قديم 01-06-2014, 01:03 AM
المشاركة 31
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السلام على الأستاذين الكريمين أحمد الوراق و عبده فايز الزبيدي . و على كل المساهمين في هذا الموضوع .
حقيقة كلنا نستفيد من هذا الموضوع و نطلب من الله أن يجزيكم خير الجزاء و يوفقكما على قول الحق و يبعدكما عن السيئات من القول والفعل .
قد تكون معرفتي الدينية والعلمية لا تخول لي الدخول في الموضوع ومناقشة أفكاره و آرائكم .
لكن يبقي الدين عقيدة قبل كل شيء ، و بعدها تأتي العبادات و بعدها تأتي الأخلاق . فأعتقد أن العبادة ما هي إلا اعتراف بالعقيدة ، و الأخلاق تتويج واعتراف بالعقيدة وبعد ذلك بالعبادة .

قد يكون الجواب الذي يبحث عنه الأستاذ الوراق هل الدين أخلاقي أم لا ؟ بالطبع فالدين أخلاقي . لكن هذا لا يستلزم أن الدين يساوي الأخلاق وإلا قلنا أن الدين جميل فهو جمال ، و الدين حسن فهو الحسن ....
أحيانا المصطلح له ميزته وله مكانته التي لا يستطيع الخروج منها .
فعندما نقول الدين الإسلامي و نقول الأخلاق الإسلامية ، فالفرق واضح بين المصطلحين و لا يمكن هكذا المزج بينهما أو اختزال أحدهما في الآخر .


كل التقدير والاحترام .



قديم 01-11-2014, 09:50 PM
المشاركة 32
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


السلام على الأستاذين الكريمين أحمد الوراق و عبده فايز الزبيدي . و على كل المساهمين في هذا الموضوع .
حقيقة كلنا نستفيد من هذا الموضوع و نطلب من الله أن يجزيكم خير الجزاء و يوفقكما على قول الحق و يبعدكما عن السيئات من القول والفعل .
قد تكون معرفتي الدينية والعلمية لا تخول لي الدخول في الموضوع ومناقشة أفكاره و آرائكم .
لكن يبقي الدين عقيدة قبل كل شيء ، و بعدها تأتي العبادات و بعدها تأتي الأخلاق . فأعتقد أن العبادة ما هي إلا اعتراف بالعقيدة ، و الأخلاق تتويج واعتراف بالعقيدة وبعد ذلك بالعبادة .

قد يكون الجواب الذي يبحث عنه الأستاذ الوراق هل الدين أخلاقي أم لا ؟ بالطبع فالدين أخلاقي . لكن هذا لا يستلزم أن الدين يساوي الأخلاق وإلا قلنا أن الدين جميل فهو جمال ، و الدين حسن فهو الحسن ....
أحيانا المصطلح له ميزته وله مكانته التي لا يستطيع الخروج منها .
فعندما نقول الدين الإسلامي و نقول الأخلاق الإسلامية ، فالفرق واضح بين المصطلحين و لا يمكن هكذا المزج بينهما أو اختزال أحدهما في الآخر .


كل التقدير والاحترام .


وعليكم السلام ورحمة الله ..

تعليقاً على ما تفضلت به أتساءل: هل توجد أخلاق إسلامية وأخلاق غير إسلامية؟! الله سماها المعروف لأن المعروف معروف عند الجميع وسمى المنكر وهو ما أنكره الجميع. ونعم الإسلام حسن والإسلام جمال والإسلام أخلاق، وهذا لا يعني أنه محو للإسلام وعقيدته، نعم في الإسلام عقيدة وفي الإسلام شريعة وفي الإسلام معاملات وكلها الثلاثة أخلاقية مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات، فما الذي يعيب هذا الكلام ولماذا لا تقول مثله؟

الإسلام باقة من الأخلاق تأخذ تسمياتها بحسب موقعها وموضوعها كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) ووضحت للأخ الزبيدي أن الكفار مارسوا سوء أخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات وهذه صفاتهم في القرآن كلها من نوع المنكر أي سوء الأخلاق، فدع اليتيم ألا تسميه سوء أخلاق؟ ومنع الماعون، والتكبر، وكفر الحق بعد علمه، والظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، والتطفيف، والإفساد في الأرض، وإتيان الرجال شهوة (ولا أقول "اللواط" كما يسميه الكثيرون؛ حتى لا ينسب هذا الفعل الخبيث إلى نبي الله الشريف لوط عليه السلام ) .

وكيف تقول أن الإسلام أخلاقي وبنفس الوقت ليس أخلاق؟! هذا تناقض. أرجو أن تخرج من التفكير المألوف وتفكر في الأمر ملياً، فليس كل مألوف صحيح دائماً، نحن نحارب عادات ألفناها واكتشفنا أنها خاطئة، وإذا لم تكن العقيدة أخلاقية فماذا تكون؟ حدد تصنيفها ، ولا تقل أن العقيدة عقيدة والجدار جدار والباب باب، لأنك هكذا تجمد العقيدة وكأنها كتلة خرسانية، والتجميد إماتة للدين وليس إحياء له، وكلمة أخلاق أوسع من النظرة المألوفة كالتبسم وإعطاء سواك ونحو ذلك.

قبل أن نتكلم عن شيء يجب أن نعرف ما هو ونعرف أبعاده وما الرقعة التي يغطيها، كيف تفصل بين العقيدة والشريعة والأخلاق؟ أليس من العقيدة عبادة الله وحده دون شركاء؟ هيا أخرج الأخلاق من هذه النقطة! فإذا عبدت الله وحده فيعني أنك أعطيت صاحب الحق حقه وهذا من الأخلاق، وإذا شكرت الله على نعمه أنت قمت بأخلاق الشكر للمتفضل وهذا من الأخلاق شئت أم أبيت، والله سمى عباده بالشاكرين والشكر أخلاق، ومن العقيدة تحريم الذبح لغير الله، وهذا داخل في إعطاء الله حقه ، وهكذا، فالعقيدة الصحيحة هي أخلاق.

والأخلاق ما هي؟ إنها الحق، فإذا كان العلم التجريبي حق فيما يتعلق بالمادة فالأخلاق حق فيما يتعلق بعلاقة الناس بعضهم ببعض أو علاقتهم بخالقهم، وكل شيء يشمله حكم حق وباطل وليس في مجالات محددة قال تعالى {فماذا بعد الحق إلا الضلال} ولا يوجد شيء ثالث وقال تعالى {يخرجكم من الظلمات إلى النور} .

وكلمة أخلاق وخلق من أصل لغوي واحد -فيما يظهر لي- وهو الفَطْر، فأساس الأخلاق فطري موجود عند الجميع {ونفس ما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} ، ولهذا سميت أخلاق لأن مفردها خلق وخليقة، وحتى كلمة (خُلُق) ليست مفرد وإنما اسم جنس جمعي مثل كلمة (عالَم)، فجذر الكلمة هو (خ ل ق) مما يعني أن الأخلاق أصيلة ومخلوقة في الإنسان، ومردافتها كلمة (طبع) من الطبيعة ، والخلق والفطرة بمعنى واحد. فالله خالق السماوات والأرض وهو فاطر السماوات والأرض.
وخلق وأخلاق، مثل رماح وأرماح وكعاب وأكعاب وشِعاب وأشعاب وسوار وأسوار،

وفي لسان العرب: "الخُلق هو الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة والخلْق لصورته الظاهرة" .
وقال الطغرائي:
وإن بليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
وطبعاً هنا لا يقصد بالخلاق النصيب.


إذن حصر الأخلاق في مجالات محددة تضييق لنطاق الأخلاق وإبعادها عن دورها إلى مجرد آداب عامة وإيتيكيت يفعلها الصادق والمنافق، وإذا كانت الأخلاق حق فماذا بعد الحق إلا الباطل، أما إن كانت الأخلاق باطلاً فوضح لنا ذلك.

ولهذا قال تعالى {فذكر} والتذكير يكون لشيء موجود ونسي وهي الفطرة السليمة، لهذا لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم وليس لهم أخلاق في الآخرة كما قال تعالى {ما لهم في الآخرة من خلاق}.

لاحظ أن الأخلاق تدخل في كل شيء بالحياة، فالعمل يحتاج أخلاق والدراسة تحتاج أخلاق والجيران يحتاجون أخلاق والنقاش يحتاج أخلاق والأفكار تحتاج أخلاق، وبالتالي الدين والعقيدة تحتاج أخلاقاً، إذن كيف تحصر الأخلاق في آخر زاوية في الإسلام وهي داخلة في كل الحياة؟؟ وتوضيح الأخلاق في العبادات والعقيدة أمر سهل جداً ويستطيعه الجميع، ولا أظن الزكاة مثلاً تحتاج معرفة أن هدفها أخلاقي، ولا حتى الصوم ولا الصلاة ...الخ ، كل الأشياء ينسحب عليها حكم أخلاقي أو غير أخلاقي دون أن يزول تصنيفها ، فأنت تستطيع أن تعمل تاجراً بهدف أخلاقي دون أن يمسح منك مسمى تاجر! وبالتالي عقيدة الإسلام أخلاقية دون أن يمسح مسمى عقيدة، فهل التاجر الأخلاقي صار بلا تجارة وصار مجرد إنسان ودود بشوش يمشي في السوق ويوزع الابتسامات؟!!

وما جاء الأنبياء إلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمعروف أساسه أخلاق، إذن الإسلام دين الأخلاق له عقيدة أخلاقية وشريعة أخلاقية ومعاملات أخلاقية يقوم المسلم بها ويسقط بها، وانتهى الإشكال..

العقيدة تنتمي إلى الأخلاق وليست الأخلاق تنتمي إلى العقيدة، لاحظ أنك تقول العقيدة أخلاقية مثل أن تقول الماء سائل، فكلمة سائل أوسع من الماء لأن هناك سوائل أخرى.

وشكراً لك ولكل من ساهم في الموضوع..

قديم 01-12-2014, 12:18 AM
المشاركة 33
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أستاذي الفاضل

ورد في أكثر من موضع في مداخلاتكم أن الدين كله أخلاق . و أن الدين هو الأخلاق .
وهذه الفكرة يصعب تقبلها ، ليس لأن فكرنا خضع لقولبة معينة و لا يستطيع تجاوزها ليصل إلى عمق الأشياء ، بل لأن جوهر الدين أعمق من مصطلح الأخلاق .
فالدين عبادة وهذا هو عمق الدين الذي ترسخه العقيدة ، فالله ما خلق الجن والإنس إلا للعبادة . و هذا أمر واضح صريح .
و لكي تعبد الله تأتي العقيدة متقدمة على كل ما سواها و بعدها العبادات ثم الأخلاق .

