قديم 09-26-2010, 09:08 PM
المشاركة 21
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أتيتُ يحيى وقد كا
( أبو تمام )


أتيتُ يحيى وقد كا
نَ لي صديقاً وودَّا
فقلتُ ما بالُ هذا الـ
ـفَتَى اشمأزَّ وصَدَّا؟
فارتَدَّ مِني ارتِدا
دَ الأسيرِ عاينَ قدّا
فقالَ لي : ذو مزاحٍ
يصيرُ الهزلَ جدّا
كذا الكريمُ إذا ما
أرادَ أَنْ يَتغَذَّى !

قديم 09-26-2010, 09:08 PM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
( أبو تمام )


أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
وللحوادثِ والأيامِ والعبرِ
أذكرتني أمرَ داودٍ وكنتُ فتى ً
مُصَرَّفَ القَلْبِ في الأَهْواءِ والفِكَرِ
إنْ أنتَ لمْ تتركِ السيرَ الحثيث إلى
جآذِرِ الرُّومِ أَعنَقْنا إِلى الخَزَرِ!
أَعندَكَ الشَّمْسُ قد رَاقَتْ مَحاسِنُها
وأَنتَ مُشْتَغِلُ الأَحشاءِ بالقَمَرِ !
إنَّ النفورَ له عندي مقرُّ هوى ْ
يحلُّ مني محلَّ السمعِ والبصرِ
ورُبّ أَمنعَ مِنْهُ جَانِباً وحِمى ً
أمسى وتكتُهُ مني على خطرِ
جردتُ فيه جنودَ العزمِ فانكشفتْ
عنه غيابتها عن نيكة ٍ هدرِ
سُبْحانَ مَنْ سَبَّحَتْهُ كُلُّ جارِحة ٍ
ما فيكَ من طمحانِ الأيرِ والنظرِ
أَنتَ المُقِيمُ فما تَغْدو رَوَاحِلُهُ
وأَيْرُه أَبداً مِنه على سَفَرِ!

قديم 09-26-2010, 09:09 PM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
( أبو تمام )


أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
لَقَدْ أَدرَكَتْ فيكَ النَّوَى ما تُحاوِلُه
وقَفْتُ وأحشَائي مَنَازلُ للأَسَى
بهِ،وَهْوَ قَفْرٌ قَدْ تَعَفَّتْ مَنازِلُهْ
أُسَائلُكُمْ مابَالُهُ حَكَمَ البِلَى
عليهِ، وإلا فاتركُوني أسائِلُهْ
لَقَد أحسَنَ الدَّمْعُ المُحَامَاة َ، بَعْدَما
أَسَاءَ الأسَى إِذْ جَاوَرَ القَلْبَ دَاخِلُهْ
دعا شوقُهُ يا ناصرَ الشوقِ دعوة ً
فلَبَّاهُ طَلُّ الدَّمْعِ يجْري ووَابِلُهْ
بيَوْمٍ تُريكَ المَوْتَ في صُورَة ِ النَّوَى
أَوَاخِرُهُ منْ حَسْرَة ٍ وأَوائِلُهْ
وقَفْنَا عَلَى جَمْرِ الوَدَاعِ، عَشِيَّة ً
ولا قلبَ، إلا وهوَ تغلي مراجلُهْ
وفي الكلة ِ الصفراءِ جؤذرُ رملة ٍ
غدا مستقلاً والفراقُ معادلهْ
تيقنتُ أن البينَ أولُ فاتكٍ
به مذ رأيتُ الهجرَ، وهوَ يغازلهْ
يُعَنفُني أنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بنَأْيهِ
ويَجْزَعُ أَن ضاقَتْ عليه خَلاخلُهْ
أَتَتْكَ أَمِيرَ المؤْمنينَ وقَدْ أتى
عليها المَلأ دْماثُهُ وجَرَاوِلُهْ
وصلنَ السرى بالوخْد في كلِّ صحصحٍ
وبالسُّهُد المَوْصُول والنَّوْمُ خَاذِلُهْ
رواحِلُنا الليلُ النهارَ رأيْتَها
بإِرقالها مِنْ كُل وَجْهٍ تُقابِلُهْ
إلى قطبِ الدُّنيا الذي لو بفضلهِ
مَدَحْتُ بَني الدُّنيا كَفَتْهُمْ فَضَائِلُهْ
من البأسُ والمعروفُ والجودُ والتقى
عيالٌ عليه رزقهنَّ شمائلُهْ
جلا ظلماتِ الظلمِ عن وجهِ أُمَّة
أَضَاءَ لَها منْ كَوْكب الْحَقِّ آفِلُهْ
ولاذَتْ بِحقْويْهِ الخِلافَة ُ والتَقَتْ
على خدرْها أرمَاحُهُ ومناصلُه
أتتهُ مغذا قدْ أتاها كأنَّها،
ولا شكَّ، كانت قبلَ ذاكَ تُراسلُهْ
بمُعْتَصِمٍ باللَّهِ قَدْ عُصِمَتْ بهِ
عرى الدين والتفتْ عليها وسائلُهْ
رعى اللهُ فيهِ للرعية ِ رأفة ً
تُزَايِلُه الدُّنْيَا ولَيْسَتْ تُزَايِلُهْ
فأضحوا، وقدْ فاضتْ إليهِ قلوبهمْ
ورحمتُه فيهمْ تفيضُ ونائلُه
وقامَ، فقامَ العدلُ في كلِّ بلدة ٍ
خَطِيباً وأَضْحَى المُلْكُ قَدْ شَقَّ بازِلُهْ
وجَرَّدَ سَيْفَ الحق حتَّى كأنَّهُ
من السلِّ مسودٍ غمدُهُ وحمائلُه
رضينا على رغمِ الليالي بحُكمِهِ
وهَلْ دَافِعٌ أَمراً وذُو العَرْشِ قائِلُهْ!
لقدْ حانَ منْ يُهدي سويداءَ قلبهِ
لحدِّ سنانٍ في يدِ اللهِ عاملُه
وكَمْ نَاكِثٍ لِلعَهْدِ قَدْ نَكَثَتْ بهِ
أمانيهِ واستخذى لحقكَ باطلُهْ
فأمكنْتهُ من رمة ِ العفوِ رأفة ً
ومَغْفِرة ً إِذْ أَمكنَتْكَ مَقَاتِلُهْ
وحاط لهُ الإفرارُ بالذنبِ روحَه
وجُثْمانَه إِذْ لَمْ تَحُطْهُ قَبَائِلُهْ
إذا مارِقٌ بالغَدْرِ حَاوَلَ غَدْرَة ً
فذَاكَ حَرِيٌّ أنْ تَئِيمَ حَلائِلُهْ
فإنْ باشرَ الإصحارَ فالبيضُ والقَنا
قرَاهُ وأحواضُ المنايا مُناهِلُهْ
وإِنْ يَبْنِ حِيطَاناً عليْه، فإنّما
أُولئِكَ عُقَّالاتُهُ لا مَعَاقِلُهْ
وإلا فأعلمْهُ بأنك ساخِطٌ
ودَعْهُ فإِنَّ الْخَوْفَ لا شَكَّ قاتِلُهْ
بيمنِ أبي إسحاقَ طالتْ يدُ العُلى
وقامَتْ قَناة ُ الدينِ واشتدَّ كاهِلُهْ
هُوَ اليَمُّ مِنْ أَي النَّواحي أتيتَهُ
فلُجَّتُه المعروفُ والجُودُ سَاحِلُهْ
تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنَّه
ثناها لقبضٍ لمْ تُجبهُ أنامِلُهْ
ولو لم يكنْ في كفِهِ غيرُ روحِهِ
لجادَ بها، فليتقِ اللهَ سائلُهْ
عطاءٌ لو اسطاعَ الذي يستميحُهُ
لأصبَحَ مِنْ بَيْن الوَرَى وَهْوَ عَاذِلُهْ
إِذَا آمِلٌ سَاماهُ قَرْطَسَ في المُنَى
مواهبهُ حتى يؤملَ آمِلُهْ
لُهى ً تَسْتثيرُ القَلْبَ لَوْلاَ اتّصَالُها
بحسنِ دفاعِ اللهِ وسوسَ سائلُهْ
إمامَ الهُدَى وابنَ الهُدَى أَيُّ فَرْحَة ٍ
تَعجَّلَها فِيكَ القَرِيضُ وقَائِلُهْ!
رجاؤكَ للباغي الغنى عاجِلُ الغنى
وأَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ لِقَائِكَ آجِلُهْ

قديم 09-26-2010, 09:10 PM
المشاركة 24
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
( أبو تمام )


أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ
سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ
في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ
فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي
منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ
أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى
فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ
طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى
والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ
وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ
عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ
فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ
جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ
حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا
إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ
أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا
مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ
أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ
أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ
فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في
وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ
تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في
غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ
تعريسها خللَ السر تقريبها
حتى أنختُ بأحمد المحمودِ
فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ
بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ
تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ
قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ
لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ
لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ
ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه
ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ
فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه
وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ
يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها
فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ
حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ
غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ
لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ
يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ
وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا
أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ
يستلُّ إثرَ عدوها عزماته
فيعمها بالنصرِ والتأييدِ
ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ
نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ
تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ
مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ
ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي
قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي
أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ
في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ
فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ
حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ
ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ
أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ
تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ
كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ
مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ
بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ
فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ
نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ
يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به
كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ
إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها
قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ
فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً
متعصباً بعصابة ِ التسويدِ
ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما
عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ
يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ
عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ
أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها
ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ
إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ
طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ
لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء
مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ

قديم 09-26-2010, 09:11 PM
المشاركة 25
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
( أبو تمام )


أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
والعَيْشِ في أَظْلاَلِهِنَّ المُعْجِبِ
وَمصيفِهِنَّ المُسْتَظِل بظِلهِ
سِرْبُ المَهَا ورَبيعِهنَّ الصَّيبِ
أُصُلٌ كبُرْدِ العصْبِ نيطَ إلى ضُحى ً
عَبِقٍ بريحانِ الرِّياضِ مُطيَّبِ
وظِلالِهِنَّ المُشْرِقاتِ بِخُرَّدٍ
بِيضٍ كَواعِبَ غامِضَاتِ الأَكْعُبِ
وأغنَّ منْ دُعْجِ الظِّباءِ مُربَّبٍ
بُدلْنَ مِنْهُ أَغَنَّ غَيْرَ مُرَبَّبِ
للهِ ليلتُنا وكانتْ ليلة ً
ذُخِرَتْ لَنا بَيْنَ اللوى فَالشُّرْبُبِ
قَالَتْ، وَقَدْ أَعْلَقْتُ كَفي كَفَّهَا:
حلاًّ، ومَا كلُّ الحلال بطيِّبِ
فنَعِمْتُ مِنْ شَمْس إِذَا حُجبَتْ بَدَتْ
مِنْ نُورِهَا فكأنَّها لم تُحْجَبِ
وإذا رنتْ خلتَ الظِّباءَ ولَدْنَهَا
ربعيَّة ً واستُرضعتْ في الرَّبربِ
إنْسيَّة ٌ إنْ حُصِّلتْ أنْسابُها
جِنَّيَّة ُ الأَبَوَيْنِ مالَمْ تُنْسَبِ
قدْ قُلتُ للزَّبَّاء لمَّا أصبحتْ
في حدِّ نابٍ للزَّمانِ وَمخلبِ
لِمَدِيْنَة عَجْمَاءَ قَدْ أَمْسَى البِلَى
فيها خَطيباً بِاللسَانِ المُعْرِبِ
فكأنَّماَ سكنَ الفناءُ عِراصَها
أَوْ صَالَ فيها الدَّهْرُ صَوْلَة َ مُغْضِبِ
لَكِنْ بَنُو طَوْقٍ وطَوْقٌ قَبْلَهُمْ
شَادُوا المَعَالى بالثَّنَاءِ الأَغْلَبِ
فَسَتَخْرَبُ الدُّنْيَا وأَبْنِيَة ُ العُلَى
وقبابها جددٌ بها لمْ تخربِ
رُفعتْ بأيَّام الطِّعان وغُشِّيتْ
رقْرَاقَ لَوْنٍ لِلسَّمَاحَة ِ مُذْهَبِ
يا طالباً مسعاتهمْ لينالها
هَيْهَاتَ مِنْكَ غُبَارُ ذَاكَ المَوْكِبِ!
أَنْتَ المُعَنَّى بالغَوانِي تَبتَغي
أَقْصَى مَوَدَّتِها بِرأْسٍ أَشْيَبِ
وَطِئَ الخطوبَ وكفَّ منْ غُلَوَائها
عُمَرُ بنُ طوق، نجمُ أهل المغربِ
مُلْتَفٌّ أَعراقِ الوَشِيج، إِذَا انْتَمَى
يومَ الفَخارِ، ثريُّ تُرْبِ المنصبِ
في معدِن الشَّرفِ الذي من حليهِ
سُبكت مكارمُ تغلبَ ابنة ِ تغلبِ
قدْ قُلتُ في غلسِ الدُّجى لِعِصابة ٍ
طلبت أبا حفصٍ: مُناخَ الأركُبِ
الكوْكبُ الجُشميُّ نصبَ عُيُونكمْ
فاسْتَوْضِحُوا إيضاءَ ذَاكَ الكَوْكَبِ
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخَضِل النَّدى
عَفْواً ويَعْتَذِرُ اعْتَذَارَ المُذْنِبِ
ومُرَحبٍ بالزَّائِرينَ وبشْرُهُ
يُغْنيكَ عن أَهْلٍ لَدَيْه ومَرْحِبِ
يغدو مُؤمِّلُهُ إذا ما حطَّ في
أَكْنَافِهِ رَحْلَ المُكِل المُلْغِبِ
سلسَ اللُّبانة ِ والرجاءِ ببابهِ
كَتَبَ المُنَى مُمْتَدَّ ظل المَطْلَبِ
الجدُّ شيمته وفيه فكاهة ٌ
سُجُعٌ ولاجِدٌّ لمن لم يَلْعَبِ
شَرِسٌ، وَيُتْبِعُ ذَاكَ لِينَ خَلِيقَة ٍ
لا خيرَ في الصَّهباء ما لم تُقطبِ
صُلبٌ إذا اعوجَّ الزمانُ ولم يكنْ
لِيُلِينَ صُلبَ الخطبِ من لم يصلُبِ
الودُّ للقربى ، ولكن عُرْفُهُ
للأَبْعَدِ الأَوْطَانِ دُونَ الأَقْرَبِ
وكذَاكَ عَتَّابُ بنُ سَعْدٍ أَصْبَحُوا
وهُمُ زِمَامُ زَمَانِنا المُتَقَلبِ
هُمْ رَهْطُ مَن أَمْسَى بَعيداً رَهْطُهُ
وبنو أبي رجُلٍ بغيرِ بني أبِ
ومُنافِسٍ عُمَرَ بنَ طوقٍ ما لهُ
مِن ضِغْنِهِ غَيْرُ الحَصَى والأَثْلَبِ
تَعِبُ الخلائق والنَّوالِ ولمْ يكنْ
بِالْمُسْتَرِيحِ العِرْضِ مَنْ لَمْ يَتْعَبِ
بِشحُوبِهِ في المَجْدِ أَشْرَقَ وَجْهُهُ
لايَسْتَنِيرُ فَعَالَ مَنْ لَمْ يَشْحُبِ
بَحْرٌ يَطِمُّ على العُفاة ِ وإِنْ تَهِجْ
ريحُ السُّؤَالِ بِمَوْجِهِ يَغْلَوْلِبِ
والشَّوْلُ ما حُلِبَتْ تَدَفَّقَ رِسْلُهَا
وتجفُّ درَّتُها إذا لمْ تُحْلَبِ
يا عَقْبَ طَوقٍ أيُّ عَقْبِ عشيرة ٍ
أَنْتُمْ، ورُبَّتَ مُعْقِبٍ لَمْ يُعْقِبِ
قَيَّدْتُ مِنْ عُمرَ بنِ طَوْقٍ هِمَّتي
بالحُوَّلِ الثَّبتِ الجنان القُلَّبِ
نَفَقَ المَدِيحُ بِبَابِهِ فَكَسَوْتُهُ
عِقْداً مَنَ الياقُوِتِ غَيْرَ مُثَقَّبِ
أولى المديح بأنْ يكونَ مُهذَّباً
ماكانَ مِنْهُ في أَغرَّ مُهَذَّبِ
غَرُبَتْ خَلائِقُهُ وأغرَب شاعرٌ
فيه فأَحْسَنَ مُغْرِبٌ في مُغْرِبِ
لمَّا كَرُمْتَ نطَقْتُ فِيكَ بِمَنْطِقٍ
حقًّ فلم آثمْ ولم أتحوَّبِ
ومتى امتَدَحْتُ سِواكَ كنْتُ مَتَى يَضِقْ
عَنّي لَهُ صِدْقُ المقَالَة ِ أَكْذِبِ

