احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1190
 
شاكر صبري محمد السيد
من آل منابر ثقافية

شاكر صبري محمد السيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Aug 2008

الاقامة

رقم العضوية
5480
02-15-2020, 08:19 PM
المشاركة 1
02-15-2020, 08:19 PM
المشاركة 1
افتراضي رِحْلَةٌ عَبْرَ الخَيَالِ - قصة للطفل - شاكر صبري
سامِر تلميذٌ في الصف السادس من المرحلة الابتدائية مجدٌ ومجتهدٌ , يُحبُّهُ المُدرِّسونَ ويُعَدُّ منْ المُتفوقينَ .
كانَ والدُهُ يَعملُ مُهندِساً في مَجالِ البُترولِ , ووَالِدَتُهُ كانَتْ تَعْمَلُ مُدَرِّسَةً .
أصيب صديقُ سامِر بالِأنْفِلْوَنْزا , وزارَهُ سامِر هُوَ وبَعْضُ الأَصْدِقاءِ .
انصرَفَ الأَصْدقاءُ منْ عِنْدِ صَديقِهِمْ المَريضِ , بينَما ظَلَّ سامِر مَعَهً لِفَتْرَةٍ طَويلَةٍ .
لَعِبَ سامِر مَعَهُ الشَطَرَنْجَ فهيَ اللُعْبَةُ المُفَضَّلَةُ عِنْدَ صَديقِهِ , كما أن سامِر يحبها هو الآخر , قال صديقه إنها تتناسب مع حالتي لأني ملازم للفراش , بَيْنَما كانَتْ الحُجْرَةُ التي يَجلسونَ فيها مُغْلَقَةَ النَوافِذِ .
وفي اليوْمِ التالي عادَ سامِر منْ المَدْرَسَةِ فَوجَدَ نَفْسَهُ مُصاباً هُو الآَخرُ بالِأنْفِلْوَنْزا .
رَقَدَ سامِر في السَريرِ , وأَعَدَّتْ لَهُ والِدَتُهُ طَعاماً خاصاً .
قال له والده : إنَّ سبَبَ إصابَتِكَ بالِأنْفِلْوَنْزا كانَ بسَبَبِ العَدْوَي التي انْتَقلَتْ إِلَيْكَ من صَديقِكِ , تَعَجَّبَ سامِر وقالَ : كَيْفَ انْتَقلَتْ إِلَّيَ العَدْوَي ؟
وأَيْضاً لماذا لمْ يُصَبْ باقي زُملائي ؟
مرَّتْ الأَيَّامُ علَي سامِرٍ وهُوَ يُعاني منْ آَلامِ المَفاصِلِ , كمَا لاحَظَ أنَّ هُناكَ ارتِفاعاً في دَرَجةِ الحَرَارَةِ , لمْ يَكُنْ يَظُنُّ أنَّ أَلَمَ المَفاصِلَ كانَ سَبَبُهُ الِأنْفِلْوَنْزا , حَيْثُ كانَ يَظُنُّ أن الإِصابَةَ بالِأنْفِلْوَنْزا يَسْتَغْرِقُ عِلاجُها وَقْتاً قَصيراً .
تَحَسَّنَتْ حالَتهُ كَثيراً , فَخَرجَ لِيَلْعَبَ معَ أَصدقائِهِ , وفي اليومِ التالي لاحَظَتْ أُمُّهُ أنَّ هناكَ ارتِفاعاً مَلْحوظاً في دَرَجَةِ الحَرَارَةِ , فَأَسْرعَتْ بِإِبْلاغِ والِدِهِ , وعلَي الفَوْرِ اتَّصَلَ بِصَديقِهِ الطَبيبِ الذي حَضَر علَي الفَورِ للاطْمئنانِ علَي سامِرِ .
وكانَ هذَا الطَبيبُ يحِبُّ سامِرَ كثيراً , ويَعْتَبِرُهُ في مَنْزِلَةِ ابْنِهِ , وكانَ دائمَ الزِيارَةِ لِوَالِدِهِ
قامَ الطَبيبُ بِفَحْصِ سامِرَ ثمَّ قامَ بتَحديدِ الدَواءِ المُناسِبِ لهُ .
طَلبَ من سامِرَ أنْ يَتَناوَلَ الدَواءَ ويَسْتريحَ ولا يَتَحرَّكَ منْ السَريرِ , و طَلَبَ منْهُ أيْضاً أنْ لا يَأْكُلَ حالياً من الطَعامِ إلَّا شُرْبَةَ الخُضارِ , أي الطَعامُ المَطْهوُ جَيَّداً الذي يَكْثُرُ فيِه المَرَقُ .
تناوَلَ سامِرُ الدَواءَ ثمَّ اسْتَرخي علَي السريرَ وهوُ يُمْسِكُ بين يَدَيْهِ احْدي كُتُبهِ فَذَهَبَ في نوْمٍ عَميقٍ .
حَضرَ الطَبيبُ في اليومِ التالي للاطْمئنانِ عَلَيهِ , فَحَصَ حالَتَهُ الصِحِيَّةِ فَوَجَدَ أنَّهُ مازالَ يَحْتاجُ إلَي الراحَةِ وتَناوُلِ بَعْضَ الأَدْوِيَةِ , فَحَدَّدَها لَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ .
وفي اليَوْمِ التالي كانَتْ حالَتُهُ قدْ بَدَأتْ في التَحَسُّنِ .
جاءَ إليهِ الطَبيبُ فَجَلسَ لِيطمئنَ علَيهِ , فَوَجدَ أنَّ سامِرَ قدْ تَحسَّنَتْ حالَتُهُ , فجَلَسَ لِيَتَحدَّثَ معَهُ , ووَجدَ سامرُ في ذلكَ فُرْصًة كَبيرةً لِيَسْألَ الطَبيبَ عن الكَثيرِ منْ التَساؤُلاتِ التي كانَتْ تَشْغَلُهُ .
