قديم 04-23-2013, 09:15 AM
المشاركة 31
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرًا أستاذنا صابر على المرور.
و الآن ، فان الحيوانات العليا ، بما فيها الإنسان ، ذات حواس خمس .. و ليس هذا نهاية المطاف !! فان فى الإنسان الحاسة السادسة ، و الحاسة السابعة ، فى أطوار الاكتمال ، و لا يكون بعد الحاسة السابعة تطور فى زيادة عدد الحواس ، و إنما يكون تطور فى كمالها .. و هذا لا ينتهى ، إنما هو سرمدى ..

ما هى الحاسة السادسة ؟ ..

هى الدماغ .. و وظيفتها الإدراك المحيط ، و الموحد " بكسر الحاء" لمعطيات الحواس الأخرى - اليد ، و الأذن ، و العين ، و اللسان ، و الانف .. فى الحس ، و السمع ، و البصر ، و الذوق ، و الشم .. فإذا قويت يكون إدراكها لكل شيئ عظيم الشمول ، فكأنها تحسه ، و تسمعه ، و تراه ، و تذوقه ، و تشمه ، فى ان واحد !! .. ما هى الحاسة السابعة ؟ .. هى القلب .. و وظيفتها الحياة .. و هذه الحاسة هى الأصل ، و جميع الحواس رسلها ، و طلائعها ، إلى منهل الحياة الكاملة ..

و لقد نشأت الحياة وسط الخوف .. قال تعالى فى ذلك ( لقد خلقنا الإنسان فى كبد) .. و الكبد المشقة و لقد دفعت هذه المشقة ، التى وجدت الحياة نفسها محاطة بها الخوف فى أعماق الأحياء .. و لو لا الخوف لما برزت الحياة فى المكان الأول ، و لما ارتقت و تطورت ، فى المكان الثاني ، ثم هى ان لم تنتصر على الخوف ، فى آخر المطاف ، لا يتم كمالها .. و إنما تنتصر الحياة على الخوف عندما تقوى الحاسة السادسة ، و تدرك الأمر على ما هو عليه .. يومئذ سيظهر لها ان الخوف إنما هو مرحلة صحبت النشأة فى إبان جهلها ، و قصورها ، و انه ليس هناك ما يوجبه فى حقيقة الأشياء ..

فإذا بلغت الحاسة السادسة هذا المبلغ ، انبسطت الحاسة السابعة - القلب - و اطمأنت ، و انطلقت من الانقباض الذى أورثه إياها الخوف ، و أخذت تدفع دم الحياة قويا إلى كل ذرات الجسد ، و كل خلايا الجلد ، تلك التى كان الخوف قد حجرها ، و جعل منها درقة ، و درعا لصيانة الحياة البدائية .. و بذلك يعود الشعور لكل الجسد ، و يصبح حيا كله ، لطيفا كله ، جميلا كله ، غاية الجمال .. و تكون ارض الجسد الحى يومئذ هى المعنية بقوله تعالى ( و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ، و ربت ، و أنبتت من كل زوج بهيج ) .. فالأرض هنا تعنى الجسد والماء العلم !! .

هذه هى وظيفة الحاسة السابعة - الحياة الكاملة - و ليس للحياة الكاملة نهاية كمال ، و إنما كمالها دائماً نسبى .. و هى تتطور ، تطلب الحياة المطلقة الكمال ، عند الكامل المطلق الكمال ، عند الله .

و إنما يكون تطورها باطراد ترقى جميع الحواس ، كل فى مجاله ، و انعكاس ذلك على ترقى العقل، بقوة الفكر ، و شمول الإدراك ..

و على قدر صفاء العقل ، و قوة الفكر ، تكون سلامة القلب ، و اتساع الحياة ، و كمالها .. و هذا التطور المرتقى بالحواس هو ما عناه الله بقوله " و أنبتت من كل زوج بهيج " .

قديم 04-23-2013, 10:40 AM
المشاركة 32
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قلنا ان العقل هو الروح الالهى المنفوخ فى البنية البشرية ، و ان النفخ يعنى الاستيلاء الارادى القاهر على العناصر ، و الأحياء .. و هو فى مرحلة الأحياء ، إنما كان بإغراء العداوة بين الأحياء فيما بينهم ، و بينهم و بين جميع العناصر التى تزخر بها البيئة الطبيعية التى يعيشون فيها ..

و هذا التعميم يخضع لبعض الاستثناء .. فان هناك بعض القوى ، و بعض العناصر ، أمكن وضعها فى جانب الصداقة ، و مع ذلك فان جانبها لم يكن مأمونا ، كل الأمان ، و الخوف من تصرفاتها وبداوتها ، لم يزل موجودا ، مما جعل الخوف هو العنصر الغالب فى مشاعر الأحياء ..

و فى الحق ، ان الخوف "القهر" هو الذى استل المادة العضوية من المادة غير العضوية ، فبرزت بذلك الحياة .. ثم ان الخوف هو السوط الذى حشد الأحياء فى زحمة سباق التطور .. فالحياة مولودة فى مهد الخوف، و مكتنفة بالخوف فى جميع مدارجها ..

