل على من يختلف معهم مثل الشيعة والصوفية
فجاء النشاط الشيعى بغباء منقطع النظير لينشر القناعات الحقيقية للتشيع فى الصحف والقنوات المصرية فاستفز الناس لمعرفة حقيقة التشيع , وعرفوه بالفعل بعد الواقعة الشهيرة لجريدة حزب الغد التى نشرت تحقيقا مدفوع الأجر بعنوان ( أسوأ عشر شخصيات فى التاريخ الإسلامى ) ووضعت بينهم طلحة والزبير وعائشة وأبو هريرة رضي الله عنهم !
وأحد المتشيعين المصريين عض بنان الندم على قبوله للمناظرة فى قناة ( صفا ) لأن أهله لم يكونوا على علم بحقيقة التشيع الذى ينتسب إليه فلما شاهدوه فى المناظرة مضطرا للإعتراف بما ورد فى أمهات كتب الشيعة أمام خصمه السنى , قاموا عليه بثورة وطردوه من منزل العائلة وتبرءوا منه ,
وهذا أيضا ما حدث مع عدد من عائلات المتشيعين المصريين الذين تم تقديمهم للمحاكمة بتهم سب الصحابة وازدراء الأديان وكان شهود الإثبات فى القضية من أبنائهم وزوجاتهم
والسبب الرئيسي فى ذلك يعود لغباء الطرح الشيعى الذى لم ينتبه إلى أن عوام المصريين لا يعلمون عن جرائم الشيعة شيئا , فليس هناك وجود سابق للتشيع فى مصر منذ طرد العبيديين , وبالتالى فالناس لم تكن تتخيل أنها ستسمع مسلما فى يوم من الأيام يسب أو يلعن الفاروق أو أم المؤمنين أو يسب الصحابة .. إلخ ,,
فهذه كلها كانت بالنسبة للمصريين خيال علمى !!
فلما أدركوهم لم يسمحوا لهم أصلا بالدفاع عن أنفسهم أو بمجرد المحاولة لسرد معتقداتهم والدفاع عنها , فالصحابة وآل البيت عندنا مسألة ليست محل للنقاش من الأساس , فأنت إن نزلت إلى أى شخص عامى فى مصر ودعوته للنقاش العلمى فى مسألة إيمان أو كفر عمر بن الخطاب , هل تتصور أنه سيدعوك إلى مائدة الحوار ! أو أنه سيمنحك حتى الفرصة لنطق عنوان الموضوع أصلا ؟!
قال الشاب ساخرا :
لو أننى فعلت هذا فلست أستبعد أن أتحول أنا شخصيا إلى الطبق الرئيسي فى المائدة ! ,
أكمل الكاتب :
بالضبط , ولو اجتمع الناس عليك ضربا واعتداء وجاءت الشرطة وسمعت بما يحدث فلا أستبعد أن يشارك أفراد الشرطة أنفسهم فى الضرب !
وهكذا انقلب المكر الشيعى والدعم المادى وبالا على الشيعة ووفروا علينا جهدا طويلا فى محاولات رد الشبهات
بينما لو اكتفي الشيعة بمجرد الدعوة لمذهبهم بهدوء ونعومة الثعابين وباستخدام التقية لربما نجحوا فى تحقيق بعض أهدافهم , لكننا نحمد الله على ارتداد مكرهم إليهم , وأذناب التشيع بما يفعلوه اليوم يخدمون أهداف أهل السنة فى الواقع ــ سواء أدركوا أو لم يدركوا ــ فيكفي أنهم منحونا الفرصة والشرف الكبير للدفاع عن الحضارة الإسلامية وثوابتها , ويكفي أن ترصد حركة الشباب على مواقع التواصل الإجتماعى الذين تركوا الإهتمام التقليدى بالأنشطة الشبابية وتفرغوا للبحث والقراءة فى التاريخ الإسلامى بعد أن تسبب الإعلام فى إثارة غيرتهم على دينهم
قال الشاب :
لكن من الضرورى أن نعترف أن حملة الشيعة تلك جرت خلفها تيارات أخرى لانتهاز الفرصة بالطعن فى الثوابت , لا سيما والظروف مهيأة بسبب تجربة الإخوان بالغة السوء فى الحكم
قال الكاتب :
وهذا ليس بدعا من الحوادث ,
فهذا هو نفس ما يحدث عبر التاريخ ألا وهو اجتماع الخصوم على أهل السنة من أهل البدع والملل , بل إن أصحاب البدع المتناطحة رغم عداوتهم لبعضهم البعض إلا أنهم إذا حاربوا أهل السنة فى حرب معينة اتحدوا مع بعضهم مهما كان بينهم من الخلافات والاختلافات ..
