قديم 11-22-2015, 01:20 PM
المشاركة 501
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان دعونا نتعرف على سر "الروعة" في هذه الرواية التي تعتبر من بين أروع 100 رواية عالمية- 26 - الطريقة التي نحيا بها الآن،للمؤلف أنتوني ترولوب.


The Way We Live Now is a scathing satiricalnovel published in London in 1875 by Anthony Trollope, after a popular serialisation.

- رواية ساخره نشرت في لندن عام 1875 وهي هجوم ونقد على الفساد في المراحل الأخيرة من العهد الفيكتوري في بريطانيا

In 1872 novelist Anthony Trollope returned to England from abroad and was appalled by the greed loose in the land. His scolding rebuke was his longest and arguably best novel, regarded by many of Trollope's contemporaries as his finest work.
Containing over a hundred chapters The Way We Live Now is particularly rich in sub-plot.
- الرواية غنية بالحبكات الثانوية sub plots.

It was inspired by the financial scandals of the early 1870s, and lashes at the pervading dishonesty of the age, commercial, political, moral, and intellectual.
- كتبت هذه الرواية من وحي الفضائح المالية في مطلع سنوات 1870 وهي تسخر من الخداع التجاري والسياسي والاخلاقي والفكري الذي اتصف به العصر.
It is one of the last significant Victorian novels to have been published in monthly parts.


قديم 11-22-2015, 02:00 PM
المشاركة 502
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...الطريقة التي نحيا بها الآن،للمؤلف أنتوني ترولوب
- كما جنح ترولوب في رواياته إلى الدراسات النفسية كما في روايته المسلسلة «السير
هاري هوتسبر همبلثويت» (1870-1871) ورواية «طمس الحقيقة» Arabic"'>(1882)

- تظهر أهمية التصوير الاجتماعي الذي قدمه ترولوب

- في أعماله في دراسة الحقبة الفكتورية وخاصة في الخمسينات والستينات من القرن
التاسع عشر، فمعظم رواياته تصور مختلف النواحي الاجتماعية في عصره، وقد ازداد
اهتمام النقاد به منذ نحو عام 1920 وعد من أعظم روائيي عصره، وما سبقه إلا تشارلز

- حبكات رواياته بأنها غير معقدة ومناسبة لشخصياته التي كانت تتمتع بالذكاء كما كانت
على قدر كاف من الفردية،

- وقد اتسمت بعض أعماله الأخيرة بسخرية لاذعة مثل رواية «الماس يوستس» وكما نعيش الآن وعائلة السير سكاربوره»

قديم 11-22-2015, 02:11 PM
المشاركة 503
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ... الحياة التي نحيا او "كما نعيش الان"...

أنتوني ترولوب – الفترة المحددة (1882)

- كتب أنتوني ترولوب حوالي 47 رواية وهذه الرواية نشرت في السنة الأخيرة لحياة ترولوب الرواية تتحدث عن جمهورية جزيرة خيالية في عام 1980 تقع بالقرب من نيوزيلاندا، يكون فيها جون نفربيند (John Neverbend) هو رئيس الجزيرة ويرغب في تشريع قانون القتل الرحيم وعندما يصبح أي مواطن في سن ال 67 يحكم عليهم بالموت كحل جذري لمشكلة المسنين. ومن المثير للاهتمام أن الكاتب ترولوب هو نفسه عندما صدرت الرواية قد بلغ من العمر 67.

ولد ترولوب في لندن، وقد وصف طفولته التعيسة في سيرته الذاتية. كانت أسرته فقيرة. وكثيراً ما انقطع عن مواصلة تعليمه لقلة المال. وكانت والدته فرانسيس ترولوب كاتبة أيضًا، وقد كتبت عن عادات الأمريكيين العائلية (1832م) بعد زيارتها للولايات المتحدة. كانت مبيعات الكتاب جيدة، ولكنها لم تغط مصروفات العائلة. انتقلت عائلة ترولوب إلى بريوجس في بلجيكا هربًا من الدائنين، ولقد تذكر ترولوب طوال حياته تلك الفترة الأولى من الإذلال.
عاد ترولوب إلى لندن عام 1834م، وعمل كاتبًا في مكتب بريد لسنوات طويلة، ولقد صمم صناديق البريد ذات الأعمدة الحمراء التي لاتزال مستخدمة في المملكة المتحدة. كانت سنواته الأخيرة سعيدة. وقد تُوفي في لندن نتيجة لأزمة قلبية يقال إنه أصيب بها من شدة الضحك.



قديم 11-25-2015, 03:34 PM
المشاركة 504
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...كما نيعش الان انتوني ترولوب

- تظهر أهمية التصوير الاجتماعي الذي قدمه ترولوب في أعماله في دراسة الحقبة الفكتورية وخاصة في الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر، فمعظم رواياته تصور مختلف النواحي الاجتماعية في عصره، وقد ازداد اهتمام النقاد به منذ نحو عام 1920 وعد من أعظم روائيي عصره، وما سبقه إلا تشارلز ديكنز وثاكري وجورج إليوت وتتصف حبكات رواياته بأنها غير معقدة ومناسبة لشخصياته التي كانت تتمتع بالذكاء كما كانت على قدر كاف من الفردية، وقد اتسمت بعض أعماله الأخيرة بسخرية لاذعة مثل رواية «الماس يوستس» و«كما نعيش الآن» و«عائلة السير سكاربوره» (1883) .‏

قديم 11-25-2015, 03:53 PM
المشاركة 505
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية : 27 ـآنا كارنينا، للمؤلف ليوتولستوي.


- أنّا كارنينا (بالروسي:АннаКаренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات.

- وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

- فمن أعجب بها قد أعجب لأنه رأى فيها عصارة فن تولستوي وخاتمة أعماله الكبرى، ومن انتقدها فحمل عليها قد حمل لأنه رأى فيها خللاً فنياً، ورأى أحداثاً ثانوية كبيرة تواكب الحدث الرئيسي وتكاد تطغى عليها.

- تطفو على سطح الحدث في الرواية نماذج بشرية متنوعة، معظمها مريض مرض الطبقية، مرض النبل، مرض الإرث الثقيل، والنماذج البشرية، هذه هي غالباً نماذج مهتزة غير سوية، تتفاعل في داخلها صراعات كثيرة، أبرزها ما بين القلب والعقل أو بين الحب والواجب، وما بين القشور واللباب، وما بين تخلف الإكليروس وحركة التنوير في أوساط المثقفين الروس.

- والفريد في كتابات تولستوي هو أنك كقارئ لن تتأثر بكتابة تولستوي المحايدة تماماً في رأيه بكل شخصية، إنما يترك الكاتب لك المجال لتحدد رأيك وموقفك وذلك إثارة للنقاش بين كل من يقرأ الرواية.

- فـ (أنّا كارنينا) ليست ككل الروايات، حيث في الغالب يتأثر القارئ برأي المؤلف بالشخصية على عكس كتابات ليون تولستوي.

- كما أن عقلية تولستوي العقلانية أدركت أنه لا توجد أي شخصية لا تنطق إلا بالخير ، وأخرى تسخر الشر في كل ما تفعله في الرواية، إنما آمن تولستوي أن لكل شخص قلباً وعقلاً ومصلحة عليا؛ فلا أحد يقوم بأمر ما إلا وله مبرره الخاص الذي قد يكون، وقد لا يكون مطابقاً للمُثُل العليا التي يسعى الروائييون عادة إلى تعزيزها في المجتمعات، حيث كل من في الرواية مثير للشفقة وكلهم أنانيون، وكلهم كان لهم المبرر المقنع والمنطقي لما قام به.

