احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2458
 
محمد مزكتلي
من آل منابر ثقافية

محمد مزكتلي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
34

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Aug 2013

الاقامة

رقم العضوية
12284
01-26-2018, 05:54 AM
المشاركة 1
01-26-2018, 05:54 AM
المشاركة 1
افتراضي العقلُ والغرائز
العقلُ والغرائز

خَلَقَ اللَّهُ الملائكَةَ بلا غرائز، والحيوانَ بلا عقل.
وخلقَ الإنسانَ ما بينهما
وأقام له الجَنَّةَ وأَعَدَّ له النار وخيَّرَهُ بينهما.

الاختيارُ في جوهرهِ هو اختبارٌ لمدى ادراكنا ووَعْيَنا.
وإلّا ما كانَ لِلْجَنَّةِِ و النارِ أي مسوغٍ أو معنى
الاختيارُ هو ابتلاءٌ، أنزَلَهُ اللَّهُ على إنْسِهِ وجِنِّهِ منَ العباد.
ورَفَعَهُ عن الملائكةِ والحيوان، وتعالى اللَّهُ عن كل اعتراض او انتقاد.
ما دامَ هناكَ اختيار.
فَلا بُدَّ من أمرَين متناقضَيْن يؤخذ بشأنهِما القرار.
ألا وهما العقْلُ والغرائز.

ليست كل الغرائز خطايا، إنْ لم تتجاوز الأهداف وتتخطى الحدود.
ولاَكل العقول سجايا، إنْ لم تبلغ مرادها وهدفها المنشود.
فغريزةُ الجوع تدفعنا لِنأكل كي نعيش، لا لِنعيش كي نأكل.
وغريزةُ البقاء تدفعنا لِنحْيْا مع الآخرين، لا لنقتل الآخرين كي نَحْيْا.

أما العقل فهو يُعلِّمنا بأنَّ الحاجة هي أُمُّ الاختراع.
لا أن نخترع ما لا حاجة لنا به لمجرد الاختراع.
العقلُ أطْلعنا على قوانين الحياة، لِنعيشها في أمان وحرِّيَّة.
لا لِنخرقها ونتمرد عليها، ونحْيا في رِقٍّ وعبودية.
العقل عَلَّمنا الحِكْمة والمعرفة، لِنمارسَ حياةً متوازِنة وطبيعية.
لا لِنُسِلِّم بضعفنا ونتناهى الى الرهبانية.
إنْ تَبِعنا غريزتنا تحولْنا الى بَهائم.
والله لا يريد لنا ذلك.
وإنْ أطَعنا عقولنا صُرْنا شِبه ملائكة.
والله لا يريد لنا ذلك.
انَّ الصراع الدائم بين العقل والغرائز في داخل النفس البشرية.
يؤدي بها إلى التمزُقِ والتشتت والضياع.
وإنكار ذاتها الانسانية.
ولأنَّ الله رحيم، وعادِل وحكيم، وصاحب الحق والميزان.
أَخرجَ الانسان من عدائه لنفسه ونسبه الى عدو خارجي سمّاه الشيطان.
وهَكذا تخلَّص الانسان مِن عُقْدت صِراعه مع نفسه وصار الصراع مع الشيطان.

إنَّ العقل مَهما ارتقى لا يمكنه أن يلغي الغرائز او يعطِّلها.
فالغرائز هي ولِيدَةُ الحاجات التي تضْمَنُ البقاء.
والعقْلُ نفسه محتاجٌ لها.
لكنه يستطيع أن يتحكم بها ويسيطر عليها ويوزع أدْوارَها.
فالعقل لا يثبط من غريزة، إلا ليحفز أخرى غيرها.
تبعاً لظروفِ الزمان والمكان والحاجة الملحة لها.
فالطالبُ قبل الامتحان يكبُت الكثير من غرائزه.
لِيفسح المجال لغريزةِ النجاح والشُهرة.
وغريزةُ الأُمومة تُهمِّشُ الكثيرَ من الغرائز في نفسِ المرأة.