فحتى تعميم الأخلاق هكذا وجب تصحيحه و ذكر الأخلاق الحسنة و بالضبط الأخلاق الإسلامية ، فلا أعتقد أن كل تلك الأخلاق التي آمنت بها الأمم السابقة رغم حسنها في نظرها تبقى دائما حسنة ، فالله حرم الخمر على أقوام دون غيرها وكذلك الخنزير .
بل أكثر من ذلك فمصطلح الأخلاق يحيلنا إلى حمولة فلسفية كبيرة فالأخلاق مرتبطة بالخيرية و المنفعة و الواجب .
وعندما نقول الخير فهو مصطلح شاسع أيضا فالغاية عند البعض تبرر الوسيلة ، وهناك تيارات تؤمن بأن الأفعال كلها خيرية وأن تلك الخيرية مختلفة النسبة لا غير .
لذلك نجد أن حتى في المدارس تم تغيير مصطلح الأخلاق بالآداب الإسلامية ، وذلك لتفادي الإشكال الفلسفي الذي تثيره الأخلاق .
لذلك تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن مكارم الأخلاق ، و الله تعالى عن الخلق العظيم .

و أعتذر إن كان ردي سريعا .






قديم 01-13-2014, 04:11 PM
المشاركة 34
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


أستاذي الفاضل

ورد في أكثر من موضع في مداخلاتكم أن الدين كله أخلاق . و أن الدين هو الأخلاق .
وهذه الفكرة يصعب تقبلها ، ليس لأن فكرنا خضع لقولبة معينة و لا يستطيع تجاوزها ليصل إلى عمق الأشياء ، بل لأن جوهر الدين أعمق من مصطلح الأخلاق .
فالدين عبادة وهذا هو عمق الدين الذي ترسخه العقيدة ، فالله ما خلق الجن والإنس إلا للعبادة . و هذا أمر واضح صريح .
و لكي تعبد الله تأتي العقيدة متقدمة على كل ما سواها و بعدها العبادات ثم الأخلاق .

فحتى تعميم الأخلاق هكذا وجب تصحيحه و ذكر الأخلاق الحسنة و بالضبط الأخلاق الإسلامية ، فلا أعتقد أن كل تلك الأخلاق التي آمنت بها الأمم السابقة رغم حسنها في نظرها تبقى دائما حسنة ، فالله حرم الخمر على أقوام دون غيرها وكذلك الخنزير .
بل أكثر من ذلك فمصطلح الأخلاق يحيلنا إلى حمولة فلسفية كبيرة فالأخلاق مرتبطة بالخيرية و المنفعة و الواجب .
وعندما نقول الخير فهو مصطلح شاسع أيضا فالغاية عند البعض تبرر الوسيلة ، وهناك تيارات تؤمن بأن الأفعال كلها خيرية وأن تلك الخيرية مختلفة النسبة لا غير .
لذلك نجد أن حتى في المدارس تم تغيير مصطلح الأخلاق بالآداب الإسلامية ، وذلك لتفادي الإشكال الفلسفي الذي تثيره الأخلاق .
لذلك تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن مكارم الأخلاق ، و الله تعالى عن الخلق العظيم .

و أعتذر إن كان ردي سريعا .

أهلاً بك..

أنت الآن وسعت المشكلة ولم تضيقها فافترضت وجود مشكلة بين الإسلام وبين الأخلاق وهذا موضوع آخر وأخطر، وقلت أن العبادة لله أكبر من الأخلاق، هل تستطيع توضيح هذا؟ بينما أنا أستطيع توضيح أن العبادة أخلاق، بل قمة الأخلاق، أنت تريد أن تحيلنا إلى شيء ومجهول بنفس الوقت اسمه العقيدة التي جاءت لوحدها ولا تنتمي لشيء ولا تفهم ولا ترتبط بشيء ، فلا تمت علينا ديننا يا أخي، فهذا اسمه تجميد وتصنيم وفقدان بصيرة تجعل المؤمن يعظم شيئاً وهو لا يدري لماذا، بينما هو آمن أصلاً حباً في الله الخير، فكيف تكون العقيدة لا شأن لها بالخير وهو آمن بسبب الخير أصلاً.

لماذا أقول هذا؟ لأن الإنسان لا يفهم إلا من خلال الأخلاق، عندما نجد مجتمعاً يعظم شخصية معينة سوف نسألهم لماذا استحق كل هذا؟! ما هي الأعمال العظيمة والفاضلة التي فعلها لكي تعظموه؟ إذا قالوا لنا إنه أعظم من الأعمال الفاضلة وما الأعمال الفاضلة إلا شيء بين الناس العاديين! فسنقول فعلى أي أساس عظمتموه؟؟ حينها نكون لا نفهم وسيقولون لنا افعل مثل الناس وكف عن التفلسف! هذا يشبه ما تفعله أنت مع العقيدة، فلا تريد أن تحدد لنا ماهيتها وانتماءها ولا تريدنا أن نفهمها فكيف نفهم أنها عظيمة؟ هل إذا وصفت أنت أو غيرك شيئاً بأنه عظيم أصبح عظيماً؟! كيف لنا أن نعرف هذه العظمة ونحن يقال لنا لا تسأل عن المقاصد ! بينما المقاصد هي التي تجعلنا نقول عن الشيء عظيم أو غير عظيم، أمامك شخص مات من الجوع، هل تقول عنه عظيم؟ لن تقول، إلا إن عرفت أنه آثر بطعامه غيره أو لأجل قضية عظيمة، إذن الموت من الجوع بحد ذاته ليس عظمة، ولكن الغاية منه هي التي كشفت عظمته.

وكيف ندعو غير المسلمين بعقيدة وشريعة جامدتين لا تعرف لماذا ولا ما أبعادها الأخلاقية؟ هذا لا يمكن، بل إن الدعاة يحاولون أن يبينوا الغايات الجميلة والنبيلة للإسلام، لكن إذا جاء أحد يسأل يقال له لا تسأل!!

يا أخي نحن عرفنا الله بالخير والمنطق والحق ولم نره بعيوننا ، والخير والمنطق شيء واحد ، فكيف تكون عقيدته منفصلة عن الخير؟ وقل أيضاً أنها منفصلة عن المنطق وأنها أكبر منه!

ثم ألست تعرف الله بالفطرة؟؟ فما هي الفطرة أليست حب الخير والأخلاق؟؟ هذا الطرح غير قادر عن الدفاع عن نفسه، أن تمسك الأخلاق وترميها جانباً وتقول أن الشريعة والعقيدة مقدمة عليها وأكبر منها ولا تفهمان أبداً لا بأخلاق ولا بغيرها بل تفعل فقط! ويقوم الإسلام بالعقيدة حتى لو أهملت الأخلاق بينما لا يقوم بالأخلاق لو أهملت العقيدة! هذا الفصل بين الأخلاق والعقيدة مشكلة كبيرة، وما رأينا القرآن إلا يمدح الخير ويدعو إليه وما ذم أحداً إلا بالشر وسوء الأخلاق. ولم تذكر كلمة عقيدة في القرآن، وذكر الخير والخلق كثيراً، فكيف يكون الجديد الطارئ بعد عدة قرون على الإسلام أهم من نصوص القرآن؟

بينما المهاجرون للحبشة قالوا للنجاشي: إن محمداً لم يدع خيراً إلا وأمرنا به ولا شراً إلا ونهانا عنه.

مع أني لا أعترض على كلمة عقيدة، لأن كل دين يحتاج إلى عقيدة وشريعة وتعامل في إطار الأخلاق، لأن الدين أصلاً هو أخلاق، وترك الدين هو ترك الأخلاق.
ولا قيمة لشيء إلا على معيار أخلاقي، كيف نقيمه إلا بمعيار الخير والشر؟ أنت تحب الرسول، لماذا؟ أليس لأنه صادق ولأنه تحمل في سبيل الله ولأنه حرص على الأمة وضحى بنفسه لأجلها...الخ، أليست هذه كلمات أخلاقية؟

المشكلة هي عندما تمسك شيئاً عاما وتضعه في زاوية فهذا ما سبب الارتباك، وهذا ما يسمى بالتهميش، إذا كنت مديراً ووضعوك في مكان الفراشين فهذا اسمه تهميش، أليست حكاية الإيمان والكفر مبنية على موضوع الخير والشر؟ أليس الدين كله خير، فالأخلاق هي خير، فكل خلق أساسه خير وليس كل صور الأخلاق كاملة خير؛ لأن بعض الصور فيها مبالغات تضر بخير آخر، مثل الذي يذبح ابنه أو يسرق من جاره ليكرم ضيفه، الدافع أخلاقي لكن السلوك غير أخلاقي ، والأخلاق خير، لكنه أخرج هذا الخير بطريقة شر فكان شراً، أنت مثل من ينظر لموضوع الماء وهو داخل في كل شيء ويحتاجه كل جسم ومادة، ثم يقول إن الماء موجود في البرك والمستنقعات فقط! فهذا اسمه تهميش.

حسناً ، هل تقول الإسلام خير بعقيدته وسلوكه؟؟ إذا قلت ذلك اتفقنا ، أم أن عقيدته فوق الخير؟ اذكر لي شيء فوق الخير.

ومسألة أن الله لم يحرم الخمر أو الخنزير على بعض الأمم، فمن يثبت ذلك؟ هل كتبهم المحرفة؟! وهل ذكر القرآن أنه أحل الخمر لهم؟ الله يأمر بالطيبات وينهى عن الخبائث سواء لنا أو لغيرنا من الأمم، والخنزير نفسه حيوان مكروه ومقزز في سلوكه وما يأكله من قاذورات حتى عند من يأكلونه فهم يعيرون من يكرهونه بالخنزير! هنا التحريم مراعاة للذوق مثله مثل تحريم الدم مع أن الدم غني بالبروتين، والميتة أيضاً لماذا حرمت؟ خصوصاً الموقوذة والمتردية كشاة صحيحة وسقطت من الجبل ونزف دمها وماتت أمامك فلماذا حرم أكلها؟ كل هذا لمراعاة الذوق، والذوق من الأخلاق، ستقول لأن السبب لأنه لم يذكر عليها اسم الله، وأقول لك لا، حتى لو رأيت خروفان يتناطحان وسميت الله على أيهما يموت الأول فلم يكن حلالاً، لأن الدم مذكور عليه اسم الله ومع ذلك فهو حرام،

لا تجمد علينا عقيدتنا بحيث لا نفهم مقاصدها بارك الله فيك، وما البكرة إلا استكمال وعدم توقف، فما جاء الإسلام إلا ليفتح لنا طريق الخير وآفاقه، بل كل خير جديد لم يأت به نص نحن مطالبون فيه ، وهكذا يكون الدين إيجابي ومعروف الغاية لأنه رحمة للعالمية والرحمة أخلاق يا سيدي وهو مما وضعته في الهامش، فالدين كله جاء لمغزى أخلاقي، وهذا كلام ربنا وليس كلامي أنا، وما دمت تقول أنك لا تتبع نمطية عقلية بالتوارث إذن أثبت لي بالحجة والمنطق والدليل خلو العقيدة من الأخلاق حتى نعرف أن الأخلاق هي في تبسمك في وجه أخيك وآداب المسجد فقط ولا شأن للعقيدة ولا الشريعة في الأخلاق..

الله أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر ، أنت تريد أن تحدد المعروف وكأنه غير معروف عندنا، المعروف هو الخير والمنكر هو الشر، والله ذكرها على انفتاحها ولم يقل المعروف الذي أعرفكم به ولا بالمنكر الذي أنكره لكم بل قال المعروف الذي تعرفونه والمنكر الذي تنكرونه، أي بفطرة البشر كلهم.