- كما أن تولستوي وكروائي لم يعتد في كتاباته عن الابتعاد عن أهمية التمسك بالتعاليم الدينية كمَخرج هو الأفضل، لكل ما يواجهه الفرد من أحداث، فربما يكون ذلك نتيجة إيمانه بأن الحكمة الإلهية والتعاليم الدينية تعلو على كل الحلول والحكمة الإنسانية الوضعية، وهذا ما يلمسه القارئ في الرواية.

- تعد هذه الرواية من أكثر الروايات إثارة للجدل حتى اليوم، ولأن تولستوي يناقش فيها إحدى أهم القضايا الاجتماعية التي واجهت كافة المجتمعات الإنسانية، خاصة الأوروبية بُعَيْدَ الثورة الصناعية، وما نتج عنها من اهتمام بالمادة، وما ظهر من أمراض تتعلق بالمال لدى الطبقات الأرستقراطية آنذاك.

- رائعة تولستوي رواية تحكي قصة آنا الزوجة التي حكم عليها بعلاقة عاطفية أبعدتها عن ابنها الوحيد... ورمت بها في زوايا مجتمع حكم عليها بالازدراء والمهانة،

- روعة آنا كارنينا ليست من طبيعة الحكاية فهناك المئات من هذه القصص ولكن روعتها تنبع من براعة تولوستوي في التداخل مع الحدث في جريانه...

- فأحداث الرواية ساحة تتحرك في رحابها طبقة من النبلاء الروس الذين ودعوا نظام القنانة وانتقلوا من الإقطاع القديم إلى ارستقراطية جديدة.

- تطغو على سطح أحداث آنا كارنينا نماذج بشرية متنوعة معظمها مريض بمرض الطبقية، مرض النبل، مرض الإرث الثقيل، والنماذج البشرية هذه هي غالباً نماذج مهتزة غير سوية، تتفاعل في داخلها صراعات كثيرة، أبرزها ما بين القلب والعقل أو بين الحب والواجب، وما بين القديم والجديد، وما بين العبودية والعدالة والمساواة.

- وبعد كل ذلك آنا كارنينا هي عصارة جهد تولستوي وفيها الكثير من نفسه، ومن آرائه، وتجاربه الشخصية التي يجسدها غالباً البطل الريفي ليفين، ويجسد بعضها الكسيس كارنين، وهي إلى جانب ذلك لوحة نصور المجتمع الروسي في أدق مرحلة من مراحل تاريخية.

- والروائي ليوتولستوي أديب روسي من أبرز الشخصيات الأدبية في عصره وأكثرها تأثيراً في الأدب الروسي والأدب العالمي على حد السواء.

- في العام 1873 بدأ بكتابة آنا كارنينا وأنهاها في العام 1877 وما أكثر المسودات التي كتبها حتى تنامت الرواية آسرة وعميقة في جانبها الأخلاقي. ولأهمية هذه الرواية العالمية الخالدة فانها ترجمت إلى معظم لغات العالم

- تحكي هذه الرواية قصة "آنا كاريننا" المرأة الرائعة الجمال الساحرة، ذات العينان الرماديتان البراقتان، والأهداب المسبلة الكثة، والشفتان النضرتان، والشعر الأسود الفاحم، امرأة تفيض أنوثة ورقة، أوقعت فرونسكي في حبائل هواها فتخلى عن صحبة كاترين شقيقة داريا (كيتي). كانت محط إعجاب الجميع رجالاً ونساءً

- هي زوجة أليكسي كارنين الموظف السامي في الدولة (وزير)، وهو يكبرها بعشرين عاماً. أكسبها زواجها رفعة في المجتمع فصارت من كبريات سيدات المجتمع في بطرسبرج. لكنها لم تكن سعيدة في زواجها، فزوجها كهل ومشغول عنها دائماً بأعماله والإدارية وأهدافه الوظيفية. أنجبت منه صبياً هو سيرج عمره ثماني سنوات أحبته وتعلقت به كثيراً.

- وآنا امرأة معشوقة تعلّق بها فرونسكي وشغل بها عن غيرها من النساء "كيتي"، وهو على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيلها "وظيفته-علاقته بأمه..". وهو إلى ذلك عاشقة كانت تعاني خواءً روحياَ في حبها ملأه الضابط الفارس، فأصبحت زوجة لرجلين (أليكسي كارنين- وأليكسي فرونسكي) وأما لولد شرعي سيرج وطفلة زنا أنوشكا. لذلك وقعت في حيرة من أمرها فهي تريد الطلاق من أليكسي كارنين، ولكنها تريد الاحتفاظ بابنها سيرج في الوقت نفسه، وهذا أمر صعب المنال. إنها أمام سراب الحياة ولن يروي ظمأها قربها من أليكسي كارنين ولا تعلّقها بفرونسكي. وهي في صراع مع نفسها ومع المجتمع. فمجتمعها يرفض علاقتها بعشيقها ويعتبر ابنتها أنوشكا طفلة زنا ويعتبرها زانية. لذلك نبذها الآخرون وعاشت عزلة قاتلة. وحين تخلو إلى ذاتها تعيش صراعاً داخلياً بين آنا الصالحة التي تكبر في زوجها صفات السماح والأنبل فتطلب منه الصفح عنها عندما كانت في حمى النفاس، وتذكر نفسها فهي الزوجة الشرعية أم سيرج لا أنا التي عشقت فرونسكي! إنها تحتضر ولا تحتاج إلى شيء سوى الغفران. وعندما تشفي من مرضها تعود آنا الأخرى عشيقة فرونسكي التي لا تقوى على فراقه ولا على الاقتراب من زوجها أليكسي كارنين.

- وآنا أنثى حين تحب تريد أن تمتلك رجلها فتغار عليه، والغيرة الشديدة مرض قاتل. لقد أدركت هذه الدرجة من الغيرة فظنت أن فرونسكي تحول عنها إلى سواها ولم تعد أثيرة لديه، لذلك صارت يائسة ولا سبيل لها إلى الخلاص من ذلك إلا بالموت.

- كتبت "أنا كارنينا" بقلم إنسان استطاع أن يغوص إلى عمق القلب الإنساني البابض بالعاطفة والأحاسيس والمشاعر، واستطاع أن يفهم هذا القلب الإنساني بمقدرة غير عادية، كما أنه تمكن من استحضار الحياة بدفقها إلى كل ما كان يصفه ويسعى إلى رؤية الحقيقة العارية الكامنة فيه، وهذه الحقيقة التي كان ينشدها بصدق رائع كل من تولستوي الروائي وتولستوي الإنسان.

- "آنا كارنينا" كما قال دوستويفسكي "كمال"، فهو يرى أن مغزى هذه الرواية يشكل امتداداً لبصيرة تولستوي إلى الإنسانية في جريمتها وخطاياها.

- فتولستوي مهتم بالقيم الخالدة، ومن هنا فإن الظروف الاجتماعية والتاريخية والحالات النفسية التي مرّت خلالها الأحداث والأشخاص في الرواية تبقى أموراً ثانوية أمام الحقيقة الكبرى التي تسعى إلى الإفصاح عنها. .

قديم 11-27-2015, 08:04 PM
المشاركة 506
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....أنا كرينينا ....الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي


- كان ليو تولستوي روائي ومصلح اجتماعي وداعية سلامومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة تولستوي. أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.