قال الشاب :
لنحصر إذا المهاجمين اليوم فى الحملة الماثلة أمامنا , وهى الحملة التى تقودها الجبهة الشيعية الإيرانية ويتحالف معها العلمانيون وأصحاب التيارات الإلحادية , فضلا على الخوارج الذين يهاجمون أهل السنة أيضا ويعمدون إلى مهاجمة فقههم الذي لا يخدم أغراضهم فى السيطرة على الحكم , فهل هناك فئات أخرى تهاجم السنة ؟!
قال الكاتب :
لابد أن أنبهك لشيئ هام قبل أن أجيبك عن الفئة الأخيرة التى تحارب معهم,
وهو أن التيارات البدعية والإلحادية التى تهاجم السنة ليس معنى هجومهم عليها أنهم لا يقصدون الإسلام ككل , فمهاجمتهم للسنة إنما هى أصلا لترك القرآن وحده بعيدا عن ضوابط التفسير فى آيات الأحكام , وبالتالى يتلاعبون بالآيات كما يرغبون ويحرفونها عن معناها الصحيح فينهدم الدين , وهذا الفعل يفعله سائر أهل البدع بلا استثناء ,
فالشيعة مثلا تفسر كل آيات القرآن بما يخدم معتقدهم فى عصمة الأئمة وأنهم الأرباب من دون الله , والخوارج يذهبون إلى آيات الكفار فينزلونها على المسلمين , والعلمانيون يذهبون إلى الآيات المُحكمة فيفسرونها بمنطقهم المعوّج تفسيرا يخالف كل الثوابت بل يخالف حتى ظاهر القرآن , وإذا عجزوا عن التأويل ذهبوا إلى القول بأنها آيات مخصصة فى زمن مخصوص لا تـُــلزمهم ,
وبالطبع الشيئ الوحيد الذى يقف سدا أمام كل هذه التفسيرات الباطلة هو وجود السنة النبوية التى تـُـفصّل مجمل القرآن وتوضح معانى الآيات العامة وتفصيلاتها والقواعد فيها والاستثناءات , إلى غير ذلك من الضوابط ..
وهذا الذى قلته لك الآن هو أوضح وأظهر دليل على حجية السنة النبوية وصدق قائلها عليه الصلاة والسلام وصدق نسبتها إليه ..
فلو أنك تركت السنة النبوية فسجد أمامك عشرات الفرق المتناحرة التى تدخل الدين بلا ضوابط معروفة وإنما يتبعون أهواءهم وفق ما يعن لهم , وهم جميعا يقولون بأنهم يحتجون بالقرآن ,
ورغم هذا فكل منهم يأتى بفهم وتفسير يضاد الآخر , والفريق الوحيد الذى يمتلك الضوابط المحددة لفهم نصوص القرآن هو فريق أهل السنة وهم الوحيدون الذين لا يتناقضون فى معانى آيات الأحكام أبدا , لأن الضوابط واحدة ..
ونعنى بآيات الأحكام ,
الآيات المؤسسة للشريعة والتى ليس فيها اجتهاد بشري بل هى آيات محكمة التفسير والتفصيل من النبي عليه الصلاة والسلام , أما باقي آيات القرآن الكريم فتضم اجتهادات عدة وهى موطن الإعجاز فى كل مجال بحيث يقوم المفسرون فى كل عصر بإضافة واكتشاف وجه إعجازى مختلف تحقيقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام عن القرآن ( لا يخلق من كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء )
قال الشاب :
هذه ملحوظة جميلة بالفعل , فلو أن هذه الفرق كانت على حق فعلا فى تمسكها بالقرآن فلماذا تناقضوا جميعا فى فهمه ؟!,
حتى أن الخوارج فسروه بما يخدم إرهابهم والعلمانيون فسروه بما يخدم انحلالهم , وهم جميعا لا يؤمنون بالسنة المروية عن طريق الصحابة لأنها تعطل انفرادهم بالتفسير ..
قال الكاتب :
بالضبط ..
أما الفرقة الأخيرة التى انضمت إليهم فهى بعض الأفراد الذين كانوا ينتسبون إلى الإخوان وغيرها من التنظيمات وقضوا فيها فترة طويلة من أعمارهم , ثم اكتشفوا بعد ذلك بطلان أفكارهم فتركوهم ..
تساءل الشاب : ولماذا يهاجمون السنة وقد تركوا هذه الفرق ؟!
قال الكاتب :
هؤلاء ليسوا جميعا فى تلك المعركة , بمعنى أن بعض التائبين من تلك الجماعات بدلا من أن تكون توبته عن أقصي اليمين إلى الوسط , جاءت توبته من أقصي اليمين إلى أقصي اليسار , وهذا الإتجاه له سبب نفسي بالأصل , فالتطرف يولد التطرف بطبيعة الحال , فأنت عندما تتربي عمرك كله على أفكار معينة متطرفة فى اتجاه معين , ثم ينكشف لك زيف هذه الأفكار ينطبق عليك المثل العامى ( اللى اتلسع من الشربة ينفخ فى الزبادى ) ..