سألَهُ سامِر : هل الِأنْفِلْوَنْزا مَرَضٌ مُميتٌ ؟ فأجابَ الطَبيبُ : لا يا بُنَّي : إنَّ الِأنْفِلْوَنْزا ليْسَتْ مَرَضاً مُميتاً , ولكنْ رُبَّما الإِهْمالُ في علاجِها يُؤدِّي إِلَي مُضاعَفاتٍ رُبَّما تَكونُ مُميتةٌ فالِأنْفِلْوَنْزا حينَ تَكونُ إِصابَتُها شَديدةً فإنَّها تُؤدِّي إلَي الالْتهابِ الرَئَوي الذي ربَّما أدَّي إلّي الوَفاةِ , ومِثْلُها مثلَ أيِّ مَرَضٍ الإهْمالُ فيهِ رُبَّما يُؤدِّي إلَي الوَفاةِ
قال لهُ سامِرُ : ما الذي يُسَبِّبُ الِأنْفِلْوَنْزا ؟ ردَّ الطبيبُ قائلاً : إنَّ الذي يُسبِّبُها هو ميكروبٌ و بالتَّحديدِ هُوَ نَوْعٌ من الفَيْروساتِ , وهيَ أَصْغَرُ الكائِناتِ الحَيَّةِ حَجْماً حيثُ أنَّ المَيْكروباتِ تَنْقسمُ إلَي ثَلاثَةِ كائِناتٍ : بِكْتيريا وفِطْرِّياتٍ وفَيْروساتٍ , وأَصْغَرُها و أَخْطَرُها هي الفَيْروسات , حيثُ أنَّ الفَيْروسَ صَغيرٌ جِدَّاً ويُغَيِّرُ شَكلَهً بِتَغَيُّرِ الأَحْوالِ الجَوِّيَةِ , وبالتَّالي يَصْعُبُ علَي الجِسْمِ مُقاوَمَتهُ , قالَ سامِرُ : وكَيْفَ يُقاوِمُ الجسمُ المَيْكروب ؟
قالَ الطبيبُ : إنَّ كلَّ مَيْكروبٍ لَهُ شَكْلٌ مُعينٌ و حينَ يدخلُ الجِسمَ فإنَّ هَناكَ خَلايا تُسَمَّي خَلايا الدَمِّ البَيْضاءِ تَقومُ بمُهاجَمَتِه وتُفْرِزُ أَنْزيماتٍ ومَوادٍ مُضادَّةٍ لِكَيْ يَسْتَطيعَ القَضَاءَ علَي المَيْكروب , وبالتَّالي حينَ يَدْخُلُ المَيْكروب الجِسْمَ مرًّة ثانِيةً فإِنَّ المَوَادَ المُضادَّةَ تَقومُ بالقَضاءِ علَي المَيْكروب , ولكنْ هُناكَ مَيْكروباتٍ تَقومُ بالتَغييرِ في شَكْلِها باسْتِمرارٍ مِثْلَ مَيْكروبِ الِأنْفِلْوَنْزا وبالتَّالي حينَ يُهاجِمُ الجِسْمَ لا يَكونُ الجِسْمُ قدْ أَفْرَزَ مَوَاداً مُضادَّةً ولم يتَعَرَّفْ علَي شكْلِ المَيْكروب بعدُ , ولِهَذا يَأْخذُ الجِسْمُ فَتْرَةً لإِفْرازِ المَوَادِ المُضادَّةِ .
ولكنْ بعدَ أنْ يكونَ المَيْكروب قدْ انْتَشرَ في الجِسمِ وتمَكَّنَ منهُ ولِهذا يَلْجأُ الإِنْسانُ غالِباً إلَي استخدامِ العِلاجِ وهُوَ المُضادَّاتُ الحَيوِيَّةِ أَحْياناً إلَي جانِبِ أَدْوِيَةٍ أُخْرَي , وذلكَ للقضاءِ علَي المَيْكروب , وهيَ أيْضاً تُساعِدُ الجِسْمَ في القَضاءِ علَيْهِ بِتَنْشيطِ الجِهازِ المَناعِيِّ في القَضاءِ علَيْهِ أيْضاً ؟ قالَ سامِرُ : و ما هِيَ المُضادَّاتُ الحَيَوِيَّةُ ؟
قالَ الطَبيبُ : قَديماً لَمْ تَكنُ مَوْجودةً ويَرْجِعُ الفَضلُ في اكْتشافِها إلَي العالِم فِلِمِنْجْ لأنَّهُ اكْتشفَ مادَّةَ البِنْسلينْ , وقد كانَ ذلكَ علَي سَبيلِ الصُدْفَةِ في احْدَي تَجارِبِه حيثُ لاحَظَ وُجودَ تَأْثيرٍ قاتِلٍ لِفِطْرِ البِنْسلينَ علَي البِكْتيريا وبَعْدَ الدِراسةِ والبَحْثِ تَأَكَّدَ أنَّ البِنْسلينَ يُفْرِزُ مادَّةً إِنْزيمِيَّةً تَقتُلُ البِكتيريا و معظم المَيْكروباتِ بمُخْتَلَفِ أَنْواعها , ثم قام بفَصْلِ مَوَادٍ من فِطرياتٍ أُخْري لَها دورٌ قاتِلٌ علَي المَيْكروباتِ ومنها الفَيْروساتِ , وقدْ ساعَدَ هذا الاكْتِشافُ الطِبَّ كَثيراً في القَضاءِ علَي الكَثيرِ من الأَمْراضِ التي لمْ يَكُنْ الإِنْسانُ يَسْتَطيعُ القَضاءَ عَلَيْها , والتي كانَ قبْلَ ذلكَ يَتْرُكُ الجِسْمَ لِمُقاوَمَتهِ الطَبيعيَّةِ للْقَضاءِ علَيْها , ورُبَّما لمْ يَسْتَطِعْ الجسم المُقاوَمَةَ وفي النِّهايةِ يَموتُ الإِنْسانُ بِسَبَبِ الإِصابَةِ بالمَيْكروبِ خاصَّةً المَيْكروباتِ الفَتَّاكةِ .
قالَ سامِرُ : وهل كلُّ المَيْكروباتِ تُسببُ كُلَّ الأَمراضِ ؟
ردَّ الطَبيبُ قائلاً : لا طَبْعاً يا بنيَّ كَما قُلْتُ فَلِكُلِّ مَيْكروبٍ أَمْراضٌ مٌعَيَّنةٌ يُصيبُ الإِنْسانَ بِها مِنْها ما يكونُ قاتِلاً , ومنها الذي يأْخُذُ فَتْرَةً ثمَّ يَنتهي مثلَ الِأنْفِلْوَنْزا , ولكنْ بِشَرِطِ أَنْ لا يُهْملَ المَريضُ في عِلاجِها وأنْ يُقاوِمَها الجِسْمُ , فإنْ كانَ الجِسمُ بلا مُقاوَمةٍ انْهارَتْ قُواهُ إنْ أصابهُ أيُّ ميكروبٍ
ثمَّ قالَ الطبيبُ لسامِر : كفاكَ أَسْئِلَةً يا سامِرُ , اسْتَرِح كثَيراً ويَجِبْ أنْ لا تَتَعَمَّقَ كثيراً في هذَا الأَمْرِ فَهَذِهِ المَعْلوماتُ تَحْتاجُ لِسِنٍّ كَبيرٍ لِكيْ تَسْتوعِبَها ولا تَشْغَلْ بالَكَ كَثيراً بالتَطَلُّعِ إلَي ما هُو فَوْقَ مُسْتوي تَفْكيرِكَ , قالَ سامِرُ : ولكنْ سؤالٌ أَخيرٌ : ما هو فيروسُ الِأنْفِلْوَنْزا ؟
قال الطبيبُ : سأُجيبُكَ حتَّي لا تَنامَ قَلِقاً بِسَبَبِ هذِه التَساؤلاتِ , هذَا المَيْكروب يأْتي غالباً في فَصْلِ الشِتاءِ وهُو يُصيبُ الجِهازَ التَنفُسِيَّ وأَعْراضُ الإِصابَةِ بهِ هي , التِهابٌ في الحَلْقِ ورَشْحٌ بالأَنْفِ وارْتِفاعٌ في دَرَجةِ الحَرارةِ ووجعٌ في المَفاصِلِ , وكَما قُلْتُ لكَ إنَّهُ فَيْروسٌ والفيروسُ يَتغيرُ شَكْلُه منْ عامٍ لآَخَرَ وهوَ ما يَجْعَلُ المَيْكروب يُسبِّبُ أَعْراضاً تَخْتَلِفُ من سَنَةٍ لأُخْري أوْ كلَّ عِدَّةَ سَنواتٍ حَسَبَ قُدرتهِ علَي التَغَيُّرِ وطَبعا التَغيرُ يكونُ طَفيفاً في شَكْلهِ فلَا يَسْتَطيعُ المَيْكروب أنْ يُغيِّرَ نَفْسَهُ نِهائِياً , وإلَّا أَصْبَحَ ميكروباً آخَرَ , اتَمَنَّي يا ُبنَيَّ أنْ تَقْضي وقْتاً طَيبِّاً وأَطْلُبُ مِنْكَ الهُدوءَ والراحَةَ , ويَجِبُ أنْ تَقومَ بِتَهْوِيةِ الحُجْرَةِ يَوْمِيَّاً , وتُعَرِّضُها للْشَمْسِ بِقَدْرِ المُسْتطاعُ حتَّي تَقْتلَ المَيْكروباتِ المَوْجودةِ بِها , وانْصَرفَ الطَبيبُ بعدَ أنْ اطْمأَنَّ إلَي أنَّ سامِرَ قدْ تناولَ الدَواءَ .