قديم 09-26-2010, 09:11 PM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
( أبو تمام )


أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
ورمَّ بالصبرِ عقلاً كانَ مألوسا
سَرَى رِدَاءَ الهَوَى في حِينِ جِدَّتِهِ
واهاً لهُ منهُ مسروراً وملبوسا!
لو تَشْهَدِينَ أُقاسِي الدَّمْعَ مُنْهَمِراً
واللَّيْلَ مُرْتَتِجَ الأبوابِ مَطْمُوسَا
إستنبتَ القلبُ منْ لوعاته شجراً
منَ الهمومِ فأجنتهُ الوساويسا
أهْلَ الفَرادِيسِ لَمْ أُعْدِدْ لِذِكْركُمُ
إلا رَعَى وَسَقَى اللَّه الفَرادِيسَا
إذْ لا نعطلُ منها منظراً أنقاً
ومربعاً بمها اللذاتِ مأنوسا
قَدْ قُلْتُ لمَّا اطلَخَمَّ الأَمْرُ وانْبَعَثَتْ
عَشواءُ تَالِية ً غُبْساً دَهارِيسَا
لي حرمة ٌ بكَ أمسى حقُّ نازلها
وَقْفاً عليكِ- فدَتكَ النَّفْسُ- مَحْبُوسَا
كمْ دعوة ٍ لي إذا مكروهة ٌ نزلتْ
واسْتَفْحَلَ الْخَطْبُ يا عَيَّاشُ ياعِيسَى
للَّهِ أفعَالُ عَيَّاشٍ وشِيمَتُهُ
يَزدْنَهُ كَرَماً إنْ سَاسَ أو سيسَا
ما شاهدَ اللبسَ إلاَّ كانَ متضحاً
ولانَأَى الحَقَّ إلا كانَ مَلْبُوسَا
فاضتْ سحائبُ منْ نعمائهِ فطمتْ
نُعْمَاهُ بالبُؤْسِ حتَّى اجتثَّتِ البُوسَا
يحرسنَ بالبذلِ عرضاً ما يزالُ من ال
آفاتِ بالنفحاتِ الغرِّ محروسا
فرعٌ سما في سماءِ العزِّ متخذاً
أصلاً ثوى في قرارِ المجدِ مغروسا
لَيْثٌ تَرَى كُلَّ يَوْمٍ تَحْتَ كَلْكَلِهِ
لَيْثاً من الإنْسِ جَهْمَ الوَجْهِ مَفْرُوسَا
أهيسُ أليسُ مشاءٌ إلى هممٍ
تُغَرقُ العيس في آذِيها الليسَا
نافسَ أهلَ العلى فاحتازَ عقلهمُ
مِنْهُمْ فأصبَحَ مُعْطَى الْحَق مَنْفُوسَا
تجري السعودُ لهُ في كلِّ نائبة ٍ
نابتْ وإنْ كانَ يومُ البأسِ منحوساِّ
لهُ لواءُ ندى ً ما هزَّ عاملهُ
إلا أرَاكَ لِواءَ البُخْلِ مَنكُوسَا
مقابلٌ في بني الأذواءِ منصبهُ
عيصاً فعيصاً وقدموساً فقدموسا
الوَارِدينَ حِيَاضَ المَوْتِ مُتْأَقة ً
ثباً ثباً وكراديساً كراديسا
والمانِعينَ حِياضَ المَجْدِ إنْ دُهِمَتْ
مَنعَ الضَّراغِمِ آجَاماً وعِريسَا
نَمَوْكَ قِنْعاسَ دَهْرٍ حينَ يَحْزُبُه
أَمْر يُشابه آباءً قَناعيسَا
وقدموا منكَ إْنْ همْ خاطبوا ذرباً
وَرَادَسُوا حَضْرَمِيّ الصَّخْرِ رِديسَا
أشمُ أصيدُ تكوي الصيدَ غرتهُ
كيّاً وأشْوَسُ يُعْشِي الأعيُنَ الشَّوسَا
شامتْ بروقكَ آمالي بمصرَ ولو
أصبحَتَ بالطُّوسِ لم اسْتبعِدِ الطُّوسَا

قديم 09-26-2010, 09:12 PM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
( أبو تمام )


أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ!
أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ
عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ
بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا
أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ
وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ
وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ
لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا
جبارُ قوم عندها بعنيدِ
مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ
إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ
إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ
سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ
ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ
ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ
أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها
بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ
لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى
معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي
شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي
وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي
عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ
مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ
حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا
للطيرِ عيداً من بات العيدِ
هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ
حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ
بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ
أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ
حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها
أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ
أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا
منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ
بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ
من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ!
يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني
بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي
ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه
وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ
ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً
كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ!
أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها
وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ
تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى
زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ
إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ
نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ
وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ
شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ
كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما
خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ
هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا
في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ
إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ
لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ
ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما
قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ
فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ
آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ
يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله
كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ
أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي
زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ
كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ
قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ
فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ
والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ
وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي
لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي
هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا
قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ
فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ
وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ
وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا
ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ
ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ
عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ
نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة
لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ !
لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف
ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ
لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ
تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي
منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي
يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ
أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها
فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ
نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ
ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ
طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ
ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ
لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ
للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ
خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها
لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ
حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً
بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ
كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ
بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ
كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ
بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ
كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ
في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ
يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي
بردائها في المحفل المشهودِ
بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ
بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود
كرقى الأوسادِ والأراقم طالما
نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود

قديم 09-26-2010, 09:13 PM
المشاركة 28
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
( أبو تمام )


أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
لو استمتعتِ بالأنسِ القديمِ
أدَارَ البُؤْسِ حَسَّنَكِ التَّصَابي
إليَّ فصرتِ جناتِ النعيمِ
لَئِنْ أصبحتِ مَيْدَانَ السَّوافِي
لقَدْ أصبَحتِ مَيْدَانَ الهُمُومِ
ومما ضرَّمَ البرحاءَ أني
شَكَوْتُ فما شَكَوْتُ إلى رَحِيمِ
أظُنُّ الدَّمْعَ في خَدي سَيَبْقَى
رسوماً من بكائي في الرسومِ
وليلِ بتُّ أكلؤه كأني
سَليمٌ أوْ سَهِرْتُ على سَليمِ
أراعي من كواكبه هجاناً
سواماً ما تريعُ إلى المسيمِ
فأقسمُ لو سألتِ دجاهُ عني
لقدْ أنباكِ عن وجدٍ عظيمِ
أنَخْنَا في ديَارِ بَني حَبيبٍ
بناتِ السيرِ تحت بني العزيمِ
وما إنْ زَالَ في جَرْمِ ابنِ عَمْروٍ
كريمٌ من بني عبد الكريمِ
يَكادُ نَدَاهُ يتركُهُ عَديماً
إذا هطلتْ يداه على عديمِ
تَرَاهُ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ المعَالي
فتَحْسِبُه يُدَافِعُ عَنْ حَرِيمِ
غريمٌ للملِّم به وحاشى
نداهُ منْ مماطلة الغريمِ
سفيهُ الرمح جاهلُهُ إذا ما
بدا فضلُ السفيه على الحليمِ
إذا ما قيلَ أرعفتِ العوالي
فليس المرعفاتُ سوى الكلومِ
إذا ما الضربُ حشَّ الحربَ أبدى
أغرَّ الرأي في الخطبِ البهيمِ
تُقفى الحربُ منهُ حينَ تغلي
مراجلها بشيطانٍ رجيمِ
فإن شهدَ المقامة َ يومَ فصلٍ
رأيتَ نظيرَ لقمانِ الحكيمِ
إذا نزلَ النزيعُ بهمْ قروهُ
رياضَ الريف من أنفٍ جميمِ
فَلَوْ شَاهَدْتَهُمْ والزَّائِريهِمْ
لَما مِزْتَ البَعِيدَ مِنَ الحَمِيمِ
أُولئِكَ قَدْ هُدُوا في كُل مَجْدٍ
إلى نَهْجِ الصرَاط المُسْتقِيمِ
أَحلَّهُمُ النَّدَى سِطَة َ المعالي
إذا نزلَ البخيلُ على التخومِ
فروعٌ لا ترفُّ عليك إلا
شَهِدْتَ لَها على طِيبِ الأرومِ
وفي شَرَفِ الْحَدِيثِ دَلِيلُ صِدْقٍ
لِمُخْتَبِرٍ على الشَّرَفِ القَدِيم
لهم غُرَرٌ تُخالُ إذا استنارَتْ
بواهرُها ضرائرَ للنجومِ
قرومٌ للمجيرِ بهم أسودٌ
نَكالٌ للأسودِ وللقرومِ
إذا نزلوا بمَحْلٍ روَّضوهُ
بآثارٍ كآثارِ الغيومِ
لكلٍّ مِن بني حَوَّاءَ عُذْرٌ
ولاعُذْرٌ لطائيٍّ لئيمِ
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم
يزل يأوي إلى أصلٍ كريمِ

قديم 09-26-2010, 09:13 PM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
( أبو تمام )


أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
منها التي رزقتْ وأخرى تُحرمُ
فإذا تَأمَّلتَ البلادَ رَأَيْتَها
تثري كما تُثري الرجالُ وتُعدمُ
حظٍّ تعاوره البقاعُ لوقته
وادٍ به صفرٌ ووادٍ مفعمُ!
لولاه لم تكن النبوة ُ ترتقي
شرف الحجاز ولا الرسالة تتهمُ
ولذاك أعرقت الخلافة ُ بعدما
عمرتْ عصوراً وهي علقٌ مشئمُ
وبهِ رأَيْنَا كَعْبَة َ اللهِ التي
هيَ كوكَبُ الدُّنيا تُحِلُّ وتُحْرِمُ
تلكَ الجَزيرة ُ مُذْ تَحَمَّلَ مالِكٌ
أمست وبابُ الغيث عنها مبهمُ
ولعتْ قراها غبرة ٌ ولقد تُرى
في ظلِّه وكأنما هيَ أنجمُ
غنيتْ زماناً جنة ً فكأنما
فتحتْ إليها منذُ سارَ جهنَّمُ
الجوُّ أكلفُ والجنابُ لفقدهِ
مَحْلٌ وَذَاكَ الشقُّ شِقٌّ مُظْلِمُ
أقَوَتْ فلمْ أذكُرْ بها لمَّا خَلتْ
إلا مني لمَّا تقضى الموسمُ
ولقد أراها وهيَ عرسٌ كاعبٌ
فاليَوْمَ أضحَتْ وهْيَ ثَكلى أَيمُ
إذْ في ديارِ ربيعة َ المطرُ الحيا
وعلى نَصيبينَ الطَّريقُ الأَعْظَمُ
ذلَّ الحمى مذْ أوطئتْ تلكَ الربا
والغابُ مذْ أخلاهُ ذاك الضيغمُ
إنَّ القِبَابَ المُسْتَقِلَّة َ بَيْنَها
ملكٌ يطيبُ به الزمان ويكرمُ
لا تألفُ الفحشاءُ برديهِ ولا
يسري إليه مع الظلامِ المأثمُ
متبذلٌ في القومِ وهو مبجلٌ
متواضعٌ في الحيِّ وهوَ معظَّمُ
يعلو فيعلمُ أنَّ ذلك حقهُ
ويذيلُ فيهم نفسه فيكرَّمُ
مَهْلاً بَني عَمْرِو بن غَنم إنكم
هَدَفُ الأسِنَّة والقَنا يَتحَطَّمُ
المَجْدُ أعنَقُ والديَارُ فسيحَة ٌ
والعزُّ أقعسُ والعديدُ عرمرمُ
ما منكمُ إلا مردى بالحجا
أَو مُبْشَرٌ بالأحوَذِيَّة ِ مُؤْدَمُ
عَمْرَو بن كُلثُومِ بن مالكٍ بن عَتَّ
ابِ بن سَعْدٍ سَهْمُكُمْ لا يُسْهَمُ
خُلِقَتْ رَبيعة ُ مُذْ لَدُنْ خُلِقَتْ يَداً
جُشَمُ بنُ بَكرٍ كَفٌّها والمِعْصَمُ
تَغْزُو فتَغْلِبُ تغلبٌ مِثْلَ اسمها
وتَسِيحُ غَنْمٌ في البلا فَتَغْنَمُ
وستذكرونَ غداً صنائعَ مالكٍ
إِنْ جَلَّ خَطْبٌ أَوْ تُدُوفعَ مَغْرَمُ
فمَنِ النَّقِيُ مِنَ العُيُوب وقَدْ غدَا
عَنْ دارِكُمْ ومَن العَفِيفُ المُسْلِمُ
ما لي رَأَيْتُ تُرَابَكمْ يَبَسَاً لَهُ
مالي أرى أطوادَكُمْ تتهدَّمُ؟
ما هذهِ القربى التي لا تُصطفى
ما هذهِ الرحِمُ التي لا تُرحمُ؟!
حَسَدُ القَرَابَة ِ لِلقَرَابة ِ قَرْحَة ٌ
أعيَتْ عَوَانِدُها وجُرْحٌ أقْدَمُ
تِلْكُمْ قُرَيْشٌ لم تكُنْ آرَاؤَهَا
تهفو ولا أحلامُها تتقسَّمُ
حتى إذا بعثَ النبي محمدٌ