وكردة فعل طبيعية تجد نفسك متخذا للجانب المضاد لما كنت عليه من أفكار ,
وهؤلاء الناس ــ ومعظمهم كانت نواياهم حسنة ــ لما عاشوا بين الإخوان وجماعات التكفير معظم عمرهم , ورأوا كيف أن هذه الجماعات تستخدم القرآن والسنة فى غير موضعها , لم يقفوا عند الحد الطبيعى وهو رفض فهم هؤلاء المبتدعة للنصوص وإنما ذهبوا إلى رفض تلك النصوص كلها , فمنهم من ترك الدين بالكلية , ومنهم من لم يستطع ذلك وذهب يفتش عن فكر يريحه من هذه النصوص فاتخذوا الجانب العلمانى الذى يرفض السنة النبوية ويتهمها بالتزوير وأخذوا يتحدثون اليوم فى مقالاتهم ولقاءاتهم الفضائية عما يسمونه الإسلام الجديد الذى يختلف عن إسلام التراث الذى أخذته الأمة من عهد الصحابة إلى اليوم !!

قال الشاب : ولكن ألم ينتبه هؤلاء إلى أن مقولتهم تلك فيها ما فيها من التخريف , فكيف يكون الإسلام محرفا من عهد الصحابة وحتى اليوم لحين ظهور فهمهم الجديد ؟!!
قال الكاتب :
لك أن تتخيل أن أحدهم كتب سلسلة مقالات على مدار شهور طويلة ينكر فيه أوضح وأظهر الثوابت فى الدين , والكارثة الكبري أنه يستدل على فهمه الجديد من آيات القرآن فيبتر بعض الآيات ويفسر بعضها الآخر على هواه , ثم يذهب إلى تفسيرات شاذة جدا ربما لم يسبقه إليها أحد مستدلا بحكايات خرافية لا أعرف مصدرها للآن !! , كما أنكر الفتوحات الإسلامية كلها وسماها خرافة واعتبر أن الصحابة ــ تخيل الصحابة أنفسهم ــ خالفوا أمر النبي عليه السلام وحرفوا تعليماته وقاموا بغزو البلاد بالقوة لتأسيس إمبراطورية دنيوية لهم , وليس لنشر الإسلام , وأن النبي عليه السلام لم يغز بلدا ولم يفتحه وكل حروبه كانت دفاعية !!
قال الشاب : ولكن هذا مخالف حتى لتاريخ السيرة
قال الكاتب :
المشكلة ليست فى ذلك فقط بل الكارثة أن يعتقد بأن الصحابة أنفسهم ــ وهم جيل الرسالة الذين نقلوها أصلا ــ حرفوا الدين وخالفوا أوامر ومقاصد الإسلام فى سبيل الدنيا !! , فلو كان الصحابة بهذه الأخلاق كيف لعاقل أن يؤمن بصحة القرآن الذى نقلوه إلينا , ولماذا لم يقل بأن الصحابة حرفوا آيات الجهاد وأضافوها للقرآن كنتيجة منطقية لاتهامه هذا !! ,
والأخطر من هذا كيف فعل الصحابة هذا والقرآن الكريم أغرق فى مدح الله تعالى لهم , وحفزنا للإيمان بمثل ما آمنوا هم به وذلك بنص القرآن ( فإن أمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) , أى أن إيمان الصحابة هو عين الإسلام ,
ثم يأتى هذا الرجل فيقول بأن إسلام الصحابة الذي استجابت له الأمة كلها هو إسلام التراث الذى يختلف عن الإسلام الحقيقي !
والقرآن نفسه يقول عن الله تعالى أنه علم ما فى قلوب الصحابة , فهل كان الله عز وجل لا يعلم بأفعالهم القادمة ؟!
سأل الشاب فى صدمة : هل تعنى أنه يؤمن بذلك فعلا ويشكك فى القرآن ؟!