وفي اليومِ التالي حَضَرَ الطَبيبُ واطْمَأَنَّ علَي حالَةِ سامِرٍ فَوَجدَهُ أَفْضلُ من ذي قَبْلِ وأَحْضَرَ له هَديةً ثَمينةً نَتَخيلُ ما هيَ ؟ لقدْ أَحْضَرَ لهُ كِتاباً عن المَيْكروباتِ للْصِغارِ , وهُو كِتابٌ كَبيرٌ وشَيِّقٌ
فرِحَ سامِرُ بالكتابِ فَرحاً شَديداً لأنَّ الطَبيبَ قالَ لهً : لَقدْ تَحَسَّنَتْ حالتُكَ تماماً يا سامِرُ ويجِبْ أنْ تَبْدأَ في الذِهابِ إلَي المَدْرسةِ ابْتداءً من الغدِّ . وشَكَرَ الطَبيبَ كثيراً علَي هديته الرائِعَةِ
وبعد أنْ انْصرَفَ الطَبيبُ أَقْبلَ سامِرُ علَي قِراءةِ الكتابِ .
وكانَ يَقرأُ وهو مُسْتَلْقٍ علَي فِراشِهِ ويَسْنِدُ ظهرَهُ علَي الوِسادَةِ .
انهمَكَ سامرُ كثيراً في القِراءَةِ و هو سَعيدٌ كثيراً بِها , و بهذِهِ المَعلوماتِ التي لم يَكنْ يعلمُ عَنْها شيئاً قبل ذلكَ , ولمْ يكنْ قدْ درسَها بعدُ في المَدرسةِ .
لم يشبَعْ سامرُ بعدُ من التَطَلعِ لِمَعْرِفَةِ المَزيدِ والمزيدِ عن المَيْكروباتِ .
جاءَ لِزيارَةِ والِدِهِ صَديقٌ له لمْ يَرَهُ منذُ وَقْتٍ طَويلٍ , إنَّه الدُكتورُ مَنْصورُ , عالِمٌ في الهَنْدَسَةِ الوِراثِيَّةِ حيثُ كانَ عائِداً حَديثاً منْ بَعثةٍ علميةٍ بِأُوروبا , فرح سامِر به كثيراً ورحب به .
وبعد تناول الغداء , وأثناء الجلوس في حديقة المنزل وجد مع سامر كتاب المَيْكروبات للصغار فسأل سامر من أين حصلت علي هذا الكتاب ؟ فقال من صديق والدي الطبيب , قال هذا شيء جميلٌ أن تَهتمَّ بالعلمِ منذُ الصِغرِ فَربَّما أَصْبَحْتَ عالِماً كبيراً في الهَنْدَسةِ الوِراثِيةِ مَثَلاً ,
سَأَلهُ سامِرُ : ما مَعْني الهَنْدَسةِ الوِراثِيةِ ؟ قالَ لهُ والِدُهُ : يا بُنَّيَ إنَّ هذهِ أَسئلٌة أَكْبَرُ منْ سِنِّكَ
ولكن الدُكتورَ منصور قالَ : لهُ دَعْهُ فمنْ حَقِّهِ أَنْ يَسْأَلَ , ثمَّ قالَ أَنْتَ تُريدُ أنْ تَعْرِفَ مَعْني الهَنْدَسةَ الوِراثِيَّة ؟ قالَ سامرُ : نعمْ , قالَ الدُكْتورُ : مَنْصورُ :
علمُ الهَنْدسةِ الوِراثِيَّةِ هو العلمُ الذي يَتَعامَلُ معَ النَواةِ وهيَ أَصْغَرُ جُزءٍ في الخَلِيَّةِ الحيوانية أو النَباتِيَّةِ هذا العلم يُستفادُ منهُ في الحياةِ العَمَلِيَّةِ في الطبِّ و الزَراعَةِ و كافَّةِ فُروعِ الحَياةِ أيْ أنَّكَ تَسْتَخْدِمُ هذهِ النَواةَ في قصِّ جزءٍ مِنْها يَحْمِلُ صِفاتٍ مَرْغوبةٍ ثمَّ تَقومُ بِنَقْلِ هذَا الجُزْء إلَي خَلِيَّةٍ أُخْرَي , وهذَا الجُزْءُ يَحْمِلُ الصِفَة ويتكاثرُ معَ الخَليةِ الجَديدةِ ويُصبحُ كَأنَّهُ فَرْدٌ عادِيٌّ وهَكَذَا .
قالَ سامِرُ وما المَقْصودُ بالخَلِيِّةِ ؟
قالَ الدُكْتورُ : مَنْصُور : الخليةُ أَصغرُ جُزءٍ في الجِسْمِ الحَيِّ ولا يْمِكنُ رؤيتَها بالعَيْنِ المُجرَّدَةِ , وإنَّما لا يَتِمُّ ذلكَ إلَّا بالمَيْكروسْكوبِ , قالَ سامِرُ : وما الفَرْقُ إِذَنْ بينَ المَيْكروب والخَلِيَّةِ ؟ إننَّي قَرأْتُ أنَّ المَيْكروب أيضاً لا يُري بالعَيْنِ المُجرَّدَةِ ؟
قالَ الدُكْتورُ : : كلامٌ جميلٌ ., الخليةُ أصغرُ جزءٍ في الجِسْمِ سواءً جسمُ إِنسانٍ أو حيوانِ أو نبات ٍ, أمَّا المَيْكروبُ فهو كائنٌ حيٌ مُنفصلٌ تماماً , صَغيرٌ جِدَّا , لا يُمْكنُ رؤيَتهُ بالعينِ المُجردَةِ وإنَّما بالمَيكروسْكوبِ , وهُناكَ مَيْكروباتٍ ضارَّةٍ بالإنسانِ , وهُناكَ ميكروباتٌ نافعةٌ , قالَ سامِرُ :
كيفَ ذلكَ ؟ قالَ الدُكْتورُ : ميكروباتٌ ضارةٌ مثلَ التي تُصيبُ الإنسانَ بالمَرَضِ , أمَّا النافِعَةُ فهيَ مثلَ البِكْتيريا التي تَقومُ بِتَحْويلِ اللَبَنِ إلَي زَبادي فَيَتِمُّ صُنْعُ الزَبادي عنْ طَريقِ نَوْعٍ مُعَيَّنٍ منْ البَكْتِيريا النافِعَةِ , قالَ سامِرُ : لقَدْ قرَأْتُ عَنْها مُنذُ أيامٍ .
