احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2554
 
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


نبيل عودة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
244

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة

رقم العضوية
10276
03-27-2014, 09:44 PM
المشاركة 1
03-27-2014, 09:44 PM
المشاركة 1
افتراضي غبار انتخابي بعد تسونامي الناصرة
غبار انتخابي بعد تسونامي الناصرة

نبيل عودة




تلاشى غبار معركة الانتخابات المعادة لرئيس بلدية الناصرة وظهرت النتائج بسطوع حسم الانتخابات قبل فرز جميع الصناديق.
قرار الناخب النصراوي كان حاسما بشكل لا سابقة لنا به الا في التصويت للمرحوم توفيق زياد في اول انتخابات خاضتها جبهة الناصرة الديمقراطية (1975) وكانت حقا جبهة نصراوية.. ان لم نقل جبهة كل الجماهير العربية التي اصطفّت وراء جبهة الناصرة ونسخت تجربتها في بلداتها.
السؤال اليوم يجب ان يتمركز حول أسباب انتهاء الدور الطليعي للجبهات الديمقراطية في الوسط العربي في إسرائيل عامة والناصرة على وجه الخصوص. اي محاولة اخرى لتفسيرات ضيقة هي مجرد مبررات لتغطية الأخطاء التي قادت الى الفشل.. وهي أخطاء تتعلق بالتعامل الفكري والسياسي مع الواقع الاجتماعي، ادارة الأزمات الاجتماعية بشكل ارتجالي وشخصاني، أخطاء التجربة التي تراكمت دون ان يجرؤ احد على الاعتراض حتى بلغ السيل الزّبى. تفكيك التنظيم باستقالة شخصيات مركزية بسبب قرارات شخصانية مناقضة لقرارات ودستور التنظيم والمنطق السياسي والتنظيمي السليم، يمكن طرح العديد من العوامل الأخرى الأقل أهمية ولكنها هامة ومؤثرة سلبيا بحدّ ذاتها.
لا بد من أسئلة كان يجب ان تطرح قبل سنوات طويلة: ما الذي تغير؟ ما الذي يدفع للفشل؟ هل تغير شعبنا؟ هل تغيرت قياداته؟ هل اختلفت قيمه وأهدافه؟ ما السبب وراء هذا الشرخ بين الأمس واليوم؟ هل أنجزنا أهدافنا في السلطات المحلية؟ ام نقف اليوم في أوضاع داخل سلطاتنا المحلية لا يحسدنا عليها أحد؟ كيف ساهمت الطائفية السياسية والعائلية السياسية بتحولات اجتماعية - سياسية أزاحت الجبهة (وحزبها) من مكانته المؤثرة والمقررة في الكثير من الحالات دون ان يثير ذلك قلقا وإعادة ترتيب الأوراق؟
السؤال الأهم: أين تلاشت الأجسام السياسية الوطنية والثورية التي تدّعي انها من أجل مستقبل حضاري يؤكد على ما يوحد بيننا (الانتماء القومي) وليس على ما يفرق بيننا، وما هي دوافعها ومبرراتها لهذه العدائية للجسم السياسي الذي مهّد لهم الطريق للنشاط السياسي؟
كيف نفسر تصرفات حزب سياسي علماني لا همَّ له الا ضرب حزب سياسي علماني آخر. من استفاد من هذا الصراع ومن خسر؟
قرأت واستمعت للكثير من التفسيرات، لا أنكر ان كل التفسيرات تضع يدها على ألمٍ ما، على عاهة في طور النشوء أو التأزم، على ظاهرة سلبية ما، طائفية مثلا، او عائلية.. لكنها تتوقف عندما يصل التساؤل الى عقر دارها. يبدأ الخطأ بتبرر النهج السياسي، الفكري الأخلاقي، التربوي والاجتماعي الذي قادنا (او دحرجنا) لهذا الحالة الكافكية (الكاتب فرانس كافكا كان رائدا للكتابة الكابوسية).
لماذا أكتب وقد ترددت كثيرا قبل ان أقرر الكتابة عن هذا الموضوع الذي سيعرّضني لغضب أصدقاء ورفاق عمر ودرب أراهم الأقرب لي سياسيا وفكرا وهكذا سيبقى الأمر..
للأسف تسود أخلاقيات غير صحية: اذا لم يقرأوا ما ترغب به نفوسهم يثور غضبهم!!
يجب ان اكتب انهم معصومون عن الخطأ وان "الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية" هي وراء استمرار تراجعهم.. تراجعنا كلنا كأفراد وكاقلية عربية!!
يقول كافكا: "الكتابة انفتاح جرح ما." وحياتنا مليئة بالجروح المتقرحة، دائما نحاول ان نقنع جمهورنا ان التراجع أو الانتكاسة هي ظاهرة عابرة، لكن بعد "تسانومي الناصرة" أضحت التبريرات ضحكاً على الذات.