قال الكاتب :
مسألة تشكيكه فى القرآن هى مرحلة قادمة حتما لو استمر على منهجه , والرجل بالفعل يبدو من كلامه أن الشيطان تلاعب به وأوقعه فى حيرة قاتلة , وللعلم فإن العلماء قالوا وحذروا من الانسياق وراء البدع والشبهات ــ مهما كانت ضئيلة ــ بسبب أن مجرد سلوكك طريق البدعة سيفضي حتما إلى الشرك والكفر فى مراحل قادمة , ولهذا على كل إنسان أن يحذر أشد التحذير من رد أى حديث صحيح عن النبي عليه الصلاة السلام لمجرد عدم استيعابه ,
وليس هذا معناه غلق النقاش ,
بل يمكنك كمسلم أن تناقش وتسأل كما شئت بشرط ألا تنكر الحديث نفسه ــ والسنة كلها من باب أولى ــ وحتى لو لم تجد من يقنعك بفهم مقصود الحديث وفق قناعاتك فلا ترد الحديث واستمر بالبحث حتى يهديك الله وكن واثقا من أن هناك حلا للشبهة ولكنك تعجز عن الوصول إليه
وهكذا هو طريق العلم ــ لا طريق الهوى ــ فطريق الهوى يسلك بك للإنكار فى البديهيات , بينما طريق العلم صعب وطويل وحتى فى العلوم التقليدية لم يذهب العلماء والباحثون إلى إنكار ما عجزوا عن فهمه بل واصلوا البحث وحتى عندما فشلوا تركوا المسألة للأجيال القادمة كى يصلوا للتفسير , مثلما فعل العلماء فى الطبيعة والطب والأحياء وغيرها ,
فمثلا وقف العلماء دهورا طويلة يبحثون عن سر حدوث الأمراض الفيروسية ومن أين تأتى ؟! ,
خاصة تلك الأمراض التى تتشابه أعراضها وتتكرر بانتظام على الرغم من اختلاف المرضي , فهنا اعتقدوا بحتمية وجود سبب واحد نظرا لاتفاق وتطابق الأعراض , ولكنهم لم يعرفوه , ورغم عدم معرفتهم لم ينكروا الواقع ــ وهو حدوث المرض ــ وجاءت الأجيال التالية ليصلوا إلى الحلول العلمية
أما من يجعل إيمانه ودينه أشبه بالإسفنج يستجيب لكل ضغط , فهو حتما سيفعل مثل هذا المشكك وسيستمر فى الإنكار حتى يصل للانسلاخ الكلى من الإسلام ما لم يتداركه الله برحمته
وقد قارب هذا الرجل على ذلك بعدما قرأت له مقالا فى أعياد الميلاد يمتدح فيه عقيدة المسيحيين ويصفها بأنها عقيدة سلام وأمان ومحبة !! ,
وأنا لا اعتراض لدى على وصف المسيحية الحقة وسائر الأديان السماوية بذلك , لكن المصيبة أن تصف المسيحية عموما بهذا رغم التحريفات الواردة فى كتبهم , والمصيبة الأعظم أنك قلت بهذا المدح مباشرة بعد سلسلة مقالات طويلة تصف فيها السنة النبوية ومن اعتنقوها بالإرهاب والدموية , ومقتضي كلامه ذلك هو المقارنة حتما بين العقيدتين !
قال الشاب : ولهذا فقد وقف مع حملة المهاجمين لاتفاق أهدافهم مع أهدافه ..
قال الكاتب :
والكارثة أن يظن نفسه بكلامه هذا داعية للإصلاح والتجديد , ودفعه هواه إلى ما هو أفدح , فنظرا لأنه قليل البضاعة جدا فى علوم التاريخ وعلوم الشريعة , اضطر إلى أن يردد بعض الأفكار التى لا يقولها طفل مسلم تعلم أبجديات الإسلام , فضلا على أنه اضطر إلى أن يقتبس من بعض أفكار المستشرقين وبعض أقوال الملاحدة لأنه لا يجد المصادر التى يغذى بها مقالاته كى تستمر !! ,
وبالطبع وجد من يشجعه ويحفزه ويلصق به ألفاظ العبقرية ليضموه إلى صفوفهم التى تفتقر إلى أى منتسب للإسلام والدعوة , وبئست التبعية , ويكفيه من الخذلان أنه وأمثاله يذهبون إلى كتب الشرع والعلم ــ لا بقصد التعلم ــ بل بنية وقصد البحث عن الثغرات التى يهاجمونها بها !!