قالَ الدُكْتورُ : أمَّا النواةُ فهي أَصْغَرُ جُزْءٍ في الخَلِيَّةِ , والمادَّةُ الوِراثِيةُ تُسَمَّي بالكُروموسوماتِ , وهي تَحملُ الجيناتِ الوِراثِيَةِ , ومنْ خِلالِها تَتِمُّ أَبْحاثُنا وتَجارِبُنا لكيْ نَقومَ بنقل صفات وراثية من خلية لأخري , وفي المَيْكروباتِ فإنَّ تَكاثُرَ خلاياها يتمُّ عن طريقِ تَكاثُرٍ داخِليٍّ وتَضاعُفٍ لِهَذِه الخَلايا وبالتَّالي نَتْرُكُها لِتَتَكاثَرَ بِذَاتِها , وهيَ تَحْمِلُ العَواملَ الوِراثِيَّةَ الجَديدَةَ .
قالَ سامرُ : أينَ توجَدُ ؟
قالَ الدُكْتورُ : : توجدُ في كلِّ مَكانٍ في الماءِ و في التُربَةِ وفي الهَواءِ , ولكلِّ مَيْكروبٍ بيئةٌ خاصَّةٌ بهِ لا يَسْتَطيعُ أنْ يَعيشَ إلاَّ فيها , مِنْها الضارُّ للإنسانِ والحَيوانِ والنَباتِ ومِنْها ما ينْفَعُهُ كَما قُلْنا مُسْبَقاً , قالَ سامِرُ : هلْ لا يُمكنُ للإنْسانِ أنْ يَقْضي علَي المَيْكروباتِ نِهائِياً ؟
قالَ الدُكْتورُ : : بالطَبعِ لا لأنَّها تَتكاثَرُ تَكاثُراً سَريعاً جداً وتوجَدُ في كلِّ مكانٍ ولا يُمكنُ القَضاءَ عَلَيْها ولكنْ ما يُمكنُ لهُ هو عَمَلُ أَمْصالٍ تَجْعَلُ الجِسْمَ يُفْرزُ موادً مُضادَّةً , وحين تُهاجِمُهُ المَيْكروباتُ فإنَّهُ يَقْضي عَلَيْها بِسُرْعَةٍ , وبذَلِكَ اسْتطاعَ الإِنْسانُ أنْ يَتغلَّبَ علَي الكَثيرِ منْ الأَمْراضِ الفَتَّاكَةِ مْنها الجُدَري وشَلَلَ الأَطْفالَ والتيتانوسَ والسُعالَ الديكيِّ , عنْ طَريقِ عَمَلِ أَمْصالٍ يَأْخُذُها الطفلُ في مَرْحلَةٍ مُبَكِّرَةٍ منْ السِنِّ ويَظَلُّ بَعْدَها مُحْتَفِظًا بِمَناعَتِه ضدَّ هذِه الأَمْراضِ طُوالَ حَياتِهِ , ولَكِنْ لمْ يَسْتَطِعْ العلمُ الحديثُ أنْ يَصِلَ إلَي لِقاحاتٍ لكلِّ الأَمْراضِ , ولَوْ حَدَثَ ذلكَ فَسَوْفَ يَسْتَريحُ الإِنْسانُ كَثيراً منْ خُطورَةِ هذهِ الأَمْراضِ , قالَ سامِرُ : وطَبْعاً مِنْها الِأنْفِلْوَنْزا ؟
قالَ الدُكْتورُ : : الِأنْفِلْوَنْزا فيروسٌ صغيرٌ جِدَّاً ويتغيرُ جزءٌ صَغيرٌ منهُ بِتغيرِ العَوامِلِ الجَوِّيَةِ وهوَ ما يؤثِّرُ علَي تَرْكيِبهِ وهذا يَجْعَلُهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ أَمامَ أَجْهِزَةِ مَنَاعَةِ الجسمِ , ولهذَا تكونُ أَعْراضُ الإصابَةِ بهِ مُخْتَلِفَةٍ دائِماً , ولوْ اسْتَطاعَ الطِبُّ أنْ يَصْنَعَ مَصْلاً لَهُ في كُلِّ أشْكالِهِ المُتَغَيِّرَةِ لاسْتراحَتْ البَشَرِيَّةُ كلُّها مِنْهُ , ثم قالَ الدُكْتورُ : وكَفي هذا يا بُني إنَّني شَرَحْتُ لكَ أَكْثَرَ ممَّا يَنْبغي أنْ تَتَعَلَّمَهُ , تَمَهَّلْ قليلاً , وسوفَ تفهمُ أَكْثَرُ كُلَّما كَبُرْتَ واتَّسَعَتْ آفاقُكَ , ثم قالَ له : حينما تنجحُ في العامِ القادِمِ سَوْفَ أُهْدي إليْكَ كِتاباً عن الهَنْدَسةِ الوِراثِيَّةِ بِأُسْلوبٍ مُبَسَّطٍ , ثم غادرَ الدكتورُ مَنْصورُ المَنْزِلَ .
اتَّجَهَ سامِرُ إلَي غُرْفَتِهِ وانْهمكَ في البَحْثِ عنْ علْمِ الهَنْدَسَةِ الوِراثيةِ علَي مَواقِعِ الإِنتَرْنِتْ المُخْتَلِفَةِ وظلَّ مرَّاتٍ طَويلَةٍ يَتَصَفَّحُه ويُحاوِلُ أنْ يَفْهَمَ الكثيرَ ويعرفَ طَلاسِمَهُ الصَعْبَةَ .
كانَتْ هُناكَ جُمْلَةٌ أَوْقفتهُ " ربمَّا وَجَد العُلماءُ في الفَضاءِ الخارِجيِّ عِلاجاً للْكَثيرِ منْ الأَمْراضِ التي يُعاني مِنْها البَشَرُ وربَّما وَجَدوا أَمْصالاً ولِقاحاتٍ لكلِّ المَيْكروباتِ الضارَّةِ المَوْجودةِ علَي كَوْكَب الأَرْض " .
أَوْقفتْ سامِرُ هذهِ الجملةُ كَثيراً وظلَّ يُفكِّرُ فيها , وبينما كانَ مُسْتغْرِقاً في التَفكيرِ فيها وهُو مُسْتَلْقٍ علَي سَريرهِ , أَخَذَتْهُ سِنَةٌ من النَومِ .