كل شعوب الأرض إذا استثنينا أهل المصلحة ينكرون الفواحش والتعري والزنا ويقيمون الزواج والأسرة على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، ويحترمون المرأة المحتشمة التي لا تغري الرجال، هذه الأوامر ليست غريبة على الفطرة السليمة، ومثلها الإيمان بالله الواحد ليس غريباً على الفطرة ووجوب شكره وعبادته ليس غريباً على الفطرة، وتقديمه على ما سواه ليس غريباً على الفطرة؛ لأنه أهل لذلك فلماذا الطلسمة والتلغيز؟؟ ولماذا تجعل الإسلام في صراع مع الأخلاق وهو جاء لأجلها أصلاً؟ (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) تستطيع أن تضرب أمثلة لتوضح وجهة نظرك وتوضح الغريب المجهول والذي يتصادم مع الأخلاق العالمية الذي جاء به الإسلام والذي يؤخذ كعقيدة دون فهم، هذا الطرح الذي أتبناه تستطيع أن تقنع به غير المسلم وتقول له إذا كان عندك خير أفضل من هذا فاذكره لنا، بينما نحن نستطيع نقد عقائدهم من الناحية الأخلاقية..

فنقول للهندوسي :لماذا دينكم قائم على الطبقية والتفريق بين خلق الله وجعل الطبقة الدنيا نجسة تنجس الطبقة العليا إذا رأتها أو أكلت معها مع أن كلكم هندوس؟!! فهذا عمل غير أخلاقي، فيسقط بيده، بينما في الإسلام الناس سواسية..

ونستطيع القول للمسيحي: لماذا ربكم يصلب ويقتل لأجل أن تتمتعوا بالذنوب وهو يغفرها؟! فهذا غير أخلاقي، فالمفترض أن تفدونه أنتم وليس هو يفديكم! ولماذا تمجدون الصليب الذي صلب به ربكم؟!! فالمفترض أن تخفوه وترجموه لا أن تضعوه على صدوركم..

ونقول لليهودي: لماذا الله (يهوه) لكم وحدكم؟ وبقية البشر عبيد لكم؟ ولماذا أنبياؤكم بهذه الصورة السيئة وبهذا الفسق والفجور كما تصمهم التوراة المزورة؟ ولماذا أنتم أبناء الله دون بقية الناس؟! فهذا غرور وتكبر غير أخلاقي في عقيدتكم..

ونقول للملحد: لماذا حياتك بلا هدف بينما تريد من كل شيء أن يكون له هدف؟! ولماذا ترجع الأخلاق للمصلحة والكسب؟ هذا يعني أن حياتك بلا أخلاق بل بكسب ، فأنت ضد الأخلاق..
...وهكذا.

لكن إذا كانت عقيدتنا ضد الأخلاق فكيف سنفهمها؟؟ وكل شيء يفهم بمعيار الأخلاق والمنطق.

ومن المعروف أن الناس كلهم يستهجنون السكر والمخدرات، ويتأسفون لمن ابتلي بها، وكلهم يتقززون من مرأى الدم فما بالك بشربه أو أكل الجيف الميتة؟ الإسلام جاء بالمعروف ولم يأت بألغاز، هذا غير تحريم السرقة والميسر والقتل والظلم، وكل شعوب الأرض تجمع على بطلانها، نظرتك المغلقة للعقيدة تجعلها غير معروفة، وغير المعروف من الصعب التعريف به لغير المسلم أو للمسلم المنحرف، بينما الإسلام جاء بالمعروف وهذا يجعلك تخالف نظرة القرآن.

وبهذا تهتز فكرة أنه لا حسن إلا ما حسنه الشرع ولا قبيح إلا ما قبحه الشرع؛ لأن النصوص لا يمكن أن تحيط بكل صور الخير والشر وصور الحسن والقبيح، فكل يوم تظهر مواقف جديدة تحتاج إلى تقييم جديد، قال تعالى {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} فهذا مقياس عام للخير المفتوح، وفكرة أنه لا حسن إلا ما حسنه الشرع تجعل الخير محدوداً ومغلقاً، القرآن حث على اليتيم فهل يعني هذا ألا نهتم بالمعاق لأنه لم يذكر؟!

إذن الإسلام فتح لنا باب تعاطي الخير ما ذكر وما لم يذكر ، قال تعالى {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ولم يحدد ما هي الصالحات، ونهى عن كل فساد، ولا يمكن تحديد مفهوم الفساد بمفهوم محدد، حتى الإضرار بالبيئة من الفساد في الأرض، إذن ديننا يأمرنا أن نقف مع حماة البيئة والحيوان وحقوق الإنسان حتى لو كانت منظمات أجنبية لأن فيها خير.

إن جعل الشريعة تحيط بكل صور الحق والباطل فيه تعسف وتضييق وتجميد وإحالة على مجهول تتنافى مع الخيرية المطلقة التي أمر بها الدين، وتتنافى مع البصيرة العقلية التي أمر بها الدين، قال صلى الله عليه وسلم: (حضرت مجلساً عند ابن جدعان لو دعيت إليه في الإسلام لحضرته) وابن جدعان كان من المشركين، لكن ذلك المؤتمر كان يخدم حقوق الإنسان.

كل ما جاء به الدين الحقيقي كله معروف ، وكلمة معروف أهم ما فيها الغاية والمقصد، وكلمة معروف أي معروف غايته ومرغوبة، ولا يعرف شيء من الغايات إلا بمعرفة خيريته وإلا فهو منكر أي تنكره الفطرة ولا تعرفه، أنت تريدنا أن نقول أن الخمر حرام وبس! ولا نعرف الغاية من التحريم ولا المقصد من ذلك، مثله مثل لحم الخنزير والدم وهكذا، وأن الإسلام أمرنا بالصلاة ولا ندري ما غايتها وليس لنا الحق في السؤال عن المقاصد في الشريعة! فهل هذه الغاية التي تريد؟ وهل تصنع هكذا أمة واعية متفهمة أو تصنع دوغمائية مستعبدة؟ أليس القرآن لقوم يعقلون ولأولي الألباب ، أليس أولوا الأباب أهل الفهم؟ بينما أنت تحارب الفهم تجعل الدين طلاسم لا تفهم ولما ذا جاءت، هل الله يتعبدنا بما لا نعرفه أم أنه سماه المعروف الذي نعرفه ؟؟ هل تقوم حجة على أحد وهو يعمل شيئاً لا يعرفه،

لهذا أرجو منك إعادة النظر فأنت إنسان مرن العقل فيما يظهر لي، وتحب الإيمان والإسلام، فمالذي يمنعك من تفهم هذا الكلام أو ترد عليه بـرد يدحضه ويكون مقنعاُ ومستنداً على الآيات والأحاديث الصحيحة دون انتقاء.

وشكراً لأدبك في الحوار ..
وجزاك الله خيراً كلما بحثت عن الحق..

قديم 01-13-2014, 09:06 PM
المشاركة 35
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ أحمد الوراق

لكي لا يضيع الشمال في النقاش

سالتني عن العقيدة و سأوضح العقيدة الإسلامية موثقة بعد هذا التفسير الخاص ، فالعقيدة هي معلم حياة الفرد ، فهي تلك التوابث التي يرجع و يستند عليها كحقائق تابثة ، وعليها يبني كل سلوكياته . فالعقيدة ليست هنا مجرد افتراض لكي نبحث البرهنة عليه ، إنها معطى تابث لا يقبل التأويل . فكل العلوم لها توابث من خلالها تبني علاقات و قوانين . فلو تصورنا أن شخصا انحرفت عقيدته عن الإيمان بالله و اتخذ قيمة من القيم معلما لحياته ، وعليها يبني كل تصواته كمثال " العدالة الاجتماعية ، الحب ... " و أضحت تلك القيمة مصدر إلهام لفلسفة في الحياة فمتى فشل في الوصول إلى تلك القيمة و تطبيقها في المجتمع ، رجع على أعقابه وانسلخ عن ذلك المعتقد ، إما بالنقد الذاتي و التحول إلى النسبية ، أو بالبحث عن بديل آخر ، فيكون تائها بين القيم أيها تصلح لتبني فلسفة قابلة للتطبيق ، و يقبل عليها الناس بسهولة و يسر .
هنا قوة العقيدة الإسلامية ، فهي المعلم الوحيد الذي يمكن البناء عليه دون أن يتملكك الملل ، لأنك تؤمن و تعتقد أن الفاعل هو الله و ليس أنت ، وأن كل ما تراه ماهو إلا توفيق من الله ، فحتى عندما تسعى إلى تحقيق فريضة الاستخلاف في الأرض و تفشل ، فعقيدتك تهيئك أن اجتهادك لم يذهب سدى ، و أن الله لا يضيع أجر العاملين .
عقيدتنا أخي الكريم هي العبودية لله ، ولا أعتقد أن العبودية تحتاج إلى شرح كبير ما دام القرآن نزل في زمن فيه عبيد . فعندما يعتقد البعض اليوم أن العبودية لا أخلاقية فنحن لا نزال نفتخر بأننا عباد لله الواحد الأحد ، و أن عبوديتنا مصدر و قوة حريتنا و سيادتنا ، فمن أقر بعبوديته لله ، تحرر من كل أنواع العبودية للطاغوت .
أخي الكريم ، قلت سابقا أن الأخلاق مفهوم فلسفي تتنازعها التعاريف و تظل الأخلاق في تطور ، فالقوانين هي أخلاق تتحولت إلى قواعد قانونية ، والأخلاق من سمتها التطور و تخضع للنسبية ، بينما العقيدة الإسلامية تابثة لا تتغير أبدا ، و حتى التشريع الإسلامي قليلة قطعياته ، و منطقة العفو واسعة فسيحة تركت للاجتهاد ، ليميز كل جيل أخلاقياته و يحولها إلى قواعد قانونية لا تصطدم مع مع ماهو قطعي و لا تصطدم مع ما نهى عنه الشرع ، أما المباح فمن الممكن تعطيله مرحليا متى وجدت أسباب لذلك . أما العقيدة أستاذي الكريم فلا يمكن أبدا مساومتها ، فالإيمان بالله ليس فيه منطقة عفو فهو تابث ، إما إيمان بالله أو كفربه .
القطعيات في التشريع هي إبراز و ترسيخ العبودية لله ، وهي امتحان على القدرة على جعل الفرد ينجح في امتحان العبودية و الإيمان .
جميل ما تفضلتم به حول أساليب الدعوة و إظهار أخلاقية الدين الإسلامي انطلاقا من إبراز محاسن الأخلاق الإسلامية و إعمال العقل ، سعيا إلى إظهار قوة الدين الإسلامي ، لعل المخاطب يجنح إلى تحقيق العبودية لله ، وليس فقط سعيا لجعله إنسانا متخلقا بالفضائل . فالصدقات تعطى للمؤلفة قلوبهم و ذلك ترغيبا لهم و جعل عقولهم تتفتح على حقيقة أن الإسلام لا يبتغي الحياة الدنيا وحدها بل أن الأبقى والأجدر بالتعب أكثر هو الآخرة . و لعل شخصا مؤمنا بأخلاقيات العصر كان اعتبر ذلك نوعا من الاستقطاب بطرق لا أخلاقية ، لكن هنا الأمر أجل إنه سعي لتأليف القلوب و جعلها تؤمن بخالقها و تحقيق العبودية لله و هي وحدها المعلم الصريح الذي تستوي حياة الأفراد والأمة به لأنه متى تحقق التصديق واليقين والإيمان بالله ، تجلى ذلك في الإمتثال لكل أنواع العبادات و الأخلاق الإسلامية .