قال الشاب :
ولكن هناك سؤال هام فى قولك أن هناك حلولا لأى شبهة حتى لو لم أصل إليها أنا كباحث شاب , ولكن كيف أفرق بين الإقتناع الحيادى وبين الهوى إذا رفضت كل تفسيرات من حولى
أجاب الكاتب :
الفارق بسيط للغاية ــ رغم دقته ــ فالذى يبحث بنية البحث العلمى لكن قلبه مطمئن بالإيمان , ستجده يقبل الحق فور ظهوره له أو يصل إليه بنفسه لو كانت الشبهة جديدة وليس لها حل معاصر , مع أن هذا الأمر صعب للغاية لأن كتب الرد على الشبهات احتوت أساسيات الحلول لكل شبهة تخطر على بالك ,
والباحث عن الحق بصدق حتما سيصل فهذا وعد الله لنا فى قوله تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ويقول أيضا ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
أما صاحب الهوى , فهو نفسه سيدرك فى نفسه أن هذا الحديث أو غيره يمثل له عقبة أمام شهوة يريدها , فهنا الأمر يختلف فهو ليس باحثا حياديا عن صحة حديث لم يستوعبه , بل هو باحث عن غرض معين يريد أن يوجد له طريقة شرعية وبالتالى سيرفض أى تفسير للحديث يعارض هذه الرغبة , وهذا هو الهوى المفضي للباطل
وبالعموم ..لابد للمسلم أن ينظر أين يقف , وهذه الطريقة تصلح لكل العوام ممن لا يستطيعون الخوض فى البحث العلمى , فأنت إن رأيت نفسك تقف على أرض واحدة مع أصحاب البدع أو أصحاب الإلحاد فى مواجهة ما أجمع عليه علماء المسلمين , فلابد لك عندئذ من أن تراجع موقفك سريعا لأنك تعلم بالضرورة أن جانب العلمانيين له أغراضه المعروفة , وهذا يفيدك بجانب الحق حتى لو لم تعلم يقينا حل الشبهة التى تحيرك
وكمثال ,
إذا كنت باحثا متأولا ونيتك حسنة ولكنك كتبت فكرة أو دعوت بدعوى وجدت فيها احتفاء وترحيبا كبيرا من إسرائيل أو الغرب , وعداء شديدا من بنى وطنك , فهنا لابد أن تشك فيما تعتقد حتى لو كنت مقتنعا بنواياك الحسنة لأنك تثق بحقيقة هامة راسخة وهى أن إسرائيل والغرب لن يؤيدوا مصريا أو مسلما فى شيئ يخدم إسلامه أو وطنه

قديم 02-19-2016, 04:09 AM
المشاركة 14
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تساءل الشاب :
نعم أعتقد أنها علامة صالحة فى شأن العلمانيين وأصحاب دعاوى التغريب لكن هل هناك علامة توضح الحق من بين الدعاة التيارات الإسلامية فى القضايا العامة ؟!
قال الكاتب :
نعم .. هناك علامات قد تحسم لك الطريق دون أن تتكلف دراسة التفصيل العلمى , ولكن ينبغي لك أن تعلم أن هذه العلامات لن تفيدك لو أنك عالجت الأمور من منظور الحب والكره , فلابد من تجهيز نفسك لقبول الحق حتى لو كان ضد من تحبهم , والمشكلة الكبري التى نقع فيها دائما أننا نحاول أن نتخذ جانب من نثق بهم حتى لو كان الخطأ منهم ظاهرا , مع أن اعترافنا بخطئهم نقطة لصالحنا وليست ضدنا , لأنه دليل على صحة منهجنا وهو منهج علماء المسلمين فى التماس العذر لأى عالم صاحب فضل يخطئ فى اجتهاده ,,
قال الشاب :
لكن العلمانيين يقولون ويستدلون بهذا الكلام عندما يتكلمون عن الثوابت ويقولون أخطأ من قالوا بها
قال الكاتب موضحا :
كلا بالطبع , فكلام العلمانيين لا يتحدث فى نطاق أقوال فردية للعلماء بل إنهم يضربون الثوابت القرآنية والثابتة بالسنة النبوية تحت زعم أخطاء الأشخاص , وهذا جهل وتخلف فالثوابت جميعها وردت بنصوص قطعية من القرآن وشرحتها وبينتها السنة المطهرة ثم كللها الإجماع , ولهذا عندما نقبل أقوال العلماء فى الثوابت إنما نقبلها بالنصوص أو بالإجماع , والإجماع عندنا حجة لأن الأمة لا تجتمع على باطل وفق نص الحديث النبوى ,
وينتقد العلمانيون احتجاجنا بالإجماع تحت زعم أن الله ذم الأكثرية فى القرآن , ومدح الأقلية , وينسي هؤلاء المتخلفون أن الأكثرية المذمومة فى القرآن إنما هى الأكثرية فى عموم أهل الأرض إذا تنازعوا ابتداء بين الحق والباطل أو بين الطاعة والعصيان , أما الأكثرية فى نطاق أهل الحق والإسلام فهى بلا شك حجة ودليل , ونحن عندما نحتج بالإجماع إنما نحتج بإجماع أهل العلم والفضل لا بإجماع مطلق الناس , والأكثرية حتى فى علم الإحصاء المجرد هى التى ينبنى عليها العلم التجريبي , فالتكرار والأكثرية فى نتائج التجربة الواحدة تجعل هذه النتيجة قاعدة عامة أما ما يشذ منها فهو استثناء لا يـُــقاس عليه
فمثلا ..