و لو لا بوارق الأمان ، الفينة بعد الفينة ، و لو لا غواشى الغفلة ، فى اغلب الأحيان ، لاجتاح الخوف الحياة ، و لقطع نياطها .. و لا يزال الخوف ، إلى الآن ، هو الأصل فى سوق الحياة إلى كمالها .. فمن قهر العناصر برزت الحياة .. و من قهر الحياة برزت العقول .. و من جراء القهر ولد الخوف .. و من جراء الخوف ولدت الحياة ، و سارت محفوزة فى المرتقى ، سمتا فوق سمت ، إلى ان بلغت مرتبة ظهور العقل البشرى فى أعلى الحيوانات ..

و هى لا تزال تطرد ، تطلب كمالات العقل و القلب . و هذا النفخ مستمر ، و هو سرمدى ، و يأخذ فى اللطف كلما برزت لطائف الحياة من كثائفها ، و كان لها السلطان .. و سيجئ يوما يبدل الله فيه الخوف آمنا ، و الحرب سلاما ، و العداوة محبة .. ( ما يفعل الله بعذابكم ، ان شكرتم و أمنتم ؟ و كان الله شاكرا عليما ؟ ) .

اين نفخ الروح الالهى ؟ هل النفخ فى الأجساد ؟ أم هل نفخ فى العقول ؟ .. لا هنا و لا هناك . فليس الجسد مكان النفخ ، و إنما هو نتيجة النفخ !! .. و مثل ذلك يقال عن العقل .. فليس الدماغ ، و هو العضو الذى يعمل فيه العقل مكان النفخ ، و إنما هو نتيجة النفخ .. فالنفخ متقدم عليهما ، كما يتقدم السبب النتيجة .. فأين كان النفخ إذن ؟ .

الجواب ، فى القلب !! و ما هو القلب ؟

هو ذات الحى !! هو الحى بالأصالة ، حين لا يكون الجسد ، و لا الدماغ حيين إلا بالحوالة .. هو الحى الذى أعطى الجسد و الدماغ الحياة ، و هو ليس خادمهما ، و إنما سيدهما .. و قد أخطا علم الطب الحديث ، علم وظائف الأعضاء ، حين ظنه مجرد مضخة للدم .. و الأمر كما هو عليه فى الدين .. ففى الحديث "إلا ان فى الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح سائر الجسد ، و إذا فسدت فسد سائره ، إلا و هى القلب " ..

و ليس المقصود هنا الفساد الحسى الذى ينتج عنه الموت الحسى ، و إنما المقصود الفساد المعنوى الذى ينتج عنه الموت المعنوى - الكفر - .

و فى القران التركيز كله على القلب ، و لا يجئ ذكر العقل - الدماغ و الجسد - إلا فى المكان الثاني .. قال تعالى ( ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع ، و هو شهيد ) ..

فالذكرى فى المكان الأول لصاحب القلب الذكى ، "لمن كان له قلب" و جاء به على التنكير ليفيد التعظيم ، فان لم يكن ، فلصاحب العقل الواعي "أو ألقى السمع ، و هو شهيد" .. "ألقى السمع" يعنى اعار الأذن ، و تلك إشارة للعضو المحسوس ، و هى من ثم إشارة للجسد .. "و هو شهيد" يعنى غير شارد الذهن وقت الاستماع ، و تلك إشارة إلى حصر القوى التى تعمل فى الدماغ - العقل - . فالجسد بيت القلب ، و هو من ثم صنوه و زوجه ، و هو المعنى بقوله تعالى ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ، مما تنبت الأرض ، و من انفسهم ، و مما لا يعلمون ) ..

فالإشارة فى "من انفسهم" إلى القلب و الجسد .. و فى حين ان الجسد بيت القلب ، فان القلب بيت الرب .. والعقل و هو أمير الحواس ، إنما هو ديدبان القلب ، و حارسه الأمين ، يؤذنه بقرب الخطر ، و يدفع عنه الخطر حيث أمكن ..

فالكعبة فى مكة هى بيت الله ، فى ظاهر الشرع .. و القلب فى الصدر ، هو الحرم الأمن ، هو بيت الله فى الحقيقة .. "ما وسعنى أرضى و لا سمائى ، إنما وسعنى قلب عبدى المؤمن" ..

و السعة هنا ليست سعة مكان ، إنما سعة علم و معرفة !! .

ما هو العقل الباطن ؟ هو القلب ، و هو قوة الإدراك الوترى ..
ما هو العقل الواعي ؟ هو العقل ، و هو قوة الإدراك الشفعى ..

كيف نشا العقل الواعي ؟

يتبع

قديم 04-23-2013, 01:59 PM
المشاركة 33
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذ احمد

لي نظرية جواب على هذا السؤال: كيف نشأ العقل الواعي ؟

ونظريتي اسست على نظرية اخرى سابقة لها وهي نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية والتي اقوم حاليا على شرحها في مودونتي في منبر الدراسات هنا تحت عنوان " هل تولد الحياة من رحم الموت" وبدأت اسجلها على شكل حلقات فيدو على اليوتيوب، واسميتها النظرية البوزيترونية، نسبة الى طاقة البوزيترون التي يبدو انها القوة الدافعة لكل نشاط ذهني انساني...ويزيد منسوب هذه الطاقة في الدماغ كنتيجة لاختبار الناس بمحنة "الموت" وسيتم شرح ذلك تفصيلا هناك.