رأَي سامِرُ في نَوْمهِ أنَّ أَباهُ يقودُ مَرْكَباً فَضائِياً كبيراً , وقدْ حطَّ بِمِرْكَبِهِ الفَضائِيِّ في حَديقَةِ المَنْزِلِ , ثمَّ أرْسلَ له لكَيْ يتجهَ مَعَهُ في الرِحْلَةِ الفَضائيَّةِ .
أَسْرعَ سامِرُ وهُو فَرِحٌ جِدَّاً بهذِهِ المُغامَرَةِ الظَريفَةِ معَ والِدِهِ الذي كانَ ينظرُ إِلَيْهِ منْ خِلال نافِذَةِ المَرْكِبِ الزُجاجيةِ السَميكَةِ .
دخلَ سامِرُ المَرْكبَ الفَضائيَّ المُكيَّفَ والمَليءَ بالأَجْهِزَةِ الحَديثَةِ .
كانَ معَ والِدهِ عَشَرَةٌ من عُلَماءِ الفَضَاءِ , كانوا يَلْبَسونُ كَمَّاماتٍ مُتَّصِلَةٍ بِأَجْهِزَةٍ للْتَنَفُسِ وملابِسَ خاصَّةً بالفضاءِ , لبِسَ سامِرُ واحداً منْها بمجرَّدِ دُخولِهِ إلَي داخِلِ المَرْكَب الفضائيِّ . ثمَّ سُرْعانَ ما ضَغَطَ والِدُه علَي زِرِّ الانْطلاقٍ .
انْطَلَقَ المَرْكِبُ بِسُرعَةٍ هائِلَةٍ , وسَمِعوا صَوْتَ دَوِّيٍ هائِلٍ , ورَأَوْا أَلْسِنَةً منْ الدُخانِ واللَهَبِ تَنْطلقُ من الصاروخِ الفَضائِيِّ نَتيجةَ الاحْتِراقِ الداخِلِيِّ للوَقودِ الناتِجِ منْ عَمَلِيَّةِ الانْطِلاقِ .
نظرَ سامِرُ إِلَيْهِمْ يُراقِبُ تَصَرُّفاتِهِمْ فَلَمْ يَسْمَعْ أَحَداً منهمْ يَتكلمُ مُباشَرةً معَ الآَخَرِ , كانوا يَتهامَسونَ عنْ طَريقِ سَمَّاعاتٍ داخِلِيَّةٍ , معَ أنَّهمْ يَجْلسونَ بِجوارِ بَعضهمْ , باسْتثناءِ واِلِدهِ الذي كانَ يَقودُ المَرْكِبَ , بينما كانَ المَرْكِبُ يَنْطَلِقُ بِسرعَةٍ مَهولَةٍ .
بعدَ ساعَةٍ من انْطلاقِ المَركبِ الفضائيِّ وَجَدَ سامِرُ أنَّ الجَوَّ أَصْبَحَ مُظْلِمًا منْ حَوْلهِمْ , سأَلَ سامِرُ والِدَهُ ما هذَا الظَلامُ ؟ قالَ والِدُهٌ : لأنَّنا الآنّ قدْ خَرَجْنا منْ مُحيطِ الجاذِبِيَّةِ الأَرْضيَّةِ , هذِهِ المِنْطَقَةُ حينَ تُلْقي فيها شَيْئاً لنْ تَجْذِبُه الأَرْض إِلَيْها , وسَيَظَلُّ مُعَلَّقاً , و لا تجذبُهُ الأَقمارُ ولا الكَواكبُ الأُخرَى لأنَّهُ لَيْسَ في مَجالِ جاذِبِيَّتِها , وهذِه المِنطقةُ مُظلمةٌ أَيْضاً لأنَّه لا يوجَدُ فيها ضَوْءٌ , وتُسَمَّي بِمِنْطَقَةِ انْعِدَامِ الجاذِبِيَّةِ . قالَ سامرُ : ما مَعْني ذلكَ يا والدي ؟ قالَ الوالِدُ :
إنَّ لكلِّ كَوْكَب أوْ نجمٍ في الكَوْنِ مَجالٌ للجاذِبِيَّةِ , أيْ مِنطقةٌ تَظْهرُ فيها قُوتُّه المَغْناطسيَّةِ , و يَجْذِبُ كُلَّ الأَشْياء المَوْجودةِ في هذَا المَجالِ إلَيْهِ حتَّي الكَوْكَب الذي نحنُ مُتَّجِهونَ إليهِ له نَفسُ خاصِيَّةِ المَجالِ المَغناطيسي , ولكنْ نحنُ الآنَ لمْ ندْخُلْ إلَي مجَالِهِ المَغْناطيسي بَعْدُ ونَحْنُ في مِنْطَقَةِ انْعِدامِ الجاذبِيَّة ولِهذَا فالمَرْكَبُ الآنَ لا يَحْتاجُ إلَي قوَّةٍ كبيرَةٍ للْتَحَرُّكِ في أيِّ اتِّجاهٍ .
وبَيْنَما سامِرُ يَتَحَدَّثُ معَ والِدِه لاحَظَ أنَّ عُلَماءَ الفَضاءِ قدْ اسْتَغْرَقوا جَميعاً في حالةِ نَوْمٍ عَميقٍ
نَظَرَ سامِرُ لِوَالِدِهِ مُتَعَجِّباً , لكنْ والِدُهُ قالَ لهُ : لا تَقْلَقْ يا بنيَّ فَهذَا شيءٌ عادِيٌّ , دَعهمْ يرتاحونَ فأَمامَهُمْ جُهْدٌ كَبيرٌ وسَفرٌ طَويلٌ , قالَ سامِرُ لوالِدِه :
وسُرْعانَ ما دَخلُوا في مِنْطَقَةٍ أُخْرَي شَديدَةِ الإضاءَةِ . نظَرَ سامِرُ فوَجدَ الجَوَّ فيها مُبْهِراً منْ حَولِهمْ
وكانَ سامِرُ ينْظرُ من النافِذِةِ للْفَضاءِ الشاسِعِ المُتَلوِّنِ بأَلْوانٍ مُخْتَلِفَةٍ , ويتأمَّلُ قُدْرَةَ الخالِقِ و جَمالِ صُنْعِهِ .
كانَ الوَقْتُ يَمُرُّ وسامِرُ مُنْشَغِلٌ بالنَظَرِ منْ النافِذِةِ , وفَجْأَةً وَجَدَ والِدَهُ يُشيرُ إِلَيْهِ .
قال له : لقدْ دَخَلْنا في مِنْطَقَةِ جاذِبِيَّةِ الكَوْكَب المُتَّجِهينَ إليهِ , ولِهَذَا فإِنَّنا يجِبْ أنْ نُقَلِّلَ من قُوَّةِ المُحَرِّكِ كثيراً لأّنَّ الكَوْكَب يَجْذِبُنا إِلَيْهِ .
