قديم 10-16-2010, 10:42 AM
المشاركة 21
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا أمام الذين هاموا
( إيليا أبو ماضي )


لمني إذا حلّت عن عهودي
و لا تلمني على هيامي
ما كنت أخشى من المنايا
فكيف أخشى من الملام ؟
قد نزل الحبّ في فؤادي
ضيفا ، و لكن على الدوام
فبات قلبي له طعاما
وبتّ أنأى عن الطعام
أعدى غرامي النجوم حتّى
أسهرها في الدجى غرامي
لو تعرف الشمس ما للهوى لم
تبن لطرف من السّقام
أصاب سهم الفراق قلبي
و أخطأت قلبه سهامي
و كان خوفي من التنائي
خوف كفيف من ( التّرام )
إن فراق الحبيب عندي
أشدّ وقعا من الحمام
لو يبعد البعد عن حبيبي
ما عنّ يوما لمستهام
أنا إمام الذين هاموا
و أيّ قوم بلا إمام
فليس قبلي و ليس بعدي
و لا ورائي ولا أمامي

قديم 10-16-2010, 10:43 AM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا هو
( إيليا أبو ماضي )


كانت قبيل العصر مركبة
تجري بمن فيها من السّفر
ما بين منخفض و مرتفع
عال ، و بين السّهل و الوعر
و تخطّ بالعجلات سائرة
في الأرض إسطارا و لا تدري
كتبت بلا حبر و عزّ على
الأقلام حرف دون ما حبر
سيّارة في الأرض ما قتئت
كالطّير من وكر إلى وكر
تأبى و تأنف أن يلمّ بها
تعب ، و أن تشكو سوى الزّجر
حملت من الركاب كلّ فتى
حسن الرّواء و كلّ ذي قدر
يتحدّثون فذاك عن أمل
آن ، و ذا عن سالف العمر
يتحدّثون و تلك سائرة
بالقوم لا تلوي على أمر
فكأنّما ضربت لها أجلا
أن تلتقي و الشمس في خدر
حتى إذا صارت بداحية
ممدودة أطرافها صفر
سقطت من العجلات واحدة
فتحطّمت إربا على الصّخر
فتشاءم الركّاب و اضطربوا
مما ألمّ بهم من الضّر
و تفرّقوا بعد انتظامهم
بددا و كم نظم إلى نثر
و الشّمس قد سالت أشعّتها
تكسو أديم الأرض بالتّبر
و الأفق محمرّ كأنّ به
حنقا على الأيّام و الدّهر
قد كان بين الجمع ناهدة
الثديين ذات ملاحة تغري
تبكي بكاء القانطين و ما
أسخى دموع الغادة البكر
و قفت و شمس الأفق غاربة
تذري على كالورد ، كالقطر
شمسان لولا أنّ بينهما
صلة لما بكتا من الهجر
و تدير عينيها على جزع
كالظّبي ملتفتا من الذّعر
و إذا فتى كالفجر طلعته
بل ربما أربى على الفجر
وافى إليها قائلا عجبا
ممّ البكاء شقيقة البدر ؟
قالت أخاف اللّيل يدهمني
ما أوحش اظلماء في القفر !
و أشدّ ما أخشاه سفك دمي
بيد الأثيم اللّصّ ذي الغدر
" هنري " اللّعين و ما الفتى هنري
إلاّ لبن أمّ الموت لو تدري
رصد السبيل فما تمرّ به
قدم و لا النسمات إذ تسري
وا شقوتي إنّ الطريق إلى
سكني على مستحسن النكر
إنّي لأعلم إنّما قدمي
تسعى حثيثا بي " القبر
قال الفتى هيهات خوفك لن
يجديك شيئا ربّة الطهر
فتشجهي و عليّ فاتّكلي
فأنا الذي يحميك من هنري
قالت أخاف من الخؤون على
هذا الشباب الناعم النّضر
فأجابها لا تجزعي و ثقي
أنّي على ثقة من النّصر
عادت كأن لم يعرها خلل
تخد القفار سفينة البرّ
و اللّيل معتكر يجيش كما
جاشت هموم النّفس في الصدر
فكأنّه الآمال واسعة
و البحر في مدّ و في جزر
و كأنّ أنجمه و قد سقطت
دمع الدّلال و ناصع الدّر
و البدر أسفر رغم شامخة
قد حاولت تطويه كالسّر