يتبع

قديم 01-13-2014, 09:49 PM
المشاركة 36
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يا أستاذ ياسر بن علي الأخ أحمد الوراق يحيد !
و الحيدة في علم المناظرة هو التفلت من القضايا التي تحرجه إلي ما يمكنه أن يطول الحديث فيما لا خلاف فيه أو ما يوافق هواه.
و سأعيد الحوار إلي الجادة :
الأخ أحمد حسب مذهبه الإباضي :
يرى أن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار و هم ييتفقون _ اي الإباضية_ مع المعتزلة في تخليد العصاة في جهنم.
و قد صرح بهذا الأمر في المشاركة رقم (1)
و هأنا أعيد السؤال عليه :
ما مصير أهل الكبائر من أهل الإسلام ، هلترى رأي أهل السنة فيهم و أنهم تحت المشيئة إن شاء عذب و إن شاء غفر و لكنهم لا يخلدون في النار ؟
و أتمنى عليك الإيجاز بارك الله فيك!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-13-2014, 10:28 PM
المشاركة 37
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أقتبس من ردك هذا النص .
أنت تحب الرسول، لماذا؟ أليس لأنه صادق ولأنه تحمل في سبيل الله ولأنه حرص على الأمة وضحى بنفسه لأجلها...الخ، أليست هذه كلمات أخلاقية؟

أحب الرسول صلى الله عليه و سلم عقيدة يا أخي قبل ما تفضلتم به و هنا نختلف ، فأنا أومن به ، لأنه رسول . وحبي له لايقارن مع كل أنواع الحب فهو يفوقها حتما إلا حب الله ، فهو أكبر لأنه أصل العقيدة . وهذا لا يعني أنني لا أحب أخلاقه الكريمة . و إلا لكان كل الزعماء الذين ضحوا في سبيل أقوامهم واتصفوا بالصفات النبيلة يستحقون حبا بقدر محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم .

ولعلك تتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الموضوع .

كما أقتبس من مداخلتكم :
و مسألة أن الله لم يحرم الخمر أو الخنزير على بعض الأمم، فمن يثبت ذلك؟
لمن يفوتني علما أترك إيراد الأدلة و أكتفي بقول الله تعالى :
" كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة . قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين . " ألآية 93 من سورة آل عمران
و لكم أستاذي الاطلاع على سبب نزولها وتفسيرها .

و لعلك في تفسير تحريم الميتة أخلاقيا لأنها مقززة تقصير كبير يا أخي الكريم ، فالمعلوم أن ميتة البحر حلال أكلها كما طهارة مائه رغم طعمه المر .

و سأتناول بعد هذا التوضيح مفهوم العقيدة كما يقدمه من يفوتني علما من كتيب صغير الحجم للدكتور يوسف القرضاوي عنوانه حقيقة التوحيد .

يتبع




قديم 01-14-2014, 03:14 PM
المشاركة 38
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الإيمان بالله أصل العقائد كلها


إن الإيمان بالله ـ أي الذات الغيبية العلوية القاهرة الجديرة الجديرة بالطاعة و العبادة ـ هي روح الدين ، أي دين ، و كذلك هو روح الإسلام ، وأصل عقائده كلها ، كما بينها كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
فهذا القرآن الكريم حين يتحدث عن أركان الإيمان ومتعلقاته يجعل الإيمان بالله أولها وأصلها كما في قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ، كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله " البقرة 285 و قوله تعالى : " ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيئين " البقرة 177 و قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " سورة النساء 136
و الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول في حديث جبريل : " الإيمان : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شره "
فالإيمان بالله هو الأصل و كل أركان العقيدة الأخرى مضافة إليه وتابعة له ، فأنت بعد أن تؤمن بالله جل شأنه ، تؤمن بالتالي بملائكته و كتبه و رسله و حسابه و قضائه و قدره . فالإيمان بها كلها فرع عن الإيمان بالله ومبني عليه . ولايتصور الإيمان بالرسول إلا بعد الإيمان بالمرسل ، ولا بالجزاء والحساب إلا بعد الإيمان بالمجازي والمحاسب .

و الإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده بالضرورة ، والإيمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، التي يتجلى فيها اتصافه بكل كمال يليق به و تزهه عن كل عن كل نقص .

تركيز الإسلام على التوحيد

فإذا كان الإيمان بوجود الله موجودا في الأديان الأخرى و يوجد في الفطرة و تدل عليه العلوم و أصبح حقيقة مطلقة لا ينكرها إلا جاحد فإن الإسلام ركز أكثر على التوحيد و هي لب عقائد الإسلام و روح الوجود الإسلامي ، الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون ، له الخلق والأمر ، وإليه المصير ، هورب كل شيء ، ومدبر كل أمر ، هو وحده الجدير بأن يعبد و لا يجحد ، وأن يشكر ولا يكفر ، وأن يطاع ولا يعصى . قال الله تعالى : " ذلكم الله ربكم ، لا إله إلا هو ، خالق كل شيء فاعبدوه ، وهو على كل شيء وكيل . لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ." سورة الأنعام 102 103 .

التوحيد المأمور به

إنته توحيد اعتقادي عملي و توحيد عملي سلوكي . و بعبارة أخرى هما توحيدان لا يغني أحدهما عن الآخر ، توحيد في المعرفة والاثبات و الاعتقاد ، وتوحيد في الطلب والقصد و الإرادة .
فالأول هو إيمان بأنه تعالى واحد متفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له و لا شبيه له ، ولا شبيه له ، ولا ولد ولا والد له . ويسمى أيضا توحيد الربوبية
و توحيد القصد والعمل هو إفراد الله عز وجل بالعبودية الكاملة و الطاعة المطلقة ، والذل له و الإنابة إليه والتوكل عليه و الخشية منه والرجاء فيه .. و يسمى أيضا توحيد الألوهية

توحيد الربوبية : قال تعالى " وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله" العنكبوت 61 كما قال تعالى : " لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ـ سيقولون لله ، قل أفلا تذكرون ـ قل من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ـ سيقولون الله ، قل أفلا تتقون ـ قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير ولا يجارعليه إن كنتم تعلمون ـ سيقولون الله قل فأنى تسحرون " سورة المؤمنون الأيات من 84 إلى 89

فهذه الآيات توضح الربوبية لله وحده و نلاحظ هنا أن المشركين يقرون بالربوبية لله لكن ينقصهم توحيد الألوهية .

توحيد الألوهية : " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير " سورة الحج الآية 62 كما قال تعلى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء الآية 25 وقال سبحانه " إني لكم نذير مبين ـ أن لا تعبدوا إلا الله " سورة هود الآيتان 25 26


وتلك أهم معالم العقيدة التي سألتني عنها و هي تتلخص في : لا إله إلا الله .


و شكرا

قديم 01-16-2014, 12:02 AM
المشاركة 39
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ أحمد الوراق

لكي لا يضيع الشمال في النقاش

سالتني عن العقيدة و سأوضح العقيدة الإسلامية موثقة بعد هذا التفسير الخاص ، فالعقيدة هي معلم حياة الفرد ، فهي تلك التوابث التي يرجع و يستند عليها كحقائق تابثة ، وعليها يبني كل سلوكياته . فالعقيدة ليست هنا مجرد افتراض لكي نبحث البرهنة عليه ، إنها معطى تابث لا يقبل التأويل . فكل العلوم لها توابث من خلالها تبني علاقات و قوانين . فلو تصورنا أن شخصا انحرفت عقيدته عن الإيمان بالله و اتخذ قيمة من القيم معلما لحياته ، وعليها يبني كل تصواته كمثال " العدالة الاجتماعية ، الحب ... " و أضحت تلك القيمة مصدر إلهام لفلسفة في الحياة فمتى فشل في الوصول إلى تلك القيمة و تطبيقها في المجتمع ، رجع على أعقابه وانسلخ عن ذلك المعتقد ، إما بالنقد الذاتي و التحول إلى النسبية ، أو بالبحث عن بديل آخر ، فيكون تائها بين القيم أيها تصلح لتبني فلسفة قابلة للتطبيق ، و يقبل عليها الناس بسهولة و يسر .
التركيز على العقيدة دون بقية الدين نوع من العلمانية ، فالدين كله عقيدة وحتى الفقه عقيدة ، والدين يجب أن يؤخذ كله، أليس في العقيدة أن تعتقد أنه لا يجوز الذبح لغير الله، كذلك في الفقه تعتقد أن الوضوء شرط لصحة الصلاة، وكذلك الأخلاق عقيدة عندما تعتقد بوجوب الصبر على أذية الجيران وأن الله سيكافئك عليه، فالدين كله أخلاق والدين كله عقيدة، لكنها عقيدة أخلاقية، وهذا معنى كلمة دين ، أي: أدين لله بكذا، والاعتراف بالدين هو اعتراف أخلاقي.

وكل الديانات والمذاهب تهتم بالعقيدة أكثر من الجوانب الأخرى مع الأسف؛ لأن العقيدة هي التي تعطي لكل حزب تميزه عن الديانات والمذاهب الأخرى وتجعل منهم كتلة سياسية واجتماعية تصارع غيرها على الدنيا، حتى العلمانية والليبرالية عقيدة، فالعقيدة بهذا المفهوم هي الأيديولوجية. فاختصار المسلمين في عقيدتهم يحولهم إلى أيديولوجية، مثل اختصار العالم الغربي بتنوعه في عدة نقاط فكرية يحوله إلى أيديولوجية غربية تؤمن بالديموقراطية والحرية وإبعاد الدين عن الحياة وتفسير كل شيء بطريقة مادية... الخ من معتقداتهم. والشيوعيون كذلك لا يجمعهم شيء إلا العقيدة.

لا يوجد مجتمعات أو مذاهب مع الأسف تبرز تميزها بالفضيلة والأخلاق وتبني معتقداتها على أساسها، فالكل يتميز ويفتخر بعقائده وأيديولوجياته لا بأفعاله وأخلاقياته إلا الإسلام الصحيح {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ولم يقل: تتميزون بعقائد معينة، بل إن عقائدهم هي عملهم القائم على الأمر بالمعروف ورفض المنكر، أنت تبني تفضيلك للعقيدة على بقية الدين على أساس من منطق الأمور، وهو أن الفكرة أساس العمل فإذا صلحت الفكرة صلح العمل، ثم جئت فيما بعد وقطعت بين الفكرة والعمل وأبقيت الفكرة، وصار العمل في الآخر والفكرة في أعلى القائمة، مع أنه منطقياً لا قيمة للفكرة بلا عمل.