- لقد أضمر الكاتب الروسي احتراماً خاصاً للأدب العربي، والثقافة العربية، والأدب الشعبي العربي. فعرف الحكايات العربية منذ طفولته. عرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحري". وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "علي بابا والأربعون حرامي"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، ولقد ذكر هاتين الحكايتين ضمن قائمة الحكايات، التي تركت في نفسه أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشرعاماً. وهناك دليل آخر على احترام ليف تولستوي للتراث العربي. فيذكر الكاتب، أنّه أمضى إحدى الليالي في غرفة جدته، وأصغى إلى حكايات المحدث الأعمى ليف ستيبا نفتش، الذي كان يعرف حكاياتٍ عربيةً كثيرةً، ومنها حكاية "قمر الزمان بن الملك شهرمان". كتب ف.ف.لازورسكي في مذكراته:"وحدثنا ليف نيكولايفتش حكايةً عربيةً، من "ألف ليلة وليلة"، حيث تحول الساحرة الأمير إلى فرسٍ، إنّه يحبّ كثيراً الحكايات العربية، ويقدرّها تقديراً عالياً.ويقول: يجب معرفتها منذ الطفولة... ويرى تولستوي إنّها نافعة أكثر من مقالة "ما هي الليبرالية"، التي نشرت في مجلة "النقد الأدبي"(162،ص 460).

- عتب ليف تولستوي على خ.د. التشيفسكيا، لأنّها لم تضمّن قائمة الكتب المقترحة للقراءة الشعبية الحكايات العربية فكتب لها، "لماذا لم تقترحي الحكايات العربية؟ إنّ الشعب يرغب قراءتها! هذا تقصير من جانبك، استلم تولستوي، في السنة الأخيرة من عمره، طبعةً فرنسيةً جديدةً "لألف ليلة وليلة"، وقرأها من جديدٍ بكلّ سرورٍ.

- تعود علاقة تولستوي الأولى بالأدب الشعبي العربي إلى عام 1882، فلقد نشر في ملحق مجلته التربوية (يا سنايا بوليانا)، بعض الحكايات العربية الشعبية، منها حكاية "علي بابا والأربعين حرامي". ويظهر تأثر ليو تولستوي بألف ليلة وليلة في روايته لحن كريستر. أيضا يذكر انة تراسل مع الامام محمد عبده ولاكن توفى لاثنان ولم يكملواتحاورهم بعد رسالتين فقط.

- كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب بداخلك) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتماغاندي ومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

- في أيلول من عام 1844، قبل ليف تولستوي طالباً في جامعة كازان-كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركيّة والعربيّة، ولقد اختار ليف تولستوي هذا الاختصاص لسببين: الأول لأنّه أراد أن يصبح دبلوماسياً في الشرق العربي، والثاني، لأنّه مهتم بآداب شعوب الشرق ولكن طريقة التدريس لم تعجبه فهجرها إلى الأعمال الحرة عام 1847م. وبدأ بتثقيف نفسه، وشرع في الكتابة. في تلك المرحلة الأولى من حياته كتب ثلاثة كتب وهي (الطفولة) 1852م؛ (الصبا) 1854م؛ (الشباب) 1857م.

- سئم حياته تلك فالتحق بالجيش الذي كان في حرب في القفقاس وشارك في بعض المعارك ضد جيش المريدين بقيادة الإمام شامل.لكنه أحب القفقاس وأثرت فيه حياة شعوب القفقاس وكتب عن تجاربه تلك موضوعات نُشرت في الصحف، وألَّف عنها كتابه (الكوزاك) 1863م الذي يحتوي على عدة قصص

- وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية سافر إلى أوروبا الغربية وأعجب بطرق التدريس هناك. ولما عاد لمسقط رأسه بدأ في تطبيق النظريات التربوية التقدمية التي عرفها، وذلك بأن فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين. وأنشأ مجلة تربوية تدعى ياسنايا بوليانا شرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.

- ويُعد كتاب (الحرب والسلام) 1869م من أشهر أعمال تولستوي، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م.

- ومن أشهر كتبه أيضًا (أنا كارنينا) الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا.

- ومن كتب تولستوي أيضًا كتاب (ما الفن؟). وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس.

- وقد تعمق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما. ولم تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي انتشرت في سرعة كبيرة، فكفرته وأبعدته عنهاواعلنت حرمانه من رعايتها.

- وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلته الثرية المترفة.

- وهو كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب " مملكة الرب بداخلك " وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتما غانديومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

- وفي أواخر حياته عاد تولستوي لكتابة القصص الخيالية فكتب (موت إيفان إيلييتش) 1886م، كما كتب بعض الأعمال المسرحية مثل (قوة الظلام) 1888م. وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت (البعث) وهي قصة كتبها 1899م وتليها في الشهرة قصة (الشيطان) 1889م؛ كريوتزسوناتا1891م؛ (الحاج مراد) التي نُشرت بعد وفاته والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. ومدى حبه ومعرفته بالقفقاس

- وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.

- وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت "البعث" وهي قصة كتبها وتليها في الشهرة قصة "الشيطان"ورواية " الميت الحي" ومسرحية " سلطان الظلام" وروايات "كريتسيروفا سوناتا"، و"الحاج مراد" و" وفاة ايفان ايليتش" وقصة " الاب سيرغي" والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية.

- وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.

- يسأل تولستوى ويفكر في مسألة الموت : لماذا نموت ؟ ولماذا نخاف الموت؟ وله قصة باسم " ثلاث موتات " يقارن فيها بين موت سيدة ثرية وموت فلاح بسيط وموت شجرة، يخلص منها أنه كلما زاد وعينا انفصلنا عن الطبيعة والمجموعة البشرية ونحن نتألم لهذا الوعى وهذا الانفصال عند الموت.

- آمن تولستوي بالوصايا العشر لكنه رفض أي تنظيم أو منظمة دينية وبالتأكيد رفض الكنيسة. طُرِد من الكنيسة عام 1901. كان تولستوي يدعو الجميع إلى العيش حياة الفلاحين من دون عنف.

- وقال انه يجب أن نحيا حياتنا بأقصى وأعمق ما نستطيع وأن نجعل الدنيا نعيما لأبناء البشر ونتحمل وحدنا المسئولية بدلا من القاءها على قوات غيبية.

- تزوج تولستوي من صوفي بيرز التي أثبتت أنها خير الزوجات وأفضل رفاق الحياة بالرغم من أنها تصغره بستة عشر عاما. خلفا 13 طفلا مات خمسة منهم في الصغر. كان زواجه ملاذه لهدوء البال والطمأنينة، لأنه كان يعيده إلى واقع الحياة هربا من دوامة أفكاره. صوفي كانت خير عون له في كتابته، فقد نسخت مخطوط روايته الحرب والسلام 7 مرات حتى كانت النسخة الأخيرة والتي تم نشرها.

- يقول الباحث قصي الخطيب واصفا تولستري: تعمّق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا إلى السلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتّى صورهما، ولم تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي انتشرت بسرعة، فكفّرته وأبعدته عنها.وأُعجِب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء، تاركا عائلته الثرية المترفة.

- فقد كان السؤال الذي يؤرقه باستمرار:ما الهدف من حياة الإنسان ؟وطفق يبحث في طباع البشر، فوجد أن كل شيء في الكون ينمو ويتطوّر ويسعى إلى تحقيق غاية كلية، قد لا تدركها العقول إلاّ بعد حين، واستنتج أن الهدف من الحياة، إذن هو ((العمل الدؤوب لتوفير كل المؤهلات التي تتيح لهذا التطور الشامل أن يُحقّق غايته)).

- وأيقن أن ذلك لا يمكن أن يتم إلاّ بالجدّية المطلقة والنظام الصارم، حيث قال في رسالة إلى أحد أصدقائه على المرء إذا أراد أن يعيش بشرف وكرامة أن يتمتّع بقوة، وأن يُصارع كل المثبطات، فإذا أخطأ بدأ من جديد، وكلّما خسر عاود الكفاح من جديد، موقِناً أن الخلود إلى الراحة إنما هو دناءة روحية وسقوط).