ألقى أشعّته فكان لها
لون اللّجين و لؤلؤ الثّغر
فكأنّه الحسناء طالعة
من خدرها أو دمية القصر
و كأنّما جنح الظّلام جنى
ذنبا فجاء البدر كالغدر
و ضحت مسالك للمطيّة قد
كانت شبيه غوامض البحر
فغدت تحاكي السّهم منطلقا
في جريها و الطيف إذ يسري
و القوم في لهو و في طرب
يتناشدون أطايب الشّعر
حتى إذا صارت بمنعرج
و قفت كمنتبه من السّكر
فترجّلت " ليزا " و صاحبها
و مشت و أعقبها على الأثر
و استأنفت تلك المطيّة ما
قد كان من كرّ و من فر
مشت المليحة و هي مطرقة
ما ثمّ من تيه و لا كبر
أنّى تتيه و قد أناخ بها
همّ و بعض الهمّ كالوقر
لم تحتسي خمرا و تحسبها
ممّا بها نشوى من الخمر
في غابة تحكي ذوائبها
في لونها و اللّف و النّشر
ضاقت ذوائبها فما انفجرت
إلاّ لسير الذّئب و النمر
كاللّيلة الليلاء ساجية
و لربّ ليل ساطع غرّ
قد حاول القمر المنير بها
ما حاول الإيمان في الكفر
تحنو على ظبي و قسورة
أرأيتم سرين في صدر ؟
صقر وورقاء ، و من عجب
أن تحتمي الورقاء بالصّقر
هذا و أعجب أنّها سلمت
منه على ما فيه من غدر
ظلّت تسير و ظلّ يتبعها
ما نمّ من إثم و لا وزر
طال الطريق و طال سيرها
لكنّ عمر اللّيل في قصر
حتّى إذا سفر الصّباح و قد
رفع الظّلام و كان كالسّتر
و الغاب أوشك أن يبوح بها
و به ، بلا حذر ، إلى النّهر
نظرت إليه بمقلة طفحت
سحرا ووجه فاض بالبشر
قالت له لم يبق من خطر
جمّ نحاذره و لا نذر
أنظر فإنّ الصّبح أوشك أن
يمحو ضياء الأنجم الزّهر
و أراه دبّ إلى الظّلام فهل
هذا دبيب الشّيب في الشّعر
و أسمع ، فأصوات الطيور علت
بين النّقا و الضال و السّدر ؟
قال الفتى أو كنت في خطر ؟
قالت له عجبا ألم تدر ؟
فأجابها ما كان في خطر
من كان صاحبه الفتى هنري
فتقهقرت فزعا فقال لها
لا تهلعي واصغي إلى حرّ
ما كنت بالشّرير قطّ و لا
الرّجل الذي يرتاح للشّرّ
لكنّني دهر يجوز على
دهر يجوز على بني الدّهر
بل إنّني خطر على فئة
منها على خطر ذوي الضّر
قتلوا أبي ظلما فقتلهم
عدل و حسبي العدل أن يجري
لا سلم ما بيني و بينهم
لا سلم بين الهرّ و الفأر
سيرون في الموت منتقما
لا شافع في الأخذ بالثّأر
تالله ما أنساك يا أبتي
أبدا و لا أغضي على وتر
قالت لقد هيّجت لي شجنا
فإليك ما قد كان أمري
بعث المليك إلى أبي فمضى
و أخي معا توّا إلى القصر
فإذا أبي في القبر مرتهن
و إذا أخي في ربقة الأسر
يا ساعديّ بترتما ويد
الدهر الخؤون أحق بالبتر
نابي و ظفري بتّ بعدكما
وحدي بلا ناب و لا ظفر
و يلاه من جور الزّمان بنا
و الويل منه لكلّ مغترّ
و كأنّنا و الموت يرتع في
أرواحنا مرعى و مستمري
لما انتهت و إذا به دهش
حيران كالمأخوذ بالسّحر
شاء الكلام فناله خرس
كلّ البلاغة تحت ذا الحصر
و كذلك الغيداء أذهلها
ميل إلى هذا الفتى الغرّ
قالت أخي و الله
و اقتربت
و إذا به ألقى عباءته
برح الخفاء بها عن الجهر
صاحت أخي فيكتور وا طربي
روحي ، شقيقي ، مهجتي ، ذخري
و تعانقا ، فبكى فرحا
إنّ البخار نتيجة الحرّ
و تساقطت في الخدّ أدمعها
كالقطر فوق نواضر الزّهر
...
قل للألي يشكون دهرهم
لا بدّ من حلو و من مرّ
صبرا إذا جلل أصابكم
فالعسر آخره إلى اليسر