ثم ما فائدة هذه التقسيمات في الدين ووضع بعضه أعلى القائمة ووضع الآخر أسفل القائمة؟؟!
وهكذا تكون العقيدة (أو الأيديولوجية) مثل القبيلة التي تفرح بمن ينضم إليها وتعطيه اسمها مع أنها تعرف من أي القبائل هو ولكن من باب التكثير.

القرآن يحث على العمل الصالح وليس فقط الأفكار الصالحة، إذن كل المذاهب تهتم بالأفكار بالدرجة الأولى والعمل بالدرجة الثانية، وليس نحن فقط من يهتم بالعقيدة، انظر إلى المسيحية مثلاً، فأهم شيء عندها هي العقيدة واعتقاد أن يسوع هو مخلصك الوحيد، وبالتالي افعل ما تشاء! مع ترغيب بالسلوك الحسن من باب حبذا.

وكذلك اليهودية فالمهم عندهم أن تعتقد بالشعب المختار وبأرض الميعاد وتفرق بين أبناء الله وبين "الجوييم" وتخلص لشعب الله ولا تغش ولا تعمل الربا معهم بينما يحرم عليك أن تخلص لغير شعب الله حتى لو تدله على الطريق الصحيح فأنت آثم! هكذا عقيدة التلمود، ومع ذلك تجد الحاخام والعلماني جنباً إلى جنب لأنهم تجمعهم العقيدة وحدها، وهكذا حتى المذاهب داخل الإسلام تهتم بالعقيدة، وتفسق وتبدع من ينتسب للمذهب الآخر حتى لو كانوا سواء في العمل وكلهم يصلي وكلهم يحج وكلهم يتصدق.

إذن العقائد هي العلامة الفارقة في المذاهب والديانات، وهي أهم نقطة يركزون عليها، وهي قلب المذهب، بينما الله قرن الاعتقاد بالعمل، قال تعالى {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ولم يقل آمنوا فقط ولم يقل عملوا الصالحات فقط. إذن كلاهما بدرجة واحدة: العقيدة والعمل ، بينما أنت تركز على أن العقيدة هي أساس كل شيء وفوق كل شيء، وتجعل العمل درجة ثانية والأخلاق درجة ثالثة..

لا يجوز تعضية الدين والقرآن وتقطعيه إلى أوصال بعضها رأس وبعضها ذنب، فالدين يؤخذ كله أو يترك كله، على الأقل من باب النية، وإلا فكل إنسان ضعيف ومعرض للخطر.

وعادة كل أصحاب مذهب يأخذون النقاط الفارقة مع المذاهب الأخرى ويركزون عليها ويسمونها عقيدة، مع أن الدين كله عقيدة.. وهذا ينتج التفرق والتناحر، المفروض أن يكون التركيز مع المشترك مع الآخرين قبل المختلف، كما قال تعالى {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}.

وقد ذم القرآن الذين يقولون ما لا يفعلون والذين يقولون آمنا بأفواههم ما لم تؤمن به قلوبهم، لا تستطيع أن تميز المنافق لا من خلال العقيدة ولا من خلال الشريعة لكن تستطيع تمييزه من خلال الأخلاق، مما يعني أن لب الدين هو الأخلاق والعمل الصالح، هناك من يعصي الله ويكذب ويظلم ...الخ ولا تجد أي مستمسك على عقيدته! لو كانت العقيدة كافية لوحدها لصلح هذا الإنسان، صلاح عقيدته أصبح لا فائدة له أبداً في سلوكه، ووجود مثل هذه الحالات سببها التركيز على العقيدة وبعض العبادات، ولو كان التركيز على كل الإسلام لما ظهرت مثل هذه الحالات، وأي منافق يفرح في التركيز على العقيدة وبعبادات محددة لأن الأمر سهلٌ عليه.

ونحن نرى التفرق داخل الإسلام من خلال المذاهب، والمفترض أنه على قدر ما يأتي شخص من الدين تكون درجة قربه منك أكثر من غيره، لأنك توالي في الله وتعادي فيه، هذا المنطق ، أما أن تكون كل أعماله لا قيمة لها حتى لو كانت صالحة ولله؛ لأني أخلتلف معه في فهمي لآية أو حديث.. فبهذا الأسلوب يحل الشر في الأمة بدلاً من الخير، والله يقول {أشداء على الكفار رحماء بينهم} بينما هكذا تكون الشدة على المسلمين وليس على الكفار. فالواجب أن يعطى حق المختلف من الإسلام، فهذا حقه، ما دام أن الإسلام عبارة عن نقاط فالكل يرصد له نقاطه، الله فضل النصارى على اليهود والمشركين مع أن عندهم عقائد خاطئة وأي خطأ! يقولون أن الله ثالث ثلاثة! فما بالنا بالمسلمين المختلفين معنا بالفهم للدين الذين يقولون لنا ربنا الله ورسولنا محمد؟!

المشكلة إذا كانت العقيدة هي الدين وحدها، حينها يكون كل عمل لا قيمة له مهما كان يحبه الله ويحث عليه في كتابه وتحث عليه سنة نبيه، مع أن كل عمل فيه عقيدة.

إذن ما المقصود بالعقيدة؟ هي نقاط محددة ولا عبرة ببقية النقاط، وهذا ليس إنصافاً بالحسبة ما دام الدين كله عبارة عن عقائد تتبعها أفعال، وبهذه الحسبة يصبح الملحد في أقصى نقطة عن المسلم، لأن الهندوسي والمجوسي على الأقل يؤمنون بإله للكون فتحسب لهم نقطة تقارب، وأهل الكتاب يؤمنون بالأنبياء إلا محمد ، إذن هم أكثر قرباً من الهندوس..وهكذا، الأخلاق وعدم الاستكبار عند المسيحي أفضل من اليهودي ، فهذه تحسب نقطة. فما بالك إذن بمذاهب داخل الإسلام وتؤمن بأن محمداً رسول الله فهكذا تكون أكثر قرباً، لكننا نرى مع الأسف أنه يحدث العكس، فمنذ عصر التمذهب والحروب أكثر بين المسلمين وضحاياها ممن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، أكثر من كونها مع أعداء المسلمين ، وهذا سببه خطأ في المفاهيم والمعتقدات وإلا لما ظهرت هذه النتيجة، قال تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً} ، إنها حروب العقيدة التي بلي بها المسلمون وأذهبت ريحهم. وها نحن نرى الحروب بين الطوائف الإسلامية بينما المحتل الصهيوني يتفرج ويعد الضحايا من المسلمين.

الله تعالى يقول: {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} وهذا ما حدث، والتمذهب هو تشيع، وهذه عقوبة التفرق والبعد عن حبل الله وكتابه، وقد حلت في هذه الأمة. وهكذا لم تكن أمة واحدة بل أمم متناحرة مع أن ربهم واحد ونبيهم واحد.


هنا قوة العقيدة الإسلامية ، فهي المعلم الوحيد الذي يمكن البناء عليه دون أن يتملكك الملل ، لأنك تؤمن و تعتقد أن الفاعل هو الله و ليس أنت ، وأن كل ما تراه ماهو إلا توفيق من الله ، فحتى عندما تسعى إلى تحقيق فريضة الاستخلاف في الأرض و تفشل ، فعقيدتك تهيئك أن اجتهادك لم يذهب سدى ، و أن الله لا يضيع أجر العاملين .

عقيدتنا أخي الكريم هي العبودية لله ، ولا أعتقد أن العبودية تحتاج إلى شرح كبير ما دام القرآن نزل في زمن فيه عبيد . فعندما يعتقد البعض اليوم أن العبودية لا أخلاقية فنحن لا نزال نفتخر بأننا عباد لله الواحد الأحد، و أن عبوديتنا مصدر و قوة حريتنا و سيادتنا ، فمن أقر بعبوديته لله ، تحرر من كل أنواع العبودية للطاغوت .
أخي الكريم ، قلت سابقا أن الأخلاق مفهوم فلسفي تتنازعها التعاريف و تظل الأخلاق في تطور ، فالقوانين هي أخلاق تتحولت إلى قواعد قانونية ، والأخلاق من سمتها التطور و تخضع للنسبية ، بينما العقيدة الإسلامية تابثة لا تتغير أبدا ، و حتى التشريع الإسلامي قليلة قطعياته ، و منطقة العفو واسعة فسيحة تركت للاجتهاد ، ليميز كل جيل أخلاقياته و يحولها إلى قواعد قانونية لا تصطدم مع مع ماهو قطعي و لا تصطدم مع ما نهى عنه الشرع ، أما المباح فمن الممكن تعطيله مرحليا متى وجدت أسباب لذلك . أما العقيدة أستاذي الكريم فلا يمكن أبدا مساومتها ، فالإيمان بالله ليس فيه منطقة عفو فهو تابث ، إما إيمان بالله أو كفربه .
القطعيات في التشريع هي إبراز و ترسيخ العبودية لله ، وهي امتحان على القدرة على جعل الفرد ينجح في امتحان العبودية و الإيمان .
جميل ما تفضلتم به حول أساليب الدعوة و إظهار أخلاقية الدين الإسلامي انطلاقا من إبراز محاسن الأخلاق الإسلامية و إعمال العقل ،

كيف تقول عن شيء أنه جميل وأنت ترفضه؟! أنت ترفض أن تكون العقيدة أخلاقية ، وبنفس الوقت يعجبك في الدعوة أن تبين محاسن العقيدة الإسلامية وأخلاقياتها، وما المحاسن إلا أخلاق! نريد أن نفهم لا نريد أن ننتقي ونتناقض، فلا فهم مع التناقض، وبالتالي لا بصيرة، والله أمرنا بالبصيرة في ديننا.

وكلامك أن الأخلاق نسبية وتتطور.. فهذا نفس كلام الماديين والملحدين حول هذا الموضوع، وهكذا عقيدتهم، وبإمكانك الرجوع إلى الويكيبيديا لترى تنظيرهم في هذا الموضوع، وفلسفة جيمس ونظرية التطور تدور حول هذا الموضوع بالذات وهو نسبية الأخلاق وتطورها.

وبموجب كلامك يكون ثناء الله على نبيه بالخُلًق العظيم قليل القيمة؛ لأنه استعمل شيئاً نسبياً وهو الخُلُق! وبالتالي أيضاً فأخلاق الأمم والأنبياء السابقين متخلفة ولم تتطور! ونحن لأننا جئنا بعدهم نكون أفضل أخلاقاً حتى من الرسل والأنبياء! هل هذا صحيح بناءً على نظرية تطور الأخلاق؟! فنظرتك للأخلاق أنها تتطور مع الزمن ، يعني تطور للأفضل. أليس هذا من تبعات هذا الاعتقاد؟!

العقيدة هي كل ما تعتقده ولا تقفز إلى الإيمان بالله فقط، فنحن المسلمون متفقون على الإيمان بالله جميعاً وأن كل شيء بأمره.
لا أظن أن العقيدة السليمة تلتقي مع الكافرين وتشابههم في أي وجهة نظر، بل العقيدة السليمة جاءت لتدحض كل أفكارهم وتقدم البديل السليم.


