قديم 04-13-2013, 12:43 PM
المشاركة 21
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
و من مستوى النبات ، تطور الإنسان إلى أدنى الحيوانات المائية !! ... ثم الزاحفة !! .. ثم الثدييات ذوات الأربعة ارجل !! .. و من هذه جاء الإنسان يمشى على رجلين .. منتصب القامة .. بعد تطور وئيد و طويل ..

و لقد حكى الله تعالى كل هذه المراحل فى أية واحدة ، و ذلك قوله ( و الله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه و منهم من يمشى على رجلين و منهم من يمشى على اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شيئ قدير) ..

و الإشارة إلى التطور فى الآية تلتمس فى أنهم جميعا ، من اصل واحد هو الماء ... و لقد تقلبت الحياة زمنا طويلا فى الصور ، قبل ان يجئ الإنسان العاقل ، المكلف .. قال تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )..

هذه الحياة البدائية التى لم تبلغ طور التكليف ، فتكون حياة إنسانية ، هى حياة الحيوان فى مختلف صورها ، سواء كانت فى الماء .. أو فى اليابس .. أو فى الجو ، و هى تسير على قانون واحد ، هو قانون الغابة .. " القوى يأكل الضعيف " .. وهو ما أسماه دارون قانون تنازع البقاء .. و هو قانون يعيش الحى فيه احمر الناب و المخلب .. أو يموت .. و إلى ذلك الإشارة بقول الملائكة فى الآية ( و إذ قال ربك للملائكة أنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ؟! قال أنى اعلم ما لا تعلمون ) ..

فقول الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء " مبنى على ما ألفوا من صنيع سكان الأرض على ذلك العهد ..

و قول الله " أنى اعلم ما لا تعلمون " مبنى على علمه تعالى ، بان الكتاب قد بلغ اجله ، و ان التنازع بين أحياء الأرض قد أتى أكله .. و ان الحيوان السوى .. الذى يكون النقطة الفاصلة بين الحيوانية و الإنسانية .. قد اكتمل .. و ان موعود الله بنفخ روحه فى هذا الحيوان السوى قد وجب !! ..

يتواصل

قديم 04-13-2013, 12:50 PM
المشاركة 22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اسمحي استاذ ابراهيم اسأل سؤال :

- يعني في تقديرك الشخصي وانت تبدو خبير في المجال هل هذه الرواية عن تكون الكون قبل خمسة بلايين سنة قائمة على اسس علمية؟ ام هي مجرد نظرية تحتمل الصواب والخطأ؟ ثم ما هي الاسس التي تقوم عليها؟ كثيرا ما نسمع عن قياس عمر الاشياء عن طريق قياس نسبة الكربون فيها فهل لك ان تفصل في ذلك وتشرح لنا كيف يتم قياس عمر الاشياء بطريقة مبسطة؟

قديم 04-15-2013, 10:31 AM
المشاركة 23
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ الكريم ايوب / تحياتي و سلامى ...

بخصوص سؤالك عن الطريقة التى يتم بها قياس عمر الكون ، تحدثت مع احد الأساتذة بجامعة ماكويرى ، على أمل ان يقوم بتبسيطها>

ما فهمته منه أنها من التعقيد بحيث لا يمكن تبسيطها ... عل أية حال ، ما فهمته منه بعد ان صال و جال بطريقة الفرنجة المعروفة فى الشرح !! .. ان ذلك يتم بمراقبة التركيب النظائرى لعنصر الرصاص .. بحساب نسبة التغير عبر الزمن للرصاص 207 بعد ان اشتق من يورانيوم 235 ... و عنصر الرصاص 206 من يورانيوم 238 حيث ان ذلك له علاقة بتناقص عدد ذرات اليورانيوم 235 ذو النشاط الإشعاعي ، يتم حساب و مقارنة ذلك باليورانيوم الموجود فى النيازك .. تستخدم هذه الطريقة لحساب عمر الأرض و النظام الشمسي ككل .. كما ذكر ان هنالك دائماً هامش للخطأ ما بين 1% و 1.5% .