قديم 10-16-2010, 10:44 AM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا و أخت المهاة و القمر
( إيليا أبو ماضي )


آه من الحبّ كلّه عبر
عندي منه الدموع و السهر
وويح صرعى الغرام إنّهم
موتى ، و ما كفّنوا و لا قبروا
يمشون في الأرض ليس يأخذهم
زهو و لا في خدودهم صعر
لو ولج الناس في سرائرهم
هانت ، و ربّي ، عليهم سقر
ما خفروا دمّة ، و لا نكثوا
عهدا ، و لا مالا و لا غدروا
قد حملوا الهون غير ما سأم
لولا الهوى للهوان ما صبروا
لم يبق منّي الضّنى سوى شبح
يكاد ، لولا الرجاء ، يندثر
أمسي و سادي مشابها كبدي
كلاهما النار فيه تستعر
أكل صبّ ، يا ليل ، مضجعة
مثلي فيه القتاد و الإبر
لعلّ طيفا من هند يطرقني
فعند هند عن شقوتي خبر
ما بال هند عليّ غاضبة
ما شاب فودي و ليس بي كبر
ما زلت غضّ الشباب لا وهن
يا هند في عزمتي و لا خور
لا درّ درّ الوشاة قد حلفوا
أن يفسدوا بيننا و قد قدروا
واها لأيّامنا ... أراجعة ؟
فانّهن الحجول و الغرر
أيّام لا الدهر قابض يده
عنّي ، و لا هند قلبها حجر
***
لم أنس ليلا سهرته معها
تحنو علينا الأفنان و الشجر
غفرت ذنب النّوى بزورتها
ذنب النوى باللقاء يغتفر
بتنا عن الراصدين يكتمنا
الأسودان : الظلام و الشعر
ثلاثة للسرور ما رقدوا
أنا و أخت المهاة و القمر
فما لهذي النجوم ساهية
ترنو إلينا كأنّها نذر ؟ ...
إن كان صبح الجبين روّعها
فإنّ ليل الشعور معتكر
أو انتظام العقود أغضبها
فإنّ درّ الكلام منتثر
و ما لتلك الغصون مطرقة
كأنّها للسلام تختصر
تبكي كأنّ الزمان أرهقها
عسرا ، و لكن دموعها الثمر
طورا على الأرض تنثني مرحا
و تارة في الفضاء تشتجر
فأجلفت هند عند رؤيتها
و قد تروع الجآذر الصور
هيفاء لو لم تلن معاطفها
عند التثنّي خشيت تنكسر
من اللّواتي – و لا شبيه لها –
يزينهنّ ادلال و الخفر
في كل عضو و كل جارحة
معنى جديد للحسن مبتكر
تبيت زهر النجوم طامعة
لو أنّها فوق نحرها درر
رخيمة الصوت إن شدت لفتت
لها الدّراري و أنصت السحر
أبثّها الوجد و هي لاهية
أذهلها الحبّ فهي تفتكر
يا هند كم ذا الأنام تعذلنا
و ما أثمنا و لا بنا وزر
فابتدرت هند و هي ضاحكة :
ماذا علينا و إن هم كثروا
فدتك نفسي لو أنّهم عقلوا
و استشعروا الحبّ مثلما عذروا
ما جحد الحبّ غير جاهله
أيجحد الشمس من له بصر ؟
ذرهم و إن أجلبوا و إن صخبوا
و لا تلمهم فما هم بشر !
سرنا الهويناء ما بنا تعب
و قد سكتنا و ما بنا حصر
لكنّ فرط الهيام أسكرنا
و قبلنا العاشقون كم سكروا
فقل لمن يكثر الظنون بنا
ما كان إلاّ الحديث و النظر
حتّى رأيت النجوم آفلة
و كاد قلب الظلام ينفطر
ودّعتها و الفؤاد مضطرب
أكفكف الدمع و هو ينهمر
وودّعتني و من محاجرها
فوق العقيق الجمان ينحدر
قد أضحك الدهر ما بكيت له
كأنّما البين عنده وطر
كانت ليالي ما بها كدر
و الآن أمست و كلّها كدر
إن نفد الدمع من تذكّها
فجادها بعد أدمعي المطر
عسى اللّيالي تدري جنايتها
على قتيل الهوى فتعتذر