بمعنى ان الوعي برز بداية كنتيجة لما اصاب الانسان من الم لاختباره الموت.

طبعا الدراسات الاحصائية التي قدمتها كدليل على العلاقة بين اليتم والعبقرية اشارت الى ان تلك العلاقة تتعدى عامل الصدفة فقد ظهر ان 53% من بين العينة الدراسية " الخالدون المائة" كانوا ايتام والباقي 45% مجهولين الطفولة، وفقط 2% عاشوا في كنف والديهم لكنهم عانوا من الالم ما يكفي لجعل ادمغتهم تعمل بصورة عبقرية.

قياسا على هذه النظرية تم الاستنتاج بأن الوعي في بداياته لا بد انه نتج عن الم الموت اذا ما سلمنا بأن الموت هو الذي يؤدي الى العبقرية.

اي ان الالم يشحذ الدماغ وقد اوصلنا في البداية الى الوعي، لكنه مع مرور الزمن اوصل البعض الى العبقرية وهي عبقرية فردية ناتجة عن نشاط استثنائي في دماغ الفرد المبدع العبقري لكنها تظهر كمخرجات ابداعية من خلال تراكمات التجربة الانسانية.

وهذا هو الرابط الذي اتحدث فيه عن نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية:












على كل حال .. انا في المتابعة ومشتاق لسماع ما ستكتبه وتقوله حول الموضوع!!!





السؤال هو : كيف نشأ العقل الواعي ؟

قديم 04-27-2013, 09:47 AM
المشاركة 34
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نشا العقل الواعي على مرحلتين:
- مرحلة قانون الغابة.
- و مرحلة قانون العدل ..

قلنا ان الله تبارك و تعالى قد جعل الإنسان وسطا ، فهو لم يجعله قويا يستغنى عن الحيلة بقوة عضلاته ، و لم يجعله ضعيفا رخوا ، لا ينهض لاى من أعدائه ، و قلنا انه تبارك و تعالى ، بهذه الحكمة الحكيمة ، قد هداه طريق "الفكر و العمل" معا .. فهو يفكر و ينفذ ، و بذلك اصبح طريق تطوره يختلف ، فى ظاهره ، عن طريق تطور الحيوانات .. و هو فى مراحله الباكرة ، قد اهتدى إلى الدين ، و إلى المجتمع ، و هذان أمران ليس هناك ما هو أعظم منهما نفعا.

فى مرحلة قانون الغابة ، كان الخوف مسيطرا على المسرح ، سيطرة تامة .. فليس هناك غير الصيد و الصياد .. و الصياد نفسه هو صيد لصياد أكبر منه .. و قد رسخت هذه الفترة الخوف فى نفس الإنسان، و اضطرته ليبحث عن الأمان فى الكثرة من فصيلته، و التى من فصيلة الحيوانات المستضعفة التى تكون فى الغالب الأعم فريسة لذوات المخالب الحمر، و كذلك نشا المجتمع ..

وقد اقتضت معيشته فى الجماعة ان يتنازل ، طائعا أو مكرها، عن قسط كبير من حريته .. ذلك بانك لا تستطيع ان تعيش فى أية جماعة بشرية بغير ان تراعى حدودا معينة، تقيد تصرفاتك بفعل ما لا ينضر به الآخرون ..

و ليكون المجتمع ممكنا قام العرف، الذى هو القانون الأول، و لربما يكون اول عرف نشأ هو العرف الذى ينظم العلاقات الجنسية، فيحرم الأخت على الأخ، و البنت على الأب، و الأم على الابن الخ الخ ..

و أعان هذا العرف على تهدئة الغيرة الجنسية ، التى كانت تفرق الأسرة البشرية كلما بلغ الأبناء فيها مبلغ الرجال ، فقد اصبح بعد هذا العرف ، من الممكن ان يتعايش فى منزل واحد ، و فى منازل مجاورة ، الأب ، و الابن البالغ ، و الصهر ، و الابن المتزوج ، و كل منهم امن على زوجته من الآخرين.

و لربما يكون العرف الذى ينظم احترام الملكية الفردية قد نشأ مع هذا العرف ، من الوهلة الأولى، فانه فى المجتمعات البدائية ، لا فرق ، كبيرا ، بين ملكية الزوجة ، و ملكية الآلة ، أو الكهف ، وإذا كان لا بد للمجتمعات الصغيرة ان تعيش فى وئام ، تصيد معا ، و تحارب معا ، و تقابل صروف الأيام متحدة ، فانه لا بد من هذين العرفين الذين ينظمان السلوك فى الجماعة ، و يصونان كيانها ..

و ليس معنى هذا ان المجتمعات نشأت بصورة واحدة فى كل مكان ، و لكنه مما لا شك فيه ، ان المجتمع البشرى ، حيث نشأ ، فقد نشأ حول طائفة من العادات ، و العرف ، الذى ينظم علاقة الأفراد ببعضهم البعض ، و بهذا العرف دخلت إرادة الحرية فى صراع مع إرادة الحياة ..

