احصائيات

الردود
1

المشاهدات
364
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
412

+التقييم
0.51

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
09-17-2023, 09:58 AM
المشاركة 1
09-17-2023, 09:58 AM
المشاركة 1
افتراضي " حوار مع ابني البراء "
وأنا :
في طريقي لملاقاة أصدقاء الدراسة ، مررت
على شريط الذكريات ، لأقف على أعتاب تلك المواقف
التي جمعتني بابني " البراء " ، وهو لا يزال في سن " 3 " سنوات ...





كنت :
دوماً أحثهم على التحلي بالأخلاق الحميدة ، وأن يكونوا
أصحاب مبادئ لا يتنازلون عنها مهما
حدث وإن كان حياتهم هي " الثمن " !





ومن جملة تلك الأخلاقيات :
" الوفاء بالعهد والوعد " .



مبينا لهم _ ابنائي _ أن الوعد يُعد من الواجبات التي
يجب اتيانها وتحقيق الوفاء بها ،
والتي لا يمكن الاخلال بها أو تجاهلها .






وما :
علمت أني بذلك أنصب لنفسي فخاً ، منه أبتز ،
ويكون أداة ووسيلة ضغط علي ، لتحقيق المآرب ،
والغايات لدى البعض ممن يوظفون تلك المثالية
في بناء ذات الانسان .




بالعماني وكما يقول المثل :
" جراده شاويه عمرها " .
_ وقع في الهلاك بيده _





البراء :
هو الثالث من أولادي بعد التوأم .





ولد :
يجعل من الحليمِ حَيرانا !





فالبراء :
لم يألوا جُهدا في حفظ الدرس عن
لزومِ الوفاء بالوعد .



وعلى كل مره يعمل عملا طيبا
يقول لي :
ابي اشتري لي لُعبة ؟
_ هو مُدمن جمع الألعاب _ .



ويوماً ما قُلتُ له :
إن شاء الله سأشتري لك لُعبة .





يقول :
لا تقُل إن شاء الله !





قُل :
اشتري لك فقط !




أخذتُ اتساءل ما السر من هذا الأمر ؟!
_ حين لا يكتفي بالقول إن شاء الله _





فوجدتُ السر :
اني حين أقول له إن شاء الله ،
فمعناه يمكن ان اشتري له أو لا اشتري !ا
_ في عُرفه _





بمعنى :
هُناك أكثر من احتمال .





حدثَ لي :
موقف مع ابني " الربّاش "
البراء .




ففي يوم من الأيام :
أخذته لمحل ، وفي السياره نصحته ،
بأن يلتزم الصمت ، ولا يُلح علي بطلب أي لعبه .

قُلتُ له تَعِدُني ؟




قال :
اعدُك .





على :
هذا اتفقنا ،
ونحن في طريقنا للمحل ،




وأول :
ما دخلنا للمحل اخذتُ أنظر إليه بنصف عين ،
والالعاب تُحيط به من كل مكان .





والبراء :
_ المسكين _
يكتم في قلبه ،
ولسانه لا ينطق ،
والحسرة والعَبرة تخنُقه !





وفجأة :
إلتقت عيني بعينه ،
وعَلِمتُ من نظرته أنه يٌريد لعُبه ،
غير أن الوعد يٌقيدُ مَقاله ولسانه !





وفي تلكم اللحظة :
ضحكنا معاً على حالنا من ذلكَ المُوقف .







أحببت الوقوف معكم :
على ذلك الموقف الذي جمعني بالبراء
ابني من أجل أن نستفيد منه ، ونُبرز من خلاله
بعض الجوانب والمعالم التي قد تغيب عنا
أما :
جهلا منا ،





وأما :
تجاهلا ، قد جاء عمدا
منا .






تعلمت من ذلك :
أن الطفل أنت من تُشكل طينته على ما تشاء أن يكون
عليه ، حتى وإن ناكفَ ذاك التشكل بعض عوامل
الجذب ، التي تصنعه البيئة التي حوله ، والتي قد تُحوِّل
وجهته ، بتأثير الخِلان والأقران .




يقيني وقناعتي :
أن الطفل الذي تزرع فيه تلك المعاني السامقة ،
وتلك الأخلاق العظيمة ، لابد لها أن تستقر في عقله ووجدانه ،
حتى وإن تكالبت عليه الفتن والمحن ، وانجَرَ لسلوكيات
تخالف ما غرسنا فيه ، غير أنه في فترة من الفترات
يُحس بذاك الجذب ، ليأخذه لتلك الأيام التي قضاها بين
ربوع التعلم ، ومن ينابيع الأدب والأخلاق التي تربى عليها .





ومنها :
يحاول الفكاك من تلكم الطباع الدخيلة عليه ،
والتي هي كالقناع والنفس الزائفة التي لا تناسبه
ولا تمثله .





ومن جملة الذي تعلمته :
أن أكون حريصا على أن أكون ذلك المربي الذي يرافق ،
ويوافق قوله فعله ، ما لم يتقدم الثاني على الأول ، ليكون حيّا
مُعاشا بعيداً عن المثاليات ، وتلك النرجسيات ،
والتنظيرات .





فالغالب :
لدى البعض أن تكون الدروس في الأخلاق بعيدة
كل البعد عن التطبيق ، ليجد المتلقي _ من النشأة _
ذاك التناقض ، والتباين بين القول والعمل !




فحال :
" البراء " كحال من علم يقينا بفطرته _ من الصغار _
أن " الوعد " لابُد أن يكون لازم التنفيذ ، حتى
في أحلك الظروف .





والجميل :
في ذلك حين ترى نتائج ما زرعت آنية الجني ،
والمثال على ذلك حين دخلنا المحل ، وأخذ يرمقني
من طرف خفي ، لتَحُل لغة العين ـ بديلا عن لُغة اللسان .





حينها :
ينكشف لك أن الطفل لا يمكنك تجاهل ذاكرته ،
وأنه يُحصي لكَ ما تَعلَمهُ منك ،
وعن مدى تطبيقك له .


قديم 09-29-2023, 05:29 AM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: " حوار مع ابني البراء "
فالبراء :
لم (يألُ) جُهدا في حفظ الدرس عن
لزومِ الوفاء بالوعد.
:
ومن جملة الذي تعلمته :
أن أكون حريصا على أن أكون ذلك المربي الذي يرافق ،
ويوافق قوله فعله ، ما لم يتقدم الثاني على الأول ، ليكون حيّا
(مَعيشًا) بعيداً عن المثاليات ، وتلك النرجسيات ،
والتنظيرات .

منهجٌ عملي راقٍ يتطابقُ فيه القولُ والفعلُ
فيتضافرانِ في غَرسِ القيم وإحياء القدوة
بُورك المُربي والبراء



مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: " حوار مع ابني البراء "
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
" حوار مع توأمي " مُهاجر منبر الحوارات الثقافية العامة 8 02-07-2022 08:03 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
حوار ادبي حول رواية "موت صغير" الفائزة بالبوكر لمحمد علوان ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 19 06-19-2017 03:31 PM

الساعة الآن 03:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.