فيهم غدتْ شحناؤهُمْ تتضرَّمُ
عزبتْ عقولهُمُ وما من معشرٍ
إلا وهُمْ منهُ ألبُّ وأحزَمُ!
لما أقامَ الوحيُ بينَ ظهورهمْ
ورَأَوا رَسُولَ اللهِ أَحْمَدَ مِنْهُمُ
ومن الحزامة ِ لوْ تكونُ حزامة ٌ
أَلاَّ يُؤَخَّرَ مَنْ بهِ يُتقَدَّمُ
إِنْ تَذْهبُوا عِن مالِكٍ أَو تَجْهَلُوا
نُعْمَاهُ فالرَّحِمُ القَريبَة ُ تَعْلَمُ
هيَ تِلْكَ مُشْكَاة ٌ بِكُمْ لَوْ تِشْتَكِي
مَظْلُومَة ٌ لَوْ أَنَّها تَتَظلَّمُ
كانتْ لكُمْ أخلاقُهُ معسولة ً
فتركتموها وهيَ ملحٌ علقمُ
حَتَّى إذا أجنَتْ لكُمْ دَاوَتْكُمُ
منْ دائكُمْ إنَّ الثقافَ يقوِّمُ
فقسا لتزدجروا ومنْ يكُ حازماً
فَليَقْسُ أحياناً وحيناً يَرْحَمُ
واخافَكُمْ كي تُغْمِدُوا أسيافَكُمْ
إنَّ الدمَ المغترَّ يحرسُهُ الدَّمُ
ولقدْ جهدتُمْ أن تزيلُوا عِزَّهُ
فإذا أَبانٌ قَدْ رَسَا ويَلَمْلَمُ
وطعنتمُ في مجدِهِ فثنتكُمُ
زُعْفٌ يُفَلُّ بها السنَانُ اللَّهْذَمُ
أعززْ عليهِ إذا ابتَأَسْتُمْ بَعْدَهُ
وتذُكّرتْ بالأمسِ تلكَ الأنعمُ
ووَجدْتُمُ قَيْظَ الأَذَى ورَمَيْتُمُ
بعيونكُمْ أينَ الربيعُ المرهمُ
وندمتمُ ولوِ استطاعَ على جوى
أحشَائكُمْ لَوَقَاكُمُ أَنْ تَنْدَمُوا
ولَو انَّها مِنْ هَضْبَة ٍ تَدْنُو لَهُ
لدنا لها أو كانَ عرقٌ يُحْسمُ
ما ذُغْذِغَتْ تلكَ السُّرُوبُ وأصبَحَتْ
فرقين في قرنين تلكَ الأسهمُ
ولقَدْ عَلِمْتُ لَدُنْ لَجَحْتُمِ أَنَّهُ
ما بَعْدَ ذَاكَ العُرْسِ إِلاَّ المأْتَمُ
علماً طلبتُ رسومهُ فوجدتُها
في الظنِّ، إنَّ الألمعيَّ مُنَجِّمُ
ما زلْتُ أعرِفُ وَبْلَهُ مِن عارِضٍ
لمَّا رأيتُسماءَهُ تتغيَّمُ
يا مالِ قدْ علمتْ نزارٌ كلها
ما كانَ مثلكَ في الأراقمِ أرقمُ
طَالَتْ يَدِي لَمَّا رَأيتُكَ سالِماً
وانحَتَّ عَنْ خَدَّيَّ ذَاكَ العِظْلِمُ
وشممتُ تربَ الرحبة ِ العبقِ الثرى
وسقى صدايَ البحرُ فيها الخضرمُ
كَمْ حَلَّ في أكنَافِها مِنْ مُعْدِمٍ
أمسى به يَأوِي إليهِ المُعْدِمُ
وصَنِيعَة ٍ لكَ قَدْ كَتَمْتَ جَزيلَها
فأبى تضوُّعها الذي لا يكتمُ
مجدٌ تلوحُ فضولهُ وفضيلة ٌ
لكَ سافِرٌ والحقُّ لا يَتَلَثُّمُ
تَتَكَلَّفُ الجُلَّى ومَنْ أضحَى له
بيتاكَ في جشمٍ فلا يتجشَّمُ
وتشرَّفُ العليا وهلْ بكَ مذهبٌ
عنها وأنتَ على المكارم قَيمُ؟!
أثنيتُ إِذْ كانَ الثَّنَاءُ حِبَالَة ً
شركاً يصادُ به الكريمُ المنعمُ
ووفيتُ إنَّ من الوفاء تجارة ً
وشكرتُ إنَّ الشكرَ حرتٌ مُطعمُ