وأَثْناءَ الرِحْلَةِ التي اسْتَغْرَقَتْ حَوَالَيْ خَمْسَ ساعاتٍ كانَ الجميعَ كانَ طَعامُهمْ عبارَةٌ عنْ أَغْذِيَةٍ مُعَلَّبَةٍ وهي عبارةٌ عن غِذاءِ مَلِكاتِ النحلِ وبعضَ العَصائِرَ والأَغْذِيَةِ المُصَنَّعَةِ وفيتاميناتٍ يحْصلونَ علَيْها منْ عِلَبٍ صَغيرةٍ مُغلَّفَةٍ تُصْرَفُ لكلِّ واحِدِ منهمُ بميعادٍ مُحَدَّدٍ ثم يَقومُ يِفَتْحِها ويَتَناوَلُ ما فيها ثُمَّ يُلْقيها في صُنْدوقِ القِمامَةِ .
وبعدَ انتهاءِ الوقْتِ وَصلَ المَرْكَبُ إلَي الكَوْكَب , وبِمُجردِ الوُصولِ والهُبوطِ علَي سَطْحِ الكَوْكَب فُتِحَتْ الأبْوابُ واسْتَعَدَّ كلُّ واحِدِ منهمْ للخُروجِ , وقدْ بدأً كلُّ واحدٍ منهمْ يِخَلْعِ الأَجْهِزَةِ المُلْتَصِقَةِ به وبقيت ملابِسُهُ الفَضائِيَّةَ فَقَطْ وحَملَ حَقيبةً صَغيرةً مَعَهُ فيها كلُّ ما يَلْزَمُهُ منْ أَجهِزَةٍ ومِنْها اللابْتوبْ الخاصُّ بهِ وبعضَ المَشْروباتِ والأَطْعِمَةِ الفَضائِيَّةِ التي يَحْتاجونَها أَثْناءَ تَجَوُّلِهِمْ
سَأَلَ سامِرُ والِدَهُ ما هذَا الكَوْكَب الذي نحنُ علَي سَطْحِهِ الآنَ ؟ قالَ : إنَّهُ كَوْكَب المَرِّيخِ يا بُنَّيَ . وبِمُجَرَّدِ نُزولِهِمْ منْ المَرْكِبِ وجَدوا كَوْكَب ةً منْ عُلَماءِ المَرِّيخِ في انْتظارِهِمْ وكانوا قدْ أَعدُّوا مَوْكِباً كَبيراً لاسْتِقْبالِهِمْ , لم تكنْ توجَدُ هُناكَ وسيلةُ اتِّصالٍ بِكَوْكَب المَرِّيخِ , ولمْ يَكُنْ يَظُنُ العُلماءُ أنْ يَجِدوا أَحَداً علَي كَوْكَب المَرِّيخِ , ولمْ يَظُنُّوا أنْ يَكونَ هُناكَ أَحَدٌ يَعْلَمُ شيئاً عنْ رِحْلَتِهِمْ .
وجَدوا اسْتقبالاً رائعاً , المْشروباتِ الجَميلةَ والموسيقي والطعامَ اللَّذيذَ , احتفالاً يليقُ بِقدومِ عُلماءٍ منْ كَوْكَب الأَرْض , وسَأَلَ علماءُ الأَرْض عُلماءَ المَرِّيخَ : منْ أَيْنَ عَلِمْتُمْ بِقُدومِنا وبِرِحْلَتِنا ؟
فأَجابوهمْ : إنَّنا نَمْلِكُ أَحْدَثَ أَجْهِزَةِ تَنَصُّتٍ في الكَوْنِ , إنَّنا نَستطيعُ أنْ نَسْمعَ حَديثَكُمْ علي كَوْكَب الأَرْض , وجرَّبوا لَهُمْ نَموذجاً منْ حِواراتٍ علَي الكَواكِبِ الأخرى وتَحْديدِ المِنْطَقَةِ التي يُريدونَ الاسْتِماعَ إلَي ما يَدورُ فيها , ثمَّ قالوا : إنَّ كَوْكَبَنا بِطبيعَتِهِ يَتَكَوَّنُ من المَعادِنِ , وجُزْءٌ بَسيطٌ جدَّاً وهوَ الذي نَمْشي علَيْهِ يَتَكَوَّنُ منْ الرَمْلِ والحَصَي والتُرابِ , وهو ليْسَ كَكَوْكَبكُمْ الأَرْضيِّ الذي يَتكَوَّنُ منْ التُرابِ فَقَطْ , ولِهَذا فإنَّ أَجْسامَنا جُزْءٌ مِنْها مَعْدَنيٌّ وجُزْءٌ قَليلٌ منْها طينِيٌّ مِثْلُكُمْ , وبِسَبَبِ هذِه الخاصِيَّةِ في كَوْكَبِنا فهوَ يَسْتَقبلُ كلَّ الذَبْذباتِ الصَوْتِيَّةِ الصادِرَةُ منْ كلِّ الكَواكِبِ المُحيطَةِ بهِ وأَهَمُّها الأَرْضُ , ونحنُ نُعاني منْ سَماعِ أَصْواتِكِمْ التي تَصْطَدِمُ بكَوْكَبِنا وإنْ كانَتْ غيرَ واضِحَةٍ , ولَكِنْ إنْ تَرَكْنا أَجْهِزَتَنا تَسْتَقْبِلَها فإنَّنا سَوْفَ نَسْمَعُ مِلْياراتِ الأَصواتِ , ونَقومُ بتحديدِ المَكانِ الذي نُريدُ سَماعَ أَصْواتهِ وأَيْضًا نَسْتَطيعُ تَحْديدَ الشَخْصِ الذي نُريدُ أنْ نسمعَ حَديثَهُ أَحياناً , وهكذا ولكننَّا نَستطيعُ التَواصُلَ مع كوكبِ الأَرْضِ وإِرْسالِ الرَسائِلِ لمَنْ نريدُ إرسالَها له , وبعدَ البَحْثِ والعِلْمِ اسْتَطَعْنا أنْ نَكْتَشِفَ أَجْهِزَةً حديثةً تُسَهِّلُ لَنا الاتِّصالَ بكَوْكَبِ الأَرْضِ , ولَمْ نَتَوصَّلْ إلَي بَقِيَّةِ الكَواكِبِ , ومنْ حُسنِ حظِّنا أنَّكُمْ قادِمونَ من كَوْكَبِ الأَرْضِ , فلوْ أَردتُمْ الاتِّصالَ بأَهْلِيكمْ وذويكمْ فعلَي الرَحْبِ والسَعَةِ .
قالَ والدُ سامِرِ : ولمَ لا ؟ هيَّا نَتَّصِلُ بأَهْلِنا ونَطْمَئِنُّ عَلَيْهمْ
وقامَ كلُّ واحدٍ منْ العُلماءِ بالتَّحَدُّثِ معَ أَقارِبِهِ في كَوْكَبِ الأَرْضِ .
