احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4337
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
10-23-2010, 12:45 PM
المشاركة 1
10-23-2010, 12:45 PM
المشاركة 1
افتراضي النَّسْرُ وَالسُّلَحْفَاةُ.. قصة: غزلان الصيادي
النَّسْرُ وَالسُّلَحْفَاةُ.. قصة: غزلان الصيادي


نقلا عن مجلة العربي الصغير


اعْتَادَ أَحَدُ النُّسُورِ الذَّهَابَ إِلَى إِحْدَى الْقِلاَعِ الْمَنِيعَةِ كُلَّمَا شَعَرَ بِالْجُوعِ، فَيَأْكُلُ مِنْهَا مَا يَشْتَهِي ثُمَّ يَعُودُ مُبْتَهِجاً سَعِيداً إِلَى وَكْرِهِ. وَذَاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الْقَلْعَةَ قَدْ سُدَّتْ نَوَافِذُهَا وَمَنَافِذُهَا، فَعَادَ خَائِباً حَزِيناً.

سَأَلَتْهُ السُّلَحْفَاةُ لَماَّ رَأَتْهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ: «مَا بَالُكَ الْيَوْمَ حَزِينٌ عَلَى غَيْرِ عَادَتِكَ أَيُّهَا النَّسْرُ؟!»

فَأَخْبَرَهَا بِالأَمْرِ، فَاقْتَرَحَتْ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمِلَ القَلْعَةَ بِمِخْلَبَيْهِ الضَّخْمَيْنِ، وَيَرْتَفِعَ بِهَا عَالِياً فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُلْقِيَ بِهَا فَوْقَ صَخْرَةٍ كَبِيرَةٍ، لِتَتَحَطَّمَ بِمَا فِيهَا مِنْ أَطْعِمَةٍ لَذِيذَةٍ.

أَظْهَرَ النَّسْرُ ابْتِهَاجَهُ لِلْفِكْرَةِ، وَقَالَ لِلسُّلُحْفَاةِ مُمْتَنًّا: «شُكْراً لَكِ أَيَّتُهَا السُّلَحْفَاةُ الطَّيِّبَةُ عَلَى تَعَاوُنِكِ وَحُسْنِ تَدْبِيرِكِ لِمَصَالِحِي».

فَكَّرَ النَّسْرُ مَلِياًّ فِي اقْتِرَاحِ السُّلَحْفَاةِ، فَوَجَدَ أَنَّ الْفِكْرَةَ بَلْهَاءُ وَمُسْتَحِيلَةُ التَّنْفِيذِ؛ فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَحْمِلَ قَلْعَةً بِكَامِلِهَا وَيَطِيرَ بِهَا عَالِياً؟!

لَكِنَّهُ قَرَّرَ - رَغْمَ ذَلِكَ - أَنْ يَشْكُرَ السُّلَحْفَاةَ عَلَى فِكْرَتِهَا السَّخِيفَةِ بِطَرِيقَتِهِ الْخَاصَّةِ.

قَالَ النَّسْرُ لِلسُّلَحْفَاةِ: «إِنِّي أَيَّتُهَا السُّلَحْفَاةُ الطَّيِّبَةُ أَوَدُّ تَقْبِيلَ رَأْسِكِ شُكْراً وَتَقْدِيراً لَكِ».

اِغْتَرَّتِ السُّلَحْفَاةُ بِهَذَا الاِمْتِنَانِ غَيْرِ الْمَسْبُوقِ فِي تَارِيخِ السَّلاَحِفِ، وَدُونَ تَرَدُّدٍ أَخْرَجَتْ رَأْسَهَا مُبْتَهِجَةً. وَمَا أَنْ ظَهَرَ عُنُقُهَا وَاسْتَوَى رَأْسُهَا، حَتَّى اِلْتَقَمَهُ النَّسْرُ، وَطَارَ بِهَا عَالِياً، بَاحِثاً عَنِ الصَّخْرَةِ الْمَوْعُودَةِ لِيُلْقِيَ بِالسُّلَحْفَاةِ عَلَيْهَا فَتَتَشَتَّتَ قَوْقَعَتُهَا وَيَأْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا.

لَمْ يَأْبَهِ النَّسْرُ بِتَوَسُّلاَتِ السُّلَحْفَاةِ الْمِسْكِينَةِ، إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ لَهُ الصَّخْرَةُ نَاصِعَةً وَاضِحَةً، فَأَلْقَى بِالسُّلَحْفَاةِ دُونَ تَرَدُّدٍ.

لَمَّا اسْتَفَاقَتِ السُّلَحْفَاةُ مِنْ غَيْبُوبَتِهَا، وَجَدَتْ نَفْسَهَا وَسَطَ بِرْكَةٍ مِنَ الْمَاءِ أَسْفَلَ الصَّخْرَةِ، فَقَالَتْ وَهِيَ تَتَأَوَّهُ مِنَ شِدَّةِ الأَلَمِ: «آه! لَوْ تَأَخَّرَ الْخَبِيثُ فِي إِلْقَائِي ثَانِيَةً وَاحِدَةً لَكُنْتُ شَتَاتاً! هَذَا مَا جَنَيْْتُهُ عَلَى نَفْسِي، اتَّقُوا شَرَّ أَلْسِنَتِكُمْ!».











غزلان الصيادي


قديم 10-23-2010, 03:44 PM
المشاركة 2
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أحيـانـًا الفكـرة تنقـلب رأسـًا على عقب على قائلها !!

والغـرور - حتمـًا - لـه عواقـب وخيمــة ..


ريم .. استمتعتُ بهذه القصة الجميلة وعشتُ تفاصيلها البريئة ..

شكرًا لكِ ولـ كاتبتها غزلان الصـيادي ..


تقـديـري وامتنانـــــــــي ،،،،

قديم 10-23-2010, 06:40 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكراً لك ريم . .
وبالطبع الشكر موصول إلى الكاتبة غزلان الصيادي . .

دمتم بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 11-02-2010, 07:56 PM
المشاركة 4
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخت الفاضلة ريم بدر الدين
أعجبتني هذه القصة لأنها ذكرت النسر
والنسر رمز قوي عندنا وله أفضلية في البادية
تقبلي احترامي
خالد الزهراني

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا
قديم 12-17-2010, 11:54 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سلام الله على ريم الشام
هذا ما جنته براقش على نفسها
شكراً على الأسلوب المتميز
لإيصال الفكرة والعبرة
تحيتي وودي
وتقديري والياسمين

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: النَّسْرُ وَالسُّلَحْفَاةُ.. قصة: غزلان الصيادي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمالي الزجاجي - أبو القاسم عبد الرَّحمن بن إسحاق الزجاجي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-02-2014 03:39 PM
عمدة الكتاب - أبو القاسم يوسف بن عبد الله الزجاجي الجرجاني د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 03:22 PM
أمالي الزجاجي - أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزجاجي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 01:25 PM
رحبوا معي بالناقدة والأديبة الجزائرية الأستاذة غزلان هاشمي علي بن حسن الزهراني المقهى 19 10-13-2011 08:31 PM
النَّسْرُ المَصريُّ / الأَخْضرُ العربيّ عبدالكريم شكوكاني منبر الشعر العمودي 4 02-03-2011 07:12 PM

الساعة الآن 04:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.