- وكان يكبت نفسه يشدّة إذا أحسّ منها تهاوناً أو تراجعاً.

- قال في مذكراته، وهو في العشرين من عمره لم أفعل شيئاً، كم يعذّبني ويرعبني إدراكي كسلي.إن الحياة مع الندم محض عذاب، سأقتل نفسي إذا مرّت عليّ ثلاثة أيام أخرى من دون أن أقوم بفعل شيء ينفع الناس).

- وكبر الفتى وكبرت معه آلامه، لقد انتقلت إليه ملكية أراض شاسعة وفيرة الإنتاج، وكان ينظر إلى الفلاحين يكدحون في أرضه كي يزداد ثراء،أما هم فلا ينالون ما يسد الرمق ويبقيهم أرقاء، وينظر إلى المرأة الريفية(تولد وتموت من دون أن ترى شيئاً أو تسمع شيئاً).ورويداً..رويداً،

- راح ينسحب من حياة أسرته، وحياة أمثاله من ذوي الثراء.ولِمَ لا يفعل وهو يرى في كل يوم، عندما يخرج من بيته جمهرة من المتسولين بملابسهم الرّثّة، يمدّون إليه أيديهم، فلا يُبالي بهم، بل يمتطي صهوة حصانه، وينطلق مسرعاً كأنه لم يرَ شيئاً، ويخاطب نفسه إن أي فلاح بسيط من العبيد الذين يعملون في أرضك يستطيع أن يصرخ في وجهك.إنك تقول شيئاً وتقول نقيضه.فكيف تطيق ذلك؟).

- وأخذ ينشر المقالات داعياً إلى المساواة بين الناس ،وبلغ عدد ما كتب عشرة آلاف رسالة، حتى لُقّب(محامي مئة مليون من الفلاحين الروس)،وسمّاه الأميركيون(المواطن العالمي)،وامتلأت زوجته رعباً من أن تجرفه أفكاره المثالية بعيداً، فيوزع ممتلكاته على العاملين فيها ،فقالت له مهددة يبدو أن حياتنا تسير إلى قطيعة مؤكدة.ليكن..فأنا وأنت على تنافر دائم منذ التقينا...أتريد أن تقتلني وتقتل أولادك بمقالاتك هذه؟ لن أسمح لك بذلك).ولم يكن تولستوي راغباً في أن تصل الأمور إلى هذا الحد.

- أنّا كارنينا أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات.

- وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام. فمن أعجب بها قد أعجب لأنه رأى فيها عصارة فن تولستوي وخاتمة أعماله الكبرى، ومن انتقدها فحمل عليها قد حمل لأنه رأى فيها خللاً فنياً، ورأى أحداثاً ثانوية كبيرة تواكب الحدث الرئيسي وتكاد تطغى عليها.

-أحداث القصة:- امراه جميله تزوجت رجل يكبرها بعشرين عاما..تعيش حياة ممله روتينية..تقابل فرونسكي الظابط الوسيم تحبه.. فينبذها المجتمع وتذهب للعيش في منزل بعيد وتحرم من ابنها..تحاول أن تتحدي الاقدار فتحطمها الاقدار... وينتهي بها الحال الي ان ترمي بنفسها تحت عجلات القطار..

- والجميل في كتابات تولستوي هو أنك كقارئ لن تتأثر بكتابة تولستوي المحايدة تماماً في رأيه بكل شخصية، إنما يترك الكاتب لك المجال لتحدد رأيك وموقفك وذلك إثارة للنقاش بين كل من يقرأ الرواية. فـ (أنّا كارنينا) ليست ككل الروايات، حيث في الغالب يتأثر القارئ برأي المؤلف بالشخصية على عكس كتابات ليون تولستوي.
كما أن عقلية تولستوي العقلانية أدركت أنه لا توجد أي شخصية لا تنطق إلا بالخير، وأخرى تسخر الشر في كل ما تفعله في الرواية، إنما آمن تولستوي أن لكل شخص قلباً وعقلاً ومصلحة عليا؛ فلا أحد يقوم بأمر ما إلا وله مبرره الخاص الذي قد يكون، وقد لا يكون مطابقاً للمُثُل العليا التي يسعى الروائييون عادة إلى تعزيزها في المجتمعات، حيث كل من في الرواية مثير للشفقة وكلهم أنانيون، وكلهم كان لهم المبرر المقنع والمنطقي لما قام به.

- تولستوي وكروائي لم يعتد في كتاباته عن الابتعاد عن أهمية التمسك بالتعاليم الدينية كمَخرج هو الأفضل، لكل ما يواجهه الفرد من أحداث، فربما يكون ذلك نتيجة إيمانه بأن الحكمة الإلهية والتعاليم الدينية تعلو على كل الحلول والحكمة الإنسانية الوضعية، وهذا ما يلمسه القارئ في الرواية.

- أنا كريمونا هي الرواية الأكثر إثارة للجدل ويناقش فيها تولستوي أهم القضايا الاجتماعية التي واجهت كافة المجتمعات خاصة الأوروبية بُعَيْدَ الثورة الصناعية.

قديم 11-29-2015, 12:44 PM
المشاركة 507
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في الرواية: 28 ـ دانييل بيروندا، للمؤلف جورج إليوت.

- ماري آن إيفانس - Mary Ann (Marian) Evans هي روائية أنجليزية ولدت في (22 نوفمبر1819) وتوفيت في (22 ديسمبر1880) وهي أكثر شهرة ً باسمها القلمي جورج إليوت رواياتها التي تحصل معظم أحداثها في إنجلترا معروفة بواقعيتها والبعد النفسي فيها.

- وقد اختارت اسماً قلمياً ذكورياً لأنه بحسب رأيها أرادت ان تكون واثقة من أن تأخذ أعمالها محمل الجد وكي لا يعتربها أحد كاتبة رومنسية لمجرد أنها امرأة، رغم أن العديد من النساء كُن مؤلفات في ذلك الوقت في أوروبا ويُعتقد أيضاً انها غيرت اسمها لتبتعد عن عالم الشهرة كي لا يتطرق أحد إلى علاقتها مع الفيلسوف (جورج هنري لويس) الذي كان متزوجاً في ذلك الوقت.

- ماري آن إيفانس هي الابنة الثالثة لروبرت إيفانس وكرستينا إيفانس ولها أخ وأخت من زواج سابق لأبيها.

- أبدت في طفولتها ذكاءاً واضحاً ونظراً لأهمية موقع والدها في المدينة سُمح لها بالدخول إلى مكتبة المدينة مما طور قدرتها إلى حد بعيد وكان من الواضح فيما بعد مدى تأثرها بالكتابات اليونانية كما كان تأثرها بالديانة كبير جداً حيث تلقت بعض تعليمها من المدرسة المعمدانية.

- في عام 1836 توفيت أمها فأخذت ماري آن على عاتقها مهمت رعاية البيت لكنها أكملت تعليمها من خلال معلم خاص في البيت وعندما كانت في الواحدة والعشرين من عمرها تزوج أخيها وأخذ البيت له فانتقلت هي ووالدها للعيش في مكان آخر حيث تعرفت على تشارلز براي وتعرفت في منزله على العديد من الشخصيات اللبرالية وتأثرت بهم لكن هذا لم يبعدها عن تعلقها بالدين حيث أن أول عمل أدبي لها كان ترجمة لكتاب دايفد شتراوس (حياة السيد المسيح) 1846.

