احصائيات

الردود
6

المشاهدات
5819
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.41

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
09-04-2014, 08:15 AM
المشاركة 1
09-04-2014, 08:15 AM
المشاركة 1
افتراضي رجال في الشمس ؟!
على ضوء غسان كنفاني… رجال في الشمس يتكاثرون ويبحثون عن طرق للنجاة!
سليمان الشّيخ
september 3, 2014
عن القدس العربي

دقوا فوجدوا من يسمع وينقذ جاء في وسائل إعلامية عدة، أنه في (16) من شهر آب/ أغسطس 2014 وصلت حاوية شحن إلى مرفأ تيلبيري في جنوب شرق إنكلترا، قادمة من زيبروجي في بلجيكا، وعندما اقترب رجال الشرطة منها، سمعوا صراخا وطرقا ودقا وأصواتا بشرية صادرة من داخلها، وعندما فتحوا أبوابها اكتشفوا وجود 35 امرأة ورجلا وطفلا فيها، ليتبين إنهم من طائفة السيخ الأفغانية، وأن رجلا من بينهم قد توفي في الطريق، فتم إدخالهم المستشفى، تمهيدا لإخضاعهم لتحقيق لاحق لمعرفة ملابسات وجودهم في حاوية الشحن، وكيفية وصولهم إلى بلجيكا، ولماذا جاءوا إلى بريطانيا، وغيرها من أسئلة.
المهم أنه تم إنقاذهم بعد أن «دقوا» على جدران الحاوية، وأطلقوا العنان لأصواتهم وصرخاتهم، لتصل إلى آذان من سمع ورأى، فآواهم بعد ذلك. في حين أن آلافا مؤلفة من المهاجرين ومن بلدان عديدة، غرقوا وطوتهم الأمواج بين طياتها، وأكلتهم الأسماك والحيتان، أو تاهوا في الصحاري، وماتوا من ظمأ وجوع وتعب وحرارة لاهبة، وأكلتهم الضواري، أو دخلوا في متاهات الغابات وطرقها المتعرجة الشائكة، لتكون الضواري والزواحف بانتظارهم أيضا وأيضا. ولم يصل من بينهم إلى «بر الأمان» والحياة إلا أقل القليل. كلهم كانوا يبحثون عن طرق توصلهم إلى من يؤويهم، ويوفر لهم تعاملا إنسانيا ومأوى وربما عملا ولقمة ورعاية؛ فالأزمة عامة وفي العديد من البلدان، الحروب هجرت الناس وشتتتهم، والفقر والجوع والبطالة وعدم الأمان والقمع، والاحتلالات والطرد ومصادرة الحريات والظلم والسجون، دفعت آلاف الناس للبحث عن ملاجئ قد تكون آمنة، أو الرمي بالنفوس في متاهات الصحاري والبحار والغابات، بعضهم ينجو وبعضهم الآخر يغرق أو يضيع في سراب متاهات عديدة، حتى ولو وصل.
«دقوا» لكن أحدا لم يسمع ولم ينقذ!
منذ منتصف خمسينات القرن الماضي، وحتى العام الأخير من ذلك العقد، عمل الكاتب المبدع غسان كنفاني معلما في مدارس الكويت، وكاتبا في صحافتها، وهناك استمع واجتمع بالعشرات من رجال وربما نساء أجبرتهم ظروفهم مغادرة «أوطانهم»، فهاجروا إلى بلاد الاغتراب بحثا عن لقمة كريمة وتعاملا ربما أفضل مما خبروه وعرفوه وتعاملوا معه من قبل، كما استمع إلى عشرات الحكايات الفاجعة التي أودت طرق التهريب في الصحراء بين البصرة والكويت إلى ضياعهم وهم يلاحقون سرابا وراء سراب، وصولا إلى فواجع الموت والفقدان. كما أن غسان وهو في الكويت ربما شاهد بنفسه رحلات بعض الرجال الذين غرر بهم المهربون فدخلوا في متاهات وسراب الصحراء فتاهوا وضاعوا.. ثم ماتوا.
ولأنه – أي غسان – وهو الفلسطيني اللاجئ إلى سوريا وعمل في الكويت ووقف على خيبات حتى الذين كانوا من الناجين، ووجدوا أعمالا وأشغالا، إلا ان أحاسيس وواقع ووقائع الخيبات والفواجع لاحقتهم ووصلوا إلى خلاصات من بينها ما وصلوا إليه ليس هو الطريق الذي يمكن أن يمهد للوصول إلى دروب تؤدي إلى استعادة الوطن.