سعيا إلى إظهار قوة الدين الإسلامي ، لعل المخاطب يجنح إلى تحقيق العبودية لله ، وليس فقط سعيا لجعله إنسانا متخلقا بالفضائل . فالصدقات تعطى للمؤلفة قلوبهم و ذلك ترغيبا لهم و جعل عقولهم تتفتح على حقيقة أن الإسلام لا يبتغي الحياة الدنيا وحدها بل أن الأبقى والأجدر بالتعب أكثر هو الآخرة . ولعل شخصا مؤمنا بأخلاقيات العصر كان اعتبر ذلك نوعا من الاستقطاب بطرق لا أخلاقية، لكن هنا الأمر أجل إنه سعي لتأليف القلوب و جعلها تؤمن بخالقها و تحقيق العبودية لله و هي وحدها المعلم الصريح الذي تستوي حياة الأفراد والأمة به لأنه متى تحقق التصديق واليقين والإيمان بالله ، تجلى ذلك في الإمتثال لكل أنواع العبادات و الأخلاق الإسلامية .

كأنك تلمح أن الأخلاق مطاطة وأن فيها وجهة نظر، حتى الزكاة للمؤلفة قلوبهم فيها وجهة نظر أخرى معتبرة تخالف وجهة نظر الإسلام وتشكك فيها (أقصد وجهة النظر الأخرى).

وجهة النظر هذه لا قيمة لها عندي لأنها غير واقعية ولا منطقية، إن دفع الزكاة لغير المسلمين الذين علاقتهم طيبة مع المسلمين ولم يعتدوا عليهم هو دليل على إنسانية الإسلام وأنه رحمة لهم وليس فقط للمسلمين، وهذا من الأمر بالمعروف والكرم الأخلاقي، بدليل أن دفع الزكاة ليس على شرط أن يسلموا ويغيروا عقيدتهم، لكنه على شرط الأخلاق، فلا يقال إذا لم يسلموا لن ندفع لهم الزكاة، فإذا كان كذلك كان رشوة! لكنها غير مشروطة، إذن هي عطاء مقابل أخلاق وسلام وتعاون على الخير تنقطع بانقطاعه، فهم قدموا لنا مواقف طيبة كان بالإمكان أن نقدم مثلها، ولكن نقدم لفقرائهم مـا يسد حاجتهم أو لساداتهم ليساعدوهم، وهذا دليل على عالمية الإسلام. لاحظ أن زكاة المسلمين تدفع لمخالفين في العقيدة التي تقول أنها الأهم من كل شيء، لكنهم غير مخالفين في الأخلاق، بينما المنافق الذي يصرح بعقيدته بأعلى صوته هو في الدرك الأسفل من النار! وكلاهما بأمر الله وكتابه.

أقتبس من ردك هذا النص .
أنت تحب الرسول، لماذا؟ أليس لأنه صادق ولأنه تحمل في سبيل الله ولأنه حرص على الأمة وضحى بنفسه لأجلها...الخ، أليست هذه كلمات أخلاقية؟

أحب الرسول صلى الله عليه و سلم عقيدة يا أخي قبل ما تفضلتم به و هنا نختلف ، فأنا أومن به ، لأنه رسول . وحبي له لايقارن مع كل أنواع الحب فهو يفوقها حتما إلا حب الله ، فهو أكبر لأنه أصل العقيدة . وهذا لا يعني أنني لا أحب أخلاقه الكريمة . و إلا لكان كل الزعماء الذين ضحوا في سبيل أقوامهم واتصفوا بالصفات النبيلة يستحقون حبا بقدر محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم .

ولعلك تتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الموضوع .
طيب.. على أي أساس اخترت هذه العقيدة؟؟ أليس لفضائلها؟ أو بالوراثة وشهادة الآخرين حولها؟!
أنا أتكلم عن إيمانك أنت وليس عن إيمان الآخرين. فعندما شهدت أن هذا هو رسول الله كان على أي أساس؟ هل هو بالعقل فقط؟ هل يأتي إيمان بالعقل فقط ولا دور للإحساس ولا للفطرة؟ طبعاً لا يكون، لأن العقل مربوط بالحواس. والأديان كثيرة فلماذا اخترت الإسلام بالذات؟ هل أنت اخترته أم هو اختارك؟

و هل أهداف الرسول مثل أهداف الزعماء؟! وهل ترى أن الرسول زعيم سياسي؟ هذا ما ينظر إليه الماديون والشيوعيون, بينما الله سماه عبد الله ورسوله ولم يقل ملك المسلمين ولا زعيم العرب والقرشيين, ولم يدعه بولي أمر حتى.

ومن كان ذا أخلاق من الزعماء فلماذا ترفضه؟ فكل فاضل يستحق الاحترام على فضيلته والنقد على رذيلته من كل دين وملة, مثلما أثنى الله سبحانه على فئات من النصارى وأثنى رسول الله على حاتم الطائي.

فكرتك هذه تفصلنا عن العالم وعن بقية المسلمين وتفصل خيط التفاهم معهم، وتفصلنا عن فطرتنا التي تقوم من خلال الأخلاق والفضائل, وتجعلنا ننظر لغير مذهبنا ولغير ديننا نظرة واحدة، لأنهم يختلفون معنا في العقيدة, بينما غاندي يختلف عن نتنياهو, والأميرة ديانا نختلف عن مارغريت تاتشر, بمنظار العقيدة فقط كلهم سواء ولا قيمة لأي تفاضل حتى في من وقف معنا أو من لم يقف معنا, إذن يجب أن يكون لكل مجال منظار, فللعقيدة منظار وللخير والأخلاق منظار، حتى لا يختل العدل, والنتائج تُجمَع, وعلى أساسها يكون الولاء والبراء, حتى نكون عادلين غير متطرفين في نظرتنا وأحكامنا.

الاكتفاء بميزان العقيدة فقط في تقييم الناس يفتقر للعدل، ومن عقيدتنا العدل لأن الله تعالى قال: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} مع من نحب ومن لا نحب, مع من يماثلنا في أفكارنا ومع من يختلف لا بد من العدل, والعدل يعني الميزان، وكل شيء في كفة الميزان يُحسَب. مثل تلك النظرة تسبب ازدواجية في الشخص ولا أقول انفصاماً في الشخصية, حيث تجبرك على كره أحد لا تحس بكرهه وعلى محبة أحد طبعك ينفر منه لبشاعة أخلاقه, لمجرد أنه يشترك معك في الأفكار العامة, التي تُحصَر كلمة العقيدة عليها, مع أن العقيدة تشمل السلوك أيضاً.

لا أريد التقليل من شأن العقيدة بل على العكس أريد توسيعها لتشمل كل الدين بما فيه التعامل والسلوك, أليس من العقيدة أن تطيع الله؟ الله أمر بحسن الخلق, إذن حسن الخلق عقيدة!

إذا قلت لغير المسلمين أو المختلفين أن لنا عقيدة فقط أما الأخلاق فهي متطورة ومتغيرة ولا شأن لنا بها, هكذا نكون مؤدلجين وسيقولون لنا: لكم أفكاركم التي تعودتم عليها من أهلكم ولنا أفكارنا التي تعودنا عليها من أهلنا!! إذن مالذي سيرجح؟ وما الذي يحبه الجميع إلا ما يُجمع الجميع عليه أنه الخير والفضيلة والمعروف والأخلاق, وأنا أقصد بالأخلاق: حب الخير, دون التقيد بمظهر معين, وهذا لا يتطور ولا يتغير.

وأنت تجعل الرسول فوق أن تحبه لأخلاقه، كيف فهمت هذا المستوى؟ وهل هو موجود؟! والسؤال نفسه كيف أحببت الله وعبدته؟ هل بدافع عقيدة أم بدافع أخلاقي أم بهما معا؟ أنت تقول أنك تحب الرسول أكبر من كل الحب، الحب يبنى على ماذا؟ أليس على الخير والفضيلة؟! أم أنها كلمة نقولها وانتهى الأمر؟! تذكر الأشخاص الذين أحببتهم على ماذا أحببتهم؟ طبعاً لصبرهم و أخلاقهم وتضحياتهم ومواقفهم الطيبة، وإلا على ماذا يكون الحب؟ هل يكون على الشكل؟ لا يمكن، حتى في حالة العشق لا يمكن، فكم من جميلة مكروهة، وكم من متواضعة الجمال معظمة في الفؤاد!

ما زلنا نريد أن نفهم ، كلمات التلقين لا تُفهمنا، أنا أعرفها مثلما تعرفها، فأنت لم تأت بجديد، فالكل يعرف هذا الكلام عن العقيدة وتقسيم الإسلام إلى القطع الثلاثة، وإنما نريد أن تكون العقيدة على بصيرة وليس على الطاولة أمام الجميع وحسب، فالبصيرة شرط للعقيدة السليمة قال تعالى {على بصيرة أنا ومن اتبعن} فمن يتبع الرسل سيعبد الله على بصيرة ويبحث عنها, ومن يخالفهم سيخالفهم ولن يهتم بها معتمداً على بصيرة الآخرين، حتى أتباع الأنبياء يكونون على بصيرة وليس بالتقليد فقط.

ثم تحقيق العبودية لله كما أشرت إليها أكثر من مرة كيف يكون؟ هل يكون بالفصل بين العقيدة والشريعة والأخلاق؟؟ هذا الفصل يجعل ما لله لله وما لقيصر لقيصر! بينما العبودية لا تعني العبادة فقط، بل تعني العبادة والحياة والممات كله لله، وكل ما أوتيته لله ولكن لا تنس نصيبك من الدنيا. العبودية هي أن تسلم كل شيء لله كما يفعل العبد مع سيده.

إذا كنت تحب الرسول لأجل العقيدة، فكل المسلمين أو من ترضى عقيدتهم مثله في العقيدة فلماذا لا تحبهم بنفس الحب؟!

كما أقتبس من مداخلتكم :
و مسألة أن الله لم يحرم الخمر أو الخنزير على بعض الأمم، فمن يثبت ذلك؟
لمن يفوتني علما أترك إيراد الأدلة و أكتفي بقول الله تعالى :
" كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة . قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين . " ألآية 93 من سورة آل عمران
و لكم أستاذي الاطلاع على سبب نزولها وتفسيرها .
هل تقصد أن الله كان يحلل الخبائث لبني إسرائيل؟ الله لا يحلل الخبائث, هل تعتقد أنه يجوز عليه أن يحلل الخبائث؟! أم أن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً؟

الآية في سياق ما حُرّم على بني إسرائيل، قال تعالى: {وَمِنَ الْبَقَرِ‌ وَالْغَنَمِ حَرَّ‌مْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُ‌هُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ} لاحظ أن هذا التحريم عقابي, مثل أن تمنع المصروف عن ولدك والمصروف حلال, فهذا ما كان إلا من باب الامتحان العقابي لهم، مثلما حرم عليهم الصيد في السبت، ليس لخبث الصيد، لكن ليبلوهم في هذه المسألة، ولكثرة أسئلتهم جاءهم ما يسوؤهم, مثلما صعّب عليهم وصف البقرة لما تمادوا في السؤال عنها، بينما في الأصل طُلب منهم أن يذبحوا أي بقرة, لكن لماديتهم صُعّبت عليهم بعض الماديات.