كلَّما زادت قدرة العقل بالمعرفة والإدراك.
زادت براعته وحِكْمته في السيطرة على الغرائز المختلفة.
لتزْهْو النَّفسُ بأخلاقها المشَرِّفة.
وهنا يبرُزُ دَورُ الأسرة والمجتمع.
في صناعةِ عقولٍ تجيدُ القيادة.
لتقود أجسادها الى مَحاكمِ الأخلاق وعدالةِ الضمير وقوةِ الإرادة.
ونحنُ لسْنا ببعيدين عن بلادٍ يسودها اللصوص والمنحرفين والجريمة والقتل.
ومرَدُّ ذلك كله الى شيوعِ الأُمِّيَّة وهَوانِ الفكر وتفشي الجهل.
وفي بعضِ الأحيان، ونتيجةً لطبيعةِ الإنسان.
تتغلَّب إحدى الغرائز على العقل والإرادة وتفلت من مستوى الأمان.
فَنَخضَع لها صاغرين أذِلّاء، وهذا ما يسمى بالإدمان.

يتدخل الله مرة أخرى رحمةً منهُ بعبدهِ الإنسان.
يُذَكِّره بأنَّهُ ليسَ مطالَباً ولا بقادرٍ على قتلِ الشيطان.
يُطَمئِنْهُ بأنَّهُ لا يكلف نفسا إلا وسعَها.
لا يلزمه بِقَهْرِ امورٍ لا يد له في صُنعها.

وِسْعُ النفس هو الاستِطاعة، والاستِطاعة هي القدرة.
القُدرةُ هي المعرفة، والمعرفة هي العقل.
خَلَقَ اللَّهُ العُقولَ شَتَّى، متباينة في مستويات الذكاء والإدراك.
خلقها من كلِّ صنْفٍ ولَون، لينسجِم الانسان مع تفاصيلِ هذا الكون.

انارَ عقولاً وأظلمَ عقول، ليوجِبَ الخيرَ والشر.
اعلمَ عقولاً وأجهلَ عقول، ليقدِّرَ العدْلَ والظلم.
فَتَحَ على عقولٍ وخَتَمَ على عقول، لِيُلْهِمَ الحبَّ والكُرْه.
هَدَى عقولاً وأضَلَّ عقول، ليوجِدَ الجَنَّةَ والنّار.

إنَّ العقل والغرائز هما كفَّتاْ ميزانِ الضمير.
وهوَ في داخلِ كل انسان، مَهما كان، وأيّاً كان.
وَلابدَّ من أن تتساوى كفَّتاْ هذا الميزان.
ليحقق الانسان انسانيته كإنسان.
ويتدخل الله مرة أخرى ليُنزِل الإنجيل والقرآن.
فأحكِم أيها الإنسان ضميرُك في كلِّ شؤونِك واقرأ قرآنك وإنجيلك.
لتكونَ بحقٍّ إنسان، ولتشعر بأعماقِ نفسِك بالراحةِ والامتنان.
لتبلغَ شاطئَ الأمان ، وتفوزُ برضا الرحمن.

اللهم ان كنت قد أخطأت فأنتَ الذي لا يخطئ.
وإن كنت قد أَصَبْت فأنتَ الذي يُجزِئ.


قديم 01-26-2018, 12:18 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ محمد واهلا بك في منبر الحوار ...لا اعرف ان كنت ترغب في حوار حول الموضوع ام انك وضعته كمقال إخباري فقط . على كل حال يمكن طرح هذه الأسئلة كمتطلب للحوار حول الموضوع :

لماذا نفترض بان الحيوانات لس لها عقل ؟ الا يوجد لها أدمغة ؟ وهل كوننا لا نستطيع التواصل معها يعني انها من دون عقل ؟
تتحدث عن العقل من جهة والغرائز من جهة اخرى فاين القلب من كل هذا ؟
ناحية النهاية تتحدث عن الضمير بدل العقل فهل الضمير العقل ؟