قديم 09-26-2010, 09:14 PM
المشاركة 30
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
( أبو تمام )


أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
وَملأْتَ مِنْ جِزْعَيْكَ عَيْنَ الرَّائِدِ
ولقدْ أتيتكَ صادياً فكرعتُ في
شيمِ ألذَّ من الزلالِ الباردِ
مَهَّدْتُ لاسْمِكَ مَنْزِلاً ومَحِلَّة ً
في الشعْر بَيْنَ نَوادِرٍ وشَواهِدِ
فَهُوَ المُرَاحُ لِكُل مَعْنى ً عَازِبٍ
وهوَ العقالُ لكلّ بيتٍ شاردِ
كمْ نعمة ٍ زينتني بسموطها
كالعِقْدِ في عُنُقِ الكعَابِ النَّاهِدِ
غادرتها كالسورِ عولي سمكهُ
مضروبة ً بيني وبينَ الحاسدِ
فاشددْ يديكَ على يدي وتلافني
منْ مطلبٍ كدرِ المواردَ راكدِ
أصبحتُ في طرقاتهِ ووجوههِ
أعمى وكنتَ نبيلُ القائدِ
تلكَ القليبُ مباحة ً أرجاؤها
والحوضُ منتظرُ ورودُ الواردِ
والدلوُ بالغة ٌ الرشاءِ مليئة ٌ
بالريّ إِنْ وُصِلَتْ بباعٍ واحِدِ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر العباسي ( ابن المعتز ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 02-09-2021 10:12 PM
من شعراء العصر العباسي ( البحتري ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 23 01-24-2011 07:26 PM
من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 11-10-2010 08:34 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو العتاهية ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 24 10-25-2010 08:29 AM
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 09-27-2010 03:42 PM

الساعة الآن 10:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.