سألته أيضاً عن علاقة عمر الأرض بما ورد فى الكتاب المقدس عن الخلق المباشر لآدم؟! .. قال ان ذلك فعلا يتنافى مع الحقائق العلمية .. و ذكر ان حل هذا التناقض يقع على كاهل الكنيسة ، وانه لا يمكنه إلا ان ينحاز إلى جانب العلم المادى التجريبي ؟! .. ..

لنا عوده

قديم 04-15-2013, 10:57 AM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا استاذ احمد ابراهيم

كنت اظن ان عمر الاشياء يحسب بنسبة الكربون، وليس الرصاص، ولكن ربما ان ذلك يكون في حالة قياس عمر الارض والكواكب والمجرات.

سنكون بانتظار المزيد،،

قديم 04-17-2013, 01:15 AM
المشاركة 25
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله

هل الإنسان أصله قرد ؟؟؟؟؟؟؟
انا عن نفسي أحب أن يكون أصلي قطة هههههههههه لأنني أحب القطط
معذرة أضحك معكم

الله خلقنا من آدم وأدم إنسان، كان تكوينه من طين وماء، وفي أحسن صورة خلقه
فلم أعوم على عوم الآخرين بقولهم أن الإنسان أصله قرد
أنا عن نفسي إنسان من ظهر إنسان وأبي الأكبر آدم عليه السلام
ومن أراد غير ذلك، فله كامل الحرية

قديم 04-17-2013, 03:30 AM
المشاركة 26
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
يمكن القول ان للإنسان فى هذه النشأة الطويلة ، اربع مراحل متصلة الحلقات ، و لا يفصل بينها إلا حلقات من السلسلة ، أكبر من سابقتها ، تمثل قفزة فى سير التطور .. و تمثل هذه القفزة بدورها حصيلة الفضائل العضوية التى استجمعت من خلال المرحلة السابقة .. هذا التقسيم إلى اربع مراحل إنما للتبسيط فقط .. و إلا فان فى داخل كل مرحلة ، مراحل يخطئها العد .

المرحلة الأولى من نشأة الإنسان .. هذه تعنى تطوره فى المادة غير العضوية ، منذ بروزه فى الجسد .. و هو بروز فى الأزل .. فى بدء الزمن .. و إلى هذه البداية السحيقة أشار تعالى بقوله تعالى ( أولم ير الذين كفروا ان السوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، و جعلنا من الماء كل شيئ حى ، أفلا يؤمنون) .. الرتق ضد الفتق ، و هو يعنى الالتئام .. و عن هذا الأمر المرتوق ، قال تعالى فى موضع آخر ( ثم استوى إلى السماء و هى دخان ، فقال لها ، و للأرض ، آئتيا طوعا ، أو كرها ، قالتا أتينا طائعين ) .. الدخان هنا يعنى الماء ، فى حالة بخار .. فقد كانت السموات و الأرض سحابة من بخار الماء ، مرتتقه ، ففتقت ، و برز التعدد من الوحدة .. و لم تكن جرثومة الإنسان يومئذ غائبة .. و إنما كانت هى ذرات بخار الماء .. و من يومئذ بدا تطور الإنسان العضوى يطرد ، توجهه و تحفزه و تقهره ، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكمة .. و قد أنفق فى هذه المرحلة من مراحل النشأة امدا يعجز الخيال تصوره.. ثم انتهت هذه المرحلة ببروز المادة العضوية ..

يتبع

قديم 04-17-2013, 04:09 AM
المشاركة 27
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
المرحلة الثانية من نشأة الإنسان .. و ببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية ، ظهرت الحياة ، كما نعرفها نحن .. و إلا فان جميع صور المادة ، عضوية ، أو غير عضوية ، حية ... كل ما هناك ان ، ان الحياة بدأت تبرز فى المادة العضوية ، بعد ان كانت كامنة فى المادة غير العضوية .. كمون النار فى الحجر !!.. فهى لم تجئ من خارج المادة .. و أدنى درجات الحياة ، التى نسميها اصطلاحا حياة ، ان يكون الحى شاعرا بحياته ، و أية ذلك ان يتحرك الحى ، حركة تلقائية ، و ان يتغذى ، و ان يتناسل .. و قد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة .. و بهذه الخطوة الجليلة ، افتتح عهد جديد .. عهد عظيم .. عهد الحياة و الموت ؟!.