و بتنازل الفرد عن قسط هائل من حريته ، بتنظيم المجتمع للعرف ، و ما تفرضه عليه أوضاع مجتمعه .. اصبح عليه ان يسيطر على نفسه ، و ان يمنعها مما يمنعها منه القانون ، الذى سنه مجتمعه ، و كلما انتصر الفرد فى هذا الصراع ، على غرائزه البدائية ، كلما قويت إرادته ، و انتقلت لذاته ، من اللذة الحسية العاجلة المحرمة ، إلى اللذة الحسية التى ينظمها العرف ، و يقرها ، بعد استيفاء قواعده ، أو قد تنتقل لذته من حسية عاجلة ، إلى معنوية آجلة ، كرضا المجتمع عنه ، و ثنائه عليه ، أو كرضا الآلهة عنه ، و مجازاتها إياه ، فى هذه الحياة ، أو فى الحياة المقبلة ..

و لما كان الفرد البشرى الأول غليظ الطبع ، قاسى القلب ، حيوانى النزعة ، فقد احتاج إلى عنف عنيف لترويضه ، و كذلك كان العرف الاجتماعي ، شديدا ، عنيفا ، إلى الحدود التى تضحى بحياة الأفراد على مذابح معابد الجماعة ، استجلابا لرضا الآلهة ، أو دفعا لغضبها ، و هذا العنف العنيف اضطر الفرد البشرى ليسيطر على نزعاته ، و ليكبت فى صدره كثيرا من رغائبه التى لا يقره عليها العرف ، و لا ترضاها الآلهة ..

و نشأت فكرة الآلهة ، و فكرة الدين ، فى مطلع هذه المرحلة .. و مع فكرة الدين نشأت العقيدة فى الحياة الأخرى ، بصورة من الصور ، و ما يجرى فيها من خوف ، أو امن ينبنى على فعل الخير - رعاية العرف - ، أو فعل الشر - مخالفة العرف - فى هذه الحياة ، و وصفت الآلهة بكل الصفات التى تجعلها رهيبة ، و تجعلها قادرة ، مطلعة على أفعال الإنسان ، و قسمت إلى من يصادق و يعين و يرعى من يفعل الخير ، فيطعمه من جوع ، و يؤمنه من الخوف ..

و إلى من يستحوذ على من يفعل الشر ، فيخذله ، و يسلمه إلى متاهات الظلام .. و كانت عقوبات القتل الذريع توقع على اقل مخالفة من مخالفات العرف المعنى ، و لم يكن الفرد مهما فى بدء المجتمع ، إنما كانت الأهمية كلها للمجتمع ..

و ذلك فى وقته كان أمرا حكيما ، غاية الحكمة لأمرين ، اولهما ان المجتمع يومئذ كان ناشئا ، و حديثاً ، فهو قد كان فى اشد الحاجة إلى تمام الرعاية لقواعد نشأته .. و ثانيهما ، ان الفرد البشرى ، كان حيوانى النزعة ، غليظا كثيفا ، يحتاج العنف العنيف ، لتقوى سيطرته على نزواته و بداوته .

كان العرف الأول، بغير تدبير واع من آباء الأسر، و هم كانوا نواة الحكومة الأولى ، حكيما موزونا، يرعى مصلحة الفرد، و يرعى مصلحة الجماعة، فى ان معا ..

و فى هذا تظهر حكمة الحكيم الذى سير الحياة فى العهود السحيقة ، من بؤرة هوانها ، و ذلها ، إلى منازل شرفها و عزها .

و قد كان الفرد البشرى ، حتى فى هذه المرحلة ، يعيش وسط الخوف .. بيد ان أمرا هاما قد طرأ على حياته ، و هو انه قد اصبح يعيش فى امن ، بالقدر الذى يتفق مع تلك الفترة الرهيبة ، إذا ما اخلص للجماعة ، و اجتنب مخالفة العرف الذى ترعاه .. ليس فقط يعيش فى امن .. بل انه ينعم بصداقة الآلهة ، و صداقة الأرواح الخيرة ، التى ترف بأجنحتها عليه ، و صداقة الخيرين من أبناء ، و بنات ، الأسر التى تكون الجماعة ..

و هكذا بدافع من الرهبة و الرغبة ، أخذ يبرز الذكاء الذى يميز بين ما يليق، و ما لا يليق، و أخذت تبرز الإرادة التى تروض الشهوة الفطرية ، لتسوقها فى طريق الواجب .. فمن الاحتكاك بين اللذة الحاضرة و الواجب المرعى برز الذكاء للتمييز، و برزت الإرادة للتنفيذ ..

و هذه هى بداية العقل البشرى ، لان به دخلت القيمة فى حياة الإنسان ، و لانه به تجدد اعتبار المستقبل ، و بدا جولان الخيال فى شعابه ، و انسراحه فى غيوبه .

ان مرحلة بروز العقل البشرى فى البشر ، تؤرخ تحولا جوهريا فى طريقة نفخ الروح الالهى ، ذلك ان الطريق قد انفتح أمام الإنسان ، بفضل الله ، ثم بفضل العلم ، ليكون بمفازة من عذاب الخوف ان هو اتبع الواجب الذى ترسمه الحكمة .. و ذلك بمراغمة هوى نفسه ..