حمل غسان الحكايات التي استمع إليها وعايشها معه إلى دار غربته الجديدة في بيروت في العام 1960، وبدأت تتخمر في خلاياه الإبداعية، وشرع في كتابة روايته الأولى «رجال في الشمس» في العام 1962، ونشرت في العام 1963. والحقيقة أن رواية سبقتها كتبها غسان في العام 1961، ولم تنشر في كتاب حتى الآن، وهي التي حملت عنوان «اللوتس الأحمر الميت» وهي من نتاج الأجواء التي عايشها في نهاية خمسينات القرن الماضي في دمشق. إلا أنه نشرها في مجلة الطليعة الكويتية على حلقات مسلسلة أسبوعيا في العام 1963 بعنوان «العبيد» وتولى الفنان ناجي العلي رسم الرسوم المعبرة مع كل حلقة من حلقات الرواية، بعد أن التحق بالعمل في المجلة اعتبارا من العام 1963.
البحث عن طريق
فماذا جاء في رواية «رجال في الشمس»؟
يبدأ أبو قيس برواية ظروفه المستجدة بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وفقدانه لبيته وأرضه وشجراته، وشظف العيش الذي أخذ يعيشه هو وأفراد أسرته، كما ويروي أسعد حياة البطالة والعطالة التي أخذ يواجهها، وفقدانه لأي مصدر للرزق والعيش، كما ويروي الشاب مروان فقدانه لأي أمل في إصلاح ذات البين بين أمه وأبيه اللذين تطلقا، وضاع هو في سراب النكبة وتداعياتها على الصعيد العام والخاص، ليأتي من يطرح حل «التهريب» فيجتمع الثلاثة بعد أن قطعوا رحلة شاقة وصولا إلى بغداد، ثم يلتم شملهم في البصرة، ليبدأوا بالتردد على أبواب محلات المهربين الذين يبتزونهم، ويطلبون أسعارا لا يقدرون على دفعها، فيصطادهم أبو الخيزران، وهو فلسطيني يعمل لدى شركة لنقل المياه من البصرة إلى الكويت. بعد أن فقد رجولته في إحدى جولات حرب العام 1948 في فلسطين– أحد رموز العجز العربي– وحين يتعطل صهريج الماء فيحاول إصلاحه في البصرة، ولأنه بلا ماء لفترة معينة، فإنه اقترح وضع الثلاثة في خزان الماء الناشف، ليتم تهريبهم عند وصولهم إلى نقاط الحدود، فيوافقون. إلا أن الفاجعة تحصل ويتم تأخير الحاوية في نقطة التفتيش الأخيرة لأسباب غير مبررة.
عندما يبتعد أبو الخيزران عن نقطة التفتيش ويرفع غطاء الخزان، ويصيح بأعلى صوته عليهم فردا فردا، لا يسمع جوابا، فيدرك طبيعة المأساة التي حصلت، فيبحث عن مكان لدفن الجثث، فلا يجد أمامه إلا مكبا للنفايات فيرميهم هناك! وليصيح صيحته التي دوت وما زالت تدوي في ضمائر من وعى ويعي هول المآسي التي ترتبت على الاحتلال: «لماذا لم تدقوا جدران الخزان، لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟.
وفجأة بدأت الصحراء كلها تردد الصدى. والصدى ما زال يتردد ويكبر ويتجمع ويزوبع في الضمائر والنفوس عند حصول فاجعة مماثلة. إلا أن دروس المأساة كانت «لقد دقوا الجدران، وصاحوا، ولم يتركوا أية وسيلة للدق والضرب إلا واستعملوها، فانقطعت أنفاسهم وأصواتهم.. إلا أن احدا لم يسمع، ولم ينتبه، ولم ينقذ، فضاعوا في وعلى الطريقّ! تتردد كلمة الطريق عشرات المرات في الرواية، وتحمل أبعادا رمزية وواقعية.
لم يكن الهدف الأساس من كتابة الرواية «رجال في الشمس» التوثيق لمآسي الهجرة والتشتت ومعاناتها فحسب، بل أراد الروائي غسان كنفاني في ترميزاته بالرواية إلى إدانة مجموعة من السلبيات التي واكبت حياة اللجوء والغربة، وتبيان المآسي التي واكبت البحث عن طرق النجاة باللجوء إلى الهجرة. وقد جاء في الرواية: «كلهم يتحدثون عن الطرق، يقولون: تجد نفسك على الطريق، وهم لا يعرفون من الطريق إلا لونها الأسود وأرصفتها!»
والطرق هنا في الرواية تحمل بعدا واقعيا أحيانا، وتحمل بعدا رمزيا في أحيان أخرى.
لقد أدان غسان في روايته هذه ذلك التوجه إلى الهجرة المهربة في تلك المرحلة، والبحث عن طرق تزيد المآسي مأساة، ووجه الأنظار إلى ما يجب البحث عنه وفيه عن طرق أخرى لمواجهة المحتل، تمهيدا للعودة إلى الوطن. حيث الوطن وحده ما يوفر حلولا. إلا أن فيه من المآسي والفواجع ما يمكن أن يخدش وينتقص من إنسانية الإنسان أحيانا.

