السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رَدٌ على هذا المقال :
وهو - وعلى الحقيقة - رَدٌ لبَعضِ الدَينِ الذي في رقبتي لكُلِ مَعلمٍ ومَعَلَمَةٍ وفي رَقبة كل المَجتَمع ..
.
.
.
.
.
.
.
.
مَعَ أني مِنْ أشَدِ المؤمنين بأنَ بَعَض المواضيع مِنْ المَفروضِ أن نُمِرَها كما هي دونَ أن نتوقَفَ عِندها كثيراً لأنها ستأخذُ وقتها وتنتهي وتزولُ لأنها في الأساسِ لاتملك أي مقومٍ من مقومات البقاء , كما أن النقاش فيها والأخذ والرد بخصوصها قد يُكسبها بعضاً من تلك المقومات التي تفتقدها وتضعها - هي وصاحبها - في حجمٍ أكبرَ بكثير من الحجم الحقيقي لهما ..!! وقد تُعطيهما شُهرَةً ومكانةً ماكانا يحلُما بها لولا ذلك الأخذ والعطاء ..!!!
ومَعَ أن موضوع الكاتب في جريدة الرياض عبدالله الجعيثن في 12 أكتوبر الماضي عن رائحة المعلمين والمعلمات , هو - وبكل جدارة - من هذا النوع من المواضيع التي لاتستحقُ القراءة فضلاً عن التوقف عندها والخوض فيها والنقاشُ حولها , ولكن - ولُحسن حَظ الجعيثن - فارتباط الموضوع بالتربية والتعليم هو ماسيجعلنا نقفُ قليلاً لنقولَ كلمةً نظنُ أن هذا الوقت المُناسب لقولها ..
لن نقفَ كثيراً عند الجعيثن فما وجدناه في مقاله - إن صحتْ تسميته بذلك - من ركاكةٍ في الأسلوبِ وضعفٍ في اللغةٍ وهبوطٍ في المعنى وانحدارٍ بالغٍ سببهُ جهلٌ بالغٌ بأبجديات الكتابة الصحفية من كاتبٍ قديمٍ كُنا نَظنُ أن خبرته العريضة في هذا المجال قد أكسبته - على الأقلِ - تلكم الأبجديات..!!!
فهل يُعقَلُ أن يبني كاتبٌ صحفي معلوماته واستنتاجاته على تجربةٍ شخصية واحدة أو أكثر , مُدرس الابتدائي الأبخر والذي أظنُ جازماً أنه هو السبب في حالة شلل المخ وفقدان التركيز التي يُعاني الكاتبُ منها والتي تجلت وبوضوح في مقاله المفكك المُهلهل ..!! , أو على قول المسؤولة الكريمة الارستقراطية وللغاية والتي تُعاني من رائحة المعلمات أثناء زياراتهن ( ولنلاحظ أن المسؤولة الكريمة استخدمتْ - إن كنتَ تنقلُ عنها بدقة - استخدمتْ كلمة تفتيش ..!! , وهذه مُصيبة وكارثة أشدُ عفناً من رائحة المعلمات اللاتي تزورهُنَ , فإن كانت مؤمنةً أن عملَ الموجهات والمُشرفات هو التفتيش فهي - وحقيقةً - لاتستحقُ أن تكون على رأس هذا العمل , فقديماً كان يُقالُ فعلاً للموجه والمُشرفِ مُفتشاً , ولكن هذه العقلية تغيرتْ كثيراً وهذه المفاهيم تبدلتْ ولم تعد موجودةً , واختصاراً نقولُ أن فِكرَ مسؤولتك الكريمة ذات الأنف الحساس قد انتهى تاريخه وتَعفَن , ولو كانَ للفكرِ رائحة لكان لمثل هذا الفكر رائحة أشد من رائحة المعلمات ..!!! ) , ومانسمعهُ وينقلهُ لنا طالبات وأخوات كريمات أيضاً أن المعلمات - مُعظمهن - حريصاتٌ على أناقتهن وعلى رائحتهن وظهورهن بمظهرٍ مقبولٍ أمام طالبتهن وزميلاتهن , فإما أنهن صادقات في ذلك أو أنهن مُبالغات وبذلك فهن يحتجنَ لاستعارة أنف مسؤولتك الكريمة لتتضح لهن الأمور أكثر ..!!!!