قديم 10-16-2010, 10:45 AM
المشاركة 24
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا و النجم
( إيليا أبو ماضي )


مثلي هذا النجم في سهده
و مثله المحبوب في بعده
يختال في عرض السّما تائها
كأنّما يختال في برده
إن شئت فهو الملك في عرشه
أو شئت فهو الطفل في مهده
يرمقني شذرا كأنّي به
يحسبني أطمع في مجده
يسعى و لا يسعى إلى غاية
كمن يرى الغاية في جدّه
كأنّما يبحث عن ضائع
لا يستطيع الصبر من بعده
طال سراه و هو في حيرة
كأنّه المحزون في وجده
في جنح ليل حالك فاحم
كأنّ حظي قدّ من جلده
لا يحسد الأعمى به مبصرا
كلاهما قد ضلّ عن قصده
ساورني الهمّ و ساورته
ما أعجز الإنسان عن ردّه !
ما أعجب الدهر و أطواره
في عين من يمعن في نقده ؟
جرّبته دهرا فما راقني
من هزله شيء و لا جدّه
أكبر منه أنّني زاهد
ما زهد الزاهد في زهده
أكبر منّي ذا و أكبرت أن
يطمع ، أن أطمع في رفده
و عدّني أعجوبة في الورى
مذ رحت لا أعجب من حقده
يا ربّ خلّ كان دوني نهى
عجبت من نحسي و من سعده
و عائش يخطر فوق الثرى
أفضل منه الميت في لحده
أصبح يجبني الورد من شوكه
و بتّ أجني الشوك من ورده
أكذب إن صدّقته بعدما
عرفت منه الكذب في وعده
لا أشتكي الضرّ إذا مسّني
منه ، و لا أطرب من رغده
أعلم أن البؤس مستنفذ
و الرّغد ما لا بدّ من فقده
إذا الليالي قرّبت نازحا
و كنت مشتاقا إلى شهده
أملّك عنه النفس في قربه
خوفا من الوحشة في صدّه
و إن أر الحزن على فائت
أضرّ بي الحزن و لم يجده

قديم 10-16-2010, 10:45 AM
المشاركة 25
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا وهي
( إيليا أبو ماضي )