أما أن يشرع الله الخبائث فهذا شيء أبرأ بعقيدتي عنه وأنت اعتقد ما تشاء. أنت تقول أن الخمر أم الخبائث وتقول أن الله كان يحلها على لسان أنبيائه! هذا تناقض! لو سألتك عن الخمر لقلت أعوذ بالله منها ومن شرها وخبثها, ثم تجيز أن يحلها الله و يشربها أنبياؤه, كما في التوراة المحرفة حين سكر نوح وخرج عرياناً ورآه ابنه حام الأسود ولم يغطه فلما صحا قال أنت وأبناؤك عبيد عند أخويك! ومن هنا كان اليهود يسحبون الرقيق من أفريقيا على سفن الاستعمار إلى أوروبا و أمريكا بعشرات الملايين بموجب هذه الوصية من التوراة المحرفة, التي يعتقد بها المسيحيون أيضاً لأنهم يرون أن التوراة كتابهم المقدس مع الإنجيل, أما العبيد الذين كانوا عند المسلمين فلم يكونوا سوداً إلا ما قل وكانوا نتائج حرب وليس سرقة.

ألم يقل الله عن الخمر أنها رجس من عمل الشيطان؟ كيف يحل الله عمل الشيطان لعباده الصالحين وأنبيائه؟ وتقبل هذا على ربك؟!
وبقية الآية التي استشهدت بها {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} فما يدريك أن إسرائيل حرّم على نفسه الخمر والخنزير؟ و في اليهودية تجدهم يحرمون الخنزير حتى الآن.

و لعلك في تفسير تحريم الميتة أخلاقيا لأنها مقززة تقصير كبير يا أخي الكريم ، فالمعلوم أن ميتة البحر حلال أكلها كما طهارة مائه رغم طعمه المر
ها نحن عدنا للذوق البشري والفطرة! لا يوجد أحد في العالم يتقزز من صيد البحر لأنها تموت أول ما تخرج من الماء للهواء! أما لو آتيك بسمكة ميتة في البحر نفسه فلن تأكلها لأنها قد تكون متسممة أو مريضة. ميتة البحر هي التي خرجت حية وتموت وليست التي تكون ميتة في البحر! فالسمكة لا تذبح عند كل الشعوب!


و سأتناول بعد هذا التوضيح مفهوم العقيدة كما يقدمه من يفوتني علما من كتيب صغير الحجم للدكتور يوسف القرضاوي عنوانه حقيقة التوحيد .

يتبع

الإيمان بالله أصل العقائد كلها


إن الإيمان بالله ـ أي الذات الغيبية العلوية القاهرة الجديرة الجديرة بالطاعة و العبادة ـ هي روح الدين ، أي دين ، و كذلك هو روح الإسلام ، وأصل عقائده كلها ، كما بينها كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
فهذا القرآن الكريم حين يتحدث عن أركان الإيمان ومتعلقاته يجعل الإيمان بالله أولها وأصلها كما في قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ، كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله " البقرة 285 و قوله تعالى : " ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيئين " البقرة 177 و قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " سورة النساء 136
و الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول في حديث جبريل : " الإيمان : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شره "
فالإيمان بالله هو الأصل و كل أركان العقيدة الأخرى مضافة إليه وتابعة له ، فأنت بعد أن تؤمن بالله جل شأنه ، تؤمن بالتالي بملائكته و كتبه و رسله و حسابه و قضائه و قدره . فالإيمان بها كلها فرع عن الإيمان بالله ومبني عليه . ولايتصور الإيمان بالرسول إلا بعد الإيمان بالمرسل ، ولا بالجزاء والحساب إلا بعد الإيمان بالمجازي والمحاسب .

و الإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده بالضرورة ، والإيمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، التي يتجلى فيها اتصافه بكل كمال يليق به و تزهه عن كل عن كل نقص .

تركيز الإسلام على التوحيد

فإذا كان الإيمان بوجود الله موجودا في الأديان الأخرى و يوجد في الفطرة و تدل عليه العلوم و أصبح حقيقة مطلقة لا ينكرها إلا جاحد فإن الإسلام ركز أكثر على التوحيد و هي لب عقائد الإسلام و روح الوجود الإسلامي ، الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون ، له الخلق والأمر ، وإليه المصير ، هورب كل شيء ، ومدبر كل أمر ، هو وحده الجدير بأن يعبد و لا يجحد ، وأن يشكر ولا يكفر ، وأن يطاع ولا يعصى . قال الله تعالى : " ذلكم الله ربكم ، لا إله إلا هو ، خالق كل شيء فاعبدوه ، وهو على كل شيء وكيل . لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ." سورة الأنعام 102 103 .

التوحيد المأمور به

إنته توحيد اعتقادي عملي و توحيد عملي سلوكي . و بعبارة أخرى هما توحيدان لا يغني أحدهما عن الآخر ، توحيد في المعرفة والاثبات و الاعتقاد ، وتوحيد في الطلب والقصد و الإرادة .
فالأول هو إيمان بأنه تعالى واحد متفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له و لا شبيه له ، ولا شبيه له ، ولا ولد ولا والد له . ويسمى أيضا توحيد الربوبية
و توحيد القصد والعمل هو إفراد الله عز وجل بالعبودية الكاملة و الطاعة المطلقة ، والذل له و الإنابة إليه والتوكل عليه و الخشية منه والرجاء فيه .. و يسمى أيضا توحيد الألوهية

توحيد الربوبية : قال تعالى " وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله" العنكبوت 61 كما قال تعالى : " لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ـ سيقولون لله ، قل أفلا تذكرون ـ قل من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ـ سيقولون الله ، قل أفلا تتقون ـ قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير ولا يجارعليه إن كنتم تعلمون ـ سيقولون الله قل فأنى تسحرون " سورة المؤمنون الأيات من 84 إلى 89

فهذه الآيات توضح الربوبية لله وحده و نلاحظ هنا أن المشركين يقرون بالربوبية لله لكن ينقصهم توحيد الألوهية .

توحيد الألوهية : " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير " سورة الحج الآية 62 كما قال تعلى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء الآية 25 وقال سبحانه " إني لكم نذير مبين ـ أن لا تعبدوا إلا الله " سورة هود الآيتان 25 26


وتلك أهم معالم العقيدة التي سألتني عنها و هي تتلخص في : لا إله إلا الله .
و شكرا

هل هذه كل العقيدة؟ هذا شيء سهل! ومنطق الأشياء يجعل أن الإيمان بالله هو الأساس, فلا يُعقل أن تؤمن بكتبه ولا تؤمن به! أو تطيع رسوله ولا تؤمن بوجوده! أو تصلي لإله ترى أنه غير موجود! فالفصل بين الألوهية والربوبية مُقترَح وليس في القرآن ما يشير إليه, لأن كلمة رب وإله شيء واحد واستُعمِلت نفس الاستعمال إذا تتبعت ورودها في القرآن, قال تعالى على لسان يوسف: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} جاءت كلمة إله مع كلمة أرباب.

أما المشركون فهم يشركون مع الله غيره, وهذا السؤال في الآية استنكاري لهم, فكيف تقولون أن الله هو الخالق الرازق وتشركون معه غيره؟! وهذا استنكار لكذبهم يقولون الله لكنهم يرون أن آلهتهم تنفع وتضر وترزق, وإلا لما عبدوها! فهم يكذبون، ليس فقط الله وحده يرزق عندهم، بل هم يشركون مع الله, ألا ترى أن الأنبياء يجادولنهم بأن آلهتهم لا تضر ولا تنفع؟ فهم يكفرون بتوحيد الربوبية إذا سمينا الربوبية بأنه الخلق والرزق والنفع والضر, قال تعالى{ فَمَا كَانَ لِشُرَ‌كَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّـهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَ‌كَائِهِمْ} والشريك بمنزلة المشارَك في كل شيء, خذها من القرآن. فإذا كان الله يرزق فإنهم يرزقون وإذا كان يوفق فهم يوفقون, ما فائدة عبادتهم؟! حتى لو اعترفوا أن الله هو الخالق الأساسي لكنهم يصرفون شيء من صفات الربوبية إلى آلهتهم كإنزال المطر والنصر والربح والتوفيق والعافية ...إلخ, مثلما هو في تعدد الآلهة عند اليونان, فـ"زيوس" خالق الكون لكن بقية الآلهة هي التي تؤثر في حياة الناس, كأثينا ومنيرفا و ديانا آلهة الصيد وأفروديت آلهة الخصب, مثلما كانت الديانات البشرية, أي توزيع لخصائص الربوبية على آلهة متعددة, ولو كانوا يقرون أنها لا تضر ولا تنفع لما عبدوها، والرزق ومنعه من الضرر و النفع.

إذن هذا الفصل بين توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية ليس له مبرر؛ لأن الله وصفهم بالإشراك، والإشراك يعني في الصفات وفي المستحقات, فهم مشركون في كل شيء, يصرفون الاعتقاد ويصرفون العبادة ويشركون مع الله فيهما, ولأنهم يعتقدون أن الآلهة تضر وتنفع وترزق عبدوها رغم اعترافهم بأن الله هو الخالق الأول جريا على الديانات الوثنية المنتشرة في الشرق الأوسط والقريبة من جزيرة العرب.

والقرآن يثبت أنهم كانوا يعبدون الأصنام, إذن ليست مشكلتهم توحيد الألوهية فقط حتى الربوبية, ووصفهم القرآن أنهم يتخذونها آلهة وأرباباً، إذن هم يشركون في الألوهية والربوبية بشهادة القرآن، ولا أحد أدق من القرآن، وبالتالي لا فائدة من هذا الفصل بين توحيد ألوهية وربوبية, لو كانوا يشركون بتوحيد ألوهية فقط لما ورد في القرآن أنهم يتخذون أصنامهم أرباباً ولقال أنهم يتخذونها آلهة فقط، والأفضل هو السير مع التعبير القرآني بأنهم أشركوا بالله بكل ما لله مع أنهم يقرون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض, ومرة أخرى يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}, وهذا اعتراف منهم بأنهم يعبدون ما ادعوا أنه يقربهم إلى الله زلفى وليسوا يتقربون بهم فقط بل يعبدونهم معترفين بذلك، وهم يحبون آلهتهم أكثر من الله {تلك إذن قسمة ضيزى} وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ويكون لهم الذكر وله الأنثى؛ لأن آلهتهم ترمز إلى وحدتهم السياسية والقبلية أما الله فهو للجميع. وكان السائد في ذلك الوقت أن كل قبيلة وأمة لها آلهة قومية حتى اليهود الذين يدعون التوحيد يسمون الله بـ (يهوه) إله شعب إسرائيل، أي أنه إله خاص لهم، وربما أنهم أخذوا اسم (يهوه) من (يغوث) وهو آلهة عند الكلدانيين.