- قبل وفاة والدها سافرت إلى سويسرا وبعد عودتها انتقلت لتعيش في لندن وكانت مصممة في ذلك الوقت على ان تكون كاتبة وهناك عاشت في منزل الناشر جون تشابمان الذي كان يملك صحيفة عملت هي فيها كمحررة في العام 1858 لمدة ثلاث سنوات لكن كل كتاباتها كان تنشر باسم تشابمان.

- في العام 1851 قابلت الفيلسوف (جورج هنري لويس) الذي كان متزوجاً في ذلك الوقت وفي العام 1854 قررا أن يعيشا معاً بالرغم من ذلك وسافرا معاً إلى برلين وبعد عودتهما عاشا في لندن لكن بعيداً عن مجتمع الكتاب وفي ذلك الوقت قررت هي أن تتخذ الاسم جورج إليوت ونشرت أول رواية كاملة لها بهذا الاسم في العام 1859 بعنوان Adam Bede وحققت تلك الرواية نجاحاً مباشر وفوري لكن تلك الرواية اطلقت العديد من التكهنات حول هذا الكاتب الجديد لكن في النهاية وبعد فترة اعترفت ماري آن بأنها هي جورج إليوت فكان لذلك الخبر تأثير قوي على قرائها الذين صدموا بمعرفة تفاصيل حياتها الشخصية.

- استمرت ماري آن بعد ذلك بالكتابة لمدة 15 عاماً وقد نشرت آخر رواية لها في العام 1873 بعنوان Daniel Deronda وبعد نشر تلك الرواية بعامين توفي (جورج هنري لويس).

- لكن ماري آن لم تتوقف عن توجيه الصدمات لقرائها حيث تعرفت بعد ذلك على رجل أمريكي أصغر منها بعشرين عاماً اسمه جون والتر كروس وتزوجته في عام 1880 فكانت تلك صدمة للجميع وتوفيت بعد ذلك بأشهر حين كان عمرها 61 عاماً.

قديم 12-09-2015, 12:58 PM
المشاركة 508
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...دانيال ديروندا

- نشرت رواية "دانيال fيروندا" لاول مرة في عام 1876 وهي آخر رواية لكاتبة الإنجليزية جورج اليوت.

- ضمت الرواية مزيجا من السخرية والتوعية الاخلاقية كما ابدت تعاطفا ملموسا مع القضية الصهيونية وافكار الكابالا مما اثار الجدل بين اوساط النقاد والروائيين انذاك.

- تم تصوير الرواية سينيمائيا ثلاث مرات: كانت الاولى من خلال فيلم صامت وعرضت مرتين كفيلم تلفيزيوني. وتحولت إلى عمل مسرحي عرض على مسرح Theatre Company بمدينة مانشستر خلال فترة الستينات من القرن العشرين.

- ملخص الرواية[عدل]تحتوي رواية "دانيال دروندا" على خطين رئيسيين للاحداث.

- تبدا القصة من منتصف الأحداث في اغسطس 1865 بلقاء دانييل دروندا و جونديلين هارلث في مدينة ليوبرون (الخيالية) في ألمانيا. ي

- جد دانييل نفسه منجذبا إلى غوندلين الجميلة على الرغم من عنداها وانانيتها. يشاهدها لاول مرة تلعب الوليت (نوع من العاب القمار) وقد خسرت الكثير من المال. تتلقى جوندلين في اليوم التالي رسالة من والدتها تطلبها العودة إلى انجلترا على الفور بعد الخسارة المالية الكبيرة لعائلتها. املا منها في الحصول على بعض المال، ترهن جونلدين قلادتها وتعود لتلعب الروليت من جديد. وعلى الرغم من خسارتها للمرة الثانية، فقد اعاد لها أحد الحراس قلادتها، والتي علمت فيما بعد ان دانييال دروندا هو الذي استردها. في هذه النقطة تتوقف القصة وتعود بالقارئ إلى الوراء لتحكي تاريخ دانيال دروندا و جونلدين هارلث كلا على حده.

- انتقلت جونلدين وعائلتها إلى منزل جديد بعد وفاة زوج والدتها في أكتوبر 1864. وهناك، قابلت السيد جراندكورت الذي تقدم لخطبتها بعد فترة وجيزة وقد كان رجلا غامضا قليل الكلام. اكتشفت غوندلين فيما بعد ان للسيد غراندكورت عشيقة وهي ليديا غلايشر والعديد من الأبناء فقررت الهروب عن انظاره إلى ألمانيا. من جهة اخرى، تربى دروندا في منزل الرجل الإنجليزي الثري السير هيوجو مالينجر. تعتبر علاقة ديروندا بالسير هيوجو معقدة إذ يشاع بانه ابنه غير الشرعي، حتى ان دروندا نفسه كان يظن ذلك. كان دروندا شابا ذكيا، عاطفيا، ومحبا للخير، لكنه لم يحدد هدفا واضحا لحياته. وكان ذلك سببا للخلاف الدائم بينه وبين السير هيوجو، فقد كان الاخر يطمع بان يشتغل دروندا بالسياسة. وفي أحد ايام يوليو 1864 بينما كان دروندا على ظهر قاربه في نهر التايمز، كانت الشابة اليهودية ميرا لابدوث على وشك اغراق نفسها ولكنه هم بانقاذها على الفور. حملها إلى منزل عائلة صديقه و اكتشف فيما بعد ان لدى ميرا صوتا جميلا في الغناء وانها جاءت إلى لندن بحثا عن والدتها واخيها. فقد هربت من والدها الذي اختطفها في صغرها واجبرها على العمل في المسرح وذلك عندما خشيت ان يرغمها على اقامة علاقة مشبوهه مع أحد اصدقائه الاثرياء طمعا في المال. تاثر دروندا كثيرا بقصتها فقرر البحث عن والدتها وعن اخيها. ومن هنا كانت بداية علاقة ديروندا بالمجتمع اليهودي في لندن. تتوثق صله ميرا وديروندا ويخشى الاخر من ازدياد مشاعره تجاهها فيرحل إلى ليوبورن مع السير هيوجو حيث يقابل غونلديلين هناك لاول مرة.

- تعود احداث الرواية إلى الوقت الحاضر بعودة جونديلين من ألمانيا في سبتمبر 1865 بعد الخسارة المالية التي اصابت عائلتها. رفضت جونلدين العمل كمربية منزل اعتقادا منها بان الزواج هو الطريقة الاضمن لتحقيق الامان المادي للمراة. ونظرا لعدم امتلاكها الموهبة الكافيه، لم تستطع جوندلين الغناء او العمل في المسرح. لهذا السبب، تزوجت غونلدين من السيد غراندكورت لتنقذ عائلتها من الخسارة المادية على الرغم من انها وعدت السيدة غلايشر بانها لن تتزوج من غراندكورت ولكنها تحت الضغوط المادية اخلفت وعدها.

- من جهة اخرى، تعرف ديروندا اثناء بحثه عن عائلة ميرا على رجل يهودي متنور يدعى موردخاي. كان موردخاي يامل بان يكون لليهود وطن يجمعهم وان يستعيدوا ارضهم الموعوده. وطلب من دروندا ان يصبح خليفة له في هذا المشوار وان يدافع عن قضايا اليهود. وعلى الرغم من انجذابه الواضح لمردخاي الا ان دروندا تردد كثيرا في اتباع منهجه لكونه غير يهودي ولان هذه القضية لا تعنيه شخصيا. اكتشف فيما بعد ان موردخاي هو عزرا الاخ الذي تبحث عنه ميرا طوال هذه السنوات وان والدتها قد توفت منذ سنين.