إذا نظرنا للقاعدة العلمية التى تقول ( حيثما وُجد الماء وجدت الحياة ) وهى القاعدة التى لها أصل فى القرآن ( وجعلنا من الماء كل شيئ حى ) , فعندما أخرج العلماء هذه القاعدة واعتمدوها كقاعدة , جاء اعتمادهم نتيجة للتجربة عندما وجدوا الأغلبية العامة من المخلوقات يدخل فيها الماء كعنصر رئيسي للحياة ولا يمكن أن يتخلى عنها مخلوق إلا لمدد قصيرة ,
ثم ظهر للعلماء بعد ذلك عدد محدود من المخلوقات لا يدخل الماء فى تكوينه أو لا يحتاج الماء فى حياته أو يمكنه الاستغناء عنه لمدد طويلة جدا , فهل قام العلماء عندئذ بتغيير القاعدة أو قالوا بأنها غير صحيحة ؟!
كلا بالطبع ..
لأن شاذ القواعد لا يمكن القياس عليه لإبطال القاعدة العامة , وهذا وفقا للقانون البديهى ( لكل قاعدة شواذ ) , ولهذا فالإجماع المعتمد عندنا نحن أهل السنة ليس هو إجتماع أكثرية مطلق البشر وليس مطلق الناس بل هو أكثرية أهل الإختصاص والعلم , فإذا اتفقوا على شيئ جاز له اكتساب عصمة الحق ..
وهم عندما ينتقدون البخارى يقولون بأنه مجرد عالم فرد وليس معصوما ,
فنقول هو نعم عالم فرد ونحن لا نقر بصحة صحيح البخارى استنادا إلى شخصه بل استنادا إلى إجماع علماء الأمة على مدى ثمانية قرون بصحة ما ورد فى الصحيح اعتمادا على ما قام به العلماء عبر ثمانية قرون من جهد فى تحكيم الكتاب ومراجعته كرسالة علمية متكاملة هو وصحيح مسلم ,
فالبخارى ومسلم عندما أخرجوا كتبهم والتزموا فيها بإيراد الصحيح فقط , لم يتقبل العلماء فى عصرهم وفى العصور التالية عليهم قولهم هذا على عواهنه , بل أخذوا فى تحكيم الكتاب كرسالة دكتوراة بلغة العصر , وظهر لهم أن البخارى ومسلم نجحا فى تطبيق ما ألزموا أنفسهم به فى الصحة سندا ومتنا ,
ولو كان العلماء يقبلون كل كتاب يخرجه أى عالم كبير فلماذا أسقط العلماء ثلاثة كتب لثلاثة علماء جهابذة فى نفس المجال أعلنوا أنهم سيلتزمون بالصحيح وحده كالبخارى ومسلم ومع هذا وعندما راجعهم العلماء فى كتبهم كشفوا وجود الضعيف والموضوع وبالتالى لم يعطوهما الإعتماد الذى حصل عليه البخارى ومسلم وهؤلاء العلماء هم ابن حبان وابن خزيمة وكلا منهم أخرج كتابا سماه الصحيح , والثالث هو الحاكم النيسابورى الذى أخرج كتاب المستدرك وقال بأنه سيتبع منهج البخارى ومسلم وشروطهما لإخراج صحاح الأحاديث التى لم يوردها العالمان الكبيران ,

ولكن الحاكم لم ينجح فى ذلك وتم إسقاط أكثر من ثلثي كتاب المستدرك وبالتالى لم يتم تصنيف كتاب فى صحيح الحديث وحده إلا كتابي البخارى ومسلم وحدهما رغم أن عمالقة من العلماء حاولوا ذلك بعدهما ولم ينجحوا , وهذا يوضح لك مدى الدقة والتشدد فى اعتماد الكتب وعدم مراعاة أهل النقد والتمحيص لمكانة العالم مهما بلغت , فالعبرة بقيمة كتابه وحده لا قيمته الشخصية
, فانتقاد العلمانيين هنا للبخارى ومسلم ليس انتقادا لفرد بل هو لسائر علماء المسلمين على مدى الأجيال ولا شك أننا لن نقبل قول هؤلاء التافهين بحق علم علمائنا على مدى القرون ,
الأهم من هذا أن الحجة البالية التى يرددونها بأن البخارى ليس معصوما , فنقول قطعا ليس بمعصوم ولكن ليس معنى هذا أن نقده متاح لأصحاب عقول روضة الأطفال !! , فالذى ينتقد البخارى يجب أن يكون فذا فى مجاله وتخصصه كى يكون أهلا لنقد مثل هذا العالم الجهبذ , فضلا على أن نقد البخارى إنما يجب أن يكون فى مجال وفى ضوء قواعد العلم ذاته وليس إلى الأهواء ,
مثلما فعل بعض العلماء الكبار عبر التاريخ فانتقدوا بعض أحاديث فى البخارى ومسلم وكان منهم الدارقطنى ــ شيخ البخارى ــ ومنهم العلامة الألبانى فى العصر الحديث , فهؤلاء العلماء أسسوا اعتراضاتهم على نفس منهج البحث العلمى الحديثي وقواعده , ورد عليهم باقي علماء الحديث وفق المنهج نفسه وأثبتوا صحة قول البخارى على قولهم
والمضحك حقيقة فى هذا الأمر أن العلمانيين يستدلون بهؤلاء العلماء العمالقة الذين سمحت لهم خبرتهم بمناقشة أحاديث البخارى , فيستدلون من ذلك أنه من حقهم هم أيضا الخوض فى غمار هذا المعترك العلمى بأمزجتهم الشخصية ,
وهذه نكتة حقيقية , فمنذ متى كانت قواعد البحث العلمى فى أى مجال تسمح للعوام ممن لا يحسنون شيئا أصلا بالخوض فى غمار علم تخصصي تفنى فيه الأعمار ليصبح المرء عالما فيه
المهم ..