و من يومئذ بدا راس سهم الحياة ، و طليعتها فى السير !! و فى ذلك قال تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حما مسنون ) .. الحما الطين الأسود ، و الحما المسنون الطين المتغير ، المنتن .. و الصلصال الطين اليابس .. و إنما أحمومى لانه قد طبخ بحمو الشمس .. ذلك ان الأرض كانت قطعه من الشمس انفصلت عنها ، و أخذت تبرد ، و تجمد ، و تتهيأ لظهور الحياة عليها .. ثم ظهرت الحياة بين الماء و الطين ، و إلى ذلك أشار تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ؟ * انا خلقنا الإنسان من نطفة ، أمشاج ، نبتليه ، فجعلناه سميعا بصيرا ) .. لم يكن شيئا مذكورا لانه لم يكن له عقل ، عليه يقوم التكليف .. و النطفة فى هذه المرحلة تعنى الماء الصافي .. أمشاج جمع مشيج ، من مشج ، يمشج ، مشجا ، إذا خلط بين شيئين .. و هما هنا الماء و الطين .

فالنطفة الأمشاج هى الماء المخلوط بالطين .. نبتليه تشير إلى الصراع فى البيئة " و هو ما أسماه دارون صراع البقاء" .. سميعا بصيرا تشير إلى نشأة الحواس ، الواحدة تلو الأخرى ، حسب الحاجة لها ، إلى ان توجت ببروز العقل فى المرحلة الثالثة من النشأة .. على ان الصراع فى البيئة ليس أمرا تلقائيا أو عشوائيا ، إنما هو موضوع مدبر و مخطط بدقة شديدة ، على نحو تدبير المجرات ، و سرعتها ، و مقدار الجاذبية التى تشدها لبعضها البعض ، و الغازات التى تتفاعل فى سطحها >

و لعل أكبر سلبيات نظرية دارون ، أنها لم ترى وراء الاختيار الطبيعى القوى المدبرة له .. هذه المرحلة من مراحل النشأة التى بدأت بحيوان الخلية الواحدة فى القاعدة ، تنتهى عند أعلى الحيوانات الثديية فى القمة .. و حين تبدأ المرحلة الثالثة ، إنما تبدأ بقفزة جديدة ، مذهلة ، بها يدخل الإنسان ، كما نعرفه اليوم فى مسرح الحياة ...

يتواصل

قديم 04-17-2013, 10:40 AM
المشاركة 28
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
العقل هو القوة الدراكة فينا .. و هو لا يختلف عن الجسد اختلاف نوع ، و إنما هو يختلف عنه اختلاف مقدار .. فالعقل هو الطرف اللطيف من الحواس .. و الحواس هى الطرف اللطيف من الجسد .. و إنما بصهر كثائف الجسد تحت قهر الإرادة الإلهية ، ظهرت لطائف الحواس ، ثم لطائف العقول ..

لقد امتازت المرحلة الثالثة من مراحل نشأة الإنسان بظهور العقل ، و لم يكن العقل غائبا عن المرحلتين الأولى و الثانية ، لكنه كان كامنا كمون النار فى الحجر ، ثم صحب بروزه من الكمون إلى حيز المحسوس ،

هذه المرحلة الثالثة .. و عن حركة بروز العقل يخبرنا تعالى بقوله ( انا خلقنا الإنسان من نطفة ، أمشاج ، نبتليه ، فجعلناه سميعا بصيرا * انا هديناه السبيل ، اما شاكرا ، و اما كفورا ) ..

قلنا ان النطفة الأمشاج ، تعنى الماء المخلوط بالطين ، ذلك عند ظهور الحياة بالمعنى الذى نعرفه ، و لا تزال الحياة فى القاعدة تستمد من هذا المصدر .. ثم أخذت الحياة تلد الحياة بطريقة أو باخرى، و ذلك فى مراحلها الدنيا، قبل ان تتطور و تتعقد، و تبرز الوظائف المختلفة للأعضاء، و للأنواع ..