- كانت جوندلين تعاني من سوء معاملة زوجها القاسية. كما انها كانت تشعر بالذنب بسبب نقضها وعدها لليديا غلايشر واطفالها. وفي يوم زفاف جوندلين، انبتها غلايشر على خيانتها مما زاد خوف جونلدين وقلقها. التقت جوندلين بدروندا في ذلك الوقت وشكت اليه هموها. وفي رحلة جوندلين وجراندكوت إلى إيطاليا، غرق جراند كورت بعد سقوطه من على ظهر القارب. شعرت جوندلين بالذنب لانها طالما تمنت موته على الرغم من انها قفزت إلى البحر محاولة انقاذه.

- بعد ان كشف السيد هيوغو عن هوية والدة دروندا، توجه دروندا إلى إيطاليا لمقابلة والدته اليهودية لاول مره. قابلت جوندلين دروندا في إيطاليا وكانت مغرمة به وساعدها كثيرا في تخفيف معاناتها.
علم ديروندا بعد مقابلة والدته بانها كانت مغنية اوبرا شهيره وان السير هيوغو كان مغرما بها. اخبرت ابنها ان والدها، والذي كان طبيبا يهوديا متدينا، اجبرها على الزواج من ابن عمها. وبعد وفاة زوجها، طلبت من السير هيوجو ان يربي ابنها دروندا على انه رجل إنجليزي وان لا يعلم باصوله اليهودية. بعد معرفة دروندا باصوله اليهودية ، ازددا تمسكا بميرا وقرر ان يسخر نفسه لخدمة قضية اليهود وان يكون خليفة لموردخاي. وقبل زواجه من ميرا، اخبر ديروندا جونديلين بقراراه وبعزمه التوجه إلى الشرق. تالمت جونديلين ولكنها قررت متابعة حياتها. تزوج ديرودنا وميرا وتوجها إلى الشرق لبناء دولة لليهود هناك.

- كانت الرواية صريحة في اشارتها إلى ارسال غير النصارى إلى اراضي غير مسيحية، والى ان دروندا لم يتمكن الزواج من حبيبته الا لانها كانت تشاركه نفس الدين والعرق والجذور. يرى بعض النقاد ان الرواية تحرض على العنصرية في الزواج، الا ان زواج اليهودي الألماني كليسمر من الإنجليزية كاثرين اروابونت يثبت ان جورج اليوت لم تتبنَ بالفعل فكرة العنصرية في الزواج.

- عندما نشرت الرواية، اثار طرح القضية اليهودية استهجان غالبية قراء جورج اليوت. وبالنظر إلى صورة اليهود في روايات مثل اوليفر تويست لتشارلز ديكنز و اسلوب حياتنا الان لترولوب يوضح سبب غرابة الجمهور من هذا الطرح.

- وعلى الرغم من كون رئيس وزراء بريطانيا انذاك بينجامين دزرائيلي يهودي الجذور والذي تم تعميده كنصراني في عامه الثالث عشر، الا ان نظرة البريطانيين تجاه اليهود لايزال بها الكثير من الازرداء والتعصب.

- راى بعض القراء ان اضعف اجزاء الرواية حبكة كانت المتعلقة بقضية اليهود، حتى ان البعض حاول اعادة كتابة الرواية بعد حذف الاجزاء اليهودية منها.

- وفي المقابل، ركزت بعض الترجمات العبرية للرواية على القضية اليهودية بينما اختصرت الاجزاء الاخرى.

قديم 12-09-2015, 01:04 PM
المشاركة 509
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 29 ـ الأخوة كارامازوف،للمؤلف فيدور دوستويفسكي.يتم الام في سن 16 والاب في سن 18

- الإخوة كارامازوف هي رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي

- عموما تعتبر تتويجا لعمل حياته..

- دوستويفسكي امضى قرابة عامين كتابه الاخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة «الرسول الروسي» وانجز في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1880.

- دوستويفسكاي ينوي ان يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان قصة حياة رجل عظيم من الإثم، ولكن ما لبث ان فارق الحياة بعد اقل من اربعة أشهر من نشر الإخوة كارامازوف. في أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي».

- عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين.

- منذ اصداره، هلل جميع أنحاء العالم من قبل المفكرين متنوعة مثل سيغموند فرويد، والبرت اينشتاين، ومارتن هايدغر،، بينيدكت السادس عشر باعتبار الأخوة كارامازوف واحده من الانجازات العليا في الأدب العالمي.

- هذا التحقيق قد وجه شكوكه في نواح أخرى عدة، ولا سيما في اتجاه الأبناء الآخرين (الشرعيين) للرجل القتيل.

- و كان موقف دوستويفسكي من الجاني في (الأخوة كارامازوف) يبدو واضحا باتجاه المطالبة بالقصاص.

- في السنوات العشر الأخيرة من حياة الأديب الروسي العظيم "فيودور دستويفسكي" بدأت الحياة تبتسم أخيراً؛ فقد انتهى من تسديد ديونه، وبدأت نوبات الصرع التي كانت تصيبه تقلّ بشكل ملحوظ، وبرغم معارضته للسلطات الروسية؛ فقد وُصف بأنه "كاتب روسيا الأول"، وقد تمّ اختياره عضواً للأكاديمية، وقد تخلّص من مرض القمار الذي كان ملازماً له، ويعيش بطمأنينة مع زوجته المحبة "آنا جريجوريفنا"، وصار يجني قطاف التعب الذي بذله طوال السنوات الماضية من روايات عميقة تكشف الحياة بدقة داخل المجتمع الروسي المعقد، بالإضافة إلى مقالاته الناقدة الذكية، في العديد من المجلات المعروفة.

- الآن يُفكّر "دستويفسكي" في كتابة مشروع روائي جديد كانت بذوره تنمو وتورق في ذهنه على مهل، وكان هذا المشروع ينوي أن يكون في سلسلة روائية ضخمة؛ لكن للأسف لم يخرج منها إلا روايته العظيمة، والتي تعدّ جوهرة التاج في سلسلة أعماله (الإخوة كارامازوف).

- إن من يقرأ الرواية لا بد أن يتهيّأ أولاً إلى أنه سيدخل عالماً سوداوياً معقداً، يتميّز به كاتبنا عن غيره، يغوص في أعماق النفس البشرية، ويستخرج منها أجمل ما فيها وأسوأ ما فيها أيضاً، ويعرضه على الملأ دون وجل، وعائلة "فيودور كارامازوف" -محور الرواية- خير مثال لكيفية عمل الشرّ، وكيف ينطلق، وكيف يصيب هدفه؛ لكنها -في النهاية- ليست عملاً بوليسياً تقليدياً، بل هي عمل أدبي فائق الجمال والتعقيد والطول.

- فجأة، قُتل الأب "فيودور كارامازوف"! الرجل المنحل، والذي كانت حياته عبارة عن سلسلة من الأحداث المتواصلة، والتي تُؤكّد أنانيته، وانحلاله، وكراهيته لأولاده، واهتمامه الجارف بملذاته الشخصية.. الرجل العجوز المكروه قد وُجِد صريعاً يغرق في دمه، وكان لا بد أن تتجه أصابع الاتهام إلى أحد ما.

- كان "فيودور" أباً لثلاثة أبناء: "ديمتري"، وهو شاب طائش، متسرّع، يتكلّم كثيراً، وينطق بالكلمة دون تفكير، ثم يفكّر في معناها أو لا يفكّر، لكنه في حقيقته طيب القلب؛ بينما أخوه "إيفان" على النقيض تماماً؛ فهو مفكّر مثقف، ولا يخطئ -على الأقل بشكل قانوني- ولم تمنعه ثقافته بأن يكون ملحداً، لا يؤمن بشيء؛ فهو يقول مثلاً: "إذا لم يكن الله موجوداً، فكل شيء مباح"، وهي جملة شهيرة كانت السبب في حدوث الجريمة بالفعل؛ إلا أن الأخ الثالث "أليوشا" القسّ يتمتع بصفاء القديسين، وطهارتهم، وبدا من الواضح أن القاتل هنا هو أكثر المندفعين والمتهورين في العائلة، وهو "ديمتري"، الذي لا يكفّ عن إعلان بغضه لأبيه جهرة ودون تحفظ!