أن العلامات التى تستطيع بها معرفة طريق الحق , إلى جوار ما ذكرنا , هى أن صاحب الحق عندما يبحث عن حكم مسألة فإنه يذهب إلى مصادر العلم لمعرفة حكمها دون أن تميل نفسه مسبقا إلى حل معين يوافق غرضه ,
أما صاحب الهوى فتجده ينتخب حكما يوافق هواه ثم يذهب إلى الكتب والمصادر ليبحث له عن دليل يؤيد به قوله المعوّج ولا يعنيه إن كان دليلا صحيحا أو ضعيفا , وهذا بالطبع من أبطل الباطل , وهو نفس ما فعله أصحاب البدع فرفضوا الأحاديث المتواترة واستدلوا ببعض الأحاديث الموضوعة لمجرد أنها توافق أهواءهم ,
وهناك أيضا علامة أخرى ..
وهى أن صاحب الحق تجده دائما ليس صاحب غرض أو مصلحة أو مكسب شخصي من وراء رأيه الذى يقول به , فإن عارضه الناس فى ذلك واحترت فى أى الفريقين يقف الحق , فانظر إلى أغراض أصحاب الآراء إن وجدتها متوفرة فى جانب وخالية فى جانب آخر فلا شك أن أصحاب الحق هم من لا غرض لهم ولا منفعة ,
وهناك أيضا دلالة أخرى بسيطة ..
هى أن الباطل دوما ما تجده يجمع بعض فئات من الناس لا يُــعرف عنهم نصرة الحق أو الغيرة على الدين وفى الغالب لا يناصرون الحق إلا إذا كانت لهم مصلحة من وراء ذلك , ولعل هذا كان واضحا فى الصراع بين الإخوان وغيرهم من أهل الأحزاب والإعلام ,
فالمحارب المحايد الوحيد فى هذه المعركة كان هو الشعب , أما الأطراف الأخرى فى الإعلام فقد كان التناحر بينها على الغنائم .. لأن الطرفان المتصارعان إنما هم من العصابات التى استولت على مقدرات البلد وتطاحنت فيما بينها ولولا وجود القوة الوطنية الموحدة متمثلة فى الجيش وخلفه بسطاء الناس لما تبقت لنا دولة فى مصر أصلا
ولهذا وجدنا أصحاب الهجمات الأخيرة على السنة النبوية ظهروا مباشرة بعد إسقاط الإخوان وبهدف محدد هو هدم السنة بزعم الحرب على الإرهاب !
وبالمقابل ..