و قبل ان تبرز الأنثى بشكل مستقل عن الذكر .. ثم عندما ارتقت الحياة، و توظفت الوظائف .. أصبحت الحياة تجئ من التقاء الذكر بالأنثى، و أصبحت النطفة الأمشاج تعنى ماء الفحل المختلط ببويضة الأنثى .. و السر كل السر فى عبارة " نبتليه" ، لأنها تشير إلى صهر العناصر فى الفترة التى سبقت ظهور المادة العضوية ، و تشير إلى صراع الحى مع بيئته الطبيعية .. قلنا ان ان " سميعا بصيرا " تعنى بروز الحواس فى الحى ، الواحدة تلو الأخرى ..

و نحن لطول ما ألفنا الحواس ، نتورط فى خطا تلقائي ، إذ نظن ان الأحياء قد خلقت و حواسها الخمس مكتملة .. و الحق غير ذلك .. إذ ان أدنى درجات الحياة ان يشعر الحى بوجوده .. و ليس فيما دون هذا الشعور حياة .. و يوجب هذا الشعور بالوجود إحساس الحى بالحر ، و بالبرد ، وبالألم .. و جاء من هذا الإحساس الحركة من الحر المضر ، و البرد المضر ، و من كل الم ، و إلى كل لذة ممكنة .. و بوحي من الفرار من الألم ، و السعى فى تحصيل اللذة ، جاءت القدرة على تحصيل الغذاء و الالتذاذ به ، و القدرة على التناسل و الالتذاذ به ... فى البدء كان اللمس بالجسم كله - بالجلد - ثم لما توظف الجلد فى الوقاية ، خصصت بعض الأجزاء للمس .. ثم ارتقت وظيفة الحس لما احتاج الحى للمس ، و الخطر على البعد ، فامتدت هذه الوظيفة امتدادا لطيفا ، فكان السمع ، ثم كان النظر ، ثم كان الذوق ، ثم كان الشم .. و ليس هذا ترتيب ظهور للحواس ، ولا هو ترتيب اكتمال .. فان بعض الأحياء ، يحتاج لحاسة معينة أكثر من احتياجه للاخريات ، فتقوى هذه على حساب أولئك ، مع وجود الأخريات بصوره من الصور ..

اما بروز لطيفة اللطائف - العقل - فتحكيها الآية ( انا هديناه السبيل اما شاكرا و اما كفورا ) .. " اما شاكرا و اما كفورا " تعنى انا هديناه إلى الشكر عن طريق الكفر ، أو قل إلى الصواب عن طريق الخطأ ..

و اليه أيضاً الإشارة بقوله تعالى ( الم نجعل له عينين؟ * و لسانا و شفتين ؟ * و هديناه النجدين ؟ ) .. قوله " الم نجعل له عينين" إشارة إلى الحواس جميعها " و لسانا و شفتين " إشارة إلى العقل ، فانه هنا لم يعنى باللسان مجرد الشريحة المقدودة من اللحم ، و التى يشارك الإنسان فيها الحيوان .. و إنما أشار باللسان إلى النطق باللغة ، و لذلك ذكر الشفتين لمكانهما من تكوين الأصوات المعقدة ، المختلفة، التى تقتضيها اللغة .. و اللغة ترجمان العقل و دليله ..

ثم قال " و هديناه النجدين " .. اصل النجد ما ارتفع من الأرض .. و " النجدين" الطريقين .. طريق الخطأ و طريق الصواب .. و لقد هدى الله الإنسان الطريقين .. فهو يعمل ، فيخطئ ، فيتعلم من خطئه ، و حين هدى الله الإنسان النجدين ، لم يهد الملائكة إلا نجدا واحدا ، و هو أيضاً لم يهد الشياطين إلا نجدا واحدا .. ذلك انه تبارك و تعالى ، خلق شهوة بغير عقل ، و ركبها فى الشياطين ، و من قبلهم إلى أعلى الحيوانات ، ما خلا الإنسان ، فهم يخطئون و لا يصيبون ..

و خلق عقولا بلا شهوة ، و ركبها فى الملائكة ، فهم يصيبون و لا يخطئون .. ثم جعل الإنسان برزخا تلتقى عنده النشاتان ، النشأة السفلية ، و النشأة العلوية ، فركب فيه الشهوة ، و ركب فيه العقل ، و أمره ان يسوس شهوته بعقله .. فهو فى صراع لا يهدأ بين دواعي الشر و دواعي الخير .. بين موحيات الخطأ و موجبات الصواب ..