واتَّصلَ والِدُ سامِرِ بِوَالِدَتِهِ وأُخْتهِ , وطَمْأَنَهُما علَي حالِهِ , وكانوا سُعَداءَ كثيراً بهذَا الحَدَثِ العَظيمِ
نظر سامِرُ في أَجْسامِ سُكَّانِ كَوْكَبِ المَرِّيخِ فَوَجَدهُمْ أَطْوَلُ من أجسام عُلَماءِ الأَرْضِ بِدَرَجَةٍ مَلْحوظَةٍ وأَجْسامِهِمْ مَليئةٌ بالشَعْرِ وشَعْرُهمْ طَويلٌ وكَثيفٌ , وأَجْسامُهمْ تَلْمَعُ لأَنَّها مَطْلِيَّةٌ بمَادَةٍ من الفِضَّةِ , سأَلَهمْ العلماءُ عنْ أَجْسامهمْ واخْتلافِ شَكْلِها وطَبيعَتِها ؟ فَقَالوا : كَما تَخْتَلِفُ الأَرْضُ عنْ كَوْكَبِنا نَخْتَلِفُ عَنْكُم لأنَّنا مَخْلوقينَ منْ مَعَادِنَ كَوْكَبنا كَما أَنَّكُمْ مَخْلوقينَ منْ الطينِ .
ولكنْ لَسْنا مثْلَكُمْ , فعِنْدَنا عِلاجٌ لِكُلِّ الأمْراضِ المَوْجودَةِ عِنْدَكُمْ ,كمَا أنَّنا اكْتَشَفْنا دَواءً ومَصْلاً واقياً من كلِّ المَيْكروباتِ , ومْن جَميعِ الأَمْراضِ الفتَّاكَةِ لَدَيْكُمْ .
فرحَ عُلماءُ الأرضِ كَثيراً بِكُلِّ هَذهِ المَعْلومات ِالجَميلَةِ والمُفيدَةِ .
ثمَّ قاموا بِتَحْميلِ كلِّ هذِه المَعْلوماتِ علَي أُسْطُواناتٍ ونَقَلوها أيْضاً علَي أَجْهِزَةِ اللابْتوبِّ الخاصَّةِ بِهِمْ لتِأْكيدِ حِفْظِها ,.
كانَ سامِرُ مُتَعَجِّباً كثيراً منْ شِفاهِهِمْ التي تُشْبِهُ المَعادِنَ والتي تَتَحَرَّكُ بِبُطءٍ وهمْ يَتَكَلَّمونَ وبِأَصْواتِهِمْ الخافِتَةِ التي تَخْرُجُ بِبُطْءٍ .
كانَتْ المَباني عِنْدَهُمْ مَصنوعةً من المَعْدَنِ , لا يوجَدُ فيها طوبٌ ولا حِجارَةٌ , وكلُّ المَنْشآتِ عِنْدَهُمْ كَذلكَ , فَعِنْدَهمْ منْ العِلْمِ ما يَسْتطيعونَ بهِ تَشْكيلَ المَعادِنِ بالطَريقةِ التي يُريدونَها , والشَّكْلِ الذي يُريدونَهُ بأقلِّ مَجْهودٍ .
قَضَي عُلَماءُ الفَضاءِ أُسْبوعاً كاملاً ضيوفاً علًي عُلَماءِ كَوْكَبِ المَريخِ , نَقَلوا فيهِ كلَّ عُلومِهْمِ , واطَّلَعوا علَيْها , وحَفَظوا كُلَّ ما يُريدونه علَي أُسْطواناتِ مُدْمَجَةٍ وعلَي أَجْهِزَةِ اللابْتوبِّ الخاَّصةِ بِهِمْ
وقبْلَ رَحيلهمْ , أَقامَ عُلَماءُ كَوْكَبِ المَرِّيخِ حَفْلاً كَبيراً لِتَوْديعِ عُلَماءِ الأَرْضِ .
وانْطَلَقَ مَرْكِبُ عُلَماءِ الأَرْضِ الفَضائِيِّ , ومَعَهُمْ سامِرُ .
انْطَلَقَ الجَميعُ وهمْ في حالَةٍ منْ الفَرَحِ الغامِرِ والسُرورِ المُذْهِلِ , قائِلينَ لَقَدْ حَصَلْنا علَي عِلاجٍ لِجَميعِ الأَمْراضِ المَوْجودَةِ علَي كَوْكَبِ الأَرْضِ , لَقَدْ حَصَلْنا علَي أمْصالٍ لِكُلِّ الفَيْروساتِ والمَيْكروباتِ , سَوْفَ يُصابُ كوكبُ الأَرْضِ جَميعهُمْ بالذُهولِ والإِعْجابِ بمَا قَدَّمْناهُ منْ خِدْمَةٍ جَليلَةٍ للْعِلْمِ , وسَوْفَ تُسَجَّلُ هذِه الرِحْلَةُ التاريخِيَّةُ بأَقْلامٍ منْ الذَهَبِ علَي كَوْكَب الأَرْض , لأَنَّها رحْلَةٌ مُؤَثِّرَةٌ ومُغيرةٌ للْحَياةِ علَي كَوْكَبِ الأَرْضِ .
انْطَلَقْت سَفينَةُ الفَضاءِ بِهِمْ , وهُنَاكَ وَفْدٌ كَبيرٌ منْ قِياداتِ الدَوْلَةِ يُوَدِّعُهُمْ .
كانَتْ هُناكَ وَكالاتُ أَنْباءٍ تُصَوَّرُ الحَدَثَ وتَنْقِلُهُ إلَي كَوْكَبِ الأَرْضِ .
وأَثْناءَ رِحْلَةِ العَوْدَةِ , وبعدَ تَجاوزِ مِنْطَقةِ انعدامِ الجاذبيةِ ودُخولِ منطقةِ جاذبيةِ الأَرْضِ حَدَثَ عُطْلٌ فَنِّيٌ في المُحرِّكِ الَرئيسيِّ لِسَفينةِ الفَضَاءِ , وبَدَأَ الجَميعُ يَتسَاءَلُ ؟ وهمْ يَنْظرونِ إَلي بَعضهمْ البَعْضَ نَظْرةَ خَوْفٍ ويأْسٍ .
واتَّصَلوا بكَوْكَبِ الأَرْضِ لإنْقاذِهمْ , ولكِنْ لا أَمَلَ في الإِنْقاذِ , ولا وَقْتَ للإسْعافِ , وخاصَّةً أنَّ قُوَّةَ جَذْبِ الأَرْضِ للْمُحَرِّكِ بَدَأَتْ تَزْدادُ .
كانَتْ سَفينةُ الفَضاءِ مِثْلَ قِطْعَةٍ منْ الحَجارَةِ مُلْقاةً في الهواءِ سَتَسقُطُ لا مَحَالَةَ منْ أَعْلَي إلَي أَسْفَلٍ
وحاوَلوا جَميعاً جاهِدينً تَشْغيلَ جَميعِ المُحركاتِ الاحْتياطِيَّةِ , ولَكِنْ لِسوءِ الحَظِّ لقدْ نَفَذَ الوَقودُ لأنَّهُ كانَ يتَسرَّبُ منْ ثُقْبٍ صَغيرٍ أَسْفلَ المُحرِّكِ دونَ أنْ يَشْعُروا بذلكَ , ولمْ يَنْتبِهوا إلَي قِراءَةِ مُؤّشِّرِ الوَقِود , حَزِنوا جَميعاً علَي اسْتهتارِهمْ ونِسْيانِهمْ لأَمْرٍ مُهمٍّ كَهَذا .
ولأنَّ الوَقودَ تَقْريباً بدأَ يَنفذُ فَسَوْفَ تَحْتَرِقُ سَفينةُ الفَضاءِ بَعْدَ دَقائقٍ مَعْدودةٍ .