- وكان من الطبيعي أن يؤخذ "ديمتري" الذي تُؤكّد كل الدلائل أنه هو القاتل، قبل أن يتضح لنا أن القاتل الفعلي هو "سمردياكوف" الخادم، الذي كان ابناً غير شرعي للأب "فيودور"، والذي قتل والده بناء على مقالات كتبها "إيفان" تفوح بالإلحاد، ولأن الأخ الرابع يتأثّر بها، ويغرق فيها حتى النخاع، فكانت النتيجة وجود قاتل لا يتورّع عن سفك دم والده بكل أريحية؛ بسبب اقتناعه الشديد بهذا!

- هنا يثور السؤال: مَن هو القاتل الحقيقي؟ هل هو "ديمتري" الذي تمنّى موت أبيه، وإن كان لم يقتله بالفعل، وإن اتّهم بذلك؟ أم أنه القاتل بالتحريض، وهو "إيفان" الملحد، الذي غرس أفكاره ومبادئه في ذهن "سمردياكوف"؟ أم أن القاتل هو "سمردياكوف" القاتل الفعلي؟

- إن هذه الأسئلة التي يتم طرحها هنا من خلال بنيان الرواية الشاهق جعلت بعض النقاد يطرحون العديد من التساؤلات عن مقصد "دستويفسكي"؛ فهل هو يدعو للإيمان، أم الإلحاد؟ الأصالة أم التغريب؟

- إن "دستويفسكي" يعرض كل الاتجاهات والآراء، ولديه هذا الحنوّ على النفس البشرية الخاطئة، التي ترغب فيمن يمدّ لها يد المساعدة، والواقع أن نماذج الرواية تمثّل -بشكل أو بآخر- حياة "دستويفسكي" نفسه، فقد كان في بداية حياته صورة طبق الأصل من "ديمتري" المندفع، العصبي، والذي تحدوه آمال كبار، وعلى الرغم من سفهه وأخطائه، فإنه سليم الطّوِيِّة (حَسَنُ النِّيَة والضَّمير).

- لكن بعد خروجه من المعتقل، يدخل في غمار الاشتراكية الملحدة، ويعيش حياة خالية من الإيمان؛ حيث يسأل عن جدوى وجود الشرّ في العالم، ولو كان هناك إله لهذا الكون، فلماذا يوجد الشر راتعاً في النفوس، ومسبباً الآلام الكثيرة للناس الطيبين؟ وهو ما يتطابق مع شخصية "إيفان" بالفعل!

- وتأتي المرحلة الأخيرة في حياة "دستويفسكي" حيث عاد للمسيحية، ووجد أن خلاص العالم في الدين فقط؛ فإذا كان الغرب قد ترك الدين واهتم برفاهية الإنسان، فإنه بهذا يقضي عليه تماماً، فلا حياة بلا روح، ولا روح بلا دين، وهو ما تجلّى في شخصية القس الطيب "أليوشا" الأخ الأصغر، وحلم "دستويفسكي" في حياة أفضل لروسيا.

- ومن وجهة نظري أن "سمردياكوف" هو نموذج لشريحة من المتأثرين، أولئك الذين يقرءون، ويُطبّقون بلا تعقّل تحقيق أغراضهم أياً كانت؛ بينما يظلّ الأب المقتول هنا مجرد رمز للفساد كشجرة عجوز مجوّفة، تم الخلاص منها في لحظة هوجاء غير محسوبة، بينما يمكن أن تُترك وشأنها للطبيعة لكي تؤدّي عملها في النهاية.

- ولعل "دستويفسكي" كان يشعر بعقدة ذنب ناحية أبيه، الذي قُتل بالفعل على أيدي الفلاحين لظلمه وقسوته، ويُقال بأنه كان يتمنّى موته بالفعل، وعندما حدث هذا ظلّ يلوم نفسه بشكل مستمر، وربما هذا سبب إعجاب عالم النفس الشهير "فرويد" بكتابات "دستويفسكي".

- عندما صدرت الرواية، اتهم النقاد الليبراليون "دستويفسكي" بأن إيمانه بالله رجعة، مما جعله يقول: "لا.. أنا لم أؤمن بالله ولم أعترف به كما يفعل طفل، وإنما أنا وصلت إلى هذا الإيمان صاعداً من الشكّ والإلحاد بمشقة كبيرة، وعذاب أليم".

قديم 12-23-2015, 01:46 PM
المشاركة 510
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 29 ـ الأخوة كارامازوف،للمؤلف فيدور دوستويفسكي
- إن الفكر والإيمان قد أنقذا دوستويفسكى من الحياة الضحلة والوضيعة والجسدية، ففى أعمق أعماق دوستويفسكى تتجلى دائما ذروة عظمته: لا ينطق محياه قط أقوى مما ينطق من عالم الموت.

- يحس المرء بذلك ــ أول الأمر ــتعذيبا لا معنى له، ذلك أن هذه السنوات الستين تعذب الجسد المتداعى بكل أدوات التعذيب.. لم يدخر عذاباً، ولم ينس تعذيباً ويبدو هذا المصير بادئ ذى بدء قسوة لامعنى لها وعداء أعماه الغضب.

- إن يد الله الجبارة تفعل ما تفعل بأيوب إذ تحطمه دائما.. فى أكثر اللحظات أمانا فتنتزع منه الزوج والولد وتثقل كاهله بالمرض، وتشهربه فى ازدراء لئلا يكف عن الصراع مع الرب، وليظفر به الرب أكثر من ذى قبل بتذمره المستمر وأمله الذى لا ينقطع! ثم ينشئ دوستويفسكى من ألمه حبا لمعاناة الألم وهويغرق عصره وعالمه بلهيب عذابه القائم على المعرفة.

- إن ديون دوستويفسكى وهمومه تخرجه بسوطها من روسيا والمرض ينخر فى جسده ويتيه فى أوروبا بأسرها كالبدوي،وقد نسيته أمته.. ثم يعود للمرة الثانية بعد أن قضى فى سيبيريا إبان سجنه وهناك فى ملجأ الفقراء بموسكو فى كوخ ضيق كان يقاسمه مع أخيه، أنفق السنين الأولى من حياته، فلا يجرؤ المرء على أن يقول: طفولته.. ذلك أن هذا المفهوم مات وتلاشى من حياته فى مكان ما.

- من دخان هذه الأيام العكر، تتكاثف على نحو بطيء صور خاصة وأخيرا ينضج من هذه الحالة الضبابية القائمة على الخوف والوجد مؤلفه الأدبى الأول، الرواية الصغيرة "أناس بؤساء" لقد كتب هذه الدراسة الإنسانية البارعة عام 1844، وهو فى الرابعة والعشرين من عمره، وكان الفقر وهو أعمق ما يذله هو الذى أنتجها ألا وهى حب الألم والمشاركة اللانهائية فى الألم.

- ثم يهرع الشاعر الروسى الكبير نيكراسوفإلى بيلينسكى (ناقد روسيا الجبار) وينادى وهو على الباب ملوحاً فى يده كالراية قائلا: "لقد نشأ غوغول جديد" ويغمغم بيلينسكى وقد أغاظته كل تلك الحماسة بقوله: "إن الغوغولات لتنمو عندكم كما ينمو الفطر" بيد أن بيلينسكى يتحير عندما يزوره دوستويفسكى فى اليوم التالي، قائلا: "ترى هل تدرك أنت نفسك ما أبدعت هنا؟!" لكن دوستويفسكى يغمغم، هو أيضا شاكرا وفى دموعه تمتزج السعادة بالألم!!