و لمكان عزة هذه النشأة قال نبينا عليه افضل الصلاة و أتم التسليم "" ان لم تخطئوا و تستغفروا ، فسيأت الله بقوم ، يخطئون ، و يستغفرون ، فيغفر لهم "".... و عزة هذه النشأة ، فى مكان الحرية فيها .. لان حق الخطأ هو حق حرية ان تعمل ، و تخطئ ، و تتعلم من خطئك كيف تحسن التصرف فى ممارسة حريتك .. و الحرية هى روح الحياة .. فحياة بلا حرية أنما هى جسد بلا روح .. و يكفى ان نقول ان الحرية هى الفيصل بين حياة الحيوان و حياة الإنسان ...

يتبع

قديم 04-21-2013, 06:46 AM
المشاركة 29
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ان ظهور ادم النبى .. ادم الخليفة ، لم يؤرخ ظهور العقل البشرى ، و إنما يؤرخ مرحلة من مراحل سير العقل البشرى إلى النضج ..

و لقد ظهر العقل البشرى قبل ادم بزمن طويل .. و العقل البشرى هو الروح الالهى الذى نفخه الله فى البنية البشرية ، فأصبحت بفضله ، مشدودة إلى الله ، بعد ان كانت قبلا مشدودة إلى الأرض بحكم الجبلة .

. و عن نفخ الروح الالهى فى البشر قال تعالى ( و إذ قال ربك للملائكة أنى خالق بشرا ، من صلصال من حما مسنون * فإذا سويته ، و نفخت فيه من روحى ، فقعوا له ساجدين ) .. ان اهم العبارات التى حوتها هاتان الآيتان الكريمتان عبارة " فإذا سويته" ، فإنها تشير إلى استعداد المكان لنفخ الروح الالهى فيه ، و هذا الاستعداد قد استغرق زمنا هو من الطول بحيث يخطئه التصور .. يكفى ان نستحضر فى عقولنا ان الله سبحانه و تعالى ، سماه " حينا من الدهر" ..

ان استعداد الإنسان لنفخ الروح الالهى ، استغرق المرحلة الأولى من مراحل النشأة ، و استغرق المرحلة الثانية ، و استغرق من المرحلة الثالثة طورا كبيرا .. و لم يكن نفخ الروح الالهى فى ادم الخليفة وحده ، و إنما هو سارى فى جميع ذرارى الوجود مسرى الأرواح فى الأجساد .. لكنه فى الإنسان زاد فى المقدار ، و فى ادم الخليفة اطرد ازدياده أكثر من ذى قبل ، حتى رفعه إلى درجة النبوة و الخلافة و حفظه فيهما ..

و نفخ هذا الروح فى الإنسان ، قبل ادم أبى البشر ، كان من قبيل اعداد المكان ، فى ادم ، لنفخ الروح الذى به النبوة ، و الخلافة .. و عند نفخ الروح الالهى فى الإنسان السابق لآدم ، وقع تمييزه على الحيوان ، و وقع عليه بذلك تكليف العبادة ، فى مستوياتها البسيطة ، و كانت من ثم بداية الدين .. و لم يكن لهذا الدين رسل غير بدائه العقول .. و كان وثنيا ، تعدديا ، و لكنه كان بداية الدين ..

و لما جاء عهد الرسل الذى انفرع بظهور ادم أبى البشر ، لم تكن الحكمة من وراء إرسال الرسل ان يخبروا الناس بان لهم خالقا ! ، فان ذلك قد سبقتهم اليه رسل العقول ، و إنما كانت الحكمة من إرسالهم تعليم الناس طريقة معرفة خالقهم ..

و فى مرحلة التطور العضوى الصرف " المرحلة الثانية و هى فى مقابل التطور اللاعضوى فى المرحلة الأولى " اعد الله الإنسان اعدادا خاصا .. فهو لم يجعله قويا ، قوة جسدية تغنيه عن الحيلة فى حل المشاكل التى تعترضه ، فى البيئة التى أوجده فيها .. و لم يجعله رخوا ، خائرا ، لا يقوى على النهوض فى وجه التحدى المعقول ، إنما جعله وسطا ، ذا قوة لا تغنى عن اصطناع الحيلة ، و لا تعجز عن تنفيذ خطة الحيلة ، فى كثير من الأوقات !! ..