و هو لم يترك فى حيرة من أمر الواجب ، فقد تولى الله هدايته ، فارسل رسل الأنوار - الملائكة - لتمد بدائه العقول ، التى نشأت فى الظلام ، بأسباب القدرة على صحة الإدراك .. و هو تبارك و تعالى يقول ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .

و من هذه السيطرة على رغائب النفس ، نشأ الكبت ، و انقسمت الشخصية ، إلى ظاهر و باطن ، ظاهر معلن للناس ، و باطن مخفى عن الناس ..

يتبع

قديم 04-27-2013, 10:14 AM
المشاركة 35
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذ احمد

تقول " و هكذا بدافع من الرهبة و الرغبة ، أخذ يبرز الذكاء الذى يميز بين ما يليق، و ما لا يليق، و أخذت تبرز الإرادة التى تروض الشهوة الفطرية، لتسوقها فى طريق الواجب .. فمن الاحتكاك بين اللذة الحاضرة و الواجب المرعى برز الذكاء للتمييز، و برزت الإرادة للتنفيذ ..

و هذه هى بداية العقل البشرى ، لان به دخلت القيمة فى حياة الإنسان ، و لانه به تجدد اعتبار المستقبل ، و بدا جولان الخيال فى شعابه ، و انسراحه فى غيوبه ".

- الا ترى بأن الحاجة الى الانتظام في مجتمع بشري يسبق ويؤشر الى وجود الذكاء قبل مرحلة العقوبات التي اصبح ذلك المجتمع يفرضها؟ لا شك ان الرهبة والرغبة عناصر مهمة لكنني اتصور ان هذا الطرح افتراضي ولا يقوم على ادلة، لكننا حينما نعرف بالدليل الاحصائي والعملي بأن العبقرية وهي حالة مرتفعة من الذكاء مرتبطة ارتباط حتمي باليتم يمكننا ان نستنتج بأن الذكاء في بواكير بروزه جاء كنتيجة لنفس العامل وهو اثر الموت وربما كان الالم هو العنصر الاعظم تأثيرا في ولادة الذكاء.

وإن سلمنا بأن عقل الانسان ماكنة تعمل بمبدأ الطاقة نستطيع ان نفهم بأن التجارب المؤلمة تزيد من نسبة الطاقة في تلك الماكنة فتوثر على عمليات الدماغ ومن هنا برز الذكاء.

- سيكون من الجميل ان تفصل لنا المرجعية التي بنيت عليها الاستنتاج أن الذكاء يبرز بدافع الرهبة والرغبة؟
- هل انت صاحب هذا الطرح ام ان هناك من جاء به قبلك؟
- الا ترى بأن الالم عنصر اكثر اهمية من الرهبة والرغبة؟
- يقول جبران خليل جبران "اللؤلؤة هيكل بناه الالم حول حبة رمل"...الا ترى بأن الذكاء جوهرة العقل لا بد ان يكون الالم هو الذي بناها؟
- ثم هل الرهبة وجه اخر من وجوه القلق الذي تقول الوجودية بأنه المحرك للنشاطات الانسانية؟ لكن كيف لنا ان نشعر بالرهبة او القلق اذا لم يكن لدينا الذكاء؟ اذا الا ترى بأن الالم هو الدافع؟ وتكون الرهبة والرغبة وحتى القلق نتائج وليست اسباب؟

قديم 04-27-2013, 10:35 AM
المشاركة 36
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أشكرك أستاذى ايوب على مداخلتك القيمة أعلاه ، سأعود للرد عليها ، لانها تحتاج بعض التفصيل ، و لا يفوتنى ان أثمن دراستك القيمة فى خيطك الممتع عن العبقرية .. لى عودة يا صديقى

قديم 05-01-2013, 10:39 AM
المشاركة 37
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ الفاضل ايوب ، تحيتي و محبتى .

عندما نقول ان العقل نتيجة للمجتمع .. المجتمع يعنى مجتمع الأحياء و مجتمع العناصر حول الإنسان "البيئة" .. الحيوان يعيش فى المجتمع أيضاً ، كون المجتمع سابق للعقل .. دا مؤكد .. لكن الحاجة للمجتمع أملت على الإنسان حيلة، هى ان يتسامح مع الأفراد الذين هم مثله ..

المجتمع فى منطقة الحيوان موجود .. غريزة القطيع موجودة عند الحيوان ، لذلك تجد البهائم تعيش و ترعى فى قطعان، فإذا انعزلت بهيمة من القطيع تجدها تتوله و تجرى فى مختلف الاتجاهات .. هذا ليس فكر .. إنما هى غريزة القطيع التى تشعرها بانها فى مأمن وسط القطيع، هذه الغريزة مشتركة بين الإنسان و الحيوان .

الحاجة للمجتمع عند مخلوق أذكى من غيره ، هنالك مخلوقات تجتمع و تتفرق "الحيوان" .. لكن الفضائل التى اجتمعت فى طليعة المخلوقات "الإنسان" ، هدته إلى حيلة ، هى ان المجتمع لابد ان يظل متماسك .. و ليظل المجتمع متماسك لابد ان أراعى شعورك ، و انت تراعى شعورى ، لأننا لم نصبح مثل الحيوانات .. هناك شيئ زائد .. هو الذكاء ..

و هذا هو مفترق الطرق الذى فارق فيه الإنسان الحيوان ليمضى قدما فى سلم التطور .