- ومرة أخرى كما حدث بالأمس يفتح دوستويفسكى فى الليل شقته متعجلاً، ولكن الصوت فى هذه المرة هو نداء الموت، فهؤلاء ضباط وقوزاقيون يقتحمون حجرته ويعتقل الرجل المستثار وتختم أوراقه بالشمع الأحمر: كان كل ذنبه الاشتراك فى مناقشات بعض الأصدقاء الغاضبين التى سميت على سبيل المبالغة باسم "مؤامرة بتراشيفسكي" ولا ريب فى أن اعتقاله كان سوء فهم. ومع ذلك ينزل الحكم فجأة كالبرق إلى أقسى العقوبات إلى الموت بالبارود والرصاص.

- ومرة أخرى يتدخل القدر، ففى غسق الصبح يخرجونه من السجنمع تسعة من رفاقه ويسدل عليه كفن وتشد أوصاله بالحبال إلى الوتد وتعصب عيناه.. وفجأة يرفع الضابط يده ويلوح بالمنديل الأبيض، ويقرأ حكم العفو محولا الحكم بالإعدام إلى سجن أربع سنوات فى سيبيريا.

- ويعود دوستويفسكى إلى بطرسبرج رجلا منسياً وتنتزع روايته "ذكريات من بيت الموتي" هذا الوصف الخالد لفترة عقوبته، روسيا من البلد الحسى المتمثل فى المشاركة اللامبالية فى المعاناة! الآن يأتى الفزع ضربة عاصفة إثر ضربة عاصفة فى قلب ساحة حياته، تموت زوجته ويموت بعدها بقليل أخوه الذى كان فى الوقت ذاته أفضل صديق ومعين له!

- الآن أيضا يبدأ ذلك التجوال الذى استغرق سنين طوالا بلا هدف فى المنفى الأوروبي!! ولئن كانت سيبيريا هى المطهر أو المدخل إلى معاناته للألم، فقد كانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا بلا ريب جحيمه؛ لا يعرفه الناس إلا فى المصرف، حيث يأت ىشاحبا كل يوم إلى منصة المصرف، ويسأل بصوت مرتفع من الانفعال عما إذا كانت الحوالة لم تأت من روسيا أخيرا وهى حوالة بمئة روبل كان يتوسل من أجلها، ألف مرة أمام الأدنياء، والغرباء من الناس وسرعان ما يضحك الموظفون من المجنون البائس وانتظاره الأبدي>

- لقد بلغ دوستويفسكى الخمسين من العمر، ولكنه عانى عذاب الآلاف من السنين.

- يقوم بين دوستويفسكى ومصيره صراع لا يتوقف نوع من العداوة المفعمة بالمحبة، وإزاء مثل هذه القدرة الشيطانية على تحويل المعاناة يفقد المصير الظاهرى سيطرته بصورة كاملة،فما يبدو عقاباً وبلاء يتحول عند العارف إلى عون، فثمة برق مشابه يمس أديبا بآخر من عالمنا هو أوسكار وايلد.

- ويسقط كلا الأديبين وهما كاتبان لامعان ونبيلان من أصحاب المكانة الرفيعة، بيد أن الأديب وايلد يسحق فى هذا الامتحان كما تسحق الأشياء فى هاون، أما الأديب دوستويفسكى فيتشكل من هذا الامتحان فحسب، كما يتشكل الفلز فى بوتقة ناريةَ!!

- يحترق وايلد متحولا إلى خبث لا قيمة له فى اللهيب الذى يشكلدوستويفسكي، فيحوله إلى صلابة متألقه ويجلد وايلد كالعبيد لأنه يقاوم، بينما ينتصردوستويفسكى على مصيره بحبه لمصيره.
إن السجن سيبيريا والأشغال الشاقة والصرعوالفقروحمى المقامرة والتهتك، كل أزمات وجوده هذه تصبح فى فنه مثمرة بفعل قدرته الشيطانيةعلى قلب القيم!!.

- كان دوستويفسكى مصابا بالصرع طوال كل الأعوام الثلاثين من حياته الفنية،فأثناء انهماكه فى العمل وفى الشارع وأثناء الحديث، بل فى النوم تنشب يد "الشيطان الخانق" مخالبها حول حلقومه وتطرحه أرضا على نحو مفاجئ والزبد يغشى فمه حتى ينزف جسده فى الحال دما.

-إن دوستويفسكى المعذب لا يثور قط بكلمة واحدة على الامتحان، ولا يشكو قط من عجزه، كما يشكو بيتهوفن من صممه، وبايرون من قدمه القصيرة، وروسو من التهاب المثانة، فدوستويفسكى يصبح سيد ألمه بأن يصغى إلى ذلك الألم. أما الخطرالأقصى الذى يحدث بحياته وهو الصرع فيحوله إلى أعلى سر من أسرار فنه.

- يجب أن يفهم دوستويفسكي، فهو ضحية حياة قائمة على الصراع، وهو من أجل ذلك متعصب لتناقضه باعتباره متعصبا ومتحمسا لمصيره، وينشأ اللهيب المسخن لمزاحه الفنى من مجردالاحتكاك المستمر بين هذه المتناقضات، ويعمد ذلك الجامح بدلا من توحيد المتناقضات إلى تقسيم الصراع الفطرى القائم فى نفسه تقسيما متباعداً على نحو متزايد إلى جنة وجحيم. فدوستويفسكى الفنان، هو الأكمل ناجم عن التناقض، وأكبر ثنوى Dualistic فى الفن وربما كان أكبر ثنوى بين البشر.

- كان يمثل مفهوم السعادة عنده فى التمزق،ومفهوم العذاب فى الإجادة.

- إن دوستويفسكى يستفز المصير فى المقامرة: وما يقامر بهليس المال، وهو دائما آخر ما يملكه، وإنما يقامر بذلك بكل وجوده، وما يكتسبه منالمصير هو الحالة القصوى لخدر الأعصاب، إنه رعدة قاتلة، خوف جذرى أصيل، إنه الإحساسالشيطانى بالعالم.

- كل ما يهم هو ألا نسيء فهم الحقيقة. إن اليوشا المسيح، القديس ونقيضه المتهتك، الإنسان الشهوانى ذو الحس المتوفز فيودر القذر يرتبطان برابطة الأخوة الدموية فى كرامازوف دوستويفسكي.

- إن تولستوى يتهم نفسه بكل الخطايا القاتلة بصوت عال وأمام الناس جميعا، أما دوستويفسكى فيسكت غير أن سكوته يقول عن "سدوم" شيئا أكثر من تهم تولستوي.

- ينبغى للمرء أن يفهم هذا المعنى الرمز الكارامازوفي، وهو أن اليوشا الملاك القديس هو ذاته ــ دون غيره ــ ابن فيودر(؟!) ابن "عنكبوت اللذة" القاسي، فاللذة تنتج النقاء، والجريمة تنتج العظمة، والمتعة تنتج المتعة من جديد، وتتلامس المتناقضات أبدا، فبين الجنة والجحيم، بين الله والشيطان يمتد عالمه متوترا!



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 0 والزوار 43)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر الروعة في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 24 08-22-2018 12:00 AM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-12-2016 03:45 AM
مسابقة لــــ "افضل جدارية؟؟!!" ايوب صابر منبر الفنون. 3 10-24-2012 11:56 AM

الساعة الآن 01:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.