والسؤل المهم هو : هل فعلا يمكن الوثوق في العقل ؟

قديم 01-26-2018, 02:19 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وأين النفس من كل هذا ؟

قديم 01-26-2018, 05:11 PM
المشاركة 4
محمد مزكتلي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السيد أيوب صابر المحترم:
العقل والغرائز والقلب والضمير.
بالإضافة إلى المعرفة والإدراك والفطرة.
والمشاعر والأحاسيس.
هذه كلها هي النفس.
لا علاقة أبداً بين العقل والدماغ.
كل المجانين لهم أدمغة.
العقل هو أن تتصور أو تفعل أو تقول أو تصنع.
شيئاً غير موجود، ولم يكن موجود.
بكلمة واحدة هو الإبداع.
وهذا ما لا يتيسر للحيوانات.
الضمير هو القلب والروح، هو الإيمان.
هو إلهام الله لعبده الصالح.
طبعاً العقل لا يكفي لتوازن النفس.
وهذا كان واضحاً في سياق الموضوع.
بقي أن أشكرك أخي أيوب على زيارتك الكريمة.
أمد لك يدي مصافحاً سعيداً.
وأتمنى بأن لا تبخل علي بهذا في كل مرة.
وأرجو أن أكون عند حسن الظن.
مساء الخير.

قديم 01-27-2018, 12:51 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ محمد

تقول "العقل هو أن تتصور أو تفعل أو تقول أو تصنع."

كانك تقول ان العقل غير موجود !؟ اذا كيف يمكن ان تتصور او تفعل او تقول او تصنع شيء من الفراغ ؟ ان كان العقل ليس الدماغ فما هو العقل ؟ فرويد مثلا يقول ان الابداع مصدره احباطات وكبت تترك اثرها على الدماغ وتنفجر لاحقا على شكل إبداع او جنون . اذا لا بد ان العقل هو قدره دماغية ومن ليس له دماغ لا يمكنه ان يبدع ؟ *

قديم 01-27-2018, 08:56 AM
المشاركة 6
محمد مزكتلي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السيد أيوب صابر المحترم:
العقل والحواس ومراكز التنبيه الأخرى هي أدوات العقل.
وليست العقل نفسه.
هذه الأدوات يتم برمجتها عبر البيئة المحيطة.
وهنا يأتي ما نسميه بالخبرة.
فالطفل الصغير مثلاً يضع يده في النار وهو يراها لأول مرة.
ثم لا يعيد ذلك طوال حياته.
إن البيئة والوسط الأسري والتربية والتعليم.
لهم الدور الأكبر في تكوين العقل.
من المنطق أن نسمي الأشياء بمنتجها، وليس بمكوناتها.
ونقول عن السكين بأنه سكين، وليس نصل فولاذي مع قبضة خشبية.
السكين شيء اعتباري، ليس قائماً بحد ذاته.
ولا يمكن أن يكون، لولا اجتماع النصل مع المقبض الخشبي.
ونقول عن الكرسي بأنه كرسي دون أن نعدد القطع الخشبية المكونة له.
هذه القطع الخشبية لو رتبناها بطريقة مختلفة.
لحصلنا على منتج جديد لا يمت للكرسي بأي صلة.
هذا ما يفيد قولي في عملية الإبداع.
من لا يعرف الحروف الأبجدية والكلمات؟.
لكن كم واحد منهم يستطيع أن يؤلف منهم قصيدة.
وكل ما حولنا في هذا الكون يؤكد على وجود خالق له.
لكن لماذا لا يؤمن الجميع به.
ذلك لأن العقول تتباين في ما بينها.
أما الأدمغة فهي متشابهة في كل شيء.
أنا لا أعول كثيراً على ما قاله فرويد.
لأنه انطلق من قاعدة فكرية مغايرة تماماً.
لما أعتقد وأسلم به.
أصبح عليك أخي أيوب.
وأتمنى لك أوقاتاً سعيدة طوال اليوم.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.