نحن أصلا نعيش فى المجتمع لنحارب أعداء هم البيئة ، لننتصر على أعداء هم البيئة ، حتى لنكسب من أصدقاء هم البيئة .. العوامل التى فى البيئة من الجوع ، البرد ، و العطش ، و من الأعداء البشريين و غير البشريين ، ألجاتنا لكى نعيش مع بعض ، لنحمى بعض ، و لنوفر القوت لبعض .. تطور الإنسان و المجتمع فى هذا الاتجاه حتى جاء تقسيم العمل و الوظائف .. و هذه مرحلة متأخرة جداً ..

خذ مثلا .. النمر يصيد لوحده ، عنده اقتدار ان يلحق بفريسته .. عندما اذهب بمفردى أتى خالى الوفاض ، لكن عندما نذهب مجموعة ، نقدر على الفريسة و نحوطها من جميع الاتجاهات .. إذا كنا خمسة ، يأخذ كل واحد الخمس ، إذا كنا عشرة العشر .. لا يمكنك ان تقول ان فلان ضعيف ، أو فلان لا يحمل سلاح ناجز ، لذلك انت تأخذ النصف و يقتسم الباقون النصف الآخر ،.. إذا أصررت على موقفك ، يضرب شيوخ الأسر ، أو حكماء القبيلة على يدك ، و يقولون لا .. هذا لا يجوز .

لذا يتحتم عليك ان تراجع نفسك و تقيد رغبتك و تأخذ فى الاعتبار رغبات الآخرين .. يعنى إذا لم تكبت يجعلك المجتمع تكبت !! ،

لذا تجد ان اول ما وقع عليه الكبت و حدته القوانين البدائية هو الرغبة الجنسية و الرغبة فى التملك ..

لذا تجد ان الحدود فى الإسلام هى اضبط القوانين ، الحدود اضبط من القصاص و هى أوكد القوانين ، قائمة على هذين الاثنين ..

اعتقد ان الدارس للقوانين ، أو الذى يمتلك عقلية قانونية و ثقافة قانونية هو أكثر الناس تقييما لتطور المجتمع ،

الشاهد ان التاريخ الحقيقى للمجتمع دائماً ما يكون مرصود فى هذه القوانين .. خذ مثلا العين بالعين ، و السن بالسن ، لم تبدأ فى الإسلام ، إنما جاءت بصورة كبيرة من التوراة ، و حتى التوراة لم تكن هى الأولى ، و أيضاً يقال نفس الشيئ عن الحج ، و الصلاة ، و الزكاة .. لم تجئ من التوراة أو الإنجيل أو القران .. فى الوثنيات لها جذور ،

هناك الكثير مما يمكن ان يقال عن الكبت و اثره فى نشأة العقل الواعي .

اما ذكاء الإنسان المعاصر الذى تتحدث عنه ، فهو قصة مختلفة تنقطع فيها المقارنة من كل الوجوه .. هذا الإنسان الذى تتحدث عنه قد راكم من الخبرات و المعارف و العلوم ، ما لم يدر حتى بخلد إنسان القرن الثامن عشر ، دع عنك مرحلة البشرية قبل ظهور ادم أبو البشر ، النبى المكلف ، صاحب اول رسالة توحيدية تأتى عن طريق الوحى الملائكى .

انت تقول ان الألم عنصر أكثر أهمية من الرهبة و الرغبة ، فما بالك بالخوف على الحياة نفسها ، و هى الأصل .. ان الإنسان باكتشافه للمجتمع إنما كان يبحث عن الأمن، وهو قد ضحى برغباته و شهواته التى كانت منطلقة فى مرحلة الحيوان بغير ضابط ، لكى يجد الأمن وسط المجتمع ، أو بالأحرى لكى يضمن حياته .. و لولا انه عاش فى المجتمع ، لما اتصلت السماء بالأرض .. و إلا فما الداعي ؟!!!!!



قديم 05-01-2013, 12:16 PM
المشاركة 38
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ احمد ابراهيم

تقول " انت تقول ان الألم عنصر أكثر أهمية من الرهبة و الرغبة ، فما بالك بالخوف على الحياة نفسها ، و هى الأصل .. ان الإنسان باكتشافه للمجتمع إنما كان يبحث عن الأمن، وهو قد ضحى برغباته و شهواته التى كانت منطلقة فى مرحلة الحيوان بغير ضابط ، لكى يجد الأمن وسط المجتمع ، أو بالأحرى لكى يضمن حياته .. و لولا انه عاش فى المجتمع ، لما اتصلت السماء بالأرض .. و إلا فما الداعي ؟!!!!!

- الاستاذ احمد لا اعرف ان كان الخوف هو القلق نفسه الذي يتحدث عنه اتباع الفلسفة الوجودية، وهم يعتقدون بأن هذا القلق الذي يشعر به الانسان هو محرك النشاطات الذهنية والانسانية ومن هنا جاءت مقولة نيتشه " ليكن شعارك ان تعيش في قلق دائم وان تبني بيتك فوق ركان" .