وكان المشركون أيضاً يذبحون لأصنامهم ويتعبدون لها ويرجعون إليها مايصيبهم من قحط أو مرض ويقولون غضبت الآلهة، فكيف نقول أنهم يقرون بالرزق كله والخلق والتدبير كله لله؟! أليس إبرهيم عليه السلام يجادلهم بأن أصنامكم لا تضر ولا تنفع؟ ويقولون له ما نراك إلا أًاعتراك بعض آلهتنا بسوء؟ إذن هم يعتقدون أنها تضر وتنفع, والضرر والنفع من الربوبية. لو أقروا أن الله وحده هو الخالق والرازق والنافع الضار لكانت عبادتهم لغيره جنونا, ألا ترى أنهم لا يؤمنون بالبعث؟
ويرفضون رسول الله حباً في آلهتهم التي ترمز إلى تعصبهم القبلي؟ مع أنهم يعلمون أنه رسول الله, وقالوا أنترك ما كان يعبد آباؤنا؟ أصنامهم اعتبروها هوية لهم وتراث، وآباؤهم هم مجدهم.

القرآن والأنبياء يرددون كلمة "عبادة" و"عبودية" ولم يتكلموا عن "توحيد" إلا بعد العبودية, فلماذا صار التوحيد مقدماً؟ التركيز على كلمة توحيد كان أجدر منه أن يكون على كلمة عبادة وتسليم لله وعدم الشرك بكل صوره.
لما تركز على كلمة توحيد صار أهم شيء ألا تعتقد أن معه أحداً وليس أهم شيء أن تعبده! وما زلنا في نطاق الأفكار.

فصارت المسألة مسألة عقيدة فقط, كأن أهم علاقة بالله أن نوحده, مع أن هذا جزء وليس الكل، لاحظ قوله تعالى: {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً}, فكلمة العبادة مقدمة على لا تشركوا به شيئاً، أي أن العبادة مقدمة على التوحيد, ولم يقل لا تشركوا به شيئاً ثم اعبدوه! والعبادة تعني التسليم كما سلم إبراهيم وإسماعيل، والتسليم من العبادة ومنه الإسلام، والإسلام من فرع العبادة وليس من فرع التوحيد.

التوراة تركز على التوحيد ولا تركز على التسليم والعبودية مع أن كلمة إسلام تعني تسليم, {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّـهِ}. التوحيد هو شرط للعبادة, إذن العبادة هي الأساس والتوحيد شرط, وما فائدة توحيد بدون تسليم؟ وأي اعتراف بدون تكاليف أمر سهل، ومن يعترف ويبتعد عن التكاليف مثل من لا يعترف، الإسلام إذن كله مهم ، وما فائدة أن يعترف أحد بحقك ولا يدفعه لك؟! الاعتراف والتسليم لا ينفع أحدهما إلا بالآخر.

حتى لغوياً ليست كلمة رب بمعنى من يخلق ويرزق ولا يُعبَد، وأن كلمة إله تعني من يعبد ، والقرآن نزل بلسان عربي مبين..

وشكراً لك ..
وجزى الله خيراً كل باحث عن الحق، وأتمنى أن نكون منهم إن شاء الله..

قديم 01-17-2014, 03:27 AM
المشاركة 40
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فالدين كله عقيدة وحتى الفقه عقيدة ، والدين يجب أن يؤخذ كله، أليس في العقيدة أن تعتقد أنه لا يجوز الذبح لغير الله، كذلك في الفقه تعتقد أن الوضوء شرط لصحة الصلاة،

الآن تعبر الدين كله عقيدة ، و في و نصك الأول يعتبر الدين كله أخلاق ، و في جزئية تعبر الدين كله عبادات .

فلماذا لا تريد أن تعبر الدين عقيدة و عبادة و أخلاق . فأين المشكل يا أخي ، ثم مرارا قولتني أنني لا أعير قيمة للأخلاق الإسلامية ، كم تريد من حديث و من آية عن الأخلاق الإسلامية ، عن الصبر والأمانة و غض البصر و كل الآداب الإسلامية . لا تقولني ما لا أقول . أما مصطلح الأخلاق هكذا فهو تتنازعه التعاريف يا أخي الكريم ، شئت أم أبيت .


التركيز على العقيدة دون بقية الدين نوع من العلمانية

مشكلتنا مع التصنيف لن تنتهي أبدا ، نحن نحب التفييء و لا نؤمن أبدا بالإستقلالية الفكرية ، اعلم أخي الكريم أن لا حساسية لي مع كل التوجهات فكرية كانت أو دينية ، و في الوقت ذاته أعتز بإسلاميتي .


وكلامك أن الأخلاق نسبية وتتطور......

يا أخي الكريم ، أليس الرق مباحا في وقت ما ، هل لايزال أخلاقيا في نظرك ؟
ألم يتزوج أبناء آدم أخواتهم ؟ واليوم يعتبر من المحرمات .
أليس التعدد مشرعا ثم قننه الإسلام وكان قاعدة عامة و أصبح اليوم استثناء .
ألا تشرع البرلمانات القوانتين كل يوم في تطور مهول هل تستند لغايات غير أخلاقية كلها ؟
لماذا ترهبك كلمة التطور والنسبية ، هل لأنك تحب تعميم المصطلحات ، فتعتبر كل شيء يتطور ، ألم أقل لك أن العقيدة لا تتغير أبدا . فلأنك تريد تعميم الأخلاق تحب تعميم نظرية التطور أم أنك تحب إلغاء التطور كمصطلح ، فهل يحرجك التطور .


ثم ما فائدة هذه التقسيمات في الدين ووضع بعضه أعلى القائمة ووضع الآخر أسفل القائمة؟؟!
وهكذا تكون العقيدة (أو الأيديولوجية) مثل القبيلة التي تفرح بمن ينضم إليها وتعطيه اسمها مع أنها تعرف من أي القبائل هو ولكن من باب التكثير.


يا أخي الكريم ، لست أجزئ بل قلت أن أصل الدين هو العقيدة و الدين عقيدة وعبادات وأخلاق . و أنت تريد اختزاله في الأخلاق . متى كان الإيمان بالله إيديولوجيا ؟


الاكتفاء بميزان العقيدة فقط في تقييم الناس يفتقر للعدل

هنا تراجعت عن اعتبارالدين كله عقيدة ، فأنا لا أزال عند موقفي أن الأصل في الدين العقيدة ، و الدين عقيدة و عبادات وأخلاق .

وأنت تجعل الرسول فوق أن تحبه لأخلاقه، كيف فهمت هذا المستوى؟ وهل هو موجود؟! والسؤال نفسه كيف أحببت الله وعبدته؟ هل بدافع عقيدة أم بدافع أخلاقي أم بهما معا؟ أنت تقول أنك تحب الرسول أكبر من كل الحب، الحب يبنى على ماذا؟ أليس على الخير والفضيلة؟! أم أنها كلمة نقولها وانتهى الأمر؟! تذكر الأشخاص الذين أحببتهم على ماذا أحببتهم؟ طبعاً لصبرهم و أخلاقهم وتضحياتهم ومواقفهم الطيبة، وإلا على ماذا يكون الحب؟ هل يكون على الشكل؟ لا يمكن، حتى في حالة العشق لا يمكن، فكم من جميلة مكروهة، وكم من متواضعة الجمال معظمة في الفؤاد!


هل تعتبر سيدي حب الرسول اختياريا في الإسلام ، يا أخي الكريم حب الرسول عقيدة لا يكتمل الإيمان إلا به ، هل اتخذ الله خليلا إلا سيدنا إبراهيم عليه السلام و رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف تريدني أن لا أحب من أحبه الله ، أليس هذا عقيدة . أنا لم أقل أنني أكره من تخلق بالأخلاق الفاضلة يا أخي فلا تقولني ما لا أقوله ، ولكن لن أضع شخصا مهما بلغ من الفضيلة في درجة مسلم . و ما أدراك بنبي الله . و هل يصلح هنا معيار الأخلاق ؟


ها نحن عدنا للذوق البشري والفطرة! لا يوجد أحد في العالم يتقزز من صيد البحر لأنها تموت أول ما تخرج من الماء للهواء! أما لو آتيك بسمكة ميتة في البحر نفسه فلن تأكلها لأنها قد تكون متسممة أو مريضة. ميتة البحر هي التي خرجت حية وتموت وليست التي تكون ميتة في البحر! فالسمكة لا تذبح عند كل الشعوب!


ليس كل ما توافق عليه الناس متلائما مع الدين يا أخي الكريم ، ما يضيرك أن تمتثل لأوامر كتاب الله كما أنزلها و سنة المصطفى كما سنها ، لماذا تحاول أن تبحث عن أخلاقيتها من عدم أخلاقيتها .
قلت الحيوان الميت مقزز ، قلت لك إن كان مقززا فنحن نتناول ميتة البحر . لماذا لا تقول ، تلك حرمها كتاب الله و ميتة البحر أحلتها سنة المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى ألأنك تفضل تفسيرها أخلاقيا فتتعالى على عقيدتك أن تؤمن بما جاء به كتاب الله و ما سنه رسوله .

هذا المنطق يجعل من الدين أعرافا لا أكثر . هناك تشريعات سماوية قطعية ، وهناك أخلاق إسلامية ظاهرة ، وهناك منطقة عفو كبيرة فلا اجتهاد مع النصوص بارك الله فيك .



هل تقصد أن الله كان يحلل الخبائث لبني إسرائيل؟ الله لا يحلل الخبائث, هل تعتقد أنه يجوز عليه أن يحلل الخبائث؟! أم أن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً؟

الله أعلم و من أنا حتى أتطاول على الله ، فهذا الموضوع لا يهم كثيرا ، ما دام الخمر والخنزير في ديننا من المحرامات . المهم أنه يوجد في القرآن أن الطعام كان حلا لبني اسرائيل كله قبل نزول التوراة . أما الخمر فحتى في الإسلام حرم تدريجيا ، فهل يعني أن أوائل من تناولوه و ماتوا قبل التحريم ارتكبوا جرما أخلاقيا . وإن كانت عندك إفادة في الموضوع فتفضل بها و علمنا مما علمك الله .



هل هذه كل العقيدة؟ هذا شيء سهل! ومنطق الأشياء يجعل أن الإيمان بالله هو الأساس

يا أخي الكريم لو كان سهلا كما قلت لما أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبلغ رسالة ربه . فإخلاص العبادة لله وحده واجهها المشركون بالسيف . و مات في سبيلها كبار الصحابة رضوان الله عليهم ، وإلى اليوم لا يزال الكثيرون يحاربونها .

أما التعريف فقد ذكرت مصدره و هو منهاج أهل السنة و الجماعة .


وشكرا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الكفر فساد أخلاقي ينتج فساداً عقدياً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
...وبسم الزهر من أخلاقي عبدالفتاح الصيري منبر الشعر العمودي 39 07-12-2022 10:31 PM
فساد عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 4 12-04-2019 06:14 PM
اظهار الجمال لأهل الكفر والضلال نورا نور الدين منبر الحوارات الثقافية العامة 2 07-03-2013 03:54 AM
جنتي ومحرابي منى شوقى غنيم منبر البوح الهادئ 13 11-14-2012 11:11 PM
.,,’’..{ جنتي ..ترابـــ ..// ـك }.,,’’. شيخه المرضي منبر البوح الهادئ 10 04-22-2012 11:25 PM

الساعة الآن 09:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.