جلست إليها والترام بنا يعدو
إلى حيث لا واش هناك ولا ضدّ
قد انتظت هذي القطارات في الثّرى
كأن الثّرى وتلك لها عقد
بلى، هي عقد بل عقود ، ألا ترى
على الأرض أسلاكا تدور فتمتدّ؟
يسير فيطوي الأرض طيا كلأنّما
دواليبة أيدي، كأنّ الثذرى يرد
فكالطو
إلاّ أنّ ذيّاك ثابت
توهّمته من سرعة السّير راكدا
وأنّ الدّنى فيمن على ظهرها تعدو
تحوم عليه المركبات كأنه
مليك وتلك المركبات له جند
تقصر عنه الرّيح إما تسابقا
فكيف تجاربه المطهّمة الجرد؟
على أنه في كفّ عبد زمامه
فيا من رأى ملكا يصرفه عبد
كأني به ، يا صاح، دار ضيافة
يغادر وفد ويقصده وفد
خلوت بمن أهوى به رغم عاذلي
ولم يك غير القرب لي ولها قصد
فسار بنا في الأرض وخدا كأنما
درى أنّ ما نبغه منه هو الوخد
فما راعني واللّه إلا وقوفه
فقد كنت أخشى أن يفاجئنا وغد
ولما انتهى من سيره وإذا بنا
على شاطىء البحر الذي ما له حد
هناك وقفنا والشّفاة صوامت
كأن بنا عيّا وليس بنا وجد
سكتنا ولكنّ العيون نواطق
أرق حديث ما العيون به تشدو
سكرنا ولا خمر ولكنّه الهوى
إذا اشتدّ في القلب امرىء ضعف الرشد
فقالت وفي أجفانها الدمع جائل
وقد عاد مصفرّا على خدّها الورد
ألا حبّذا ، يا صاحبي، الموت ههنا
إذا لم يكن من تذوّق الرّدى بدّ
فيالك من فكر مخيف وهائل
ويا لك من مرآى يرقّ له الصّلد
فقلت لها إني محب لكلّ ما
تحبين ، إن السمّ منك هو الشّهد
فقالت أمن أجلي تحنّ إلى الردى؟
دع الهزل إنّ المرء حليته الجد
فقلت لها لو كنت في الخلد راتعا
ولست معي واللّه ما سرّني الخلد
فإن لم يكن مهد إليك يضمّني
فيا حبّذا ، يا هند ، لو ضمّنا لحد
فقالت لعمر الحقّ إنك صادق
فدمت على ود ودام لك الودّ
فلو لم أكن من قبل أعشق حسنها
لهمت بها واللّه حسبي من بعد

قديم 10-16-2010, 10:46 AM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنت
( إيليا أبو ماضي )


مهبط الوحي مطلع الأنبياء
كيف أمسيت مهبط الأرزاء؟
في عيون الأنلم عنك نبوّ
لم يكن في العيون لو لم تسائي
أنت كالحرّة التي انقلب الدّه
ر عليها فأصبحت في الإماء
أنت كالبردة الموشّاة أبلى الطّي
والنّشر ما بها من رواء
أنت مثل الخميلة الغنّاء
عرّيت من أوراقها الخضراء
أنت كاللّيث فلّم الدّهر ظفريه
وأحنى عليه طول الثّواء
أنت كالشّاعر الذي ألف الوحدة
... في محفل من الغوغاء
أنت مثل الجبّار يرسف في الأغلال
في مشهد من الأعداء
لو تشائين كنت أرفة حالا
أو لست قديرة أن تشائي
أنا ما زلت ذا رجاء كثير
ولئن كنت لا أرى ذا رجاء
قد بكى التار كوك منك قنوطا
فبكى الساكنوك خوف التّنائي
كثر النّائحون حولك حتّى
خلت أني في حاجة للعزاء
بذلوا دمعهم وصنت دموعي
إنّما اليائسون أهل البكاء
لو تفيد الدّموع شيئا لأحيت
كلّ عاف مدامع الشّعراء
أنت في حاجة إلى مثل (موسى)
لست في حاجة إلى (أرمياء)
...
مقلة الشّرق ! كم عزيز علينا
أن تكوني ربيّة الأقذاء
شرّدت أهلك النّوائب في الأرض
وكانوا كأنجم الجوزاء
وإذا المرء ضاق بالعيش ذرعا
ركب الموت في سبيل البقاء
لا يبالي مغرب في ذوبة
أن يراه ذووه في الغرباء
...
أرض آبائنا عليك سلام
وسقى اللّه أنفس الآباء
ما هجرناك إذ هجرناك طوعا
لا تظنّي العقوق في الأبناء
يسأم الخلد والحياة نعيم
أفترضى الخلود في البأساء؟
هذه أرضنا بلاقع، تمشي
فوقها كلّ عاصف هوجاء
هذه دورنا منازل للبو
وكانت منازل الورقاء
بدلتها السّنون شوكا من الزّهر
وبالوحش من بني حوّاء
ما طوت كارثا يد الصّبح إّلا
نشرته لنا يد الإمساء
نحن في الأرض تائهون كأنا
قوم موسى في اللّيلة اللّيلاء
تترامى بنا الرّكائب في البيداء
طورا؛ وتارة في الماء
ضعفاء محقّرون كأنا
من ظلام والنّاس من لألاء
واغتراب القوي عزّ وفخر
واغتراب الضّعيف بدء الفناء
عابنا البيض أنّنا غير عجم
والعبدّى بالسّحنة البيضاء
ويح قومي قد أطمع الدّهر فيهم
كلّ قوم حتى بني السّوداء
فإذا فاتنا عدو تجنّى
فأنارانا الأحباب في الأعداء
أطربتنا الأقلام لّما تغنّت
بالمساواة بيننا والإخاء
فسكرنا بها فلماّ صحونا
ما وجدنا منها سوى أسماء !!
...
نحن في دولة تلاشت قواها
كالنّضارة المدفون في الغبراء
أو كمثل الجنين ماتت به الحامل
حيا يجول في الأحشاء
عجبا كيف أصبح الأصل فرعا
والضّحى كيف حلّ في الظّلماء
ما كفتنا مظالم التّرك حتى
زحفوا كالجراد أو كالوباء
طردوا من ربوعهم فأرادوا
طردنا من ربوعنا الحسناء
ما لنا ، والخطوب تأخذ منّا
نتلهّى كأننا في رخاء
ضيم أحرارنا وريع حمانا
وسكتنا، والصّمت للجبناء
نهضة تكشف المذلّة عنّا
فلقد طال نومنا في الشّقاء
نهضة تلفت العيون إلينا
إنّ خوف البلاء شرّ بلاء
نهضة يحمل الأثير صداها
للبرايا في أوّل الأنباء
نهضة تبلغ النفوس مناها
فهي مشتاقة إلى الهيجاء
إنّ ذا هيكل نحن فيه القلب
والقلب سيّد الأعضاء
زعم الخائنون أنّا بما نبغيه
نبغي الوصول للعنفاء
سوف يدرون أنما العرب قوم
لا يبالون غير الأسنّة السّمراء
يوم تمشي على جبال من الألاء
تمشي في لأبحر من دماء
يوم يستشعر المواؤون منّا
إنّما الخاسرون أهل الرّياء