و من هذا الوزن الحكيم برز العقل ، و اصبح الإنسان يحتال بعقله ، و ينفذ بعضله ، و قوة تركيبه البدني .. و بهذه الممارسة دخلت مرحلة التطور العضوى - العقلى فى المسرح " المرحلة الثالثة و هى التى نعيشها الآن و نرجو ان نكون فى أخريات أيامها"!!.

و لما كان الإنسان الأول قد وجد نفسه ، فى البيئة الطبيعية التى خلقه الله فيها ، محاطا بالعداوات من جميع أقطاره ، و لما كان الله قد سواه وسطا ، فلا هو بالقوى الذى يستغنى بقوة عضلاته عن استعمال حيلته ، فى حل مشاكله ، و لا هو بالضعيف ، الخائر ، الذى لا ينهض لاى مستوى من مستويات تحدى الأعداء ، فانه قد سار فى طريق " الفكر و العمل " ، من اجل الاحتفاظ بحياته ، و قد هداه الله بعقله و بقلبه ، إلى تقسيم القوى التى تحيط به .. إلى أصدقاء و إلى أعداء .. ثم قسم الأعداء إلى أعداء يطيقهم ، و تنالهم قدرته .. و إلى أعداء يفوقون طوقه ، و يعجزون قدرته .. و كذلك قسم الأصدقاء إلى أصدقاء يبادلهم ودا بود ، و خدمة بخدمة .. و إلى أصدقاء يغمرونه بالطاف النعم ، و يغدقون عليه أصناف البر ، و هو عاجز عن مكافأتهم على صنيعهم ، لأنهم أقوياء و هو ضعيف ..

و لقد هدته هذه النظرة طريقة فى الحياة .. فأما الأعداء الذين يطيقهم و تنالهم قدرته ، مثل الحيوان المفترس ، و الإنسان العدو ، فقد عمد فى أمرهم إلى المنازلة ، و المصاولة ، و المراوغة ، فاتخذ من اجل ذلك الآلة ، يمد بها قوته ، و يعوض بها عن الأنياب و المخالب ، التى لم تعد من طبيعة تكوينه ، كما لجأ إلى الحيلة ، فاتخذ المساكن فوق الأشجار ، و فى الكهوف ..

و من محاولته فى هذا الاتجاه ، نشا العلم التجريبي الذى وصل فى القرن العشرين إلى فلق الذرة .. وأما الأصدقاء الذين استطاع ان يبادلهم نفعا بنفع ، فقد هدته صداقتهم إلى العيش معهم فى جماعات أكبر من تلك التى يعيش فيها الحيوان ، مما ساق إلى التفكير فى رعاية مصالح الآخرين ..

و بدا بهذا الاتجاه ، نظام المجتمع ، و تادى ذلك إلى نشأة العرف ، و العادة ، و التقليد ، التى هى مقدمات القوانين و التشاريع .. و اما الأصدقاء الكبار و الأعداء الكبار ، فقد هدته حيلته إلى التزلف اليهم ، بتقريب القرابين ، و بإظهار الخضوع ، بالتمليق .. فأما الأصدقاء فبدافع من الرجاء ، و اما الأعداء فبدافع من الخوف .. و بدأت من يومئذ مراسيم العبادة ، و نشا الدين ..

لعمرى ليس الأمر بهذا اليسر ، و لكن هذه مجرد العبارة ، و هى موجزة اشد الإيجاز ، و هى من اجل ذلك ، و لغير ذلك أيضاً ، عبارة جانبية ، و معممة ، و مخلة بالصورة ، و عذرنا انا لا نملك فى المقام الحاضر خيرا منها ..

يتبع

قديم 04-22-2013, 01:27 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذ احمد ابراهيم انا في المتابعة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اصل الانواع..هل اصل الانسان قرد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الانسان حيوان ..........!! ناريمان الشريف منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 16 11-18-2019 08:45 PM
الانسان خالد فهد منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 4 10-22-2019 10:58 PM
هل انتصر الانسان؟ نبيل عودة منبر القصص والروايات والمسرح . 0 12-12-2016 08:36 PM
من هو الانسان حكمت خولي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 04-15-2016 12:14 PM

الساعة الآن 05:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.