سليمان الشّيخ


قديم 10-21-2014, 09:06 AM
المشاركة 2
مها مطر مطر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هذا الروايه قريتها وايد حلوه سلمت يداك يا اخوي

قديم 07-20-2019, 07:28 AM
المشاركة 3
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: رجال في الشمس ؟!
وما زالت الهجرة موجودة حتى وقتنا الحالي
ولو عاش غسان كنفاني إلى يومنا لأدرك أن الأمور تسوء
تحية سيدي على ما أوجزت وترجمت , مع أطيب المنى

قديم 10-30-2019, 01:26 PM
المشاركة 4
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: رجال في الشمس ؟!
ترجمة رائعة أستاذي الكبير أيوب

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 11-13-2019, 11:51 AM
المشاركة 5
أماني عبدالعزيز
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: رجال في الشمس ؟!
رواية هادئة تجلو عوارض النفس وتريحها
الشكر للأستاذ صابر

جمال البسمات يساوي جمال الحياة
قديم 11-16-2019, 09:55 AM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: رجال في الشمس ؟!
رواية ل غسان رحمة الله عليه - رجال في الشمس -
أكثر من رائعة
وهي خالدة في أذهان معظم العرب وفي ذاكرة كل فلسطيني مهجّر
أما المقالة ...
فتذكرني بآلاف بل الملايين من المهجرين العرب الذين غادروا أراضيهم وتركوا بيوتهم وربما بعض أطفالهم هرباً من الموت عنوة وتحت وابل من الصواريخ
ما أشبه اليوم بالأمس !!!!!!!
وما أشبه هجرة الفلسطينيين من أجل النجاة ولقمة العيش بهجرة السوريين الذين لم يكن هناك خزان يطرقوا أبوابه ويهزوا جدرانه للنجاة
أشكرك وأشكر سليمان الشيخ على المقالة
نقل موفق واختيار شاعر
تحية أيوب صابر

قديم 12-12-2019, 06:55 PM
المشاركة 7
ممدوح الرفاعي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: رجال في الشمس ؟!
أستاذنا أيوب صابر الهجرة والتهجير لايعرفها إلا من ذاق مرارتها ولن يشعر بقسوة صورتها إلا من رآها عيانا بيانا أمام بصره


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.