قديم 10-16-2010, 10:47 AM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنت والكأس
( إيليا أبو ماضي )


أنت والكأس في يدي
فلمن أنت في غد؟
فاستشاطت لقولتي
غضبا في تمرّد
وأشاحت بوجهها
وادّعت أنّني ردي!
كاذب في صبابتي
ماذق في تودّدي
قلت: عفوا ، فإنّها
سورة من معربد
وجرى الصلح، والتقى
ثغرها ثغري الصدى
أذعن القلب طائعا
بعد ذاك التمرّد
فنعمنا هنيهة
بالولاء المجدّد
بين ماء مصفّق
وهزار مغرّد
ثمّ عادت وساوسي
فأنا في تردّد
راعها منّي السكوت
فذّمت تبلّدي
قالت: الحبّ سرمد
قلت: لا شيء سرمدي
أتحبّينني إذا
زال مجدي وسؤددي؟
فأجابت لفورها
أنت ، لا المجد،مقصدي
قلت: هل تحفظين عهدي
إذا ضاع عسجدي؟
فأجابت برقّة
أنت، ما عشت ، سيّدي
كنت كالشمس في الغنى
أم فقيرا كجدجد
حسنا... قلت ضاحكا:
يا ملاكي وفرقدي
إنّما هل يدوم لي
حبّك المشرق الندى
إن حتى الدهر قامتي
ومحا الشيب أسودي
وانطوى رونق الصّبا
مثل برق بفدفد؟
قالت : الشكّ آفة الحبّ
فانبذه تسعد
ليس حبّيك للصّبا
لست فيه بأوحد
بل لما فيك من صفات ،
ومن طيب محتد
قلت: والشكّ رائح
في صميري ومغتد:
وإذا غالني الحمام
وأصبحت في غد
جثّة لفّها الثرى
بالظلام المؤبّد
ليس فيها لصاحب
أرب أو لحسّد
وسرى الدود حولها
يتغذّى ويعتدي
ومررت الغداة بي
فمررت بجامد
ونظرت فلم تري
غير عظم مجرّد
بعثرته يد البلى
كنافايات موقد
هل تحبّينني إذن
لخلالي ومحتدي؟
ويك ! صاحت ودمعها
كجمان مبدّد
كم تظنّ الظنون بي
أيّها الزائغ اهتد
أشهد الصبح فائضا
في مروج الزبرجد
أشهد الليل لابا
طلبان التمرّد
أشهد الغيث معطيا،
أشهد الحقل يجتدي
وذوات الجناح من
باغم أو مغرّد
والأزاهير والشّذى
في وهاد وأنجد
أشهد الأرض والسما
أشهد اللّه موجدي
سوف أحيا كما ترى
الهوى والتوجّد
فأناجيك في الضحى
وهو أمراس عسجد
وأناجيك في المسا
والأصيل المورّد
في الربى تخلع الجمال
برودا وترتدي
والسواقي لها غناء
كألحان معبد
والعصافير أقبلت
نحوها للتبرّد
أسهر الليل وحشة
بفؤاد مشدّد
وإذا نمت نمت كي
يطرق الطيف مرقدي
فيظلّ الهيام بي
ينتهي حيث يبتدي
ويحزن تنهّت
فاستجاشت تنهّدي
فاعتنقنا سويعة
مثل جفني مسهّد!
أفلت الأمس هاربا
وغد؟ ليس من غد!
صرت وحدي وليس لي
أربّ في التّوحّد
يا نديمي إلى الكؤوس ،
ويا منشد انشد
زد لي الخمر كلّما
قلت: ((يا صاحبي زد))
لا تقل أيّ موسم
ذا، فذا يوم مولدي!
أنا، ما زلت في الحياة ،
لي شبابي وسؤددي
ولجيني وعسجدي،
وخلالي ومحتدي
إنّما ((تلك)) أخلفت
قبل ليلين موعدي
لم تمت... لا ، وإنّما
أصبحت في سوى يدي!
آفة الحبّ أنّه
في قلوب وأكبد
فهو كالنار لم تدم
في هشيم لوقد