لكننا حينما نحلل اسباب الخوف والقلق نجد انها ناتجة عن وعي بالنهاية. ففي تصوري أن الخوف والقلق والرهبة واي شعور من هذا القبيل مؤشر عن وجود مستوى عالي من الوعي كنتيجة لوفرة نشاط الدماغ وفي ذلك مؤشر على وفرة الطاقة الذهنية والتي تنتج بدورها عن الالم الذي ينتج اصلا عن الموت والتجارب المؤلمة truamatic experiences واعظمها اثر الموت.

اذا ارى بأن الخوق والقلق والرهبة كلها نتيجة وليست سبب...اي ان القلق والخوف نتيجة لوفرة الطاقة الذهنية والنشاط الذهني ومن هنا يأتي الوعي.

فالوعي جاء ابتداءا كنتيجة لشعورنا بالالم..ولم لم يكن هناك موت والم لما وصلنا الى حالة الادراك والوعي...

ويبدو ان للالم اثر مشابه على الحيوانات.. والقرود تتالم للموت على طريقة الانسان، وهناك الكثير من التسجيلات التي تظهر اثر الموت واليتم عليها، وقد يأتي يوم ربما بعد مئات السنوات او بعد مئات الالاف من السنوات يتطور فيها عقل القرود هذه التي نعرفها لتصل الى مرحلة الوعي كنتيجة للالم الذي تمر به وتشعر به.


قديم 05-04-2013, 07:35 AM
المشاركة 39
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ان الخوف الذى صحب الحياة فى أطوارها المختلفة "الخوف من الجوع ، من الموت أو الانقراض" .. جعل الأحياء فى مختلف مراتبهم فى سلم التطور ، يصطرعون حول المائدة ، و يحكم الصراع "قانون الغابة" و منطقه "من غلب سلب، القوى يأكل الضعيف" ..

و قد ورثت الحياة البشرية ذلك الخوف من طور الحيوان ، فاصبح العقل مشوش ، و القلب منقسم و موزع ، و بذلك تخللت ظلال و روح قانون الغابة القوانين البشرية ، فى اى مستوى !! ..

فالبشر طور مرحلة نزاع ، بين مرتبة الحيوان .. و مرتبة الإنسان ، هذه الحقيقة هى السبب الأساسي من وراء كل المشاكل ، و النزاعات من حروب ، عبر التاريخ ، و حتى اليوم ..

فلا يزال "الوحش" كامنا فى طوايا النفس البشرية ، و من أوضح مظاهره ، حالة الغضب التى تعترينا عند الاختلاف ، حيث يضيق الصدر ، و تثور النفس ، و تتحفز للعراك أو الهروب ، حسب الموقف !!.

فالبشر مشروع "إنسان" لم يكتمل بعد، و كماله باستئناس ذلك "الوحش" و ترويضه ، لتنقاد النفس بسلاسة للعقل .. فيظهر الإنسان .. هل تحلمون به ؟؟ انه فيكم !! يظهره القران .. و ذلك بتحقيق الحاسة السادسة "العقل الصافي" ، و الحاسة السابعة "القلب" ..

و حين ذلك فقط ، يحل السلام على الأرض ، حيث يلتقى الناس ، كل الناس ، على فضائل العقول و القلوب ، و هى سلامة الفطرة التى ولدوا عليها ( فطرة الله التى فطر الناس عليها ) ، و لكن صراعات الحياة عبر الزمن ، حجبت تلك الفطرة ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ..

و تلك مهمة المنهاج السليم .. منهاج القران ، برفع تلك الحجب ، بتصفية العقل من الكدرات ، و تجلية القلب من الرين ، فتتم بذلك العودة لتلك الفطرة ، مع التجربة ، حيث يلتقى القديم بالحديث ، يلتقى فى داخل الفرد البشرى ، حين تلتقى براءة الأطفال بحكمة الشيوخ .. تلك هى العبقرية .. و ذلك هو الإنسان القادم .

ففى مستوى الآفاق ، تطورت وسائل النقل و الاتصالات ، حتى جعلت الأرض "المائدة" صغيرة و متقاربة الأطراف ( أولم يروا انا ناتى الأرض ننقصها من أطرافها ) .. و مع ذلك الانكماش و التقارب بين أطراف الأرض ، تطورت بدوافع الخوف وسائل الصراع حول المائدة ، حتى وصلت مستوى الأسلحة الحاضرة "أسلحة الدمار الشامل" ، فاصبح لا بد من التغيير الجذرى ، من اجل الحياة نفسها ، حتى لا تنقرض ..

تغيير جذري يهزم الخوف ، و يجفف منابعه .. تغيير يعيد صياغة التفكير الحاضر ، و يحيي الضمير، و يغير نظرتنا للحياة و الكون .. و مفهوم السعادة ، و طريقة تحقيقها .. و يضع فى البال ، معالم الرحلة الطويلة !! رحلة الحياة ، من و إلى اين ، منبعها و مصبها .

ان العلم المادى إنما هو بمثابة الظلال للعلم الروحي ، أو قل بتعبير أدق ، ان المادة روح فى حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا ، و ان الروح مادة فى حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ..

فالاختلاف بين عالم المادة ، و عالم الروح ، هو اختلاف مقدار و ليس اختلاف نوع ، و هذا يفتح الباب على الوحدة .. وحدة جميع العوالم ، وحين ينتهى بنا العلم المادى التجريبي إلى رد جميع ظواهر الكون المادى إلى وحدة هى "الطاقة" ..