ومرَّتْ الدَقائِقُ وبدأَ العدُّ التَنازُليُّ للْمُحركِ يَظْهَرُ علَي المُؤَشِّرِ الخاصِّ بهِ في مَكانِ القِيادَةِ . سَوْفَ يَحترقُ المُحرِّكُ , وبالتَّالي سَوْفَ تَنْفَجرُ سَفينةُ الفَضاءِ بِهمْ جَميعاً .
أُصيبَ الجَميعُ بالهَلَعِ الشَديدِ حينَ بَدَأَ العَدُّ التَنازُليُّ منْ 10 – 9 -8 , وهَكَذا حتَّي وصَلَ إلَي رَقَمِ 3 وعِنْدَها زادَتْ ضَرَباتُ قَلْبِ سامِرَ كَثيراً حتَّي أنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ ضَرَباتِ قَلْبِهِ وظنَّ بأَنَّهُ سَيموتُ منْ الخَوْفِ قَبْلَ انْفِجارِ سَفينةِ الفَضاءِ .
وفَجْأَةً اسْتَيْقَظَ سامِرُ منْ النَوْمِ مَفْزوعاً وهوَ يُرَدِّدُ كَلِمَةَ لا .. لا.. لا.. لا... لا .
قامَ مَفْزوعاً وهوَ يُحرِّكُ يَدَيْهِ يَميناً ويَساراً .
ظَلَّ عدَّةَ ثوانٍ تائِهاً حتَّي هَدَأَ وبدَأَ يَتَأَكَّدُ أنَّهُ في مَنْزِلهِ , وأنَّهُ لمْ يَمُتْ .
سَمِعَ والداهُ صَوْتَهُ وهوَ يَصْرُخُ فَقَاموا مُسرعينَ بالدُخولِ إلَي حُجْرَتِهِ للاطمِئْنانِ علَيهِ .,
قامَتْ والِدَتُهُ باحْتضانِهِ فَشَعَرَ سامِرُ بالأَمانِ, وَبدأَ يَفيقُ من حالَتَهِ التي كانَ عَلَيْها
وتأَكّدَ انَّ ما حَدَثَ كانَ مُجرَّدَ حِلْمٍ , وأنَّهُ الآنَ في مَنزلهِ , وأنَّ والِدَهُ بِخَيْرٍ .
ثمَّ قامَتْ والِدَتُهُ علَي الفّْوْرِ بإِحْضارِ مَشْروبِ مُهَدِّئٍ لَهُ حتَّي يَشْعُرَ بالاطْمِئنانِ .
نظرَ سامرُ حَولَهُ فَوجدَ كُتُبَهُ كما هي ولَكِنَّهُ وَجدَ كِتابَهُ الذي كانَ يَقْرَأُ فيهِ قدْ وَقَعَ منْ يَدِهِ أَكْثَرَ
حَكَي سامِرُ لوَالِدَيْهِ ما حَدَثَ لَهُ .
طَمْأناهُ وقالا له إنَّ هذِه الأَحْلامُ مُجردُ تَطلعٍ منهُ إلَي البَحْثِ عنْ الجَديدِ في العِلْمِ , وهذَا دَليلٌ علَي أنْ قَدْرَتَهُ علَي الاسْتيعابِ عالِيةٌ , وإنْ شاءَ اللهُ سَيكونُ لهُ مَكانَ مرموقٌ بيْنَ أَهْلِ العِلْمِ , ارتاحَتْ نَفْسُ سامِرٍ كَثيراً بعدَ سَماعِ هذَا الكَلامِ منْ والِدَيْهِ , وهَدَأَتْ نَفْسُهُ .
وذهَبَ لِينامَ , وقرأَ سُورَ المَعوذَتينِ وآَيَةَ الكُرْسِيِّ قَبْلَ أنْ ينَامَ .
اْستَيْقَظَ سامِرُ في اليَوْمِ التالي لِيَحْكِي لِزُملائهِ قِصَّةَ هذَا الحِلْمِ الجَميلِ , ودَوَّنَها في مُذَكراتٍ خاصَّةٍ بهِ , واتَّجهَ سامِرُ إلَي الاهْتمامِ بِكُتبهِ وعُلومِهِ الدِراسيَّةِ , وحاوَلَ أنْ يَنْسي الخَيالَ كَثيراً حتَّي يَنجَحَ ويَتَفَوَّقَ كَعَادَتِهِ .
ومرَّتْ الأَيامُ وأَصْبَحَ سامِرُ عالِماً في عِلْمِ المَيْكروباتِ .
وبعدَ أنْ حَصَلَ علَي جائِزَةٍ كَبيرةٍ في مَجالِ الهَنْدَسةِ الوِراثِيَّةِ , تَذَكَّرَ حِلْمَهُ اللذيذَ واسْتطاعَ أنْ يَكْتُبَهُ في مُذَكِّرَاتِه , ثمَّ ألفَّ منْهُ قِصَّةً وسَمَّاها رِحْلَةٌ عَبْرَ الخَيالِ .
ونَشَرَ هذِه القِصَّةَ الجَميلَةَ في احْدي الصُحُفِ اليَوْميَّةِ .


قديم 02-15-2020, 08:31 PM
المشاركة 2
بثينة صالح
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: رِحْلَةٌ عَبْرَ الخَيَالِ - قصة للطفل - شاكر صبري
*
*
*
الأستاذ القدير شاكر صبري محمد السيد
*
*
هي قصة علمية جميلة تناسب الكبار والصغار
*
*
لكمية المعلومات فيها والتي أعتقد أنها
من المفيد قراءتها للأطفال في زمن تفشي مرض كورونا
*
*
أتمنى أن يقي الله الجميع شره
*
*
تحياتي وتقديري

قديم 02-16-2020, 11:40 PM
المشاركة 3
فارس العمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: رِحْلَةٌ عَبْرَ الخَيَالِ - قصة للطفل - شاكر صبري
هي قصة فعلا تناسب الأطفال بأسلوبها البسيط الجميل سيدي الكاتب شاكر صبري السيد ~ لكن حسب رأيي المتواضع فإن كمية المعلومات طاغية جدا بتفاصيلها التي قد لا تستوعبها الطفولة الطيبة ~ أشكرك أستاذنا على قصتك ونتمنى منك المزيد مع الرجاء فقط بمحاولة الإختصار ~ لك مني تحية وسلاما

قديم 02-23-2020, 12:45 PM
المشاركة 4
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: رِحْلَةٌ عَبْرَ الخَيَالِ - قصة للطفل - شاكر صبري
قصة رائعة استاذي شاكر

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رِحْلَةٌ عَبْرَ الخَيَالِ - قصة للطفل - شاكر صبري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإبداع الشعري / شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 3 02-14-2020 01:50 PM
الإخــــــوة الأشرار - قصة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-29-2020 12:50 PM
ايقاف - قصة قصيرة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 3 01-10-2020 12:22 PM
أبوان مزيفان - قصة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-03-2020 05:19 PM
رحلة العذاب قصة قصيرة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 5 10-30-2019 11:11 AM

الساعة الآن 10:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.