قديم 10-16-2010, 10:47 AM
المشاركة 28
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنفس العشّاق
( إيليا أبو ماضي )


بالأمس بادرني صديق حائر يستفهم
أجهنّم نار ؟ كما زعم الهداة و علّموا ؟
أم زمهرير قارس قاس و كون مظلم ؟
فأحببته ، ما الزمهرير و ما اللّظى المتضرّم
بجهنّم ! .. لكنّما أن لا تحبّ جهنّم
يا صاحبي ، إنّ الخواء هو العذاب الأعظم
القلب إلاّ بالمحبّة منزل متردّم
هي للجراحة مرهم ، و هي للسعادة سلّم
هي في النجوم تألّق ، هي في الحياة ترنّم
هي أنفس العشّاق في غسق الدّجى تتبسّم

قديم 10-16-2010, 10:48 AM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أهلها عرب
( إيليا أبو ماضي )


أقاح ذاك أم شنب
وريق ذاك أم ضرب
ووجه ذاك أم قمر
وخد ذاك أم ذهب
جمال غير مكتسب
وبعض الحسن يكتسب
ثكلت الظرف، عاذلتي
أهذا الحسن يجتنب؟
عددت لها العيوب وليس
إلاّ الظّرف والأدب
فتاة بين مبسمها
وبين عقودها نسب
لواحظها نمتها الهند
لكن أهلها عرب
مرنّحة إذا خطرت
رأيت الغصن يضطرب
مشت وونت روادفها
فكاد الخصر ينقضب
يسر العاذلون إذا
نأت ويعودني الوصب
ويصطخبون إن قربت
وعندي يحسن الطّرب
فأبكى كلّما ضحكوا
وأضحك كلّما غضبوا!

قديم 10-16-2010, 10:49 AM
المشاركة 30
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا نيل
( إيليا أبو ماضي )