هذا من جانب أما من جانبٍ آخر , فنحنُ لانُنكِرُ البَتَةَ أن مَجتَمَعَ المُعلمين والمُعلمات هو مَجتَمَعٌ بشري كأي مَجتَمعٍ آخر كالأطباء والمهندسين وحتى الكُتاب الصحفيين , فيه مَن قد يُهمِلُ في الاعتناء بنفسه وبمظهره ولايكونُ حريصاً على رائحتهِ ورائحة فمه وهذا - وكما ذكرتُ سابقاً - موجودٌ في أي مجتمعٍ بشري , وبعض تلك المجتمعات هي شديدة الاحتكاك بالآخرين ممن يقدمون لهم خدمة ما , مثلهم مثل المعلمين والمعلمات .., ولكن هذا لايسمحُ بأخذ هذا الأمر والذي لم ينفرد به مَجتمع المعلمون والمعلمات - التكرار لأني أعرفُ أنك مَحتاجٌ إليه أستاذنا الجعيثن حفظك الله - ووضعهُ تحت الأضواء بهذه الطريقة المُستَفِزَة والغير حكيمة ولامنضبطة مع أبجديات العمل الصحفي ...!!! , وإن كَنا نَلتَمِسُ لَك العُذرَ أستاذنا الجعيثن فنحنُ نَعلمُ صعوبةَ كتابة مقالٍ يومي وبالذات عند أصحاب العُمق الثقافي الضحل والبضاعة الفكرية المُزجاة .. , وقد تضطرهم تلك الصعوبة لكتابة أي شيء يَخطرُ على بالهم مثل هذا الموضوع الذي نتحدثُ حوله ..!!!
ودعنا نُسَلِمُ لَكَ - أستاذنا - بأنَ مَلاحظتك العبقرية الدقيقة هذه هي أهم أسباب تدني المستوى التعليمي لكثيرٍ من طلابنا وطالباتنا , سألتُكَ الله ألا يوجَدُ أسبابٌ أُخرى ولها رائحةٌ أشدُ نفاذاً من رائحة المعلمين والمعلمات ؟!!
هل زُرتَ مدارسنا الحكومية مؤخراً ؟!! هل أطلعت على أعمالِ الصيانةِ فيها ؟!! هل وهل وهل وهل وهل وهل ؟!!!! ألم تُخبرك مسؤولتك الكريمة عن المباني المُستأجرة ؟!! عن الإمكانات الهزيلة ؟!! عن المدارس المسائية بسبب مقاول لص ؟!! عن النقص الموجود في كل شيء ؟!! عن المقصف المدرسي ؟!! عن الموظفات التي تم تعينهن مؤخراً بعد طول تأخير ؟!! عن وعن وعن وعن ؟!!!
ألم تُخبرك عن رائحة دم المعلمات اللاتي لقين حتفهن في الطرق الوعرة التي يقطعنها للوصول إلى مدارسهن في مناطق نائية ؟!!!
أم أن أنفك الكريم وأنف مسؤولتك الكريمة غير مُبَرمَجٍ إلا على التقاط رائحة المعلمين والمعلمات ؟!!!!
وبعد أذنك وإذن أنفك أستاذنا إلا أني سأتوقفُ عن النقاش معك عند هذه النقطة فقد أخذ الحديث مساحة أكبر مما يستحقه مقالك وبكثير .!!!
وسأُخاطِبُ وزارة التربية والتعليم مُعاتباً فأقول : كان المعلمون والمعلمات يتمنون منكم عن طريق العلاقات العامة أن تقوموا بالردِ على مثلِ هذا المقال والذي لم يُهنْ المَعلمين والمعلمات بقدر ماأهانَ الوزارة التي ينتمي إليها هؤلاء المعلمين والمُعلمات , وبالذات وأن هذا المقال قد جاء بعد أيام قلائل من 5 أكتوبر( اليوم العالمي للمعلم ) , أهذا مايستحقهُ المعلمون والمعلمات ياوزارة التربية والتعليم ..؟!!!!
.
.
ختاماً : ليتْ كَل من له أنفٌ حساس يشمُ حروفهُ بعد كتابتها , فإن وجد رائحتها مقبولةً نشرها وإلا تخلصَ منها ..!!!
.
.
أحمد النجار
3h_live @
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
رَائحَة الحَرَف ..!!!