ستجد بين العلماء والباحثين والدعاة ممن كانوا يحاربون ــ ولا زالوا ــ تنظيمات الإخوان وحلفائهم , هؤلاء الدعاة أنفسهم هم من تفرغوا الآن للحرب على الإعلام فى هجماتهم ضد السنة ,
وهذه ميزة أهل السنة من قديم الزمن , فكما حاربوا تنظيمات التشدد مثل الخوارج والشيعة , حاربوا بنفس القوة تنظيمات التحلل كالمعتزلة والجهمية
,
بمعنى أوضح أن أهل السنة إنما يحاربون الخارج عن السنة أيا كانت هويته , ولا تسمح لأحد الخصوم باستغلال حرب ضد خصم منافس له لمحاولة نشر مذهبه أو الحصول على مكاسب شخصية منه
قال الشاب : نعم هذا صحيح .. وهناك ملحوظة لاحظناها جميعا أن المهاجمين يتمتعون بالقوة والنفوذ ومعهم الإمكانيات الضخمة لترويج أفكارهم , ورغم أن هذا يبدو من أسباب القوة إلا أنه عند التأمل يجعلنا نشك حقا فى الدوافع التى تقف خلف كل هذا التجييش ! ,
أجاب الكاتب :
وهذا ما قلناه من البداية , ولكن لا تدع هذا يقلقك , فهجمات هؤلاء القوم رغم تمتعها بالقوة الإعلامية الجبارة , إلا أنهم ينسون ويغفلون كعادتهم عن حقيقة تاريخية , وهى أن الفكر الإسلامى الأصيل محفوظ بوعد الله لهذه الأمة وأن الإسلام والسنة لا ينتصران أساسا بقوة الإمكانيات المادية , بل ينتصرون بالإخلاص , ويكفينا توفيق الله تعالى فى تجنيد أهل الباطل أنفسهم لتحفيز الناس على العودة للدين , وأعطوا الفرصة للعلماء والباحثين ليس فقط فى نشر الثقافة الإسلامية بين الناس فيما يخص الحديث بل إن دروس الفقه والتفسير والتاريخ أصبحت تلقي رواجا بين الشباب أكثر مما تفعله البرامج السياسية والحوارية
ولهذا دعنا نعد بعد هذه المقدمة , لندخل فى التفاصيل , لتعرف ساعتها باليقين أن العلمانيين والخوارج ودعاة الإرهاب وسائر المهاجمين لا يتناقضون وحسب , بل يلعبون على وتر أننا نجهل ما فى الكتب والتراث , وأننا دوما لا نربط بين الأحداث , وهذا ما يظنونه فى خيالهم !

انتهى الفصل الأول من الكتاب ..

قديم 02-21-2016, 10:30 AM
المشاركة 15
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عظم الله أجرك..
متابعين يا أستاذ جاد.. موضوعك القيم الذي ينتشلنا من أوحال الدجل والدروشة والتفاهة..
ويضعنا على الطريق الصحيح لمواجهة تلك الهجمة الشرسة على ديننا وتراثنا..

قديم 02-22-2016, 04:46 AM
المشاركة 16
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عظم الله أجرك..
متابعين يا أستاذ جاد.. موضوعك القيم الذي ينتشلنا من أوحال الدجل والدروشة والتفاهة..
ويضعنا على الطريق الصحيح لمواجهة تلك الهجمة الشرسة على ديننا وتراثنا..
شكر الله لك أيها الصديق ..
وأسأل الله تعالى التوفيق لى ولك ولكل صاحب كلمة مفيدة فى هذا المجال ..
لعل الله يتقبل منا فيغير ما بنا ..
شكرا جزيلا لتقديرك

قديم 03-15-2016, 12:25 PM
المشاركة 17
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أين أنت يا أستاذ.. لتنقذنا من ماسورة العته المنغولي التي طفحت علينا..

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..
قديم 03-16-2016, 12:54 AM
المشاركة 18
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أين أنت يا أستاذ.. لتنقذنا من ماسورة العته المنغولي التي طفحت علينا..
بارك الله فيكم أخى الحبيب ...
سنواصل باذن الله قريبا ,
ولست أدرى إلى متى سيظل الإعلام بهذه الصورة المزرية ..
ونحمد الله تعالى أن قيض الله من علمائنا الكثير ليتصدوا لتلك الترهات ,
وعزاؤنا أن الناس تعلم حقيقة هذا الإعلام وهذه الأقلام

قديم 05-17-2016, 01:42 PM
المشاركة 19
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله في علماء أهل السنة فهم اليوم أندر من الكبريت الأحمر..
بانتظار بقية الفصول.. أعانك الله...

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..
قديم 05-20-2016, 04:07 PM
المشاركة 20
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله في علماء أهل السنة فهم اليوم أندر من الكبريت الأحمر..
بانتظار بقية الفصول.. أعانك الله...
اللهم بارك فى السنة وعلمائها جميعا فهم بالفعل كما قلت يا صديقي
ويكفي أننا جميعا تحت ظلالهم نتنسم بعضا من قواعد المنطق بعد أن انتحر المنطق نفسه فى عالم اليوم
سنواصل قريبا باذن الله فالحلقات قيد المراجعة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كيف ترد الشبهات .. بالحوار العقلي وحده ( حلقات مسلسلة )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لســـــت وحدي بقلمي قصة مسلسلة ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 21 11-12-2020 11:35 PM
O الإدهاش العقلي الجميل لستينسلو ليم o العنود العلي منبر مختارات من الشتات. 15 03-28-2020 11:31 AM
المذهب العقلي سعد عطية حسون منبر الحوارات الثقافية العامة 0 09-24-2015 10:54 PM
قطراات نديه .. هند طاهر منبر الحوارات الثقافية العامة 1 10-09-2013 04:24 PM
رد الشبهات عن حد الرجم محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 11 01-04-2013 10:33 PM

الساعة الآن 02:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.