من الممكن طرح ألف شعار يعالج جرح الخسارة، يقفز فوق الحقائق التي لا يريحنا الخوض فيها وبناء أوهام سياسية أشبه بكتابة حوالات مالية ونحن نعرف سلفا انها بلا رصيد.
انا لا اتحدث عن فوز انتخابي وبالتحديد فوز علي سلام برئاسة بلدية الناصرة، بكلمات اخرى، فوز الشخص، البرسيونال، على تنظيم تاريخي عريق لا يمكن تجاهل دوره العظيم في حياة الجماهير العربية في إسرائيل (وأعني الحزب الشيوعي) هو فوز لا يمكن الاستهتار به وبتفاعلاته السياسية على مجمل الحياة السياسية بدائرة تتجاوز حدود مدينة الناصرة.
مدينة الناصرة ليست بلدة هامشية. مدينة الناصرة هي المقياس البارومتري لواقعنا السياسي.
اذن ماذا حدث.. هل الخسارة هي وليدة حالة فجائية، خطأ مطبعي مثلاً؟ خطوة الى الخلف من أجل قفزة الى الأمام، حسب نظريات ماو تسي تونغ؟!
البعض يقول تسونامي سياسي أغرق سواحلَ الناصرة وأحياءَها ودمّر كل ما وقف في طريقه. المبرّرون سيقولون اننا لا نملك "أجهزة رصد" لكوارث السياسة، أو: ميزانياتنا فقيرة لذلك إعلامنا فقير. يبدو من كلامهم أن العقل لا يصبح فعالا الا بشيء من الفضّة.. بالتالي يمكن ان نستنج ان الفكر الماركسي الذي يعتبرونه (وانا معهم) أفضل أجهزة رصد في حالتنا السياسية، الاجتماعية، الثقافية، الدينية، الأخلاقية والفكرية، بات بلا رصيد فاعل.. بل مفعول به!
الفكر يحتاج الى رجال فكر، هل اقول ما يقف على طرف لساني؟
سأمتنع حتى لا أُفهَم خطأ!!
قد أجتهد مثل الآخرين وأبرّر وأفسّر وأتّهم. لكن لا تفسيرَ منطقيّاً مهما تمسكنا بما يمليه علينا خيالُنا الجامح.. الموضوع ليس التمسّك بقميص عثمان، بل الخروج الى الهواء الطلق، ولأكون واضحا أكثر، كفى نوما داخل الكهف، حان الوقت للخروج الى الشمس والهواء الطلق.
لا أعرف من قال ان "الانسان قادر على تنظيف ملابسه، لكنه ليس قادرا على تنظيف ضميره"!
من كان ضميره نظيفا ليعلن ذلك!!
أقول ببساطة اننا نحتاج الى المصارحة القاسية، الى عقل فعال وليس الى عقل منفعل! عقل قادر على وضع ترسّبات الماضي جانبا وان يعيد ترتيب أولويّات وعيه وبرمجة فكره وإصلاح الغبن مهما بدى ذلك متأخرا.
اعرف اني مُقاطَع إعلاميا من الجهة السياسية التي أعتبر نفسي جزءاً فكرياً منها ودعمتُها إعلاميا بقلمي (رغم مقاطعتي إعلاميا منذ ثلاث دورات انتخابية) في الوقت الذي وقفت هي عاجزة عن لعب أي دور إعلامي مؤثر او تظاهري على الأقل، بصراحة.. بعد قرار إعادة الانتخابات رأيت ليس خسارةُ الانتخابات أمراً مفروغاً منه، رأيت الهزيمة السياسية للأجندة التي أصبحت ايديولوجيا اعلامية وسياسية لا تسوى قشرة بصل.. فلزمت الصمت مجبرا.
احيانا هذا التعبير "اعلام" يضحكني، هل حقا لدى الأجسام السياسية إعلامٌ مؤثر بمستوى يمكن ان نطلق عليه تسمية :"السلطة الرابعة"؟ كما هو حال الإعلام في فرنسا مثلا او الولايات المتحدة او حتى تحت أنفنا: الإعلام العبري في إسرائيل؟
لا اريد ان أشمل كل اعلامنا.
لا شك لدي ان الإعلام هو سلطة رابعة الى جانب السلطات الثلاثة: التشريعية، القضائية والتنفيذية. هذا صحيح لكن ليس في حالتنا. ليس في واقعنا العربي داخل إسرائيل مع شديد الألم والأسف.
الصحيفة التي شكلت وعينا الوطني، الطبقي، الفكري، الثقافي، التربوي، السياسي، والإعلامي كانت عاجزة واقرب لحالة التسول السياسي منها لحالة إعلامية يحسب حسابها.
من الخطأ الظن ان هذه الحالة الإعلامية هي حالة طارئة لمعركة معرفة بالإسم والمكان، انما هي حالة يومية مستديمة منذ سنوات طويلة تتجاوز العقدين على الأقل.