وقفت ضحى في شاطيء النيل وقفة
يضنّ بها إلاّ على النيل شاعره
تهلّل حتى يبدو ضميره
و عبّس حتى كاد يشكل ظاهره
فثمّ جلال يملأ النفس هيبة
و ثمّ جلال يملأ العين باهره
فطورا أجيل الطرف في صفحاته
و طورا أجيل الطرف فيما يجاوره
و ألحظ شمس الأفق و هي مطله
تساير فيها ظلّها إذ تسايره
فأحسبها فيه تساهمني
و تحسبني فيها الغرام أشاطره
إذا هي ألقت في حواشيه نورها
رأى التبر يجري في حواشيه ناظره
أطالت به لاتحديق حتى كأنّما
تحاول منه أن تبين سرائره
فيا لهما إلفين باتا بعزل
يخامرها من حبّه ما يخامره
يروح النسيم الرّطب في جنباته
يداعبه طورا و طورا يحاوره
و تقبض من مبسوطه نفحاته
كما قبض الثوب المطرّز ناشره
فيصدف عنه و هو مقطب
كأنّ عدوّا بالنسيم يحاذرة
كأنّي به تدانت سطوره
أوائله قد شكّلت و أواخره
إذا ما جلا للناظرين رموزه
تجلّى لهم ماضي الزمان و حاضره
أيا نيل نبئني أحاديث من مضوا
لعلّ شفاء النفس ما أنت ذاكره
حيالك صبّ بالخطوب مهدّد
جوانحه رهن الهموم و خاطره
أطاع شجونا لو أطاع فؤاده
عليها لفاضت بالنجيع محاجره
يحثّ إليّ الدهر كلّ رزيئة
على عجل حتى كأنّي واتره
و ما أنا بالعبد الذي يرهب العصا
و لكنّني حرّ تروع بوادره
أيا نيل فامنحني على الحقّ قوّة
فما سوّد الضرغام إلاّ أظافره
و هبني بأسا يسكن الدهر عنده
فقد طالما جاشت عليّ مناخره
إذا لم تكن عون الشجيّ على الأسى
فخاذله فيه سواء و ناصره
قني البأس وامنع شعبك الضّعف يتّقي
و ينصفه من حسّاده من يناكره
هو الدهر من ضدّين ذلّ و عزّة
فمن ذلّ شاكيه و من عزّ شاكره
و للقادر الماضي العزيمة حلوة
و للعاجز الواهي الشكيمة حازره
و ما للناس إلا القادرون على العلى
و ليست صنوف الطير إلاّ كواسر
ألم تره منذ استلينت قناته
تمشّت
فأرهق حتى ما يبين كلامه
و قيّد حتى ليس تسري خواطره
و لو ملكوا الأقدار استغفر الذي
له الملك يؤتيه الذي هو آثره
لما تركوا شمس النهار يزوره
سناها ، و لا زهر النجوم تسامره
يريدون أن يبقى و يذهب مجده
و كيف بقاء الشعب بادت مآثره ؟
فغورست في مصر يسدّد سهمه
إليه و قنّاص الوحوش يضافره
يلجّون في إعناته فإذا شكا
يصيحون أنّ الشعب قد ثار ثائره
لقد هزأوا لما تنّبه بعضه
فلم ذعروا لما تنبّه سائره ؟
يقولون جان لا يحلّ فكاكه
و لو أنصفوه حمل الإثم أسره
عجبت لقوم ينكرون شعوره
و هاتا مجاليه و تلك مظاهره
ألم يك في يوم القناة ثباته
دليلا على أن ليس توهى مرائره ؟
يعزّ على المصريّ أن يحمل الأذى
و حاضره يأبى الهوان و غابره
لئن تك للتاريخ و الله زينة
فما زينة التاريخ إلاّ مفاخره
رعى الله من أبنائه من يذود عن
حماه ، و من أضيافه من يظاهره
هم بعثوا فيّ الحياة جديده
فشدت أواخيه و عزّت أواصره
و هم أسمعوا الأيّام صوتا كأنّما
هو الرعد تدوي في السماء زماجره
و هم أطلقوا أقلامهم حين أصبحت
مكبلة أقلامه و محابره
كذلك إن يعدم أخو الظلم ناصرا
فلن يعدم المظلوم حرا يناصره


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الحديث ( إيليا أبو ماضي )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الحديث ( عدنان الصايغ ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 33 01-11-2021 08:29 PM
من شعراء العصر الحديث ( عمر الفرا ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 12 06-24-2011 11:52 AM
من شعراء العصر الحديث ( محمود درويش ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 48 01-14-2011 08:53 PM
من شعراء العصر الحديث ( بدر بن عبد المحسن ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 20 10-19-2010 04:15 PM

الساعة الآن 09:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.