يبرز لنا من جديد ، و بصورة خلابة ، العلم الروحي التجريبي ، ليتولى قيادنا فى شعاب الوادي المقدس ، الذى يقع وراء المادة ، و نستطيع بمواصلة البحث و الاستقصاء ، فى العلم التجريبي الروحي ، ان نرى هل يمكن ان ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى اصل واحد؟ !

و يتم بذلك الاتساق ، و التلاؤم ، بين سلوك البشر ، و بين البيئة المادية التى يعيشون فيها ، فينتهى بذلك القلق الحاضر .. القلق الذى عبرت عنه الوجودية فى مسرحية الذباب لسارتر أحسن تعبير .. خاصة الحوار القديم المتجدد ، فى تحدى الإنسان للإله ، ثم ما يصيب هذا الإنسان فى النهاية ، من شعور بالقرف ، و الغثيان ، و هو يقرر "ليس هنالك اله ، و ليس هنالك معنى فى الكون ، و ليس للإنسان معنى فى كون بلا معنى"...

يتبع

قديم 05-07-2013, 10:54 AM
المشاركة 40
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا استاذ احمد ابراهيم

تقول "
فالبشر مشروع "إنسان" لم يكتمل بعد، و كماله باستئناس ذلك "الوحش" و ترويضه ، لتنقاد النفس بسلاسة للعقل .. فيظهر الإنسان .. هل تحلمون به ؟؟ انه فيكم !! يظهره القران .. و ذلك بتحقيق الحاسة السادسة "العقل الصافي" ، و الحاسة السابعة "القلب" ..
و حين ذلك فقط ، يحل السلام على الأرض ، حيث يلتقى الناس ، كل الناس ، على فضائل العقول و القلوب ، و هى سلامة الفطرة التى ولدوا عليها ( فطرة الله التى فطر الناس عليها ) ، و لكن صراعات الحياة عبر الزمن ، حجبت تلك الفطرة ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ..
و تلك مهمة المنهاج السليم .. منهاج القران ، برفع تلك الحجب ، بتصفية العقل من الكدرات ، و تجلية القلب من الرين ، فتتم بذلك العودة لتلك الفطرة ، مع التجربة ، حيث يلتقى القديم بالحديث ، يلتقى فى داخل الفرد البشرى ، حين تلتقى براءة الأطفال بحكمة الشيوخ .. تلك هى العبقرية .. و ذلك هو الإنسان القادم .
ففى مستوى الآفاق ، تطورت وسائل النقل و الاتصالات ، حتى جعلت الأرض "المائدة" صغيرة و متقاربة الأطراف ( أولم يروا انا ناتى الأرض ننقصها من أطرافها ) .. و مع ذلك الانكماش و التقارب بين أطراف الأرض ، تطورت بدوافع الخوف وسائل الصراع حول المائدة ، حتى وصلت مستوى الأسلحة الحاضرة "أسلحة الدمار الشامل" ، فاصبح لا بد من التغيير الجذرى ، من اجل الحياة نفسها ، حتى لا تنقرض ..
تغيير جذري يهزم الخوف ، و يجفف منابعه .. تغيير يعيد صياغة التفكير الحاضر ، و يحيي الضمير، و يغير نظرتنا للحياة و الكون .. و مفهوم السعادة ، و طريقة تحقيقها .. و يضع فى البال ، معالم الرحلة الطويلة !! رحلة الحياة ، من و إلى اين ، منبعها و مصبها .

- لا اظن ان هذه اللحظة ( ان يحل السلام على الارض ) سوف تحل ابدا لان ذلك يتناقض مع طبيعة الاشياء...فحينما ينتهي الصراع تنتهي الحياة...

فرويد يقول بأن الانسان الفرد في صراع مع المجتمع الذي يحاول كبح جماحه.
دارون يقول الاجناس تتصارع من اجل البقاء .
ماركس يقول بأن الصراع هو صراع طبقي.
والاديان تقول ان الصراع الرئيسي مع الشيطان.
حتى الافكار تتصارع مما يؤدي الى ولادة فكرة جديدة كما يقول هيجل.

اذا الصراع بين الاضداد هو اساس الحياة ... واذا انتفى هذا الصراع انتفت الحياة.

ثم الا تجد بأن الشعوب تحقق قفزات حضارية في حال مرورها بحرب او كارثه ..الا يعني ذلك بأن الموت هو المحرك للحياة والدافع لها؟ السلام بحيرة هادئة مستقرة ما تلبث ان تتعفن فيها المياه، والصراع والحرب وكل ما يمثل القلق والخوف مثل النهر الذي يظل متجدد في حركته الدائمة. والحياة حتى تستمر لا بد ان تعصف بها الصراعات بين الاضداد دائما.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اصل الانواع..هل اصل الانسان قرد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الانسان حيوان ..........!! ناريمان الشريف منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 16 11-18-2019 08:45 PM
الانسان خالد فهد منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 4 10-22-2019 10:58 PM
هل انتصر الانسان؟ نبيل عودة منبر القصص والروايات والمسرح . 0 12-12-2016 08:36 PM
من هو الانسان حكمت خولي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 04-15-2016 12:14 PM

الساعة الآن 02:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.