كنت قد سؤلت ببرنامج إخباري عن دور الإعلام في انتخابات بلدية الناصرة، فاستهجنت مقدمة البرنامج إنكاري لأيّ دور ملموس للإعلام. قلت لا أنكر دور الإعلام وأهميته، لكن ليس إعلامنا وليس في هذه المعركة الانتخابية. تساءلت: هل لعبت اعلانات القوائم او المرشحين التي زينت الوسائل الإعلامية، أي دور انتخابي؟ أجزم بالنفي. لم يكن أي إعلام يخاطب العقل. بل كان سقوطاً مدويّاً خاصة شعار الجبهة الذي طرح الشخص رامز جرايسي (مع رامز جريسي الناصرة بخير) مقابل الشخص الآخر علي سلام، انتبهوا لخطأ هذا الإعلام، الاعتماد على الشخص وليس على المجموعة التي مع الشخص، من ناحية علم النفس الاجتماعي في هذه السقطة الجبهوية جرى التأكيد على الأمر الذي نرفضه، الجانب الطائفي البغيض للشخص مقبل الشخص الآخر بدل الاعتماد على المجموعة البلدية ولو في خلفية صورة المرشح. الى جانب نفي المجموعة وإعلاء شأن الفرد... راجعوا ماركسيتكم، قبل ان تردوا علي!!
الذي اختار للجبهة هذا الشعار اوقعها باشكالية انعكست بـ(10,400) صوت فجوة بين المرشحين.
هل نحن مجتمع حضاري، مجتمع منفتح بلا ترسبات طائفية؟
نتأثر سلبيا بالحضارة هذا مؤكد، نعيش على ضفاف الحضارات العالمية هذا مؤكد. ما يهمني معرفته هو ماذا فعلنا لنعزّز انتمائنا القومي فوق أي انتماء فئوي آخر؟!
الجواب: لا شيء... العزف على ألحان تاريخنا، وعلى الشخص (بمفهوم المخلص) كانت اكثر قوة من العمل على حاضرنا وتخطيط مستقبلنا.
الإعلام استفاد ماديا، ولم يؤثّر على قرار المصوتين. وهذه حالة متطابقة مع التسونامي الذي عصف بالتنظيم التاريخي صاحب الدور الحاسم في صيرورتنا وتثبيت أقدامنا فوق ارضنا وتطوير ثقافتنا القومية وتعزيز انتمائنا القومي... وهذا يقلقني..!!
ليس سرا انه في مرحلة النضال الشرس والصعب والأسطوري، لم يبرز الا قادة الحزب ورفاقة القدامى البواسل، كانوا درعا للشعب ودفعوا الثمن عنا جميعا. لكن في مرحلة الرفاه الديمقراطي وتحول الزعامة من تكليفٍ قاسٍ الى منصبٍ اقتصاديٍّ واجتماعيّ صار الازدحام السياسي والمنفعي هو الظاهرة البارزة ولا بأس من ضم قطر لحالتنا!!
لا بد من كلمة أخيرة، لست رافضا لعلي سلام، بل انا على ثقة انه سيكون عند توقعات الجميع مواصلا لطريق التطوير، المشاريع المقررة او التي ستقرر لا صبعة فئوية لها ولا صبغة حزبية، بل صبغة نصراوية تخدم جميع المواطنين. هناك عمل كبير ينتظره، المقرر في نهاية الأمر مصلحة مدينة الناصرة ومواطنيها، صيانة انجازاتها السياسية على وجه الخصوص، العمل على تخفيف وتقليص الظاهرة الطائفية التي ستلحق الضرر باي رئيس بلدية، لأن مقياس النجاح يعتمد ايضا بشكل واسع على تعميق النسيج الاجتماعي للمدينة، تعميق النسيج الذي يجمعنا (الانتماء الوطني) على حساب ما يفرق بيننا (الانتماء الطائفي). ويجب وقف البكاء على الأطلال وإعطاء الدعم الكامل لكل مشروع حيوي يطرح للتنفيذ وان لا يجعل موضوع الاعتذار فوق المصالح الحيوية لمدينة الناصرة.
لدينا رئيس بلدية نريد له النجاح تماما كما كان لنا رئيس بلدية يعتبر من أفضل رؤساء البلديات ويستحق التكريم من الجميع.
يقول مثل اجنبي:
وقت الطبيخ لم يحضر أحد، وقت الطعام لم يعد هناك مكان لأحد!!
يجب الحذر ان لا تصبح هذه حالنا في بلدية الناصرة.
الناصرة لنا جميعا، رئيسا وبلدية!!

nabiloudeh@gmail.com



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: غبار انتخابي بعد تسونامي الناصرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الناصرة – تاريخ وصور نبيل عودة منبر رواق الكُتب. 4 03-05-2022 07:07 PM
برنامج انتخابي...!!!! ق.ق.ج محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 8 10-15-2021 08:57 PM
غبار فوق العمى لطفي العبيدي منبر البوح الهادئ 2 10-26-2013 04:17 PM
لمن نسلم الناصرة؟! نبيل عودة منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 09-23-2013 11:49 PM
غبار الرفوف ..؟ احمد ماضي منبر البوح الهادئ 17 10-01-2011 02:52 PM

الساعة الآن 07:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.